نصائح بلا عنوان وإفادة بالمجان

نصائح بلا عنوان وإفادة بالمجان
بقلم: محمد العمراني

الناس يقصدون الحمامات المعدنية، ومع ذلك يعودون من حيث أقبلوا. والمرء بحد ذاته يعود للحدث كما هو دون أن يعتريه أي تغير، فإن لم يكن في المكان كان في الزمان، وإن لم يكن ففي الشكل وإن لم يكن فليغير الإنسان تلك النظرة الدائمة والأحادية للأشياء، سيجدها كل يوم في شكل مختلف. ستكون تلك السترة التي ترتديها في كل يوم أجمل كل مرة مادامت لا ترتبط بنفس الشعور الذي تكونه تجاهها كل يوم.

حاول تجاوزها بأخرى أو تغيرها للأحسن. وإن كنت تحتسي القهوة كل صباح، حاول أن تجرب الشاي بدلا عنها أو حاول أن تجعلها تختلف عن سابقتها في كل ما يخص عدد معالق السكر التي تضعها في الفنجان الواحد، أو غير ذلك الفنجان نفسه، ستحس أنك تحيى كل يوم وكأنك في عالم جديد تطلب أشياء مختلفة. حاول أن لا تعود لمكمن الألم، فالبارحة أصبح في الماضي، فلا تكرره من فضلك.

لا تحاول بل لا تفكر أبدا في الإنصات للمتشائمين في حياتهم، فالبعض ممن يغرقون ولا منجاة لغرقهم لا يحبون الموت لوحدهم، فيجرون وإياهم كل من استمع إلى كلامهم، فكلام الغريق مؤثر ويجب الحذر والتمييز بين الغريق الذي يمكن أن ينجو أو ذلك الميت لا محالة.

إن العلاج لا يمكن أن يكون في النحيب وفي الحنين إلى الماضي، مادام الإنسان يتقدم دائما نحو الأمام. إذن فل يكن الغد حلا لما وضعناه بالأمس، وليس الأمس حلا لما نريده في المستقبل، أو أن نسقط الماضي على الحاضر والمستقبل فنقول على سبيل المثال : " أنا لم يحالفني الحظ مند طفولتي إلى الآن، فكيف سأنجح من هنا إلى المستقبل الذي ينتظرني ؟

كون صداقات أنت مؤمن بأنها مبنية على أساس الثقة المتبادلة، ولا تحاول إلا اختيار الصديق المناسب، المبدع الذي لا يجعلك تكرر أيامك وكأنها شريط سينمائي مصور. ففي كل يوم جديد ، حياة جديدة وعمل منوط بك القيام به .

تذكر أنك معرض للانتقاد والنقد دائما، مادام الناس يقابلونك كل صباح سعيدا أو عبوس الوجه، حزين ومكتئب... تعلم أن تسيطر على مشاعرك كي لا تصل إلى مستوى دنيء جدا، حيث يصبح المرء مستجيبا لكل المؤثرات الخارجية بما تحمله من جمال وقبح في نفس الوقت.

تعلم أن تصبح لديك ثانيتين للإجابة " بنعم " أو " ل " وأن تكون إجابتك صحيحة ومتيقن منها حيث لا تعود عليك باللوم في المستقبل، تدارك أخطائك قبل فوات الأوان واعتذر عندما يتطلب الأمر منك ذلك، ولا تخجل من هذا الفعل. تعلم أن تكسب الآخرين الثقة فيك من خلال تصرفاتك وكلامك معهم ولا تزد على الآخرين همومك ومشاكلك فلكل واحد منهم ما يكفيه منها. ساعد الآخر من دون أن يطلب منك ذلك، وحاول أن لا تكون متطفلا عليه إلا في الوقت المناسب.

تعلم أنك وفي كل يوم تكسب فيه صديقا جديدا، فأنت مطالب بالوقوف إلى جانبه مادام أنه صديق لك وارتضيته كذلك، وإلا فأين تكمن الصداقة إذن ؟

في حالات الحزن والوحدة والغضب حاول أن تفرغ كل طاقتك في شيء مهم أو ممارسة هواية معينة، فتلك الطاقة مغبون فيها الكثير، يسخرونها ضدهم. ولو وصل المرء لأن يجعل هذه الطاقة حليفة له وفي جانبه.. فسيكون بذلك قد زاد على نفسه أسلوبا راقيا في التعامل مع نفسه فلا هو ضار الآخرين ولا لها، بل بالعكس يكون قد حقق أهدافه وأشياء لم يكن ليتوقع حدوثها بتلك السهولة.

تحدث مع الجميع ( أطفال، شباب، رجال، نساء، شيوخ، معاقين، مجانين، مدمنين، مجرمين... ) المهم تعلم أن لكل فئة عمرية واجتماعية لغة وطريقة خاصة في التعامل، إن أتقنت كل واحدة منها عرفت كيف تتسلل إلى قلوب الآخرين بكل سهولة.

ضع لك قيمة أنت أصلا هي، أي كون شخصيتك على أساس يمكن لك أن تعتبرها قيمة لك في هذا الوسط الاجتماعي الواسع. ولا تحاول تكرار شخصيات الآخرين، فأنت مختلف وستضل مختلفا سواء بتكوينك لشخصيتك الخاصة بك، أو بتقليد الآخرين في صفاتهم وأفعالهم وطريقة عيشهم... إذن فل تكن مختلفا وفي نفس الوقت مواكبا لما يجري في هذا المجتمع الكبير والواسع.

كن قدوة للآخرين وتعلم أن تكون كذلك، اعلم أن البعض يعتبرك قدوة له من دون أن تلاحظ أنت ذلك. من هنا ستستطيع أن تمنح لنفسك كل تلك الموهبة والسعادة التي ينقلها منك الآخرون باعتبارك روزا يسلطون الضوء عليه دون أن تشعر أنت بذلك. هنا أدلك على الطريقة السهلة السلسة والمثلى ، تعامل مع الأطفال وستجد نفسك تتغير للأفضل في كل يوم تواجههم فيه.

كن مخلصا ووفيا لمبادئك ولا تغيرها ولو تطلب منك الأمر أن تضل وحيدا طوال عمرك، مادمت مقتنعا بأنها لا تخالف الشرع والدين، ومادمت موحدا ومؤمنا بالله عز وجل، وأعلم أن الله لا يضيع أجر من عمل عملا صالحا وأحسنه.

( وأنا أحلم ذات ليلة، استفقت والساعة الثالثة صباحا وأنا مرتبك جدا، حاولت أن أتغلب على هذا الارتباك، فأخذت قلمي وبدأت في كتابة هذه النصائح، واليوم اخترت لها هذا العنوان، الغريب أنني أستفيد منها كل يوم أعود إلى قراءتها، أتمنى أن تنال رضاكم )

كن مخلصا ووفيا لمبادئك ولا تغيرها ولو تطلب منك الأمر أن تضل وحيدا طوال عمرك، مادمت مقتنعا بأنها لا تخالف الشرع والدين،
لقد اعجبتني هذه الحكمة ولابد من التمعن فيها جيدا وقراءة ما بين السطور لفهمها على الوجه الصحيح والوصول الى تطبيقها في الواقع

طرح رائع وتالق تمتلكه في اختيار المواضيع
تحياتي

من طرف fati17 الأحد 18 يوليو 2010, 06:28

جزاك الله خيرا

نصائح بلا عنوان وإفادة بالمجان

نصائح بلا عنوان وإفادة بالمجان

رد: نصائح بلا عنوان وإفادة بالمجان

رد: نصائح بلا عنوان وإفادة بالمجان