عبد الجبار السحيمي ..رحيل أيقونة إعلامية وسمت مسار جيل
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عبد الجبار السحيمي ..رحيل أيقونة إعلامية وسمت مسار جيل
غادرنا إلى دار البقاء٬ فجر الثلاثاء 24 أبريل الجاري٬ بعد معاناة مريرة مع المرض٬ أحد الأعمدة والأيقونات الإعلامية والثقافية الوطنية التي وسمت بشكل عميق مسار جيل ساهم ٬ بشكل كبير في فترة ما بعد الاستقلال٬ في إرساء معالم ومرتكزات الهوية والخصوصية الثقافية الوطنية.
لقد اجتمع في شخصية الراحل ما تفرق في غيرها٬ إذ تلاقحت في تجربته الإنسانية الممارسة الإعلامية العصامية مع العطاء الإبداعي المتفرد في تناغم وتفاعل جمالي نادر اغتنت وأينعت من خلالهما أنساغ الكتابة المهنية الرصينة وشجرة الإبداع ٬ قصة ومقالا صحفيا ونقدا.
انفتاحا على هذا الأفق٬ أسس الراحل الذي انتسب إلى صحيفة (العلم) منذ النصف الثاني من عقد الخمسينيات محررا فرئيسا للتحرير ثم مديرا٬ مدرسة مهنية وإبداعية خاصة ذات ملامح مغربية صرفة منفتحة على نبض الفكر والواقع معا من خلال ترصد التحولات والتفاعل مع المتغيرات واستشراف الآفاق٬ والنضال من أجل ترسيخ قيم المواطنة الأصيلة الحية في المجتمع وفي الحياة الثقافية والسياسية.
لقد اجترح الراحل السحيمي من خلال مساره المهني والإبداعي عبر مذكراته في (العلم) تحت عنوان "الليالي" و"خواطر طائرة" ثم "بخط اليد"٬ وعبر الملحق الثقافي ملامح مسار إنساني وإبداعي انتصر على الدوام لقيم الحرية والانفتاح وحرية التعبير٬ وزاوج بين صرامة المهني ودقته وسحر وطراوة خيال المبدع٬ واضعا بذلك لبنات مؤسسة تربى وتخرج منها العديد من الصحفيين والفاعلين الإعلاميين والسياسيين المرموقين.
تلك المدرسة التي انتمى إليها جيل يؤمن إيمانا راسخا بالوطن وتقدمه٬ راودها حلم بناء مغرب مستقل وديمقراطي فانبرى بكل آماله وإراداته في إرساء معالم هذا الوطن ومرتكزاته الحداثية والمدنية وتنمية مخياله الإبداعي والنهوض بوسائل وسبل تقدمه الثقافي والمهني...
وتنم الرعاية السامية التي أحاط بها جلالة الملك محمد السادس٬ الصحفي والأديب الراحل الاهتمام الذي أولاه جلالته لحالته الصحية طيلة فترة مرضه ٬ عن تقدير ملكي سامي لقيمة الراحل الإنسانية والإبداعية٬ وللمثل والمبادئ الوطنية والأخلاقية التي كان يدافع عنها٬ وهي القيم التي لم يكن يستند في الدفاع عنها إلى نزعة مذهبية ضيقة أو نزوع منفعي ما.
إنها القيم التي توقفت عندها رسالة التعزية التي وجهها جلالة الملك إلى أفراد أسرة الراحل٬ والمتمثلة على الخصوص في "غيرة وطنية مشهود بها٬ والتزام بمقدسات الأمة٬ ومن تشبث بمبادئ الصدق والوفاء والجهر بالحق٬ والالتزام بالمهنية الصحافية العالية٬ مساهما بكفاءة وتفان ونكران ذات٬ في بناء الصرح الإعلامي عقب الاستقلال".
ومن دون شك فإن رحيل المبدع والصحفي عبد الجبار السحيمي يمثل خسارة فادحة استشعرها بأسى نعي اتحاد كتاب المغرب٬ الذي أشار إلى أن الراحل كان مدافعا عن "قيم الاختلاف والتجديد والالتزام وتأسيس الرأي الحر النابع من ضرورات الدفاع عن هوية منفتحة على الواقع وعلى الآخر دون استلاب أو مواربة كما عبرت عن ذلك أعمدته المؤثرة في جريدة العلم وتدخلاته ومواقفه الكثيرة ".
ولم يفت النقابة الوطنية للصحافة المغربية٬ بدورها٬ في هذه المحطة الأليمة٬ أن تعرب عن حزنها وآساها لرحيل الفقيد عرفانا لما أسداه للمجال الإعلامي حيث كان "من بين رواد العمل الصحافي في الستينات٬ وتدرج في جريدة العلم٬ هذه المدرسة الوطنية٬ لكي يتحمل في السبعينيات مهام رئاسة التحرير(...) إضافة إلى إنتاجاته الإعلامية ترك الفقيد لجمهوره من القراء الكثيرين سيرة طيبة سيذكر بها لدى الجميع٬ إنتاجا أدبيا وروائيا غزيرا لا يزال يستهوي الجمهور".
وعلى المستوى الإنساني٬ ظل الفقيد دائما موضع احترام وتقدير من لدن النسيج الثقافي والإعلامي والحقوقي من مختلف مشاربه في المغرب٬ مناهضا لمظاهر الظلم والاستبداد خلال فترات سابقة من تاريخ المغرب المعاصر.
وساهم الفقيد في تطوير الذائقة الجمالية من خلال تطوير القصة القصيرة مستندا إلى منزع أدبي أصيل منفتح على مختلف أساليب الكتابة الصحفية والإبداعية الحداثية التي لا تتنكر للأصالة الأدبية وعتاقتها.
صدر للفقيد كتاب بعنوان "بخط اليد" عن منشورات شراع بطنجة٬ في إطار سلسلة "كتاب الشهر". وساهم أيضا في كتاب جماعي بعنوان "معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهيونية" الصادر عن مطبعة الرسالة بالرباط٬ عام 1979 .
كما أصدر الأديب الراحل رفقة الأستاذين محمد العربي المساري ومحمد برادة٬ مجلة "القصة والمسرح" سنة 1964 ٬ كما كان مديرا لمجلة 2000 التي صدر عددها الأول الوحيد منها في يونيو 1970 فضلا عن اشتغاله رئيسا لتحرير جريدة "العمل" ومديرا لها قبل أن تتوفاه النية.
لقد اجتمع في شخصية الراحل ما تفرق في غيرها٬ إذ تلاقحت في تجربته الإنسانية الممارسة الإعلامية العصامية مع العطاء الإبداعي المتفرد في تناغم وتفاعل جمالي نادر اغتنت وأينعت من خلالهما أنساغ الكتابة المهنية الرصينة وشجرة الإبداع ٬ قصة ومقالا صحفيا ونقدا.
انفتاحا على هذا الأفق٬ أسس الراحل الذي انتسب إلى صحيفة (العلم) منذ النصف الثاني من عقد الخمسينيات محررا فرئيسا للتحرير ثم مديرا٬ مدرسة مهنية وإبداعية خاصة ذات ملامح مغربية صرفة منفتحة على نبض الفكر والواقع معا من خلال ترصد التحولات والتفاعل مع المتغيرات واستشراف الآفاق٬ والنضال من أجل ترسيخ قيم المواطنة الأصيلة الحية في المجتمع وفي الحياة الثقافية والسياسية.
لقد اجترح الراحل السحيمي من خلال مساره المهني والإبداعي عبر مذكراته في (العلم) تحت عنوان "الليالي" و"خواطر طائرة" ثم "بخط اليد"٬ وعبر الملحق الثقافي ملامح مسار إنساني وإبداعي انتصر على الدوام لقيم الحرية والانفتاح وحرية التعبير٬ وزاوج بين صرامة المهني ودقته وسحر وطراوة خيال المبدع٬ واضعا بذلك لبنات مؤسسة تربى وتخرج منها العديد من الصحفيين والفاعلين الإعلاميين والسياسيين المرموقين.
تلك المدرسة التي انتمى إليها جيل يؤمن إيمانا راسخا بالوطن وتقدمه٬ راودها حلم بناء مغرب مستقل وديمقراطي فانبرى بكل آماله وإراداته في إرساء معالم هذا الوطن ومرتكزاته الحداثية والمدنية وتنمية مخياله الإبداعي والنهوض بوسائل وسبل تقدمه الثقافي والمهني...
وتنم الرعاية السامية التي أحاط بها جلالة الملك محمد السادس٬ الصحفي والأديب الراحل الاهتمام الذي أولاه جلالته لحالته الصحية طيلة فترة مرضه ٬ عن تقدير ملكي سامي لقيمة الراحل الإنسانية والإبداعية٬ وللمثل والمبادئ الوطنية والأخلاقية التي كان يدافع عنها٬ وهي القيم التي لم يكن يستند في الدفاع عنها إلى نزعة مذهبية ضيقة أو نزوع منفعي ما.
إنها القيم التي توقفت عندها رسالة التعزية التي وجهها جلالة الملك إلى أفراد أسرة الراحل٬ والمتمثلة على الخصوص في "غيرة وطنية مشهود بها٬ والتزام بمقدسات الأمة٬ ومن تشبث بمبادئ الصدق والوفاء والجهر بالحق٬ والالتزام بالمهنية الصحافية العالية٬ مساهما بكفاءة وتفان ونكران ذات٬ في بناء الصرح الإعلامي عقب الاستقلال".
ومن دون شك فإن رحيل المبدع والصحفي عبد الجبار السحيمي يمثل خسارة فادحة استشعرها بأسى نعي اتحاد كتاب المغرب٬ الذي أشار إلى أن الراحل كان مدافعا عن "قيم الاختلاف والتجديد والالتزام وتأسيس الرأي الحر النابع من ضرورات الدفاع عن هوية منفتحة على الواقع وعلى الآخر دون استلاب أو مواربة كما عبرت عن ذلك أعمدته المؤثرة في جريدة العلم وتدخلاته ومواقفه الكثيرة ".
ولم يفت النقابة الوطنية للصحافة المغربية٬ بدورها٬ في هذه المحطة الأليمة٬ أن تعرب عن حزنها وآساها لرحيل الفقيد عرفانا لما أسداه للمجال الإعلامي حيث كان "من بين رواد العمل الصحافي في الستينات٬ وتدرج في جريدة العلم٬ هذه المدرسة الوطنية٬ لكي يتحمل في السبعينيات مهام رئاسة التحرير(...) إضافة إلى إنتاجاته الإعلامية ترك الفقيد لجمهوره من القراء الكثيرين سيرة طيبة سيذكر بها لدى الجميع٬ إنتاجا أدبيا وروائيا غزيرا لا يزال يستهوي الجمهور".
وعلى المستوى الإنساني٬ ظل الفقيد دائما موضع احترام وتقدير من لدن النسيج الثقافي والإعلامي والحقوقي من مختلف مشاربه في المغرب٬ مناهضا لمظاهر الظلم والاستبداد خلال فترات سابقة من تاريخ المغرب المعاصر.
وساهم الفقيد في تطوير الذائقة الجمالية من خلال تطوير القصة القصيرة مستندا إلى منزع أدبي أصيل منفتح على مختلف أساليب الكتابة الصحفية والإبداعية الحداثية التي لا تتنكر للأصالة الأدبية وعتاقتها.
صدر للفقيد كتاب بعنوان "بخط اليد" عن منشورات شراع بطنجة٬ في إطار سلسلة "كتاب الشهر". وساهم أيضا في كتاب جماعي بعنوان "معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهيونية" الصادر عن مطبعة الرسالة بالرباط٬ عام 1979 .
كما أصدر الأديب الراحل رفقة الأستاذين محمد العربي المساري ومحمد برادة٬ مجلة "القصة والمسرح" سنة 1964 ٬ كما كان مديرا لمجلة 2000 التي صدر عددها الأول الوحيد منها في يونيو 1970 فضلا عن اشتغاله رئيسا لتحرير جريدة "العمل" ومديرا لها قبل أن تتوفاه النية.
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عبد الجبار السحيمي ..رحيل أيقونة إعلامية وسمت مسار جيل
ان لله و ان اليه راجعون
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
leila looool- العضوة الذهبية
-
عدد الرسائل : 1290
الدولة : maroc
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى