ماقدو فيل زادوه فيلة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ماقدو فيل زادوه فيلة
أخيرا تحرك قلب السلطة المحلية بسلا، وقررت أن تضع حدا لمعاناة عائلة مرحاض سيدي حجي. فقد رق قلبها أخيرا لمعاناة هذه العائلة وخصوصا أطفالها الأبرياء الذين تناضل والدتهم يوميا لحمايتهم من عضات الجرذان. لكن يبدو أن على هذه الأم المسكينة أن تبذل جهدا مضاعفا اليوم لكي تحرس أطفالها ليس من عضات الجرذان فقط وإنما من أنياب الكلاب أيضا. فالإقامة الفسيحة التي نقلهم سعادة القائد إليها بعد أن أقسم لهم على المصحف أنه سيجد حلا عاجلا لمأساتهم، ليست سوى فندق من صنف سانك طواليط. والكارثة أن هذا الفندق الذي يتعايش داخله الإنسان إلى جانب الأبقار والحمير والكلاب لا يتوفر على طواليط واحدة. وهكذا انتقمت السلطة من عائلة عز الدين شر انتقام، وكأنها أرادت أن تقول له :
- دفعتي كبير على الطواليط ديال المخزن، ودابا غادي تحلم باش تشم غير ريحتها ماتلقاهاش...
- دفعتي كبير على الطواليط ديال المخزن، ودابا غادي تحلم باش تشم غير ريحتها ماتلقاهاش...
أخيرا تحرك قلب السلطة المحلية بسلا، وقررت أن تضع حدا لمعاناة عائلة مرحاض سيدي حجي. فقد رق قلبها أخيرا لمعاناة هذه العائلة وخصوصا أطفالها الأبرياء الذين تناضل والدتهم يوميا لحمايتهم من عضات الجرذان. لكن يبدو أن على هذه الأم المسكينة أن تبذل جهدا مضاعفا اليوم لكي تحرس أطفالها ليس من عضات الجرذان فقط وإنما من أنياب الكلاب أيضا. فالإقامة الفسيحة التي نقلهم سعادة القائد إليها بعد أن أقسم لهم على المصحف أنه سيجد حلا عاجلا لمأساتهم، ليست سوى فندق من صنف سانك طواليط. والكارثة أن هذا الفندق الذي يتعايش داخله الإنسان إلى جانب الأبقار والحمير والكلاب لا يتوفر على طواليط واحدة. وهكذا انتقمت السلطة من عائلة عز الدين شر انتقام، وكأنها أرادت أن تقول له :
- دفعتي كبير على الطواليط ديال المخزن، ودابا غادي تحلم باش تشم غير ريحتها ماتلقاهاش...
ويبدو أن سعادة القائد أراد أن يحل مشكل عائلة مرحاض سيدي حجي فأماط اللثام، دون أن يدري، عن فضيحة أكبر من سابقتها وأفدح. وبمجرد ما دخل مراسل ومصور «المساء» إلى هذا الفندق اتصل بي الزميل بلشكر وزف لي خبر عثور السلطة المحلية على حل لعائلة عز الدين قائلا :
- وفيلا هيا عطاو لعز الدين ومراتو...
- حلف بالله...
قلت له وأنا لا أصدق أذني.
- فيلا ديكابوطابل، منهم للسما، وشي حاجة سميتها الباب مكايناش، كاين ليزار...
- والطواليط ؟
- تبغيها للدوا ماتلقاهاش...
- وخديتو شي تصاور بعدا ؟
- التصاور خديناهم، شوف ليا نتا غير إلى تعرف شي طبيب مزيان ديال العينين نمشي ندوز عندو على عيني ملي نسالي، راه شداتني الحساسية بالخنز...
بمجرد ما أنهيت المكالمة جلست أنتظر وصول الصور لكي أكتشف هذا «الفندق» العجيب الذي تعيش فيه عائلات كثيرة بانتظار ترحيلها إلى مساكن تقول السلطات المحلية أنها في طور الإنجاز. ربما تنتظر فقط اقتراب الانتخابات لكي تشرع في توزيع هذه المساكن مقابل أصوات هؤلاء المسحوقين.
الآن يجب أن تتعود عائلة عز الدين على العيش وسط فندق آيل للسقوط، داخل غرفة بدون سقف، لكي يصل إليها يجب أن يصعد نحو الأعلى ويسير بحذر لكي لا ينهار الممر الذي يؤدي إلى الغرفة. ويبدو أن أأمن طريقة للبقاء على قيد الحياة في غرف هذا «الفندق» هي العيش بدون سقف. فقبل أيام انهار أحد الأسقف فوق رجل كان يقطن إحدى غرف الفندق وأودى بحياته. أما أبواب الغرف فكلها ترفع شعار «الأبواب المفتوحة». فهذه هي الأبواب المفتوحة الحقيقية وليست تلك الأبواب التي دعا إليها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قبل مدة. ولكي تخفي كل عائلة حياتها الداخلية تضع إزارا لتغطية باب غرفتها فجميع عائلات الفندق تطبق الشفافية أما إذا أراد أحد هؤلاء القاطنين في الفندق قضاء حاجتهم فما عليهم سوى استعمال البوديزات من أجل التبول، على الأقل بالنسبة للرجال أما النساء فلا علم لي بالتفاصيل، أما في حالة الرغبة في قضاء الحاجة أعزكم الله فالجميع يلتجئ إلى خدمات الميكا الكحلة. وربما لهذا السبب وزارة البيئة مصرة على تأخير إصدار قانون يمنع صناعة الميكا الكحلة.
يحدث هذا على مرمى حجر من مقر وزارة التضامن الاجتماعي التي يوجد على رأسها طبيب أطفال اسمه الهاروشي. ومن مضحكات هذا الوزير الضاحك دوما والذي يعشق تعليق الفراشات الملونة في عنقه مثل مهرجي السيرك، أنه قال لإحدى اليوميات قبل يومين أنه يحتاج خريطة الفقر لكي يقضي على الحاجة. ليس الحاجة التي يقضيها سكان فندق سلا في الميكات ولكن الحاجة بمعنى الفقر. وكأن وزير التضامن لا يستطيع أن يقضي على مثل هذه الشوهة التي تمتهن داخلها كرامة الآدمي بدون خريطة. الهاروشي يتحدث عن الخريطة وكأنه سيلفر الذي يبحث في قصة جزيرة الكنز عن المكان الذي دفنت فيه صناديق الماس والجواهر. والحال أن الفقر في المغرب ظاهر للعيان، خصوصا إذا كان هذا العيان وزيرا، ويكفي أن يغادر ديوان وزارته المكيف، من التكييف وليس الكيف، لكي يخضر عيونه بمظاهر مخجلة للفقر المدقع الذي يعتقد بعض المغاربة أنه انقرض من المغرب منذ سنوات إرني، والذي لا يعرف ماذا يكون إرني هذا عليه أن يسأل جدته لكي تخبره بأنه اسم تلك الجذور التي كان يحفرها المغاربة ليأكلوها بسبب المجاعة التي ضربت المغرب ذات جفاف.
هناك اليوم ملايين المغاربة يعيشون مثل الجرذان، داخل مساكن لا تليق حتى بالبهائم. مع أن الدولة نفخت لنا رؤوسنا بالحديث عن السكن الاجتماعي، وعندما نشاهد حجم الأرباح التي جنتها شركات البناء التي احترفت تصيد مشاريع السكن الاجتماعي نجد أنها وصلت إلى أرقام قياسية. وأنا لا أفهم كيف تسمح الدولة لشركات السكن الاجتماعي بجني كل هذه الأرباح مادام الهدف من هذه المشاريع اجتماعيا بالدرجة الأولى. أي أن الرابح الأول والأخير يجب أن يكون هو المواطن البسيط. لكن يبدو أن بعض هذه الشركات الجشعة لا يهمها أن تستغل السعار العقاري الذي حل بالمغرب لكي تجمع أموال الأثرياء، بل يهمها أن تستغل حتى فقر الناس وبؤسهم لمضاعفة الأرباح. وكذلك الشأن بالنسبة لبعض جمعيات القروض الصغرى التي وجدت أساسا لكي تحل مشاكل الفقراء بمنحهم قروضا صغيرة يستثمرونها، فقد أصبحت تحل مشاكل رؤسائها مع الثروة، بحيث أصبحت فوائد بعض هذه الجمعيات أعلى بكثير من فوائد البنوك. ويروج حاليا حديث خافت حول جمعية للقروض الصغرى ورائحة الشحمة فالشاقور التي تجمع بين الوزير الأول إدريس جطو وبين هذه الجمعية التي بدأت تخيف فوائدها المرتفعة ضحاياها من المستدينين.
إن التطور المخجل لفضيحة عائلة المرحاض يحمل رسالة انتقامية واضحة. فالسلطة حجزت بطاقتي هوية الزوج وزوجته، وحرمتهما حتى من إمكانية الذهاب إلى البنك وفتح حساب، بعد أن طلبنا منهما ذلك في «المساء». فقد بدأت تصلنا شيكات أرسلها بعض المحسنين باسمي الشخصي، فأعدناها إلى أصحابها بانتظار إرسالها في اسم عز الدين أو زوجته، حتى لا يأتي من يتهمنا باستغلال مأساة هذه العائلة إعلاميا لجمع الإعانات على ظهرها. خصوصا وأن الأنظار «مسلطة» علينا هذه الأيام، وهناك أكثر من حاسد ينتظرنا في الدورة.
أما مسيو الهاغوشي، وزير الفقر والفراشات، فليسمح لنا أن ندله على مكان جزيرة الكنز هذه التي يبحث لها عن خريطة. فالفندق الذي تقطن به كل هذه العائلات يوجد في قلب سلا ولا يلزمه أكثر من ربع ساعة ليصله بسياراته الوزارية ويتفقد وضعيته. وهذا لن يكون تكرما منه ولكنه واجبه الذي عينه الملك من أجله، والذي يتقاضى عنه سبعة ملايين في الشهر مقتطعة من ضرائب المغاربة.
مسؤولون كثيرون يحتاجون من يخرجهم من وزاراتهم لكي يكتشفوا المغرب الآخر ويشاهدوا بأنفسهم الدقة فين واصلة. وقد كانت وصية الراحل إدريس بنزكري حقيقة درسا عميقا لبعض هؤلاء المسؤولين الذين لم يكونوا يعرفون من قبل هل آيت واحي اسم قرية أم اسم لاعب كرة قدم في المهجر. إلى أن جاؤوا إليها في سياراتهم الفارهة وكان عليهم أن يترجلوا ويسيروا على أقدامهم آلاف الأمتار فوق طريق تنمو فيها الأحجار دكتها بلدية تيفلت على عجل.
كان من الممكن جدا أن يوصي بنزكري بدفنه في مقبرة الشهداء بالرباط على مرمى حجر من مقر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. لكنه فضل أن يدفن فوق ربوة مجهولة في قرية منسية إلى جانب قبر أمه. لقد كان يعرف أن وزراء ومستشارين وأمراء سيحضرون دفنه، لذلك أوصى بأن يوارى جثمانه في تلك المقبرة المنسية التي تطل على قرية لم يطأ ترابها وزير ولا أمير من قبل، حتى يعلموا بوجودها ويروا بأنفسهم ألا شيء تغير في تلك القرية منذ الاستقلال إلى اليوم. هذا هو الدرس الأول.
الدرس الثاني الذي قدمه بنزكري قبل أن يموت هو أنه اشترى تلك البقعة الأرضية التي كانت قد باعتها أمه ذات ضيق يد، وأعادها إلى ملكية الأسرة. وهي رسالة لكل أبناء المغرب الآخر لكي يتشبثوا بأرضهم حتى النهاية.
أما الدرس الثالث لنهاية هذا الرجل الشجاع والاستثنائي هي أنه أوصى بأن يدفن بالقرب من قبر أمه. وهي رسالة اعتراف بالجميل للمرأة، للأم، التي عاشت المحن والشدائد رفقة ولدها الذي لم تفرح به كما تفرح كل الأمهات بأبنائهن.
لقد أظهر بنزكري للجميع أنه كان دائم الحنين إلى أمه التي انتزعه النظام القاسي من حضنها لكي يبعده عنها سبع عشرة سنة. واليوم، بعد كل هذا العذاب، آن له أن يرتاح بجانبها إلى الأبد.
أما الرسالة الأخيرة والأكثر أهمية، فهي أن جميع الذين حضروا جنازة بنزكري شاهدوا جيدا أن ما يذهب مع الميت في النهاية هو عمله. أما أمواله وقصوره وخدمه وحشمه فيبقون في دار الباطل. فهل وصلت الرسائل...
- دفعتي كبير على الطواليط ديال المخزن، ودابا غادي تحلم باش تشم غير ريحتها ماتلقاهاش...
ويبدو أن سعادة القائد أراد أن يحل مشكل عائلة مرحاض سيدي حجي فأماط اللثام، دون أن يدري، عن فضيحة أكبر من سابقتها وأفدح. وبمجرد ما دخل مراسل ومصور «المساء» إلى هذا الفندق اتصل بي الزميل بلشكر وزف لي خبر عثور السلطة المحلية على حل لعائلة عز الدين قائلا :
- وفيلا هيا عطاو لعز الدين ومراتو...
- حلف بالله...
قلت له وأنا لا أصدق أذني.
- فيلا ديكابوطابل، منهم للسما، وشي حاجة سميتها الباب مكايناش، كاين ليزار...
- والطواليط ؟
- تبغيها للدوا ماتلقاهاش...
- وخديتو شي تصاور بعدا ؟
- التصاور خديناهم، شوف ليا نتا غير إلى تعرف شي طبيب مزيان ديال العينين نمشي ندوز عندو على عيني ملي نسالي، راه شداتني الحساسية بالخنز...
بمجرد ما أنهيت المكالمة جلست أنتظر وصول الصور لكي أكتشف هذا «الفندق» العجيب الذي تعيش فيه عائلات كثيرة بانتظار ترحيلها إلى مساكن تقول السلطات المحلية أنها في طور الإنجاز. ربما تنتظر فقط اقتراب الانتخابات لكي تشرع في توزيع هذه المساكن مقابل أصوات هؤلاء المسحوقين.
الآن يجب أن تتعود عائلة عز الدين على العيش وسط فندق آيل للسقوط، داخل غرفة بدون سقف، لكي يصل إليها يجب أن يصعد نحو الأعلى ويسير بحذر لكي لا ينهار الممر الذي يؤدي إلى الغرفة. ويبدو أن أأمن طريقة للبقاء على قيد الحياة في غرف هذا «الفندق» هي العيش بدون سقف. فقبل أيام انهار أحد الأسقف فوق رجل كان يقطن إحدى غرف الفندق وأودى بحياته. أما أبواب الغرف فكلها ترفع شعار «الأبواب المفتوحة». فهذه هي الأبواب المفتوحة الحقيقية وليست تلك الأبواب التي دعا إليها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قبل مدة. ولكي تخفي كل عائلة حياتها الداخلية تضع إزارا لتغطية باب غرفتها فجميع عائلات الفندق تطبق الشفافية أما إذا أراد أحد هؤلاء القاطنين في الفندق قضاء حاجتهم فما عليهم سوى استعمال البوديزات من أجل التبول، على الأقل بالنسبة للرجال أما النساء فلا علم لي بالتفاصيل، أما في حالة الرغبة في قضاء الحاجة أعزكم الله فالجميع يلتجئ إلى خدمات الميكا الكحلة. وربما لهذا السبب وزارة البيئة مصرة على تأخير إصدار قانون يمنع صناعة الميكا الكحلة.
يحدث هذا على مرمى حجر من مقر وزارة التضامن الاجتماعي التي يوجد على رأسها طبيب أطفال اسمه الهاروشي. ومن مضحكات هذا الوزير الضاحك دوما والذي يعشق تعليق الفراشات الملونة في عنقه مثل مهرجي السيرك، أنه قال لإحدى اليوميات قبل يومين أنه يحتاج خريطة الفقر لكي يقضي على الحاجة. ليس الحاجة التي يقضيها سكان فندق سلا في الميكات ولكن الحاجة بمعنى الفقر. وكأن وزير التضامن لا يستطيع أن يقضي على مثل هذه الشوهة التي تمتهن داخلها كرامة الآدمي بدون خريطة. الهاروشي يتحدث عن الخريطة وكأنه سيلفر الذي يبحث في قصة جزيرة الكنز عن المكان الذي دفنت فيه صناديق الماس والجواهر. والحال أن الفقر في المغرب ظاهر للعيان، خصوصا إذا كان هذا العيان وزيرا، ويكفي أن يغادر ديوان وزارته المكيف، من التكييف وليس الكيف، لكي يخضر عيونه بمظاهر مخجلة للفقر المدقع الذي يعتقد بعض المغاربة أنه انقرض من المغرب منذ سنوات إرني، والذي لا يعرف ماذا يكون إرني هذا عليه أن يسأل جدته لكي تخبره بأنه اسم تلك الجذور التي كان يحفرها المغاربة ليأكلوها بسبب المجاعة التي ضربت المغرب ذات جفاف.
هناك اليوم ملايين المغاربة يعيشون مثل الجرذان، داخل مساكن لا تليق حتى بالبهائم. مع أن الدولة نفخت لنا رؤوسنا بالحديث عن السكن الاجتماعي، وعندما نشاهد حجم الأرباح التي جنتها شركات البناء التي احترفت تصيد مشاريع السكن الاجتماعي نجد أنها وصلت إلى أرقام قياسية. وأنا لا أفهم كيف تسمح الدولة لشركات السكن الاجتماعي بجني كل هذه الأرباح مادام الهدف من هذه المشاريع اجتماعيا بالدرجة الأولى. أي أن الرابح الأول والأخير يجب أن يكون هو المواطن البسيط. لكن يبدو أن بعض هذه الشركات الجشعة لا يهمها أن تستغل السعار العقاري الذي حل بالمغرب لكي تجمع أموال الأثرياء، بل يهمها أن تستغل حتى فقر الناس وبؤسهم لمضاعفة الأرباح. وكذلك الشأن بالنسبة لبعض جمعيات القروض الصغرى التي وجدت أساسا لكي تحل مشاكل الفقراء بمنحهم قروضا صغيرة يستثمرونها، فقد أصبحت تحل مشاكل رؤسائها مع الثروة، بحيث أصبحت فوائد بعض هذه الجمعيات أعلى بكثير من فوائد البنوك. ويروج حاليا حديث خافت حول جمعية للقروض الصغرى ورائحة الشحمة فالشاقور التي تجمع بين الوزير الأول إدريس جطو وبين هذه الجمعية التي بدأت تخيف فوائدها المرتفعة ضحاياها من المستدينين.
إن التطور المخجل لفضيحة عائلة المرحاض يحمل رسالة انتقامية واضحة. فالسلطة حجزت بطاقتي هوية الزوج وزوجته، وحرمتهما حتى من إمكانية الذهاب إلى البنك وفتح حساب، بعد أن طلبنا منهما ذلك في «المساء». فقد بدأت تصلنا شيكات أرسلها بعض المحسنين باسمي الشخصي، فأعدناها إلى أصحابها بانتظار إرسالها في اسم عز الدين أو زوجته، حتى لا يأتي من يتهمنا باستغلال مأساة هذه العائلة إعلاميا لجمع الإعانات على ظهرها. خصوصا وأن الأنظار «مسلطة» علينا هذه الأيام، وهناك أكثر من حاسد ينتظرنا في الدورة.
أما مسيو الهاغوشي، وزير الفقر والفراشات، فليسمح لنا أن ندله على مكان جزيرة الكنز هذه التي يبحث لها عن خريطة. فالفندق الذي تقطن به كل هذه العائلات يوجد في قلب سلا ولا يلزمه أكثر من ربع ساعة ليصله بسياراته الوزارية ويتفقد وضعيته. وهذا لن يكون تكرما منه ولكنه واجبه الذي عينه الملك من أجله، والذي يتقاضى عنه سبعة ملايين في الشهر مقتطعة من ضرائب المغاربة.
مسؤولون كثيرون يحتاجون من يخرجهم من وزاراتهم لكي يكتشفوا المغرب الآخر ويشاهدوا بأنفسهم الدقة فين واصلة. وقد كانت وصية الراحل إدريس بنزكري حقيقة درسا عميقا لبعض هؤلاء المسؤولين الذين لم يكونوا يعرفون من قبل هل آيت واحي اسم قرية أم اسم لاعب كرة قدم في المهجر. إلى أن جاؤوا إليها في سياراتهم الفارهة وكان عليهم أن يترجلوا ويسيروا على أقدامهم آلاف الأمتار فوق طريق تنمو فيها الأحجار دكتها بلدية تيفلت على عجل.
كان من الممكن جدا أن يوصي بنزكري بدفنه في مقبرة الشهداء بالرباط على مرمى حجر من مقر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. لكنه فضل أن يدفن فوق ربوة مجهولة في قرية منسية إلى جانب قبر أمه. لقد كان يعرف أن وزراء ومستشارين وأمراء سيحضرون دفنه، لذلك أوصى بأن يوارى جثمانه في تلك المقبرة المنسية التي تطل على قرية لم يطأ ترابها وزير ولا أمير من قبل، حتى يعلموا بوجودها ويروا بأنفسهم ألا شيء تغير في تلك القرية منذ الاستقلال إلى اليوم. هذا هو الدرس الأول.
الدرس الثاني الذي قدمه بنزكري قبل أن يموت هو أنه اشترى تلك البقعة الأرضية التي كانت قد باعتها أمه ذات ضيق يد، وأعادها إلى ملكية الأسرة. وهي رسالة لكل أبناء المغرب الآخر لكي يتشبثوا بأرضهم حتى النهاية.
أما الدرس الثالث لنهاية هذا الرجل الشجاع والاستثنائي هي أنه أوصى بأن يدفن بالقرب من قبر أمه. وهي رسالة اعتراف بالجميل للمرأة، للأم، التي عاشت المحن والشدائد رفقة ولدها الذي لم تفرح به كما تفرح كل الأمهات بأبنائهن.
لقد أظهر بنزكري للجميع أنه كان دائم الحنين إلى أمه التي انتزعه النظام القاسي من حضنها لكي يبعده عنها سبع عشرة سنة. واليوم، بعد كل هذا العذاب، آن له أن يرتاح بجانبها إلى الأبد.
أما الرسالة الأخيرة والأكثر أهمية، فهي أن جميع الذين حضروا جنازة بنزكري شاهدوا جيدا أن ما يذهب مع الميت في النهاية هو عمله. أما أمواله وقصوره وخدمه وحشمه فيبقون في دار الباطل. فهل وصلت الرسائل...
simo- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 1173
تاريخ الميلاد : 07/08/1989
العمر : 35
الدولة : maroc
المهنة : تلميد
المدينة : مكونة
رقم عضويه : 3
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: ماقدو فيل زادوه فيلة
جزاك الله خيرا أخي على الموضوع الأكثر من رائعة...
أظن أن رشيد نينني هو الصوت الحر الذي الذي ينطق في المغرب.. وأرجو أن لا أبالغ ..
فلا أظن أحدا يصل إلى جرأته..
أسأل الله أن يحفظه لا يحرمنا من قلمه الذي ينطق بلساننا
أظن أن رشيد نينني هو الصوت الحر الذي الذي ينطق في المغرب.. وأرجو أن لا أبالغ ..
فلا أظن أحدا يصل إلى جرأته..
أسأل الله أن يحفظه لا يحرمنا من قلمه الذي ينطق بلساننا
idrissi- الحضور المميز
-
عدد الرسائل : 140
تاريخ الميلاد : 27/08/1985
العمر : 39
الدولة : maroc
المهنة : tngi
المدينة : fes
رقم عضويه : 17
رد: ماقدو فيل زادوه فيلة
جزاك الله خيرا أخي على الموضوع
noura- وسام المبدعين
-
عدد الرسائل : 698
تاريخ الميلاد : 13/02/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المهنة : تلميذة
المدينة : tinghir
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى