هذا الزمان المغربي المهترئ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هذا الزمان المغربي المهترئ
هذا الزمان المغربي المهترئ
قد يبدو، أن لا رابطة توحد بين واقعتين مختلفتين تماما ومتباعدتين كليا من حيث المجلى والظاهر، أقصد هنا "انتخاب" عبد الواحد الراضي رئيسا للبرلمان، ثم القرار الحكومي بإضافة ساعة أخرى إلى التوقيت المغربي ابتداء من فاتح ماي إلى حدود ليلة رمضان، حيث تعاد عقارب الساعة إلى وضعها الأولي، بعد أن "أوشكنا" على "التوحد" زمانيا مع أوروبا !! خلال ثلاثة أشهر، ثم ننطوي باستعادة ظافرة لزماننا الذاتي مع مواسم الفولكلور والخطب التلفزية الصنمية، وفق حلقات زمان معتوه ومنفصم، نعيشه فقط باللغة ومع اللغة. هكذا، ينبجس هلال رمضان، وسيتبادل زعماء العرب رسائل التهاني والتبريك حتى نبقى في غنى عن التاريخ وأبعد من القمر، ارتدادا لملايين السنوات، وبقدرة قادر ستتحول مجالس الغناء إلى أخرى لفقهاء نواقض الوضوء والهرولة إلى الصلاة خلف مقرئ يبكينا دموع الوديان والبحار! وستمتلئ القناتين بمضحكين من كل حدب وصوب، يدعون بأنهم يبتغون التخفيف من معاناتنا اليومية مع الأسعار والإدارة والاحتقار والشرطة وتفاهة الواقع وجحيم المستشفيات... . المفارقة المضنية، مع هؤلاء، ستشتعل حواسنا ورؤوسنا بالتيه والغثيان. سيستمر ذاك الوضع ونحن نكابد، وستنتقد الصحافة أيما انتقاد، ثم يظهر حكماء الأمة بلباس أبيض وطربوش أحمر، ليخبروا الجميع بالفرنسية والعربية والدارجة والأمازيغية، من لم يعجبه الحال فملكوت الله واسع. بعد ذلك، يحل الإفطار، وسيتبادل الزعماء مرة ثانية، دعوات العيد كي تظل فلسطين والعراق وكورسيكا...، حصنا حصنا، وأن يقي الغربال وجوهنا من ضربات الشمس وكيد الأعداء، المتربصين بسعادتنا !! ثم تنطلق أحاديث الدخول السياسي، الثقافي، الاقتصادي، الاجتماعي ... وجائزة المغرب للكتاب ولجان دعم الطبخ والفروسية...، وسيعلن أي وزير على أولى صفحات جريدة حزبه، بأنه مستعد كي يضحي بما أوتي من خير ونعيم، ويلتزم بتشغيل كل أصحاب الشواهد في هذا البلد، يكفي أن يمنحوه مهلة حتى تنقشع الغيوم ويهطل المطر، ويصادق البرلمان على ميزانية 2011، أو يحرق (الحريك) نحو فريق برلماني آخر، ليشكل بحفظ الله ورعايته قطبا جديدا اسمه من الماء إلى الماء يدعو في إطاره إلى كل شيء ولا شيء : الديموقراطية، التيوقراطية، الأوتوقراطية، الكليانية، الاستبدادية، الأوليغارشية، الحداثة، الليبرالية، الغوغائية، التمثيلية، ملاعب الغولف والجري وراء الأوهام...، وسيتموضع إيديولوجيا ما بين شرفة البرلمان وبابه الرئيسي، ثم ستبدأ الرحلات المكوكية للسياسي إلى شاشة التلفزة كي يضرب بملء يديه على الطاولة قائلا : "والله ثم والله، الوطن فوق أعيني"، سيصفق الحضور بحرارة مدوية، غير أن صاحب البرنامج، سيستهجن ذلك، فالرجال لا تصفق. يوم 15 شتنبر، ستردد كل النشرات الإخبارية شعارات من قبيل أعظم مدرسة في الكون، والأدمغة النادرة التي أنجبها نظامنا التعليمي جراء مخططات حطمت كل الأرقام القياسية، فهي استعجالية، استباقية، رؤيوية، ارتكاسية، ارتدادية، إلخ، والمدرسة القلب النابض ثم الوزارة التي لا تنام ونحن نائمون. أسبوع بعد ذلك، ستتقاطر بلاغات من طينة مختلفة، تحمل بشرة اكتفائنا الذاتي فيما يخص الأغنام والأبقار وقطيع الماعز، وكذا جودة مراعينا التي تقارب مثيلاتها الهولندية، إلى جانب صرامة الإجراءات الموجهة ضد سماسرة الأكباش، إذن رأس لكل بيت مع تيسير لمختلف التعاملات البنكية من أجل الاستدانة وتقديم القروض بدون فوائد، رحمة بالناس من هزيمة النحر وحتى لا يتحول الواحد منا إلى مجرد طيف مجتمعي بدون زاد ولا سند. صبيحة العيد، ستدعونا مختلف البيانات إلى العناية بالأضاحي المسكينة وعدم تعذيبها، مع الاحتفاظ بالقاذورات داخل أكياس ليس بالضرورة بلاستيكية. وحين حلول نويل 2011، سنسمع عن أرقام مالية فلكية، التهمت هكذا، بجرة إشارة بين جدران غرف تضيئها أشعة حمراء، من قبل مسؤولين تنتفخ أوداجهم طيلة السنة بحديثهم عن الضغوطات والإكراهات والحكامة والهشاشة إلخ، إلخ !! ثم، تمر قطرات للمطر، وتغرق المدن في أوحال نهب أموال الناس...، تلكم هي الدورة البئيسة للزمان المغربي.
طبعا، تساءلت منذ الوهلة الأولى عن التداخل المحتمل بين تنصيب الراضي والساعة الإضافية، إنهما وجهان للعملة ذاتها، يعكسان بناء على ما تقدم دواعي واستدلالات بنية هذا الزمان الذي ننتجه كل آن. فالرجل وبصحبته أغلب ممثلي السياسة عندنا، أصبحوا شيوخا وكهولا قلبا وقالبا. في الحقيقة وحتى لا تمكر بنا المفاهيم، فإن الشباب والشيب، لا يتأسسان على العمر البيولوجي، بل تلك الاحتمالات التي تتضمنها قدرات الفرد وما يميزه من مبادرات وقدرات على الفعل والتأثير، بمعنى قد يبلغ المرء فعلا عقده السابع، لكنه يحافظ دائما على جدة وشباب أفكاره، والعكس صحيح أيضا، شاب بدماغ هرم. ولاشك أن المجتمعات الديمقراطية، نجحت كثيرا في تجذير أسباب فتوة، سياقات ومؤسسات نظام سياسي ومعرفي يحكم الجميع، لذلك فالزوايا والمشيخة تجد فقط مساحات لها في دور العجزة.بينما الأمر يختلف لدينا، فمنذ وعينا بذواتنا، ونحن نستيقظ وننام على نفس الوجوه، وهي تنتقل تناوبا من التعليم إلى الكهرباء فالسمك والخارجية أو الصحة ... لما لا، مع أن تكوين الواحد منهم قد لا يمت بصلة ما، سواء إلى هذه أو تلك، ربما هيأ بحثا جامعيا على وجه السيرة والشاهد، تمحور موضوعه عن البحث في تناقضات وتقاطعات فن الموشحات بين المغرب وسمرقند !! الأسماء عينها، تتبادل المواقع، ولكي تضمن استمرارية اللعبة وتضفي عليها المشروعية، وهي تتقنع وتتلون بخطابات تحاول التقاط معطيات المرحلة، "نخبة" انتهازية تلهث بأي ثمن وراء تحقيق مآرب شخصية لا غير، ربما على حساب كرامتها قبل كل شيء. إن الكيفية التي تم بها ترتيب نتيجة الراضي تكشف عن الرتابة الفظيعة التي انتهت إليها الممارسة السياسية. أما عن مبررات تفضيله، فهي تبين بامتياز، أن الحقل السياسي لا يزال غارقا في الميتافيزيقا إلى أخمص قدميه، وإلا فما دلالة تلميع الريادة بأشياء لا تمت بأية قيمة لما يعرف بالتعاقد الديمقراطي. هكذا، سمعنا بأن الرئيس الجديد ـ القديم " تعرفه الدنيا"، راكم علاقات دولية واسعة، والبلد مقبل على تحديات عظيمة، لا تقوم لها قائمة، إلا بتواجده على رأس المؤسسة النيابية.
حتى الأطفال يدركون اليوم، لو قدمنا للعالم غاندي أو مانديلا بل وغيفارا نفسه، هكذا كرمزيات مجردة من القوة السياسية والاقتصادية كمؤشر على درجة حضور المغرب في الخريطة الدولية وما يمثله قياسا لأطراف المنتظم الدولي، فلا أظن بأن أحدا سيعيرنا اهتماما بأي شكل من الأشكال، وقد أثبتت خطة حسن الضيافة وعلاقات الأخوة والصداقة، عجزها عن مسايرة منطق العلاقات الدولية التي لها حساباتها الخاصة، لاسيما إبان الفترات الحاسمة.فهيبة الأشخاص، من قوة شعوبها و إشعاع التراث السياسي والفكري الذي يجرونه من ورائهم، حيث نتساءل عن طبيعة الشرعية التي يتمتع بها راهنا، زعماء الأحزاب، ومنهم الراضي مثلا، هل هي شرعية نضالية ؟ تاريخية ؟ مؤسساتية ؟ انتخابية ؟ إيتيقية ؟ معرفية ؟ أم ماذا ؟ فدعاويهم في هذا الإطار ملتبسة، خاصة اتجاه الأجيال الشابة. وما هي، المرجعية التي تحقق لهم هاته الجدارة الاستثنائية والعصمة مقارنة مع باقي المغاربة ؟
إن التصحر الفكري والسياسي، كما نتفنن في إنتاج آلياته، مرده أساسا إلى الموت السريري الذي دب بين أضلع الأحزاب وبالتالي عجزها عن إرساء بنى ثقافة جديدة، ومتجددة، بإمكانها بناء ديمقراطية حقيقية، تمكن من بعث الحياة في النخب، وإلا فإن الوضع سيزداد تعفنا، ولا تطور ولا هم يحزنون !!
مؤسف حقا، أن نبقى خارج التاريخ، بهذه الصورة المقززة ؟! ماذا بإمكان الراضي وقد وصل إلى مراحل متقدمة من العمر، وبحمولة محافظة جدا، أن يضيفه إلى جهاز تشريعي مشلول تماما، يعاني من أعطاب مهولة ؟ ويفترض فيه كونه البؤرة التي تلتقي عندها كل سبل النهوض بالمغرب.
