المعلمة الأمُ
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المعلمة الأمُ
السلام عليكم
المعلمة الأمُ
* وقفت في بداية العام الدراسي أمام تلامذة الصف الخامس الابتدائي لتقول لهم كباقي المعلمات بأنها تحبهم جميعا ، ولا تميز واحداً عن آخر.والحقيقة أن "مسز تومسون"كانت تكذب ، فكيف لها أن تحب " تيدي " الوسخ المشاغب الذي يفتعل المشاكل ولا يستحم إلاّ نادراً ؟
جرّبت معه مختلف أنواع الطرق التربوية الحديثة ، إلاّ أنها باءت بالفشل . عندها لم تجد بُدّاً من فتح ملفه بالكامل لدراسته بشكل دقيق !
" تيدي ولد ذكي ، يحب الضحك ، يقوم بكل واجباته ، وهو مرتب ومهذب " ، هذا ما كتبته معلمة الصف الأول ابتدائي .
أما في السنة الثانية الابتدائية ، فذكرت معلمة الصف : " تيدي ولد ممتاز ، يحب رفاقه . تعاني والدته من مرض خبيث ، ولا شك أن ذلك ينعكس على نفسيته ".
تابعت " مسز تومسون " قراءتها ، ووصلت إلى الصف الثالث الابتدائي : " لا يهتم به ... حياته داخل البيت ستؤثر في تحصيله الأكاديمي ما لم يتم تدارك المشكلة بسرعة " .
وأضافت معلمة الصف الرابع الابتدائي : " تيدي لا يظهر أي اهتمام للمدرسة . لا يلعب مع رفاقه ، وأحياناً ينام في الصف " .
توضّحت الصورة لدى " مسز تومسون " بعد أن عرفت وضع تلميذها . وكم خجلت من نفسها عندما تذكرت بأنها أنّبته مرارا أمام رفاقه! ووضعت له الكثير من علامات (x) الحمراء على أوراقه . وأحست بضيق أكبر عندما قدم لها تلامذتها هدايا الميلاد مغلّفة بأوراق وشرائط ملونة جميلة . باستثناء هدية" تيدي " التي غلّفها بكيس ورق عتيق حصل عليه من محل الخضار . بدأ التلامذة بالضحك عندما فتحت " مسز تومسون " الهدية لتفاجأ بسوار قديم مستعمل وبزجاجة عطر شبه فارغة بعد أن استهلك ثلاثة أرباعها إلا أنّ " مسز تومسون " قطعت على تلامذتها حبل الضحك عندما تناولت قنينة العطر ورشت نقتطين على نفسها . ثم وضعت السوار في معصمها ، وشكرت " تيدي " على هديته اللطيفة . في ذلك اليوم بقي " تيدي " بعد دوام المدرسة ليقول لمعلمته بحسرة : " مسز تومسون ، رائحة عطرك تشبه رائحة أمي " ! بعد أن غادر التلاميذ الصف بكت " مسز تومسون " لمدة ساعة على الأقل .
ومنذ ذلك اليوم انصرفت السيدة من تعليم القراءة والكتابة والحساب إلى بناء الإنسان . بدأت " مسز تومسون " تولي " تيدي " عناية خاصة . وعاد عقل "تيدي " ليشتغل ويعمل من جديد . كان يتجاوب معها بسرعة كلما سمع تشجيعها له. وفي نهاية السنة أصبح " تيدي " من أذكى أولاد الصف واشطرهم .
صحيح أن " مسز تومسون " قالت لتلامذتها في مطلع السنة بأنها ستحبهم جميعهم دون تمييز ، إلاّ أنها أحبّت " تيدي " أكثر منهم جميعاً .
سنة كاملة مضت قبل أن تتسلم " مسز تومسون " رسالة من " تيدي " يخبرها فيها بأنها أفضل أستاذة مرت في حياته . ست سنوات مرت استلمت بعدها " مسز تومسون" رسالة ثانية منه يعلمها فيها بأنه تخرج من المدرسة ، وجاء في الترتيب الثالث على الدفعة ، وبأنها ما زالت أحسن معلمة قابلها في حياته .
بعد أربع سنوات كتب يقول بأنه أنهى تعليمه الجامعي . وبأن اسمه وردفي لائحة الشرف ، وبأنه سيتابع دراسات عليا . ثم أضاف : ما زلت معلمتي المفضلة .
أربع سنوات مضت قبل أن يبعث من جديد برسالة رابعة يؤكد فيها بأنها ما زالت المعلمة المفضلة . إلاّ أنّ التوقيع هذه المرة كان يحمل اسم الدكتور " تيودور ستودارد"
القصة لا تنتهي عند هذا الحد ، لأن رسالة خامسة ستصلها مع مطلع الربيع ، يخبرها " تيدي " فيها بأنه قابل فتاة أحلامه وبأنهما سيتزوجان في الصيف القادم ، ويذكر في رسالته بأن والده توفي منذ عدة أعوام ، ويسألها إذا كانت توافق على حضور حفل زفافه والجلوس في المقعد المحجوز لأم العريس .
لم تنس السيدة " تومسون " أن تضع السوار الذي قدمه لها تلميذ الصف الخامس ابتدائي وهي تستعد لحضور حفل الزفاف ، وتأكدت جيداً قبل مغادرة البيت من أن ترش نفس العطر الذي وضعته والدة " تيدي " في آخر عيد قضاه الطفل مع أمه . ضمت السيدة " تومسون " الدكتور " تيودور " الذي همس بأذنها : شكراً مسز تومسون لتشجيعي وإعطائي ثقة كبيرة بنفسي ! لقد غيّرتِ لي حياتي .
أجابته وهي تمسح دموعها : " لا ! أنت الذي غَيّرتَ لي حياتي . قبل أن ألقاك كنت أعلّم وأدرّس ، أما الآن فأنا أبني وأربّي "
المعلمة الأمُ
* وقفت في بداية العام الدراسي أمام تلامذة الصف الخامس الابتدائي لتقول لهم كباقي المعلمات بأنها تحبهم جميعا ، ولا تميز واحداً عن آخر.والحقيقة أن "مسز تومسون"كانت تكذب ، فكيف لها أن تحب " تيدي " الوسخ المشاغب الذي يفتعل المشاكل ولا يستحم إلاّ نادراً ؟
جرّبت معه مختلف أنواع الطرق التربوية الحديثة ، إلاّ أنها باءت بالفشل . عندها لم تجد بُدّاً من فتح ملفه بالكامل لدراسته بشكل دقيق !
" تيدي ولد ذكي ، يحب الضحك ، يقوم بكل واجباته ، وهو مرتب ومهذب " ، هذا ما كتبته معلمة الصف الأول ابتدائي .
أما في السنة الثانية الابتدائية ، فذكرت معلمة الصف : " تيدي ولد ممتاز ، يحب رفاقه . تعاني والدته من مرض خبيث ، ولا شك أن ذلك ينعكس على نفسيته ".
تابعت " مسز تومسون " قراءتها ، ووصلت إلى الصف الثالث الابتدائي : " لا يهتم به ... حياته داخل البيت ستؤثر في تحصيله الأكاديمي ما لم يتم تدارك المشكلة بسرعة " .
وأضافت معلمة الصف الرابع الابتدائي : " تيدي لا يظهر أي اهتمام للمدرسة . لا يلعب مع رفاقه ، وأحياناً ينام في الصف " .
توضّحت الصورة لدى " مسز تومسون " بعد أن عرفت وضع تلميذها . وكم خجلت من نفسها عندما تذكرت بأنها أنّبته مرارا أمام رفاقه! ووضعت له الكثير من علامات (x) الحمراء على أوراقه . وأحست بضيق أكبر عندما قدم لها تلامذتها هدايا الميلاد مغلّفة بأوراق وشرائط ملونة جميلة . باستثناء هدية" تيدي " التي غلّفها بكيس ورق عتيق حصل عليه من محل الخضار . بدأ التلامذة بالضحك عندما فتحت " مسز تومسون " الهدية لتفاجأ بسوار قديم مستعمل وبزجاجة عطر شبه فارغة بعد أن استهلك ثلاثة أرباعها إلا أنّ " مسز تومسون " قطعت على تلامذتها حبل الضحك عندما تناولت قنينة العطر ورشت نقتطين على نفسها . ثم وضعت السوار في معصمها ، وشكرت " تيدي " على هديته اللطيفة . في ذلك اليوم بقي " تيدي " بعد دوام المدرسة ليقول لمعلمته بحسرة : " مسز تومسون ، رائحة عطرك تشبه رائحة أمي " ! بعد أن غادر التلاميذ الصف بكت " مسز تومسون " لمدة ساعة على الأقل .
ومنذ ذلك اليوم انصرفت السيدة من تعليم القراءة والكتابة والحساب إلى بناء الإنسان . بدأت " مسز تومسون " تولي " تيدي " عناية خاصة . وعاد عقل "تيدي " ليشتغل ويعمل من جديد . كان يتجاوب معها بسرعة كلما سمع تشجيعها له. وفي نهاية السنة أصبح " تيدي " من أذكى أولاد الصف واشطرهم .
صحيح أن " مسز تومسون " قالت لتلامذتها في مطلع السنة بأنها ستحبهم جميعهم دون تمييز ، إلاّ أنها أحبّت " تيدي " أكثر منهم جميعاً .
سنة كاملة مضت قبل أن تتسلم " مسز تومسون " رسالة من " تيدي " يخبرها فيها بأنها أفضل أستاذة مرت في حياته . ست سنوات مرت استلمت بعدها " مسز تومسون" رسالة ثانية منه يعلمها فيها بأنه تخرج من المدرسة ، وجاء في الترتيب الثالث على الدفعة ، وبأنها ما زالت أحسن معلمة قابلها في حياته .
بعد أربع سنوات كتب يقول بأنه أنهى تعليمه الجامعي . وبأن اسمه وردفي لائحة الشرف ، وبأنه سيتابع دراسات عليا . ثم أضاف : ما زلت معلمتي المفضلة .
أربع سنوات مضت قبل أن يبعث من جديد برسالة رابعة يؤكد فيها بأنها ما زالت المعلمة المفضلة . إلاّ أنّ التوقيع هذه المرة كان يحمل اسم الدكتور " تيودور ستودارد"
القصة لا تنتهي عند هذا الحد ، لأن رسالة خامسة ستصلها مع مطلع الربيع ، يخبرها " تيدي " فيها بأنه قابل فتاة أحلامه وبأنهما سيتزوجان في الصيف القادم ، ويذكر في رسالته بأن والده توفي منذ عدة أعوام ، ويسألها إذا كانت توافق على حضور حفل زفافه والجلوس في المقعد المحجوز لأم العريس .
لم تنس السيدة " تومسون " أن تضع السوار الذي قدمه لها تلميذ الصف الخامس ابتدائي وهي تستعد لحضور حفل الزفاف ، وتأكدت جيداً قبل مغادرة البيت من أن ترش نفس العطر الذي وضعته والدة " تيدي " في آخر عيد قضاه الطفل مع أمه . ضمت السيدة " تومسون " الدكتور " تيودور " الذي همس بأذنها : شكراً مسز تومسون لتشجيعي وإعطائي ثقة كبيرة بنفسي ! لقد غيّرتِ لي حياتي .
أجابته وهي تمسح دموعها : " لا ! أنت الذي غَيّرتَ لي حياتي . قبل أن ألقاك كنت أعلّم وأدرّس ، أما الآن فأنا أبني وأربّي "
قصة مؤثرة حقا من خلالها نعرف ان نصف التعليم او اكثر يبدْأ بالمعاملة الحسنة
هذه المعلمة تحولت الى ام قبل ان تكون معلمة فاصلحت ونجحت وانقذت طفل ذكي من الضياع
اتمنى ومن اعماق قلبي ان تكون معلمات ابنائنا مثل معلمة تيدي
واتمنى ايضا ان يكون في مؤسسات ابنائنا نفسانيون لمتابعتهم
trahmya- الوسام الذهبي
-
عدد الرسائل : 580
تاريخ الميلاد : 04/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : ts cttp
المدينة : kelaa m'gouna
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
MoUlAy YoUsSeF- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 1332
تاريخ الميلاد : 05/10/1988
العمر : 36
الدولة : المملكة المغربية
المهنة : طالب
المدينة : casablanca
الهاتف : 0670766129
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: المعلمة الأمُ
السلام عليكم
قصة مؤثرة .اعجبتني كثيرا
بانتظار جديدك
قصة مؤثرة .اعجبتني كثيرا
بانتظار جديدك
leila looool- العضوة الذهبية
-
عدد الرسائل : 1290
الدولة : maroc
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى