ســذاجـــة حــمــاقــة وغــبــاء !

عندما نعتبر الواجب الأخلاقي المعيار الأساسي الموجه لكل فعل أخلاقي، فإننا بذلك ننظر إليه بوصفه فعلا يستمد قيمته من صدوره عن إرادة الفرد وقصديته، وعن وعي واختيار حر. لكن عندما يتحول القيام بالواجب إلى عادة، وتنتفي الإرادة، فإنه سيصبح واجبا تفرضه سلطة قاهرة توجه أفعال الفرد وتفرض عليه ممارسات يؤديها بدون تردد أو تفكير. أي أن الواجب سينقلب إلى إلزام إكراهي شعر الفرد أو لم يشعر به.

إن أية مقارنة بين واجب صدر عن إرادة، وآخر صدر عن العادة المكتسبة من المجتمع، ستبرز أن الفعل الأول يستحق أن يحمل صفة الأخلاقية باعتبار أنه صادر عن إحساس واع بقيمة الواجب، وعن إرادة تحترم القانون الأخلاقي، أما الفعل الذي هو ترديد لعادات وسلطة خارجية، فهو فعل، وإن تطابق ظاهريا مع الواجب، إلا أنه يظل بدون قيمة أخلاقية. إنه فعل آلي لا فرق بينه وبين الذهاب إلى الحديقة أو السوق.

ومنذ ألفي سنة مضت من عمر الزمان، نطق سقراط في اليونان القديمة بكلمات تتضمن أبلغ الحكم : " لست أفعل شيئا إلا أن أطوف بكم لأحدثكم جميعا، كبارا وصغارا على السواء، على ألا تفكروا في أشخاصكم أو في ممتلكاتكم، ولكن ينبغي أن توجهوا كل اهتمامكم، أولا وقبل كل شيء إلى الأهمية العظمى للنفس " .

ذلك ما جعل الفرد يفشل في تحقيق كل ما يسعى إليه يجعله إما يحن إلى ماض كان خاليا من الآلام والمشاكل، أو يتخيل مستقبلا يمكن أن يحقق تمثله للسعادة. لابتعاده عن إدراك قيمة النفس التي تحركه. يجعله هذا التنازل لصالح رأي الجماعة الضابطة في محط سذاجة لا تعتبر لصيقة به كالحماقة، بل مجرد إرهاصات لهذه الأخيرة. يقول أرسطو: " من الصعب على الشخص أن يكون على وفاق الخلق مع أناس كثيرين "، ما لا يشكل عائقا أمامنا، لكن ما ندعو له تفادي ذلك الخلاف بين الفرد ونفسه، والواجب المنوط به في منظومة هذا العالم الواسع. لكي لا نجد البعض ممن يرددون أقوال الآخرين يوضعون في موقف دفاع واستعانة بأفكار الغير لتغطية تلك العيوب التي انبثقت من انتفاء إرادته الشخصية على حساب ما تفرضه عليه ذلك الإلزام الإكراهي الذي تحدتنا عنه.



موضوع الدوافع هو من أكثر موضوعات علم النفس أهمية وإثارة لاهتمام الناس جميعا. ولا تقتصر أهمية معرفة الدوافع على علاج ضروب السلوك المنحرف أو الوقاية منه، بل إن هذه المعرفة ضرورية لكل من يشرف على جماعة من الناس ويوجههم ويجد في حفزهم على العمل. ويقول كانت: " الشخص غاية في ذاته، فهو ليس شيئا، ومن ثم لا يمكن معاملته باعتباره وسيلة. إن الواجب الأخلاقي يفرض علينا دوما معاملة الإنسان بوصفه شخصا، أي غاية ". حينما نذرك قيمة هذا القول ونعي تماما أن الشخص لا يجب أن يعامل بصفته وسيلة، سندرك مدى أهمية آراء الآخرين رغم اختلافها، وبعد ذلك سينم ذلك الإدراك على وعي تام بأن الآخر مختلف عنا رغم ما قد يظهر لنا من تشابه لا في الأفكار ولا في الأفعال. هنا يأتي مفهوم الحرية فهي استقلالية الفرد فكريا وممارسته وعدم الخضوع لإكراه خارجي. والحرية فعلا تدل على الاستقلالية لكنها ليست مرادفة للفوضى، والقانون ليس فقط مجرد منع، بل هو أيضا تحديد لما يمكن القيام به بشكل يضمن حقوق الكل ويسمح بتعايش الحريات. هنا سأعود بمن قرأ مقال سابق قد تم حذفه، إلى أن الفرد الواحد مسؤول أمام الجماعة في أي تصرف يقوم به في هذه الحالة التي يصبح فيها تابعا لا فردا مستقلا أي متوافقا مع الآخرين. فلا حرية إلا بما تسمح به القوانين كما قال " مونتسكيو ".

والحماقة تأتي حينما يتخلص المرء من جلبابه الأبيض الناصع لكي لا يراه أحد في ضوء الشمس. حين يصدر من الشخص شيء لا هو بمقتنع به، ولا هو بمتضامن مع الجماعة التي يؤيدها. وهذه الصفة لصيقة تخرجه من واجبه المنوط القيام به إما بشكل إلزامي وإما بنوع من الالتزام الحر والواعي.



من بين ما جاء به " كانط " : كل كائن عاقل هو كائن يتمتع بحرية الإرادة والقدرة على القيام بالفعل الأخلاقي. ولا معنى للفعل الأخلاقي في غياب الحرية والإرادة. هذه الحرية التي يحاول البعض سلبها ولا هي بحرية أصلا، إنها حقيقة وأصل تابت لا يتغير. هنا يأتي المفهوم الثالث لما نتحدث عنه ( الغباء )، حينما يحاول البعض استدراج حريات الآخرين إلى مجاله الخاص به وإلى رقعة حريته الشخصية لكي يحاول بذلك تزييفها وإلصاق ما تعج به ذاكرته بالآخرين، ليتناسى أن الحقيقة والتي يقابلها العنف كما يقول " فايل " : إن ما يقابل الحقيقة ويشكل آخرها، ليس هو الخطأ وإنما هو العنف. لم يعد مشكلة الحقيقة هو تطابق الفكر مع الواقع وإنما تطابق الإنسان مع الفكر. تطابقه مع الحقيقة التاريخية التي برزت فيها العديد من الأحداث التي يحاول البعض استئصالها من مكمن خطأ طفيف وقع، وهو الاكتراث لما يردده الأغبياء، سواء من هذا الطرف أو ذاك.

جاء في كتاب " الحكمة المجنونة " ( دراسة في الفلسفة البوذية في الصين ) أن طالبا سأل ترونجبارينبوكى قائلا : " تغفو إغفاءة مريحة في هذه الأرجوحة. ثم تقوم باختراق المظهر المريح لهذه الأرجوحة. إذن فأن يتركك ذلك-واقفا على قدميك ؟ ". فأجابه ترونجبارينبوكى قائلا :إنك تجد نفسك على الأرض. وهذه حكمة ليست بالمجنونة إنها الواقع بحد ذاته، حيث يعتقد البعض كما أدرجنا سابقا فيما يرى أن الكلام والسفسطة تنتج الحضارة أيضا ! عكس ما قاله " كروبسي": أن التجارة تنتج الحرية والحضارة " . ولن نردد من جديد أن هذا هو مكمن الغباء في ما يكتبه البعض عن فئة معينة من المجتمع الدادسي بالمنطقة، فهو الغباء بأم عينه.

الحماقة لا تعنى عدم العقل بقدر ما تعنى العجز عن توظيف ملكات النفس لفهم الامور
فقد نجد رجلا يحمل شهادات علمية بيد ان تصرفاته وسلوكياته ومواقفه لا تخلو من رعونة وحماقة
وفى اعتقادى ان الاحمق والغبى لا يعرفان انهما كذلك

أخي العمراني مع كل احتراماتي لهذا المنتدى فنحن هنا أولا للنقاش وليس لتحرير عقود الازدياد ويطاقات التعريف فالافكار ليست لها بطاقات تعريف وليس هناك من أحد ملزم على أن يعطيك اسمه أو رقم بطاقته سوى إذا كنت تريد أن تعرف الجنس الذي يرد عليك أ هو انثى أم ذكر أخي الكريم ان طرحك هذا ليس بطرح أصلا انما هو نزوة من نزوات اللعقلانية التي تريد ممارستها على مرتادي هذا المنتدى فأنصحك وأنصح أخرين من أمثال طينتك والمنادين بهذه الففكرة أن يعيدوا النظر في أنفسهم وأن ينزعوا عن وجوههم تلك الاقنعة التي تآكلت بفعل كثرة الغوغاء يا أخي لا تعيد عقارب الساعة الى عصور الجهل ولا تدع هاته العقارب تلسعك فأنت شاب نشيط وطموح وأطن أن النقاش لم يعد يحتاج الى بطاقة وطنية فنحن هنا نناقش الافكار وإذا كان المنتدى يريد أن يناقش الاشخاص والاسماء وبطاقات التعريف فلا مشكل أن يظيف الى شروط الدخول هذا الشرط وأن يوفر على أمثالك هاته الكلمات والافكار ويتفضل المدير هو بنفسه بطرح هذه الفكرة حتى نكون في هذا المنتدى مجرد كراكيز جوفاء لها أسماء ها الحقيقية فيعود بنا العمراني الى فكرة قل لي اسمك أقول لك بما تفكر أتمنا من سليل الشرفاء أن يعيد النظر فيما يطرح والاشارة فأنا لست أنثى ولست محتاجا لأن أقول لك اسمي ولا هويتي فالنقاش نقاش والاسماء تبقى دائما للتداول فقط ولا تعبر بأي حال من الاحوال عن أفكار الانسان فبهذا الطرح لا أظن أنك وصلت الى الحكمة التي تراهن عليها ولن تصل اليها ما دمت تفكر بهذه الطريقة تسأل عن الاسماء وعن الهويات أرجو ألا تعيد هذا المنتدى بأفكارك الى نقطة الصفر في النقاش .
أتمنى لك مسارا موفق .
تحياتي

بناء على ما أدرجته سابقا ، الردود التي تحمل أسماء أو هويات أصحابها ستقارن بالرد الثقافي البناء . سيدي حسن أوعمر أو أيت عمر ، وهذا هو الشائع وأتأسف إن كان اعتقادي فيما يخص كنيتك خاطئ . نحن لا نناقش أحدا أو لدينا خلاف مع أحد ، إننا نستيقض كل صباح لنعيش حياة جديدة ، والماضي ما هو إلا ذكرى قد ننسى البعض منها وقد لا ننسى ، في اعتقادي البسيط لي الحق في مناقشة أي كان ولي الحق في أن أعطي شروط معينة للمناقشة ، وشرطي الوحيد أن أعرف مع من أناقش ، لأن أفكاره رغم أهميتها أو بخلها لا تعني أي شيء ما لم تقارن بصاحبها الحقيقي . وجهة نظري وأنا حر فيها .
أما فيما يخص النزاع ، فليس هنالك من شيء أعتقد أنه يدعونا إلى ذلك ، ففي بعض الردود أو المواضيع التي أنشرها ، يتم فهمها خطأ ، ويعتقد البعض أنني أقصده هو أو أستشعره بأنه هو ، لكن إنها مجرد أفكار ، لذلك ترون أنني في بعض الأحيان أستعين بأفكار فلاسفة ومنظرين ودكاترة ... لتعزيز أفكاري لا لكوني لا أمتلك إلا غير أفكار هؤلاء . ومن يعتقد أن العلم ينتج من العقل الواحد والمفرد فهو في غيابة جهل يجب أن يتدارك الموقف الذي هو فيه لكي يحقق بذلك توازنا في أفكاره البسيطة .
نحن وفي نهاية الأمر بشر ككل الناس ، نفيد ونستفيد ، ولنا الحق في طرح أساليب خاصة بنا في ظل هذه الحرية المسؤولة بالمنتدى . وهنا أردد وأصرخ قائلا : إن أفكاري وآرائي لا تلزم أحدا لكي يناقشها أو يقرأها ، من رأى أن ما أقوله يناسب مبادئه ، فبها ونعم . ومن رأى غير ذلك فأضن أنه حر في تجاهلها .
شكرا لصاحب الرد المرفق بهويته . رغم لومي لك في نشرك لتلك المواقع الإباحية بالمنتدى ، تحت إسم عضو آخر ( يدبر ) .

السيد حسن أيت عمر يسرد حقيقة طالب لا يرضى الهوان لنفسه ، فإن كنت صفعت الجمال صفعة لم ولن ينسوها . سأترك ما تفعله ليسجله عليك ضميرك . ما دمت تنشر المواقع الإباحية بالمنتدى ، باركا عليك .