السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
ما هم السبع الموبقات
السبع الموبقات (1)
الحمد لله رب العالمين أكمل الدين وأتم النعمة علي المسلمين . فمن زاد أو استزاد فقد زاغ وحاد وتعدي وظلم . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه واستغفره وأستعين به وأستنصره وأتوكل في جميع الأمور عليه . وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله فكان أقرب المقربين إليه . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه ونال عظيم الأجر.
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله عز وجل وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اتقوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون :ـ
أبو هريرة :
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي أسلم سنة 6 هـ وقدم المدينة سنة 7هـ وكان الرسول في خيبر فصادف قدومه مجيء النبي صلي الله عليه وسلم . كان اسمه في الجاهلية عبد شمس فغيره النبي إلي عبد الرحمن . وكناه بأبي هريرة لأنه كان له هر يلازمه كظله وكان من أهل الصفة بل كان عريف أهل الصفة . روي عن النبي 5374 حديث وما ذلك إلا لأنه كان المهاجرون في تجارتهم والأنصار في زراعتهم وأبو هريرة عاكفا علي رسول الله صلي الله عليه يأخذ عنه الحديث . ففي ذات يوم قال الرسول من يبسط رداءه فيأخذ عني الحديث فلم ينس فقال أبو هريرة أنا يا رسول الله فبسط رداءه والرسول يحدث يقول فلم أنس شيئا مما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم . وقال عن نفسه ما من أحد يسمع بي ولا أمي إلا أحبنا وما ذلك إلا لأن الرسول دعي لأمه فآمنت ودعي لهما بحب الناس فاستجاب الله . ومات عن عمر قدره 78 سنة ولخص حياته فقال ولدت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أسيرا عند بسرة بنت غزوان بطعام بطني . ثم تزوجتها فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما .
حديث عظيم القدر جليل المنزلة .
يقول فيه النبي صلي الله عليه وسلم:
اجتنبوا السبع الموبقات :
واجتنبوا أبلغ من اتركوا لأن نهي الاقتراب أبلغ من نهي الفعل
وسميت هذه السبع بالموبقات :
أي المهلكات لأن ستة منها تهز الأركان
وتقوض الدعائم وتهدم الإيمان
. واسمع لربك
"وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا
" الإسراء 16.
الكبيرة الأولى :
الشرك بالله :
وهو يعني اتخاذ الشريك وهو من أعظم الذنوب لذلك يستحق العقاب
" وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ "ولا يقبل منه عمل " وقدمنا إلي ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ".
والشرك نوعان : شرك اكبر مخرج من الملة وشرك أصغر مناف لكمال التوحيد .
أما الشرك الأكبر: فهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله وله أربعة أنواع :
1ـ شرك الدعاء : " فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلي البر إذاهم يشركون "
2ـ شرك النية : " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ".
3ـ شرك الطاعة : " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم "
و4ـ شرك المحبة : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ".
وهذا النوع من الشرك خطير . فهو ظلم " إن الشرك لظلم عظيم ". بل من أعظم الذنوب.
فقد روي الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم فقال " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " .
وهو ديوان لا يغفر فقد روي الإمام أحمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدواوين ثلاثة فديوان لا يغفر الله منه شيئا وديوان لا يعبأ الله به شيئا وديوان لا يترك الله منه شيئا فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئا فالإشراك بالله عز وجل قال الله عز وجل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا قط فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فمظالم العباد بينهم القصاص لا محالة".
ومن مات لا يشرك بالله هذا الشرك حلت له المغفرة فقد روي الإمام أبو يعلي عن جابر بن عبد الله, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما من نفس تموت لا تشرك بالله شيئاً إلا حلت لها المغفرة, إن شاء الله عذبها وإن شاء غفر لها ".
وأما الشرك الأصغر:
فهو الرياء أن يعمل العبد العمل من أجل الناس فلا يخلص فيه فهو شرك وإن كان يسيرا فقد روي ابن ماجة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " يسير الرياء شرك " . ومناف لخلق المؤمنين " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " .
ويفسد العمل كما يفسد الخل العسل "
يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى "
ويأخذ جزاؤه في الدنيا ممن كان يرائيهم روي الإمام أحمد: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن الله عز وجل أنه قال:
«أنا خير الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري, فأنا بريء منه, وهو للذي أشرك» .
وفي الآخرة له عذاب النار "
أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " .
وعلامة الرياء
أن ينشط الإنسان أمام الناس ويكسل في غيبتهم وينشط عند الثناء ويكسل عند عدم الثناء روي الإمام أبو يعلى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو, فتلك استهانة استهان بها ربه عز وجل»
ولما كان الشرك الأصغر أخفي من دبيب النملة السوداء علي الصخرة الصماء في الليلة الظلماء . فقد حذر النبي منه فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : انطلقت مع أبي بكرالصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أبا بكر ، للشِّركفيكم أخفى من دبيب النمل. فقال أبو بكر : وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاآخر ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، للشِّرك أخفى من دبيب النمل ، ألا أدلك على شيء إذا قـُـلتـه ذهب عنك قليله وكثيره ؟قال : قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ،وأستغفرك مما لا أعلم .
ومن الشرك الأصغر
الحلف بغير الله : فقد روي الإمام أبو داوود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " والحلف بغير الله شرك لأنك عظمت غير الله فالحلف تعظيم المحلوف به .
والرقي والتمائم والتولة : فقد روي الإمام أحمد " إن الرقي والتمائم والتولة شرك " فالرقي إن كانت بغير الله فهي عزيمة وشرك لقوله تعالي " ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين " أما الرقية الحلال فهي التي يتوفر فيها ثلاثة شروط : أن تكون من الكتاب والسنة وان تكون باللغة العربية وان تعتقد أنها سبب فهي لا تنفع بذاتها وإنما تنفع بإذن الله .
وأما التمائم : فهي ما يعلق علي الأولاد لاتقاء العين فقد ورد من تعلق بتميمة وكل إليها وكذلك من علق تميمة فلا أتم الله عليه .
وأما التولة: ما يصنعونه ليحبب المرأة لزوجها أو العكس وهي ضرب من ضروب السحر المحرم .
ويختلف الشرك الأكبر عن الأصغر في أمور:
فالأكبر يخرج من الملة وصاحبه كافر مخلد في النار ولا يدخل الجنة " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "ويحبط كل عمله " ولقد أوحي إليك والي الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ".
أما الأصغر : فلا يخرج من الملة ولا يوصف صاحبه بالكفر ولا يحبط إلا العمل الذي قارنه فقط ولكن هل هو كالشرك الأكبر لا يغفره الله ؟ . قيل لا يغفره الله بل يعاقب عليه ثم يدخل الجنة بعد العقاب . وقيل تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وان شاء غفر له .
الكبيرة التانية
السحر
روي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اتقوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون :ـ
تكلمنا عن الشرك بالله
( الشرك الأكبر وأنواعه والأصغر وأنواعه والفرق بينهما )
و نتناول السحر ماهيته . وأنواعه . وآثاره.وحقيقة وجوده. ومكوناته. وحكم الإسلام فيه . والوقاية منه.
السحر :
هو ما خفي ولطف سببه. وهو صرف الشيء عن حقيقته . وهو رقى وعقد وكلام وعبارات وطلاسم وأعمال يقوم بها الساحر فيؤثر علي المسحور فيقتله أو يمرضه أو يأخذه عن زوجته(الربط)
أو يفرق بينهما أو يكرهها.
أو أي أثر .
والسحر علي ثلاثة أقسام:
(حقيقي تخيلي و مجازي ).
فالحقيقي مثل عصا موسي
(فألقاها فإذا هي حية تسعي )
والتخيلي
مثل حبال وعصي سحرة فرعون علي عهد موسي
( يخيل إليه من سحرهم أنها تسعي )
والمجازي
هو ما يقال عنه سحر مجازا مثل الكلام الحسن الذي له أثر السحر فقد جاء في الخبر "إن من الكلام لسحرا ".
ويندرج تحتها أربعة أنواع هي :
الهوائي :
عندما يكون السحر معرضا لتيار الهواء فكلما مرت الريح زاد تأثير السحر
المائـي :
يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه .
و النـاري :
يوضع السحر في أو قرب مواقد النيران مثل التنور
والفرن والترابي :
يدفن في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت .
ويندرج تحت هذه الأنواع الأربعة أصناف كثيرة :
المأكول والمشروب :
ما يجعل مع الطعام والشراب وهو أشد أنواع السحر تأثيراً على المسحور ومثله المشموم وما يرش على البدن.
المشـموم : ما يخلط في الطيب أو يعمل من الطيب والبخور.
المعقـود :
كل ما يمكن عقده والنفث عليه .الأثــر : ما يؤخذ من أثر المسحور " الشعر و الأظافر والثياب ودماء الحيض والبول والمني " .
المنثـور :
كل مسحوق ينفث عليه الساحر وينثر في الغرف وعند مداخل البيوت.
المرشوش:
كل سائل ينفث عليه الساحر ويرش على الثياب أو عند عتب الأبواب أو في الأماكن التي غالبا ما يتواجد بها المراد سحره .
الطلسمات:
أسماء وكلمات وحروف وأرقام ومربعات مجهولة المعنى لغير السحرة .
المرصـود :
يرصد لطلوع نجم أو اقتران كوكب بكوكب أو قمر وما يترتب عليه من هيجان البحر والدم.
وللسحر أثره علي المسحور إما :
أثر خارجي :
يشعر المسحور في هذه الحالة بأشياء يراها ويسمعها وتوقظه من نومه وتحرك سريره ، وتخيفه ، وفي هذه الحالة تكون الشياطين المحدثة للسحر خارج جسم المسحور.
وأثر داخلي :
يكون تأثير السحر في هذا النوع من داخل الجسم ويحدث هذا عندما يكون خادم السحر متسلطا على الجسم ، يقول صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنسان مَجْرَى الدَّمِ.
أثر المشـترك :
يكون تأثير السحر خارجياً وداخلياً معا.
هل هناك سحر وهل له تأثير ؟
نعم يوجد بدليل قوله تعالي
[ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بضارين بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ]
[البقرة : 102].
وله تأثير ولكن بإذن الله روي الإمام الترمذي بسند صحيح عن أبي العباس عبدا لله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال " يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعتالأقلام وجفت الصحف" .
وأخرج الإمام البيهقي في الدلائل عن عائشة قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلام يهودي يخدمه يقال له لبيد بن أعصم، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذوب ولا يدري ما وجعه، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نائم إذا أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما وجعه؟
قال: مطبوب. قال: من طبه؟
قال: لبيد بن أصم. قال: بم طبه؟
قال: بمشط ومشاطة وجف طلعة ذكر بئر زروان وهي تحت راعوفة البئر. فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا ومعه أصحابه إلى البئر فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مشاطة رأسه، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا فيها أبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فأتاه جبريل بالمعوذتين فقال: يا محمد
{قل أعوذ برب الفلق}
وحل عقدة
{من شر ما خلق}
وحل عقده حتى فرغ منها وحل العقد كلها وجعل لا ينزع إبرة إلا يجد لها ألما ثم يجد بعد ذلك راحة، فقيل: يا رسول الله لو قتلت اليهودي فقال: قد عافاني الله وما وراءه من عذاب الله أشد فأخرجه" .
وتتكون عملية السحر
من خمسة أطــراف:
( ساحر الإنس وساحر الجن وشيطان السحر وشيطان خادم السحر والمسحور) .أ
ساحرالإنس:
وهو إنسان كافر لا يحب الخير أبدا يطأ المصحف برجله ويبول عليه ولا يمكن أن يسمع الجن كلامه إلا بكفره بالله "قال تعالي وما يعلمان من احد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر"
وساحر الجن :
وهو شيطان من الأبالسة يوحي إليه شيطان الإنس بما يقوم به من عمليات التفريق قال تعالي" وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر "
شيطان خادم السحر:
الساحر يتودد لكبار العفاريت لكي تجعل تحت إمرته من الشياطين من يقومون بخدمته في إيقاع الضر بالمسحور.
خادم السحر:
وهو الشيطان المرسل المكلف بالسحر ويظل مع الإنسان لا ينفك عنه حتى يفك سحره .والمسحور : هوإنسان مبتلى بسحر من سحره ، فينبغي عليه الصبر على البلاء وليحتسب الأجر والمغفرة عند الله ، وليتخذ من الأسباب الشرعية المباحة في علاج نفسه وإبطال سحره وليرفع أكف الضراعة وليلح في الدعاء فان الله سبحانه وتعالى يقول :
" أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السّوَءَ وَيَجْعَلُكُمْ خلفاء الأرْضِ أَإِلَهٌ
مّعَ اللّهِ قَلِيلاً مّا تَذَكّرُونَ "
{ [النمل:62] .
والسحر حرام وتعلمه لا يجوز إلا للاتقاء أو دفع ضرر أو فك معسور كما قال بن حجر وإلا لا يجوز وحد الساحر ضربه بالسيف وقيل يستتاب ثلاثا فان تاب وإلا ضرب بالسيف ذكر ذلك أحمد بن حنبل وأبي ثور وإسحاق والشافعي وأبي حنيفة.
وروي قتل الساحر عن عمر وعثمان وابن عمر وحفصة وأبي موسى وقيس بن سعد وعن سبعة من التابعين. وروي الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(حد الساحر ضربه بالسيف)
.وعنه صلي الله عليه وسلم "
من سحر فقد أشرك "
ومثلها العرافة والعيافة والكهانة والفنجان والكف كلها حرام قال صلي الله عليه وسلم فيما يرويه الإمام أحمد " من أتي عرافا أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما نزل علي محمد " .
وروي الإمام مسلم " من أتي عرافا فصدقه لا يقبل الله منه صلاة أربعين يوما " .
روى سفيان عن عمار الذهبي أن ساحرا كان عند الوليد بن عقبة يمشي على الحبل، ويدخل في أست الحمار ويخرج من فيه، فاشتمل له جندب على السيف فقتله.. جندب هذا هو جندب بن كعب الأردي ويقال البجلي - وهو الذي قال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم:
( يكون في أمتي رجل يقال له جندب يضرب ضربة بالسيف يفرق بين الحق والباطل). فكانوا يرونه جندبا هذا قاتل الساحر.
ويختلف السحر عن الكرامة والمعجزة .
فالسحر أقوال وأفعال يقوم بها الساحر ليتم له ما يريد ولا يكون إلا من كافر فاسق علي النحو الذي أسلفنا . والكرامة تكون لرجل صالح أو لولي نصرة من الله له . المعجزة لا تكون إلا لنبي وتكون وفق مراده تصديق له أمام قومه.
علاج السحر :
1. الرقية الشرعية
والرقية تحدث ما لا يحدثه الدواء ويصل نفعها للمريض في أي مكانوافضل رقية بسورة البقرة . فعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اقرءوا الْقُرْآنَ ، فَإِنّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ ، اقرءوا الزّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ، فَإِنّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنّهُمَا غَمَامَتَانِ ، أَوْ كَأَنّهُمَا غَيَايَتَانِ ، أَوْ كَأَنّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافّ. تُحَاجّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقرءوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَإِنّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ"، قَالَ مُعَاوِيةُ: بَلَغَنِي أَنّ الْبَطَلَةَ السّحَرَةُ ".
وبركة سورة البقرة ليست في علاج السحر فقط بل للعين والمس وطرد الشياطين وكثير من الأمراض الأخرى وفي هذه السورة المباركة أسرار لا يعلمها إلا الله " . ومن الرقى المجربة في علاج السحر قراءة آيات السحر المذكورة في (الأعراف ويونس وطه) .
3. الأدعية التالية:
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ( 3 مرات ).
نعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ( 3 مرات ).
اللهم رب الناس أذهب البأس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.
بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد أو سحر ساحر الله يشفيك، بسم الله أرقيك .
حسبنا الله لا اله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم( 7 مرات ).
سورة الفاتحة وأول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها وآيات إبطال السحر وآيات الشفاء وآيات الحفظ وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس .
يتبع
السبع الموبقات (1)
الحمد لله رب العالمين أكمل الدين وأتم النعمة علي المسلمين . فمن زاد أو استزاد فقد زاغ وحاد وتعدي وظلم . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه واستغفره وأستعين به وأستنصره وأتوكل في جميع الأمور عليه . وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله فكان أقرب المقربين إليه . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه ونال عظيم الأجر.
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله عز وجل وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اتقوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون :ـ
أبو هريرة :
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي أسلم سنة 6 هـ وقدم المدينة سنة 7هـ وكان الرسول في خيبر فصادف قدومه مجيء النبي صلي الله عليه وسلم . كان اسمه في الجاهلية عبد شمس فغيره النبي إلي عبد الرحمن . وكناه بأبي هريرة لأنه كان له هر يلازمه كظله وكان من أهل الصفة بل كان عريف أهل الصفة . روي عن النبي 5374 حديث وما ذلك إلا لأنه كان المهاجرون في تجارتهم والأنصار في زراعتهم وأبو هريرة عاكفا علي رسول الله صلي الله عليه يأخذ عنه الحديث . ففي ذات يوم قال الرسول من يبسط رداءه فيأخذ عني الحديث فلم ينس فقال أبو هريرة أنا يا رسول الله فبسط رداءه والرسول يحدث يقول فلم أنس شيئا مما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم . وقال عن نفسه ما من أحد يسمع بي ولا أمي إلا أحبنا وما ذلك إلا لأن الرسول دعي لأمه فآمنت ودعي لهما بحب الناس فاستجاب الله . ومات عن عمر قدره 78 سنة ولخص حياته فقال ولدت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أسيرا عند بسرة بنت غزوان بطعام بطني . ثم تزوجتها فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما .
حديث عظيم القدر جليل المنزلة .
يقول فيه النبي صلي الله عليه وسلم:
اجتنبوا السبع الموبقات :
واجتنبوا أبلغ من اتركوا لأن نهي الاقتراب أبلغ من نهي الفعل
وسميت هذه السبع بالموبقات :
أي المهلكات لأن ستة منها تهز الأركان
وتقوض الدعائم وتهدم الإيمان
. واسمع لربك
"وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا
" الإسراء 16.
الكبيرة الأولى :
الشرك بالله :
وهو يعني اتخاذ الشريك وهو من أعظم الذنوب لذلك يستحق العقاب
" وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ "ولا يقبل منه عمل " وقدمنا إلي ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ".
والشرك نوعان : شرك اكبر مخرج من الملة وشرك أصغر مناف لكمال التوحيد .
أما الشرك الأكبر: فهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله وله أربعة أنواع :
1ـ شرك الدعاء : " فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلي البر إذاهم يشركون "
2ـ شرك النية : " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ".
3ـ شرك الطاعة : " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم "
و4ـ شرك المحبة : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ".
وهذا النوع من الشرك خطير . فهو ظلم " إن الشرك لظلم عظيم ". بل من أعظم الذنوب.
فقد روي الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم فقال " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " .
وهو ديوان لا يغفر فقد روي الإمام أحمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدواوين ثلاثة فديوان لا يغفر الله منه شيئا وديوان لا يعبأ الله به شيئا وديوان لا يترك الله منه شيئا فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئا فالإشراك بالله عز وجل قال الله عز وجل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا قط فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فمظالم العباد بينهم القصاص لا محالة".
ومن مات لا يشرك بالله هذا الشرك حلت له المغفرة فقد روي الإمام أبو يعلي عن جابر بن عبد الله, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما من نفس تموت لا تشرك بالله شيئاً إلا حلت لها المغفرة, إن شاء الله عذبها وإن شاء غفر لها ".
وأما الشرك الأصغر:
فهو الرياء أن يعمل العبد العمل من أجل الناس فلا يخلص فيه فهو شرك وإن كان يسيرا فقد روي ابن ماجة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " يسير الرياء شرك " . ومناف لخلق المؤمنين " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " .
ويفسد العمل كما يفسد الخل العسل "
يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى "
ويأخذ جزاؤه في الدنيا ممن كان يرائيهم روي الإمام أحمد: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن الله عز وجل أنه قال:
«أنا خير الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري, فأنا بريء منه, وهو للذي أشرك» .
وفي الآخرة له عذاب النار "
أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " .
وعلامة الرياء
أن ينشط الإنسان أمام الناس ويكسل في غيبتهم وينشط عند الثناء ويكسل عند عدم الثناء روي الإمام أبو يعلى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو, فتلك استهانة استهان بها ربه عز وجل»
ولما كان الشرك الأصغر أخفي من دبيب النملة السوداء علي الصخرة الصماء في الليلة الظلماء . فقد حذر النبي منه فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : انطلقت مع أبي بكرالصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أبا بكر ، للشِّركفيكم أخفى من دبيب النمل. فقال أبو بكر : وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاآخر ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، للشِّرك أخفى من دبيب النمل ، ألا أدلك على شيء إذا قـُـلتـه ذهب عنك قليله وكثيره ؟قال : قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ،وأستغفرك مما لا أعلم .
ومن الشرك الأصغر
الحلف بغير الله : فقد روي الإمام أبو داوود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " والحلف بغير الله شرك لأنك عظمت غير الله فالحلف تعظيم المحلوف به .
والرقي والتمائم والتولة : فقد روي الإمام أحمد " إن الرقي والتمائم والتولة شرك " فالرقي إن كانت بغير الله فهي عزيمة وشرك لقوله تعالي " ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين " أما الرقية الحلال فهي التي يتوفر فيها ثلاثة شروط : أن تكون من الكتاب والسنة وان تكون باللغة العربية وان تعتقد أنها سبب فهي لا تنفع بذاتها وإنما تنفع بإذن الله .
وأما التمائم : فهي ما يعلق علي الأولاد لاتقاء العين فقد ورد من تعلق بتميمة وكل إليها وكذلك من علق تميمة فلا أتم الله عليه .
وأما التولة: ما يصنعونه ليحبب المرأة لزوجها أو العكس وهي ضرب من ضروب السحر المحرم .
ويختلف الشرك الأكبر عن الأصغر في أمور:
فالأكبر يخرج من الملة وصاحبه كافر مخلد في النار ولا يدخل الجنة " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "ويحبط كل عمله " ولقد أوحي إليك والي الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ".
أما الأصغر : فلا يخرج من الملة ولا يوصف صاحبه بالكفر ولا يحبط إلا العمل الذي قارنه فقط ولكن هل هو كالشرك الأكبر لا يغفره الله ؟ . قيل لا يغفره الله بل يعاقب عليه ثم يدخل الجنة بعد العقاب . وقيل تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وان شاء غفر له .
الكبيرة التانية
السحر
روي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اتقوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون :ـ
تكلمنا عن الشرك بالله
( الشرك الأكبر وأنواعه والأصغر وأنواعه والفرق بينهما )
و نتناول السحر ماهيته . وأنواعه . وآثاره.وحقيقة وجوده. ومكوناته. وحكم الإسلام فيه . والوقاية منه.
السحر :
هو ما خفي ولطف سببه. وهو صرف الشيء عن حقيقته . وهو رقى وعقد وكلام وعبارات وطلاسم وأعمال يقوم بها الساحر فيؤثر علي المسحور فيقتله أو يمرضه أو يأخذه عن زوجته(الربط)
أو يفرق بينهما أو يكرهها.
أو أي أثر .
والسحر علي ثلاثة أقسام:
(حقيقي تخيلي و مجازي ).
فالحقيقي مثل عصا موسي
(فألقاها فإذا هي حية تسعي )
والتخيلي
مثل حبال وعصي سحرة فرعون علي عهد موسي
( يخيل إليه من سحرهم أنها تسعي )
والمجازي
هو ما يقال عنه سحر مجازا مثل الكلام الحسن الذي له أثر السحر فقد جاء في الخبر "إن من الكلام لسحرا ".
ويندرج تحتها أربعة أنواع هي :
الهوائي :
عندما يكون السحر معرضا لتيار الهواء فكلما مرت الريح زاد تأثير السحر
المائـي :
يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه .
و النـاري :
يوضع السحر في أو قرب مواقد النيران مثل التنور
والفرن والترابي :
يدفن في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت .
ويندرج تحت هذه الأنواع الأربعة أصناف كثيرة :
المأكول والمشروب :
ما يجعل مع الطعام والشراب وهو أشد أنواع السحر تأثيراً على المسحور ومثله المشموم وما يرش على البدن.
المشـموم : ما يخلط في الطيب أو يعمل من الطيب والبخور.
المعقـود :
كل ما يمكن عقده والنفث عليه .الأثــر : ما يؤخذ من أثر المسحور " الشعر و الأظافر والثياب ودماء الحيض والبول والمني " .
المنثـور :
كل مسحوق ينفث عليه الساحر وينثر في الغرف وعند مداخل البيوت.
المرشوش:
كل سائل ينفث عليه الساحر ويرش على الثياب أو عند عتب الأبواب أو في الأماكن التي غالبا ما يتواجد بها المراد سحره .
الطلسمات:
أسماء وكلمات وحروف وأرقام ومربعات مجهولة المعنى لغير السحرة .
المرصـود :
يرصد لطلوع نجم أو اقتران كوكب بكوكب أو قمر وما يترتب عليه من هيجان البحر والدم.
وللسحر أثره علي المسحور إما :
أثر خارجي :
يشعر المسحور في هذه الحالة بأشياء يراها ويسمعها وتوقظه من نومه وتحرك سريره ، وتخيفه ، وفي هذه الحالة تكون الشياطين المحدثة للسحر خارج جسم المسحور.
وأثر داخلي :
يكون تأثير السحر في هذا النوع من داخل الجسم ويحدث هذا عندما يكون خادم السحر متسلطا على الجسم ، يقول صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنسان مَجْرَى الدَّمِ.
أثر المشـترك :
يكون تأثير السحر خارجياً وداخلياً معا.
هل هناك سحر وهل له تأثير ؟
نعم يوجد بدليل قوله تعالي
[ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بضارين بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ]
[البقرة : 102].
وله تأثير ولكن بإذن الله روي الإمام الترمذي بسند صحيح عن أبي العباس عبدا لله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال " يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعتالأقلام وجفت الصحف" .
وأخرج الإمام البيهقي في الدلائل عن عائشة قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلام يهودي يخدمه يقال له لبيد بن أعصم، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذوب ولا يدري ما وجعه، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نائم إذا أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما وجعه؟
قال: مطبوب. قال: من طبه؟
قال: لبيد بن أصم. قال: بم طبه؟
قال: بمشط ومشاطة وجف طلعة ذكر بئر زروان وهي تحت راعوفة البئر. فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا ومعه أصحابه إلى البئر فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مشاطة رأسه، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا فيها أبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فأتاه جبريل بالمعوذتين فقال: يا محمد
{قل أعوذ برب الفلق}
وحل عقدة
{من شر ما خلق}
وحل عقده حتى فرغ منها وحل العقد كلها وجعل لا ينزع إبرة إلا يجد لها ألما ثم يجد بعد ذلك راحة، فقيل: يا رسول الله لو قتلت اليهودي فقال: قد عافاني الله وما وراءه من عذاب الله أشد فأخرجه" .
وتتكون عملية السحر
من خمسة أطــراف:
( ساحر الإنس وساحر الجن وشيطان السحر وشيطان خادم السحر والمسحور) .أ
ساحرالإنس:
وهو إنسان كافر لا يحب الخير أبدا يطأ المصحف برجله ويبول عليه ولا يمكن أن يسمع الجن كلامه إلا بكفره بالله "قال تعالي وما يعلمان من احد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر"
وساحر الجن :
وهو شيطان من الأبالسة يوحي إليه شيطان الإنس بما يقوم به من عمليات التفريق قال تعالي" وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر "
شيطان خادم السحر:
الساحر يتودد لكبار العفاريت لكي تجعل تحت إمرته من الشياطين من يقومون بخدمته في إيقاع الضر بالمسحور.
خادم السحر:
وهو الشيطان المرسل المكلف بالسحر ويظل مع الإنسان لا ينفك عنه حتى يفك سحره .والمسحور : هوإنسان مبتلى بسحر من سحره ، فينبغي عليه الصبر على البلاء وليحتسب الأجر والمغفرة عند الله ، وليتخذ من الأسباب الشرعية المباحة في علاج نفسه وإبطال سحره وليرفع أكف الضراعة وليلح في الدعاء فان الله سبحانه وتعالى يقول :
" أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السّوَءَ وَيَجْعَلُكُمْ خلفاء الأرْضِ أَإِلَهٌ
مّعَ اللّهِ قَلِيلاً مّا تَذَكّرُونَ "
{ [النمل:62] .
والسحر حرام وتعلمه لا يجوز إلا للاتقاء أو دفع ضرر أو فك معسور كما قال بن حجر وإلا لا يجوز وحد الساحر ضربه بالسيف وقيل يستتاب ثلاثا فان تاب وإلا ضرب بالسيف ذكر ذلك أحمد بن حنبل وأبي ثور وإسحاق والشافعي وأبي حنيفة.
وروي قتل الساحر عن عمر وعثمان وابن عمر وحفصة وأبي موسى وقيس بن سعد وعن سبعة من التابعين. وروي الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(حد الساحر ضربه بالسيف)
.وعنه صلي الله عليه وسلم "
من سحر فقد أشرك "
ومثلها العرافة والعيافة والكهانة والفنجان والكف كلها حرام قال صلي الله عليه وسلم فيما يرويه الإمام أحمد " من أتي عرافا أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما نزل علي محمد " .
وروي الإمام مسلم " من أتي عرافا فصدقه لا يقبل الله منه صلاة أربعين يوما " .
روى سفيان عن عمار الذهبي أن ساحرا كان عند الوليد بن عقبة يمشي على الحبل، ويدخل في أست الحمار ويخرج من فيه، فاشتمل له جندب على السيف فقتله.. جندب هذا هو جندب بن كعب الأردي ويقال البجلي - وهو الذي قال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم:
( يكون في أمتي رجل يقال له جندب يضرب ضربة بالسيف يفرق بين الحق والباطل). فكانوا يرونه جندبا هذا قاتل الساحر.
ويختلف السحر عن الكرامة والمعجزة .
فالسحر أقوال وأفعال يقوم بها الساحر ليتم له ما يريد ولا يكون إلا من كافر فاسق علي النحو الذي أسلفنا . والكرامة تكون لرجل صالح أو لولي نصرة من الله له . المعجزة لا تكون إلا لنبي وتكون وفق مراده تصديق له أمام قومه.
علاج السحر :
1. الرقية الشرعية
والرقية تحدث ما لا يحدثه الدواء ويصل نفعها للمريض في أي مكانوافضل رقية بسورة البقرة . فعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اقرءوا الْقُرْآنَ ، فَإِنّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ ، اقرءوا الزّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ، فَإِنّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنّهُمَا غَمَامَتَانِ ، أَوْ كَأَنّهُمَا غَيَايَتَانِ ، أَوْ كَأَنّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافّ. تُحَاجّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقرءوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَإِنّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ"، قَالَ مُعَاوِيةُ: بَلَغَنِي أَنّ الْبَطَلَةَ السّحَرَةُ ".
وبركة سورة البقرة ليست في علاج السحر فقط بل للعين والمس وطرد الشياطين وكثير من الأمراض الأخرى وفي هذه السورة المباركة أسرار لا يعلمها إلا الله " . ومن الرقى المجربة في علاج السحر قراءة آيات السحر المذكورة في (الأعراف ويونس وطه) .
3. الأدعية التالية:
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ( 3 مرات ).
نعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ( 3 مرات ).
اللهم رب الناس أذهب البأس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.
بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد أو سحر ساحر الله يشفيك، بسم الله أرقيك .
حسبنا الله لا اله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم( 7 مرات ).
سورة الفاتحة وأول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها وآيات إبطال السحر وآيات الشفاء وآيات الحفظ وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس .
يتبع
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
عدنا بأمر الله
الكبيرة الثالثة :
قتل النفس
الحمد لله الباقي بعد فناء خلقه
ذي الملك والملكوت ذي العزة والجبروت
وهو الحي الذي لا يموت
أحمد الله وأشكره وأتوب إليه
وأستغفره وأستعين به
واستنصره وأعوذ به من سوء الفتن
ما ظهر منها وما بطن .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله شرفه
وفضله وزينه وجمله واصطفاه
واجتباه ووفقه وهداه
فكان خيرة خلق الله .
اللهم صل وسلم وبارك علي
رسول الله محمد خير عبادك
وعلي آله وصحبه
وكل مسلم آمن بآيات ربه
ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار
علي دربه إلي يوم الدين .
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله
ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان
البخاري ومسلم رحمهما الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون:
تحدثنا فيما مضي عن الشرك بالله ثم عن السحر فماذا عن قتل النفس ؟؟؟؟؟؟
أحبتي في الله :
الإقرار بالوحدانية والربوبية يعني الاستقامة في القول والعمل .إذ ليس بعد الإيمان بالله إلا إلزام النفس بالعمل الصالح، ومن أعلى مراتب الاستقامة أن يظل المسلم محافظًا على فرائض دينه ملتزمًا بشعائر الإسلام منتهيًا عن كل ما يخدش إيمانه أو يجره إلى الزيغ والانحراف وارتكاب الجرائم والمنكرات . واسمع لربك الله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا أبشروا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ.
ومن أبشع الأفعال التي تنافي الإيمان الصادق جريمة القتل العمد للنفس المؤمنة التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فهي الكبيرة التي لا تُرتَكبُ وقلبُ القاتلِ محشوٌّ بكمال الإيمان وصدقه لأنه في دين الإسلام لا يوجد سبب يبلغ من ضخامته أن يفوق ما بين المسلم والمسلم من رابطة العقيدة وعلاقة الأخَّوة الإيمانية ومن ثَمّ
لا يقتل المؤمنُ المؤمنَ أبدا
اللهم إلا أن يكون ذلك القتل خطأ
.(وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا)
فما هو القتل؟ وما هي أنواعه ؟ وما حكم الإسلام فيه؟ القتل :
هو إزهاق الروح الإنسانية سواء كان ذلك علي سبيل العمد أو شبه العمد أو الخطأ
ولذلك فالقتل علي ثلاثة أنواع:
· القتل العمد :
أن يتعمد الإنسان المكلف قتل إنسان آخر ظلما وعدوانا بآلة يغلب علي الظن القتل بها وحكم هذا القاتل القصاص بشروط : أن يكون القاتل عامدا مختارا وأن لا يكون القاتل أصلا للمقتول وأن يكون المقتول معصوم الدم . واسمع لربك
[ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فإتباع بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة : 178] .
ويشترط في توقيع العقوبة علي الجاني :
أن يكون بالغا عاقلا ، وأن يتفق أولياء المقتول جميعا علي القصاص
وأن لا يتعدي القصاص الجاني إلي غيره . والذي يتولي التنفيذ
هم الحكام وأولياء الأمور في الدولة حتى يستتب الأمن
في المجتمع ولا تعم الفوضى .
ويسقط هذا الحد :
إذا وجدت شبهة تمنع من إقامة الحد أو عفو أولياء المقتول جميعهم أو أحدهم عن القاتل . فإن عفي أهل المقتول أو أحدهم عن القاتل فتجب الدية المغلظة وتكون علي القاتل وهي مائة من الإبل أو ألف دينار أو اثنا عشر ألف درهم وتكون حالة,ووجه التغليظ فيها أنها حالة . وتجب علي القاتل . وتكون من أنواع جيدة .
·أما شبه العمد :
هو أن يقصد إنسان قتل مكلف آخر بآله لا يغلب عليها أنها تقتل فيكون الضرب مقصود والقتل مقصود فالضرب تردد بين( العمد والخطأ) والأداة ليست أداة قتل فيكون شبه عمد . وهنا تجب دية مغلظة وهي مائة من الإبل أو ألف ينار أو اثنا عشر ألف درهم وهنا يدفعها العاقلة. وتكون حالة.
·أما الخطأ:
هو أن يرمي إنسان صيدا بسلاح فيصيب إنسان خطأ فيقتله دون أن يقصد قتله وهنا تجب دية مخففة هي دية مؤجلة علي ثلاث سنوات ويدفعها العاقلة وهي مائة من الإبل أو ألف ينار أو اثنا عشر ألف درهم.
قال تعالى:
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً
[النساء:92]،
وقد ورد في سبب نزولها:
ما روي الإمام الطبري رحمه الله أن أبا الدر داء كان في سرية
فعمد إلى شعب لقضاء حاجته، فوجد رجلاً من القوم في غنم له
فحمل عليه بالسيف، فقال الرجل: لا إله إلا الله، فضربه أبو الدر داء بالسيف فقتله، ثم وجد في نفسه شيئًا، فأتى النبيَّ فذكر ذلكَ له، فقال: إنما قالها ليتقي بِها القتل
فقال :
((ألا شققتَ عن قلبه، فقد أخبرك بلسانه فلم تصدقه، فكيف بلا إله إلا الله؟! فكيف بلا إله إلا الله؟!))
قال أبو الدر داء:
حتى تمنيت أن يكون ذلك مبتدأ إسلامي، فنزلت الآية . قال المفسرون: تضمنت الآية الإخبار بعدم جواز إقدام المؤمن على قتل أخيه المؤمن بأسلوب يستبعد احتمال وقوع ذلك منه إلا أن يكون خطأ، حتى لكأن صفة الإيمان منتفية عمن يقتل مؤمنًا متعمدًا؛ إذ لا ينبغي أن تصدر هذه الجريمة النكراء ممن يتصف بالإيمان، لأن إيمانه ـ وهو الحاكم على تصرفه وإرادته ـ يمنعه من ارتكاب جريمة القتل عمدًا.
إن قتل النفس التي حرَّم الله تعالى إلا بالحق من أحرم الحرام، ومن أفظع الأعمال جرمًا وأكبرها إثمًا
وقد توعد الله قاتل المؤمن عمدًا بأنواع العقوبات، كل واحدة أعظم من الأخرى، وأنزل غضبه عليه
قال جل شأنه:
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
[النساء:93].
إن قاتل المؤمن تنتظره هذه العقوبات الأربع: الخلود في نار جهنم، مع الغضب واللعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله والعذاب العظيم.
إنه وعيد رهيب قاصم، أشدُ على سمع المؤمن من أي عقاب
إذ ليس بعد هذا الوعيد وعيد
وليس بعده جزاء، وذلك كله دليل واضح على حرمة دم المؤمن
وحرص الإسلام على المحافظة على النفس المؤمنة . ولا يقف الأمر عند هذا الحد فلقد شدد الإسلام في النهي عن قتل المسلم
واسمع لربك
"وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً
[الإسراء : 33].
وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع في آخر نصائحه للأمة في خطبته الجامعة المانعة ما روي البخاري ومسلم رحمهما الله عن عمرو بن الأحوص
أن الرسول صلي الله عليه وسلم
قال في خطبة الوداع
"لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض "
وما هذا النهي الشديد إلا لحرمة دم الآدمي فقدوري عن النبي صلي الله عليه وسلم "
من قتل معاهدا
( يهودي ـ نصراني "لم يرح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة "
فإذا كان هذا للمعاهد فما بالكم بالمسلم ! فالمسلم حرمته أشد عند الله من حرمة الكعبة فقد روي أن النبي طاف بالكعبة
ثم قال
" ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك ماله ودمه وأن تظن به إلا خيرا "
لذلك أول ما يقضي فيه يوم القيامة الدماء كما اخبر النبي صلي الله عليه وسلم . وكل ذنب عسي الله أن يغفره إلا أن تموت مشركا أو أن تقتل مؤمنا متعمدا كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم فهو من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله كما ورد في حديث بن مسعود أي الذنب أعظم يارسول الله فقال :
" أن تجعل لله ندا وهو خلقك
قيل ثم أي
قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " .
ولو أن أهل السماء والأرض اشتركوا جميعا في قتل مسلم لأكبهم الله في جهنم كما اخبر النبي صلي الله عليه وسلم
" ومن قتل مسلما متعمدا لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم . ومن أعان علي قتل مسلم ولو بسطر كلمة لم يرح رائحة الجنة كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم اسمع للنبي صلي الله عليه وسلم يأتي المقتول يوم القيامة ورأسه في احدي يديه والقاتل في اليد الأخرى وتشخب أوداجه دما فيقول يارب قتلني فيقول رب العالمين للقاتل تعست ويذهب به إلي النار .
ومن أسف أن أول جريمة قتل حدثت في التاريخ هي قتل هابيل أخاه قابيل فقد كان قابيل الكبر صاحب زرع وهابيل صاحب ضرع وكان لقابيل أخت حسنة جميلة وأرادها هابيل فرفض قابيل وقرب كل واحد منها لله قربانا فقرب هابيل كبش وقابيل حزمة سنبل فتقبل الله قربان هابيل ونزلت النار علي قربان قابيل فأكلته فغضب هابيل وقتل قابيل وقص القرآن القصة :
(( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) . ))
في الصحيحين عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " وإذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار "
. قالوا يا رسول الله :
هذا القاتل فما بال المقتول ؟
قال :
" إنه كان حريصاً على قتل صاحبه " .
هذا الحديث يدل علي حرمة تواجه المسلمين بسيفيهما وهذا صحيح إذا لم يكن سبب التواجه ليس له تأويل شرعي كما ذكر الإمام أبو سليمان ويكون كل من القاتل والمقتول في النار .أما إن كان له تأويل فهو حلال كأن تبغي فئة علي فئة قال تعالي "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات : 9]. وروي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم عن بن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "وهذا الحديث يدل علي أن القتل كفر إلا أن يتوب
لقوله تعالي
" يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ".
تابع تابعتك الحسنات
الكبيرة الثالثة :
قتل النفس
الحمد لله الباقي بعد فناء خلقه
ذي الملك والملكوت ذي العزة والجبروت
وهو الحي الذي لا يموت
أحمد الله وأشكره وأتوب إليه
وأستغفره وأستعين به
واستنصره وأعوذ به من سوء الفتن
ما ظهر منها وما بطن .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله شرفه
وفضله وزينه وجمله واصطفاه
واجتباه ووفقه وهداه
فكان خيرة خلق الله .
اللهم صل وسلم وبارك علي
رسول الله محمد خير عبادك
وعلي آله وصحبه
وكل مسلم آمن بآيات ربه
ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار
علي دربه إلي يوم الدين .
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله
ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان
البخاري ومسلم رحمهما الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون:
تحدثنا فيما مضي عن الشرك بالله ثم عن السحر فماذا عن قتل النفس ؟؟؟؟؟؟
أحبتي في الله :
الإقرار بالوحدانية والربوبية يعني الاستقامة في القول والعمل .إذ ليس بعد الإيمان بالله إلا إلزام النفس بالعمل الصالح، ومن أعلى مراتب الاستقامة أن يظل المسلم محافظًا على فرائض دينه ملتزمًا بشعائر الإسلام منتهيًا عن كل ما يخدش إيمانه أو يجره إلى الزيغ والانحراف وارتكاب الجرائم والمنكرات . واسمع لربك الله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا أبشروا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ.
ومن أبشع الأفعال التي تنافي الإيمان الصادق جريمة القتل العمد للنفس المؤمنة التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فهي الكبيرة التي لا تُرتَكبُ وقلبُ القاتلِ محشوٌّ بكمال الإيمان وصدقه لأنه في دين الإسلام لا يوجد سبب يبلغ من ضخامته أن يفوق ما بين المسلم والمسلم من رابطة العقيدة وعلاقة الأخَّوة الإيمانية ومن ثَمّ
لا يقتل المؤمنُ المؤمنَ أبدا
اللهم إلا أن يكون ذلك القتل خطأ
.(وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا)
فما هو القتل؟ وما هي أنواعه ؟ وما حكم الإسلام فيه؟ القتل :
هو إزهاق الروح الإنسانية سواء كان ذلك علي سبيل العمد أو شبه العمد أو الخطأ
ولذلك فالقتل علي ثلاثة أنواع:
· القتل العمد :
أن يتعمد الإنسان المكلف قتل إنسان آخر ظلما وعدوانا بآلة يغلب علي الظن القتل بها وحكم هذا القاتل القصاص بشروط : أن يكون القاتل عامدا مختارا وأن لا يكون القاتل أصلا للمقتول وأن يكون المقتول معصوم الدم . واسمع لربك
[ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فإتباع بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة : 178] .
ويشترط في توقيع العقوبة علي الجاني :
أن يكون بالغا عاقلا ، وأن يتفق أولياء المقتول جميعا علي القصاص
وأن لا يتعدي القصاص الجاني إلي غيره . والذي يتولي التنفيذ
هم الحكام وأولياء الأمور في الدولة حتى يستتب الأمن
في المجتمع ولا تعم الفوضى .
ويسقط هذا الحد :
إذا وجدت شبهة تمنع من إقامة الحد أو عفو أولياء المقتول جميعهم أو أحدهم عن القاتل . فإن عفي أهل المقتول أو أحدهم عن القاتل فتجب الدية المغلظة وتكون علي القاتل وهي مائة من الإبل أو ألف دينار أو اثنا عشر ألف درهم وتكون حالة,ووجه التغليظ فيها أنها حالة . وتجب علي القاتل . وتكون من أنواع جيدة .
·أما شبه العمد :
هو أن يقصد إنسان قتل مكلف آخر بآله لا يغلب عليها أنها تقتل فيكون الضرب مقصود والقتل مقصود فالضرب تردد بين( العمد والخطأ) والأداة ليست أداة قتل فيكون شبه عمد . وهنا تجب دية مغلظة وهي مائة من الإبل أو ألف ينار أو اثنا عشر ألف درهم وهنا يدفعها العاقلة. وتكون حالة.
·أما الخطأ:
هو أن يرمي إنسان صيدا بسلاح فيصيب إنسان خطأ فيقتله دون أن يقصد قتله وهنا تجب دية مخففة هي دية مؤجلة علي ثلاث سنوات ويدفعها العاقلة وهي مائة من الإبل أو ألف ينار أو اثنا عشر ألف درهم.
قال تعالى:
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً
[النساء:92]،
وقد ورد في سبب نزولها:
ما روي الإمام الطبري رحمه الله أن أبا الدر داء كان في سرية
فعمد إلى شعب لقضاء حاجته، فوجد رجلاً من القوم في غنم له
فحمل عليه بالسيف، فقال الرجل: لا إله إلا الله، فضربه أبو الدر داء بالسيف فقتله، ثم وجد في نفسه شيئًا، فأتى النبيَّ فذكر ذلكَ له، فقال: إنما قالها ليتقي بِها القتل
فقال :
((ألا شققتَ عن قلبه، فقد أخبرك بلسانه فلم تصدقه، فكيف بلا إله إلا الله؟! فكيف بلا إله إلا الله؟!))
قال أبو الدر داء:
حتى تمنيت أن يكون ذلك مبتدأ إسلامي، فنزلت الآية . قال المفسرون: تضمنت الآية الإخبار بعدم جواز إقدام المؤمن على قتل أخيه المؤمن بأسلوب يستبعد احتمال وقوع ذلك منه إلا أن يكون خطأ، حتى لكأن صفة الإيمان منتفية عمن يقتل مؤمنًا متعمدًا؛ إذ لا ينبغي أن تصدر هذه الجريمة النكراء ممن يتصف بالإيمان، لأن إيمانه ـ وهو الحاكم على تصرفه وإرادته ـ يمنعه من ارتكاب جريمة القتل عمدًا.
إن قتل النفس التي حرَّم الله تعالى إلا بالحق من أحرم الحرام، ومن أفظع الأعمال جرمًا وأكبرها إثمًا
وقد توعد الله قاتل المؤمن عمدًا بأنواع العقوبات، كل واحدة أعظم من الأخرى، وأنزل غضبه عليه
قال جل شأنه:
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
[النساء:93].
إن قاتل المؤمن تنتظره هذه العقوبات الأربع: الخلود في نار جهنم، مع الغضب واللعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله والعذاب العظيم.
إنه وعيد رهيب قاصم، أشدُ على سمع المؤمن من أي عقاب
إذ ليس بعد هذا الوعيد وعيد
وليس بعده جزاء، وذلك كله دليل واضح على حرمة دم المؤمن
وحرص الإسلام على المحافظة على النفس المؤمنة . ولا يقف الأمر عند هذا الحد فلقد شدد الإسلام في النهي عن قتل المسلم
واسمع لربك
"وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً
[الإسراء : 33].
وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع في آخر نصائحه للأمة في خطبته الجامعة المانعة ما روي البخاري ومسلم رحمهما الله عن عمرو بن الأحوص
أن الرسول صلي الله عليه وسلم
قال في خطبة الوداع
"لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض "
وما هذا النهي الشديد إلا لحرمة دم الآدمي فقدوري عن النبي صلي الله عليه وسلم "
من قتل معاهدا
( يهودي ـ نصراني "لم يرح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة "
فإذا كان هذا للمعاهد فما بالكم بالمسلم ! فالمسلم حرمته أشد عند الله من حرمة الكعبة فقد روي أن النبي طاف بالكعبة
ثم قال
" ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك ماله ودمه وأن تظن به إلا خيرا "
لذلك أول ما يقضي فيه يوم القيامة الدماء كما اخبر النبي صلي الله عليه وسلم . وكل ذنب عسي الله أن يغفره إلا أن تموت مشركا أو أن تقتل مؤمنا متعمدا كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم فهو من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله كما ورد في حديث بن مسعود أي الذنب أعظم يارسول الله فقال :
" أن تجعل لله ندا وهو خلقك
قيل ثم أي
قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " .
ولو أن أهل السماء والأرض اشتركوا جميعا في قتل مسلم لأكبهم الله في جهنم كما اخبر النبي صلي الله عليه وسلم
" ومن قتل مسلما متعمدا لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم . ومن أعان علي قتل مسلم ولو بسطر كلمة لم يرح رائحة الجنة كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم اسمع للنبي صلي الله عليه وسلم يأتي المقتول يوم القيامة ورأسه في احدي يديه والقاتل في اليد الأخرى وتشخب أوداجه دما فيقول يارب قتلني فيقول رب العالمين للقاتل تعست ويذهب به إلي النار .
ومن أسف أن أول جريمة قتل حدثت في التاريخ هي قتل هابيل أخاه قابيل فقد كان قابيل الكبر صاحب زرع وهابيل صاحب ضرع وكان لقابيل أخت حسنة جميلة وأرادها هابيل فرفض قابيل وقرب كل واحد منها لله قربانا فقرب هابيل كبش وقابيل حزمة سنبل فتقبل الله قربان هابيل ونزلت النار علي قربان قابيل فأكلته فغضب هابيل وقتل قابيل وقص القرآن القصة :
(( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) . ))
في الصحيحين عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " وإذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار "
. قالوا يا رسول الله :
هذا القاتل فما بال المقتول ؟
قال :
" إنه كان حريصاً على قتل صاحبه " .
هذا الحديث يدل علي حرمة تواجه المسلمين بسيفيهما وهذا صحيح إذا لم يكن سبب التواجه ليس له تأويل شرعي كما ذكر الإمام أبو سليمان ويكون كل من القاتل والمقتول في النار .أما إن كان له تأويل فهو حلال كأن تبغي فئة علي فئة قال تعالي "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات : 9]. وروي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم عن بن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "وهذا الحديث يدل علي أن القتل كفر إلا أن يتوب
لقوله تعالي
" يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ".
تابع تابعتك الحسنات
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
الكبيرة الرابعة :
أكل الربــــــــــا
الحمد لله رب العالمين
أحل البيع وحرم الربا
وأجاز الطيبات ومنع الخبائث ووضع عن المسلمين
إصرهم والأغلال التي كانت عليهم . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه
وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأسأله الوقاية والحماية
من جميع الآفات وأتوكل في جميع الأمور عليه .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان أقرب المقربين إليه .اللهم صل وسلم وبارك
علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه
وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه
وسار علي دربه إلي يوم الدين.
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
" اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون :
الربا:
من أخطر البلايا التي تهدد المجتمع الإسلامي فهو كبيرة من الكبائر.
وحقيقة الكبيرة أنها كل ذنب ورد فيه وعيد شديد من الله أو من رسوله صلي الله عليه وسلم وقد جاء ذلك صريحا في القرآن
واسمع لربك
( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون )
و في الصحيحين وغيرهما
عد رسول الله آكل الربا من السبع الموبقات .
قال صلى الله عليه وسلم
" اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله ، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات "
فما هوا لربا ؟ وماهي أنواعه ؟
وماهي أضراره ؟
الربا:ـ لغة : الزيادة مطلقا.
[ وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ
[الروم : 39]
وشرعا :
الزيادة في أشياء مخصوصة .
وقيل كل قرض جر نفع متفق عليه فهو ربا وكل ربا حرام . بمعني كل
( إقراض أو اقتراض) مال . لقاء نفع . يتفق عليه عند بدء الإقراض أو الاقتراض.
والربا نوعان :
ربا الفضل وربا النسيئة .
أما ربا الفضل :
وهو البيع مع زيادة أحد العوضين المتفقين في الجنس على الآخر . فالأصل أن الشيئين
( العوضين) إذا كانا من جنس واحد واتفقا في العلة
[ كانا موزونين أو مكيلين ] لابد لذلك من شرطين
1ـ أن يكونا متساويين
.2ـ والقبض قبل التفرق .
فلا تجوز المفاضلة .
فالمفاضلة هي عين الربا .
وإذا كانا مختلفين في الجنس ومتحدين في العلة كبيع قمح بشعير مثلا فلا يشترط إلا التقابض فقط .
وتجوز المفاضلة . أما إذا اختلفا في الجنس والعلة كأن تبيع قمحا بذهب أو فضة فلا يشترط فيه شيء من ذلك . ويصح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الذهب بالذهب. والفضة بالفضة. والبر بالبر. والشعير بالشعير. والتمر بالتمر. والملح بالملح. مثلا بمثل. سواء بسواء. يدا بيد. فإذا اختلفت هذه الأصناف، فبيعوا كيف شئتم، إذا كان يدا بيد " .
أما ربا النسيئة :
فهو زيادة الدين في نظير الأجل وهو ربا الجاهلية الذي كانوا يتعاملون به ، فكان الرجل إذا أقرض آخر على أجل محدد ، فإذا جاء الأجل ولم يستطع الأداء قال له : تدفع أو ترابي فيزيده في نظير زيادة الأجل .وقد منعه الرسول في خطبة الوداع فقال : لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
والربا داء خطير فهو علامة من :
1ـ علامات الساعة :
يروي الإمام الطبراني رحمه الله عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" بين يدي الساعة يظهر الربا والزنا والخمر" .
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب ، بل إن الذي لا يتعامل بها لابد أن يجد شيئا من غبارها .
روي الحاكم وأبو داوود وابن ماجه والنسائي وغيرهم عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" ليأتين على الناس زمان لا يبقى فيه أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكله أصابه من غباره " .
2ـ سبب الهلاك
روي الأمام الطبراني رحمه الله عن بن عباس رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم
" إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " .
3ـ يعرض آكله لحرب الله ورسوله:
فيصير عدوا لله وسوله قال الله تعالى " فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون " .
قال المفسرون
إن لم تنتهوا فأنتم حرب لله ولرسوله ، أي أعداء. فهي الحرب بكل صورها النفسية والجسدية ، وما الناس فيه الآن من قلق واكتئاب وغم وحزن إلا من نتاج هذه الحرب. كما أن الربا
4 ـ يتسبب في لعن كل من يقترب منه
قال صلى الله عليه وسلم
" آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهداه ، إذا لمسوا ذلك ملعونون على لسان محمد يوم القيامة "
واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى .
5 ـ أسباب المسخ
ويصح في ذلك ما روي الإمام أحمد عن بن عباس
" والذي نفس محمد بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير".
6ـ مثل الشرك
قال صلي الله عليه وسلم" الربا سبعون بابا، والشرك مثل ذلك " وفي رواية لابن ماجه
" الربا ثلاثة وسبعون بابا " .
7ـ أشد من الزنا
روي الإمام أحمد وصححه الألباني عن عبد الله بن حنظله
" درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنيه "
وعن ابن مسعود قال : قال صلى الله عليه وسلم : " الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم " قال الطيبي : إنما كان ذلك لأن آكل الربا يهتك حرمة اللّه ، والزاني يخرق جلباب الحياء .
8ـ عاقبته إلي قل : وصح في ذلك ما روي الإمام احمد وصححه الألباني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة
" لأن الله يمحق الربا ويربي الصدقات واسمع لربك " يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ".
9 ـ يسبح في بحر من دم
يوم القيامة يروي الإمام البخاري رحمه الله عن سمرة بن جندب قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال من رأى منكم الليلة رؤيا قال فإن رأى أحد قصها فيقول ما شاء الله فسألنا يوما فقال هل رأى أحد منكم رؤيا قلنا لا قال لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة وفي سياق القصة قال ـ صلى الله عليه الصلاة والسلام ـ : " فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط النهر وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان ثم فسر له هؤلاء بأنهم آكلوا الربا " .
لذلك علي الإنسان :
أن يعود بسرعة عن أكل الحرام فعن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال " [ صححه الشيخ الألباني ].
وأن يتحري الحلال في أكله وشربه وتعامله روي الطبراني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " طلب الحلال واجب على كل مسلم" .
ويأكل الحلال( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )
. وفي تحري الحلال وترك الحرام
فوائد عظام
1ـ أكل الحلال صلاح للقلوب
، فهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات …….. عقب ذلك بقوله " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
" قال المناوي : فهو ملك والأعضاء رعيته ، وهي تصلح بصلاح الملك ، وتفسد بفساده وأوقع هذا عقب قوله " الحلال بين " إشعاراً بأن أكل الحلال ينوره ويصلحه والشُّبه تقسيه .
2ــ أكل الحلال نجاة من الهلاك
ومن وقع في الحرام فهو داخل في قوله تعالى
" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
إذ هو في مظنة الهلكة إلا أن يتغمده الله برحمته. قال سهل بن عبد الله : النجاة في ثلاثة
(أكل الحلال، وأداء الفرائض، والاقتداء بالنبي صلى اللّه عليه وسلم ) .
وقال : ولا يصح أكل الحلال إلا بالعلم ،
ولا يكون المال حلالا حتى يصفو من ست خصال
(الربا والحرام والسحت والغلول والمكروه والشبهة) .
3ــ ومن أكل الحرام حرم لذة الإيمان: روي الإمام الترمذي وصححه الألباني عن كعب بن عجرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي ، فمن غَشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، ولا يرد علي الحوض ، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض .يا كعب بن عجرة : الصلاة برهان ، والصوم جنة حصينة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.يا كعب بن عجرة : إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولي به" .
الثانية:
يقول الله
" يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرّبَا إِن كُنْتُمْ مّؤْمِنِينَ * فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ * وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىَ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدّقُواْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" .
هذه الآيات تدعو عباد الله للبعد عن الربا والتوبة منه ويكون ذلك بترك هذه الزيادة للناس لا سيما هم فقراء معدومون والاكتفاء بأخذ رأس المال فقط . ولوكان المدين ذو عسرة فينظره إلي ميسرة حتى يستظل بظل العرش يوم القيامة . وهذه هي القروض الحسنة
( قروض بلا فائدة دنيوية )
وقد تكفل الله بالفائدة واسمع لربك
" من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون " .
أكل الربــــــــــا
الحمد لله رب العالمين
أحل البيع وحرم الربا
وأجاز الطيبات ومنع الخبائث ووضع عن المسلمين
إصرهم والأغلال التي كانت عليهم . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه
وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأسأله الوقاية والحماية
من جميع الآفات وأتوكل في جميع الأمور عليه .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان أقرب المقربين إليه .اللهم صل وسلم وبارك
علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه
وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه
وسار علي دربه إلي يوم الدين.
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
" اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون :
الربا:
من أخطر البلايا التي تهدد المجتمع الإسلامي فهو كبيرة من الكبائر.
وحقيقة الكبيرة أنها كل ذنب ورد فيه وعيد شديد من الله أو من رسوله صلي الله عليه وسلم وقد جاء ذلك صريحا في القرآن
واسمع لربك
( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون )
و في الصحيحين وغيرهما
عد رسول الله آكل الربا من السبع الموبقات .
قال صلى الله عليه وسلم
" اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله ، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات "
فما هوا لربا ؟ وماهي أنواعه ؟
وماهي أضراره ؟
الربا:ـ لغة : الزيادة مطلقا.
[ وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ
[الروم : 39]
وشرعا :
الزيادة في أشياء مخصوصة .
وقيل كل قرض جر نفع متفق عليه فهو ربا وكل ربا حرام . بمعني كل
( إقراض أو اقتراض) مال . لقاء نفع . يتفق عليه عند بدء الإقراض أو الاقتراض.
والربا نوعان :
ربا الفضل وربا النسيئة .
أما ربا الفضل :
وهو البيع مع زيادة أحد العوضين المتفقين في الجنس على الآخر . فالأصل أن الشيئين
( العوضين) إذا كانا من جنس واحد واتفقا في العلة
[ كانا موزونين أو مكيلين ] لابد لذلك من شرطين
1ـ أن يكونا متساويين
.2ـ والقبض قبل التفرق .
فلا تجوز المفاضلة .
فالمفاضلة هي عين الربا .
وإذا كانا مختلفين في الجنس ومتحدين في العلة كبيع قمح بشعير مثلا فلا يشترط إلا التقابض فقط .
وتجوز المفاضلة . أما إذا اختلفا في الجنس والعلة كأن تبيع قمحا بذهب أو فضة فلا يشترط فيه شيء من ذلك . ويصح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الذهب بالذهب. والفضة بالفضة. والبر بالبر. والشعير بالشعير. والتمر بالتمر. والملح بالملح. مثلا بمثل. سواء بسواء. يدا بيد. فإذا اختلفت هذه الأصناف، فبيعوا كيف شئتم، إذا كان يدا بيد " .
أما ربا النسيئة :
فهو زيادة الدين في نظير الأجل وهو ربا الجاهلية الذي كانوا يتعاملون به ، فكان الرجل إذا أقرض آخر على أجل محدد ، فإذا جاء الأجل ولم يستطع الأداء قال له : تدفع أو ترابي فيزيده في نظير زيادة الأجل .وقد منعه الرسول في خطبة الوداع فقال : لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
والربا داء خطير فهو علامة من :
1ـ علامات الساعة :
يروي الإمام الطبراني رحمه الله عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" بين يدي الساعة يظهر الربا والزنا والخمر" .
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب ، بل إن الذي لا يتعامل بها لابد أن يجد شيئا من غبارها .
روي الحاكم وأبو داوود وابن ماجه والنسائي وغيرهم عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" ليأتين على الناس زمان لا يبقى فيه أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكله أصابه من غباره " .
2ـ سبب الهلاك
روي الأمام الطبراني رحمه الله عن بن عباس رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم
" إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " .
3ـ يعرض آكله لحرب الله ورسوله:
فيصير عدوا لله وسوله قال الله تعالى " فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون " .
قال المفسرون
إن لم تنتهوا فأنتم حرب لله ولرسوله ، أي أعداء. فهي الحرب بكل صورها النفسية والجسدية ، وما الناس فيه الآن من قلق واكتئاب وغم وحزن إلا من نتاج هذه الحرب. كما أن الربا
4 ـ يتسبب في لعن كل من يقترب منه
قال صلى الله عليه وسلم
" آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهداه ، إذا لمسوا ذلك ملعونون على لسان محمد يوم القيامة "
واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى .
5 ـ أسباب المسخ
ويصح في ذلك ما روي الإمام أحمد عن بن عباس
" والذي نفس محمد بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير".
6ـ مثل الشرك
قال صلي الله عليه وسلم" الربا سبعون بابا، والشرك مثل ذلك " وفي رواية لابن ماجه
" الربا ثلاثة وسبعون بابا " .
7ـ أشد من الزنا
روي الإمام أحمد وصححه الألباني عن عبد الله بن حنظله
" درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنيه "
وعن ابن مسعود قال : قال صلى الله عليه وسلم : " الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم " قال الطيبي : إنما كان ذلك لأن آكل الربا يهتك حرمة اللّه ، والزاني يخرق جلباب الحياء .
8ـ عاقبته إلي قل : وصح في ذلك ما روي الإمام احمد وصححه الألباني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة
" لأن الله يمحق الربا ويربي الصدقات واسمع لربك " يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ".
9 ـ يسبح في بحر من دم
يوم القيامة يروي الإمام البخاري رحمه الله عن سمرة بن جندب قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال من رأى منكم الليلة رؤيا قال فإن رأى أحد قصها فيقول ما شاء الله فسألنا يوما فقال هل رأى أحد منكم رؤيا قلنا لا قال لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة وفي سياق القصة قال ـ صلى الله عليه الصلاة والسلام ـ : " فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط النهر وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان ثم فسر له هؤلاء بأنهم آكلوا الربا " .
لذلك علي الإنسان :
أن يعود بسرعة عن أكل الحرام فعن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال " [ صححه الشيخ الألباني ].
وأن يتحري الحلال في أكله وشربه وتعامله روي الطبراني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " طلب الحلال واجب على كل مسلم" .
ويأكل الحلال( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )
. وفي تحري الحلال وترك الحرام
فوائد عظام
1ـ أكل الحلال صلاح للقلوب
، فهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات …….. عقب ذلك بقوله " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
" قال المناوي : فهو ملك والأعضاء رعيته ، وهي تصلح بصلاح الملك ، وتفسد بفساده وأوقع هذا عقب قوله " الحلال بين " إشعاراً بأن أكل الحلال ينوره ويصلحه والشُّبه تقسيه .
2ــ أكل الحلال نجاة من الهلاك
ومن وقع في الحرام فهو داخل في قوله تعالى
" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
إذ هو في مظنة الهلكة إلا أن يتغمده الله برحمته. قال سهل بن عبد الله : النجاة في ثلاثة
(أكل الحلال، وأداء الفرائض، والاقتداء بالنبي صلى اللّه عليه وسلم ) .
وقال : ولا يصح أكل الحلال إلا بالعلم ،
ولا يكون المال حلالا حتى يصفو من ست خصال
(الربا والحرام والسحت والغلول والمكروه والشبهة) .
3ــ ومن أكل الحرام حرم لذة الإيمان: روي الإمام الترمذي وصححه الألباني عن كعب بن عجرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي ، فمن غَشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، ولا يرد علي الحوض ، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض .يا كعب بن عجرة : الصلاة برهان ، والصوم جنة حصينة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.يا كعب بن عجرة : إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولي به" .
الثانية:
يقول الله
" يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرّبَا إِن كُنْتُمْ مّؤْمِنِينَ * فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ * وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىَ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدّقُواْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" .
هذه الآيات تدعو عباد الله للبعد عن الربا والتوبة منه ويكون ذلك بترك هذه الزيادة للناس لا سيما هم فقراء معدومون والاكتفاء بأخذ رأس المال فقط . ولوكان المدين ذو عسرة فينظره إلي ميسرة حتى يستظل بظل العرش يوم القيامة . وهذه هي القروض الحسنة
( قروض بلا فائدة دنيوية )
وقد تكفل الله بالفائدة واسمع لربك
" من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون " .
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
الكبيرة الخامسة :
أكل مال اليتيم
الحمد لله الملك العلام ذي الجلال والإكرام
ذي الطول والإنعام .
أمر بالإحسان إلي الأيتام .
ونهي عن أكل أموالهم ظلما . .
أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره
وأستعين به وأستنصره وأسأله الوقاية
والحماية من جميع الآفات
وأتوكل في جميع الأمور عليه .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه
وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه
وهداه فكان أقرب المقربين إليه .
اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله
محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه
وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه
وتمتع بحبه وسار علي دربه
إلي يوم الدين.
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله
وأحذركم ونفسي من عصيان الله
ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
" اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات "
عباد الله أيها المسلمون :
اليتيم في الإسلام هو:
من مات عنه أبوه وهو دون الحلم لا يعي أمرا ولا يدرك تصرفا. فإذا بلغ لا يسمى يتيما ـ على الراجح ـ . وقد يفقد أبويه جميعا فيكون أعظم حاجة وأشد تأثرا.
ولليتيم في الإسلام حالتان هما:
أن يموت أبوه و يترك له مالا فتتكفل به أمه أوأحد أقاربه فيحفظ له ماله و لا يقربه إلا بالحسنى ثم يؤديه إليه حين يرى أنه يستطيع التصرف فيه.
أو يموت أبوه و لم يترك له مالا , وهذا ينفق عليه من باب التعاون على البر و التقوى ويحسن إليه من باب "
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمساكين" .
ومن ثم فلا تلازم بين الفقر واليتم فقد يكون اليتيم فقيرا وقد يكون غنيا . ومشكلته غنيا لا تقل عن مشكلته فقيرا فإن كان فقيرا فمشكلته قلة المال وإن كان غنيا فمشكلته العجز عن التصرف في المال .
من أجل ذلك فقد عني الإسلام بالأيتام عناية كبيرة فتارة يأمر بالقسط إليهم
" وأن تقوموا لليتامى بالقسط ".
أو بالإحسان إليهم "
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا " وتارة يأمر بعدم قهرهم " فأما اليتيم فلا تقهر "أو بإكرامهم " كلا بلا تكرمون اليتيم "وقد خص النبي صلي الله عليه وسلم هذا الأمرــ العناية بالأيتام ــ
بمزايا:
ميزة لكافل اليتيم :
يروي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
" أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وقرن بين السبابة والوسطي "
وثانية : تخص بيت كافل اليتيم
" خير البيوت في الأرض بيت فيه يتيم يكرم "
وثالثة : تخص قلب كافل اليتيم فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: شكي رجل قسوة قلبه فقال له امسح علي رأس اليتيم تذهب قسوة قلبك وفي رواية لك بكل شعرة من شعراته حسنة ".
أما عن مالهم فقد حذر الإسلام من القرب منه واسمع لربك
" ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ".
هذا موقف الإسلام من اليتيم .
لذلك أمر الله باتخاذ وصي ينوب عن اليتيم في تصرفاته
ويشترط فيه :
الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والأمانة .
ليقوم بما كان سيقوم به أبوه في ماله من تجارة بيعا وشراء وإخراجا للزكاة . ولكن قد يكون الوصي خرب الذمة غائب الضمير منعدم الأمانة ويبدد مال اليتيم إما ( بإبدال الخبيث بالطيب أو بالخلط علي جهة الإفساد أو بأكل مال اليتيم إسرافا وبدارا ) فإبدال الطيب من مال اليتيم بالخبيث من ماله حذر الإسلام منه فقال
" وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ".
وأما خلط مال اليتيم علي ماله ثم ينفق من المجموع علي نحو يضر بمال اليتيم فقد نهي الله عن ذلك فقال في بداية الأمر
" ولا تأكلوا أموالهم إلي أموالكم إنه كان حوبا كبيرا "
أي الخلط بهذه الطريقة علي جهة الإفساد حوبا كبيرا أي ذنبا عظيما . ثم نسخت هذه الآية بجواز الخلط مع عدم الإفساد فقال :
" ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح "
فقد أجاز الخلط بشرط عدم الإفساد .
وأما أكل مال اليتيم إسرافا وبدارا فقد نهي الإسلام عن الأكل من مال اليتيم مطلقا فقال
" ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا "
فمنع الأكل منها في الصغر قبل أن يفتح عينيه وكذلك في الكبر وقد ورد في ذلك وعيد شديد واسمع لربك
"إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ـ بلا مسوغ شرعي ولا سبب مبيح ـ إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ".
ويروي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينما أنا في المعراج فإذا أنا برجال و قد وكل بهم رجال يفكون لحالهم و آخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها بأفواههم و تخرج من أدبارهم فقلت : يا جبريل من هن هؤلاء ؟ قال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" يبعث الله عز و جل قوماً من قبورهم تخرج النار من بطونهم تأجج أفواههم ناراً فقيل : من هم يا رسول الله ؟
قال : ألم تر أن الله تعالى يقول : " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا".
ويتجرأ الناس علي مال اليتيم لأسباب :
إما لاشتداد البلوى وضيق الحال . وإما كسلا عن العمل . وإما تكثيرا للمال الحرام وإما لعدم الخوف من الله . وكلها أسباب لا ترقي لأن يأكل الإنسان حراما أو يعرض نفسه لغضب الله .أما عند اشتداد البلوى والعسر والضيق فالأولي أن تلجأ إلي الله وأن تفكر في ألم نشرح لك صدرك (فإن مع العسر يسر إن مع العسر يسرا) .
وصدق من قال :
إذا اشتدت بك البلوى ** ففكر في ألم نشرح
فعسر بين يسرين ** إذا فكرت به تفرج
وأما الكسل من العمل فاعلم أن العمل والله عبادة وشرف والذل في سؤال الناس والإلحاح عليهم .
وصدق من قال :
لحملي الصخر من قمم الجبال ** أحب إلي من منن الرجال
يقول الناس في الكسب عار ** فقلت العار في ذل السؤال
وأما من يأكلون أموال اليتامى تكثرا للمال فاعلم أن المال الحرام لا يكثر المال إنما والله يدمره وتصح الحكمة القائلة " دخل الحرام علي الحلال ليكثره . دخل الحرام علي الحلال فبعثره ".
لكن :
ما الحكم إذا احتاج المرء للمال وليس في يده إلا مال اليتيم ؟
اسمع للجواب من رب العالمين " ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف " وقوله " ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن " فالله أمر الغني أن يستعفف وأمر الفقير أن يأكل ولكن بالمعروف.
ويصح في ذلك ما روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يا رسول الله إني فقير وليس عندي سوي مال هذا اليتيم الذي في حجري فقال له النبي : كل من مال يتيمك بالمعروف من غير إسراف ولا تبذير "
وهذا ما عناه رب العالمين ( فليأكل بالمعروف ـ بالتي هي أحسن ) وقد فسرا لإمام بن الجوزي رحمه الله الأكل بالمعروف علي أربعة أقوال : بأن يأخذ من مال الفقير علي وجه القرض فإذا رزق سدد أو الأكل بقدر الحاجة من غير إسراف ولا تعدي أو يأخذ بقدر ما عمله لليتيم من عمل أي بقدر الأجرة أو يأخذ عند الضرورة علي جهة القرض فأن تيسر سدد وإن لم يتيسر فهو في حل.
لذلك علي المسلم أن ينزل اليتيم منزلة ابنه وينصحه بما ينصح به ابنه ولا يضربه إلا بما يضرب به ابنه ويعلمه ثم يبتليه أي يختبره واسمع لربك " وابتلوا اليتامى ". وابتلاء اليتيم هو اختبار تصرفاته عن طريق مراقبة هذه التصرفات . هل رشد في تصرفاته أم لا ؟ وذلك بإعطائه جزء من ماله يتصرف فيه فإن أحسن التصرف ونماه أعطاه الباقي ولا يرفع الوصاية وإن لم يحسن التصرف لم يعطه الباقي وذلك بعد أن يبلغ يقول الله " حتى إذا بلغوا النكاح "أي بلغوا الحلم : وهو خمسة أمور:
ثلاثة مشتركة بين الرجال والنساء وهي نبات شعر العانة الخشن والسن والاحتلام واثنان تخص المرة فقط وهما الحبل والحيض أو نزول المواسي علي الجلد إذا لم يعرف بالسن كما أمر عمر رضي الله عنه عند طلب الجزية .فإذا تحقق البلوغ وقمنا بامتحانهم فآنسنا منهم رشدا دفعنا لهم أموالهم يقول الله" فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم" ومن ثم لا يدفع إليهم مالهم إلا بشرطين:
( بلوغ النكاح ـ التأكد من حصول الرشد وهو النضوج العقلي عند الإنسان )
ولو عاد السفه في التصرفات المالية تفرض الوصاية من جديد ويحجر علي تصرفات اليتيم " وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً [النساء : 5].
وإذا تم دفع المال لابد من الإشهاد عليهم قال تعالي " فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفي بالله حسيبا " والأمر بالإشهاد عليهم قيل للوجوب وقيل للندب وفي ذلك وقاية من التهم وحماية لأموال الأيتام أن تلتهم. وكفي بالله حسيبا لكل جاحد حق .
الثانية :
يقول الله تعالي " وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا". هذه آية الله تقول لكل مسلم يخشي علي أولاده مرارة اليتم من بعده ماذا يصنع ؟ علي أن يؤمن علي حياتهم تأمينا فشركات التامين الربانية ويدفع لذلك قسطين فقط : ـ
· فليتقوا الله .
· ولقولوا قولا سديدا.
يا من تخاف علي أولادك كن تقيا لله ز كن صالحا فصلاح الآباء للأبناء " وكان أبوهما صالحا " تقوي الله تنفعك في الدنيا والآخرة وتنفع أولادك من بعدك.
وصدق من قال :
تذود من حياتك للمعاد وقم ** إلي الله واجمع خير ذاد
أترضي أن تكون رفيق قوم ** لهم ذاد وأنت بغير ذاد
وقول السداد أي الصواب والحق أمر به رب العالمين" َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
" وأمر به الرسول صلي الله عليه وسلم "
فسددوا وقاربوا أبشروا واستعينوا بالغدوة
والروحة وشيء من الدلجة
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
الكبيرة السادسة :
التولي يوم الزحف
الحمد لله بحمده نبدأ.
وعليه نتوكل وإليه نلجأ .
لا نسأل سواه ولا نعبد إلا إياه
مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. أحمد الله وأشكره وأتوب إليه
وأستغفره وأستعين به
وأستنصره وأسأله اللطف
في قضائه في جميع الشؤون .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله شرفه
وفضله وزينه وجمله واصطفاه
واجتباه ووفقه وهداه فكان خيرة
خلق الله .
اللهم صل وسلم وبارك علي
رسول الله محمد خير عبادك
وعلي آله وصحبه
وكل مسلم آمن بآيات ربه
ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار
علي دربه إلي يوم الدين .
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
" اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون :
التولي يوم الزحف :
هو الهروب من ساحة المعركة خنوعا ووهنا وجبنا وأنانية. وحبا لسلامة النفس من الموت . وغضا للطرف عن سلامة المؤمنين .
وهو مصطلح مأخوذ من قوله تعالي
" إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ".
ومن ثم يكون التولي
( في يوم الزحف ـ في يوم الحرب ـ في يوم الجهاد) .
وهو كبيرة من أكبر الكبائر وعده النبي من الموبقات التي توبق صاحبها في النار .
والجهاد علي أربعة مراتب :
جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الكفار وجهاد المنافقين .
أما جهاد النفس:
فيكون بتعلم الدين ثم بالعمل بعلوم الدين ثم بدعوة الغير إلي هذا الدين وذاك العمل ثم بالصبر وتحمل المشاق في سبيل ذلك .
أما جهاد الشيطان :
فيكون بجهاده في دفع الشبهات ودفع الشهوات . وصدق من قال :
وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم
وأما جهاد المنافقين : فالأخص فيه اللسان
وجهاد الكافرين :
فالأخص فيه اليد .
والجهاد إما واجب وجوب عين
وإما واجب وجوب كفاية .
الأصل أن الجهاد فرض كفاية على المسلمين وذلك إذا كان الكفار في ديارهم ونحن في ديارنا لم يحتلوا لنا أرضاً ولم يعتدوا لنا على موقع أو حق لنا واسمع لربك
(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً) .(التوبة :122) .
ووجوب العين في حالات:
1ـ إذا حضر المكلف في الصف يتعين عليه الجهاد
(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا) وقال
((يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفًا فلا تولوهم الأدبار) .
2ـ إذا حضر العدو إلي بلادنا سلمكم الله قال تعالي
((يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة).
3ـ إذا استنفر الحاكم شخصا يتعين عليه الجهاد لما روي الإمام البخاري رحمه الله ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية . وإذ استنفرتم فانفروا"
أي إذا طلب منكم الخروج إلى الحرب فاخرجوا.
ويقول الله سبحانه:
(يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل)
4ـ إذا احتيج إلى ذلك الشخص ولا يسد أحد مسدَّه إلا هو.
ويجب الجهاد علي المسلم الذكر العاقل البالغ الصحيح الذي لديه من الزاد ما يكفيه حتى يعود . المسلم فلا يجب علي غير المسلم . الذكر فلا يجب علي المرأة فقد روي البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال: جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة" ولا يمنع من خروجهن للتمريض ونحوه .
-العاقل فلا يجب علي غير العاقل .
-الصحيح فلا يجب علي المريض واسمع لربك
(ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا الله ورسوله)
[سورة التوبة: 91] .
ويقول الله تبارك وتعالى:
(ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) [سورة الفتح: 17] .
-البالغ فلا يجب علي الصغيرولأنه عبادة، فلا يجب إلا على بالغ فقد روي الشيخان البخاري ومسلم عن ابن عمر قال : "عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني"
- أما عن إذن الوالدين فالجهاد الواجب لا يعتبر فيه إذن الوالدين أما جهاد التطوع فإنه لا بد من إذن الوالدين المسلمين الحرين أو إذن أحدهما روي البخاري ومسلم عن ابن مسعود: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال:" الصلاة على وقتها." قلت ثم أي؟ قال: "بر الوالدين." قلت: ثم أي؟ قال:" الجهاد في سبيل الله" .
وروي البخاري وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه عن ابن عمر: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد. فقال: أحيٌ والداك؟ قال: نعم.
قال:" ففيهما فجاهد.
وفي كتاب شرعة الإسلام:
" ولا يخرج إلى الجهاد إلا من كان فارغًا عن الأهل والأطفال وعن خدمة الوالدين، فإن ذلك مقدم على الجهاد، بل هو أفضل الجهاد".
والجهاد إذا وجب ينبغي فيه الثبات وعدم الفرار
" يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار، ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير. فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاءً حسناً إن الله سميع عليم. ذلكم وان الله موهن كيد الكافرين .إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وان تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت وان الله مع المؤمنين"
فقد نزلت هذه الآيات في نصح المؤمنين للثبات يوم بدر يوم الفرقان بين الحق والباطل يوم التقي الجمعان ورغم نزول الآيات بخصوص هذا اليوم إلا أنها عامة فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما يقول علماء التفسير . فيكون الثبات سبب للنصر .
وللنصر عوامل أخري : منها:
1ـ الإيمان بالله ظاهرا وباطنا وصدق الله " وكان حقا علينا نصر المؤمنين ".
2ـ الصبر "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران : 200].
3ـ الإخلاص لله" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "[محمد : 7].
4ـ الإعداد المادي "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ [الأنفال : 60].
5ـ الائتلاف وعدم الاختلاف " وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال : 46] .
6ـ والإقدام وعدم الإحجام "َقالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [المائدة : 23] .
7ـ والتوكل علي الله والمشورة "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال : 46] .
أما التولي يوم الزحف فهو خنوع ووهن وسبب من أسباب الهزيمة.
وقد ذكر العلماء أنه علي ثلاث حالات :
يكون حراما : عندما يكون الفريقان متكافئان نظريا فيحرم التولي لأنه يحدث خللا في قوة المسلمين فيؤدي للهزيمة . وهذا هو النوع المقصود في حديث النبي والذي عده من الموبقات وفي ذلك وعيد شديد من رب العالمين قال فيه " فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير "فمن فر فقد رجع بغضب من الله . ليس هذا فحسب بل ومأواه جهنم وبئس المصير نعم . و بئس المصير واسمع لربك "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء : 56] .
وروي الإمام الطبراني عن ثوبان مرفوعا عن النبي صلي الله عليه وسلم " ثلاثة لا ينفع معهن عمل الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف» .
ويكون مباحا : لأحد سببين أو كليهما وذلك في قوله تعالي " إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلي فئة "فلا يجوز التولي يوم الزحف إلا بهذين الوضعين " متحرفا لقتال "أي يوهم العدو أنه يفر ثم يكر عليه وهذا مطلوب في الحرب فالحرب خدعة ومطلوب فيها المكر والحيل . أو متحيزا إلي فئة تعني أنه رأي ثغرا قد انفتح أمام الكفار فيفر من مكانه مسرعا إلي ذلك الثغر ليسده فهو ينتقل من مكان إلي مكان من أجل المصلحة" يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة " ففي هاتين الحالتين يكون التولي حلالا .
وأما الحالة الثالثة : فتكون عندما يكون الفريقان غير متكافئين يري بعض العلماء أن الفرار هنا حرام فلا يفر المجاهد مهما كانت النتيجة وذلك تفعيلا لقول الله "ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار " والبعض يري جواز الفرار مستدلين بقوله تعالي ((وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَىالتَّهْلُكَةِ)) وبما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص الناس حيصة، وكنت فيمن حاص فقلنا كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ ثم قلنا لو دخلنا المدينة فبتنا ثم قلنا لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فان كانت لنا توبة وإلا ذهبنا!! فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الغداة فخرج إلينا فقال من القوم؟! فقلنا نحن الفارون أوالفرارون فقال:لا، بل انتم الكارون أنا فئتكم، وأنا فئة المسلمين، قال: فأتيناه حتى قبلنا يده صلي الله عليه وسلم .
وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله عن التولي يوم الزحف ؟ فقال لا يفر الرجل من رجلين لكن من ثلاثة فلا بأس . فلا يجوز الفرار من مثليهم قال تعالي " أن يكن منكم مائة يغلبوا مائتين" .
الثانية:
بعض الناس يعد من قتل هلكة وهذا خطأ لأن المجاهد الذي يخرج من أجل الله إن مات مات شهيدا وإن عاد عاد بخير وغنيمة وصدق الله " قل هل تربصون بنا إلا إحدي الحسنيين "والحسنيان هما النصر أو الشهادة ففي النصرة عزة الإسلام والمسلمين ورفع راية الإسلام عالية خفاقة وفي الشهادة منزلة من منازل الجنة " َلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"[آل عمران : 169].
وصح عن النبي (من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق) ، فالجهاد لا يخطر على باله، وقد لا تتاح له الشهادة التي يتمناها فهذا خالد بن الوليد قال : شهدت مائة معركة في الجاهلية والإسلام وما في بدني إلا رمية بسهم أو طعنة برمح وأخيراً أموت على فراشي كما يموت العبيد فلا نامت أعين الجبناء .
ويصح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله (من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه).
فيستطيع أن يأخذ بنيته أجر الشهادة وأجر الجهاد . وهذا كله مشروط بإخلاص النية لله روي الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة، رجل استشهد، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فماذا عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال: جرئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك،قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار.
التولي يوم الزحف
الحمد لله بحمده نبدأ.
وعليه نتوكل وإليه نلجأ .
لا نسأل سواه ولا نعبد إلا إياه
مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. أحمد الله وأشكره وأتوب إليه
وأستغفره وأستعين به
وأستنصره وأسأله اللطف
في قضائه في جميع الشؤون .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله شرفه
وفضله وزينه وجمله واصطفاه
واجتباه ووفقه وهداه فكان خيرة
خلق الله .
اللهم صل وسلم وبارك علي
رسول الله محمد خير عبادك
وعلي آله وصحبه
وكل مسلم آمن بآيات ربه
ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار
علي دربه إلي يوم الدين .
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
" اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون :
التولي يوم الزحف :
هو الهروب من ساحة المعركة خنوعا ووهنا وجبنا وأنانية. وحبا لسلامة النفس من الموت . وغضا للطرف عن سلامة المؤمنين .
وهو مصطلح مأخوذ من قوله تعالي
" إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ".
ومن ثم يكون التولي
( في يوم الزحف ـ في يوم الحرب ـ في يوم الجهاد) .
وهو كبيرة من أكبر الكبائر وعده النبي من الموبقات التي توبق صاحبها في النار .
والجهاد علي أربعة مراتب :
جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الكفار وجهاد المنافقين .
أما جهاد النفس:
فيكون بتعلم الدين ثم بالعمل بعلوم الدين ثم بدعوة الغير إلي هذا الدين وذاك العمل ثم بالصبر وتحمل المشاق في سبيل ذلك .
أما جهاد الشيطان :
فيكون بجهاده في دفع الشبهات ودفع الشهوات . وصدق من قال :
وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم
وأما جهاد المنافقين : فالأخص فيه اللسان
وجهاد الكافرين :
فالأخص فيه اليد .
والجهاد إما واجب وجوب عين
وإما واجب وجوب كفاية .
الأصل أن الجهاد فرض كفاية على المسلمين وذلك إذا كان الكفار في ديارهم ونحن في ديارنا لم يحتلوا لنا أرضاً ولم يعتدوا لنا على موقع أو حق لنا واسمع لربك
(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً) .(التوبة :122) .
ووجوب العين في حالات:
1ـ إذا حضر المكلف في الصف يتعين عليه الجهاد
(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا) وقال
((يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفًا فلا تولوهم الأدبار) .
2ـ إذا حضر العدو إلي بلادنا سلمكم الله قال تعالي
((يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة).
3ـ إذا استنفر الحاكم شخصا يتعين عليه الجهاد لما روي الإمام البخاري رحمه الله ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية . وإذ استنفرتم فانفروا"
أي إذا طلب منكم الخروج إلى الحرب فاخرجوا.
ويقول الله سبحانه:
(يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل)
4ـ إذا احتيج إلى ذلك الشخص ولا يسد أحد مسدَّه إلا هو.
ويجب الجهاد علي المسلم الذكر العاقل البالغ الصحيح الذي لديه من الزاد ما يكفيه حتى يعود . المسلم فلا يجب علي غير المسلم . الذكر فلا يجب علي المرأة فقد روي البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال: جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة" ولا يمنع من خروجهن للتمريض ونحوه .
-العاقل فلا يجب علي غير العاقل .
-الصحيح فلا يجب علي المريض واسمع لربك
(ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا الله ورسوله)
[سورة التوبة: 91] .
ويقول الله تبارك وتعالى:
(ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) [سورة الفتح: 17] .
-البالغ فلا يجب علي الصغيرولأنه عبادة، فلا يجب إلا على بالغ فقد روي الشيخان البخاري ومسلم عن ابن عمر قال : "عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني"
- أما عن إذن الوالدين فالجهاد الواجب لا يعتبر فيه إذن الوالدين أما جهاد التطوع فإنه لا بد من إذن الوالدين المسلمين الحرين أو إذن أحدهما روي البخاري ومسلم عن ابن مسعود: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال:" الصلاة على وقتها." قلت ثم أي؟ قال: "بر الوالدين." قلت: ثم أي؟ قال:" الجهاد في سبيل الله" .
وروي البخاري وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه عن ابن عمر: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد. فقال: أحيٌ والداك؟ قال: نعم.
قال:" ففيهما فجاهد.
وفي كتاب شرعة الإسلام:
" ولا يخرج إلى الجهاد إلا من كان فارغًا عن الأهل والأطفال وعن خدمة الوالدين، فإن ذلك مقدم على الجهاد، بل هو أفضل الجهاد".
والجهاد إذا وجب ينبغي فيه الثبات وعدم الفرار
" يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار، ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير. فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاءً حسناً إن الله سميع عليم. ذلكم وان الله موهن كيد الكافرين .إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وان تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت وان الله مع المؤمنين"
فقد نزلت هذه الآيات في نصح المؤمنين للثبات يوم بدر يوم الفرقان بين الحق والباطل يوم التقي الجمعان ورغم نزول الآيات بخصوص هذا اليوم إلا أنها عامة فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما يقول علماء التفسير . فيكون الثبات سبب للنصر .
وللنصر عوامل أخري : منها:
1ـ الإيمان بالله ظاهرا وباطنا وصدق الله " وكان حقا علينا نصر المؤمنين ".
2ـ الصبر "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران : 200].
3ـ الإخلاص لله" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "[محمد : 7].
4ـ الإعداد المادي "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ [الأنفال : 60].
5ـ الائتلاف وعدم الاختلاف " وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال : 46] .
6ـ والإقدام وعدم الإحجام "َقالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [المائدة : 23] .
7ـ والتوكل علي الله والمشورة "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال : 46] .
أما التولي يوم الزحف فهو خنوع ووهن وسبب من أسباب الهزيمة.
وقد ذكر العلماء أنه علي ثلاث حالات :
يكون حراما : عندما يكون الفريقان متكافئان نظريا فيحرم التولي لأنه يحدث خللا في قوة المسلمين فيؤدي للهزيمة . وهذا هو النوع المقصود في حديث النبي والذي عده من الموبقات وفي ذلك وعيد شديد من رب العالمين قال فيه " فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير "فمن فر فقد رجع بغضب من الله . ليس هذا فحسب بل ومأواه جهنم وبئس المصير نعم . و بئس المصير واسمع لربك "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء : 56] .
وروي الإمام الطبراني عن ثوبان مرفوعا عن النبي صلي الله عليه وسلم " ثلاثة لا ينفع معهن عمل الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف» .
ويكون مباحا : لأحد سببين أو كليهما وذلك في قوله تعالي " إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلي فئة "فلا يجوز التولي يوم الزحف إلا بهذين الوضعين " متحرفا لقتال "أي يوهم العدو أنه يفر ثم يكر عليه وهذا مطلوب في الحرب فالحرب خدعة ومطلوب فيها المكر والحيل . أو متحيزا إلي فئة تعني أنه رأي ثغرا قد انفتح أمام الكفار فيفر من مكانه مسرعا إلي ذلك الثغر ليسده فهو ينتقل من مكان إلي مكان من أجل المصلحة" يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة " ففي هاتين الحالتين يكون التولي حلالا .
وأما الحالة الثالثة : فتكون عندما يكون الفريقان غير متكافئين يري بعض العلماء أن الفرار هنا حرام فلا يفر المجاهد مهما كانت النتيجة وذلك تفعيلا لقول الله "ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار " والبعض يري جواز الفرار مستدلين بقوله تعالي ((وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَىالتَّهْلُكَةِ)) وبما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص الناس حيصة، وكنت فيمن حاص فقلنا كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ ثم قلنا لو دخلنا المدينة فبتنا ثم قلنا لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فان كانت لنا توبة وإلا ذهبنا!! فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الغداة فخرج إلينا فقال من القوم؟! فقلنا نحن الفارون أوالفرارون فقال:لا، بل انتم الكارون أنا فئتكم، وأنا فئة المسلمين، قال: فأتيناه حتى قبلنا يده صلي الله عليه وسلم .
وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله عن التولي يوم الزحف ؟ فقال لا يفر الرجل من رجلين لكن من ثلاثة فلا بأس . فلا يجوز الفرار من مثليهم قال تعالي " أن يكن منكم مائة يغلبوا مائتين" .
الثانية:
بعض الناس يعد من قتل هلكة وهذا خطأ لأن المجاهد الذي يخرج من أجل الله إن مات مات شهيدا وإن عاد عاد بخير وغنيمة وصدق الله " قل هل تربصون بنا إلا إحدي الحسنيين "والحسنيان هما النصر أو الشهادة ففي النصرة عزة الإسلام والمسلمين ورفع راية الإسلام عالية خفاقة وفي الشهادة منزلة من منازل الجنة " َلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"[آل عمران : 169].
وصح عن النبي (من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق) ، فالجهاد لا يخطر على باله، وقد لا تتاح له الشهادة التي يتمناها فهذا خالد بن الوليد قال : شهدت مائة معركة في الجاهلية والإسلام وما في بدني إلا رمية بسهم أو طعنة برمح وأخيراً أموت على فراشي كما يموت العبيد فلا نامت أعين الجبناء .
ويصح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله (من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه).
فيستطيع أن يأخذ بنيته أجر الشهادة وأجر الجهاد . وهذا كله مشروط بإخلاص النية لله روي الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة، رجل استشهد، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فماذا عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال: جرئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك،قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار.
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
الخاتمه
الكبيرة السابعة :
قذف المحصنات الغفلات
الحمد لله رب الفضل والنعمة
توعد بأليم النقمة
من خرج علي قوانين الإسلام والحكمة وتعدي حدود الآداب .
وتوعد بأليم العقاب
أهل القذف والسباب
وأنعم بالتوبة من فضله وكرمه
علي من تاب .
أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأرجوه الحكمة وفصل الخطاب.
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان كريم الأحساب وكان عظيم الأنساب . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلي يوم الدين .
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
" اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ".
عباد الله أيها المسلمون:
القذف : لغة :
من باب قذف أي رمي . فمعناه لغة :الرمي مطلقا . ومعناه شرعا :
رمي إنسان لآخر بفاحشة الزنا أو ما يستلزمه كالطعن في النسب علي جهة التعيير . كأن يقول لامرأة يازانية أو ياباغية أو يا قحبة .أو يقول لزوجها يا زوج الزانية أو يا زوج الباغية أو يا زوج قحبة . أو يقول لولدها يا ابن الزانية أو يا ابن الباغية أو يا ابن قحبة .
والقذف انتهاك لعرض المسلم والمسلمة . وهو عادة المجتمعات السيئة . وعلامة من علامات الإفلاس الخلقي والخواء الديني . وكبيرة من أكبر الكبائر بنص القرآن والسنة.
- بنص القرآن :
" إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم"
- وأما السنة
فقد عده النبي من الموبقات أي
( المهلكات ) للفرد والجماعات
في الدنيا والآخرة ..
وقد تناول القرآن القذف في سورة النور علي ثلاث حالات
فقال
"إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ".
وقال
" والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون" .
وقال
" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ويدرأ عنها الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ والْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ولَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ"
ذكر شيخ الإسلام :
أن بن عباس قال في الأولي :
هذه في شأن عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقد جاءت الآية متضمنة لهذا الوعيد الهائل باللعنة في الدنيا والآخرة والعذاب العظيم عند الله يوم القيامة وذلك في سياق حديث الإفك الذي افتراه المفترون على الصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين وأحب إنسانة إليه بعد خديجة وقد برأها الله جل شأنه من فوق سبع سموات ونزل فيها قرآن يتلى إلى ما شاء الله
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء، فإذا لم يأتوا بالشهداء، فأولئك عند الله هم الكاذبون "
وليس في الآية توبة لمن قذف عائشة.
أما الثانية
ففي شأن باقي الأمة ومن قام بالقذف فعليه البينة بإحضار أربعة من الشهود وإلا يجلد ثمانون جلدة ولا تقبل شهادته ويصبح فاسقا كما نصت الآية .
وأما الثالثة
فيمن رمي زوجته بالزنا فقد نزلت الآيات في هلال بن أمية
لما رمي زوجته بشريك بن السمحاء فقال له الرسول البينة
أو حد ظهرك فقال يا رسول الله
أيجد أحدنا رجلا مع زوجته وينطلق يلتمس البينة
فجعل الرسول يكرر .
فقال هلال والذي بعثك بالحق نبيا
إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ
ظهري من الحد فنزلت الآيات
لتدل علي أن من رمي زوجته بالزنا عليه الحد ثمانون جلدة
إلا أن يقيم البينة علي وقوع ذلك
من زوجته أو يلاعن هذه الزوجة
ويكون ذلك بواسطة الحاكم
أو من يقوم مقامه ويكون في جامع وعلي منبر
ويردد خلف الحاكم أشهد أنني صادق في ما رميت به زوجتي من الزنا ويذكرها
إن كانت غائبة ويشير لها إن كانت حاضرة .
ويذكره الحاكم بعذاب الله في الدنيا والآخرة فيقول في الخامسة أن غضب الله علي أن كنت من الكاذبين
ويترتب علي هذا اللعان :
سقوط حد القذف عن الزوج ووجوب حد الزنا علي الزوجة ويفرق بينهما فرقة مؤبدة وتحرم المرأة علي الرجل
حرمة مؤبدة وينفي الولد عن الرجل وينسب لأمه.
وتقوم المرأة وتلاعن الرجل أمام الحاكم أيضا وتشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين فيذكرها الحاكم بعذاب الله في الدنيا والآخرة فتشهد في الخامسة
أن غضب الله عليها
إن كان الزوج من الصادقين
فيسقط بذلك عنها حد الزنا .
وقد شدد النبي صلي الله عليه وسلم في النهي عن القذف .
حتى لو كان المقذوف مملوكا جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم
" من قذف مملوكه وهو بريء جلد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال ".
وأنه من باب الخوض و الاستطالة في الأعراض :
قال تعالى :
( وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا )
فقد سماه الله أذي وبهتان وذنب عظيم مادام كان ذلك بغير حق .
فقد روي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
"كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه "
و روى أبو داود في سننه و أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ
( إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ) .
و لا يقف الأمر عند هذا الحد بل يصبح القاذف مفلسا فقد روي مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم "
أتدرون من المفلس ؟
قالوا الله ورسوله أعلم .
قال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم وطرحت علي سيئاته
ثم طرح في النار " .
وعند الرمي ( القذف)
بلا دليل يكون بابا من أبواب قول الزور ويصح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
( ألا أنبئكم بأكبر الكبائرـ ثلاثا ـ الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت "
وقد يرد المقذوف ويلعن والدي القاذف فتقع كبيرة أخري فقد روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبد الرحمن بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه
" إن من أكبر الكبائر شتم الرجل والديه ؟
قالوا : يا رسول الله , وكيف يشتم الرجل والديه ؟
قال : نعم , يسب أبا الرجل فيسب أباه , ويسب أمه فيسب أمه " .
من أجل ذلك كله فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال :
إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب
فقال له معاذ بن جبل يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال
ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" .
و قال الحافظ ابن كثيرٍ رحمه الله :
و أوجب الله على القاذف إذا لم يُُقم البينة على صحة ما قال
ثلاثة عقوبات:
عقوبة حسية : أن يجلد ثمانين جلدة.
عقوبة معنوية :عدم قبول شهادته أبداً .
عقوبة دينية : أن يكون فاسقاً ليس بعدل لا عند الله و لا عند الناس ثم وقع الاستثناء
" إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم"
قال الأحناف من تاب ترفع عنه عقوبة الفسق والحد وكن يظل لا تقبل له شهادة أبدا ويري جمهور العلماء أن التوبة تقطع ما قبلها فيرفع عنه الحد والفسق وتقبل شهادته كذلك . وقال الإمام القرطبي في تفسير آية النور وللقذف شروط تسعة
بعضها يتعلق بالقاذف
العقل و البلوغ لأنهما أصلا التكليف
و بضعها يتعلق بالشيء المقذوف به
و هوأن يقذف بوطء يلزمه فيه الحد وهو الزنا و اللواط أو بنفيه من أبيه دون سائر المعاصي
وبعضها يتعلق بالمقذوف
و هي العقل و البلوغ و الإسلام
و الحرية و العفة عن الفاحشة .
ويسقط حد القذف بأمور
إقامة البينة علي زنا المقذوف
( وهي الإتيان بأربعة شهداء )
وعفو المقذوف عن القاذف . وفي حالة اللعان كما بينا . وإقرار المقذوف بالزنا .
الثانية :
هل هناك كفارة لذلك ؟
ولا توجد كفارة معينة لتلك المعصية إنما توجد مكفرات عامة لمن وقع في المعاصي والكبائر ويريد أن يتطهر ويتوب . ومن هذه المكفرات :
التوبة النصوح : فإنها تغسل الإنسان من الذنوب كما يغسل الماء الوسخ والتائب من الذنب كمن لا ذنب له وصدق الله
"إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "
والاستغفار: بصيغه المختلفة التي وردت في القرآن والسنة
وقد قال تعالى" ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه، ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما".
والأعمال الصالحة : من الوضوء والصلاة والصيام والحج والعمرة وبر الوالدين والذكر والدعاء وتلاوة القرآن وفعل الخير والجهاد في سبيل الله. وصدق الله إذ يقول
" إن الحسنات يذهبن السيئات"
وقال صلى الله عليه وسلم:
"وأتبع السيئة الحسنة تمحها" .
ومما ينفع التصدق بصدقة:
فإنها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وخصوصا صدقة السر.
والتعلق برحمة الله والطمع فيها : وصدق الله "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم".
إلى هنا إخواني أخواتي
نكون قد انتهينا
من شرح هذه السبع الموبقات.
سائلين الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ويسدد أقوالنا وأفعالنا
ويجعلها خالصة لوجهه الكريم صوابا على سنة نبيه الأمين
وأن يصلح قلوبنا و أحوالنا وأحوال المسلمين أجمعين
إنه جواد كريم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلي اله وصحبه أجمعين
الكبيرة السابعة :
قذف المحصنات الغفلات
الحمد لله رب الفضل والنعمة
توعد بأليم النقمة
من خرج علي قوانين الإسلام والحكمة وتعدي حدود الآداب .
وتوعد بأليم العقاب
أهل القذف والسباب
وأنعم بالتوبة من فضله وكرمه
علي من تاب .
أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأرجوه الحكمة وفصل الخطاب.
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان كريم الأحساب وكان عظيم الأنساب . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلي يوم الدين .
أما بعد :
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير .
يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
" اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ".
عباد الله أيها المسلمون:
القذف : لغة :
من باب قذف أي رمي . فمعناه لغة :الرمي مطلقا . ومعناه شرعا :
رمي إنسان لآخر بفاحشة الزنا أو ما يستلزمه كالطعن في النسب علي جهة التعيير . كأن يقول لامرأة يازانية أو ياباغية أو يا قحبة .أو يقول لزوجها يا زوج الزانية أو يا زوج الباغية أو يا زوج قحبة . أو يقول لولدها يا ابن الزانية أو يا ابن الباغية أو يا ابن قحبة .
والقذف انتهاك لعرض المسلم والمسلمة . وهو عادة المجتمعات السيئة . وعلامة من علامات الإفلاس الخلقي والخواء الديني . وكبيرة من أكبر الكبائر بنص القرآن والسنة.
- بنص القرآن :
" إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم"
- وأما السنة
فقد عده النبي من الموبقات أي
( المهلكات ) للفرد والجماعات
في الدنيا والآخرة ..
وقد تناول القرآن القذف في سورة النور علي ثلاث حالات
فقال
"إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ".
وقال
" والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون" .
وقال
" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ويدرأ عنها الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ والْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ولَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ"
ذكر شيخ الإسلام :
أن بن عباس قال في الأولي :
هذه في شأن عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقد جاءت الآية متضمنة لهذا الوعيد الهائل باللعنة في الدنيا والآخرة والعذاب العظيم عند الله يوم القيامة وذلك في سياق حديث الإفك الذي افتراه المفترون على الصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين وأحب إنسانة إليه بعد خديجة وقد برأها الله جل شأنه من فوق سبع سموات ونزل فيها قرآن يتلى إلى ما شاء الله
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء، فإذا لم يأتوا بالشهداء، فأولئك عند الله هم الكاذبون "
وليس في الآية توبة لمن قذف عائشة.
أما الثانية
ففي شأن باقي الأمة ومن قام بالقذف فعليه البينة بإحضار أربعة من الشهود وإلا يجلد ثمانون جلدة ولا تقبل شهادته ويصبح فاسقا كما نصت الآية .
وأما الثالثة
فيمن رمي زوجته بالزنا فقد نزلت الآيات في هلال بن أمية
لما رمي زوجته بشريك بن السمحاء فقال له الرسول البينة
أو حد ظهرك فقال يا رسول الله
أيجد أحدنا رجلا مع زوجته وينطلق يلتمس البينة
فجعل الرسول يكرر .
فقال هلال والذي بعثك بالحق نبيا
إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ
ظهري من الحد فنزلت الآيات
لتدل علي أن من رمي زوجته بالزنا عليه الحد ثمانون جلدة
إلا أن يقيم البينة علي وقوع ذلك
من زوجته أو يلاعن هذه الزوجة
ويكون ذلك بواسطة الحاكم
أو من يقوم مقامه ويكون في جامع وعلي منبر
ويردد خلف الحاكم أشهد أنني صادق في ما رميت به زوجتي من الزنا ويذكرها
إن كانت غائبة ويشير لها إن كانت حاضرة .
ويذكره الحاكم بعذاب الله في الدنيا والآخرة فيقول في الخامسة أن غضب الله علي أن كنت من الكاذبين
ويترتب علي هذا اللعان :
سقوط حد القذف عن الزوج ووجوب حد الزنا علي الزوجة ويفرق بينهما فرقة مؤبدة وتحرم المرأة علي الرجل
حرمة مؤبدة وينفي الولد عن الرجل وينسب لأمه.
وتقوم المرأة وتلاعن الرجل أمام الحاكم أيضا وتشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين فيذكرها الحاكم بعذاب الله في الدنيا والآخرة فتشهد في الخامسة
أن غضب الله عليها
إن كان الزوج من الصادقين
فيسقط بذلك عنها حد الزنا .
وقد شدد النبي صلي الله عليه وسلم في النهي عن القذف .
حتى لو كان المقذوف مملوكا جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم
" من قذف مملوكه وهو بريء جلد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال ".
وأنه من باب الخوض و الاستطالة في الأعراض :
قال تعالى :
( وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا )
فقد سماه الله أذي وبهتان وذنب عظيم مادام كان ذلك بغير حق .
فقد روي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
"كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه "
و روى أبو داود في سننه و أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ
( إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ) .
و لا يقف الأمر عند هذا الحد بل يصبح القاذف مفلسا فقد روي مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم "
أتدرون من المفلس ؟
قالوا الله ورسوله أعلم .
قال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم وطرحت علي سيئاته
ثم طرح في النار " .
وعند الرمي ( القذف)
بلا دليل يكون بابا من أبواب قول الزور ويصح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
( ألا أنبئكم بأكبر الكبائرـ ثلاثا ـ الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت "
وقد يرد المقذوف ويلعن والدي القاذف فتقع كبيرة أخري فقد روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبد الرحمن بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه
" إن من أكبر الكبائر شتم الرجل والديه ؟
قالوا : يا رسول الله , وكيف يشتم الرجل والديه ؟
قال : نعم , يسب أبا الرجل فيسب أباه , ويسب أمه فيسب أمه " .
من أجل ذلك كله فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال :
إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب
فقال له معاذ بن جبل يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال
ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" .
و قال الحافظ ابن كثيرٍ رحمه الله :
و أوجب الله على القاذف إذا لم يُُقم البينة على صحة ما قال
ثلاثة عقوبات:
عقوبة حسية : أن يجلد ثمانين جلدة.
عقوبة معنوية :عدم قبول شهادته أبداً .
عقوبة دينية : أن يكون فاسقاً ليس بعدل لا عند الله و لا عند الناس ثم وقع الاستثناء
" إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم"
قال الأحناف من تاب ترفع عنه عقوبة الفسق والحد وكن يظل لا تقبل له شهادة أبدا ويري جمهور العلماء أن التوبة تقطع ما قبلها فيرفع عنه الحد والفسق وتقبل شهادته كذلك . وقال الإمام القرطبي في تفسير آية النور وللقذف شروط تسعة
بعضها يتعلق بالقاذف
العقل و البلوغ لأنهما أصلا التكليف
و بضعها يتعلق بالشيء المقذوف به
و هوأن يقذف بوطء يلزمه فيه الحد وهو الزنا و اللواط أو بنفيه من أبيه دون سائر المعاصي
وبعضها يتعلق بالمقذوف
و هي العقل و البلوغ و الإسلام
و الحرية و العفة عن الفاحشة .
ويسقط حد القذف بأمور
إقامة البينة علي زنا المقذوف
( وهي الإتيان بأربعة شهداء )
وعفو المقذوف عن القاذف . وفي حالة اللعان كما بينا . وإقرار المقذوف بالزنا .
الثانية :
هل هناك كفارة لذلك ؟
ولا توجد كفارة معينة لتلك المعصية إنما توجد مكفرات عامة لمن وقع في المعاصي والكبائر ويريد أن يتطهر ويتوب . ومن هذه المكفرات :
التوبة النصوح : فإنها تغسل الإنسان من الذنوب كما يغسل الماء الوسخ والتائب من الذنب كمن لا ذنب له وصدق الله
"إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "
والاستغفار: بصيغه المختلفة التي وردت في القرآن والسنة
وقد قال تعالى" ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه، ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما".
والأعمال الصالحة : من الوضوء والصلاة والصيام والحج والعمرة وبر الوالدين والذكر والدعاء وتلاوة القرآن وفعل الخير والجهاد في سبيل الله. وصدق الله إذ يقول
" إن الحسنات يذهبن السيئات"
وقال صلى الله عليه وسلم:
"وأتبع السيئة الحسنة تمحها" .
ومما ينفع التصدق بصدقة:
فإنها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وخصوصا صدقة السر.
والتعلق برحمة الله والطمع فيها : وصدق الله "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم".
إلى هنا إخواني أخواتي
نكون قد انتهينا
من شرح هذه السبع الموبقات.
سائلين الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ويسدد أقوالنا وأفعالنا
ويجعلها خالصة لوجهه الكريم صوابا على سنة نبيه الأمين
وأن يصلح قلوبنا و أحوالنا وأحوال المسلمين أجمعين
إنه جواد كريم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلي اله وصحبه أجمعين
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
awah asahbti chkon li bay9ra dakchi lmohim tnx n5rj mn l9raya ond5l l9raya 5ra ca va pas non
leila looool- العضوة الذهبية
-
عدد الرسائل : 1290
الدولة : maroc
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
hhhhhhhhhhhhhhhhhhhh yak 9ray galak mafik nti khlas wa7d lma3gaza makayna khtha hhhh lol
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
ayeh n9raw walakin dakchi la la
leila looool- العضوة الذهبية
-
عدد الرسائل : 1290
الدولة : maroc
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
ta7ad mabzaz 3lik
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
hh mali 9rito
leila looool- العضوة الذهبية
-
عدد الرسائل : 1290
الدولة : maroc
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
dakchi liban ma3gaza wsafi
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
ah mz moi m3gaza ok thniti
leila looool- العضوة الذهبية
-
عدد الرسائل : 1290
الدولة : maroc
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
wah hakak ghasbin 3anik . hanti griti hhhh lol
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
ah niiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiice
leila looool- العضوة الذهبية
-
عدد الرسائل : 1290
الدولة : maroc
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
hhhhhhhhhhhh salina
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: السبع الموبقات وتعريفهم والوقايه منهم
ayeh salina salina
leila looool- العضوة الذهبية
-
عدد الرسائل : 1290
الدولة : maroc
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى