دادس و أطياف
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دادس و أطياف
أبقار* دادس و أطياف* اللطيف
"أتوسل إليكم يا إخوتي أن تبقوا أوفياء للأرض، و ألا تصدقوا من يحدثونكم عن آمال تتجاوزها! إنهم يدسّون لكم السّم..... إنهم أناس يحتقرون الحياة! إنهم محتضرون، سرى السّم في عروقهم هم أيضا و الأرض ضجرت منهم. فليختفوا إذن." (نيتشه على لسان زرادشت)
* تم استلهام هذا العنوان أولا من المثل الدادسي:/ أوردَا إكرز أكال ن دادس خس إزيار ن دادس/، و كذلك من كتاب: "أطياف ماركس" للفيلسوف الفرنسي جاك دريدا كمحاولة منه لجعل أعمال ماركس مواتية و مفيدة للأحداث الأخيرة في تاريخ البشرية و كرد على كتاب فوكو ياما "نهاية التاريخ و الإنسان الأخير"حيث يرى هذا الأخير أن"الثورة" أو التفكير الماركسي متجاوز و غير مجدي و بالتالي فالديموقراطية اللليبيرالية هي البديل الأخير.
وفي الوقت الذي اعتقدت فيه أهالي دادس بأنها ابتعدت عن معارك بوكافر و سنوات اللطيف ظهرت مؤخرا و أثناء الا نتخابات المحلية الأخيرة أشباح و أطياف تقوم بإعادة إنتاج "ديانة اللطيف" وهي تطوف و تحوم في سماء ما أصبح يفتخر به الدادسيون بأنه " أطول شارع للمساجد في العالم". و تراهم يلتفون حول أحد ممن غيروا نسبهم الأمازيغي ليصبح من دوي النسب الشريف إذ يتحول الى طربوش أحمر يفقد صوته من الصراخ المطمئن لصراخه . صراخ كان على يقين من أولويته و صدارته و نمودجيته ليصدر فتاوى تلزم أئمة المساجد على تكفير زمرة من الأمازيغ فقط لأن هؤلاء انتهكوا معيار الجماعة بدخولهمن غمار الانتخابات و السياسة و إليكم مقطع من مراسيم هذه" الثيولوجيا الضعيفة":
"يا لطيف نسألك اللطف بما جرت به المقادير فرق بين إخواننا البرابرة و شتت شملهم و اجعل نسائهم و أولادهم أصواتا لنا في الإنتخابات..." .
ظهرت هذه الأشباح و هي تتماهى بأحكام "علماء اللطيف" عندما ظن الدادسيون بأنهم قد احتفلوا بالاستقلال و التحرر من الاستعمار؛ و أخدت هذه الأشباح تتهم "أيت أوزول" بالإلحاد و ترك الصلاة كخطاب على شكل استمزاغ للأمازيغ حول أنفسهم .فهذه الشبحية تعيد الى الواجهة انتاج و احياء الهيمنة و الاستبداد كما كان معمولا بها أيام الحماية الفرنسية (غياب العدالة و المسؤولية )؛ و عن طريق ابتكار الوهم و الأسطورة حول الجسد الأمازيغي يتم تكرار الصنم داخل المساجد كشكل انهزامي سلبي و كبرهان على الفشل المتكرر على الساحة السياسية. و مثل الطريقة التي تعمل بها أحد شخصيات شكسبيرفي "هملت" عندما يظهر الشبح: -"أنت مدرسي تحدث إليها.... حاول أن تقنعه"-، فإن عملاء اللطيف من أبناء الأمازيغ يقومون بتذكر شبحية اللطيف و ينتقلون من صيغة شكسبير- "تحدث إليها" - إلى صيغة لكان -"أتركها تتحدث"-. يؤكد جاك دريدا أنه من خلال التذكر المستمر فإننا مضطرون للزيادة في أو إعادة تشكيل الشبحية: فاللطيف غير مكتمل في الغياب و تعامل الأمازيغ مع هذه الشبحية يبقى معلقا لأنه لا يمكن التحدث إلى الأشباح إذا كان يجب على هذه الأخيرة أن تبقى لا حاضرة و لا غائبة و ذلك هو السؤال المحير من وراء "أن نكون أو لا نكون".
إن التماهي مع المعتدي القديم -"علماء اللطيف"- يجعل العقول الأمازيغية "المستشرفة" خاضعة لهيمنتها الخاصة. فمن خلال إعادة إنتاج الهمينة، تقوم باستبدال مريض بمريض طاغي على نفسه (هذا هو الاستعمار الذاتي باستعار تعابير فوكو)؛ فعندما يتحول المعلم أو الممرض من ضحية مقهورة الىمعتد على أمثاله من الأمازيغ، و باستخدام أسلوب اللطيف المتسلط -الوعود المعسولة، الخداع، التضليل...- فقد نشاهد نوعا من الإستمزاغ للأمازيغ حول أنفسهم كنمط رمزي للعنف يرغب في إعادة إنتاج و استكمال الردع و الخضوع. و بتبخيس الجسد الأمازيغي من طرف الأمازيغ الاسلامويون أو المتماهون بالعقول الشريفة، و باسم القيم العليا لعلوم اللطيف، و بأسلوب مسرف في عقلانيته، و حيث ثم ذمج الإستمزاغ في اللاهوت كنشاط لاستعادة المكبوث المفقود -نشاهد خطاب أشباح ارتكاسية تعمل في إطار ماسماه نيتشه ب"التمثل المسرحي" حيث "الوهم المسرحي" يكشف عن حالة "شك عميق". و حيث التجربة السياسية لعملاء اللطيف من معلمين و ممرضين تتحول إلى لغز مضاد لنفسها لأنها غير مطمئنة لنتائج المسؤوليات المنوطة إليهم سواء على مستوى التربية و التكوين أو على مستوى الصحة و التوعية. لقد دخل أنصاف العلماء السياسة خشية من الإنكشاف فدافعوا عن قيم اللطيف ضد افتضاح أمرهم و افتضاح عجزهم و بؤسهم.
إن نعت الأمازيغ بالإلحاد و ترك الصلاة هو تحويل اللوم إلى الضحايا الأمازيغ و إعفاء هذه "العقول المستشرفة" من المسؤوليات الدينية المنوطة إليها. و بما أن لوم الضحية -وحسب علماء النفس-، هو تحول من الذات إلى الآخر، وحيث يجري "إسقاط الدوافع التي لا تطاق و غيرالمقبولة بحد ذاتها على كبش فداء" (باستعمال تعابير بربرا وايتمر في كتابها "الانماط الثقافية للعنف"1997)، فإن التسميات و النعوث التي أسقطها المتماهون مع أصحاب اللطيف على أنفسهم (أوعلى أولادهم ) طريقة أخرى للهروب من مواجهة ذواتهم و بشكل مخادل يميلون الى إنزال القهر و الظلم و التبخيس على ذواتهم كعقاب مستحق لأنهم أصبحوا متحالفين مع المتسلطين القداما. و كلما تم تبخيس الذات أو الجسد الأمازيغيين يتم تضخيم و تقدير "المعتدي اللطيف" حيث يتم تزيين الماضي المجيد لعلوم اللطيف و اختزال الحاضر الأمازيغي إلى الخيانة و المرارة و الإلحاد.
إن اللطيف الأخير "بنية نظام ثقافي يستخدم العنف من أجل منع العنف" باستعمال تعابير بربرا وايتمر. "إنه الأمن الثقافي و حماية المواطنين من أنفسهم" و بالتالي فجوهر "العنف اللطيف" في منطقة دادس هو الإشاعة القائلة بأن "ايت أزول" عنيفون بفطرتهم و لذا يجب تشريع العنف و عقلنته للسيطرة عليهم. فاتهام الأمازيغ مثلا بتطبيع العلاقات مع اليهود دعاية لصناعة الحرب ضد الأمازيغ من طرف أنفسهم؛ ثم أن الكلام عن الصلاة و الصوم كلها احاسيس و مشاعر، لأن الغياب و ليس الحضور هو الأصل في اللغة. و لهذا ف"الأمازيغ لا يأكلون أموال الجماعات"، كما يعلق أحد شيوخ القبيلة و هو يستحضر الغائب في الكلام: "اتهام أيت أوزول باكل رمضان". فشعور المتماهين بالرفعة و سمو الروح مقابل ما هو أمازيغي حقير و دنيء بخلق نوع من المسافة، قد تمنح لهؤلاء الأشباح "الحق في خلق القيم و إغداق أسماء على الأشياء، غير مكترتين بما يمكن أن يجنوه بتصرفهم على نحو جيد من فائدة أو منفعة" (نيتشه :إرادة القوة).
بتبخيس حياة الأمازيغ من طرف الأمازيغ أنفسهم وباسم قيم اللطيف عدمية بعينها تأسست على "قيم إنسانية <عروبية> مسرفة في عروبيتها" حيث الأساس الإلهي مستبدل بقيم اللطيف و "لغة الرموز" كوجه آخر للروح الإنكارية، فأصبحت الرساميل الرمزية تجني الأرباح محل القيم السماوية و اللاهوتية . وبذلك يصل ذاك الشبح الإرتكاسي إلى مرتبة ذلك العدمي الذي يتحدث عنه نيتشه فيحل محل الله في القبيلة في إصدار الأحكام و الفتاوى حيث "يتخذ من ذاته مقياسا للأشياء و مصدرا لمعناها" ( نيتشه :إرادة القوة ). و عندما تصبح أسطورة اللطيف مثلها مثل العقيدة الرسمية، صناعة "محلية" للتمظهر، فإننا نكون شهود عيان لموت الحقيقة، و ما تبقى إلا نوع من العدمية.
من منظورنظرية ماكس فيبر حول الإقتصاد السياسي للدين، فإن المتماهين مع علوم اللطيف قد استثمروا إستراتيجيات في إنتاج سلع رمزية –الأمازيغ ملحدون، لا يصلون، لا يصومون، أنصار اليهود- داخل سوق المبادلات الرمزية للقبيلة تستجيب لنفس القوانين التي تتحكم في سوق البضائع و المبادلات التجارية. وهذه البضائع الدينية يتحكم فيها منطق الربح لتصبح وعود علماء اللطيف –محاربة الأمازيغ- تقوى و عبادة و صلاة دائمة. و بما أن الإنتخابات قامت على أساس ديني، فإن التلاعب و احتكار السلع الرمزية -و بشكل شرعي- أصبحت في أيدي من اختارهم الله، ليبقى الأمازيغ بدون بضائع روحية، و لا إنتاج رمزي و لم يقع عليهم اختيار الله لأنهم ملحدون و كفار. و بما أن جهاز "ديانة اللطيف" كآلة "لطيفة" و ناعمة تخفي السيطرة و تجعل السلطة غير مرئية بهدف احتلال المواقع و المراتب و الألقاب، فإن أشبال هذه الديانة في منطقة دادس -و باستعمال أبواق المؤسسة المسجدية، و نتيجة لبؤسهم الدهني و المعرفي من جهة، و من خلال لغات سرية تحدد أسعار الإنتاج اللسني داخل سوق رمزية محتكرة من جهة أخرى- يعيدون إنتاج أسطورة "الهمج النبيل" و التي كان معمولا بها في سنوات اللطيف و الرصاص. سميولوجيا يؤكد رولان بارث "بأن اللغة تنطوي تبعا لبنيتها ذاتها، على علاقة استيلاب محتومة؛ فأن تتكلم و بالأحرى أن تنتج خطابا، ليس هو أن تتواصل .... بل هو أن تسود و تسيطر..."(الدرس :1978). و داخل سوق المبادلات الرمزية و الدينية (باستعار تعابير بيير بورديو) تنشط الضحكات الصفراء من داخل لحاح سوداء و من أعالي بطون "فاسية" منتفخة، و من خلال عبارات لفظية لطيفة (من اللطفيات) تعبئ الناس و تقنعهم و بشكل لين بأن الأمازيغية كلها بهتان و خرافات. و هذه السلطة الرمزية عملت على إدخال القضية الأمازيغية ضمن ما يسمى ب"التحريم الإجتماعي" ليس فقط من خلال سلطة سحرية تعلن لامشروعية الحديث عن الحقوق اللغوية و الثقافية للأهالي، بل أيضا من خلال بنية ثقافية تشرعن العدوان و تعقلن العنف لإستخدامه ضد الأمازيغ –كأناس عنيفين يجب السيطرة عليهم- ؛ وفي هذا الإطار يقول فرويد بأن "الرجال ليسوا مخلوقات لطيفة تريد أن يحبها الآخرون". فوراء قناع "كاهن القبيلة" و أقنعة المواعظ، و الأخلاق و التزهد، هناك أسرار لن يتم الكشف عنها إلا بعد مرور الإنتخابات(و هذا ما سنوضحه لاحقا).
و عندما تصبح السياسة تقنية لإعادة إنتاج الهيمنة و ليس فنا من أجل التحرر من أشباح "المخزن" على مستوى القبيلة، فإن عدد المستهترين بمهمتها (السياسة) يتكاثر أيام الإنتخابات. آنذاك يستقطب الحقل السياسي في منطقة دادس حتى الفاشلون اجتماعيا: فقد تنبثق سياسة جديدة من أصحاب الأنشطة الدنيئة، اقتصاديا و اجتماعيا، فتجد مثلا بائع الحليب أو بائع "القزبور" يدافعان عن موقف حزب الإستقلال ضد القضية الأمازيغية بدليل أن هذه الأخيرة لا تستحق التحليل السياسي بل يجب تحريمها لأنها لا تدخل في أخلاقيات ديانة اللطيف؛ و قد تصل القيمة الرمزية للعمل السياسي قمة التدهور و قمة الاستهتار حين يتحول أحد الفاشلين اجتماعيا الى مهرج يتخبط في السياسة، و من خلال وهم الوجاهة و "أثر الإستعراض"، يستبدل كل صباح في الأقنعة و الألبسة مثلما يستبدل في مواقفه السياسية، و يعكس معدل مشاريعه الإصلاحية كل أسبوع (إن لم نقل كل نهار) صورة مخلوق ارتكاسي مريض، يبتعد عن واقعه "الحميمي" المزري عن طريق المظاهر الخادعة و يضلل الناس عن حقيقة هزله الوجودي و ضعفه الدهني من خلال حمل أكوام من الأوراق توهم أحاديث جلسات المقاهي بمشاريع إصلاحية لمنطقة دادس (و متى سيعرف "الأبطال" أنهم يحتاجون إلى إصلاح جدري داخل عشائرهم؟).
بما أن السلطة الرمزية –على شكل "عبارات لفظية"- و حسب تعريف بورديو- هي تلك "السلطة شبه السحرية التي تسمح بالحصول على ما يعادل ما تم الحصول عليه بالقوة (المادية و الإقتصادية) بفضل الأثر المتميز للتداول"، فإن بعضا من "أبطال" دادس يفتخرون -و بشكل استعراضي- بامتلاك رساميل رمزية ليس في العناية الصحية و الإيكولوجية لأهالي دادس بل في التملق و استعمال الكلام الساقط حول نسائهم: ففي أحاديث المقاهي الهزلية تنقلب السياسة -كفن لضمان الرفاهية و السعادة- إلى موضوع الفحولة و الذكورة، فتسمع المسؤول في القبيلة (المرشح) يفتخر بقدراته الجنسية من خلال افتعاله لقصص غرامية مع نساء المهاجرين إلى الخارج، فتصل المبالغة بالقوة القضيبية و تحقير النسا ء أو تبخيس أجسادهن حد الإيهام بامتلاك حقن أو أدوية تعد نساء دادس بالزواج المبكر أو الشفاء العاجل (مباشرة بعد الإنتخابات) من العقم و كل المشاكل المتعلقة بالإنجاب و الأمراض التناسلية. و عوض فضح الأوضاع المزرية لما آلت إليه المستوصفات في منطقة دادس أو الدخول في نضال مفتوح ضد وزارة الصحة في ظل غياب التغطية الصحية لنساء دادس، فقد تجد المسؤول في الصحة يروج لسلع رمزية هزلية يلوح قاموسها لشائعة احتمال إبرام اتفاقيات ثنائية حول تبادل "الذكورة" (أبقار دادس) و "الدعارة" بين المجالس المحلية و مثيلاتها من الأطلس االمتوسط.
و إلى جانب التحكم في الإستهلاك الرمزي للنساء -حيث التحكم الخرافي على مصيرهن- هناك تطويع الجسد الأنثوي و تبخيسه إلى حد الإستيلاب الجنسي و العقائدي. تتحكم الغرائز في ممثل المخزن و "مبعوث العناية الإلهية" داخل القبيلة ليتم نزع أقنعة المواعظ و الأخلاق و لينسل إلى زوجة مهاجر في ساعة الغفلة قبل آذان الفجر؛ فارتعاش بوق الأداء في الآذان يوحي بهاجس الفضيحة يراوده، و اجترار مأساة حياته الحميمية من خلال قطع الأظافر بأسنانه أثناء النهار، كلها علامات الفساد و التعفن و إشارات الإحتيال و التضليل. و إلى جانب الضحكات الصفراء كممارسات لإخفاء العدوانية و الحقد أو التستر على الخواء الداخلي، هناك –و هذا هو الإستهتار بامتياز- من يدعي "البركة" في السياسة و يفتخر برصيده التاريخي في السلطة السحرية من خلال التلاعب بأصابعه داخل منخاريه. و بما أن خرافة "ثقبة" الأذن قد تضائلت فعاليتها في السيطرة على مستقبل النساء، فإن "بركته" الأخيرة –أي ما "يكوّره" خارج منخاريه- أصبحت ناطقة باسم "قوانين اللطيف" (المخزن): فالشعوذة مثلها مثل الوثائق الإدارية و كل ما يتعلق بالتجمع العائلي أو الحصول على التأشيرات إلى الخارج تستغل من طرف "الولي الصالح"ليتم الإرتقاء بها إلى مرتبة عبادة أو سلطة رمزية سحرية غير مرئية تعترف بها نساء دادس إلى حد اعتبارها سيطرة مشروعة و طبيعية. و كما يقول بورديو في كتابه "الهيمنة الذكورية" : "إن القو ة الرمزية شكل من السلطة يمارس على الجسد مباشرة، و كما لو بضرب من السحر لا يعمل إلا اتكاءا عل استعدادات موعدة في أعماق الجسد مثل نوابض".
بإيجاز إن جل المستهترين بالمسؤولية السياسية في منطقة دادس يتميزون بما يسمى في التحليل النفسي "بالخصاء الذهني" و يعني الضعف في التفكير و العجز في استخدام المنهج الجدلي في التفكير؛ فهؤلاء، و كامتداد نفسي لوضعية القهر و التسلط، يعيدون إنتاج البنى السياسية و الثقافية لنخب اللطيف دون أن يعلموا أنهم يمارسون العنف الرمزي (بمفهوم بورديو) على ذواتهم و باقتناع و مو افقة منهم. إن هؤلاء الأبطال الذين يدعون إصلاح و إنقاذ دادس، و من خلال عملية التماهي بأحكام علوم اللطيف لا يفعلون إلا توجيه العدوانية إلى ذواتهم ليس فقط بصيغة مشاعر تبخيسية و دونية للنساء الدادسيات لكن أيضا الحط من قيمة الجماعة الأصلية التي ينتمون إليها.
Brahim Ainani
"أتوسل إليكم يا إخوتي أن تبقوا أوفياء للأرض، و ألا تصدقوا من يحدثونكم عن آمال تتجاوزها! إنهم يدسّون لكم السّم..... إنهم أناس يحتقرون الحياة! إنهم محتضرون، سرى السّم في عروقهم هم أيضا و الأرض ضجرت منهم. فليختفوا إذن." (نيتشه على لسان زرادشت)
* تم استلهام هذا العنوان أولا من المثل الدادسي:/ أوردَا إكرز أكال ن دادس خس إزيار ن دادس/، و كذلك من كتاب: "أطياف ماركس" للفيلسوف الفرنسي جاك دريدا كمحاولة منه لجعل أعمال ماركس مواتية و مفيدة للأحداث الأخيرة في تاريخ البشرية و كرد على كتاب فوكو ياما "نهاية التاريخ و الإنسان الأخير"حيث يرى هذا الأخير أن"الثورة" أو التفكير الماركسي متجاوز و غير مجدي و بالتالي فالديموقراطية اللليبيرالية هي البديل الأخير.
وفي الوقت الذي اعتقدت فيه أهالي دادس بأنها ابتعدت عن معارك بوكافر و سنوات اللطيف ظهرت مؤخرا و أثناء الا نتخابات المحلية الأخيرة أشباح و أطياف تقوم بإعادة إنتاج "ديانة اللطيف" وهي تطوف و تحوم في سماء ما أصبح يفتخر به الدادسيون بأنه " أطول شارع للمساجد في العالم". و تراهم يلتفون حول أحد ممن غيروا نسبهم الأمازيغي ليصبح من دوي النسب الشريف إذ يتحول الى طربوش أحمر يفقد صوته من الصراخ المطمئن لصراخه . صراخ كان على يقين من أولويته و صدارته و نمودجيته ليصدر فتاوى تلزم أئمة المساجد على تكفير زمرة من الأمازيغ فقط لأن هؤلاء انتهكوا معيار الجماعة بدخولهمن غمار الانتخابات و السياسة و إليكم مقطع من مراسيم هذه" الثيولوجيا الضعيفة":
"يا لطيف نسألك اللطف بما جرت به المقادير فرق بين إخواننا البرابرة و شتت شملهم و اجعل نسائهم و أولادهم أصواتا لنا في الإنتخابات..." .
ظهرت هذه الأشباح و هي تتماهى بأحكام "علماء اللطيف" عندما ظن الدادسيون بأنهم قد احتفلوا بالاستقلال و التحرر من الاستعمار؛ و أخدت هذه الأشباح تتهم "أيت أوزول" بالإلحاد و ترك الصلاة كخطاب على شكل استمزاغ للأمازيغ حول أنفسهم .فهذه الشبحية تعيد الى الواجهة انتاج و احياء الهيمنة و الاستبداد كما كان معمولا بها أيام الحماية الفرنسية (غياب العدالة و المسؤولية )؛ و عن طريق ابتكار الوهم و الأسطورة حول الجسد الأمازيغي يتم تكرار الصنم داخل المساجد كشكل انهزامي سلبي و كبرهان على الفشل المتكرر على الساحة السياسية. و مثل الطريقة التي تعمل بها أحد شخصيات شكسبيرفي "هملت" عندما يظهر الشبح: -"أنت مدرسي تحدث إليها.... حاول أن تقنعه"-، فإن عملاء اللطيف من أبناء الأمازيغ يقومون بتذكر شبحية اللطيف و ينتقلون من صيغة شكسبير- "تحدث إليها" - إلى صيغة لكان -"أتركها تتحدث"-. يؤكد جاك دريدا أنه من خلال التذكر المستمر فإننا مضطرون للزيادة في أو إعادة تشكيل الشبحية: فاللطيف غير مكتمل في الغياب و تعامل الأمازيغ مع هذه الشبحية يبقى معلقا لأنه لا يمكن التحدث إلى الأشباح إذا كان يجب على هذه الأخيرة أن تبقى لا حاضرة و لا غائبة و ذلك هو السؤال المحير من وراء "أن نكون أو لا نكون".
إن التماهي مع المعتدي القديم -"علماء اللطيف"- يجعل العقول الأمازيغية "المستشرفة" خاضعة لهيمنتها الخاصة. فمن خلال إعادة إنتاج الهمينة، تقوم باستبدال مريض بمريض طاغي على نفسه (هذا هو الاستعمار الذاتي باستعار تعابير فوكو)؛ فعندما يتحول المعلم أو الممرض من ضحية مقهورة الىمعتد على أمثاله من الأمازيغ، و باستخدام أسلوب اللطيف المتسلط -الوعود المعسولة، الخداع، التضليل...- فقد نشاهد نوعا من الإستمزاغ للأمازيغ حول أنفسهم كنمط رمزي للعنف يرغب في إعادة إنتاج و استكمال الردع و الخضوع. و بتبخيس الجسد الأمازيغي من طرف الأمازيغ الاسلامويون أو المتماهون بالعقول الشريفة، و باسم القيم العليا لعلوم اللطيف، و بأسلوب مسرف في عقلانيته، و حيث ثم ذمج الإستمزاغ في اللاهوت كنشاط لاستعادة المكبوث المفقود -نشاهد خطاب أشباح ارتكاسية تعمل في إطار ماسماه نيتشه ب"التمثل المسرحي" حيث "الوهم المسرحي" يكشف عن حالة "شك عميق". و حيث التجربة السياسية لعملاء اللطيف من معلمين و ممرضين تتحول إلى لغز مضاد لنفسها لأنها غير مطمئنة لنتائج المسؤوليات المنوطة إليهم سواء على مستوى التربية و التكوين أو على مستوى الصحة و التوعية. لقد دخل أنصاف العلماء السياسة خشية من الإنكشاف فدافعوا عن قيم اللطيف ضد افتضاح أمرهم و افتضاح عجزهم و بؤسهم.
إن نعت الأمازيغ بالإلحاد و ترك الصلاة هو تحويل اللوم إلى الضحايا الأمازيغ و إعفاء هذه "العقول المستشرفة" من المسؤوليات الدينية المنوطة إليها. و بما أن لوم الضحية -وحسب علماء النفس-، هو تحول من الذات إلى الآخر، وحيث يجري "إسقاط الدوافع التي لا تطاق و غيرالمقبولة بحد ذاتها على كبش فداء" (باستعمال تعابير بربرا وايتمر في كتابها "الانماط الثقافية للعنف"1997)، فإن التسميات و النعوث التي أسقطها المتماهون مع أصحاب اللطيف على أنفسهم (أوعلى أولادهم ) طريقة أخرى للهروب من مواجهة ذواتهم و بشكل مخادل يميلون الى إنزال القهر و الظلم و التبخيس على ذواتهم كعقاب مستحق لأنهم أصبحوا متحالفين مع المتسلطين القداما. و كلما تم تبخيس الذات أو الجسد الأمازيغيين يتم تضخيم و تقدير "المعتدي اللطيف" حيث يتم تزيين الماضي المجيد لعلوم اللطيف و اختزال الحاضر الأمازيغي إلى الخيانة و المرارة و الإلحاد.
إن اللطيف الأخير "بنية نظام ثقافي يستخدم العنف من أجل منع العنف" باستعمال تعابير بربرا وايتمر. "إنه الأمن الثقافي و حماية المواطنين من أنفسهم" و بالتالي فجوهر "العنف اللطيف" في منطقة دادس هو الإشاعة القائلة بأن "ايت أزول" عنيفون بفطرتهم و لذا يجب تشريع العنف و عقلنته للسيطرة عليهم. فاتهام الأمازيغ مثلا بتطبيع العلاقات مع اليهود دعاية لصناعة الحرب ضد الأمازيغ من طرف أنفسهم؛ ثم أن الكلام عن الصلاة و الصوم كلها احاسيس و مشاعر، لأن الغياب و ليس الحضور هو الأصل في اللغة. و لهذا ف"الأمازيغ لا يأكلون أموال الجماعات"، كما يعلق أحد شيوخ القبيلة و هو يستحضر الغائب في الكلام: "اتهام أيت أوزول باكل رمضان". فشعور المتماهين بالرفعة و سمو الروح مقابل ما هو أمازيغي حقير و دنيء بخلق نوع من المسافة، قد تمنح لهؤلاء الأشباح "الحق في خلق القيم و إغداق أسماء على الأشياء، غير مكترتين بما يمكن أن يجنوه بتصرفهم على نحو جيد من فائدة أو منفعة" (نيتشه :إرادة القوة).
بتبخيس حياة الأمازيغ من طرف الأمازيغ أنفسهم وباسم قيم اللطيف عدمية بعينها تأسست على "قيم إنسانية <عروبية> مسرفة في عروبيتها" حيث الأساس الإلهي مستبدل بقيم اللطيف و "لغة الرموز" كوجه آخر للروح الإنكارية، فأصبحت الرساميل الرمزية تجني الأرباح محل القيم السماوية و اللاهوتية . وبذلك يصل ذاك الشبح الإرتكاسي إلى مرتبة ذلك العدمي الذي يتحدث عنه نيتشه فيحل محل الله في القبيلة في إصدار الأحكام و الفتاوى حيث "يتخذ من ذاته مقياسا للأشياء و مصدرا لمعناها" ( نيتشه :إرادة القوة ). و عندما تصبح أسطورة اللطيف مثلها مثل العقيدة الرسمية، صناعة "محلية" للتمظهر، فإننا نكون شهود عيان لموت الحقيقة، و ما تبقى إلا نوع من العدمية.
من منظورنظرية ماكس فيبر حول الإقتصاد السياسي للدين، فإن المتماهين مع علوم اللطيف قد استثمروا إستراتيجيات في إنتاج سلع رمزية –الأمازيغ ملحدون، لا يصلون، لا يصومون، أنصار اليهود- داخل سوق المبادلات الرمزية للقبيلة تستجيب لنفس القوانين التي تتحكم في سوق البضائع و المبادلات التجارية. وهذه البضائع الدينية يتحكم فيها منطق الربح لتصبح وعود علماء اللطيف –محاربة الأمازيغ- تقوى و عبادة و صلاة دائمة. و بما أن الإنتخابات قامت على أساس ديني، فإن التلاعب و احتكار السلع الرمزية -و بشكل شرعي- أصبحت في أيدي من اختارهم الله، ليبقى الأمازيغ بدون بضائع روحية، و لا إنتاج رمزي و لم يقع عليهم اختيار الله لأنهم ملحدون و كفار. و بما أن جهاز "ديانة اللطيف" كآلة "لطيفة" و ناعمة تخفي السيطرة و تجعل السلطة غير مرئية بهدف احتلال المواقع و المراتب و الألقاب، فإن أشبال هذه الديانة في منطقة دادس -و باستعمال أبواق المؤسسة المسجدية، و نتيجة لبؤسهم الدهني و المعرفي من جهة، و من خلال لغات سرية تحدد أسعار الإنتاج اللسني داخل سوق رمزية محتكرة من جهة أخرى- يعيدون إنتاج أسطورة "الهمج النبيل" و التي كان معمولا بها في سنوات اللطيف و الرصاص. سميولوجيا يؤكد رولان بارث "بأن اللغة تنطوي تبعا لبنيتها ذاتها، على علاقة استيلاب محتومة؛ فأن تتكلم و بالأحرى أن تنتج خطابا، ليس هو أن تتواصل .... بل هو أن تسود و تسيطر..."(الدرس :1978). و داخل سوق المبادلات الرمزية و الدينية (باستعار تعابير بيير بورديو) تنشط الضحكات الصفراء من داخل لحاح سوداء و من أعالي بطون "فاسية" منتفخة، و من خلال عبارات لفظية لطيفة (من اللطفيات) تعبئ الناس و تقنعهم و بشكل لين بأن الأمازيغية كلها بهتان و خرافات. و هذه السلطة الرمزية عملت على إدخال القضية الأمازيغية ضمن ما يسمى ب"التحريم الإجتماعي" ليس فقط من خلال سلطة سحرية تعلن لامشروعية الحديث عن الحقوق اللغوية و الثقافية للأهالي، بل أيضا من خلال بنية ثقافية تشرعن العدوان و تعقلن العنف لإستخدامه ضد الأمازيغ –كأناس عنيفين يجب السيطرة عليهم- ؛ وفي هذا الإطار يقول فرويد بأن "الرجال ليسوا مخلوقات لطيفة تريد أن يحبها الآخرون". فوراء قناع "كاهن القبيلة" و أقنعة المواعظ، و الأخلاق و التزهد، هناك أسرار لن يتم الكشف عنها إلا بعد مرور الإنتخابات(و هذا ما سنوضحه لاحقا).
و عندما تصبح السياسة تقنية لإعادة إنتاج الهيمنة و ليس فنا من أجل التحرر من أشباح "المخزن" على مستوى القبيلة، فإن عدد المستهترين بمهمتها (السياسة) يتكاثر أيام الإنتخابات. آنذاك يستقطب الحقل السياسي في منطقة دادس حتى الفاشلون اجتماعيا: فقد تنبثق سياسة جديدة من أصحاب الأنشطة الدنيئة، اقتصاديا و اجتماعيا، فتجد مثلا بائع الحليب أو بائع "القزبور" يدافعان عن موقف حزب الإستقلال ضد القضية الأمازيغية بدليل أن هذه الأخيرة لا تستحق التحليل السياسي بل يجب تحريمها لأنها لا تدخل في أخلاقيات ديانة اللطيف؛ و قد تصل القيمة الرمزية للعمل السياسي قمة التدهور و قمة الاستهتار حين يتحول أحد الفاشلين اجتماعيا الى مهرج يتخبط في السياسة، و من خلال وهم الوجاهة و "أثر الإستعراض"، يستبدل كل صباح في الأقنعة و الألبسة مثلما يستبدل في مواقفه السياسية، و يعكس معدل مشاريعه الإصلاحية كل أسبوع (إن لم نقل كل نهار) صورة مخلوق ارتكاسي مريض، يبتعد عن واقعه "الحميمي" المزري عن طريق المظاهر الخادعة و يضلل الناس عن حقيقة هزله الوجودي و ضعفه الدهني من خلال حمل أكوام من الأوراق توهم أحاديث جلسات المقاهي بمشاريع إصلاحية لمنطقة دادس (و متى سيعرف "الأبطال" أنهم يحتاجون إلى إصلاح جدري داخل عشائرهم؟).
بما أن السلطة الرمزية –على شكل "عبارات لفظية"- و حسب تعريف بورديو- هي تلك "السلطة شبه السحرية التي تسمح بالحصول على ما يعادل ما تم الحصول عليه بالقوة (المادية و الإقتصادية) بفضل الأثر المتميز للتداول"، فإن بعضا من "أبطال" دادس يفتخرون -و بشكل استعراضي- بامتلاك رساميل رمزية ليس في العناية الصحية و الإيكولوجية لأهالي دادس بل في التملق و استعمال الكلام الساقط حول نسائهم: ففي أحاديث المقاهي الهزلية تنقلب السياسة -كفن لضمان الرفاهية و السعادة- إلى موضوع الفحولة و الذكورة، فتسمع المسؤول في القبيلة (المرشح) يفتخر بقدراته الجنسية من خلال افتعاله لقصص غرامية مع نساء المهاجرين إلى الخارج، فتصل المبالغة بالقوة القضيبية و تحقير النسا ء أو تبخيس أجسادهن حد الإيهام بامتلاك حقن أو أدوية تعد نساء دادس بالزواج المبكر أو الشفاء العاجل (مباشرة بعد الإنتخابات) من العقم و كل المشاكل المتعلقة بالإنجاب و الأمراض التناسلية. و عوض فضح الأوضاع المزرية لما آلت إليه المستوصفات في منطقة دادس أو الدخول في نضال مفتوح ضد وزارة الصحة في ظل غياب التغطية الصحية لنساء دادس، فقد تجد المسؤول في الصحة يروج لسلع رمزية هزلية يلوح قاموسها لشائعة احتمال إبرام اتفاقيات ثنائية حول تبادل "الذكورة" (أبقار دادس) و "الدعارة" بين المجالس المحلية و مثيلاتها من الأطلس االمتوسط.
و إلى جانب التحكم في الإستهلاك الرمزي للنساء -حيث التحكم الخرافي على مصيرهن- هناك تطويع الجسد الأنثوي و تبخيسه إلى حد الإستيلاب الجنسي و العقائدي. تتحكم الغرائز في ممثل المخزن و "مبعوث العناية الإلهية" داخل القبيلة ليتم نزع أقنعة المواعظ و الأخلاق و لينسل إلى زوجة مهاجر في ساعة الغفلة قبل آذان الفجر؛ فارتعاش بوق الأداء في الآذان يوحي بهاجس الفضيحة يراوده، و اجترار مأساة حياته الحميمية من خلال قطع الأظافر بأسنانه أثناء النهار، كلها علامات الفساد و التعفن و إشارات الإحتيال و التضليل. و إلى جانب الضحكات الصفراء كممارسات لإخفاء العدوانية و الحقد أو التستر على الخواء الداخلي، هناك –و هذا هو الإستهتار بامتياز- من يدعي "البركة" في السياسة و يفتخر برصيده التاريخي في السلطة السحرية من خلال التلاعب بأصابعه داخل منخاريه. و بما أن خرافة "ثقبة" الأذن قد تضائلت فعاليتها في السيطرة على مستقبل النساء، فإن "بركته" الأخيرة –أي ما "يكوّره" خارج منخاريه- أصبحت ناطقة باسم "قوانين اللطيف" (المخزن): فالشعوذة مثلها مثل الوثائق الإدارية و كل ما يتعلق بالتجمع العائلي أو الحصول على التأشيرات إلى الخارج تستغل من طرف "الولي الصالح"ليتم الإرتقاء بها إلى مرتبة عبادة أو سلطة رمزية سحرية غير مرئية تعترف بها نساء دادس إلى حد اعتبارها سيطرة مشروعة و طبيعية. و كما يقول بورديو في كتابه "الهيمنة الذكورية" : "إن القو ة الرمزية شكل من السلطة يمارس على الجسد مباشرة، و كما لو بضرب من السحر لا يعمل إلا اتكاءا عل استعدادات موعدة في أعماق الجسد مثل نوابض".
بإيجاز إن جل المستهترين بالمسؤولية السياسية في منطقة دادس يتميزون بما يسمى في التحليل النفسي "بالخصاء الذهني" و يعني الضعف في التفكير و العجز في استخدام المنهج الجدلي في التفكير؛ فهؤلاء، و كامتداد نفسي لوضعية القهر و التسلط، يعيدون إنتاج البنى السياسية و الثقافية لنخب اللطيف دون أن يعلموا أنهم يمارسون العنف الرمزي (بمفهوم بورديو) على ذواتهم و باقتناع و مو افقة منهم. إن هؤلاء الأبطال الذين يدعون إصلاح و إنقاذ دادس، و من خلال عملية التماهي بأحكام علوم اللطيف لا يفعلون إلا توجيه العدوانية إلى ذواتهم ليس فقط بصيغة مشاعر تبخيسية و دونية للنساء الدادسيات لكن أيضا الحط من قيمة الجماعة الأصلية التي ينتمون إليها.
Brahim Ainani
nbarc- محـمــد إدريـســـي
-
عدد الرسائل : 3407
تاريخ الميلاد : 18/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : مساعد صيدلي
المدينة : قلعة مكونة
الهاتف : 0651184573
0634670825
رقم عضويه : 1
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: دادس و أطياف
عند قراءتي لعنوان المقال وللمقدمة المستوحاة من أقوال نيتشه دفعني الفضول لمعرفة صاحبه الذي ناشد الناس بلسان الفيلسوف الماركسي على أن يبقوا أوفياء للأرض و أن لا يصدقوا من يحدثونهم....... فوجدته ليس سوى ابراهيم عيناني رئيس جمعية أزمز الثقافية و أحد مدّعي النضال الأمازيغي، أجل أقول "مدّعي" وأعني ذلك، لأن هذا الشخص الذي ينعت منتخبي دادس على أنهم أبقار نسي أنه كان بقرة بينهم فقد كان مرشحا في الإنتخابات السالفة باسم الأصالة و المعاصرة أي "حزب الجرار العروبي" و الموالي للسلطة و فشل حسب تعبيره أن يكون مبعوث العناية الإلاهية لدائرته.
هذا الشخص يعتبر ممن باعوا القضية الأمازيغية إبان الإنتخابات، وهو الآن بصدد التشهير بزوجات المهاجرين الدادسيين و نعتهن بأنهن فريسة سهلة للذين فازوا بالإنتخابات.
أليس هذا هو قمة الإستهزاء بكرامة الدادسيين و بعقولهم؟؟؟؟؟
إتق الله أيها الفاعل الجمعوي و يا أيها المناضل الأمازيغي ولا تجعل القضية الأمازيغية و سيلة لتصفية الحسابات و محاولة تمرير الأفكار المغلوطة والسقيمة للأمازيغي البسيط الذي يكافح من أجل لقمة العيش وحياة كريمة.
فالامازيغي الحر لن تنطلي عليه هذه الخزعبلات.
jamil- الحضور المميز
-
عدد الرسائل : 154
تاريخ الميلاد : 06/03/1980
العمر : 44
الدولة : maroc
المدينة : ouarzazat
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى