كن إيجابيا تكن مسلما حقا
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كن إيجابيا تكن مسلما حقا
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاةو السلام على الرحمة المهداة للعالمين
محمد ابن عبد الله و على اله و اصحابه الطاهرين اجمعين
اما بعد
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال : { ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر
لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين اللذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون }.
الشخصية المسلمة والشخصية الإيجابية وجهان لعملة واحدة، وما زال المسلمون قديماً وحديثاً يقولون: ( الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ) فالشخصية المتدينة لا تنفصل أبداً عن الإيجابية، بمعني أنه لا يمكن أن يكون الإنسان متعبِّداً وفي الوقت نفسه مُخلاً بحياته العملية الطيبة، هذا لا يكون أبداً... إن الشخصية السوية لا تنفصم إلى واقع عقدي تعبدي وواقع عملي مغاير، والترابط واضح جدا في اثنتين وثمانين آية من كتاب الله حيث يقول الله سبحانه وتعالى: الَذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ آمن وعمل صالحاً هذا شرط أساسي، العمل هو برهان الإيمان وهذا العمل الذي هو برهان الإيمان يجب أن يكون صالحاً.
قال المناوي: ( { ارحموا ترحموا } لأن الرحمة من صفات الحق التي شمل بها عباده فلذا كانت أعلاماً اتصف بها البشر فندب إليها الشارع في كل شيء حتى في قتال الكفار والذبح وإقامة الحجج وغير ذلك { واغفروا يغفر لكم } لأنه سبحانه وتعالى يحب أسمائه وصفاته التي منها الرحمة والعفو ويحب من خلقه من تخلق بها { ويل لأقماع القول } أي شدة هلكة لمن لا يعي أوامر الشرع ولم يتأدب بآدابه، والأقماع الإناء الذي يجعل في رأس الظرف ليملأ بالمائع، شبه استماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئاً مما يفرغ فيها فكأنه يمر عليها مجتازاً كما يمر الشراب في القمع { ويل للمصرين } على الذنوب أي العازمين على المداومة عليها { الذين يصرون على ما فعلوا } يقيمون عليها فلم يتوبوا ولم يستغفروا ( وهم يعلمون ) حال أي يصرون في حال علمهم بأن ما فعلوه معصية أو يعلمون بأن الإصرار أعظم من الذنب أو يعلمون بأنه يعاقب على الذنب ).
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
وقوله : { ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم } نظير قوله تعالى: وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور:22] قال عبدالله بن المبارك: ( هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى ). وفيها دليل على أن العفو والصفح عن المسيء المسلم من موجبات غفران الذنوب والجزاء من جنس العمل.
أما قوله : { ويل لأقماع القول } فيسوقنا لتعريف علماء النفس للشخصية الضعيفة بأنها: الشخصية التي تستمر في النمو والتطور، فصاحب العقلية المتحجرة.. ضعيف الشخصية، ومن لا يستفيد من وقته وصحته وإمكانياته.. ضعيف الشخصية، ومن لا يعدل من سلوكه ويقلع عن أخطائه.. ضعيف الشخصية، وقوة الشخصية تعني أيضا القدرة على الاختيار السليم، والتمييز بين الخير والشر، والصواب والخطأ، وإدراك الواقع الحاضر، وتوقع المستقبل... فالنمو والتطوير شرطان أساسيان لكي تكون شخصيتك قوية ومثمرة في نفس الوقت.
وحين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوطة به، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، فيجب على كل فرد منا أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه، وبالعكس علينا أن نوقن أيضا أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسؤولية عن أي شيء !!
وقوله : { ويل للمصرين اللذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون } مقابل قوله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران 135 فالإصرار هو الاستقرار على المخالفة، والعزم على المعاودة، وذلك ذنب آخر لعله أعظم من الذنب الأول بكثير. وهذا من عقوبة الذنب، فإنه يوجب ذنبًا أكبر منه، ثم الثاني كذلك، ثم الثالث كذلك، حتى يحدث الهلاك... إن الإصرار على المعصية معصية أخرى، والقعود عن تدارك ما فاتك من الخير بسبب المعصية يعتبر إصرارًا ورضا بها وطمأنينة إليها، وذلك علامة الهلاك. قال سهل بن عبدالله: ( الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصرُّ هالك، والإصرار هو التسويف، والتسويف أن يقول: أتوب غدًا؛ وهذا دعوى النفس، كيف يتوب غدًا، وغدا لا يملكه! ).
وعلى هذا فالتوبة من المعصية مع بقاء لذتها في القلب، وتمني ارتكابها إن وجد إليها السبيل، وحديث النفس الدائم بلذتها، هذه التوبة تسمى "توبة الكذابين"، وهي التي وصف أبو هريرة صاحبها بأنه كالمستهزئ بربه، فهي توبة غير مقبولة، فضلاً عن الإثم الذي يلحق بصاحبها من مخادعته لله عز وجل.
ولذلك كان من شروط التوبة الاعتذار الذي هو إظهار الضعف والمسكنة لله عز وجل، وأنك لم تفعل الذنب عن استهانة بحقه سبحانه وتعالى، ولا جهلاً به، ولا إنكاراً لإطلاعه، ولا استهانة بوعيده، وإنما كان ذلك من غلبة الهوى، وضعف القوة عن مقاومة الشهوة، وطمعاً في مغفرته وسعة حلمه ورحمته، واتكالاً على عفوه، وحسن ظن به، ورجاء لكرمه سبحانه وتعالى.
وما فعلت ذلك الذنب إلا بسبب ما غرَّك به الغَرور، والنفس الأمارة بالسوء، وستره سبحانه وتعالى المرخَى عليك، وأعانك على ذلك جهلك، ولا سبيل إلى الاعتصام لك إلا به عز وجل، ولا معونة على طاعته إلا بتوفيقه. ونحو هذا من الكلام المتضمن للاستعطاف والتذلل والافتقار إليه عز وجل، والاعتراف بالعجز والإقرار بالعبودية، فهذا من تمام التوبة.
إن المفكر الإيجابي يقرّ بأن هناك عناصر سلبية في حياة كل شخص لكنّهُ يؤمن بأن أي مشكلة يمكن التغلّب عليها. والمفكر الإيجابي إنسان يقدّر الحياة ويرفض الهزيمة. والشخص الإيجابي يفهم أنه من أجل التغيير من حالة المفكر السلبي إلى الأداء الكامل بطريقة المفكر الإيجابي يجب على الإنسان أن يتحلّى برغبة جادّة في التغيير.
الدكتور خالد سعد النجار
MoUlAy YoUsSeF- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 1332
تاريخ الميلاد : 05/10/1988
العمر : 36
الدولة : المملكة المغربية
المهنة : طالب
المدينة : casablanca
الهاتف : 0670766129
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
MoUlAy YoUsSeF- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 1332
تاريخ الميلاد : 05/10/1988
العمر : 36
الدولة : المملكة المغربية
المهنة : طالب
المدينة : casablanca
الهاتف : 0670766129
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: كن إيجابيا تكن مسلما حقا
السلام عليكم ورحمة الله
جازاك الله الجنة اخي يوسف على الصفحة القيمة....
صدقت اخي مااجمل ان يكون الانسان ايجابيا ويتشبت بمبادئه التي سنها ديننا الحنيف الاسلام ....
اسال الله ان يوفقك في اتمام طريقك وان لا يحرمنا من مواضيعك الهادفة داءما
بصراحة لنا كل الفخر ان يكون بيننا شاب متفائل وطموح متلك..... تحياتي لك وللسيدة الفاضلة التي انجبتك ....
جازاك الله الجنة اخي يوسف على الصفحة القيمة....
صدقت اخي مااجمل ان يكون الانسان ايجابيا ويتشبت بمبادئه التي سنها ديننا الحنيف الاسلام ....
اسال الله ان يوفقك في اتمام طريقك وان لا يحرمنا من مواضيعك الهادفة داءما
بصراحة لنا كل الفخر ان يكون بيننا شاب متفائل وطموح متلك..... تحياتي لك وللسيدة الفاضلة التي انجبتك ....
دموع الشموع2- وسام العطاء
-
عدد الرسائل : 417
تاريخ الميلاد : 27/08/1986
العمر : 38
الدولة : maroc
المهنة : تلميدة في الحياة
المدينة : ouarzazate
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: كن إيجابيا تكن مسلما حقا
ما أجمل الإنسان الذي يتألم و لا يتكلم... يحب و لا يخون... يبكي و لا يصرخ... الدنيا مسألة حسابية : خذ من اليوم عبرة... ومن الامس خبرة... وتوكل على رب الأرض والسماء ان لم يسعدك احد... فحاول ان تسعد نفسك... فلا تعتمد على حبيب فهو نادر... ولا تعتمد على غريب فهو غادر... لكن اعتمد على الله فهو على كل شي قادر.
tanmirt
tanmirt
عبدالله سدراتي- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 376
تاريخ الميلاد : 29/03/1965
العمر : 59
الدولة : المغرب.
المهنة : التدبير.
المدينة : قلعة الورود.
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: كن إيجابيا تكن مسلما حقا
شكرا جزيلا لكما على مروركما الطيب
اختي دموع الشموع اسعدني كثيرا مرورك و مساهمتك القيمة
شكرا لشخصيتك القوية و المثمرة في ذات الان
اخي الكريم عبد الله سدراتي دائما ردودك تكون في غاية الدقة
اشكرك على مساهمتك المتميزة و الهادفة
فعلا كن ايجابيا تكن مسلما حقا
و اعتمد على الله فانه على كل شيء قدييييييييير
وفقني الله و اياكم لما يحبه و يرضاه و سدد خطاكم على الطريق المستقيم
اميييين
في انتظار المزيد من الردود حول هذا الموضوع
تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير
و لا تنسو ابدا ان
منتديات روافد مكونة منتدى من لا منتدى له
MoUlAy YoUsSeF- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 1332
تاريخ الميلاد : 05/10/1988
العمر : 36
الدولة : المملكة المغربية
المهنة : طالب
المدينة : casablanca
الهاتف : 0670766129
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى