عين على قصور دادس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عين على قصور دادس
تعتبر القصور من بين المآثر العمرانية و التراثية القديمة التي يزخر بها حوضي دادس و مكون و التي تشهد على براعة و ذكاء مشيديها ، و التي تعتبر النموذج السكني المهيمن في الواحتين نتيجة المعطيات المناخية القاسية و نتيجة أحداث تاريخية متنوعة مرت بها المنطقة ، و تنتشر هذه القصبات أو القصور أيضا في مناطق الأطلس على امتداد واد مكون وواد دادس .
شيد القدماء القصور لعدة أسباب منها توفير السكن و الدفاع و التصدي لهجمات الجيران و قبائل الرحل ، و هذا ما جعلهم يختارون لها الحقول أولا( الأطلال المنتشرة بين حقول دادس) ، و لما دعت الضرورة إلى توفير الأمن و الدفاع غيروا مكان بنائها إلى مناطق مرتفعة ( قصر أيت هكواعلي ، و تيغرمت نوغدو ...) و لهذه القصور إضافة إلى وظائف الدفاع و السكن وظائف أخرى كالتنظيم الاجتماعي و الاقتصادي للقبيلة فداخل القصر نجد تنظيما متكاملا أشبه بدولة فنجد الأعيان و على رأسهم '' أمغار'' أو '' إمغارن'' و يسهرون على فض النزاعات بين سكان القبيلة '' تقبيلت'' أو التفاوض مع أعيان القصور الأخرى المجاورة في حالات الخلافات حول الحدود المجالية أو حول استغلال المياه .
إن بنية القصر بدادس بنية متماسكة متصلة ، تخترقها أزقة تتفرع كلها عن المدخل الرئيسي و يحمل كل زقاق إسم الجذع أو العائلة أو ما يطلق عليه باللغة الأمازيغية '' إغص'' التي تتشكل منها القبيلة ، و كانت القصور القديمة تحمل أسماء تدل على موقعها الجغرافي مثل '' إغرم نيكران'' أي قصر الحقول ، و أخرى تحمل إسم مؤسسها مثل ''تيغرمت نباسو أميمون'' بسليلو على الضفة اليسرى لواد دادس ، و '' تيغرمت ن عمر'' بالكومت و '' تيغرمت نموحداش'' بتوغا ... و تعني كلمة '' إغرم'' في اللغة الأمازيغية القرية المحصنة و يطلق عليها بالدارجة المغربية إسم القصر ، و التي ذكرنا سابقا بأنها تنتشر بكثرة في واحات الجنوب الشرقي وعلى طول أودية درعة و دادس و تودغة و غريس ، وتمتاز هذه التجمعات السكنية ببنيانها المتراص المحصن بسور أو سورين و قائيين لا يفتحهما على الخارج سوى باب رئيسي كبير يقوم بحراسته حارس دائم
إلى جانب اغرم نجد الكلمة بصيغة المؤنث '' تيغرمت '' و التي تعني حسب جورج سبيلمان ذلك البنيان المحاط بالبروج في الزوايا و هي تصمم و تبنى بعناية فائقة و تعكس نوعا من الاستقلالية في الاستغلال و من نماذجها '' تيغرمت نايت سليلو'' بالنقوب و أيت والال و تشكل بروج '' تيغرمت'' و الفتحات الموجودة فيها رمزا للدفاع عن القصر نظرا لشكلها الذي يؤهلها للقيام بهذه المهمة ، كما نجد القصبة متكونة من عدة طبقات قد تصل إلى سبعة '' تيغرمت نايت سليلو'' على الضفة اليسرى لواد دادس .
تحتوي قصور دادس على عدة مرافق و هي :
- الباب الرئيسي: و هو المقدمة لولوج القصر ، يسهر عليه شخص يدعى بالأمازيغية '' أدواب" و يعتبر المخبر عن كل التحركات التي تقع داخل و خارج القصر خاصة الأجانب ، إلى جانب حراسة باب القصر .
- أرحبي : و هو عبارة عن فضاء رحب وواسع في المدخل الرئيسي للقصر و يخصص للتجمعات العامة للقبيلة و فيه تقام الحفلات في المواسم و الأعياد و في أوقات اختيار شيخ القبيلة كما يعتبر مأوى للتجار و المسافرين و عابري السبيل ، و الذين تتكفل القبيلة بإطعامهم بعد الكشف عن هويتهم .
- المسجد : يخصص لأداء الصلاة و تدريس أبناء القصر '' إمحضارن'' و يتكلف بمهمة التدريس إمام '' الطالب'' تقوم القبيلة بتعيينه مقابل أجرة سنوية و هذا التعيين يسمى محليا '' الشرط'' حيث يتم الاتفاق على الأجرة بين الطرفين و التي غالبا ما تتحدد في كمية من المحاصيل الزراعية و أضحية العيد .
- البئر الجماعي: يتوسط ساحة القصر بئر يتم منه جلب المياه لساكنة القبيلة، و بالرجوع إلى القصور القديمة نلاحظ أنها جميعا لا تخلو من بئر نظرا لسيادة فترات التوتر مما يحول دون التزود بالمياه مباشرة من السواقي خارج القصر.
- الخزان العام : يوجد داخل القصر خزان عام للمحاصيل الزراعية يدعى بالأمازيغية '' تاخزانت ن تقبيلت'' ، يقوم أفراد القبيلة بإيداع كل ممتلكاتهم داخله كل حسب المكان المخصص له تفاديا لضياعها بسبب أعمال السرقة ، و كان يعين شخص أمين عليه و هو نفسه يحتفظ بمفاتيح الخزان .
إن هذه التنظيمات مجتمعة إن كانت تدل على شيء فإنما تدل على روح التعاون و الإخاء السائدين داخل قصور دادس و شكل القصر الخارجي يعكس ذلك التلاحم و التعاضد الإجتماعيين ، فهو عبارة عن دور متماسكة تتماسك داخله جماعة '' تقبيلت'' خصوصا أن الظروف لا تسمح بانقسام أفراد نفس الوحدة ، و بالتالي فالفرد لا يحسب كواحد ضد الكل و إنما كواحد مع الكل .
و هنا نورد مثلا محليا يكرس أهمية عيش الفرد داخل جماعته : أوردا إستا وشن خس تيلي افغن اماس نوولي " وهدا المثل يمكن ترجمته بالحديث النبوي الشريف "عليك بالجماعة فان الدئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية منها ".
كل هذه المآثر العمرانية القديمة لم يتبق منها الآن و للأسف سوى مجموعة من الأطلال ، ذلك إثر تعرضها لعوامل التعرية من جهة و التخريب من جهة أخرى ، نتيجة عدم الاهتمام و عدم الوعي بالأهمية التاريخية لها و لما تمثله من شهادات حية على ماصي دادس العريق
شيد القدماء القصور لعدة أسباب منها توفير السكن و الدفاع و التصدي لهجمات الجيران و قبائل الرحل ، و هذا ما جعلهم يختارون لها الحقول أولا( الأطلال المنتشرة بين حقول دادس) ، و لما دعت الضرورة إلى توفير الأمن و الدفاع غيروا مكان بنائها إلى مناطق مرتفعة ( قصر أيت هكواعلي ، و تيغرمت نوغدو ...) و لهذه القصور إضافة إلى وظائف الدفاع و السكن وظائف أخرى كالتنظيم الاجتماعي و الاقتصادي للقبيلة فداخل القصر نجد تنظيما متكاملا أشبه بدولة فنجد الأعيان و على رأسهم '' أمغار'' أو '' إمغارن'' و يسهرون على فض النزاعات بين سكان القبيلة '' تقبيلت'' أو التفاوض مع أعيان القصور الأخرى المجاورة في حالات الخلافات حول الحدود المجالية أو حول استغلال المياه .
إن بنية القصر بدادس بنية متماسكة متصلة ، تخترقها أزقة تتفرع كلها عن المدخل الرئيسي و يحمل كل زقاق إسم الجذع أو العائلة أو ما يطلق عليه باللغة الأمازيغية '' إغص'' التي تتشكل منها القبيلة ، و كانت القصور القديمة تحمل أسماء تدل على موقعها الجغرافي مثل '' إغرم نيكران'' أي قصر الحقول ، و أخرى تحمل إسم مؤسسها مثل ''تيغرمت نباسو أميمون'' بسليلو على الضفة اليسرى لواد دادس ، و '' تيغرمت ن عمر'' بالكومت و '' تيغرمت نموحداش'' بتوغا ... و تعني كلمة '' إغرم'' في اللغة الأمازيغية القرية المحصنة و يطلق عليها بالدارجة المغربية إسم القصر ، و التي ذكرنا سابقا بأنها تنتشر بكثرة في واحات الجنوب الشرقي وعلى طول أودية درعة و دادس و تودغة و غريس ، وتمتاز هذه التجمعات السكنية ببنيانها المتراص المحصن بسور أو سورين و قائيين لا يفتحهما على الخارج سوى باب رئيسي كبير يقوم بحراسته حارس دائم
إلى جانب اغرم نجد الكلمة بصيغة المؤنث '' تيغرمت '' و التي تعني حسب جورج سبيلمان ذلك البنيان المحاط بالبروج في الزوايا و هي تصمم و تبنى بعناية فائقة و تعكس نوعا من الاستقلالية في الاستغلال و من نماذجها '' تيغرمت نايت سليلو'' بالنقوب و أيت والال و تشكل بروج '' تيغرمت'' و الفتحات الموجودة فيها رمزا للدفاع عن القصر نظرا لشكلها الذي يؤهلها للقيام بهذه المهمة ، كما نجد القصبة متكونة من عدة طبقات قد تصل إلى سبعة '' تيغرمت نايت سليلو'' على الضفة اليسرى لواد دادس .
تحتوي قصور دادس على عدة مرافق و هي :
- الباب الرئيسي: و هو المقدمة لولوج القصر ، يسهر عليه شخص يدعى بالأمازيغية '' أدواب" و يعتبر المخبر عن كل التحركات التي تقع داخل و خارج القصر خاصة الأجانب ، إلى جانب حراسة باب القصر .
- أرحبي : و هو عبارة عن فضاء رحب وواسع في المدخل الرئيسي للقصر و يخصص للتجمعات العامة للقبيلة و فيه تقام الحفلات في المواسم و الأعياد و في أوقات اختيار شيخ القبيلة كما يعتبر مأوى للتجار و المسافرين و عابري السبيل ، و الذين تتكفل القبيلة بإطعامهم بعد الكشف عن هويتهم .
- المسجد : يخصص لأداء الصلاة و تدريس أبناء القصر '' إمحضارن'' و يتكلف بمهمة التدريس إمام '' الطالب'' تقوم القبيلة بتعيينه مقابل أجرة سنوية و هذا التعيين يسمى محليا '' الشرط'' حيث يتم الاتفاق على الأجرة بين الطرفين و التي غالبا ما تتحدد في كمية من المحاصيل الزراعية و أضحية العيد .
- البئر الجماعي: يتوسط ساحة القصر بئر يتم منه جلب المياه لساكنة القبيلة، و بالرجوع إلى القصور القديمة نلاحظ أنها جميعا لا تخلو من بئر نظرا لسيادة فترات التوتر مما يحول دون التزود بالمياه مباشرة من السواقي خارج القصر.
- الخزان العام : يوجد داخل القصر خزان عام للمحاصيل الزراعية يدعى بالأمازيغية '' تاخزانت ن تقبيلت'' ، يقوم أفراد القبيلة بإيداع كل ممتلكاتهم داخله كل حسب المكان المخصص له تفاديا لضياعها بسبب أعمال السرقة ، و كان يعين شخص أمين عليه و هو نفسه يحتفظ بمفاتيح الخزان .
إن هذه التنظيمات مجتمعة إن كانت تدل على شيء فإنما تدل على روح التعاون و الإخاء السائدين داخل قصور دادس و شكل القصر الخارجي يعكس ذلك التلاحم و التعاضد الإجتماعيين ، فهو عبارة عن دور متماسكة تتماسك داخله جماعة '' تقبيلت'' خصوصا أن الظروف لا تسمح بانقسام أفراد نفس الوحدة ، و بالتالي فالفرد لا يحسب كواحد ضد الكل و إنما كواحد مع الكل .
و هنا نورد مثلا محليا يكرس أهمية عيش الفرد داخل جماعته : أوردا إستا وشن خس تيلي افغن اماس نوولي " وهدا المثل يمكن ترجمته بالحديث النبوي الشريف "عليك بالجماعة فان الدئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية منها ".
كل هذه المآثر العمرانية القديمة لم يتبق منها الآن و للأسف سوى مجموعة من الأطلال ، ذلك إثر تعرضها لعوامل التعرية من جهة و التخريب من جهة أخرى ، نتيجة عدم الاهتمام و عدم الوعي بالأهمية التاريخية لها و لما تمثله من شهادات حية على ماصي دادس العريق
nbarc- محـمــد إدريـســـي
-
عدد الرسائل : 3407
تاريخ الميلاد : 18/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : مساعد صيدلي
المدينة : قلعة مكونة
الهاتف : 0651184573
0634670825
رقم عضويه : 1
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عين على قصور دادس
شكرااا للمدير المحترم عل هده النبدة الجميلة والشاملة عن القصور في دادس
والجنوب الشرقي ككل...
شخصيااا تعجبني القصور والقلاع بشكل كبير جدااا وخصوصااا ادا كانت من النوع القديم
وشخصياااا تسحرني تغرمت نايت سدرات .. موحداش.. الموجودة بين جيدة وتملاالت
وهناك غيرها التي تعجب العين
تحياتي لك اخي الكريم
والجنوب الشرقي ككل...
شخصيااا تعجبني القصور والقلاع بشكل كبير جدااا وخصوصااا ادا كانت من النوع القديم
وشخصياااا تسحرني تغرمت نايت سدرات .. موحداش.. الموجودة بين جيدة وتملاالت
وهناك غيرها التي تعجب العين
تحياتي لك اخي الكريم
itri saghro- مستشار اداري
-
عدد الرسائل : 949
تاريخ الميلاد : 24/02/1979
العمر : 45
الدولة : ايت سدرات
المدينة : تملالت
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى