في بعض الأحيان " الدربوكة " تعلم الأجيال

كالعادة نواجه مشاكل كمؤطرين مع بعض اليافعين بالمخيمات حول قيمة هذه المؤسسات في تنشئة جيل واع مثقف عارف بما ينتظره من مشاكل في المجتمع، عكس ما يعتقده البعض في كون هذه المخيمات الربيعية أو الصيفية مجرد مضيعة للوقت أو أنها مرتع لأبناء سادة الشعب بهذا المصطلح. وهنا يصفنا البعض بما لا تهواه أنفس البعض ممن يعتبرون هذه الطريقة في التربية أكثر فعالية من مثيلاتها لتكوين شخصيات وأجيال تعيش حياتها بشكل عادي سليم وبدون أية مشاكل.

وهنا يأتي دور المؤطر العارف ببيداغوجيات التنشيط التربوي والتأطير السليم، من خلال إطلاعه على عدة معارف منها علم النفس بشكل عام ، والتربوي منه على وجه الخصوص. يقول " وليام جيمس " بدهاء : " إن المعلم في القسم ، والجنرال في حقل المعركة، لا يمكن أن يعودا إلا منتصرين " والفعل التربوي هنا لا يقتصر على المعلم في القسم بل يرقى إلى مستويات أعمق وأكثر فاعلية من هذا الأسلوب البسيط في التنشئة الاجتماعية للفرد ببلادنا. وينبغي للمؤطر الناجح - الذي يقتصر البعض بوصفه " مول الدربوكة " بهذا الاصطلاح - أن يعرف بالدوافع الاجتماعية أو الثانوية أو المكتسبة لدى الطفل : الحاجة للأمن ، الحاجة للمحبة ، الحاجة للتقدير ، الحاجة للنجاح . وهذا كله لا يتوفر في الغالب في الأمهات باعتبارهن المدرسة الأولى لتربية الأطفال واليافعين بالأسر الأكثر تعلما ومعرفة.

ويطرح " سنيكر " أننا يمكن أن نرى في مسؤولية المربي عملا للبناء ينصب على السلوكات وليس على كيان ما يسبقها . وكيف بالمربي الذي ليس آهلا بهذه المهمة بتسيير أمور أكثر من 300 طفل في مرة واحدة ؟ هل يعتقد البعض أن " الدربوكة " هي السبب في ذلك ؟

في الحقيقة لصعوبة المهمة المنوطة بنا نواجه الكثير من المشاكل في عملنا من قبيل التعرف السريع على الصفات المختلفة للشخصية ( الخجل ، التفكير والأناة ، الاكتئاب ، القلق الانفعالي ، الاستهتار ، النشاط العام ، العصابية ... ) والكثير من السلوكات المختلفة للأطفال أو اليافعين الذين نقابلهم في هذه المخيمات، ويكون دورنا التعامل مع كل فرد على حسب هواه وشخصيته وما تتصف به من محاسن وعيوب. والشرط الجزائي أنه لا ينبغي لك أن تنفعل أو تبدي أي سلوك مشين أمام هؤلاء الأطفال وذلك لفترة تصل إلى 15 يوم من الأنشطة المتواصلة والمتجددة في كل ساعة من الزمن. هل يعتقد البعض أن " الدربوكة " هي السبب في ذلك ؟

لنصل إلى دور التواصل في هذه المهمة، فالمخاطب طفل، والرسالة تربوية، والمخاطِب مؤطر ينبغي أن تتوافر فيه العديد من المميزات - التي سنختصرها بعد قليل في نقاط بسيطة - فالتواصل أهم شيء في المسألة، إذ الميزة الغالبة على الفعل التربوي لدى مؤطري المخيمات هي الجرأة الفائقة والتغاضي عن كل الأمور التي قد يعتقدها البعض مشينة لقيمة المرء، فأحيانا يكون ملزما عليك أن تقبل حيوانا متسخا لكي تؤكد للأطفال على طيبوبته وأنه ليس بمتوحش، والأمثلة كثيرة في هذا الجانب مما يعيشه المؤطرون التربويون ويرتضونه لأنفسهم كونهم يعون كل الوعي بما يلعبونه من دور في التنمية الشخصية لأفراد هذا المجتمع المختلة قوانينه وأنساقه ومظاهره. ويعتقد البعض أن " الدربوكة " هي السبب في ذلك ؟

- أن ترتضي مهنة التأطير التربوي .

- أن تكون عارفا بأساليب التربية .

- أن تكون قادرا على التماسك وعدم الانفعال .

- أن تكون عارفا بأساليب علم النفس.

- أن تكون قدرا على الإبداع والتميز والتجديد في كل أمور التنشيط التربوي.

- أن تكون ملما بجميع مجالات المعارف ( فالطفل يسأل ويبحث عن الإجابة الصحيحة ).

- أن تتميز بعدة مواهب تخول لك التعامل مع كل مواهب هؤلاء الأطفال.

- أن تكون مرشدا وقدوة لهؤلاء الأطفال.

- أن تواصل عملك دون انقطاع ، وتصبر على كل المشاكل التي قد تعترضك .

- أن ... أن ... أن ....



بل " الدربوكة " أكثر قيمة من بعض الأشخاص الذين لا يقدمون لهذا العالم إلا شيئا واحدا ، السفسطة ، وعندما تحضر العملية التربوية ونواجه أطفال محرومين من أبسط حقوق الطفولة ، يكون ذلك أكبر وأعلى قيمة من مجرد حزب أو جمعية أو منضمة أو جماعة أو أفراد ... يكون الأمر متصلا بشريان تربوي اسمه الإنسانية ، وهذه هي الخصلة المفقودة في من يعتبر المؤطر التربوي مجرد قار طبول في أزقة وشوارع مدن مليئة بضجيج وسائل النقل والمصانع .

في كلمة أخيرة، يقول لي أخي في صغري دائما: من خلق في هذا المجتمع، ولم يغير أو يستفد منه شيء. فأولى له أن يموت خير من التسكع في أفكار الآخرين. يتصفحها ليل نهار لا يعي ما يقرأ ولا هو بالقادر على المجاراة، فيكون أسلوبه الدائم في الرد التلاعب بالكلمات وكأن العلم في جعبته يفيض من كثرته.

كلما دكرنا الدربوكة إلا وتدكرنا ذلك الفن الجميل الذي يرافقها، "فن الرقص".

أتفق معك أخي العمراني على أن الدربوكة تعلم الأجيال فهي إكتشفت مواهب خالدة منها من فارق الحياة ومنها من لاتزال الدربوكة تحرك جسده الرشيق.

في أيامنا هذه أصبح الضرب على الدربوكة أحسن وأسمى قيمة من الضرب على الورق أو الضرب على لوحة مفاتيح الكمبيوتر.


فلو قارنّا بين الدربوكة و الكتابة سوف نخرج بالإستنتاجات التالية.

الضرب على الدربوكة على وزن وحدة ونص و التي تصاحب إيقاعاتها الألحان و الأنغام ، تحرك الوسط وتهز أطراف المستمع، وغالبا ما يصاحب هذه الإيقاعات الرقص الذي تعتمد فيه الراقصة على إبراز جمال جسدها، وإثارة الإعجاب بمفاتنه المخبوءة، ومخاطبة نوازع الغريزة وتهييجها ..

أما صاحب مهنة الكتابة فهدفه الوصول إلى إظهار محاسن فكره وإبراز مفاتن وجمال عقله .. ولكن كثيرا ما يضلّ سواء السبيل فيخرج بنفايات الأفكار وضلالات العقول وقبائح المناهج والتصوّرات .. وترويجها تحت شعارات الفضيلة والأخلاق والشرف والحوار الأكاديمي .. فتكون الرقاصة التي ترقص على إيقاع الدربوكة خيرا من الكاتب المضلّل وأشرف منه وأطهر ،والسبب هو الدربوكة.. لأنها تظهِر جمال الجسد بدون تزوير أو تصنّع أو مخادعة .. .
والله جميل يحب الجمال


تحياتي

في الواقع يستخدم الأفراد المقارنة ليس فقط من أجل تقييم أنفسهم وما وصلوا إليه من مستوى ( هز الوسط، والرقص الشرقي ) بل يتعدى الأمر ذلك بكثير فهناك أهداف أخرى للمقارنة تظهر في استخدام الناس للمقارنات، من أجل التدليل على ما يتصفون به من خبث وأمراض عقلية ومكبوتات دفينة أو لمجرد الإحساس بالتكيف مع الظروف المحيطة. فقد ذكر " براون " وآخرون أن هناك تأثير التماثل أو التشابه. والمثل القائل " قل لي مع من تمشي أقول لك من أنت " .

وفي هذا الحدث والرد للأخ، عِوض المقارنة بشكل إيجابي كان كل ما لفت انتباهه هو الرقص و ( هز الوسط ) باعتباره فنًا كما ذكر. والجميل أننا لا نحلل من أجل التحليل فقط بل للدلالة على المستوى الذي وصل إليه البعض في طريقة تجاوبهم مع ما بين السطور التي يقرؤونها.

هنا تماما ما توصلت إليه " ماري جودا " من أن غياب الصحة العقلية الإيجابية يرتبط بالتعصب، بمعنى آخر " أن المتعصب يعاني من نقص في الصحة العقلية، التي لا تعني أنها المعاناة نفسها من اضطراب عقلي " أي أنها ترتبط مثلا بما جاء سالفا ، أي الاستدلال بالصبار للدلالة على الحرير .

لن أطيل في هذا فلي موضوع خاص في هذا الجانب وهذه النوعية من الردود . سيأتي تحت عنوان : تعلم كيف ترد على ما لا يعنيك .



شكرا للأخ عين العقل على وجهة النظر اللطيفة ، ولعل الدور الكبير الذي يلعبه المؤطر التربوي في المخيم ، ينطبق على شخصيتك في المنتدى ، فبمقدورك التفريق بين معظم أنواع الشخصيات وصفاتها بهذا المنتدى . شكرا لك .

يا سلام الدربوكة تعلم الأجيال!!!!!!

هل من الضروري أن يجامل الإنسان أوبمعنى أصح أن ينافق كي يكسب ود و رضا من حوله؟


هذا النوع من الردود هو أكيد جديد عليك، إنه فن لا يجيده إلا القلة، يعتمد على سرعة البديهة وعلى التلميح دون التصريح،

,إنها السخرية، فهذا النوع من الكتابة ليس مجرد عبث أجوف أو خبث كما تدعي الهدف منه الضحك و الإستهزاء بالأشخاص بل بالأفكار التي يأتون بها.


أنا لست سفسطائيا، لأنني أعي ما أقول و أكتب، و هذا الإتهام قد سبقك إليه أحد الأعضاء عندما تبين له أن أحد الأعضاء الآخرين كانت كتاباته مجرد سفسطة. أنظر الأرشيف.

وأنا لست متعصبا يا أخي كما قلت، بل كتاباتك هي التي فيها نوع من التعصب و محاولة إثبات الذات والأنانية.
بالمناسبة فأسلوبك في الكتابة قد تحسن شيئا ما بالمقارنة مع الماضي، فالثلاتة أشهر التي قضيتها في الجامعة لم تخرج منها خالي الوفاض فقد عبّأت رصيدك بمصطلحات جديدة و أصبحت تستشهد في كتاباتك بفلان و فركلاَن، وهذا شيئ جميل.

فمزيدا من الإبداع و العطاء و مزيدا من السخرية، فإبداعاتك مادة دسمة.

يا سلام الدربوكة تعلم الأجيال!!!!!!

تحياتي

والأكيد أننا لم ترى أي دليل يتبث بأننا نستعمل الدربوكة لأغراض أخرى غير التربية . المهم أين البديل والتحدي الذي بدأت أرفعه الآن أمام هؤلاء وأفتخر بكوني مؤطر تربوي ، هو أن يأتينا أحد ما بصورته أمام أطفال يقوم بتأطيرهم .
وهذا أصعف الإيمان .
والأكيد أن البعض الذي لا يمكنه ذلك سيقول بأنني أفتخر عليه من جديد .

ردي هدا خاص بأصحاب الأراء الفارغة الذين ينتقدون الأخرين فقط لمجرد النقد ففي الوقت الذي يجب فيه علينا تشجيع الإبداع الثقافي خاصة في منطقة مهمشة سياسيا و إقتصاديا و ثقافيا كدادس تضهر هذه الفئة لتحط من قيمة الجهود الرامية إلى فك العزلة عن منطقتنا ولا يكتفي هاولاء بانتقاد المساهمات الإبداعية
أأأأأأأأأأأأأأأأأ+
tanmmirt