ضمير التسول
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ضمير التسول
فلقد حث الإسلام على الصدقات ، والإنفاق في سبيل الله عز وجل ، قال تعالى : " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون " ، ورغب الإسلام في تفقد أحوال الفقراء والمساكين ، والمحتاجين والمعوزين ، وحث على بذل الصدقات لهم ، فقال تعالى : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين . . . " الآية ، وقال تعالى : " إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله خبير بما تعملون " ، ووعد على ذلك بالأجر الجزيل ، والثواب الكبير ، وقال تعالى : " وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " ، وقال تعالى : " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " ، ولا يخفى على المسلم فوائد الصدقات ، وبذل المعروف للمسلمين ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين ، لكن لا بد أن يعرف الجميع أن المساجد لم تبن لاستدرار المال ، وكسر قلوب المصلين ، واستعطافهم من أجل البذل والعطاء ، بل الغاية منها أعظم من ذلك بكثير ، فالمساجد بيوت عبادة ، ومزارع خير للآخرة ، فالأصل فيها ، إقامة ذكره جل شأنه ، والصلاة ، وغير ذلك من محاضرات ودروس علمية ، قال تعالى : " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبخ له فيها بالغدو والآصال " ، فالواجب على الجميع احترام بيوت الله تعالى من كل ما يدنسها ، أو يثير الجدل والكلام الغير لائق بها ، فليست بأماكن كسب وسبل ارتزاق ، لجمع حطام الدنيا ، لذلك فهي لا تصلح مكاناً للتسول ، ورفع الصوت ولغط الكلام ، كمن يتسول ويسأل الناس من أموالهم . ويحرم أن تكون بيوت الله تعالى مكاناً لكسب حطام الدنيا ، والتمول من أموال الناس . وأقرب ما تقاس عليه مسألة التسول ، مسألة نشدان الضالة ، والجامع بينهما البحث والمطالبة بأمر مادي دنيوي ، فناشد الضالة يبحث عن ماله دون شبهة ، ومع ذلك أمر الشارع الكريم كل من في المسجد بأن يدعو عليه بأن لا يجد ضالته ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد ، فليقل : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا " [ أخرجه مسلم أبو داود ] . أما المتسول فهو يطلب مال غيره ، والشبهة قائمة ألا يكون محتاجاً أصلاً بل إنه يسأل الناس تكثراً والعياذ بالله . فكان أجدر ألا يُعطى نكالاً له . فمسألة التسول مسألة أرقت الأمة اليوم ، وأيقظت الغيرة عند الغيورين ، وكثر فيها الجدل عند الكثيرين ، فلا تكاد تصلي في مسجد إلا ويداهمك متسول وشحاذ ، ويطاردك سائل ومحتاج ، وليس العجب في هذا ، ولكن العجب عندما ترى رجلاً أو شاباً يافعاً وهو يردد كلمات لطالما سمعناها ، ولطالما سئمناها ، فيقف أحدهم ويردد كلمات عكف على حفظها أياماً طوالاً ، وساعات عديدة ، مدفوعاً من قبل فئة مبتزة ، أو جهة عاطلة ، تريد المساس بأمن هذا البلد واستقراره ، وتشويه صورته أما المجتمعات ، إن تلك المناظر المخجلة التي نراها في بيوت الله تعالى ، لهي دليل على عدم احترام المساجد ، وعدم معرفة السبب الذي من أجله بنيت ، ودليل على نزع الحياء ، وعدم توقير لبيوت الله تعالى ، ووضاعة في أخلاق أولئك المتسولين والشحاذين والمبتزين لأموال الناس والآكلين لها بالباطل ، وكم تطالعنا الصحف اليومية بتحقيقات صحفية مع أولئك المبتزين من رجال ونساء ، ولسان حالهم جميعاً يقول : نريد مالاً بلا عمل ، لقد فسخوا الحياء من وجوههم ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " إن لم تستح فاصنع ما شئت " .
إننا في هذا الوقت من الزمان ، الذي تفشى فيه الجهل ، وانتشرت فيه البطالة ، اعتدنا كل يوم وبعد كل صلاة تقريباً على مناظر مؤذية ، ومشاهد مؤلمة ، يقوم بتمثيلها فئة من الشباب المدربين على إتقان صناعة النصب والاحتيال بممارسة مهنة الشحاذة ، وأكل أموال الناس بالباطل ، ولهم في ذلك أحوال وأشكال ، فمنهم من يقوم بتجبيس يده أو رجله أو أي جزء من جسده ، ومنهم من يتصنع البلاهة والجنون ، ومنهم من يدعي الإصابة بحادث أو موت والد أو أم ، أو حصول مرض ، أو ترك ديون ، وتُرك له أخوة وأخوات ، ويقوم برعايتهم ، والإنفاق عليهم ، والدين أثقل كاهله ولا يستطيع السداد ، ومنهم من يفتعل البكاء وقد يجلب معه ابن الجيران أو ابنتهم ليمارس الشحاذة بها ، لاستعطاف القلوب ، وقد يقسم بالله كاذباً أنه لولا تلك الديون ، وعظم المسؤولية لما وقف أمام الناس ، وغير ذلك من الأعذار والأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد من العقلاء .
وكل يوم يقومون بتطوير أساليب الشحاذة ونهب أموال الناس ، بل لقد وصل الأمر إلى بشاعة عظيمة ، وأمر لا يقره دين ولا عقل ، وذلك بوجود فئة من إماء الله من النساء اللاتي يأتين إلى بيوت الله تعالى لممارسة الشحاذة والتسول ، وهذا أمر خطير ، لأن أولئك النساء اللاتي يأتين إلى بيوت الله تعالى ، ويدخلن مساجد الرجال ، لا بد أن تكون الواحدة معذورة شرعاً من أداء الصلاة ، وهنا لا يجوز لها الدخول إلى المساجد إلا لحاجة كالمرور مثلاً ، وإما أن تكون غير معذورة ، ولم تصل مع النساء ، بل تركت الصلاة وأخرتها عن وقتها من أجل أن تجمع شيئاً من حطام الدنيا ، وحفنة قذرة من المال ، وهذا أمر أخطر من سابقه ، لأن تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها حرام وكبيرة من كبائر الذنوب ، بل عدها جمع من العلماء كفر صريح والعياذ بالله ، قال ابن حزم ، جاء عن عمر بن الخطاب ، وعبدالرحمن بن عوف ، ومعاذ بن جبل ، وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم : " أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمداً حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد " . وهنا يظهر أن المتسولات ، يفضلن أكل المال الحرام على الصلاة ، ولا شك أن هذا الأمر قادح في عقيدتهن ، وهنا لا يجوز شرعاً إعطاؤهن المال ، لما في ذلك من إعانة لهن على معصية الله تعالى ، ومن فعل ذلك وقام بإعطائهن من ماله فقد ارتكب إثماً عظيماً ، وجرماً كبيراً .
لما في ذلك من إعانة لهن على الباطل ، وإقرار لهن على المنكر ، وتشجيع لهن على ارتياد أماكن الرجال ، وهناك جمعيات ودوائر حكومية تُعنى بمثل تلك الحالات من المحتاجين ، فاحذروا عباد الله من تلك الفئة من الناس الذين يتصنعون المرض والفاقة ، ويسعون في الأرض فساداً ، فكثير منهم صاحب أموال عظيمة ، وبعضهم يملك من العقارات والأراضي الشيء الكثير ، ومع ذلك لا يتورعون عن أكل المال الحرام . وكل مثبت في سجلات مكافحة التسول ، وفي مكاتب الصحف المحلية .
وكم هم الفقراء والمحتاجين ، الذين نعرفهم ويعرفهم الكثير ، ومع ذلك تجدهم متعففين عن سؤال الناس ، ولا يسألون إلا الله الرزاق ذو القوة المتين ، لأنهم أيقنوا أن الرزق من الله وحده ، وبيده وحده ، فامتثلوا أمر ربهم تبارك وتعالى القائل في محكم التنزيل : " وفي السماء رزقكم وما توعدون " ، ولقد امتدحهم الله تعالى لعدم مد أيديهم للناس أو سؤالهم ، فقال تعالى : " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً . . " الآية . يقول ابن كثير رحمه الله :
الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء من تعففهم في لباسهم وحالهم ومقالهم ، وفي هذا المعنى الحديث المتفق عليه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس المسكين الذي ترده التمرة ولا التمرتان ، واللقمة واللقمتان ، والأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنىً يغنيه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه ، ولا يسأل الناس شيئاً " . [ تيسير العلي القدير 1 / 234 ] .
وهذه بعض الأدلة التي تحرم التسول ، وسؤال الناس من غير حاجة :
فقد ثبت في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم " . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر " .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس : خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه " .
وفي صحيح مسلم عنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به عن الناس : خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ، ذلك بأن اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول " ، زاد الإمام أحمد : " ولأن يأخذ ترابا فيجعله في فيه : خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه " . وفي صحيح البخاري عن الزبير بن العوام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه : خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " .
وفى الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه : أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر " .
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف والمسألة : " اليد العليا خير من اليد السفلى فاليد العليا : هي المنفقة واليد السفلى : هي السائلة " [ رواه البخاري ومسلم ] .
وعن حكيم بن حزام رضى الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال : " يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة ، من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم : فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحداً بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا . وكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيماً إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى منه شيئا فقال عمر : إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم : أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم رضي الله عنه أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي " [ متفق على صحته ] .
وروي عن الشعبى قال : حدثني كاتب المغيرة بن شعبة قال : كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة : أن اكتب إلي شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال " [ رواه البخاري ومسلم ] .
وعن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تلحفوا في المسألة ، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته " ، وفي لفظ : إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس فيبارك له فيه ، ومن أعطيته عن مسألة وشره كان كالذي يأكل ولا يشبع " [ رواه مسلم ] .
اخيرا ينبغي احترام جانب الانسان من الروح والذات واتمنى فهم القضية
إننا في هذا الوقت من الزمان ، الذي تفشى فيه الجهل ، وانتشرت فيه البطالة ، اعتدنا كل يوم وبعد كل صلاة تقريباً على مناظر مؤذية ، ومشاهد مؤلمة ، يقوم بتمثيلها فئة من الشباب المدربين على إتقان صناعة النصب والاحتيال بممارسة مهنة الشحاذة ، وأكل أموال الناس بالباطل ، ولهم في ذلك أحوال وأشكال ، فمنهم من يقوم بتجبيس يده أو رجله أو أي جزء من جسده ، ومنهم من يتصنع البلاهة والجنون ، ومنهم من يدعي الإصابة بحادث أو موت والد أو أم ، أو حصول مرض ، أو ترك ديون ، وتُرك له أخوة وأخوات ، ويقوم برعايتهم ، والإنفاق عليهم ، والدين أثقل كاهله ولا يستطيع السداد ، ومنهم من يفتعل البكاء وقد يجلب معه ابن الجيران أو ابنتهم ليمارس الشحاذة بها ، لاستعطاف القلوب ، وقد يقسم بالله كاذباً أنه لولا تلك الديون ، وعظم المسؤولية لما وقف أمام الناس ، وغير ذلك من الأعذار والأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد من العقلاء .
وكل يوم يقومون بتطوير أساليب الشحاذة ونهب أموال الناس ، بل لقد وصل الأمر إلى بشاعة عظيمة ، وأمر لا يقره دين ولا عقل ، وذلك بوجود فئة من إماء الله من النساء اللاتي يأتين إلى بيوت الله تعالى لممارسة الشحاذة والتسول ، وهذا أمر خطير ، لأن أولئك النساء اللاتي يأتين إلى بيوت الله تعالى ، ويدخلن مساجد الرجال ، لا بد أن تكون الواحدة معذورة شرعاً من أداء الصلاة ، وهنا لا يجوز لها الدخول إلى المساجد إلا لحاجة كالمرور مثلاً ، وإما أن تكون غير معذورة ، ولم تصل مع النساء ، بل تركت الصلاة وأخرتها عن وقتها من أجل أن تجمع شيئاً من حطام الدنيا ، وحفنة قذرة من المال ، وهذا أمر أخطر من سابقه ، لأن تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها حرام وكبيرة من كبائر الذنوب ، بل عدها جمع من العلماء كفر صريح والعياذ بالله ، قال ابن حزم ، جاء عن عمر بن الخطاب ، وعبدالرحمن بن عوف ، ومعاذ بن جبل ، وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم : " أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمداً حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد " . وهنا يظهر أن المتسولات ، يفضلن أكل المال الحرام على الصلاة ، ولا شك أن هذا الأمر قادح في عقيدتهن ، وهنا لا يجوز شرعاً إعطاؤهن المال ، لما في ذلك من إعانة لهن على معصية الله تعالى ، ومن فعل ذلك وقام بإعطائهن من ماله فقد ارتكب إثماً عظيماً ، وجرماً كبيراً .
لما في ذلك من إعانة لهن على الباطل ، وإقرار لهن على المنكر ، وتشجيع لهن على ارتياد أماكن الرجال ، وهناك جمعيات ودوائر حكومية تُعنى بمثل تلك الحالات من المحتاجين ، فاحذروا عباد الله من تلك الفئة من الناس الذين يتصنعون المرض والفاقة ، ويسعون في الأرض فساداً ، فكثير منهم صاحب أموال عظيمة ، وبعضهم يملك من العقارات والأراضي الشيء الكثير ، ومع ذلك لا يتورعون عن أكل المال الحرام . وكل مثبت في سجلات مكافحة التسول ، وفي مكاتب الصحف المحلية .
وكم هم الفقراء والمحتاجين ، الذين نعرفهم ويعرفهم الكثير ، ومع ذلك تجدهم متعففين عن سؤال الناس ، ولا يسألون إلا الله الرزاق ذو القوة المتين ، لأنهم أيقنوا أن الرزق من الله وحده ، وبيده وحده ، فامتثلوا أمر ربهم تبارك وتعالى القائل في محكم التنزيل : " وفي السماء رزقكم وما توعدون " ، ولقد امتدحهم الله تعالى لعدم مد أيديهم للناس أو سؤالهم ، فقال تعالى : " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً . . " الآية . يقول ابن كثير رحمه الله :
الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء من تعففهم في لباسهم وحالهم ومقالهم ، وفي هذا المعنى الحديث المتفق عليه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس المسكين الذي ترده التمرة ولا التمرتان ، واللقمة واللقمتان ، والأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنىً يغنيه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه ، ولا يسأل الناس شيئاً " . [ تيسير العلي القدير 1 / 234 ] .
وهذه بعض الأدلة التي تحرم التسول ، وسؤال الناس من غير حاجة :
فقد ثبت في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم " . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر " .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس : خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه " .
وفي صحيح مسلم عنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به عن الناس : خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ، ذلك بأن اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول " ، زاد الإمام أحمد : " ولأن يأخذ ترابا فيجعله في فيه : خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه " . وفي صحيح البخاري عن الزبير بن العوام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه : خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " .
وفى الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه : أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر " .
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف والمسألة : " اليد العليا خير من اليد السفلى فاليد العليا : هي المنفقة واليد السفلى : هي السائلة " [ رواه البخاري ومسلم ] .
وعن حكيم بن حزام رضى الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال : " يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة ، من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم : فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحداً بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا . وكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيماً إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى منه شيئا فقال عمر : إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم : أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم رضي الله عنه أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي " [ متفق على صحته ] .
وروي عن الشعبى قال : حدثني كاتب المغيرة بن شعبة قال : كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة : أن اكتب إلي شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال " [ رواه البخاري ومسلم ] .
وعن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تلحفوا في المسألة ، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته " ، وفي لفظ : إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس فيبارك له فيه ، ومن أعطيته عن مسألة وشره كان كالذي يأكل ولا يشبع " [ رواه مسلم ] .
اخيرا ينبغي احترام جانب الانسان من الروح والذات واتمنى فهم القضية
يدبر- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 16
تاريخ الميلاد : 20/04/1986
العمر : 38
الدولة : المغرب
المدينة : اكادبر
احترام قوانين المنتدى :
رد: ضمير التسول
جزاك الله خيرااا عل هدا الموضوع المميزجداااا اتمني ان تكون بدايتك في المنتدي بهدا الحماس والنشاط
اياك ان تستسلم لعدم وجود ردود من الاخوة في البداية ولكن حتمااا سوف تجدها في المواضيع القادمة انشاءالله
اجرك عند الله مضاعف انشاءالله
لان دكر الله ورسوله افضل الاعمال في الحياة
شكرااا اخي العزيزيدبر
اياك ان تستسلم لعدم وجود ردود من الاخوة في البداية ولكن حتمااا سوف تجدها في المواضيع القادمة انشاءالله
اجرك عند الله مضاعف انشاءالله
لان دكر الله ورسوله افضل الاعمال في الحياة
شكرااا اخي العزيزيدبر
itri saghro- مستشار اداري
-
عدد الرسائل : 949
تاريخ الميلاد : 24/02/1979
العمر : 45
الدولة : ايت سدرات
المدينة : تملالت
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى