السوسيولوجيا العمرانية
صفحة 1 من اصل 1
السوسيولوجيا العمرانية
السوسيولوجيا العمرانية
بقلم: محمد العمراني
بقلم: محمد العمراني
في الآونة الأخيرة بدأت تتعالى أصوات منددة بما قد مسها من ضغينة من فئة مجتمعية كان لها ما كان في منطقة تعايشت فيها العديد من الحضارات بسلام عرفها " البورت " بأنها عبارة عن محاولة لفهم وتفسير تأثير أفكار الآخرين ومشاعرهم وسلوكهم بوجود الآخرين الفعلي أو المتخيل. وللرد على هذه المواقف يتطلب الأمر شيئا بسيطا عزيزي القارئ أن تحاول الاستمرار في القراءة لحد النهاية ، وربط كل كلمة بقرينتها لكي نصل سويا إلى نتيجة مشتركة يتصف بها هؤلاء، نظر إليها " هوبز" على أنها أنانيه نفعيه ويجب أن تقمع وتراقب عن طريق الجماعة حتى يستطيع الناس العيش في سلام.
رغم أن ما تتصف به النفس البشرية من صفات حميدة كانت السبيل الوحيد لتحدي كل العوائق التي تواجهها في طريقها نحو ما تطمح إليه كما قال " جان جاك روسو" حيث يرى أن الإنسان في حالته الطبيعية طيب القلب برئ النفس . إلا أن الرد على أمثال هذه الأصوات بدأ يتطلب قليلا من التمادي لإقناع أو اقتلاع هذه الأفكار الخبيثة التي تروج في أدهان ملأتها المعايير الاجتماعية الخبيثة التي هي - نتاج اجتماعي - لم يولد الفرد مزودا بها بل انه يتعلمها نتيجة لظروفه البيئية وطبيعتها مما يجعلنا نقرر بسهولة أن تلك المعايير الاجتماعية ليست إلا أشياء خارجية بالنسبة للفرد ولا يستطيع هؤلاء أن ينعموا بالاستقرار والهدوء في مجتمعهم إلا إذا امتصوا هذه المعايير واعتبروها جزءا من كيانهم. وهذا ما ينبغي معالجته في الحقيقة، وهو مكمن الأزمة لديهم. فمن المحتمل أن ينجرف بعض الأفراد بسهوله لهذه المعايير الاجتماعية لإدراكهم لعدم توافر هذه الضغوط، وينصاع البعض الآخر لإدراكهم ضغط الجماعة عليهم. وتتكون هذه الأفكار في حالة تمسكهم بمواقف لا جدوى لهى وتظهر عندما تتكون هذه الأفكار حول موضوعات هامشيه للأفراد وتكون سطحيه. هنا يظهر لنا ما تحدث عنه " شريف " و " كابل " حول نظرية الصراع الواقعي المدرك أو التعصب . ويضيف " شريف " ( أنه لو كانت هناك جماعتان لهما نفس الهدف نفسه، وأن جماعة منهما كانت مصدر إحباط للأخرى، فمما لا شك فيه أن التعصب والعدوان داخل الجماعة سيكون أمرا حتميا ). وهذا ما يجعل هذه الأصوات تغرد بين الحينة والأخرى على عدم اتفاقها معنا في مواقف هي أصلا ذات هدف واحد أوحد. بيد أن " كاردويل " أشار إلى هذا عندما اعتبر الثقافات التي تشيع في المجتمع تحدد من الذي يصبح كبش فداء ، جماعات معدة ومؤهلة اجتماعيا لأن تكون هدفا للتعصب حتى قبل حدوث التعصب نفسه. وهذا ما لا يجعلنا قلقين فيما تخطب به أفواه البعض من هؤلاء فنحن طبيعيا مستهدفون لا محالة.
والمزعج في الأمر وحسب نظرية - التعلم الاجتماعي - فهؤلاء يتعلمون بصورة عامة الكثير من أنماطهم السلوكية عن طريق مشاهدتها عند غيرهم وتسجيلها في عقولهم على شكل أحداث حسية أو استجابات رمزية يستخدمونها إما في تقليد السلوك كما لاحظوه، أو في الحصول على المعلومات التي تمكنهم من إتيانه في مواقف أخرى، كما كتب كمال إبراهيم مرسي سنة 1985. هنا نستشف أن ما يردده البعض ليس إلا كلاما ببغاويا مكررا إما لفظا أو عن طريق سوء فهم وتلفيق لما أتى به أقرانهم أو سابقوهم في هذا النمط العجيب من العيش في الحياة. حيث يكون احتمال خفض التعصب كبيرا عندما تكون فرصة الأفراد سانحة للتعبير عن آرائهم بدلا من اقتصار ذلك على أفراد قليلين ( Gergen & Gergen , 1981 ).
وأوضحت دراسة ل " بيردو" وآخرين أن مجرد استخدام ضمائر جماعية مثل ( نحن – ملكنا ) (هم - ملكهم) يعتبر سببا كافيا لحدوث التحيز للجماعة الداخلية فالعلاقة بين التصنيف والتحيز للجماعة الداخلية تتضمن دليلا يؤثر في الدلالة السيكولوجية للتصنيف هو أن الصراع بين الجماعات يزيد في التحيز. ويقول " فستنغر" : عندما لا تتوافر وسائل تقييم الذات الموضوعية نسعى إلى تقييم آرائنا عن طريق المقارنة مع الآخرين.
في اعتقادي، أن إعادة التفكير الضرورية هذه في هذا المشروع السوسيولوجي لابد من التطرق إليها لتقنين ما بدأ يشيع في هذا الوسط المختلط الذي ينحوا فيه البعض سياسة الأرض المحروقة، لقطع دوابر الآخر المختلف عنه بأي ثمن. فالضعف الكامن الأصيل في شخصية المحتالين تجاه أفكار عامة تخص الجميع لديهم رغبة عارمة في القوة والسيطرة على الآخرين لإنكار هذا الضعف، ويحاول المحتال النصاب أن يجعل من ضحاياه موضوعا يتصرف فيه كيفما يشاء، فيذله ويستعبده ويبث فيه الألم من خلال استلاب آرائه، ما يحقق الشعور بالسعادة والنشوة، وهو شعور سادي يعبر عن ميل الذات إلى أن تكون سيدا مطلقا على الآخرين نتيجة الإحساس بضعف الأنا . فتأتي خطابات قص الأظافر والتهديدات التي لا تزيد إلا التشبث بالآراء ، وننصح هؤلاء بأسلــــوب السيسودراما : ويتهم هذا الأسلوب بقيام فرد من الأفراد بتمثيل أو تقديم شخصية لها مميزات معينه ويقوم الأفراد الآخرين بتحديد معرفة هذه الشخصية ففي هذه العملية تتاح الفرصة للأفراد لملاحظة سلوكهم في عيون الآخرين كذلك مراجعة النفس واستقراء الخبرات السابقة والاتجاهات حيال بعض المواقف والأفراد. هنا سأعود للرد السابق للعضوة: amouna-amoura على ما قيل عن السوسيولوجي الذي كان يعنى به ( أنا ) .
إن هذا اتهام تافه، وذلك من باب أولى لأن هؤلاء هم الفقراء الكادحون الذين أثنى عليهم سميث ، وما تحدث عنه " حنة إرندت " وهو أنه ليس هناك مفكر على الإطلاق، ورد الإنسان إلى حيوان مثابر مثلما فعل " ماركس " تماما . فكما يرى " كروبسي " أن التجارة تنتج الحرية والحضارة ، فالبعض يرى أن الكلام والسفسطة تنتج الحضارة أيضا !
هنا تماما نحيل الجماعة المتحدثة إلى مجلة البحث العلمي ( مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية ) صفحة 46، للإطلاع على موضوع بعنوان: أهمية التربية ما قبل المدرسية في تكوين شخصية الطفل.
- نصيحة:
( الإنسان وحده -من بين المخلوقات – يتمتّع بإمكانية تطوير سلوكه المكتسب ونقله بالتعلّم، وأنّ نظمه ومؤسّساته الاجتماعية، تتّصف بالتنوّع وبدرجة من التعقيد أكبر ممّا تتّصف به الأشكال الاجتماعية لأي نوع آخر من أنواع الحيوان ).
فل يرقى البعض بأنفسهم للوصول إلى مستوى الإنسانية، فالعودة للتاريخ أحيانا تجعل المرء متوحشا حتى تتغير طباعه ليصل إلى طبيعته البدائية – الحيوانية – وهذا ما نأسف من أجله ونستيقض في منتصفات الليالي باكين على حال أصاب أمتنا ولازالت تعاني جراحها من جراءه. وهذا هو المدخل الوحيد الذي اعتمدناه عندما داومنا على التحدث عن المبادئ والأخلاق كرهان جديد لإصلاح ما يمكن إصلاحه مما فسد في مجتمع لا حول ولا قوة إلا بالله في تغييره.
- ملاحظة:
لأن الكل بدأ يتحدث عن علم الاجتماع ومعرفتهم به ، فلا داعي للتحدث عن المراجع التي لا ننكر أننا نستمد منها معرفتنا البسيطة بالأشياء، فالبعض مصيب في تحدثه عنا بكوننا أكاديميين فنحن كذلك ولا جدال في الأمر.
محمد العمراني- المتطوع المساعد
-
عدد الرسائل : 737
تاريخ الميلاد : 16/04/1988
العمر : 36
الدولة : المغرب
المهنة : طالب ، مؤطر تربوي ، تقني إعلاميات
المدينة : قلعة أمكونة
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى