دور المؤسسات التربوية والتعليمية في تحقيق الأمن الفكري
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دور المؤسسات التربوية والتعليمية في تحقيق الأمن الفكري
لا شك أن الحديث عن الأمن الفكري من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية له أهمية كبيرة، ذلك للدور الكبير الذي يقع على عاتق المؤسسات التربوية التعليمية سواء كان في تصحيح المفاهيم أو غرس القواعد الصحيحة في المنطلقات الفكرية، فمن خلال المؤسسات التربوية التعليمية ينطلق أفراد المجتمع يطبقون ما تعلموه في هذه المؤسسات ويمارسون ما فهموه من الأفكار والتوجهات كل في مجاله وعمله الذي يخدم فيه وطنه.
وأول تلك القواعد التربية على مفهوم الوسطية والوسطية خصلة محمودة ونفيسة، لها من المترادفات ما يماثلها ويحاكيها مثل: العدل والاعتدال، والتوازن، والمساواة ، ولا شك أن الحديث عن مفهوم الوسطية يطول ويتشعب، لكن ما يهمنا هو أهمية الوسطية كصفة وخصلة يتم تربية الأفراد في المؤسسات التربوية والتعليمية عليها، ذلك أن تربية الفرد على مفهوم الوسطية في جميع مناحي حياته بدءًا من الاعتقادات والعبادات مرورًا بالأخلاق والسلوكيات والمعاملات، يعتبر من القواعد الثابتة التي تقي الفرد بإذن الله من الانحراف والشطط في أعماله وأقواله.
فمن اصطفاء الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة أن جعلها وسطًا في جميع شؤونها الحياتية، فهذه الأمة وسط بين جميع الفرق والأديان في تصوراتها ومعتقداتها، فهم وسط بين المرجئة والخوارج في مرتكب الكبيرة، وكذلك هم وسط في عباداتهم فلم تتحول عباداتهم إلى رهبانية وتكليف بما لا يطاق، ولا إلى عبادات شكلية من دون أثر وعمل، وهذه الأمة كذلك هي وسط في سلوكياتها وأخلاقها فلم تبالغ في تعظيم القيم والأخلاق إلى حد المثالية ولم تسلب مبدأ الأخلاق في الجوانب الحياتية، وقل مثل ذلك في المعاملات والتربية والحياة الأسرية... وغيرها.
ولا شك أن الجانب النظري في الوسطية جانب مقبول وفيه نوع من السهولة واليسر إذا اقتصرنا عليه في الجانب النظري، لكن الأهم هو تطبيق الوسطية في شؤون الحياة ومستجداتها، ذلك أن الفرد في المؤسسات التربوية والتعليمية قد يكون متأثرًا بطرف على حساب الطرف الآخر، لكن الواجب على المؤسسات التربوية والتعليمية إبراز جانب الوسطية كمبدأ في الحياة، كشأن وسلوك ينبغي ألا ينفك عنه الفرد في جميع أفكاره وتوجهاته، وكذلك يطبق هذا المنهج في قراراته، ويعرض عليه جميع النوازل التي تطرأ.
«وحين يقبض شخص أو أمة على نظرات متوسطة، تجمع بين الانفتاح والانغلاق، والثبات والتطور والمحلية والعالمية، والمثالية والواقعية، فإن ذلك يعني إدراكًا موضوعيًا للكون، والإنسان والمعرفة».
إن تأسيس فهم الشباب على البحث عن الوسط وتتبعه في شؤون حياتهم وفي أفكارهم، سيقيهم بإذن الله التباين وعدم التوازن في الآراء والتوجهات.
وقد يظن بعض الشباب أن الدعوة إلى الوسطية هي دعوة إلى الضعف، والتوسع في المباحات، والبحث عن الأعذار والتبريرات، وهذا لا ريب أنه تصور خاطئ لمفهوم الوسطية.
إن ما ينبغي أن يتم ترسيخه في أذهان الأفراد في المؤسسات التربوية والتعليمية أن مفهوم الوسطية من خصائص الشريعة الإسلامية، لذلك قال الشاطبي رحمه الله «الشريعة جارية في التكليف بمقتضاها على طريق الوسط الأعدل، الآخذ الطرفين بقسط لا ميل فيه.. إلى أن قال فإن كان التشريع لأجل انجراف المكلف، أو وجود مظنة انحرافه عن الوسط إلى أحد الطرفين، كان التشريع رادًا إلى الوسط الأعدل».
عندما يتربى الأفراد في المؤسسات التربوية والتعليمية على منهج الوسط، ويطبقون ذلك على حياتهم وأفكارهم وتصرفاتهم، ويضعون هذا المعيار الهام في أولويات ضبطهم لتصرفاتهم، فإنه بالتأكيد لن يصدر من هؤلاء الأفراد تصرفات وأفكار، وممارسات بعيدة عن الصواب والاعتدال.
تحياتي trahmya
وأول تلك القواعد التربية على مفهوم الوسطية والوسطية خصلة محمودة ونفيسة، لها من المترادفات ما يماثلها ويحاكيها مثل: العدل والاعتدال، والتوازن، والمساواة ، ولا شك أن الحديث عن مفهوم الوسطية يطول ويتشعب، لكن ما يهمنا هو أهمية الوسطية كصفة وخصلة يتم تربية الأفراد في المؤسسات التربوية والتعليمية عليها، ذلك أن تربية الفرد على مفهوم الوسطية في جميع مناحي حياته بدءًا من الاعتقادات والعبادات مرورًا بالأخلاق والسلوكيات والمعاملات، يعتبر من القواعد الثابتة التي تقي الفرد بإذن الله من الانحراف والشطط في أعماله وأقواله.
فمن اصطفاء الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة أن جعلها وسطًا في جميع شؤونها الحياتية، فهذه الأمة وسط بين جميع الفرق والأديان في تصوراتها ومعتقداتها، فهم وسط بين المرجئة والخوارج في مرتكب الكبيرة، وكذلك هم وسط في عباداتهم فلم تتحول عباداتهم إلى رهبانية وتكليف بما لا يطاق، ولا إلى عبادات شكلية من دون أثر وعمل، وهذه الأمة كذلك هي وسط في سلوكياتها وأخلاقها فلم تبالغ في تعظيم القيم والأخلاق إلى حد المثالية ولم تسلب مبدأ الأخلاق في الجوانب الحياتية، وقل مثل ذلك في المعاملات والتربية والحياة الأسرية... وغيرها.
ولا شك أن الجانب النظري في الوسطية جانب مقبول وفيه نوع من السهولة واليسر إذا اقتصرنا عليه في الجانب النظري، لكن الأهم هو تطبيق الوسطية في شؤون الحياة ومستجداتها، ذلك أن الفرد في المؤسسات التربوية والتعليمية قد يكون متأثرًا بطرف على حساب الطرف الآخر، لكن الواجب على المؤسسات التربوية والتعليمية إبراز جانب الوسطية كمبدأ في الحياة، كشأن وسلوك ينبغي ألا ينفك عنه الفرد في جميع أفكاره وتوجهاته، وكذلك يطبق هذا المنهج في قراراته، ويعرض عليه جميع النوازل التي تطرأ.
«وحين يقبض شخص أو أمة على نظرات متوسطة، تجمع بين الانفتاح والانغلاق، والثبات والتطور والمحلية والعالمية، والمثالية والواقعية، فإن ذلك يعني إدراكًا موضوعيًا للكون، والإنسان والمعرفة».
إن تأسيس فهم الشباب على البحث عن الوسط وتتبعه في شؤون حياتهم وفي أفكارهم، سيقيهم بإذن الله التباين وعدم التوازن في الآراء والتوجهات.
وقد يظن بعض الشباب أن الدعوة إلى الوسطية هي دعوة إلى الضعف، والتوسع في المباحات، والبحث عن الأعذار والتبريرات، وهذا لا ريب أنه تصور خاطئ لمفهوم الوسطية.
إن ما ينبغي أن يتم ترسيخه في أذهان الأفراد في المؤسسات التربوية والتعليمية أن مفهوم الوسطية من خصائص الشريعة الإسلامية، لذلك قال الشاطبي رحمه الله «الشريعة جارية في التكليف بمقتضاها على طريق الوسط الأعدل، الآخذ الطرفين بقسط لا ميل فيه.. إلى أن قال فإن كان التشريع لأجل انجراف المكلف، أو وجود مظنة انحرافه عن الوسط إلى أحد الطرفين، كان التشريع رادًا إلى الوسط الأعدل».
عندما يتربى الأفراد في المؤسسات التربوية والتعليمية على منهج الوسط، ويطبقون ذلك على حياتهم وأفكارهم وتصرفاتهم، ويضعون هذا المعيار الهام في أولويات ضبطهم لتصرفاتهم، فإنه بالتأكيد لن يصدر من هؤلاء الأفراد تصرفات وأفكار، وممارسات بعيدة عن الصواب والاعتدال.
تحياتي trahmya
عدل سابقا من قبل trahmya في الإثنين 11 يناير 2010, 17:13 عدل 2 مرات (السبب : أضِف سطر)
trahmya- الوسام الذهبي
-
عدد الرسائل : 580
تاريخ الميلاد : 04/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : ts cttp
المدينة : kelaa m'gouna
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: دور المؤسسات التربوية والتعليمية في تحقيق الأمن الفكري
ان الوضعية الحالية التي أصبحت عليها المؤسسات التعليمية بالمغرب وخاصة بالوسط القروي تطرح أكثر من تساؤل حول مدى توفر أدنى الشروط الأساسية للتدريس, ولابأس أن نذكر بعض الحالات التي توجد عليها بعض المؤسسات والأقسام الدراسية, كانعدام الوسائل التعليمية, فمن المدرسين من يلجأ الى الكتبة على الجدار نظرا لغياب السبورة. ومن التلاميذ من يجلسون على الحصير لعدم كفاية المقاعد, كما نجد فقرا في الوسائل التعليمية الإيضاحية البسيطة فما بالك بالتكنلوجيا الحديثة. كيف يمكن أن نحقق الجودة التي ترمي اليها المناهج التربوية الحديثة؟ وكيف يمكن التحدث عن مدرسة النجاح في ظل الوضعية البنيوية الهشة للمؤسسات التعليمية؟ كيف يمكن أن نتحدث عن الأمن داخل المؤسسة في ظل غياب السور المدرسي لمعظم المدارس القروية؟ وتواجد قاعات دراسية آهلة للسقوط في أية لحظة, يعتقد المشاهد لها أنها حظيرة للماشية. ولا ننسى المساكن الوضيفية الخاصة بالمدرسين والشبيهة بالمقابر في الخلاء في أعالي الجبال, والتي لاتتعدى مساحة معظمها الأربعين مترا مربعا وغير متوفرة على أدنى شروط الأمن
fatima- وسام العطاء
-
عدد الرسائل : 474
تاريخ الميلاد : 29/05/1991
العمر : 33
الدولة : maroc
المهنة : تلميدة
المدينة : ou
رقم عضويه : 36
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى