الأحلام و الأوهام
صفحة 1 من اصل 1
الأحلام و الأوهام
يعرف العلماء الأحلام بأنها "المسرح الليلي للعقل" حيث تدور فيه الأحداث مع تنوع للأدوار والشخصيات تتخللها الرمزية والصور الغامضة.
ويرى أطباء النفس بأن الأحلام هي الأبواب المشرعة للدخول إلى ذخائر اللاوعي عند الإنسان.
ويبقى مفهوم الأحلام عند علماء الدين لا يعدو كونه رسالة من السماء إما للتحذير وإما للترغيب.
وهذه الأحلام هي ضرورية للإنسان حسب رأيهم لأنها تدعوه إلى مراجعة الذات والتأمل والتفكير والبحث عن معنى الوجود.
فقد كثر الحالمون وكثرت معهم الأحلام فمنها ما هو جميل، ومنها ما هو كابوس مقلق.والحالمون كذلك أنواع، منهم من يستفيق من حلمه لينسى بعده كل أطواره، ومنهم من يستمر في عيش الحلم حتى بعد استيقاظه،
وبعد أن كانت الأحلام كبيرة وعظيمة كحلم الطيران لعباس ابن فرناس، والذي أصبح حقيقة على يد "الأخوين رايت" الذي راودهما نفس الحلم الذي تحوًل إلى واقع معاش. ، أصبحت الأحلام عند البعض تافهة وصغيرة يعتريها السواد.
فقد تحول البحث عن الجديد في العلوم والطب والآداب وعن اختراعات واكتشافات في الآفاق والمجرات، ، إلى نبش عن فتات وبقايا التاريخ وفضلاته ولقيمات مغمسة بخرافات و بقايا الجاهلية لإعادة أمجاد الزوايا والقصور وإغرمان و مدن التابوت الخرساء.
الحلم من منظور سيغموند فرويد:
يعرِّف "فرويد" الحلم بأنه تحقيق مقنع لرغبة مكبوتة فهو لا يعدو في النهاية عن كونه تنفيذاً لرغبة معينة استعصى تحقيقها في الواقع، وتشكل النزعات اللاشعورية الينابيع الأساسية لمادة الأحلام.
فحين ينام العقل الواعي الظاهر ويغفو، يتحرك العقل الباطن ويسرح ويمرح وتظهر على السطح الهارب من الرقابة العقلية الصارمة الخيالات المكبوتة اثناء الوعي وتتحول الى أحلام.
والحلم جميل حين يكون طبيعيا وعاديا ،لكنه يتحول الى وهم قاتل حين يصبح مرضيا.وكنتيجة لهذه الأحلام الموؤودة أصبحت لازمة الأحلام عندنا هي الكوابيس فقط، ولم تعد الأحلام وردية قط ،بل تحولت إلى سوداء و بيضاء و لِمَ لا خضراء حسب الطلب وحسب رغبة الحالمين، .
وكثيرا ما يكون الإنسان في أحلام جميلة ليصحو في الصباح وهو يستمع لصياح "أبرّاح" بأمر من "أمغار" مستعينا بمكبر أصوات الجاهلية الاستهبالية والاستغفالية الهبلاء، وهو يعانق وسادة بالية من مخلفات القرن 18، بعد أن كان محلقا في حلمه الدافىء مع "تارير" الشقراء.
ويقول فرويد في كتاب " تفسير الأحلام" والذي يعد حجر الأساس لعلم التحليل النفسي بأن الأحلام ظاهرة فيزيائية ذات وجود كامل يتولى تركيبها نشاط معقد يجري داخل الدماغ.
وأن القوة المولدة للحلم في رأي " فرويد" ليست نشاطاً عشوائياً يحدث في الدماغ وإنما هي عبارة عن رغبة لا واعية حبيسة في ضمير الشخص الحالم.
ولابد لنا قبل كل شيء من أن نميز بين طبقتين في العقل أولها الطبقة الواعية أو الشعور وثانيها الطبقة اللاواعية والتي يطلق عليها اللاشعور.
إن هذا اللاشعور يشتمل على الرغبات المكبوتة والأماني المستحيلة وجميع المعتقدات أو الأفكار التي لا نجرؤ في الواقع ونحن يقظون بأن نبوح بها أو نعترف بماهيتها لأنها قد تكون مخالفة للعادات والتقاليد والتعاليم الدينية والاجتماعية وغيرها، فهي مختزنة في اللاوعي لدينا منذ الطفولة والتي تبقى معنا إلى الأبد.
وبين هاتين الطبقتين يوجد طبقة يطلق عليها اسم "الرقيب" ووظيفتها تتلخص في الحيلولة دون الإفصاح عما يختزنه اللاشعور أثناء اليقظة، وبالمقابل يضعف دورها أثناء النوم لأن الرقيب ينام ويغفل فتتمكن بذلك الرغبات المكبوتة من الوصول إلى ساحة الشعور وبذلك يصبح المستحيل ممكناً والخيال حقيقة ويتمكن اللاشعور بذلك من الإفصاح عن مكنوناته في غياب القيود والرقابة أثناء النوم.
وقد يحدث في الواقع أن يفصح الحالم عما يختزنه اللاشعور في حالة اليقظة وهذا يؤدي إلى كوارث ومآس على الجميع. ولقد أثبت التاريخ مرارا أن هؤلاء الحالمين الإقصائيين، قد فشلوا وازدادت رغبة الآخرين "الأغبياء" بتحقيق أحلامهم ومهما كان الثمن. وكلّنا يعلم كيف انهارت قصور الخوف، وسقطت جدران" إغرمان"، وتهاوت قلاع "التابوت" التي كانت مهمتها حبس و مصادرة الأحلام وذهبت مع أحلامها و أوهامها الى عالم النسيان.
وهذا ماحصل لبعض الواهمين اللذين شردوا وسرحوا في أحلامهم الخضراء عبر التاريخ، وحين استفاقوا من سباتهم الدهري المديد، اكتشفوا أن الحلم الكبير لم يكن سوى سراب ، واستيقظوا على حقيقة واحدة وهي أنهم في زنازين انفرادية ظلماء و موحشة.
الإمضاء
بقلم حبر جاف .
ويرى أطباء النفس بأن الأحلام هي الأبواب المشرعة للدخول إلى ذخائر اللاوعي عند الإنسان.
ويبقى مفهوم الأحلام عند علماء الدين لا يعدو كونه رسالة من السماء إما للتحذير وإما للترغيب.
وهذه الأحلام هي ضرورية للإنسان حسب رأيهم لأنها تدعوه إلى مراجعة الذات والتأمل والتفكير والبحث عن معنى الوجود.
فقد كثر الحالمون وكثرت معهم الأحلام فمنها ما هو جميل، ومنها ما هو كابوس مقلق.والحالمون كذلك أنواع، منهم من يستفيق من حلمه لينسى بعده كل أطواره، ومنهم من يستمر في عيش الحلم حتى بعد استيقاظه،
وبعد أن كانت الأحلام كبيرة وعظيمة كحلم الطيران لعباس ابن فرناس، والذي أصبح حقيقة على يد "الأخوين رايت" الذي راودهما نفس الحلم الذي تحوًل إلى واقع معاش. ، أصبحت الأحلام عند البعض تافهة وصغيرة يعتريها السواد.
فقد تحول البحث عن الجديد في العلوم والطب والآداب وعن اختراعات واكتشافات في الآفاق والمجرات، ، إلى نبش عن فتات وبقايا التاريخ وفضلاته ولقيمات مغمسة بخرافات و بقايا الجاهلية لإعادة أمجاد الزوايا والقصور وإغرمان و مدن التابوت الخرساء.
الحلم من منظور سيغموند فرويد:
يعرِّف "فرويد" الحلم بأنه تحقيق مقنع لرغبة مكبوتة فهو لا يعدو في النهاية عن كونه تنفيذاً لرغبة معينة استعصى تحقيقها في الواقع، وتشكل النزعات اللاشعورية الينابيع الأساسية لمادة الأحلام.
فحين ينام العقل الواعي الظاهر ويغفو، يتحرك العقل الباطن ويسرح ويمرح وتظهر على السطح الهارب من الرقابة العقلية الصارمة الخيالات المكبوتة اثناء الوعي وتتحول الى أحلام.
والحلم جميل حين يكون طبيعيا وعاديا ،لكنه يتحول الى وهم قاتل حين يصبح مرضيا.وكنتيجة لهذه الأحلام الموؤودة أصبحت لازمة الأحلام عندنا هي الكوابيس فقط، ولم تعد الأحلام وردية قط ،بل تحولت إلى سوداء و بيضاء و لِمَ لا خضراء حسب الطلب وحسب رغبة الحالمين، .
وكثيرا ما يكون الإنسان في أحلام جميلة ليصحو في الصباح وهو يستمع لصياح "أبرّاح" بأمر من "أمغار" مستعينا بمكبر أصوات الجاهلية الاستهبالية والاستغفالية الهبلاء، وهو يعانق وسادة بالية من مخلفات القرن 18، بعد أن كان محلقا في حلمه الدافىء مع "تارير" الشقراء.
ويقول فرويد في كتاب " تفسير الأحلام" والذي يعد حجر الأساس لعلم التحليل النفسي بأن الأحلام ظاهرة فيزيائية ذات وجود كامل يتولى تركيبها نشاط معقد يجري داخل الدماغ.
وأن القوة المولدة للحلم في رأي " فرويد" ليست نشاطاً عشوائياً يحدث في الدماغ وإنما هي عبارة عن رغبة لا واعية حبيسة في ضمير الشخص الحالم.
ولابد لنا قبل كل شيء من أن نميز بين طبقتين في العقل أولها الطبقة الواعية أو الشعور وثانيها الطبقة اللاواعية والتي يطلق عليها اللاشعور.
إن هذا اللاشعور يشتمل على الرغبات المكبوتة والأماني المستحيلة وجميع المعتقدات أو الأفكار التي لا نجرؤ في الواقع ونحن يقظون بأن نبوح بها أو نعترف بماهيتها لأنها قد تكون مخالفة للعادات والتقاليد والتعاليم الدينية والاجتماعية وغيرها، فهي مختزنة في اللاوعي لدينا منذ الطفولة والتي تبقى معنا إلى الأبد.
وبين هاتين الطبقتين يوجد طبقة يطلق عليها اسم "الرقيب" ووظيفتها تتلخص في الحيلولة دون الإفصاح عما يختزنه اللاشعور أثناء اليقظة، وبالمقابل يضعف دورها أثناء النوم لأن الرقيب ينام ويغفل فتتمكن بذلك الرغبات المكبوتة من الوصول إلى ساحة الشعور وبذلك يصبح المستحيل ممكناً والخيال حقيقة ويتمكن اللاشعور بذلك من الإفصاح عن مكنوناته في غياب القيود والرقابة أثناء النوم.
وقد يحدث في الواقع أن يفصح الحالم عما يختزنه اللاشعور في حالة اليقظة وهذا يؤدي إلى كوارث ومآس على الجميع. ولقد أثبت التاريخ مرارا أن هؤلاء الحالمين الإقصائيين، قد فشلوا وازدادت رغبة الآخرين "الأغبياء" بتحقيق أحلامهم ومهما كان الثمن. وكلّنا يعلم كيف انهارت قصور الخوف، وسقطت جدران" إغرمان"، وتهاوت قلاع "التابوت" التي كانت مهمتها حبس و مصادرة الأحلام وذهبت مع أحلامها و أوهامها الى عالم النسيان.
وهذا ماحصل لبعض الواهمين اللذين شردوا وسرحوا في أحلامهم الخضراء عبر التاريخ، وحين استفاقوا من سباتهم الدهري المديد، اكتشفوا أن الحلم الكبير لم يكن سوى سراب ، واستيقظوا على حقيقة واحدة وهي أنهم في زنازين انفرادية ظلماء و موحشة.
الإمضاء
بقلم حبر جاف .
jamil- الحضور المميز
-
عدد الرسائل : 154
تاريخ الميلاد : 06/03/1980
العمر : 44
الدولة : maroc
المدينة : ouarzazat
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: الأحلام و الأوهام
يتساءل بعض الأذكياء عن سر "التشدد وقسوة الردود والصفع المؤلم" الذى نلاحظه هذه الأيام.. والذى لم يعد قاصراً على شخص معين أو على فكر متهور ناتج عن ردة فعل فى تناول الأمور.. وإنما وصل الأمر إلى مرحلة أشبه بالتحول التدريجى فى روافدنا التى مُلأت ربوعها بالمادة الأصلية للسذاجة !.. فما كنا نراه فكراً شاذاً.. أصبح الآن ظاهرة عامة.. وما كنا نتعامل معه (بلا حكمة) على أنه إستثناء للقاعدة.. صار الآن (بجدارة).. قاعدة لا إستثناء لها.
فى الماضى.. كان القوى يحكم الضعيفَ بضعفه وقلة حيلته, وكان هذا تصرفاً مقبولاً لعلاقة تسير بإتجاه الغلبة للقوي, أما الآن, فقد تغيرت المفاهيم وصار الوهم حقيقة.. والحقيقة كصفع على الوجوه..
وربما أصبح الوهم هو الحقيقة الوحيدة.. الصالحة للتعامل مع غيرنا.. من أعدائنا الطيبين! !
فى الماضى.. كان القوى يحكم الضعيفَ بضعفه وقلة حيلته, وكان هذا تصرفاً مقبولاً لعلاقة تسير بإتجاه الغلبة للقوي, أما الآن, فقد تغيرت المفاهيم وصار الوهم حقيقة.. والحقيقة كصفع على الوجوه..
وربما أصبح الوهم هو الحقيقة الوحيدة.. الصالحة للتعامل مع غيرنا.. من أعدائنا الطيبين! !
jamil- الحضور المميز
-
عدد الرسائل : 154
تاريخ الميلاد : 06/03/1980
العمر : 44
الدولة : maroc
المدينة : ouarzazat
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى