أنفلونزا الخنازير والوباء العالمي
+2
itri saghro
dodo
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أنفلونزا الخنازير والوباء العالمي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد –
ونحن نتابع ما تمخض عنه ملف الوباء الجديد المرعب ( فيروس أنفلونزا الخنازير )، تطالعنا تقارير عدة أوساط علمية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية (l’OMS )، تشرح فيه وتذكر بأنه يجب الاحتفاظ بحالة من الترقب واليقظة من هذا الفيروس الجديد، وعدم الاطمئنان لخطر هذه السلالة الجديدة، خصوصاً مع قدرة هذا الفيروس على التحول والانتشار كما حصل مع وباء الخنزير( الاسباني ) سنة 1918، كما أن تصاعد درجة انتشار هذا الفيروس في العديد من البلدان ( انظر الجداول 1-2 بتاريخه )، لا تترك مجالاً للاطمئنان التام!؟
كما وصرحت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية (مارغريت تشان) في لقاء صحفي أجري معها بتاريخ ( 4/5/2009)، أن المنظمة تعد وتهيئ الجميع للاستعداد في آخر المطاف لدرجة 6 من مستوى خطر الفيروس على مقياس سلم ( 6 درجات )، كما شرحت بأن هذا لا يعني أننا نقترب من نهاية العالم، ولكنها إشارة إلى السلطات المحلية في جميع إنحاء العالم للأخذ بكل تدابير الحماية اللازمة، وأن توضع موضع التنفيذ.
كما وقد أعلنت المنظمة أن لا خوف من تناول لحوم الخنازير إذا تم طبخه فوق درجة 70، ولكن في تقرير علمي سابق أعلن (Jorgen Schlundt) مدير إدارة السلامة بمنظمة الصحة العالمية أنه لا يسمح في أي حال من الأحوال الاستهلاك البشري للحوم المريضة (الخنازير)، تفادياً لأي مضاعفات، ولاسيما إذا كان الفيروس جديد، ولم يتوفر بعد للخبراء الوقوف على كل تركيبته الفيروسية ومخاطره، كما وتذكر الآن بعد المواقع العلمية لديهم أنه يستحسن الابتعاد عن تناول لحم هذا الخنزير المشبوه تعرضه لهذه السلالة الجديدة من الفيروس تفادياً لأي مخاطر غير محسوبة، وذلك بعد تصريح من منظمة الصحة العالمية أن ليس من المستحيل مقاومة هذا الفيروس الجديد لعملية التجميد الاعتيادية للحوم المذبوحة وبقائه في لحم ودم الخنزير، ولذلك وجب تفادي تعاطي هذه اللحوم المشبوهة على سبيل الاحتياط ( انظر نص المقال العلمي ).
نص المقال العلمي : منظمة الصحة العالمية تصرح( على سبيل الاحتياط ) يجب تفادي تناول لحوم A H1N1 الخنازير المشبوهة وإصابتها بفيروس
بعد هذا الذي طرحنه من معلومات ومستجدات، فإن نص مقالنا الحالي يأتي كرد على العديد من التساؤلات والاستفسارات، التي توصلنا بها من الإخوة والمهتمين، كرد فعل خير وكبير، على ما طرحه المقال الأول (فيروس أنفلونزا الخنازير)، من معلومات مهمة، وخطر هذا الحيوان ( الخنزير ) في نشر هذا الفيروس، وكونه بيئة ( بيئة محفزة) لظهور أنواع جديدة من الفيروسات الأنفلونزا، وكذا قدرته على عبور حاجز جميع الأنواع.
ولعل السؤال الأهم الذي استحوذ على اهتمام الجميع، قولهم ( لقد ظهر قبل هذا وباء أنفلونزا الطيور، وجنون البقر ..وغيرها) فما الفرق بين هذه الحيوانات ووباء الخنزير حاليا؟ وأين تتشكل خطورة هذا الحيوان ( الخنزير ) الذي حرمه الله علينا لعظيم خطره ورجسه ووبائه؟
والحقيقة فإن هذا السؤال ذا أهمية كبرى، فإضافة على ما يعلمه الجميع من خطر الأوبئة التي يختزنها هذا الحيوان في جسمه ومحيطه (سنأتي على ذكر نماذج منها هنا )، فإن وبشهادة العلماء والخبراء الآن الخنزير يشكل لمربيه في( الحظائر )، وآكله والمتعايشين معه، وفي محيطه، خطراً كبيراً قائماً في كل وقت وحين، وسنأتي على بيان كل هذا من خلال هذه السطور.
ونقترح كبداية أن نعرض نماذج الأمراض الفتاكة لهذا الحيوان ( الخنزير ).
نماذج من بعض الأمراض والفيروسات الخطيرة التي يحتويها جسم الخنزير:
خنزير أصيب بورم schwannomes
1- أورام schwannomes (الورم العصبي الليفي في الخنازير)
في حادثة نادرة (سنة 2003 ) ثم اكتشاف إصابة عدد من الخنازير بمرض جديد، سببه أورام schwannomes، وهي أورام تصيب عدة حيوانات، ويمكن أن يصاب بها الإنسان في ما يعرف بمرض (maladie de Von Recklinghausen)، وهي أورام حميدة لدى الإنسان، ولكن الأمر عند الخنزير يختلف!! حيث عند ظهورها لأول مرة انتشرت بشكل سريع لدى كل باقي القطيع، وتحولت إلى شكل خراجات كبيرة متقيحة ( تعدت مساحاتها 30 سنتمتر )، والأخطر أنها توزعت في جل أنحاء الجسم (الفك والأنف، والقص، والكوع، والكتفين، والفخذ).
حدث هذا سنة 2003، وكان المرض جديد، أثير حوله العديد من التساؤلات العلمية حينها ؟؟ Neurofibromatose chez le porc وصنف تحت باب ( الورم العصبي الليفي في الخنازير )
صورة لخنزير من كندا أصيب بمرض MAP
ومازال هذا المرض -ولحد الآن- تحت دراسات وأبحاث متخصصة للوقوف على جميع مخاطره ومضاعفاته وأسباب تكاثره هكذا في جسم الخنزير؟!
2- فيروس PCV2 المسبب لأعراض مرض MAP :
مرضMAP يطلق عليه علمياً اسم Maladie de l’Amaigrissement du Porcelet، وهو مرض الهزال الخاص يصيب الخنازير الصغيرة بعد الفطام، اكتشف لأول في مزرعة خاصة غرب كندا، حيت لاحظ كل من د. (جون هاردينغ ) ود. (ادوارد كلارك ) زيادة غربية في تخلف النمو لدى هذا القطيع، مع هزال خاص وارتفاع نسبة الوفيات في فترة ما بعد الفطام ،وأعراض لآفات لمفاوية خطيرة ومجهريه.
وفي سنة1997 اكتشف كل من د.(هاردينغ) و(كلارك) بمساعدة د.( جون إليس) أن الآثار اللمفاوية. Circovirus PCV2 السبب فيه فيروس أطلق عليه لقب الفيروس الخنزيري.
طحال خنزير مصابة بمرض MAP
صورة مجهرية لفيروس PCV2
وفي دراسات أخرى "مصلية" أجريت، أثبتت أن هذا الفيروس كان متواجد من قبل في اسبانيا (سنة 1969 )، ثم شهد انتشاراً كبيراً في بداية الثمانينات في نفس البلد، لدى حظائر الخنازير المنزلية، وفي التسعينات كان مرض MAP معروفاً ومنتشراً في كل أنحاء العالم بمضاعفاته الخطيرة !!
ولقد وضع الخبراء عدة فرضيات مسببة لهذا المرض، كان أهمها القابلية الجينية المؤهلة للخنزير لهذا الفيروس، والفرضية الثانية في تفاعل الخنزير مع ظروف المزرعة والبيئة المحيطة به.
ولعل أخطر ما في موضوع هو أن هذا الفيروس يمكن أن يفرزه الخنزير من مختلف مناطق جسمه ( في البراز والبول والمني، ومخاط الأنف واللعاب وعلى سطح اللوزتين ..الخ )، بما يشكل خطورة كبيرة على كل المحيطين به، وبالأخص إذا عرفنا وكما قلنا أن الخنزير هو بيئة محفزة لنمو سلالات جديدة أخرى من الجراثيم؟ فكيف سيكون الوضع على من يسهرون على تربية هذه الحيوانات والأدهى على من يتناولونها؟!
أما مسار الدخول هذا الفيروس إلى جسم الخنزير هو عبر المسار الأنفي والحنجرة، مما يعني أيضا سرعة انتشاره وانتقاله لدى خنازير أخرى ومحيطه.
ولقد صنف العلماء -على أثر هذا - هذا الفيروس من قائمة أصعب الفيروسات التي يمكن أن تصيب الخنزير.
3- إيبولا ريستون لدى الخنازير والبشر في الفلبين:
في 3 شباط/فبراير2009 أعلنت منظمة الصحة العالمية حالات خطرة من انتقال مرض إيبولا virus Ebola ريستون لأشخاص هم عاملان زراعيان في
مقاطعة بولاكان، وعامل زراعي في مقاطعة بانغاسينان بالفلبين، وتبيّن من الملاحظات والدراسات التي أجريت في مجال فيروس إيبولا ريستون، أنّ الفيروس أظهر قدرة على الانتقال إلى البشر، حيث وعدت منظمة الصحة العالمية حينها، ومع الهيئات الدولية الشريكة، تقديم الدعم اللازم إلى الحكومة الفلبينية فيما تبذله من جهود بغية تحسين فهمها لفيروس إيبولا ريستون وما يخلّفه من آثار على البشر والإجراءات التي يجب اتخاذها للحدّ من أيّة مخاطر صحية قد تلمّ بصحة الإنسان بسببه.
4- أهم الطفيليات المتواجدة لدى للخنزير:
و نمر هنا مروراً سريعاً على أهم الطفيليات التي يعرفها جسم الخنزير،
وهي:
- Ascaris suum
- طفيلية la trichuroseب (Trichuris suis)
Ascaris suum (œufs) Trichuris suis Isospora suis
ولعل أهم وأخطر ما في هذه الطفيليات، أن بيضها يفرزه الخنزير في برازه، فيتكاثر عبر دورة طفيلية لدى المضيف الخارجي، لذلك ليس من السهل مراقبة دائمة لهذا البراز، ولا السيطرة على هذه الدورة الطفيلية.
5-الخنزير ودوره في الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي من نوع E لدى الانسان
أثيرت هذه الدراسة في فرنسا، بعدما لوحظ وفي السنوات الأخيرة، ارتفاع عدد المصابين بفيروس التهاب الكبدE، والملاحظة أثيرت حول شخصين أصيبا بمرحلة اليرقان فقط 4 أسابيع بعد أكلهم للحم الخنزير المجفف، هذه الملاحظة قادت فريق الخبراء للقول أن استهلاك لحوم الخنازير النيئ يمكن أن تكون مصدرا لعدوى التهاب الكبد الوبائي المتفشي في فرنسا.
* ولعدم الإطالة فإننا نكتفي بما عرضنا الآن من نماذج لتلك الأمراض والفيروسات الخطيرة، التي يمكن أن يحتويها جسم الخنزير، والتي يمكن أن نستنتج منها ملاحظة عظيمة وخلاصة هامة: بأنه لا يصلح في أي من الأحوال أن ننزل هذه الخنازير في منزلة الحيوانات والدواجن المنزلية، التي يصلح تربيتها في المزارع،أو العيش معها في محيطنا، أو استهلاك لحومها، فأينما هبت وذبت تحمل معها الوباء، وتزرع الهلاك والفناء!!
وسيسأل سائل لما خلقها الله تعالى إذن؟ لكي تقتل ؟؟( فهكذا يكون سؤال بعض المتكبرين على ما أنزل الله من حق، وشرع من حد )، وللرد: نقول ما من شيء خلقه الله تعالى إلا ولهو وظيفة ودور على وجه هذه الأرض وفي هذا الكون، والإخلال بأي وظيفة من هذه الوظائف ينتج عنه إخلال كبير لمنظومة ودورة الحياة في كل الأرض وكل الكون: يقول الحق تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )(الروم: 41).
ويقول الحق تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)( المؤمنون: 71)
فالخنازير خلقها الله تعالى لتبقى في بيئتها داخل الغابات، وبعيداً عن الأماكن السكنية الحضرية، تعيش في تجمعاتها الخاصة التي تختارها هي، بما يناسب والقيام بوظائفها، ولعل من أهم هذه الوظائف، أن هذه الحيوانات تتغذى كثيراً على القمامات والمخلفات والجيف والميتة، فلما إذن نقحمها في بيئتنا الحضرية؟ ونغير مسارها وطريقة عيشها....؟ ونتدخل ونخل هذا الإخلال العظيم بمنظومة ودورة الحياة في الأرض؟ فالإنسان هو مصدر الفساد بما يفعل وتقدم يداه ؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ونمضي الآن إلى الجزء الهام من هذا المقال، ويتعلق بالسؤال الذي استحوذ على اهتمام الجميع، وقولهم ( لقد ظهر قبل هذا وباء أنفلونزا الطيور وجنون البقر .. وغيرها) فما الفرق بين هذه الحيوانات ووباء الخنزير حالياً؟ وأين تتشكل خطورة هذا الحيوان ( الخنزير ) الذي حرمه الله علينا لعظيم خطره ورجسه ووبائه؟
- ونجيب بإذن الله تعالى:
الخنزير أصل البلاء: فيروس أنفلونزا الخنازير ( الخطر القائم ):
* هناك ثلاث أنواع من فيروسات الأنفلونزا (A,B,C)، ولكن لعل أخطرها هو نوع (A )، وهو النوع المتواجد لدى الخنزير، إذ لا يتواجد عنده إطلاقاً باقي الأنواع الأقل خطورة.
أما حرف (H) وحرف ( N)، فهما يمثلان تسميات لفرعي البروتينات التي تتواجد على سطح هذا الفيروس: (H : hémagglutinine ) ودوره تثبيت الفيروس على سطح الخلايا والأغشية والسماح له بالدخول إليها، أما (Neuraminidase :N ) فدوره أنه يتيح الإفراج وتحرير كتل الفيروس داخل الخلايا المستهدفة .
شكل علمي عام لفيروس الأنفلونزا حيت يظهر مكان وشكل البروتينات H وN
* قلنا أن نوع الأنفلونزا المشار إليه برمز A، هو الأشد خطورة وفتكاً، مقارنة باقي الأنواع الأخرى من فيروسات الأنفلونزا، كما قلنا أن جميع فيروسات أنفلونزا الخنزير هي من هذا النوع A الخطر والأخطر(حيث لا يحتوي جسم الخنزير إطلاقاً على الفيروسات الأخرى الأقل خطورة B و C
ومعروف أيضاً لدى الأوساط العلمية أنه نادراً ما يستطيع أن يحتوي جسم أي حيوان، وفي نفس الوقت، على خليط من عدة فيروسات لأنواع أخرى من الحيوانات أو المخلوقات، ولكن هذا يحدث مع الخنازير، وهذا ما حدث بالفعل، وليس الآن فقط مع هذا الفيروس الجديد، فهذه الحالات تكررت سابقاً، وإن كانت على درجات متفاوتة وأشكال مختلفة، ولقد ساعد احتواء جسم الخنزير وتخصصه بفيروس A الأشد خطورة، على استقطاب هذا الخليط من فيروسات الأنفلونزا من نوع A لدى الكائنات الأخرى، كما حصل الآن مع فيروس أنفلونزا الخنازير (ايه/ايتش1ان1) الذي هو خليط يجمع بين كل من أنفلونزا الخنازير، أنفلونزا الطيور والأنفلونزا البشرية الموسمية في تركيبة فريدة من نوعها لم تكن معروفة من قبل لا في الحيوانات ولا في البشر.
فأول فيروس لأنفلونزا الخنازير صنف من (نوع H1N1 )كان قد تواجد في أمريكا الشمالية قبل هذا بستين سنة ماضية، وفي حوالي سنة 1980 ظهرت ولأول مرة في أوربا لدى الخنزير فيروسات مماثلة لتلك التي للبشر من (نوع H3N2)، هذه الفيروسات قد ظهرت منذ ذلك الحين في أنحاء أخرى من العالم، ولاسيما في الولايات المتحدة في عام 1998.
وسائط النقل والإعادة المحتملة للفيروس ( لاحظ معي الدور المركزي للخنزير في جمع خليط كل من فيروسات الأنفلونزا العادية للإنسان وتلك للطيور)
*كما صرح الخبراء على أنه في كل حال، التوسع السكاني للمجموعات الثلاثة (الطيور، والخنازير والبشرية)، وتمعنوا جيداً في هذا القول وهذه الحقيقية، التي معناها أن أصل العلة في إقحام الشريحة السكانية الثالثة (الخنزير ) ضمن المجموعات الاعتيادية، لأن عادة الطيور تتعايش دوماً في سلام مع بيئتنا، أما الدخيل عنا هو الخنزير!؟ ويضيف المقال بالقول (هذا التجمع والتوسع مكن من ظهور سلالات جديدة من الفيروسات ،بحيث كل الفيروسات التي أصبحت منتشرة تحتوي على شرائح N وH من أصل الخنزير مع مزيج من جينات داخلية للطيور والبشر والخنازير ).
فالدخيل هنا هو الخنزير لأنه الوسيط (والبيئة المحفزة ) بامتياز في جمع ونقل وتحويل فيروسات كائنات أخرى إلى سلالات جديدة جد مدمرة خطرة. حتى أصبح الخبراء الآن ينصحون بتفادي ذلك التوسع السكاني للمجموعات الثلاثة (الطيور، والخنازير والبشرية)، كوقاية من أي أخطار أخرى.
واليكم نص المقال العلمي
Vue du microscope du virus de la grippe porcine (c) Sipa
الصور الحديثة للسلالة الجديدة لفيروس أنفلونزا الخنازير A H1N1
* ونحن ما كان يعنينا هنا، ومن خلال كل ما ذكرنه، هو الاستفاضة في طرح حقائق علمية هامة، تشهد وكما جاء على لسان جميع الخبراء والعلماء، أن هذا الحيوان (الخنزير) يشكل المضيف (البوتقة) وبيئة محفزة لظهور أنواع جديدة من الفيروسات، مع احتمال تحولها إلى وباء خطير، نظراً لقدرته على استضافة والسماح بتكرار فيروسات الأنفلونزا البشرية وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا من أصل الخنازير، فلحم الخنزير وكما قلنا يلعب دواراً خطيراً في عبور حاجز جميع الأنواع.
ونرغب- لتبسيط المعلومة على القارئ- إمداده بهذه المادة العلمية، وهي شريط وحوار علمي على لسان الخبراء يشهد ويقر بحقيقة ما ذهبنا إليه.
شاهد الشريط
http://questions.tsrdecouverte.ch/bi...iologie-grippe
يبقى الآن كخاتمة لهذا البحث أن نمر سريعاً على تاريخ أهم وأخطر الأوبئة التي عرفها العصر الحديث (أنواع أنفلونزا )
تاريخ الأوبئة الخطيرة للعصر الحديث:
أخطرها كان الأنفلونزا الإسبانية (1918-1919) المسبب لها هو فيروس ( إتش1إن1)، ثم الأنفلونزا الآسيوية( 1957-1958 ) الفيروس المسبب لها هو (إتش2إن2)، وسنة ( 1968 -1969) جاءت أنفلونزا هونج كونغ (الفيروس المسبب هو إتش3إن2)، والأنفلونزا الروسية سنة( 1978- 1977 ذات الفيروس (تش1ان1 )
أسئلة وأجوبة متفرقة:
1- ولقد وصلنا استفسار بخصوص الوباء الخطير السابق (الأنفلونزا الاسبانية) والذي حصد أرواحاً عديدة، وكان الاستفسار يقول هل نوع الفيروس ( إتش1إن1) المسبب لهذا الوباء السابق هو نفسه نوع الفيروس الآن، الخاص بأنفلونزا الخنازير ( إتش1إن1)، وللإجابة نقول: كان سبب الوباء سابقاً في اسبانيا والآن هو أنفلونزا الخنزير (إتش1إن1)، ولكن رغم أن التسمية هي نفسها (إتش1إن1) AH1N1، ولكن ليس (إتش) أو( إن ) هم العنصران الوحيدان في تحديد نوع الفيروس، فتوجد وتتداخل عناصر أخرى عديدة في تحديد وتصنيف ذلك.
وكان السؤال يطرح أيضاً هل وجدوا سنة 1918لقاح خاص للأنفلونزا الإسبانية، نعم ثم اكتشاف أول لقاح لها سنة 1945.
2- وسؤال آخر يقول: هل هناك خطورة من هذا الفيروس وتكاثره أكثر في المناطق الساخنة:
نقول لا ؟ لأن عادة فيروسات الأنفلونزا لا تتلاءم وجو الصيف والحرارة، إذ هي تنشط كثيراً في فصل الشتاء، لذلك الآن المخاوف قائمة على معاودة هذا الفيروس في الظهور في فصل الشتاء القادم وفي سلالات أخرى أخطر، فمنظمة الصحة العالمية والخبراء الآن عاكفون على تكوين لقاح خاص بهذا الفيروس الجديد، ولكن الخطر يكمن كما فلنا في قدرة هذا الحيوان على تكوين سلالات جديدة!! وبالأخص وهو قائم الآن وما زال بيننا في المجموعات الثلاثة (الطيور، والخنازير والبشرية).
وكخاتمة :
يقول الحق تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة: 173 )
هاهي آيات الله تتجلى عظيمة مبهرة، كعبرة وموعظة، ورحمة لعباده لعلهم يهتدون، فلما الخروج عن أوامر الله تعالى، والاستكبار عن طاعته، وإنكار عظيم نعمه علينا ورحمته بنا، فما حرم الله علينا من شيء إلا لحكمة كبيرة وخير عظيم.
فلما الآخر يتعاط أكل لحم هذا الحيوان النجس الموبوء، ويخص له حظائر كبيرة، ويصرف عليه أموالاً طائلة، وفي الأخير تلك الحظائر تصبح الآن بيئة مليئة بالجراثيم والفيروسات ؟! لما يخل الإنسان بنظام الطبيعة كما خلقها الله تعالى .. فهذه لخنازير خلقها الله تعالى لتبقى في بيئتها داخل الغابات، وبعيداً عن الأماكن السكنية الحضرية، وتقوم بما يسرها الله من وظائف التي توافق وتلك البيئة التي تعيش فيها، فالإنسان هو مصدر الفساد بما يفعل وتقدم يداه؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يقول الحق تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )(الروم: 41).
