رحلة إلى مغرب الكرتون

تــأمــــلاتــي أنـــا و نـــفــســي: رحلة إلى مغرب الكرتون

أنا: يوم ككل الأيام، استيقظت باكرا لأراجع بعض الدروس المتراكمة علي، أراجعها فقط من اجل الامتحان لا شيء سوى للامتحان.لأنني اعلم جيدا يا نفسي أن بعض تلك الدروس التي يحاولون شحننا بها في تلك المؤسسة مجرد اكاديب وطر هات،فمثلا كبرت وجدي يحكي لي بطولات ايت عطا في محاربة الغزاة وعن حنكة "عسو" و هو يقود جيشه لتحرير البلاد . وئدا بي اليوم أرى في مقرراتنا الدراسية صور أناس كانوا على حد علم جدي عملاء الاستعمار.
أما في صفحات كتابنا الأخضر المغربي فلا أجد سوى شعارات الدموقراطية، الحق والقانون، التغير، التنمية، و ما جاورها من الشعارات الأخرى.
نفسي: هده شعارات مغرب الكرتون، مغرب قوانين سجينة الأوراق، أما في واقعي يا نفسي.
انا: نجد التهميش، القمع ،التهجير التعريب، إنها عدوة الديمقراطية بكل وضوح.
نفسي: عدوة الدموقراطية!!!!!!!
انا: اجل بأم عينها.
نفسي: ظننت إنها ماتت مع روادها الكبار وكان أخرهم سيدهم هدام عفوا صدام. وشيء أخر يا أنا اياك أن تقول مثل هدا بعد اليوم و إلا اتهمت بالمساس بالمقدسات.
أنا: أنا اعلم هدا جيدا فقول كلمة مقدس في مغرب الواقع في حد ذاته مساس بالمقدسات.
نفسي: أهدا يعني أننا مازلنا نتخبط في بحر سنوات قالوا إن صفحاتها قد طويت.
أنا: رغم آن الكلام عن هده الأمور أصبح مساس بالمقدسات سأتجرأ و أجيبك على سؤالك يا نفسي.
لقد تركنا على حد تعبيرهم تلك سنوات في مزبلة التاريخ لكن هل هدا يصحح؟ بالطبع لا، لأننا وصلنا فقط إلى مرحلة باردة فيها.
نفسي: كيف هدا لم افهم ؟
أجدادنا عاشوا سنوات الظلام تحت رحمة الحاكم الذي يقال عنه انه لا يعرف و ذاقوا الطعم الحلو للقمع و الترهيب وبمعية المجتمع الدولي. لكننا اليوم أبناؤهم نعاني أكثر مما عانوه دون معية احد،الكل يشاهد مغرب الكرتون و مغرب العام زين.وقل من يشاهد مغربنا أنا ونفسي المغرب الذي نعيش ولا نتعايش فيه
نفسي: لقد مللت العيش دون التعايش في مغربنا العزيز ، لما لا نشد الرحال إلى مغرب كل عام و نحن بخير لأسألك هدا التساؤل :
" لو طلبوا منك المشاركة في البرنامج المشهور شهوات القومية العربية آي طبق ستقدم؟"
انا: سؤال بسيط ، سأقدم طبقي السحري و اسمه " طبق إرهابي بالبرقوق العربي".
نفسي: كيف ستقدم وصفتك؟ فانا اعلم انك طباخ ماهر.
أنا: حسنا حسنا...
نفسي: انتظر سأقدمك أولا: سيداتي سادتي، قومياتي قومجياتي، أيها الجمهور الإرهابي الكريم، أعزائي الاسلامويون، مرحبا بكم جميعا في برنامجنا "شهوات القومية العربية" ومعنا اليوم الطباخ أنا ليقدم لنا طبقا لا يعد إلا في المناسبات و الأوقات المميزة كقتل الأبرياء بدون رحمة و لا شفقة، انه طبق "إرهابي بالبرقوق العربي" . سيد أنا تفضل.
أنا: مرحبا في ما يخص المقادير و الخلطات السحرية اللازمة لتحضير هدا الطبق الذي ذاق ملايين البشر طعمه في جميع بقاع العالم فهي كالتالي:
_ جسم إنسان عنصري قومي بعثي.
_ أوراق شجرة النسب الشريف.
_ حزام ناسف من نوع طالبان.
_ لحية طويلة 50 سنتمتر.
_ سروال من نوع " حزم كوزي"
_ 500 طن من حبوب الإ ديولوجيات الاسلاموية العمياء (يجب أن لا تمس حبوب الإسلام الحقيقية).
_ 100 لتر من عصير البرقوق القومي العربي.
_ قنطار من مسحوق التعصب الديني.
أما فيما يخص طريقة التحضير يا أعزائي الانتحاريين فهي كالتالي:
ما عليكم سوى ترقيد الجسم القومي في ماء الاديولوجيات العمياء لمدة تناهز العشر سنوات وبعدها ندخل في جمجمته بعد إفراغها من كل ما هو مرتبط بالأخلاق وتعاليم الدين الإسلامي الحقيقية المقادير التالية : أوراق النسب الشريف بعد أن طحناها جيدا، من حبوب الإ ديولوجيات الاسلاموية بدون قشرة و عصير البرقوق العربي الذي تعجن به . و في الأخير نلبسه الحزام الناسف والسروال العجيب دون أن ننسى اللحية للتزيين بعدها نضعه في المسجد لينضج.
هكذا تكنون قد حصلتم على طبق إرهابي بالبرقوق العربي وانفجار ممتع للقوميين و البعتيين الحاضرين معنا ، و الانتحار يون الدين يشاهدوننا من مختلف القومجيات البعتية العربية والى اللقاء في موعد آخر إن لن تنفجروا ,
نفسي: رائع يا أنا لكن برجوعنا إلى مغربنا لن يكون هدا إلا مساسا بالمقدسات.

بقلم: جواد ايت رابح

مشكور اخي الكريم على الموضوع المميز
إن ما يميز هده الفترة من تاريخ شعبنا الطويل هي فك الحصار الثقافي و الاتصال بالتيارات الأدبية , ألان انفتحت الأبواب و النوافذ ويحق لهدا الجيل أن يقيم جسورا لبعضهم البعض حيث تتميز هده الفترة بالإقبال الشديد قد يودى هدا إلى تكوين نهضة تقافية امازيغية .

رحلة إلى مغرب الكرتون

رحلة إلى مغرب الكرتون

رد: رحلة إلى مغرب الكرتون