فتيات إملشيل ينتفضن ضد موسم الزواج

يرفضن الزواج المبكر مقابل مهر بـ 200 درهم ويطمحن إلى الدراسة

إذ لم تعد لديهم رغبة ملحة في أخذ المساعدات الغذائية والملابس، بل
يحتاجون إلى إصلاح الطرق وإخراجهم من العزلة والحصار الثلجي الذي يدوم
أزيد من ثلاثة أشهر، وبالنسبة إلى فتيات المنطقة فلم تعد لهن رغبة في
الزواج المبكر، وأصبحن يصررن على استكمال دراستهن.

تغيرت نظرة الزواج عند بعض الفتيات بإملشيل، إذ عبرت فتيات
أعمارهن ما بين 10 و 12 سنة أنهن يرغبن في إتمام دراستهن، والحصول على
شهادات عليا تؤهلهن للظفر بمناصب مهمة من أجل خدمة منطقتهن بالدرجة
الأولى.

وفي هذا السياق قالت فاطمة (12 سنة)، بعينين دامعتين: "تستهويني
مهنة الصحافة وأحب أن أصبح صحافية وأكتب عن مشاكل إملشيل كي ينتبه
المسؤولون إلينا". "أرفض الزواج حاليا أريد إتمام دراستي"، هذا ما أكدته
فاطمة وهي مبتسمة الثغر وعيونها تخفي حزنا دفينا.

فاطمة ليست الوحيدة التي تريد أن تخالف تقاليد وعادات قبيلتها،
بل عشرات الفتيات لديهن الرغبة ذاتها ويحرسن على استكمال دراستهن
الإعدادية والثانوية والجامعية، فمنهن من تحلم بأن تصبح طبيبة أطفال
لعلاجهم وقت الحصار والعزلة، ومنهن من تحب مهنة التعليم ولديها رغبة في أن
تصبح معلمة وتدرس الأطفال وتشجعهم على متابعة الدراسة.

هن صغيرات من حيث السن، لكنهن كبيرات في عقولهن، فلديهن أفكار
فاجأت زوار إملشيل، إذ كانت ضمنهن طفلة تحرص بين الفينة والأخرى على قراءة
إحدى الجرائد الوطنية باستمرار، وتعرف أسماء بعض صحافييها.

اتضح من خلال حديث "المغربية" مع هؤلاء الطفلات أن موسم الخطوبة إملشيل سيتحول إلى مهرجان لطلب العلم والمعرفة.

شكرا أخي فارس على هذا الموضوع. أتمنى أن أكون موفقا في هذه الإضافة.

عجيب أمر هذه الحياة، بمفارقاتها الغريبة و المتناقضة. أحيانا تعلن عن تمردها و تعلن أحيانا أخرى عن سلام و هدنة غير محددة الأجل.. ففي حين تمن و بسخاء على البعض.. تعرض و تمسك عن البعض الآخر، مجتمعنا انعكاس لهاته المفارقات التي تفرضها حتما تلك الملكة الغير المتوجة.. في ذات أي منا، طبعا إنها الحياة.. تلك الخزانة السحرية المليئة بالمفاجئات.. و التناقضات دائما..

في بعض الأحيان تكفي إضافة بعض الحروف أو حرف واحد إلى كلمة ما لتصير من صيغتها المذكر إلى المؤنث و أحيانا أخرى تكفي لإضافة الوجود و القيمة على هذه الكلمة المؤنثة بالذات تغيير عقليتنا و نمط تفكيرنا.. و هذا بالذات ما لن يتأتى إذا لم نتقبل الرأي و الرأي الآخر، برحابة صدر واسعة.. هاته الكلمات سيفهمها بدون شك كل من يملك عقلا مثقفا وواعيا.. و بالضرورة لجعل الأمور كذلك يجب تنمية هذا العقل بالدراسة و التعليم، اللذان يعتبران ترياق كل إنسان في هذه الحياة... سأضيف هنا تاء ا لإكمال معنى الكلمة... لذا فإليك أوجه تساؤلاتي، عتابي، حزني.. إليك يا من وأدوا أحلامك و طموحاتك في الشتل، و اقتلعوا كل ذرة أمل لتصيري متعلمة كغيرك، يا من تسكنين البوادي و حرمت من هذه النعمة الغالية المتاحة، لماذا يا عزيزتي تعانين باسم الظروف القاسية الطبيعية، المجتمعية، و حتى السياسية التي لم تكن عند الموعد ؟ لماذا كتبت عليك المعانات في الحقول و الجلوس منزوية في ظلام الجهل عوض حملك قلما و كراسة كغيرك ؟ لماذا غيرك من بنات جنسك من طينة الطبقات المخملية يتنافسن فيما بينهن حول أي بلد في هذه البقعة الأرضية الرحبة سيحضى بشرف استقبالهن لإتمام دراستهن بلغات أتقن لسانهن معضمها ؟ أكيد ستتحججين و تقولين أن أسرتك، عاداتك و.. و.. لا تسمح بتعليمك ؟ أو ستقولين انك بمجرد ما حصلت على شهادة الإبتدائي انقطعت عن الدراسة لابتعاد الإعداديات بالعديد من الكيلومترات عن قريتك النائية ؟ ستقولين انك تشتغلين في الحقول و هذا يستنزف كل وقتك و لا تجدين مجالا للدراسة ؟ ستقولين.. و ستقولين..

لا عليك، كفاك، سأرسل كل أجوبتك، و عتاباتك يا أختي الغالية، عبر البريد المستعجل إلى هاته الحياة.. الكريمة و المعطاءة عبر نسمات الهواء أرسلها لتصل إلى كل من ذكرت.. لتصحيح مستقبلك حتما.. و لتأمني غدر الزمان.. وأشياء أخرى... و لتخرجي من ظلمات الجهل الذي أدخلت إليها مكرهة بأسباب واهية و أحيانا معقولة أو حتى خارجة عن إرادتك..

هل ستعرفين بدورك ما سأهمس به لك أختي.. شاقول لك هل فعلا إذا ما توفرت لك كل الظروف المتاحة و أزيلت كل العوئق، فهل سأراك في مناصب المسؤولية، و إذا ما حصل ذلك، فهل ستخرجين بدورك محيطك من براثن الظلام... وتنقدين أجيالا جديدة..من بنات جنسك.. أنا في انتظار جوابك.. و أريده أن يكون مكتوبا على ورقة.. و بحروف أبجدية.

بقلم : بشرى شكار

فتيات إملشيل ينتفضن ضد موسم الزواج

فتيات إملشيل ينتفضن ضد موسم الزواج

رد: فتيات إملشيل ينتفضن ضد موسم الزواج