هل كل البيوت تبنى على الحب؟
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل كل البيوت تبنى على الحب؟
هل كل البيوت تبنى على الحب؟
تزوج شاب من امرأة لا يحبها، ولا يجد في قلبه ميلًا إليها، وبعد
مرور سنوات على زواجهما، كان الحصاد أربعة من الأبناء كلهم من حفظة كتاب
الله وقد تخرجوا جميعًا من الجامعات، أما الزوجان فكانت العلاقة بينهما
قائمة بالمعروف وأداء الحقوق والواجبات، والعجيب أن هذا الزواج استمر أكثر
من ثلاثين سنة.
لقد تعجبت عند سماع هذه القصة وتساءلت كيف استمر هذا الزواج بدون
وجود الحب؟ بل الأعجب من هذا أن يكون ثمرة هذا الزواج أبناء صالحين وناجحين
وجدت الإجابة على هذه الأسئلة في القصة التالية:
(جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يستشيره في طلاق
امرأته, فقال له عمر: لا تفعل، فقال: ولكني لا أحبها، فقال له عمر: ويحك
ألم تبني البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟
يقصد أن البيوت إذا عز عليها أن تبنى على الحب، فهي يمكن أن تبقى
وتستمر على ركنين آخرين هما:
الأول: الرعاية التي تكون بين الرحم والتكافل بين أهل البيت وأداء
الحقوق والواجبات.
والثاني: التذمم أي التحرج من أن يصبح الرجل مصدرًا لتفريق الشمل
وتقويض البيت وشقاء الأولاد) [الخلافات الزوجية، رعد كامل الحيالي،
ص(101)].
لا أحد ينكر أهمية الحب في الحياة الزوجية، ولكن إذا تعذر وجود
الحب أو تغيرت القلوب بعد الزواج هل نهدم البيت؟ هل يلجأ الزوجان إلى قرار
الانفصال؟ أم يستمر الزواج لاعتبارات أخرى غير الحب؟
فليست كل البيوت تبني على الحب بل قد تستمر بالمعاشرة بالمعروف، إذ
أنه (ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من ليس من معاشرته بد) [العشرة
الطيبة، محمد حسين، ص(422)].
وقد قال أحد الحكماء: "إن من أعظم البلايا معاشرة من لا يوافقك ولا
يفارقك"، وهذا المثل ينطبق تمامًا على العلاقة الزوجية، وذلك لأن الزوجين
بعد ارتباطهما يكون على كل واحد منهما أن يتقبل الآخر، حتى وإن وجد أحدهما
سلوكًا وطباعًا، لا تعجب الطرف الآخر، ولكنه يعيش معه من باب المسامحة
والتغافل، ولا يكون الحل هو الانفصال (ولو كان هذا هو العلاج الصحيح لما
بقى زوجان في بيت واحد على وجه الأرض ونقول كما قال عمر بن الخطاب: أوكل
البيوت تبني على الحب؟ فلا بد من المداراة والمجاملة والمسامحة) [المشاكل
الزوجية، أ/جاسم محمد المطوع، ص(62)].
الكذب المباح:
لقد أباح عمر بن الخطاب الكذب لامرأة وهو بذلك لم يخالف السنة
وإليكم القصة:
) أخرج بن جرير عن أبى غرزة ...أنه قال لامرأته: أتبغضينني؟ قالت:
نعم فأتى بن الأرقم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فأخبره فأرسل عمر إلى
أبى غرزة .... وأرسل عمر إلى امرأته ...فقال عمر: ما حملك على ما قلت؟
قالت: أنه استحلفني فكرهت أن أكذب، فقال عمر: بلى فلتكذب إحداكن ولتجملـ أي
تقول القول الجميل ـ فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على
الأحساب والإسلام) [الخلافات الزوجية، عادل فتحي عبد الله، ص(25) باختصار].
وهنا قد أباح عمر الكذب للزوجة والتجمل في القول لزوجها حفاظًا على
عرى الزوجية أن تنفصم.
وفي هذا إتباع لهدي رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إباحة الكذب
في بعض الأحوال ولكن بشروط منها ما ذكر في حديث أم كلثوم رضي الله عنها
أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (ليس الكذاب الذي يصلح بين
الناس فينمي خيرًا "أي يبلغ خيرًا "أو يقول خيرًا) [متفق عليه].
زاد مسلم في رواية: "قالت أم كلثوم ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقل
الناس إلا في ثلاث، تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته
وحديث المرأة زوجها) [رياض الصالحين، النووي، ص(551)].
أنت أعور:
أسألك أخي القارئ، أختي القارئة، ما وقع هذه الجملة على أذنك؟
وإن كنت فعلا كما تصف الجملة فكيف تستقبلها؟
إنه ليس من الحكمة أن تقول للأعور"أنت أعور" لأنك إنسان صريح وبطل
ولا تخاف من أحد بل العكس, من العقل والحكمة أن تتجمل في القول ولا تقول ما
يجرح المشاعر أو يكسر الخاطر.
بل من الحكمة أن تجد في نفسك شعور الكراهية أو عدم المحبة
والارتياح لشخص ما، ومع ذلك تبش في وجهه وتتلطف معه وتلين له القول، وهذا
هو الخلق الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام.
فعن أبى الدرداء قال، قال صلى الله عليه وسلم: (إنا لنكشر في وجوه
أقوام وقلوبنا لتلعنهم) [رواه البخاري].
وعن عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أنه استأذن على النبي صلى الله
عليه وسلم، رجل فقال: (ائذنوا له فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة
فلما دخل ألان له الكلام، فقلت: يا رسول الله، قلت ما قلت، ثم ألنت له في
القول، فقال: أي عائشة، إن شر الناس منزلة عند الله من تركه ـ أو ودعه ـ
الناس اتقاء فحشه) [رواه البخاري].
إن مداراة الناس والرفق بهم من أخلاق المؤمنين والمؤمنات وهو من
أهم أسباب الألفة والتحابب والتقارب بين الناس في معاملتهم للناس.
ومن عدل الإنسان ألا ينساق وراء عاطفة حب أوكره بل يكون معتدل
وعادل وموضوعى ومنصف في موقفه وحكمه على من لا يحب هذا في التعامل مع أي
إنسان فما بالك بالتعامل بين الأزواج فهم أولى أن يتبعوا مبدأ:
التغافل:
(عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها) [صححه
الألباني في صحيح الجامع، (1890)].
ولذلك قال الإمام أحمد بن حنبل: تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل,
ومعنى التغافل تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه، تكرمًا
وترفعًا عن سفاسف الأمور، وقد كان من الوصف الذي مدح به سيدنا علي بن أبى
طالب أنه كان في بيته كالثعلب وخارجه كالليث، أي أنه كان كالمتناوم المغضي
عينًا عن مجريات الأحداث التي تقع حوله، مع إدراكه وعلمه بها إكراما لأهله
وألا يوقعهم في حرج وألا يرون منه التتبع الذي يرهق شعورهم ويشد أحاسيسهم.
إنه التغاضي الكريم حتى لا يحرج المشاعر، أو يكسر الخاطر وهذا
بالطبع في غير المعاصي ومغاضب الله) [العشرة الطيبة، محمد حسين، ص(156)].
ومن هنا أقول لكل زوجين أن يتغاضى كل واحد عن بعض ما لا يحب أن
يراه في الآخر ويضع كلاهما في حسبانه أنه إذا كره في الآخر صفة فلابد أن
تكون فيه صفة أخرى تشفع له وهذا هو بعينه ما أشار إليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم، حين قال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر)
[رواه مسلم].
قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث: "أي ينبغي أن لا يبغضها
لأنه إن وجد منها خلقًا يكرهه وجد فيها خلقًا مرضيًا كأن تكون شرسة الخلق
لكنها دينه أي ذات دين جيد ـ أو أنها جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو
ذلك) [صحيح مسلم بشرح النووي، (10/58)].
فمن من الناس تصفو مشاربه؟
ومن من الناس اكتملت فيه شمائله؟
وحسبك قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ
كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ
فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
يقول بن كثير في قوله: (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا، ويجعل
الله فيه خيرُا كثيرًا: (أي فعسى أن يكون في إمساكهن مع الكراهية خير كثير
لكم في الدنيا والآخرة، كما قال بن عباس في هذه الآية: هو أن يعطف عليها
فيرزق منها ولدًا أوفي ذلك الولد خير كثير) [تفسير القرآن العظيم، ابن
كثير، (1/466)، نقلًا عن بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص(58)].
وعلى الزوجة أيضًا أن تعاشر زوجها بالمعروف والمعروف له ثلاثة
عناصر متعلقة باللسان واليد والقلب:
1. قول التي هي أحسن.
2. فعل التي هي أحسن.
3. قلب رحيم.
الواجب العملي:
1- ليست كل البيوت تبنى على الحب فإذا لم يحصل الحب فلنحافظ على
الحد الأدنى الذي تستمر به العلاقة الزوجية.
2- التعامل بمبدأ التغاضي والتغافل عن عيوب ونقائص الطرف
الآخر.
3- تقبل شريك الحياة على ما هو عليه واعلم أن طول العشرة هو سبيل
التعود على طباع شريك الحياة. [مستفاد من حتى يبقى الحب، د/محمد محمد بدري،
ص(676)].
هده المصادر لم يريد الاستفادة اكتر
· حتى يبقى الحب، د/محمد محمد بدري.
· تفسير القرآن العظيم، ابن كثير.
· بالمعروف، د/ أكرم رضا.
· العشرة الطيبة، محمد حسين.
· الخلافات الزوجية، رعد كامل الحيالي.
· المشاكل الزوجية، أ/جاسم محمد المطوع.
· الخلافات الزوجية، عادل فتحي عبد الله.
· رياض الصالحين، النووي
اختي الغالية اخي العزيز هل فهمت قصدي اتمنى ان تكون صفحتي خفيفة على عيوتنكم لكن تقيلة على قلوبكم
مع متمنياتي للجميع بالحب والهداية دمووووع الشمووووع .
دموع الشموع2- وسام العطاء
-
عدد الرسائل : 417
تاريخ الميلاد : 27/08/1986
العمر : 38
الدولة : maroc
المهنة : تلميدة في الحياة
المدينة : ouarzazate
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: هل كل البيوت تبنى على الحب؟
الاساس هو الاحترام المتابدل اما الحب فهو ياتي دهابا وايابا وقلة الاماكن التي يستقر بها
ان لم نقل انه وهم الزواج لياتي بعد دالك الحقيقة التي تقول ان الحب مرتبط بالجمال فقط وادا دهب هدا الجمال يبقى وحده الاحترام سيد الموقف وادا غاب هدا الاخير يضل كل شيئ نبنيه دون اساس ومعرض ليصبح اطلال في اي وقت كان
تحياتي اسيرة الصمت
ان لم نقل انه وهم الزواج لياتي بعد دالك الحقيقة التي تقول ان الحب مرتبط بالجمال فقط وادا دهب هدا الجمال يبقى وحده الاحترام سيد الموقف وادا غاب هدا الاخير يضل كل شيئ نبنيه دون اساس ومعرض ليصبح اطلال في اي وقت كان
تحياتي اسيرة الصمت
أسيرة الصمت- نجمة المنتدى
-
عدد الرسائل : 775
تاريخ الميلاد : 21/07/1991
العمر : 33
الدولة : maroc
المدينة : ouarzazate
الأوسمة :
رد: هل كل البيوت تبنى على الحب؟
من المواضيع الراقية والشاملة التي يحتفظ بها ارشيف منتدي روافد مكونة للمبدعة زهرة تلتنمارت..بكل صراحة موضوع لا يحتاج مني الي اي كلمة سوا الله ينور لينا الزهرة بنوره الدي نور به اصفياؤه..وانا اعتبره رسالة الي كل البيوت وليس المتزوجين فقط ,, لأن المعروف يجب ان يدخل في كل مكان ولا ننسي كدلك الاحترام في كل شيء . تحياتي للشمعة
itri saghro- مستشار اداري
-
عدد الرسائل : 949
تاريخ الميلاد : 24/02/1979
العمر : 45
الدولة : ايت سدرات
المدينة : تملالت
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: هل كل البيوت تبنى على الحب؟
اساس الزواج السعيد هو حسن العشرة والمودة و الصبر بين الزوجين
اعتقد ان الحب كذلك مهم و لكن الاهم من ذلك هو الاحترام المتبادل و العشرة الطيبة
يقول الحق سبحانه و تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }النساء19
صدق الله العظيم
موضوع متميز يستحق التنويه و صاحبته تستحق كل الاحترام و التقدير
تحياتي للشمعة التي بنورها يضيئ سماء هذا الصرح العظيم
منتديات روافد مكونة منتدى من لا منتدى له
MoUlAy YoUsSeF- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 1332
تاريخ الميلاد : 05/10/1988
العمر : 36
الدولة : المملكة المغربية
المهنة : طالب
المدينة : casablanca
الهاتف : 0670766129
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى