العلم شهادة ام تطور فكري؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العلم شهادة ام تطور فكري؟
ادرس جيدا ً كي تنجح ! هذا ما يقابلنا دائما ً به الأهل أو المعلم أو المدرسة ، لكن لم يخطر ببال أحد منهم - إلى ما ندر- أن يقول لك : ثابر لتكون إنسانا ً مثقفا ً وناجحا ً في حياتك اليومية والعملية ، فالتعلم ارتبط لديهم بنوع من الواجب المقدس فقط ،ألا وهو النجاح في المقرر الدراسي ، سواء أكان أساسي أم متوسط أو جامعي ، نجد أن التعليم والاجتهاد هنا أصبح آلة وظيفتها الأساسية القدرة على إثبات النفس في المرحلة الراهنة دون أن تتطرق لذكر ما بعد هذه المرحلة الأكثر أهمية في حياة الإنسان ألا وهي الحياة الاجتماعية والثقافية للإنسان المتعلم .
تجد الكثير من حاملي الشهادات الجامعية و الشهادات العليا لا يدركون شيئا ً خارج ً عن نطاق دراستهم أو تخصصهم الجامعي " ألا من رحم ربي " ، وكأني به يكد في التعلم لكي ( يبروز ) شهادته على جدران المنزل دون أن يعي أهميته في الحياة كونه عماد المجتمع وأساسه الذي يبنى عليه .
سأضرب لك مثال بسيط لذلك غير بعيد عن الواقع ، هب أننا سألنا طالبا ً جامعيا ً يدرس تخصصا ً علميا ً عن أحدى روايات أو مسرحيات الكاتب الكبير شكسبير ، أو أعمال أحمد مطر الشعرية ، أو رأيه في لوحات فان جوخ ، فماذا تتوقع أن يكون رده .. سيقول لك : أنها رائعة.. لكن من هو شكسبير ؟! من هو فان جوخ ؟! إلا قلة قليلة تعرف أهمية الثقافة العامة في تكليل التعليم و تسخيره وجعله هدفا ً ساميا ً اكبر من كونه حصول على الشهادات فقط .
ولست أبالغ حين أقول أن غالبية عظمى من الشباب تتعلم وتكافح في سبيل الحصول على الشهادة لذاتها المجردة ، والتي بدورها ستجلب له العمل الذي يكتفي به ويجنح في ظله للركود والروتين القاتل الذي تذوي عنده شعلة الحماسة وينضب عنده عطاء الشباب ، فلا يظل منه سوى آلة تعمل بانتظام ورتابة دون أبداع أو تطوير .
ولست هنا بصدد التهجم الأعمى على نظام التعليم أو التخصص ، لكني أضيف بعض النقاط للحروف ، فما جدوى زرع المزيد من بساتين البرتقال إذا كنا نملك منها الآلاف ؟! لماذا لا ننوع في المحاصيل لكي نحصد قطوف التغيير ونجني باكورة التجديد ؟! قديما ً كان المتعلم مجبرا ً على تعلم سائر العلوم حتى وأن كان راغبا ً في التخصص في نطاق معين فتجد طالب الشريعة يدرس الجبر والفلك ، الفلسفة والمنطق ، العلوم العامة والتاريخ ، وعلوم آخري تسمو به لمستوى رفيع ، فلا يخاطبه إنسان بمنطق معين ألا كان عنده الجواب الشافي ، ولا زال يتعلم ويثابر ويتثقف حتى تجد له كتبا ً في علم النجوم أو الجبر أو الهندسة ، أو الطب أو الصيدلة مع أن منهجه الأساسي كان الشريعة وعلوم الفقه ! مما يرقى به وبمجتمعه ويجعل منه إنسانا ً مبدعا ً دائم العطاء ذو ثقافة عالية وهمة عاتية .
غير أني بكلامي هذا لا أدعو لمهاجمة التخصص ، لكني أحرض على التخصص المثقف الذي ينتج مجتمعا ً يطور نفسه بذاته ويخرج أجيالا ً تكتشف وتبدع عن وعي كامل وإرادة حرة ، دون أن تكون مجبرة على التعليم كوسيلة للحياة لا غاية وهدفا ً نبيلا ً .
ربما لا أكون محللا ً تربويا ً ، غير أن لي نظرة ربما تكون صائبة و ربما تكون من هوى النفس ، وهي تسخير العلم والمادة التعليمية في حد ذاتها لتكون هدفا ً أعلى وثقافة متجددة يقبل عليها المتعلم بشغف كي ينهل من نبعها الصافي ويبحر في بحرها الكافي بكل همته وطاقته ، دون أجبار أو رغبة مؤقتة تنتهي عند مرحلة معينة.
لو أننا نظرنا في المناهج التعليمية الراهنة لوجدناها جافة وخالية من الحياة بدرجة كبيرة ، فالمنهج التعليمي لا يتغير إلى كل فترة كبيرة ، بينما تجد الغرب تطور مناهجها التعليمية بشكل مستمر محموم ، متوافق مع متطلبات العصر ومحفزا ً على العطاء والبذل ، هذا غير اهتمامه بطاقات الشباب وإبداعاته وأخذهم على محمل الجد ، فلا تجد يوما ً يمر دون أن يكرم هذا الشاب لاختراعه شيء جديد ، أو يمنح ذاك الشاب جائزة فخرية لاكتشافه نظرية جديدة .. الخ من حوافز تبرز طاقات الشباب وتبث فيهم أرادة التحدي و الإبداع .
أنا لا أطلب من أمتنا العربية المستحيل ، بل أطلب أقل القليل ، فماذا سيحدث مثلا ً لو أننا اضعف الأيمان اهتممنا بتطوير المنهج التعليمي وأدواته كأن نقوم بتغيير غلاف الكتاب المنهجي بمنظر أفضل كل فترة ، أو أننا أضفنا بعض الحياة للكتاب عن طريق تبديل صفحاته الداخلية بصفحات أكثر إشراقا ً ببعض الخطوط المميزة أو الملونة للعناوين الأساسية للكتاب ، أو عن طريق إضافة المخططات الرسومية الملونة للتوضيح ؟! بل ربما كان في إضافة الشيء اليسير من الطرائف العلمية المتعلقة بالمادة الدراسية نهاية كل فصل دراسي أو في نهاية الكتاب شيء يحرك في الطالب الرغبة في القراءة والمثابرة ، ويجد فيها نوعا ً من التسلية العلمية المفيدة الحافزة على النجاح والتفوق !! وكذلك الحال لو أننا أولينا ثقافة الطالب بعض الاهتمام بشتى الوسائل من زيادة عدد المكتبات في المباني الدراسية أو أدخل بعض الكتب الثقافية الخفيفة إلى المناهج التربوية ، أو عمل المؤتمرات الثقافية الفكرية للطلاب من فترة لأخرى يكون فيها تبادل الآراء والمقترحات بين الطالب ومعلمه وكسر حاجز الرهبة بينهما ، تعود فيها روح المبادرة والإنتاج لدي المتعلم ويكتسب منها خبرات الآخرين وتجاربهم .
وقد يقول البعض أن المادة المنهجية هي موضع تعليمي بحت لا مجال فيه للهزل أو اللهو ، غير أني أرد قوله هذا عليه بأن هذه الاقتراحات لا تعدوا أن تكون مجرد حوافز بناءة ، تشد الطالب للتحصيل العلمي برغبة أكبر وهمة أقدر ، بما فيها من تجديد يشد انتباه الطالب ، فهي مجرد حيل نفسية يتأثر بها الإنسان كأي شيء جديد يكتشفه ، لكنها حيل إيجابية تنهض بمستوى المتعلم من كونه مجرد آلة بشرية تحفظ وتكتب رغم عنها دون دافع داخلي بأهمية ما تقرأه و تحفظه .
أن التجديد في حياة الإنسان هو المحور الحقيقي الذي يولد الاكتشاف والتطور ، فالرتابة والروتين لا تعطي ألا مزيدا ً من الخمول والكسل !! والثقافة العامة بدورها لا تطور الفرد فحسب ، بل تبني مجتمعا ً راسخ الجذور معطاء ً متجددا ً دائم النمو و الازدهار .
" ليس الأمي من لا يقرأ أو يكتب ، بل هو من يجهل ما يقرأه ويكتبه "
تجد الكثير من حاملي الشهادات الجامعية و الشهادات العليا لا يدركون شيئا ً خارج ً عن نطاق دراستهم أو تخصصهم الجامعي " ألا من رحم ربي " ، وكأني به يكد في التعلم لكي ( يبروز ) شهادته على جدران المنزل دون أن يعي أهميته في الحياة كونه عماد المجتمع وأساسه الذي يبنى عليه .
سأضرب لك مثال بسيط لذلك غير بعيد عن الواقع ، هب أننا سألنا طالبا ً جامعيا ً يدرس تخصصا ً علميا ً عن أحدى روايات أو مسرحيات الكاتب الكبير شكسبير ، أو أعمال أحمد مطر الشعرية ، أو رأيه في لوحات فان جوخ ، فماذا تتوقع أن يكون رده .. سيقول لك : أنها رائعة.. لكن من هو شكسبير ؟! من هو فان جوخ ؟! إلا قلة قليلة تعرف أهمية الثقافة العامة في تكليل التعليم و تسخيره وجعله هدفا ً ساميا ً اكبر من كونه حصول على الشهادات فقط .
ولست أبالغ حين أقول أن غالبية عظمى من الشباب تتعلم وتكافح في سبيل الحصول على الشهادة لذاتها المجردة ، والتي بدورها ستجلب له العمل الذي يكتفي به ويجنح في ظله للركود والروتين القاتل الذي تذوي عنده شعلة الحماسة وينضب عنده عطاء الشباب ، فلا يظل منه سوى آلة تعمل بانتظام ورتابة دون أبداع أو تطوير .
ولست هنا بصدد التهجم الأعمى على نظام التعليم أو التخصص ، لكني أضيف بعض النقاط للحروف ، فما جدوى زرع المزيد من بساتين البرتقال إذا كنا نملك منها الآلاف ؟! لماذا لا ننوع في المحاصيل لكي نحصد قطوف التغيير ونجني باكورة التجديد ؟! قديما ً كان المتعلم مجبرا ً على تعلم سائر العلوم حتى وأن كان راغبا ً في التخصص في نطاق معين فتجد طالب الشريعة يدرس الجبر والفلك ، الفلسفة والمنطق ، العلوم العامة والتاريخ ، وعلوم آخري تسمو به لمستوى رفيع ، فلا يخاطبه إنسان بمنطق معين ألا كان عنده الجواب الشافي ، ولا زال يتعلم ويثابر ويتثقف حتى تجد له كتبا ً في علم النجوم أو الجبر أو الهندسة ، أو الطب أو الصيدلة مع أن منهجه الأساسي كان الشريعة وعلوم الفقه ! مما يرقى به وبمجتمعه ويجعل منه إنسانا ً مبدعا ً دائم العطاء ذو ثقافة عالية وهمة عاتية .
غير أني بكلامي هذا لا أدعو لمهاجمة التخصص ، لكني أحرض على التخصص المثقف الذي ينتج مجتمعا ً يطور نفسه بذاته ويخرج أجيالا ً تكتشف وتبدع عن وعي كامل وإرادة حرة ، دون أن تكون مجبرة على التعليم كوسيلة للحياة لا غاية وهدفا ً نبيلا ً .
ربما لا أكون محللا ً تربويا ً ، غير أن لي نظرة ربما تكون صائبة و ربما تكون من هوى النفس ، وهي تسخير العلم والمادة التعليمية في حد ذاتها لتكون هدفا ً أعلى وثقافة متجددة يقبل عليها المتعلم بشغف كي ينهل من نبعها الصافي ويبحر في بحرها الكافي بكل همته وطاقته ، دون أجبار أو رغبة مؤقتة تنتهي عند مرحلة معينة.
لو أننا نظرنا في المناهج التعليمية الراهنة لوجدناها جافة وخالية من الحياة بدرجة كبيرة ، فالمنهج التعليمي لا يتغير إلى كل فترة كبيرة ، بينما تجد الغرب تطور مناهجها التعليمية بشكل مستمر محموم ، متوافق مع متطلبات العصر ومحفزا ً على العطاء والبذل ، هذا غير اهتمامه بطاقات الشباب وإبداعاته وأخذهم على محمل الجد ، فلا تجد يوما ً يمر دون أن يكرم هذا الشاب لاختراعه شيء جديد ، أو يمنح ذاك الشاب جائزة فخرية لاكتشافه نظرية جديدة .. الخ من حوافز تبرز طاقات الشباب وتبث فيهم أرادة التحدي و الإبداع .
أنا لا أطلب من أمتنا العربية المستحيل ، بل أطلب أقل القليل ، فماذا سيحدث مثلا ً لو أننا اضعف الأيمان اهتممنا بتطوير المنهج التعليمي وأدواته كأن نقوم بتغيير غلاف الكتاب المنهجي بمنظر أفضل كل فترة ، أو أننا أضفنا بعض الحياة للكتاب عن طريق تبديل صفحاته الداخلية بصفحات أكثر إشراقا ً ببعض الخطوط المميزة أو الملونة للعناوين الأساسية للكتاب ، أو عن طريق إضافة المخططات الرسومية الملونة للتوضيح ؟! بل ربما كان في إضافة الشيء اليسير من الطرائف العلمية المتعلقة بالمادة الدراسية نهاية كل فصل دراسي أو في نهاية الكتاب شيء يحرك في الطالب الرغبة في القراءة والمثابرة ، ويجد فيها نوعا ً من التسلية العلمية المفيدة الحافزة على النجاح والتفوق !! وكذلك الحال لو أننا أولينا ثقافة الطالب بعض الاهتمام بشتى الوسائل من زيادة عدد المكتبات في المباني الدراسية أو أدخل بعض الكتب الثقافية الخفيفة إلى المناهج التربوية ، أو عمل المؤتمرات الثقافية الفكرية للطلاب من فترة لأخرى يكون فيها تبادل الآراء والمقترحات بين الطالب ومعلمه وكسر حاجز الرهبة بينهما ، تعود فيها روح المبادرة والإنتاج لدي المتعلم ويكتسب منها خبرات الآخرين وتجاربهم .
وقد يقول البعض أن المادة المنهجية هي موضع تعليمي بحت لا مجال فيه للهزل أو اللهو ، غير أني أرد قوله هذا عليه بأن هذه الاقتراحات لا تعدوا أن تكون مجرد حوافز بناءة ، تشد الطالب للتحصيل العلمي برغبة أكبر وهمة أقدر ، بما فيها من تجديد يشد انتباه الطالب ، فهي مجرد حيل نفسية يتأثر بها الإنسان كأي شيء جديد يكتشفه ، لكنها حيل إيجابية تنهض بمستوى المتعلم من كونه مجرد آلة بشرية تحفظ وتكتب رغم عنها دون دافع داخلي بأهمية ما تقرأه و تحفظه .
أن التجديد في حياة الإنسان هو المحور الحقيقي الذي يولد الاكتشاف والتطور ، فالرتابة والروتين لا تعطي ألا مزيدا ً من الخمول والكسل !! والثقافة العامة بدورها لا تطور الفرد فحسب ، بل تبني مجتمعا ً راسخ الجذور معطاء ً متجددا ً دائم النمو و الازدهار .
" ليس الأمي من لا يقرأ أو يكتب ، بل هو من يجهل ما يقرأه ويكتبه "
nbarc- محـمــد إدريـســـي
-
عدد الرسائل : 3407
تاريخ الميلاد : 18/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : مساعد صيدلي
المدينة : قلعة مكونة
الهاتف : 0651184573
0634670825
رقم عضويه : 1
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: العلم شهادة ام تطور فكري؟
مدام تقرأ من اجل الفكر يعني من أجل النجاح
simo- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 1173
تاريخ الميلاد : 07/08/1989
العمر : 35
الدولة : maroc
المهنة : تلميد
المدينة : مكونة
رقم عضويه : 3
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى