فلسفة الأسماء والهويات

فلسفة الأسماء والهويات
" لا تهمني ملامحك، يهمني أن لا أقتل غدرا "

بقلم: محمد العمراني

لا يخفى على الجميع أن الحوار هو نقاش فكري من أجل الإقناع والاقتناع بمسألة أو فعل، وقد يكون هذا النقاش بين الفرد وذاته فنسميه تواصلا مع الذات، وقد يكون بين فردين أو أكثر فنسميه تواصلا بينفرديا أو بينجماعيا. هنا سنأخذ للدلالة فقط قاعدة القدرة المنطقية ( قدرة مستعمل اللغة الطبيعية على اشتقاق معارف جديدة من معرف قديمة عن طريق الاستدلال المنطقي ) لنؤكد على أن فلسفة الأسماء والهويات تتضمن طائلا كبيرا ورائها، وفي الأخير الآراء تحترم ولكل وجهة نظره الخاصة.

لنعد إذن وليكن العالم " جبرييل " بدايتنا في النقاش، إذ يقول: كلما نجحت في تحرير نفسي من سجن التمركز الذاتي، كلما تزايد وجودي في الواقع الفعلي . وقد نصوغ العبارة بشكل آخر أقرب منها بشكل من الأشكال: كلما نجحنا في تحرير أنفسنا من سجن التمركز عند الغير، كلما تزايد وجودنا في الواقع الفعلي. هنا تستحضرني فكرة التوجه المادي في التواصل، أي أن يعتبر المتكلم المخاطَب عبارة عن أشياء أو موضوعات ( التشييء أو التبضيع ) غير آخذ بعين الاعتبار مشاعره وإحساساته وميوله. ويعتقد البعض أنه والي الجميع يحركهم وفق رغباته ويأمرهم بالامتثال فيطيعون. هنا أستذكركم برد سابق لأحد الأعضاء عندما نشرت صورة بالمنتدى تعبر عن مدى التلوث الحاصل ببلادنا، وعنونته كالتالي: إذن أين حق البركاصة ؟ فأجابني قائلا : إن أحسًّك ذلك بالذنب فاجمعه بنفسك ! نفس الشيء نشرت صورا عن مخيمات تربوية كان الجواب عليها: إنكم تمارسون الجنس مع هؤلاء الأطفال ، الدربوكة والرقص وهز الوسط ! ... والعدييييييييييد .

قلت سابقا الآراء تحترم ولكل وجهة نظره الخاصة، لكن الحرية المطلقة كما يقول البعض، مفسدة مطلقة. هنا أجد من بين الحقوق المشروعة أن لا أناقش بعدها شخصا مجهولة الهوية، ليس ذلك رغبة أو حبا في سواد عينيه، بل لكي يعي العالم بأكمله من ذلك الشخص الذي يتصف بذلك الأسلوب. فأترك لأبنائي وصية احترام مغتال والدهم. ولقد كان هذا مثالا مجرد بسيط لم نقصد في طياته الإساءة لأحد فنعتبره مجرد استشهاد فقط. وإلا فالشخص الذي نشر عناوين المواقع الإباحية بالمنتدى تحث اسم مستعار، مفكر، طالب للعلم وإرادته قوية في فعل واستمرار النقاش الجاد ! والواقع أنه طالب والواقع الأمرُّ أنه انتفت فيه شروط التواصل. وتأكيدي هنا سيكون: لو كان هذا الشخص يظهر تحت هوية معروفة لما أمكنته هذه الأخيرة من الإقدام على هذا الفعل، وهنا ما نقصده عندما أدرجنا المقولة السابقة لـ: جبرييل . وإلا فما المانع من نشر كتب أو جرائد بدون أسماء كاتبي ما فيها أو محرريها ؟ أو كالبرامج التلفزية، أو الإذاعية. ولا يخفى على الجميع أهمية السند لدى العلماء المسلمين في الدلالة على صحة ما يروونه أو افترائهم فيه. فإن كانت أفكرانا وما نقوم به تتعرض للإهانة كلما نشرناها في المنتدى ، فالمثل يقول ، لا تلومن الأطفال وهم يرقصون ، مادام والدهم يضرب الطبل . وإن كان البعضقد قرأ عبارة : فقذ الردود المرفقة بهويات أصحابها تستحق النقاش ، فلابد أنه قرأ ا فوقها ، والأكيد أنه استفاد منه ولو بشكل بسيط . اعتدرت سابقا في موضوع للأخ سدراتي ، لم يأتي هذا الاعتدار بأي نتيجة . لنا أن نعيش كما نشاء ، فنحن لم نخلق لإرضاء الجميع . والشاعر يقول : لا تأسفن على غدر الزمان لطالما ... رقصت على جثث الأسود كلاب . عندما أجد أفكاري تناقش فذلك ليس لكونها مهمة أم لا أو من أي مرجع أخدت . بل لكون المتلقي استوعب ما بين سطورها .

أخيرا وليس آخرا:

" لا تهمني ملامحك ولا اسمك، لكن يهمني أن أبارزولا أقتل غدرا فأسمى شهيدا في ساحة المعركة. وإلا فالخاسر هو أنت والرابح هو عبد ربه في كل مواجهة "

فقط الردود المرفقة بهويات أصحابها تستحق النقاش

من طرف tafza الخميس 25 فبراير 2010, 10:12

يا صديقي العزيز هل هدا تحول في المواقف او الاراء او ميول نحو استدراج بعض الاشخاص ،المهم هو ان كل انسان يعبر عن مستواه و افكاره بطريقة تنم عن مدى نضجه او حاجته الى المزيد من التربية و التجربة في الحياة .ان الانسان الذي يجد نفسه محرجا من الافصاح عن هويته ليس الا كونه يفضل ان تناقش افكاره بدل شخصيته ؟؟المهم هو ان تجد من يوليك اهتماما و يناقش ما تطرحه من افكار و الا فستصبح مهملا و يطالك النسيان و تدبل بسرعة ..

فلسفة الأسماء والهويات

فلسفة الأسماء والهويات

رد: فلسفة الأسماء والهويات