مع المنظور ذاته، وفيما يتعلق بتسريع وتيرة الزمان، فالحقيقة التي لا غبار عليها تؤكد أن ما يفصلنا عن أوروبا يتجاوز الساعة بكثير إلى ستة قرون كأدنى تقدير، حين استحضار مضامينها نتمثل حقا ما عاشه الأوروبيون من أفكار وثورات لا نهائية وتضحيات وعظماء وعباقرة... بناء عليه، فإن اشتغال مؤسساتنا بالأساليب المعهودة وسواء جاء الراضي أو اختفت الساعة، فالنتيجة سيان، الإخفاق
قد يبدو، أن لا رابطة توحد بين واقعتين مختلفتين تماما ومتباعدتين كليا من حيث المجلى والظاهر، أقصد هنا "انتخاب" عبد الواحد الراضي رئيسا للبرلمان، ثم القرار الحكومي بإضافة ساعة أخرى إلى التوقيت المغربي ابتداء من فاتح ماي إلى حدود ليلة رمضان، حيث تعاد عقارب الساعة إلى وضعها الأولي، بعد أن "أوشكنا" على "التوحد" زمانيا مع أوروبا !! خلال ثلاثة أشهر، ثم ننطوي باستعادة ظافرة لزماننا الذاتي مع مواسم الفولكلور والخطب التلفزية الصنمية، وفق حلقات زمان معتوه ومنفصم، نعيشه فقط باللغة ومع اللغة. هكذا، ينبجس هلال رمضان، وسيتبادل زعماء العرب رسائل التهاني والتبريك حتى نبقى في غنى عن التاريخ وأبعد من القمر، ارتدادا لملايين السنوات، وبقدرة قادر ستتحول مجالس الغناء إلى أخرى لفقهاء نواقض الوضوء والهرولة إلى الصلاة خلف مقرئ يبكينا دموع الوديان والبحار! وستمتلئ القناتين بمضحكين من كل حدب وصوب، يدعون بأنهم يبتغون التخفيف من معاناتنا اليومية مع الأسعار والإدارة والاحتقار والشرطة وتفاهة الواقع وجحيم المستشفيات... . المفارقة المضنية، مع هؤلاء، ستشتعل حواسنا ورؤوسنا بالتيه والغثيان. سيستمر ذاك الوضع ونحن نكابد، وستنتقد الصحافة أيما انتقاد، ثم يظهر حكماء الأمة بلباس أبيض وطربوش أحمر، ليخبروا الجميع بالفرنسية والعربية والدارجة والأمازيغية، من لم يعجبه الحال فملكوت الله واسع. بعد ذلك، يحل الإفطار، وسيتبادل الزعماء مرة ثانية، دعوات العيد كي تظل فلسطين والعراق وكورسيكا...، حصنا حصنا، وأن يقي الغربال وجوهنا من ضربات الشمس وكيد الأعداء، المتربصين بسعادتنا !! ثم تنطلق أحاديث الدخول السياسي، الثقافي، الاقتصادي، الاجتماعي ... وجائزة المغرب للكتاب ولجان دعم الطبخ والفروسية...، وسيعلن أي وزير على أولى صفحات جريدة حزبه، بأنه مستعد كي يضحي بما أوتي من خير ونعيم، ويلتزم بتشغيل كل أصحاب الشواهد في هذا البلد، يكفي أن يمنحوه مهلة حتى تنقشع الغيوم ويهطل المطر، ويصادق البرلمان على ميزانية 2011، أو يحرق (الحريك) نحو فريق برلماني آخر، ليشكل بحفظ الله ورعايته قطبا جديدا اسمه من الماء إلى الماء يدعو في إطاره إلى كل شيء ولا شيء : الديموقراطية، التيوقراطية، الأوتوقراطية، الكليانية، الاستبدادية، الأوليغارشية، الحداثة، الليبرالية، الغوغائية، التمثيلية، ملاعب الغولف والجري وراء الأوهام...، وسيتموضع إيديولوجيا ما بين شرفة البرلمان وبابه الرئيسي، ثم ستبدأ الرحلات المكوكية للسياسي إلى شاشة التلفزة كي يضرب بملء يديه على الطاولة قائلا : "والله ثم والله، الوطن فوق أعيني"، سيصفق الحضور بحرارة مدوية، غير أن صاحب البرنامج، سيستهجن ذلك، فالرجال لا تصفق. يوم 15 شتنبر، ستردد كل النشرات الإخبارية شعارات من قبيل أعظم مدرسة في الكون، والأدمغة النادرة التي أنجبها نظامنا التعليمي جراء مخططات حطمت كل الأرقام القياسية، فهي استعجالية، استباقية، رؤيوية، ارتكاسية، ارتدادية، إلخ، والمدرسة القلب النابض ثم الوزارة التي لا تنام ونحن نائمون. أسبوع بعد ذلك، ستتقاطر بلاغات من طينة مختلفة، تحمل بشرة اكتفائنا الذاتي فيما يخص الأغنام والأبقار وقطيع الماعز، وكذا جودة مراعينا التي تقارب مثيلاتها الهولندية، إلى جانب صرامة الإجراءات الموجهة ضد سماسرة الأكباش، إذن رأس لكل بيت مع تيسير لمختلف التعاملات البنكية من أجل الاستدانة وتقديم القروض بدون فوائد، رحمة بالناس من هزيمة النحر وحتى لا يتحول الواحد منا إلى مجرد طيف مجتمعي بدون زاد ولا سند. صبيحة العيد، ستدعونا مختلف البيانات إلى العناية بالأضاحي المسكينة وعدم تعذيبها، مع الاحتفاظ بالقاذورات داخل أكياس ليس بالضرورة بلاستيكية. وحين حلول نويل 2011، سنسمع عن أرقام مالية فلكية، التهمت هكذا، بجرة إشارة بين جدران غرف تضيئها أشعة حمراء، من قبل مسؤولين تنتفخ أوداجهم طيلة السنة بحديثهم عن الضغوطات والإكراهات والحكامة والهشاشة إلخ، إلخ !! ثم، تمر قطرات للمطر، وتغرق المدن في أوحال نهب أموال الناس...، تلكم هي الدورة البئيسة للزمان المغربي.
طبعا، تساءلت منذ الوهلة الأولى عن التداخل المحتمل بين تنصيب الراضي والساعة الإضافية، إنهما وجهان للعملة ذاتها، يعكسان بناء على ما تقدم دواعي واستدلالات بنية هذا الزمان الذي ننتجه كل آن. فالرجل وبصحبته أغلب ممثلي السياسة عندنا، أصبحوا شيوخا وكهولا قلبا وقالبا. في الحقيقة وحتى لا تمكر بنا المفاهيم، فإن الشباب والشيب، لا يتأسسان على العمر البيولوجي، بل تلك الاحتمالات التي تتضمنها قدرات الفرد وما يميزه من مبادرات وقدرات على الفعل والتأثير، بمعنى قد يبلغ المرء فعلا عقده السابع، لكنه يحافظ دائما على جدة وشباب أفكاره، والعكس صحيح أيضا، شاب بدماغ هرم. ولاشك أن المجتمعات الديمقراطية، نجحت كثيرا في تجذير أسباب فتوة، سياقات ومؤسسات نظام سياسي ومعرفي يحكم الجميع، لذلك فالزوايا والمشيخة تجد فقط مساحات لها في دور العجزة.بينما الأمر يختلف لدينا، فمنذ وعينا بذواتنا، ونحن نستيقظ وننام على نفس الوجوه، وهي تنتقل تناوبا من التعليم إلى الكهرباء فالسمك والخارجية أو الصحة ... لما لا، مع أن تكوين الواحد منهم قد لا يمت بصلة ما، سواء إلى هذه أو تلك، ربما هيأ بحثا جامعيا على وجه السيرة والشاهد، تمحور موضوعه عن البحث في تناقضات وتقاطعات فن الموشحات بين المغرب وسمرقند !! الأسماء عينها، تتبادل المواقع، ولكي تضمن استمرارية اللعبة وتضفي عليها المشروعية، وهي تتقنع وتتلون بخطابات تحاول التقاط معطيات المرحلة، "نخبة" انتهازية تلهث بأي ثمن وراء تحقيق مآرب شخصية لا غير، ربما على حساب كرامتها قبل كل شيء. إن الكيفية التي تم بها ترتيب نتيجة الراضي تكشف عن الرتابة الفظيعة التي انتهت إليها الممارسة السياسية. أما عن مبررات تفضيله، فهي تبين بامتياز، أن الحقل السياسي لا يزال غارقا في الميتافيزيقا إلى أخمص قدميه، وإلا فما دلالة تلميع الريادة بأشياء لا تمت بأية قيمة لما يعرف بالتعاقد الديمقراطي. هكذا، سمعنا بأن الرئيس الجديد ـ القديم " تعرفه الدنيا"، راكم علاقات دولية واسعة، والبلد مقبل على تحديات عظيمة، لا تقوم لها قائمة، إلا بتواجده على رأس المؤسسة النيابية.
حتى الأطفال يدركون اليوم، لو قدمنا للعالم غاندي أو مانديلا بل وغيفارا نفسه، هكذا كرمزيات مجردة من القوة السياسية والاقتصادية كمؤشر على درجة حضور المغرب في الخريطة الدولية وما يمثله قياسا لأطراف المنتظم الدولي، فلا أظن بأن أحدا سيعيرنا اهتماما بأي شكل من الأشكال، وقد أثبتت خطة حسن الضيافة وعلاقات الأخوة والصداقة، عجزها عن مسايرة منطق العلاقات الدولية التي لها حساباتها الخاصة، لاسيما إبان الفترات الحاسمة.فهيبة الأشخاص، من قوة شعوبها و إشعاع التراث السياسي والفكري الذي يجرونه من ورائهم، حيث نتساءل عن طبيعة الشرعية التي يتمتع بها راهنا، زعماء الأحزاب، ومنهم الراضي مثلا، هل هي شرعية نضالية ؟ تاريخية ؟ مؤسساتية ؟ انتخابية ؟ إيتيقية ؟ معرفية ؟ أم ماذا ؟ فدعاويهم في هذا الإطار ملتبسة، خاصة اتجاه الأجيال الشابة. وما هي، المرجعية التي تحقق لهم هاته الجدارة الاستثنائية والعصمة مقارنة مع باقي المغاربة ؟
إن التصحر الفكري والسياسي، كما نتفنن في إنتاج آلياته، مرده أساسا إلى الموت السريري الذي دب بين أضلع الأحزاب وبالتالي عجزها عن إرساء بنى ثقافة جديدة، ومتجددة، بإمكانها بناء ديمقراطية حقيقية، تمكن من بعث الحياة في النخب، وإلا فإن الوضع سيزداد تعفنا، ولا تطور ولا هم يحزنون !!
مؤسف حقا، أن نبقى خارج التاريخ، بهذه الصورة المقززة ؟! ماذا بإمكان الراضي وقد وصل إلى مراحل متقدمة من العمر، وبحمولة محافظة جدا، أن يضيفه إلى جهاز تشريعي مشلول تماما، يعاني من أعطاب مهولة ؟ ويفترض فيه كونه البؤرة التي تلتقي عندها كل سبل النهوض بالمغرب.
مع المنظور ذاته، وفيما يتعلق بتسريع وتيرة الزمان، فالحقيقة التي لا غبار عليها تؤكد أن ما يفصلنا عن أوروبا يتجاوز الساعة بكثير إلى ستة قرون كأدنى تقدير، حين استحضار مضامينها نتمثل حقا ما عاشه الأوروبيون من أفكار وثورات لا نهائية وتضحيات وعظماء وعباقرة... بناء عليه، فإن اشتغال مؤسساتنا بالأساليب المعهودة وسواء جاء الراضي أو اختفت الساعة، فالنتيجة سيان، الإخفاق
ahmad idrissi- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 297
تاريخ الميلاد : 26/10/1989
العمر : 35
الدولة : maroc
المهنة : carelage
المدينة : agadir
رقم عضويه : 2
الدولة :
رد: هذا الزمان المغربي المهترئ
salam
iwa llah yhdi ljami3
khasna nslho ryosna homa lawlin bach ytslah lmojtama3
..........................
bghina kolchi ydkhol hna
https://barc.ahladalil.com/search.forum?search_id=unanswered
iwa llah yhdi ljami3
khasna nslho ryosna homa lawlin bach ytslah lmojtama3
..........................
bghina kolchi ydkhol hna
https://barc.ahladalil.com/search.forum?search_id=unanswered
bogos199- عضو إداري
-
عدد الرسائل : 1206
تاريخ الميلاد : 11/02/1990
العمر : 34
الدولة : المغرب
المهنة : طالب
المدينة : الفقيه بن صالح
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: هذا الزمان المغربي المهترئ
شكرا لك اخي الفاضل على هذا الرد الجميل افكار جيدة لكن لا حياة لمن تنادي...
ahmad idrissi- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 297
تاريخ الميلاد : 26/10/1989
العمر : 35
الدولة : maroc
المهنة : carelage
المدينة : agadir
رقم عضويه : 2
الدولة :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى