الإسهال في الصيف

من وظائف الخلايا المكونة لجدار المعي الغليظ (أي القولون) هي استرجاع الماء الزائد حتى تقي الجسم من الإسهال أولا وتضمن إعادة تمييه خلايا الجسم ثانيا وهذا بامتصاصها لكمية من الماء·
يفتقد جسم الإنسان لمخزونه من الماء في هذا الفصل الحار بسرعة كلما اشتدت الحرارة أكثر عن طريق التعرق والتنفس وغيرها، وسرعان ما يجد نفسه بين لحظة وأخرى في أمس الحاجة لهذا العنصر الحيوي الهام ·
يجب على الأولياء تزويد أبنائهم بكميات إضافية من الماء عند ارتفاع الحرارة وكذلك الأشخاص المسنين، لأن حاجيات الجسم للماء غالبا ما تتضاعف في مثل هذه الظروف·
الإسهال هو ظاهرة مرضية يزداد انتشارها بكثرة في فصل الصيف خاصة لأسباب عدة، أهمها قلة النظافة، الحياة الجماعية، تكاثر الجراثيم وضعف المقاومة·· إلخ وخاصة إذا ما تعلّق الأمر سواء بالطفل الذي كلما كان أصغر كلما كان تأثره أكثر بمضاعفات هذا المرض، سواء الشخص المسن الذي يمثل أرضية جد حساسة بالأمراض وخاصة في فصل الصيف والذي يتأثر هو الآخر بارتفاع درجات الحرارة بسهولة وبما ينجم عنها حينما تبلغ ذروتها أو أثناء احتراق الغابات مثلا·
إن الإسهال حالة استعجالية تقتضي كل العناية ومعالجة سريعة قبل تفاقمها·
أمراض عدة قد تكون سببا في ظهور حالة الإسهال سواء عند الطفل كالحساسية للحليب أو الإكثار من السكر في الحليب أو عدوى الأمعاء أو إصابة أخرى مثل التهاب الأذن، التهاب الأنف والحنجرة أو البوحمرون ··· الخ سواء عند الراشد مثل اضطراب عملية الامتصاص، عجز الكولون، أورام الأمعاء، الطفيليات·· الخ لكن السبب الرئيسي في فصل الصيف غالبا ما يعود إلى عامل التغذية أو الماء وباقي المشروبات أو الفواكه والحلويات التي يستهلكها الإنسان وهي غير صالحة للاستهلاك أو معفنة لأنها بقيت معرضة مدة تحت أشعة الشمس أو أنه لم يتم طهيها بالكفاية اللازمة أو لم يتم غسلها جيدا·· الخ، تحتاج هذه العوامل المسببة للإسهال كلها أخذها بعين الاعتبار طوال أيام السنة وأكثر عند قروب فصل الصيف، أين تصبح الجراثيم متواجدة بعدد أكبر وعدوانية أكثر، حيث يساهم في ذلك تواجد أغلب الناس في عطلة بعيدين عن منازلهم ومحيطهم المعتاد وأين يكثر الاختلاط والاكتظاظ والحياة الجماعية وتقلّ شروط النظافة·
إن من وظائف الخلايا المكونة لجدار المعي الغليظ أو الكولون هي استرجاع الماء الزائد حتى تقي الجسم من الإسهال أولا وتضمن إعادة تمييه خلايا الجسم ثانيا· وهذا بامتصاص هذه الكمية من الماء، لكن غياب هذه العملية الذي يحدث في حالات عديدة سواء بسبب وجود بكتيريا عدوانية أو فيروس أو طفيلي أو تغيير الحمية الغذائية أو الماء·· الخ قد يؤدي إلى الإصابة بالإسهال بسبب هروب أيونات الصوديوم التي تتبعها كميات هامة من الماء التي تؤدي في غياب العلاج المبكر وإعادة التمييه عن طريق الفم أو عبر حقنة بسرعة، إلى ظهور الاجتفاف الذي يسبب الموت في كثير من الحالات وخاصة عند الطفل الصغير·
يتظاهر الاجتفاف بعلامات مثل العطش، جفاف الفم والجلد أو البشرة التي إذا مسكناها بين أصبعين تحافظ على الثني المكون عند تسريحها، إضافة إلى دخول العينين وتسود الأجفان مع عياء بالغ وأوجاع وتشنجات ثم نقص التبول ونقص الوزن قد تتطور إلى حالة صدمة بنقص حجم الدم ودخول المريض في غيبوبة·
الوقاية هي أحسن وسيلة لتفادي المرض مهما كان نوعه·
ولتفادي الإصابة بالإسهال يكفي الاعتناء بالنظافة الجسدية والمحيطية، ويجب غسل الأيدي قبل الشروع في تحضير الطعام وغسل الأواني وجعل لكل فرد من العائلة إنائه الخاص وكأسه وملعقته وعدم خلطها وغسل الأيدي قبل الأكل وبعده وغسل الخضر جيدا وكذلك الفواكه وتجنب المأكولات المعرضة لأشعة الشمس والانتباه جيدا إلى تاريخ الصلاحية، ولا ننسى أن نضع قطرة جافيل في كل لتر من الماء في فصل الصيف·
الإسهال يؤدي لا محال إلى الاجتفاف الذي يسبّب الموت عند الطفل في كثير من الحالات وحتى عند المسن وخاصة إذا كان مصحوبا بالقيء أو بالحمى وغيرها من الأعراض التي تعقّد الأمر وتسرّع بانهيار الوظائف كلها وقد تخلق مرض مثل إتلاف عملية الامتصاص الذي يترك آثاره عند الطفل·

مشكوووور يا أخي على الموضوع الرائع
بارك الله فيك

الإسهال في الصيف

الإسهال في الصيف

رد: الإسهال في الصيف