هل تعرفون وطني

هل تعرفون وطني، وطني ياوجعي.
هل تعرفون بلدي، بلدي كربي.
وطني وطنٌ اتجرع في مصابه علقما فيُشتَمّ من عيني،غضبا، رائحة الحنضل المداس.
وطني وطنٌ دبغ الضهر بالسياط ملء الدنيا بنحيبه صباح مساء، عاريا تنهشه الفراس.
وطني وطن ككسرة خبز تجف فتحملها الرياح تتخطفها الغربان او رطبة فيغطها النواس.
وطني جسد مريض يتوسد المتوسط وقيحه يملئ المحيط، دوده وصديده قوت الجيران.
وطني وطن فيه الموت جرح سنان والجرح قول لسان.
وطني وطن يتكفل فيه فقط بالدفن وطقوس التأبين، وأنين الثَكَالىَ لايعفيها من دفع ثمن الاكفان.
وطني وطن يولد فيه المولود بحجز في السجن، فلأغلال هنالك بكل المقاسات.
وحفر مجهزة بين التلال لإستقبال وافدي الأقدار
وطني وطن تردد فيه كل الألحان في القنوات، القاعات، الشواطئ والساحات فهلم ارقص بكل الحركات.
فل ترقص طربا اوفل تتمايل وجعا بوغز الهروات فتبيت في نواح موشوما ومصابا بكل العاهات.
اوتضل اصم ابكم مشلول كل الأطراف، تعيش منتضرا فتات خبز او دودة تائهة بين الأحشاء.
وطني وطن مغموس في ضلام حالك فجاؤوه بشمعة الأقدار،
صنعوا لنا بها جو الحنين فرجعنا ننغمس في سبات.
شمعة ترسل اشعة باردة، في ليلة قارة كلنا فيها اطفال مهزوزي الكيان،
صوت العاصفة تزحزح النوافد وعواء الدئاب يملأ كل الأرجاء فنتجاهل خوفا كل من طرق الابواب.
وطني ليلة اشبه مايكون بليالي شتاء بارد ننتضر فيها اشراقة الشمس حتى يخيم ليل جديد, فبشرى للنيام.
وطني ياوجعي بحالك مكلوم، ارتعش لكل وقع فأتفقد الأهل والاحباب.
بلدي ياكربي تريني نفسي في كل جنازة حاملا اومحمول في نعش الفراق،
سأضل حاملا كفني ونعشي في كل الأوقات.
فآخر اعيادنا كان عزاء.
واخر سفر كارتة نسبهوا للأقدار.