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أما بعد –
ونحن نتابع ما تمخض عنه ملف الوباء الجديد المرعب ( فيروس أنفلونزا الخنازير )، تطالعنا تقارير عدة أوساط علمية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية (l’OMS )، تشرح فيه وتذكر بأنه يجب الاحتفاظ بحالة من الترقب واليقظة من هذا الفيروس الجديد، وعدم الاطمئنان لخطر هذه السلالة الجديدة، خصوصاً مع قدرة هذا الفيروس على التحول والانتشار كما حصل مع وباء الخنزير( الاسباني ) سنة 1918، كما أن تصاعد درجة انتشار هذا الفيروس في العديد من البلدان ( انظر الجداول 1-2 بتاريخه )، لا تترك مجالاً للاطمئنان التام!؟
كما وصرحت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية (مارغريت تشان) في لقاء صحفي أجري معها بتاريخ ( 4/5/2009)، أن المنظمة تعد وتهيئ الجميع للاستعداد في آخر المطاف لدرجة 6 من مستوى خطر الفيروس على مقياس سلم ( 6 درجات )، كما شرحت بأن هذا لا يعني أننا نقترب من نهاية العالم، ولكنها إشارة إلى السلطات المحلية في جميع إنحاء العالم للأخذ بكل تدابير الحماية اللازمة، وأن توضع موضع التنفيذ.
كما وقد أعلنت المنظمة أن لا خوف من تناول لحوم الخنازير إذا تم طبخه فوق درجة 70، ولكن في تقرير علمي سابق أعلن (Jorgen Schlundt) مدير إدارة السلامة بمنظمة الصحة العالمية أنه لا يسمح في أي حال من الأحوال الاستهلاك البشري للحوم المريضة (الخنازير)، تفادياً لأي مضاعفات، ولاسيما إذا كان الفيروس جديد، ولم يتوفر بعد للخبراء الوقوف على كل تركيبته الفيروسية ومخاطره، كما وتذكر الآن بعد المواقع العلمية لديهم أنه يستحسن الابتعاد عن تناول لحم هذا الخنزير المشبوه تعرضه لهذه السلالة الجديدة من الفيروس تفادياً لأي مخاطر غير محسوبة، وذلك بعد تصريح من منظمة الصحة العالمية أن ليس من المستحيل مقاومة هذا الفيروس الجديد لعملية التجميد الاعتيادية للحوم المذبوحة وبقائه في لحم ودم الخنزير، ولذلك وجب تفادي تعاطي هذه اللحوم المشبوهة على سبيل الاحتياط ( انظر نص المقال العلمي ).
نص المقال العلمي : منظمة الصحة العالمية تصرح( على سبيل الاحتياط ) يجب تفادي تناول لحوم A H1N1 الخنازير المشبوهة وإصابتها بفيروس
بعد هذا الذي طرحنه من معلومات ومستجدات، فإن نص مقالنا الحالي يأتي كرد على العديد من التساؤلات والاستفسارات، التي توصلنا بها من الإخوة والمهتمين، كرد فعل خير وكبير، على ما طرحه المقال الأول (فيروس أنفلونزا الخنازير)، من معلومات مهمة، وخطر هذا الحيوان ( الخنزير ) في نشر هذا الفيروس، وكونه بيئة ( بيئة محفزة) لظهور أنواع جديدة من الفيروسات الأنفلونزا، وكذا قدرته على عبور حاجز جميع الأنواع.
ولعل السؤال الأهم الذي استحوذ على اهتمام الجميع، قولهم ( لقد ظهر قبل هذا وباء أنفلونزا الطيور، وجنون البقر ..وغيرها) فما الفرق بين هذه الحيوانات ووباء الخنزير حاليا؟ وأين تتشكل خطورة هذا الحيوان ( الخنزير ) الذي حرمه الله علينا لعظيم خطره ورجسه ووبائه؟
والحقيقة فإن هذا السؤال ذا أهمية كبرى، فإضافة على ما يعلمه الجميع من خطر الأوبئة التي يختزنها هذا الحيوان في جسمه ومحيطه (سنأتي على ذكر نماذج منها هنا )، فإن وبشهادة العلماء والخبراء الآن الخنزير يشكل لمربيه في( الحظائر )، وآكله والمتعايشين معه، وفي محيطه، خطراً كبيراً قائماً في كل وقت وحين، وسنأتي على بيان كل هذا من خلال هذه السطور.
ونقترح كبداية أن نعرض نماذج الأمراض الفتاكة لهذا الحيوان ( الخنزير ).
نماذج من بعض الأمراض والفيروسات الخطيرة التي يحتويها جسم الخنزير:
خنزير أصيب بورم schwannomes
1- أورام schwannomes (الورم العصبي الليفي في الخنازير)
في حادثة نادرة (سنة 2003 ) ثم اكتشاف إصابة عدد من الخنازير بمرض جديد، سببه أورام schwannomes، وهي أورام تصيب عدة حيوانات، ويمكن أن يصاب بها الإنسان في ما يعرف بمرض (maladie de Von Recklinghausen)، وهي أورام حميدة لدى الإنسان، ولكن الأمر عند الخنزير يختلف!! حيث عند ظهورها لأول مرة انتشرت بشكل سريع لدى كل باقي القطيع، وتحولت إلى شكل خراجات كبيرة متقيحة ( تعدت مساحاتها 30 سنتمتر )، والأخطر أنها توزعت في جل أنحاء الجسم (الفك والأنف، والقص، والكوع، والكتفين، والفخذ).
حدث هذا سنة 2003، وكان المرض جديد، أثير حوله العديد من التساؤلات العلمية حينها ؟؟ Neurofibromatose chez le porc وصنف تحت باب ( الورم العصبي الليفي في الخنازير )
صورة لخنزير من كندا أصيب بمرض MAP
ومازال هذا المرض -ولحد الآن- تحت دراسات وأبحاث متخصصة للوقوف على جميع مخاطره ومضاعفاته وأسباب تكاثره هكذا في جسم الخنزير؟!
2- فيروس PCV2 المسبب لأعراض مرض MAP :
مرضMAP يطلق عليه علمياً اسم Maladie de l’Amaigrissement du Porcelet، وهو مرض الهزال الخاص يصيب الخنازير الصغيرة بعد الفطام، اكتشف لأول في مزرعة خاصة غرب كندا، حيت لاحظ كل من د. (جون هاردينغ ) ود. (ادوارد كلارك ) زيادة غربية في تخلف النمو لدى هذا القطيع، مع هزال خاص وارتفاع نسبة الوفيات في فترة ما بعد الفطام ،وأعراض لآفات لمفاوية خطيرة ومجهريه.
وفي سنة1997 اكتشف كل من د.(هاردينغ) و(كلارك) بمساعدة د.( جون إليس) أن الآثار اللمفاوية. Circovirus PCV2 السبب فيه فيروس أطلق عليه لقب الفيروس الخنزيري.
طحال خنزير مصابة بمرض MAP
صورة مجهرية لفيروس PCV2
وفي دراسات أخرى "مصلية" أجريت، أثبتت أن هذا الفيروس كان متواجد من قبل في اسبانيا (سنة 1969 )، ثم شهد انتشاراً كبيراً في بداية الثمانينات في نفس البلد، لدى حظائر الخنازير المنزلية، وفي التسعينات كان مرض MAP معروفاً ومنتشراً في كل أنحاء العالم بمضاعفاته الخطيرة !!
ولقد وضع الخبراء عدة فرضيات مسببة لهذا المرض، كان أهمها القابلية الجينية المؤهلة للخنزير لهذا الفيروس، والفرضية الثانية في تفاعل الخنزير مع ظروف المزرعة والبيئة المحيطة به.
ولعل أخطر ما في موضوع هو أن هذا الفيروس يمكن أن يفرزه الخنزير من مختلف مناطق جسمه ( في البراز والبول والمني، ومخاط الأنف واللعاب وعلى سطح اللوزتين ..الخ )، بما يشكل خطورة كبيرة على كل المحيطين به، وبالأخص إذا عرفنا وكما قلنا أن الخنزير هو بيئة محفزة لنمو سلالات جديدة أخرى من الجراثيم؟ فكيف سيكون الوضع على من يسهرون على تربية هذه الحيوانات والأدهى على من يتناولونها؟!
أما مسار الدخول هذا الفيروس إلى جسم الخنزير هو عبر المسار الأنفي والحنجرة، مما يعني أيضا سرعة انتشاره وانتقاله لدى خنازير أخرى ومحيطه.
ولقد صنف العلماء -على أثر هذا - هذا الفيروس من قائمة أصعب الفيروسات التي يمكن أن تصيب الخنزير.
3- إيبولا ريستون لدى الخنازير والبشر في الفلبين:
في 3 شباط/فبراير2009 أعلنت منظمة الصحة العالمية حالات خطرة من انتقال مرض إيبولا virus Ebola ريستون لأشخاص هم عاملان زراعيان في
مقاطعة بولاكان، وعامل زراعي في مقاطعة بانغاسينان بالفلبين، وتبيّن من الملاحظات والدراسات التي أجريت في مجال فيروس إيبولا ريستون، أنّ الفيروس أظهر قدرة على الانتقال إلى البشر، حيث وعدت منظمة الصحة العالمية حينها، ومع الهيئات الدولية الشريكة، تقديم الدعم اللازم إلى الحكومة الفلبينية فيما تبذله من جهود بغية تحسين فهمها لفيروس إيبولا ريستون وما يخلّفه من آثار على البشر والإجراءات التي يجب اتخاذها للحدّ من أيّة مخاطر صحية قد تلمّ بصحة الإنسان بسببه.
4- أهم الطفيليات المتواجدة لدى للخنزير:
و نمر هنا مروراً سريعاً على أهم الطفيليات التي يعرفها جسم الخنزير،
وهي:
- Ascaris suum
- طفيلية la trichuroseب (Trichuris suis)
Ascaris suum (œufs) Trichuris suis Isospora suis
ولعل أهم وأخطر ما في هذه الطفيليات، أن بيضها يفرزه الخنزير في برازه، فيتكاثر عبر دورة طفيلية لدى المضيف الخارجي، لذلك ليس من السهل مراقبة دائمة لهذا البراز، ولا السيطرة على هذه الدورة الطفيلية.
5-الخنزير ودوره في الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي من نوع E لدى الانسان
أثيرت هذه الدراسة في فرنسا، بعدما لوحظ وفي السنوات الأخيرة، ارتفاع عدد المصابين بفيروس التهاب الكبدE، والملاحظة أثيرت حول شخصين أصيبا بمرحلة اليرقان فقط 4 أسابيع بعد أكلهم للحم الخنزير المجفف، هذه الملاحظة قادت فريق الخبراء للقول أن استهلاك لحوم الخنازير النيئ يمكن أن تكون مصدرا لعدوى التهاب الكبد الوبائي المتفشي في فرنسا.
* ولعدم الإطالة فإننا نكتفي بما عرضنا الآن من نماذج لتلك الأمراض والفيروسات الخطيرة، التي يمكن أن يحتويها جسم الخنزير، والتي يمكن أن نستنتج منها ملاحظة عظيمة وخلاصة هامة: بأنه لا يصلح في أي من الأحوال أن ننزل هذه الخنازير في منزلة الحيوانات والدواجن المنزلية، التي يصلح تربيتها في المزارع،أو العيش معها في محيطنا، أو استهلاك لحومها، فأينما هبت وذبت تحمل معها الوباء، وتزرع الهلاك والفناء!!
وسيسأل سائل لما خلقها الله تعالى إذن؟ لكي تقتل ؟؟( فهكذا يكون سؤال بعض المتكبرين على ما أنزل الله من حق، وشرع من حد )، وللرد: نقول ما من شيء خلقه الله تعالى إلا ولهو وظيفة ودور على وجه هذه الأرض وفي هذا الكون، والإخلال بأي وظيفة من هذه الوظائف ينتج عنه إخلال كبير لمنظومة ودورة الحياة في كل الأرض وكل الكون: يقول الحق تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )(الروم: 41).
ويقول الحق تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)( المؤمنون: 71)
فالخنازير خلقها الله تعالى لتبقى في بيئتها داخل الغابات، وبعيداً عن الأماكن السكنية الحضرية، تعيش في تجمعاتها الخاصة التي تختارها هي، بما يناسب والقيام بوظائفها، ولعل من أهم هذه الوظائف، أن هذه الحيوانات تتغذى كثيراً على القمامات والمخلفات والجيف والميتة، فلما إذن نقحمها في بيئتنا الحضرية؟ ونغير مسارها وطريقة عيشها....؟ ونتدخل ونخل هذا الإخلال العظيم بمنظومة ودورة الحياة في الأرض؟ فالإنسان هو مصدر الفساد بما يفعل وتقدم يداه ؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ونمضي الآن إلى الجزء الهام من هذا المقال، ويتعلق بالسؤال الذي استحوذ على اهتمام الجميع، وقولهم ( لقد ظهر قبل هذا وباء أنفلونزا الطيور وجنون البقر .. وغيرها) فما الفرق بين هذه الحيوانات ووباء الخنزير حالياً؟ وأين تتشكل خطورة هذا الحيوان ( الخنزير ) الذي حرمه الله علينا لعظيم خطره ورجسه ووبائه؟
- ونجيب بإذن الله تعالى:
الخنزير أصل البلاء: فيروس أنفلونزا الخنازير ( الخطر القائم ):
* هناك ثلاث أنواع من فيروسات الأنفلونزا (A,B,C)، ولكن لعل أخطرها هو نوع (A )، وهو النوع المتواجد لدى الخنزير، إذ لا يتواجد عنده إطلاقاً باقي الأنواع الأقل خطورة.
أما حرف (H) وحرف ( N)، فهما يمثلان تسميات لفرعي البروتينات التي تتواجد على سطح هذا الفيروس: (H : hémagglutinine ) ودوره تثبيت الفيروس على سطح الخلايا والأغشية والسماح له بالدخول إليها، أما (Neuraminidase :N ) فدوره أنه يتيح الإفراج وتحرير كتل الفيروس داخل الخلايا المستهدفة .
شكل علمي عام لفيروس الأنفلونزا حيت يظهر مكان وشكل البروتينات H وN
* قلنا أن نوع الأنفلونزا المشار إليه برمز A، هو الأشد خطورة وفتكاً، مقارنة باقي الأنواع الأخرى من فيروسات الأنفلونزا، كما قلنا أن جميع فيروسات أنفلونزا الخنزير هي من هذا النوع A الخطر والأخطر(حيث لا يحتوي جسم الخنزير إطلاقاً على الفيروسات الأخرى الأقل خطورة B و C
ومعروف أيضاً لدى الأوساط العلمية أنه نادراً ما يستطيع أن يحتوي جسم أي حيوان، وفي نفس الوقت، على خليط من عدة فيروسات لأنواع أخرى من الحيوانات أو المخلوقات، ولكن هذا يحدث مع الخنازير، وهذا ما حدث بالفعل، وليس الآن فقط مع هذا الفيروس الجديد، فهذه الحالات تكررت سابقاً، وإن كانت على درجات متفاوتة وأشكال مختلفة، ولقد ساعد احتواء جسم الخنزير وتخصصه بفيروس A الأشد خطورة، على استقطاب هذا الخليط من فيروسات الأنفلونزا من نوع A لدى الكائنات الأخرى، كما حصل الآن مع فيروس أنفلونزا الخنازير (ايه/ايتش1ان1) الذي هو خليط يجمع بين كل من أنفلونزا الخنازير، أنفلونزا الطيور والأنفلونزا البشرية الموسمية في تركيبة فريدة من نوعها لم تكن معروفة من قبل لا في الحيوانات ولا في البشر.
فأول فيروس لأنفلونزا الخنازير صنف من (نوع H1N1 )كان قد تواجد في أمريكا الشمالية قبل هذا بستين سنة ماضية، وفي حوالي سنة 1980 ظهرت ولأول مرة في أوربا لدى الخنزير فيروسات مماثلة لتلك التي للبشر من (نوع H3N2)، هذه الفيروسات قد ظهرت منذ ذلك الحين في أنحاء أخرى من العالم، ولاسيما في الولايات المتحدة في عام 1998.
وسائط النقل والإعادة المحتملة للفيروس ( لاحظ معي الدور المركزي للخنزير في جمع خليط كل من فيروسات الأنفلونزا العادية للإنسان وتلك للطيور)
*كما صرح الخبراء على أنه في كل حال، التوسع السكاني للمجموعات الثلاثة (الطيور، والخنازير والبشرية)، وتمعنوا جيداً في هذا القول وهذه الحقيقية، التي معناها أن أصل العلة في إقحام الشريحة السكانية الثالثة (الخنزير ) ضمن المجموعات الاعتيادية، لأن عادة الطيور تتعايش دوماً في سلام مع بيئتنا، أما الدخيل عنا هو الخنزير!؟ ويضيف المقال بالقول (هذا التجمع والتوسع مكن من ظهور سلالات جديدة من الفيروسات ،بحيث كل الفيروسات التي أصبحت منتشرة تحتوي على شرائح N وH من أصل الخنزير مع مزيج من جينات داخلية للطيور والبشر والخنازير ).
فالدخيل هنا هو الخنزير لأنه الوسيط (والبيئة المحفزة ) بامتياز في جمع ونقل وتحويل فيروسات كائنات أخرى إلى سلالات جديدة جد مدمرة خطرة. حتى أصبح الخبراء الآن ينصحون بتفادي ذلك التوسع السكاني للمجموعات الثلاثة (الطيور، والخنازير والبشرية)، كوقاية من أي أخطار أخرى.
واليكم نص المقال العلمي
Vue du microscope du virus de la grippe porcine (c) Sipa
الصور الحديثة للسلالة الجديدة لفيروس أنفلونزا الخنازير A H1N1
* ونحن ما كان يعنينا هنا، ومن خلال كل ما ذكرنه، هو الاستفاضة في طرح حقائق علمية هامة، تشهد وكما جاء على لسان جميع الخبراء والعلماء، أن هذا الحيوان (الخنزير) يشكل المضيف (البوتقة) وبيئة محفزة لظهور أنواع جديدة من الفيروسات، مع احتمال تحولها إلى وباء خطير، نظراً لقدرته على استضافة والسماح بتكرار فيروسات الأنفلونزا البشرية وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا من أصل الخنازير، فلحم الخنزير وكما قلنا يلعب دواراً خطيراً في عبور حاجز جميع الأنواع.
ونرغب- لتبسيط المعلومة على القارئ- إمداده بهذه المادة العلمية، وهي شريط وحوار علمي على لسان الخبراء يشهد ويقر بحقيقة ما ذهبنا إليه.
شاهد الشريط
http://questions.tsrdecouverte.ch/bi...iologie-grippe
يبقى الآن كخاتمة لهذا البحث أن نمر سريعاً على تاريخ أهم وأخطر الأوبئة التي عرفها العصر الحديث (أنواع أنفلونزا )
تاريخ الأوبئة الخطيرة للعصر الحديث:
أخطرها كان الأنفلونزا الإسبانية (1918-1919) المسبب لها هو فيروس ( إتش1إن1)، ثم الأنفلونزا الآسيوية( 1957-1958 ) الفيروس المسبب لها هو (إتش2إن2)، وسنة ( 1968 -1969) جاءت أنفلونزا هونج كونغ (الفيروس المسبب هو إتش3إن2)، والأنفلونزا الروسية سنة( 1978- 1977 ذات الفيروس (تش1ان1 )
أسئلة وأجوبة متفرقة:
1- ولقد وصلنا استفسار بخصوص الوباء الخطير السابق (الأنفلونزا الاسبانية) والذي حصد أرواحاً عديدة، وكان الاستفسار يقول هل نوع الفيروس ( إتش1إن1) المسبب لهذا الوباء السابق هو نفسه نوع الفيروس الآن، الخاص بأنفلونزا الخنازير ( إتش1إن1)، وللإجابة نقول: كان سبب الوباء سابقاً في اسبانيا والآن هو أنفلونزا الخنزير (إتش1إن1)، ولكن رغم أن التسمية هي نفسها (إتش1إن1) AH1N1، ولكن ليس (إتش) أو( إن ) هم العنصران الوحيدان في تحديد نوع الفيروس، فتوجد وتتداخل عناصر أخرى عديدة في تحديد وتصنيف ذلك.
وكان السؤال يطرح أيضاً هل وجدوا سنة 1918لقاح خاص للأنفلونزا الإسبانية، نعم ثم اكتشاف أول لقاح لها سنة 1945.
2- وسؤال آخر يقول: هل هناك خطورة من هذا الفيروس وتكاثره أكثر في المناطق الساخنة:
نقول لا ؟ لأن عادة فيروسات الأنفلونزا لا تتلاءم وجو الصيف والحرارة، إذ هي تنشط كثيراً في فصل الشتاء، لذلك الآن المخاوف قائمة على معاودة هذا الفيروس في الظهور في فصل الشتاء القادم وفي سلالات أخرى أخطر، فمنظمة الصحة العالمية والخبراء الآن عاكفون على تكوين لقاح خاص بهذا الفيروس الجديد، ولكن الخطر يكمن كما فلنا في قدرة هذا الحيوان على تكوين سلالات جديدة!! وبالأخص وهو قائم الآن وما زال بيننا في المجموعات الثلاثة (الطيور، والخنازير والبشرية).
وكخاتمة :
يقول الحق تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة: 173 )
هاهي آيات الله تتجلى عظيمة مبهرة، كعبرة وموعظة، ورحمة لعباده لعلهم يهتدون، فلما الخروج عن أوامر الله تعالى، والاستكبار عن طاعته، وإنكار عظيم نعمه علينا ورحمته بنا، فما حرم الله علينا من شيء إلا لحكمة كبيرة وخير عظيم.
فلما الآخر يتعاط أكل لحم هذا الحيوان النجس الموبوء، ويخص له حظائر كبيرة، ويصرف عليه أموالاً طائلة، وفي الأخير تلك الحظائر تصبح الآن بيئة مليئة بالجراثيم والفيروسات ؟! لما يخل الإنسان بنظام الطبيعة كما خلقها الله تعالى .. فهذه لخنازير خلقها الله تعالى لتبقى في بيئتها داخل الغابات، وبعيداً عن الأماكن السكنية الحضرية، وتقوم بما يسرها الله من وظائف التي توافق وتلك البيئة التي تعيش فيها، فالإنسان هو مصدر الفساد بما يفعل وتقدم يداه؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يقول الحق تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )(الروم: 41).
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
dodo- بداية النشاط
-
عدد الرسائل : 69
تاريخ الميلاد : 28/02/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : fes
احترام قوانين المنتدى :
رد: أنفلونزا الخنازير والوباء العالمي
لم يحرم الله شيئاااا ويحلل لنا شيئاااا الا كانت فيه بركتنا وصحتنا وكل ماهوا نافع ,, والله سبحانه وتعالي حدر من يحارب الله ورسله ,, كل من اكل لحم الخنزير يتحمل النتائج اما تقول ليا مرض انفلونزا الخنازير فأنني اشك في الموضوع والدليل عدم ادراج بعض الدول الفقيرة كمناطق ينتشر فيها المرض وهي دول كتيرةجدااا لانها لن تغني الصحة العالمية بالمال كما تفعل بعض الدول ,, كل شيء بالعقل والمنطق يبدا مرض ويأتي اخر دون ان يصرحوا كيف توصلوا الي الدواء في محاربة المرض الدي قبله ,,, شكراا اخي العزيز عل المجهود الطيب
itri saghro- مستشار اداري
-
عدد الرسائل : 949
تاريخ الميلاد : 24/02/1979
العمر : 45
الدولة : ايت سدرات
المدينة : تملالت
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: أنفلونزا الخنازير والوباء العالمي
الله إحفظنا أو صافي. شكرا الاخ.
Fatima Ayouz- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 215
تاريخ الميلاد : 27/11/1981
العمر : 42
الدولة : Maroc
المدينة : Kalaa M'gouna
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: أنفلونزا الخنازير والوباء العالمي
كثر في الآونة الاخيرة الحديث على فيروس جديد يجتاح البلاد و هو نوع من الانفلونزا يدعى بالخنازير أو la grippe porcine لفيروس أش 1 إن 1.
نعم أخي...
أغلب الظن هي حرب بيولوجية شنتها شركات طبية كبرى تلاعبت بالفيروسات جينيا
حتى تتمكن من تمرير بضاعتها (اللقاحات و المضادات الحيوية)
للخروج من الأزمة المالية (الإقتصادية) التي تمر بها..
شكراً للإثراء الموضوع ..
نعم أخي...
أغلب الظن هي حرب بيولوجية شنتها شركات طبية كبرى تلاعبت بالفيروسات جينيا
حتى تتمكن من تمرير بضاعتها (اللقاحات و المضادات الحيوية)
للخروج من الأزمة المالية (الإقتصادية) التي تمر بها..
شكراً للإثراء الموضوع ..
nbarc- محـمــد إدريـســـي
-
عدد الرسائل : 3407
تاريخ الميلاد : 18/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : مساعد صيدلي
المدينة : قلعة مكونة
الهاتف : 0651184573
0634670825
رقم عضويه : 1
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: أنفلونزا الخنازير والوباء العالمي
انفلونزا الخنازير ، طبيعة المرض ، ونظرة الإسلام للوباء ، والعلاج منه
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل هناك وجه ارتباط بين تحريم الإسلام لتناول لحم الخنزير وبين مرض أنفلونزا الخنازير , وما هي الحكمة من تحريم لحم الخنزير وما طرق الوقاية من هذا المرض وغيره ؟ وجزاكم الله خيرا
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً:
التعريف بالمرض
أنفلونزا الخنازير H1N1 هو أحد أمراض الجهاز التنفسي التي يسببها فيروسات أنفلونزا تنتمي إلى أسرة أورثوميكسوفيريداي (بالإنجليزية: Orthomyxovirida) التي تؤثر غالباً على الخنازير ، وهذا النوع من الفيروسات يتسبب بتفشي الأنفلونزا في الخنازير بصورة دورية ، وفيروسات أنفلونزا الخنازير تؤدي إلى إصابات ، ومستويات مرتفعة من المرض ، وتبقى فيروسات الأنفلونزا منتشرة ضمن الخنازير على مدار العام ، إلا أن معظم حالات الانتشار الوبائية ضمن الخنازير تحدث في أواخر الخريف ، والشتاء ، كما هو الحال لدى البشر .
وأنفلونزا الخنازير هو الاسم الدارج لمرض أنفلونزا وبائي ناتج عن الإصابة بفيروس الأنفلونزا ( أ ) الذي يصيب كلاًّ من البشر ، والطيور ، والخنازير، وقد تميز النوع الذي يصيب الخنازير بقدرته على إصابة أنواع أخرى ، كالبشر , شأنه شأن جميع أنواع فيروسات الأنفلونزا ، ويتغير فيروس أنفلونزا الخنازير باستمرار ، وله القدرة على التحور للهرب من الجهاز المناعي .
يمكن للخنازير أن تصاب بكل من فيروسات أنفلونزا الطيور ، والأنفلونزا البشرية ، فعندما تصيب أنواع مختلفة من فيروسات الأنفلونزا الخنازير : تنشأ احتمالية أن تقوم هذه الفيروسات بتبادل الجينات بحيث تظهر فيروسات جديدة هي ناتج مزيج من فيروسات أنفلونزا الخنازير ، والطيور ، والبشر , وقد ظهرت أشكال مختلفة من فيروسات أنفلونزا الخنازير على مر السنين .
إن النوع H1N1 من فيروس أنفلونزا الخنازير هو سليل لفيروس الأنفلونزا الإسبانية الذي حصد ما بين 20 - 100 مليون إنسان ما بين عامي 1918م و 1920 م عقب الحرب العالمية الأولى ، ويعتبر فيروس الأنفلونزا ( أ ) ذو النوع (H1N1) من أكثر الفيروسات صعوبة في دراسته لكونه يتمتع بقدرة تغير سريع ، هرباً من تكوين أجسام مضادة له في الأجسام التي يستهدفها ، ويقوم الفيروس بتحوير نفسه بشكل طفيف كل عامين إلى ثلاثة أعوام ، وعندما تبدأ الأجسام التي يستهدفها بتكوين مناعة نحوه ، ونحو تحويراته الطفيفة ، ويقوم فيروس أنفلونزا الخنازير بعمل تحوير كبير : يمكنه من الهرب من جهاز المناعة ، مسبّباً حدوث جائحة تجتاح العالم كل عدة سنوات .
تصيب فيروسات أنفلونزا الخنازير البشر حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة ، وتحدث العدوى أيضاً حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير ، ويمكن أن تصاب الخنازير بأنفلونزا البشر ، أو أنفلونزا الطيور ، وعندما تصيب فيروسات أنفلونزا من أنواع مختلفة الخنازير : يمكن أن تختلط داخل الخنزير ، وتظهر فيروسات خليطة جديدة .
ويمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر ، ويمكن أن تنقل من شخص لآخر ، ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا ، ثم لمس الفم ، أو الأنف ، ومن خلال السعال ، والعطس .
" موسوعة " ويكيبيديا " ، بتصرف .
ثانياً:
صفات الخنزير ما يسببه من أمراض
الخنزير : حيوان عشبي ، لاحم ، خبيث الطبع ، تجتمع فيه صفات السباع اللاحمة ، وصفات البهائم العشبية ، وهو حيوان نهم ، كانس ، يكنس الحقل ، والزريبة ، ويأكل كل شيء ، فيأكل القمامات ، ويأكل الفضلات ، بما في ذلك فضلاته البرازية ، كما يأكل القاذورات ، والديدان ، وكل النجاسات ، فيأكل الجرذان ، والفئران ، والجيف المتعفنة، وحتى جيف أقرانه .
تضع أنثى الخنزير ما بين 3 - 12 خنوصاً في كل مرة , ويمكنها أن تلد ثلاث مرات في السنة ، ويتراوح معدل الإنجاب لأنثى الخنـزير الواحدة 15 - 30 خنوصاً في العام الواحد , وتحتاج الأنثى 21 بوماً لإرضاع صغارها ، و 5 أيام للعودة إلى دورة الشبق .
والخنزير حيوان سريع النمو ، فهو يزن عند الولادة حوالي 2 كلغ ، لكن ّ وزنه يتضاعف أكثر من 50 مرة , ليصل في غضون ستة أشهر إلى قرابة 112 كلغ ، ويرجع سبب هذا النمو السريع إلى الزيادة الكبيرة في إفراز هرمون النمو عند الخنزير .
الأمراض التي ينقلها الخنـزير للإنسان :
يبلغ عدد الأمراض التي تصيب الخنـزير 450 مرضاً , منها 57 مرضاً طفيليّاً ، تنتقل منه إلى الإنسان ، وبعضها خطير ، بل وقاتل ، ويختص الخنزير بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائيّاً إلى الإنسان ، وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى في نقل بقية الأمراض ، لكنه يبقى المخزن ، والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض ، هذا عدا عن الأمراض الكثيرة التي يسببها أكل لحمه ، كتليف الكبد ، وتصلب الشرايين ، وضعف الذاكرة ، والعقم ، والتهاب المفاصل ، والسرطانات المختلفة .
أولاً: البريونات (Prions).
1. مرض " جنون البقر " ، يسبب هذا المرض الفتاك أجساماً بروتينية صغيرة تسمَّى " البريونات " , وهذه الأجسام لها قدرة على إحداث أمراض خطيرة للحيوانات ، وللبشر أيضاً , ومصدر الخطورة يكمن في قدرة البريونات على تغيير شكل البروتينات الطبيعية الموجودة في خلايا مناطق حساسة - كالدماغ مثلاً - وتحويلها إلى بريونات , مسببة تلف الدماغ , فالجنون ، ثم الموت .
ثانياً: الفيروسات (Viruses).
يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من الفيروسات ، منها ما تنقله الخنازير إلى الإنسان ، فيسبب له أمراضاً فيروسية خطيرة ، مثل :
1. فيروس الأنفلونـزا ، لقد تمّ عزل فيروس الأنفلونزا من عينات أخذت من الإنسان ، والخيل ، والخنازير ، والطيور الداجنة والبرية ، وحتى من بعض الثديات البحرية ، وكان أخطر وباء أصاب العالم من هذه الأنفلونزا : الوباء الذي حدث عام 1918م ، وأطلق عليه آنذاك اسم " الإنفلونزا الإسبانية " ، فقد تفشى هذا الوباء في شتى أنحاء المعمورة , مخلِّفاً وراءه ملايين الجثث ، وناشراً الذعر ، والهلع في كل مكان .
ويذكر أنّ وباء الإنفلونزا الذي لم يشهد القرن العشرين له مثيلا في الحدة والانتشار : أدى إلى إزهاق أكثر من 20 مليون نسمة خلال عامي 1918-1919م ، وأنّه حصد في الولايات المتحدة أرواح 550 ألف نسمة خلال عام واحد ، أغلبهم من الشباب ، وهو ما يوازي عشرة أضعاف الأمريكان الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى .
2. فيروس نيبا (Nipah virus) ، في عام 1998م عالج الأطباء في ماليزيا 300 إصابة بما يشبه أعراض الإنفلونزا ، سرعان ما توفي 117 مريضاً منهم بفيروس " نيبا " الغامض ، وأصيب العشرات منهم بتلف دماغي , ويعتقد الأطباء الماليزيون أنّ الفيروس الخطير ربما انتقل من خفاش الفواكه إلى الخنازير ، ومنها إلى الإنسان ، حيث أظهرت المتابعات الطبية أنّ جميع المصابين بالمرض كانت تربطهم علاقة قوية بالخنازير ، مما حدا بالدوائر الصحية في ماليزيا إلى قتل مليون خنزير .
3. فيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارس/SARS coronavirus) ، وهذا مرض فيروسي قاتل ، فقد ذكرت التقارير أنّ المرض ظهر أولاً في الصين ، وأنّ 30 % ممن أصيب بالمرض في بداية الأمر كانوا من المتعاملين بالأطعمة ، وأنّه تمّ عزل الفيروس من الأفاعي ، والخنازير البرية ، والقردة ، والخفافيش , والصين هي أكبر مستهلك للخنازير على وجه الأرض , إذ يبلغ استهلاكها نصف استهلاك العالم ، ولذلك ربط العلماء بسبب ذلك بين الخنزير وبين هذا المرض القاتل .
وفي " الموسوعة العربية العالمية " :
يوجد في العالم نحو مليار رأس من الخنزير ! يمتلك الصينيون نحو نصفها ، وتحتل الولايات المتحدة المركز الثاني في إنتاج الخنازير ، والبرازيل أكبر منتج للخنازير في " أمريكا الجنوبية " .
انتهى
4. فيروس الحمى القلاعية (Foot & Mouth Disease) ، يُذكر أنّ مرض الحمى القلاعية انتشر عام 1997 في جزيرة تايوان برمتها ، في أقلّ من شهرين ، وطالت آثاره المدمرة 6000 مزرعة ، وأسفر عن ذبح 3.8 مليون خنزيراً ، ومن المعروف علميّاً أنّ المرض ينتقل من الخنازير إلى الإنسان .
5. فيروس مرض الكلب (Rabies virus) ، هذا الفيروس يصيب الحيوانات آكلة اللحوم ، وينتقل منها بواسطة العض إلى الحيوانات الأخرى بما في ذلك الإنسان ، والخنزير من الحيوانات المفترسة التي تأكل الجرذان ، والجيف ، لذا فهو عرضة لهذا المرض ، والناس الذين يربون الخنازير ، أو يأكلون لحومها ومنتجاتها : أيضاً معرَّضون للإصابة بداء الكلب .
وهذه أمثلة , وإلا فحجم الفيروسات التي ينقلها الخنزير أكثر من ذلك .
ثالثاً: البكتيريا (Bacteria).
يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من البكتيريا ، حيث تنتقل منها إلى الإنسان ، مسببة له أمراضاً خطيرة ، بل وقاتلة ، ومن أنواع هذه البكتيريا :
= بكتيريا الحمى المالطية (Brucellosis) ، تسبب مرض الحمى المالطية ثلاثة أنواع من البكتيريا ، ولكنّ أخطر الثلاثة هو النوع الذي يصيب الخنازير (Brucella suis) ، إذ إنّه يسبب للمصابين به من بني البشر التهاب السحايا ، التهاب عضلة القلب ، التهاب المفاصل ، تورم الطحال ، وغير ذلك من الأمراض الخطيرة .
رابعاً: الأوليات - وحيدة الخلية- (Protozoa).
ينقل الخنـزير للإنسان مجموعة من الكائنات الأولية ، بعضها يحدث اضطرابات خفيفة له ، والبعض الآخر يسبب أمراضاً خطيرة ، ومميتة ، وسنذكر أبرز الأمراض التي تسببها هذه الأوليات ، ودور الخنزير في نقلها إلى الإنسان :
1. الزحار البلنتيدي/ الزقي (Balantidial Dysentery) ، الطفيلي المسبب لهذا المرض هو نوع من الأوليات الهدبية ( لها أهداب ) ، يعرف بـ (Balantidium coli). وهو أكبر الأوليات التي تصيب الإنسان ، وهو النوع الوحيد من الأوليات الهدبية التي تصيب الإنسان ، كما إنّه من طفيليات الأمعاء الغليظة ( القولون ) في الخنازير ، والقردة ، وبخاصة الشمبانزي ، ولأنّ فرص اتصال الإنسان بالقردة ضئيلة : فتبقى الخنازير من الناحية العملية المصدر الوحيد لعدوى الإنسان .
2. داء النوم الإفريقي (African Sleeping Sickness). الطفيلي المسبب لهذا الداء الفتاك هو (Trypanosoma gambiense) ، تنقل هذا الطفيلي ذبابة " التسي ، تسي " بطريق الحقن ، وذلك عندما تلدغ الإنسان ، يسبب الطفيلي اضطراباً دماغيّاً ، لا يلبث أن يتطور إلى مرض النوم ، وفي حال إهمال معالجة المريض : فإنّه يدخل في غيبوبة ، ويموت .
3. مرض شاغاس (Chagas’ Sickness).
خامساً: الديدان المفلطحة (Trematoda).
ينقل الخنـزير للإنسان عدداً من الديدان المفلطحة ، غالبيتها يسبب له اضطرابات خطيرة . وأهم الديدان التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي :
1. البلهارسيا اليابانية (Schistosoma japonicum) ، تصيب البلهارسيا أكثر من 200 مليون نسمة , ويموت بسببها قرابة المليون شخص سنوياً.
2. الدودة المتوارقة البسكية (Fasciolopsis buski) ، وهي من الديدان المعوية – الكبدية - والخنزير هو العائل الرئيس لنشر العدوى ، وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ، ونزوف ، وتقرحات في جذر المعي الدقيق ، وتتسبب في حدوث إسهال مزمن ، وفقر دم وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة.
3. الدودة الكبدية الصينية (Chlonorchis sinensis) ، تنتشر الدودة الكبدية الصينية في بلدان الشرق الأقصى ، كاليابان ، والصين ، والخنزير : العائل الرئيس لها ، تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية الكبدية ، حيث تتكاثر بأعداد كبيرة ، وإذا ما كثرت أعدادها عند المصاب : أحدثت تضخماً في الكبد ، وإسهالاً مزمناً ، ويرقاناً شديداً ينتهي بالوفاة .
سادساً: الديدان الشريطية (Cestoda).
ينقل الخنـزير للإنسان أنواعاً متعددة من الديدان الشّيطية، بعضها بالغ الخطورة على حياته، والبعض الآخر يسبب له اضطرابات تتراوح ما بين الخفيفة ، والشديدة .
وأهم الديدان الشريطية التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي :
1. الدودة الشريطية المسلحة - تينيا سوليوم - (Taenia solium) ، والمشهورة أيضاً بالدودة الوحيدة ، يعيش طورها البالغ في أمعاء الإنسان ، ويبلغ طولها من 2- 3 متراً ، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات ، ويطوق قمته طوق من الأشواك ، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أو أسلات صغيرة تنمو كلما بعدت عن الرأس مكونة شريطا يحتوي أكثر من 1000 قطعة .
2. الدودة الشريطية العوساء العريضة (D. latum) ، يصاب الإنسان بالطور البالغ لهذه الدودة التي تعتبر واحدة من الديدان المعوية ، وييلغ طول الدودة البالغة 10 أمتار ، وتستطيع أن تضع عدداً هائلا من البيوض ، يصل إلى مليون بويضة كل يوم .
3. ثعبان البطن الخنزيري (Ascaris suum) ، تعيش الديدان البالغة في أمعاء الخنزير ، حيث تضع بيوضها ، التي تخرج مع البراز إلى البيئة الخارجية ، وإذا ما دخلت هذه البيوض جسم شخص ما - بطريق مخالطة الخنازير - : فإنها تفقس ، وتخرج منها يرقات ، تخترق جدار الأمعاء ، تمّ تسير محمولة مع الدم حتى تصل الرئتين ، فتثقب الأوعية الدموية ، وتموت داخل الرئتين ، مسببة الالتهاب الرئوي الإسكاريسي الذي يعتبر من الأمراض القاتلة .
4. ثعبان البطن أو الإسكارس (Ascaris lumbricoides).
سابعاً: أمراض جسمانية غير طفيلية .
يحتوي لحم الخنزير على أنواع عديدة من المركبات الكيميائية الضارة ، التي لا تتناسب ، ولا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان ، وبالتالي فهي تسبب له أمراضاً ، وعللاً متنوعة ، تزداد وطأتها كلما تزايد استهلاك الشخص للحوم ومنتجات الخنـزير .
وسنعرض في هذه العجالة إلى بعض هذه الأمراض .
1. السرطانات ، يحتوي جسم الخنـزير كميات كبيرة هرمون النمو (Growth Hormone) والهرمونات المنمية للغدد التناسلية (Gonadotrophins) ، وهذا يفسر سرعة نموه الهائلة ، وسرعة بلوغه العجيبة ، فوزن الخنوص يتضاعف أكثر من 50 مرة خلال فترة قياسية تبلغ 6 أشهر ! وتصبح الأنثى قادرة على الحمل بعد 4 أشهر فقط من ولادتها ! لذا تزداد الإصابة بالسرطان لدى آكلي لحم الخنزير ، فقد بينت الدراسات وجود علاقة قوية بين استهلاك لحم الخنزير وسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم ، وسرطان البروستاتا ، وسرطان الثدي ، وسرطان البنكرياس ، وسرطان عنق الرحم ، وبطانة الرحم ، وسرطان المرارة ، وسرطان الكبد .
2. السمنة ، وأمراض الشرايين ، والقلب , يوجد الدهن متداخلا مع خلايا لحم الخنزير بكميات كبيرة ، خلافا للحوم البقر ، والغنم ، والدجاج .
3. التهاب المفاصل .
4. الأمراض التحسسية .
وهذا شيء يسير مما يسببه تناول لحم الخنزير والاختلاط به .
وما سبق منقول عن مقال بعنوان " الإعجاز الطبي الإسلامي في تحريم الخنزير " على شبكة الإنترنت ، بتصرف .
ثالثاً:
أدلة تحريم الخنزير
قرر العلماء أن الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ ضروريات خمس , ومن هذه الضروريات : حفظ النفس , ولذلك حرم الله تعالى تناول كل ما يؤذي الإنسان ويسبب له الضرر .
وجاءت الشريعة ببيان ما يحل ، وما يحرم ، من الأطعمة ، والأشربة , والقاعدة في ذلك قول الله تبارك وتعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِث ) الأعراف/ 157 .
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة/ 168 .
ومن الخبائث التي حرمها الله : لحم الخنزير .
1. قال تعالى : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} .[البقرة:173].
2. قال تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) المائدة/ 3 .
3. قال تعالى : ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيم ) الأنعام/ 145 .
ومما جاء في السنة في ذلك :
1. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ ، وَهُوَ بِمَكَّةَ : ( إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأَصْنَامِ ) ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ فَإِنَّهَا يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ ، وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ ، وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ ، فَقَالَ : ( لاَ ، هُوَ حَرَامٌ ) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ : ( قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ ، إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ ) .
رواه البخاري ( 2121 ) ومسلم ( 1581 ) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
قال جمهور العلماء : العلة في منع بيع الميتة ، والخمر ، والخنزير : النجاسة ، فيتعدى ذلك إلى كل نجاسة .
" فتح الباري " ( 4 / 425 ) .
2. عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَثَمَنَهَا وَحَرَّمَ الْمَيْتَةَ وَثَمَنَهَا وَحَرَّمَ الْخِنْزِيرَ وَثَمَنَهُ ) .
رواه أبو داود ( 3485 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود " .
3. عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ) .
رواه مسلم ( 2260 ) .
قال النووي - رحمه الله - :
وَمَعْنَى ( صَبَغَ يَده فِي لَحْم الْخِنْزِير وَدَمه ) فِي حَال أَكْله مِنْهُمَا ، وَهُوَ تَشْبِيه لِتَحْرِيمِهِ بِتَحْرِيمِ أَكْلهمَا .
" شرح مسلم " ( 15 / 15 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وهذا المعنى نبَّه عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله : ( مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ) فإن الغامس يده في ذلك : يدعوه إلى أكل لحم الخنزير ، وذلك مقدمة أكله ، وسببه ، وداعيته ، فإذا حرَّم ذلك : فكذلك اللعب الذي هو مقدمة أكل المال بالباطل ، وسببه ، وداعيته .
" مجموع الفتاوى " ( 32 / 226 ) .
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل هناك وجه ارتباط بين تحريم الإسلام لتناول لحم الخنزير وبين مرض أنفلونزا الخنازير , وما هي الحكمة من تحريم لحم الخنزير وما طرق الوقاية من هذا المرض وغيره ؟ وجزاكم الله خيرا
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً:
التعريف بالمرض
أنفلونزا الخنازير H1N1 هو أحد أمراض الجهاز التنفسي التي يسببها فيروسات أنفلونزا تنتمي إلى أسرة أورثوميكسوفيريداي (بالإنجليزية: Orthomyxovirida) التي تؤثر غالباً على الخنازير ، وهذا النوع من الفيروسات يتسبب بتفشي الأنفلونزا في الخنازير بصورة دورية ، وفيروسات أنفلونزا الخنازير تؤدي إلى إصابات ، ومستويات مرتفعة من المرض ، وتبقى فيروسات الأنفلونزا منتشرة ضمن الخنازير على مدار العام ، إلا أن معظم حالات الانتشار الوبائية ضمن الخنازير تحدث في أواخر الخريف ، والشتاء ، كما هو الحال لدى البشر .
وأنفلونزا الخنازير هو الاسم الدارج لمرض أنفلونزا وبائي ناتج عن الإصابة بفيروس الأنفلونزا ( أ ) الذي يصيب كلاًّ من البشر ، والطيور ، والخنازير، وقد تميز النوع الذي يصيب الخنازير بقدرته على إصابة أنواع أخرى ، كالبشر , شأنه شأن جميع أنواع فيروسات الأنفلونزا ، ويتغير فيروس أنفلونزا الخنازير باستمرار ، وله القدرة على التحور للهرب من الجهاز المناعي .
يمكن للخنازير أن تصاب بكل من فيروسات أنفلونزا الطيور ، والأنفلونزا البشرية ، فعندما تصيب أنواع مختلفة من فيروسات الأنفلونزا الخنازير : تنشأ احتمالية أن تقوم هذه الفيروسات بتبادل الجينات بحيث تظهر فيروسات جديدة هي ناتج مزيج من فيروسات أنفلونزا الخنازير ، والطيور ، والبشر , وقد ظهرت أشكال مختلفة من فيروسات أنفلونزا الخنازير على مر السنين .
إن النوع H1N1 من فيروس أنفلونزا الخنازير هو سليل لفيروس الأنفلونزا الإسبانية الذي حصد ما بين 20 - 100 مليون إنسان ما بين عامي 1918م و 1920 م عقب الحرب العالمية الأولى ، ويعتبر فيروس الأنفلونزا ( أ ) ذو النوع (H1N1) من أكثر الفيروسات صعوبة في دراسته لكونه يتمتع بقدرة تغير سريع ، هرباً من تكوين أجسام مضادة له في الأجسام التي يستهدفها ، ويقوم الفيروس بتحوير نفسه بشكل طفيف كل عامين إلى ثلاثة أعوام ، وعندما تبدأ الأجسام التي يستهدفها بتكوين مناعة نحوه ، ونحو تحويراته الطفيفة ، ويقوم فيروس أنفلونزا الخنازير بعمل تحوير كبير : يمكنه من الهرب من جهاز المناعة ، مسبّباً حدوث جائحة تجتاح العالم كل عدة سنوات .
تصيب فيروسات أنفلونزا الخنازير البشر حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة ، وتحدث العدوى أيضاً حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير ، ويمكن أن تصاب الخنازير بأنفلونزا البشر ، أو أنفلونزا الطيور ، وعندما تصيب فيروسات أنفلونزا من أنواع مختلفة الخنازير : يمكن أن تختلط داخل الخنزير ، وتظهر فيروسات خليطة جديدة .
ويمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر ، ويمكن أن تنقل من شخص لآخر ، ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا ، ثم لمس الفم ، أو الأنف ، ومن خلال السعال ، والعطس .
" موسوعة " ويكيبيديا " ، بتصرف .
ثانياً:
صفات الخنزير ما يسببه من أمراض
الخنزير : حيوان عشبي ، لاحم ، خبيث الطبع ، تجتمع فيه صفات السباع اللاحمة ، وصفات البهائم العشبية ، وهو حيوان نهم ، كانس ، يكنس الحقل ، والزريبة ، ويأكل كل شيء ، فيأكل القمامات ، ويأكل الفضلات ، بما في ذلك فضلاته البرازية ، كما يأكل القاذورات ، والديدان ، وكل النجاسات ، فيأكل الجرذان ، والفئران ، والجيف المتعفنة، وحتى جيف أقرانه .
تضع أنثى الخنزير ما بين 3 - 12 خنوصاً في كل مرة , ويمكنها أن تلد ثلاث مرات في السنة ، ويتراوح معدل الإنجاب لأنثى الخنـزير الواحدة 15 - 30 خنوصاً في العام الواحد , وتحتاج الأنثى 21 بوماً لإرضاع صغارها ، و 5 أيام للعودة إلى دورة الشبق .
والخنزير حيوان سريع النمو ، فهو يزن عند الولادة حوالي 2 كلغ ، لكن ّ وزنه يتضاعف أكثر من 50 مرة , ليصل في غضون ستة أشهر إلى قرابة 112 كلغ ، ويرجع سبب هذا النمو السريع إلى الزيادة الكبيرة في إفراز هرمون النمو عند الخنزير .
الأمراض التي ينقلها الخنـزير للإنسان :
يبلغ عدد الأمراض التي تصيب الخنـزير 450 مرضاً , منها 57 مرضاً طفيليّاً ، تنتقل منه إلى الإنسان ، وبعضها خطير ، بل وقاتل ، ويختص الخنزير بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائيّاً إلى الإنسان ، وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى في نقل بقية الأمراض ، لكنه يبقى المخزن ، والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض ، هذا عدا عن الأمراض الكثيرة التي يسببها أكل لحمه ، كتليف الكبد ، وتصلب الشرايين ، وضعف الذاكرة ، والعقم ، والتهاب المفاصل ، والسرطانات المختلفة .
أولاً: البريونات (Prions).
1. مرض " جنون البقر " ، يسبب هذا المرض الفتاك أجساماً بروتينية صغيرة تسمَّى " البريونات " , وهذه الأجسام لها قدرة على إحداث أمراض خطيرة للحيوانات ، وللبشر أيضاً , ومصدر الخطورة يكمن في قدرة البريونات على تغيير شكل البروتينات الطبيعية الموجودة في خلايا مناطق حساسة - كالدماغ مثلاً - وتحويلها إلى بريونات , مسببة تلف الدماغ , فالجنون ، ثم الموت .
ثانياً: الفيروسات (Viruses).
يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من الفيروسات ، منها ما تنقله الخنازير إلى الإنسان ، فيسبب له أمراضاً فيروسية خطيرة ، مثل :
1. فيروس الأنفلونـزا ، لقد تمّ عزل فيروس الأنفلونزا من عينات أخذت من الإنسان ، والخيل ، والخنازير ، والطيور الداجنة والبرية ، وحتى من بعض الثديات البحرية ، وكان أخطر وباء أصاب العالم من هذه الأنفلونزا : الوباء الذي حدث عام 1918م ، وأطلق عليه آنذاك اسم " الإنفلونزا الإسبانية " ، فقد تفشى هذا الوباء في شتى أنحاء المعمورة , مخلِّفاً وراءه ملايين الجثث ، وناشراً الذعر ، والهلع في كل مكان .
ويذكر أنّ وباء الإنفلونزا الذي لم يشهد القرن العشرين له مثيلا في الحدة والانتشار : أدى إلى إزهاق أكثر من 20 مليون نسمة خلال عامي 1918-1919م ، وأنّه حصد في الولايات المتحدة أرواح 550 ألف نسمة خلال عام واحد ، أغلبهم من الشباب ، وهو ما يوازي عشرة أضعاف الأمريكان الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى .
2. فيروس نيبا (Nipah virus) ، في عام 1998م عالج الأطباء في ماليزيا 300 إصابة بما يشبه أعراض الإنفلونزا ، سرعان ما توفي 117 مريضاً منهم بفيروس " نيبا " الغامض ، وأصيب العشرات منهم بتلف دماغي , ويعتقد الأطباء الماليزيون أنّ الفيروس الخطير ربما انتقل من خفاش الفواكه إلى الخنازير ، ومنها إلى الإنسان ، حيث أظهرت المتابعات الطبية أنّ جميع المصابين بالمرض كانت تربطهم علاقة قوية بالخنازير ، مما حدا بالدوائر الصحية في ماليزيا إلى قتل مليون خنزير .
3. فيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارس/SARS coronavirus) ، وهذا مرض فيروسي قاتل ، فقد ذكرت التقارير أنّ المرض ظهر أولاً في الصين ، وأنّ 30 % ممن أصيب بالمرض في بداية الأمر كانوا من المتعاملين بالأطعمة ، وأنّه تمّ عزل الفيروس من الأفاعي ، والخنازير البرية ، والقردة ، والخفافيش , والصين هي أكبر مستهلك للخنازير على وجه الأرض , إذ يبلغ استهلاكها نصف استهلاك العالم ، ولذلك ربط العلماء بسبب ذلك بين الخنزير وبين هذا المرض القاتل .
وفي " الموسوعة العربية العالمية " :
يوجد في العالم نحو مليار رأس من الخنزير ! يمتلك الصينيون نحو نصفها ، وتحتل الولايات المتحدة المركز الثاني في إنتاج الخنازير ، والبرازيل أكبر منتج للخنازير في " أمريكا الجنوبية " .
انتهى
4. فيروس الحمى القلاعية (Foot & Mouth Disease) ، يُذكر أنّ مرض الحمى القلاعية انتشر عام 1997 في جزيرة تايوان برمتها ، في أقلّ من شهرين ، وطالت آثاره المدمرة 6000 مزرعة ، وأسفر عن ذبح 3.8 مليون خنزيراً ، ومن المعروف علميّاً أنّ المرض ينتقل من الخنازير إلى الإنسان .
5. فيروس مرض الكلب (Rabies virus) ، هذا الفيروس يصيب الحيوانات آكلة اللحوم ، وينتقل منها بواسطة العض إلى الحيوانات الأخرى بما في ذلك الإنسان ، والخنزير من الحيوانات المفترسة التي تأكل الجرذان ، والجيف ، لذا فهو عرضة لهذا المرض ، والناس الذين يربون الخنازير ، أو يأكلون لحومها ومنتجاتها : أيضاً معرَّضون للإصابة بداء الكلب .
وهذه أمثلة , وإلا فحجم الفيروسات التي ينقلها الخنزير أكثر من ذلك .
ثالثاً: البكتيريا (Bacteria).
يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من البكتيريا ، حيث تنتقل منها إلى الإنسان ، مسببة له أمراضاً خطيرة ، بل وقاتلة ، ومن أنواع هذه البكتيريا :
= بكتيريا الحمى المالطية (Brucellosis) ، تسبب مرض الحمى المالطية ثلاثة أنواع من البكتيريا ، ولكنّ أخطر الثلاثة هو النوع الذي يصيب الخنازير (Brucella suis) ، إذ إنّه يسبب للمصابين به من بني البشر التهاب السحايا ، التهاب عضلة القلب ، التهاب المفاصل ، تورم الطحال ، وغير ذلك من الأمراض الخطيرة .
رابعاً: الأوليات - وحيدة الخلية- (Protozoa).
ينقل الخنـزير للإنسان مجموعة من الكائنات الأولية ، بعضها يحدث اضطرابات خفيفة له ، والبعض الآخر يسبب أمراضاً خطيرة ، ومميتة ، وسنذكر أبرز الأمراض التي تسببها هذه الأوليات ، ودور الخنزير في نقلها إلى الإنسان :
1. الزحار البلنتيدي/ الزقي (Balantidial Dysentery) ، الطفيلي المسبب لهذا المرض هو نوع من الأوليات الهدبية ( لها أهداب ) ، يعرف بـ (Balantidium coli). وهو أكبر الأوليات التي تصيب الإنسان ، وهو النوع الوحيد من الأوليات الهدبية التي تصيب الإنسان ، كما إنّه من طفيليات الأمعاء الغليظة ( القولون ) في الخنازير ، والقردة ، وبخاصة الشمبانزي ، ولأنّ فرص اتصال الإنسان بالقردة ضئيلة : فتبقى الخنازير من الناحية العملية المصدر الوحيد لعدوى الإنسان .
2. داء النوم الإفريقي (African Sleeping Sickness). الطفيلي المسبب لهذا الداء الفتاك هو (Trypanosoma gambiense) ، تنقل هذا الطفيلي ذبابة " التسي ، تسي " بطريق الحقن ، وذلك عندما تلدغ الإنسان ، يسبب الطفيلي اضطراباً دماغيّاً ، لا يلبث أن يتطور إلى مرض النوم ، وفي حال إهمال معالجة المريض : فإنّه يدخل في غيبوبة ، ويموت .
3. مرض شاغاس (Chagas’ Sickness).
خامساً: الديدان المفلطحة (Trematoda).
ينقل الخنـزير للإنسان عدداً من الديدان المفلطحة ، غالبيتها يسبب له اضطرابات خطيرة . وأهم الديدان التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي :
1. البلهارسيا اليابانية (Schistosoma japonicum) ، تصيب البلهارسيا أكثر من 200 مليون نسمة , ويموت بسببها قرابة المليون شخص سنوياً.
2. الدودة المتوارقة البسكية (Fasciolopsis buski) ، وهي من الديدان المعوية – الكبدية - والخنزير هو العائل الرئيس لنشر العدوى ، وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ، ونزوف ، وتقرحات في جذر المعي الدقيق ، وتتسبب في حدوث إسهال مزمن ، وفقر دم وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة.
3. الدودة الكبدية الصينية (Chlonorchis sinensis) ، تنتشر الدودة الكبدية الصينية في بلدان الشرق الأقصى ، كاليابان ، والصين ، والخنزير : العائل الرئيس لها ، تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية الكبدية ، حيث تتكاثر بأعداد كبيرة ، وإذا ما كثرت أعدادها عند المصاب : أحدثت تضخماً في الكبد ، وإسهالاً مزمناً ، ويرقاناً شديداً ينتهي بالوفاة .
سادساً: الديدان الشريطية (Cestoda).
ينقل الخنـزير للإنسان أنواعاً متعددة من الديدان الشّيطية، بعضها بالغ الخطورة على حياته، والبعض الآخر يسبب له اضطرابات تتراوح ما بين الخفيفة ، والشديدة .
وأهم الديدان الشريطية التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي :
1. الدودة الشريطية المسلحة - تينيا سوليوم - (Taenia solium) ، والمشهورة أيضاً بالدودة الوحيدة ، يعيش طورها البالغ في أمعاء الإنسان ، ويبلغ طولها من 2- 3 متراً ، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات ، ويطوق قمته طوق من الأشواك ، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أو أسلات صغيرة تنمو كلما بعدت عن الرأس مكونة شريطا يحتوي أكثر من 1000 قطعة .
2. الدودة الشريطية العوساء العريضة (D. latum) ، يصاب الإنسان بالطور البالغ لهذه الدودة التي تعتبر واحدة من الديدان المعوية ، وييلغ طول الدودة البالغة 10 أمتار ، وتستطيع أن تضع عدداً هائلا من البيوض ، يصل إلى مليون بويضة كل يوم .
3. ثعبان البطن الخنزيري (Ascaris suum) ، تعيش الديدان البالغة في أمعاء الخنزير ، حيث تضع بيوضها ، التي تخرج مع البراز إلى البيئة الخارجية ، وإذا ما دخلت هذه البيوض جسم شخص ما - بطريق مخالطة الخنازير - : فإنها تفقس ، وتخرج منها يرقات ، تخترق جدار الأمعاء ، تمّ تسير محمولة مع الدم حتى تصل الرئتين ، فتثقب الأوعية الدموية ، وتموت داخل الرئتين ، مسببة الالتهاب الرئوي الإسكاريسي الذي يعتبر من الأمراض القاتلة .
4. ثعبان البطن أو الإسكارس (Ascaris lumbricoides).
سابعاً: أمراض جسمانية غير طفيلية .
يحتوي لحم الخنزير على أنواع عديدة من المركبات الكيميائية الضارة ، التي لا تتناسب ، ولا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان ، وبالتالي فهي تسبب له أمراضاً ، وعللاً متنوعة ، تزداد وطأتها كلما تزايد استهلاك الشخص للحوم ومنتجات الخنـزير .
وسنعرض في هذه العجالة إلى بعض هذه الأمراض .
1. السرطانات ، يحتوي جسم الخنـزير كميات كبيرة هرمون النمو (Growth Hormone) والهرمونات المنمية للغدد التناسلية (Gonadotrophins) ، وهذا يفسر سرعة نموه الهائلة ، وسرعة بلوغه العجيبة ، فوزن الخنوص يتضاعف أكثر من 50 مرة خلال فترة قياسية تبلغ 6 أشهر ! وتصبح الأنثى قادرة على الحمل بعد 4 أشهر فقط من ولادتها ! لذا تزداد الإصابة بالسرطان لدى آكلي لحم الخنزير ، فقد بينت الدراسات وجود علاقة قوية بين استهلاك لحم الخنزير وسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم ، وسرطان البروستاتا ، وسرطان الثدي ، وسرطان البنكرياس ، وسرطان عنق الرحم ، وبطانة الرحم ، وسرطان المرارة ، وسرطان الكبد .
2. السمنة ، وأمراض الشرايين ، والقلب , يوجد الدهن متداخلا مع خلايا لحم الخنزير بكميات كبيرة ، خلافا للحوم البقر ، والغنم ، والدجاج .
3. التهاب المفاصل .
4. الأمراض التحسسية .
وهذا شيء يسير مما يسببه تناول لحم الخنزير والاختلاط به .
وما سبق منقول عن مقال بعنوان " الإعجاز الطبي الإسلامي في تحريم الخنزير " على شبكة الإنترنت ، بتصرف .
ثالثاً:
أدلة تحريم الخنزير
قرر العلماء أن الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ ضروريات خمس , ومن هذه الضروريات : حفظ النفس , ولذلك حرم الله تعالى تناول كل ما يؤذي الإنسان ويسبب له الضرر .
وجاءت الشريعة ببيان ما يحل ، وما يحرم ، من الأطعمة ، والأشربة , والقاعدة في ذلك قول الله تبارك وتعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِث ) الأعراف/ 157 .
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة/ 168 .
ومن الخبائث التي حرمها الله : لحم الخنزير .
1. قال تعالى : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} .[البقرة:173].
2. قال تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) المائدة/ 3 .
3. قال تعالى : ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيم ) الأنعام/ 145 .
ومما جاء في السنة في ذلك :
1. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ ، وَهُوَ بِمَكَّةَ : ( إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأَصْنَامِ ) ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ فَإِنَّهَا يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ ، وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ ، وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ ، فَقَالَ : ( لاَ ، هُوَ حَرَامٌ ) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ : ( قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ ، إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ ) .
رواه البخاري ( 2121 ) ومسلم ( 1581 ) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
قال جمهور العلماء : العلة في منع بيع الميتة ، والخمر ، والخنزير : النجاسة ، فيتعدى ذلك إلى كل نجاسة .
" فتح الباري " ( 4 / 425 ) .
2. عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَثَمَنَهَا وَحَرَّمَ الْمَيْتَةَ وَثَمَنَهَا وَحَرَّمَ الْخِنْزِيرَ وَثَمَنَهُ ) .
رواه أبو داود ( 3485 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود " .
3. عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ) .
رواه مسلم ( 2260 ) .
قال النووي - رحمه الله - :
وَمَعْنَى ( صَبَغَ يَده فِي لَحْم الْخِنْزِير وَدَمه ) فِي حَال أَكْله مِنْهُمَا ، وَهُوَ تَشْبِيه لِتَحْرِيمِهِ بِتَحْرِيمِ أَكْلهمَا .
" شرح مسلم " ( 15 / 15 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وهذا المعنى نبَّه عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله : ( مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ) فإن الغامس يده في ذلك : يدعوه إلى أكل لحم الخنزير ، وذلك مقدمة أكله ، وسببه ، وداعيته ، فإذا حرَّم ذلك : فكذلك اللعب الذي هو مقدمة أكل المال بالباطل ، وسببه ، وداعيته .
" مجموع الفتاوى " ( 32 / 226 ) .
نور العين- عضوة إدارية
-
عدد الرسائل : 1354
تاريخ الميلاد : 23/01/1994
العمر : 30
الدولة : المغرب
المهنة : student
المدينة : مراكش
الأوسمة :
الدولة :
رد: أنفلونزا الخنازير والوباء العالمي
هناك ما يدعو الى الاستغراب في هده الامراض من قبيل انفلونزا الخنازير و الطيور .. فهي تثير ضجة في بدايتها ثم تندثر بعد ذلك اوتخف حدة انتشارها على عكس الاوبئة التي ظهرت في مامضى كالايدز و السرطان فهي تتطور عكس الانفلونزا.لغز يستدعي حله فمن يملك الجواب ياترى.
على كل حال شكرا على صاحب الموضوع و على كل من ساهم في اغنائه بالاتيان بمزيد من المعلومات
على كل حال شكرا على صاحب الموضوع و على كل من ساهم في اغنائه بالاتيان بمزيد من المعلومات
فلة- نجمة المنتدى
-
عدد الرسائل : 871
تاريخ الميلاد : 20/08/1993
العمر : 31
الدولة : المغرب
المهنة : تلميدة
المدينة : مراكش
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى