طارق رمضان: قرار فصلي قرار سياسي فرضه اليمين المتطرف الهولند
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
طارق رمضان: قرار فصلي قرار سياسي فرضه اليمين المتطرف الهولند
في أول خروج إعلامي له بعد فصله عن العمل من بلدية روتردام وجامعتها
المساء
مرة أخرى شكل طارق رمضان الحدث في هولندا وأوربا، قبل أن تنتقل تداعيات الحدث إلى خارج أوربا. فقد كان رمضان، المثقف الإسلامي المثير للجدل، في قلب زوبعة إعلامية نتيجة صدور قرار بفصله عن العمل من بلدية روتردام وجامعتها بسبب إصراره على المشاركة في برنامج تقدمه قناة «بريس تي في» الإيرانية، إذ اعتبرت البلدية أن موقف رمضان يساند نظاما دكتاتوريا لا يحترم حقوق الإنسان. إلا أنه خلافا لما توقعته البلدية، التي يوجد على رأسها مسؤول من أصل مغربي، أحمد أبو طالب، تطور الأمر إلى ما يشبه الأثر العكسي بعد أن حظي رمضان بموجة تضامن واسعة من قبل أوساط فكرية وسياسية وجمعوية وإعلامية.
- صدر في حقك مؤخرا قرار بالفصل من منصب «مستشار خاص في الإدماج» ببلدية روتردام على إثر استمرارك في المشاركة في برنامج تلفزيوني على قناة «بريس تي في» الإيرانية، وهو القرار الذي شاركت فيه جامعة المدينة كذلك. ما هي الخلفية العامة لهذا القرار؟
< الحكاية لها علاقة، أولا، بمواقف حركة اليمين المتطرف الهولندي، الذي حقق أفضل التئام انتخابي في الانتخابات الأوربية الأخيرة في روتردام، وزادت نسبته التمثيلية بـ8 في المائة، كما أصبح له أربعة نواب على المستوى الوطني. قبل ذلك، حدثت محاولة للنيل مني في شهري مارس وأبريل واتهمت بأنني أدليت بتصريحات متطرفة فيما يخص المرأة وموقفي من الشذوذ، وبأنني أتعمد الخطاب المزدوج. وكانت بلدية روتردام حينها انقسمت إلى فريقين متعارضين قبل أن تتم تبرئتي مما نسب إلي. إذ أكدت التحريات التي قامت بها بلدية روتردام أشياء مهمة، وهي أن طارق رمضان لا يتعمد الخطاب المزدوج، وأن أقواله إما أنها حرفت أو أنها خاطئة أو أنها أولت خارج سياقها. إلا أنني شعرت بوجود مشكل سياسي حقيقي، لأن الجامعة سبق أن عرضت علي في شهر ماي منصبا أكاديميا آخر في أمستردام، وكانت تريدني أن أحتفظ بالمنصبين في روتردام وأمستردام وأن أتخلى عن مسؤوليتي في بلدية روتردام (مستشار خاص في شؤون الإدماج)، إلا أنني رفضت هذا الطلب، لأنني لا أريد أن أتخلى عن هذا المشروع. وبعد هذه اللحظة، بدأت أحس بالضغوطات السياسية تمارس علي في اتجاه إرغامي على فسخ العقد الذي يربطني بالبلدية والجامعة...
- كيف هو الوضع الآن بعد هذا القرار؟
< اليوم هنالك موجة مقاومة حقيقية تعلن التضامن معي. هنالك حوالي مائة أستاذ من الأساتذة الجامعيين الكبار الذين أعلنوا رفضهم هذا القرار وأكدوا وقوفهم إلى جانبي، كما أن هنالك كتابات صحافية تنشر بشكل يومي تقريبا تعبر عن رفضها هذا القرار...
- لكن، ألا يوجد من بين هذه الكتابات من استغل الفرصة لينتقدك؟ هل هذه الكتابات كلها كانت متضامنة معك؟
< أنا بدوري اندهشت للحجم الأكبر من الكتابات الصحافية المساندة؛ بل إن شخصيات رسمية وسياسية أعلنت هي الأخرى تضامنها معي. وأذكر هنا الوزير الأول الهولندي الأسبق. كما أبدت وزارة التربية تحفظها من قرار الجامعة وأكدت حرصها على احترام حرية التعبير الأكاديمي.
أذكر هنا بأن بلدية روتردام اتخذت قرارها بفصلي دون أن تتحدث معي ولو مرة واحدة في الموضوع، وهو ما يعني أن هنالك حسابات وضغوطا سياسية عجلت باتخاذ قرار فصلي...
- وكيف كان رد فعلك؟ هل مازلت تصر على رفع دعوى ضد البلدية؟
< نعم، فقد سجلت دعوى بعد أن أطلعت محامي على العقد والبنود المنصوص عليها فيه، وتبين له أن هنالك إخلالا واضحا بالعقد من قبل الإدارة والبلدية والجامعة. وما أريد هنا هو أن يعودوا إلى المنصوص عليه في العقد الذي يمتد إلى شهر فبراير من سنة 2011، وأن يتراجعوا عن قرار الفصل حتى أعود إلى ممارسة مسؤوليتي وإلا سأطالب بحق التعويض عن الضرر على خلفية دعوى الإساءة إلى سمعتي.
ففي ظرف ثلاثة أيام فقط، ظهرت 1150 مقالا صحافيا عبر العالم حول قرار الفصل وحول شخصي، وغالبا ما استندت هذه المقالات والتغطيات الإعلامية على نص قرار الفصل الذي أصدرته البلدية، والذي يسيء إلى مصداقيتي. وهذا أمر لا يمكن أن أقبل به.
- ألم تستحضر أن العمل مع قناة «بريس تي في» الإيرانية سيجر عليك المشاكل، خاصة أنك موضوع اتهامات دائمة من قبل العديد من المناوئين لفكرك؟ ألم يكن في الأمر مغامرة؟
< أولا، أنا أشتغل مع «بريس تي في» منذ أكثر من سنة، ثم إنني قبل أن أقدم على الاشتغال معها، منحت نفسي مهلة كافية للتفكير قاربت الثلاثة أشهر، واتصلت خلالها بالعديد من العلماء والشخصيات المختصة لاستفتائها في الأمر لأنني أدرك جيدا طبيعة الرهانات السياسية، سواء داخل إيران أو على المستوى الدولي.
كما أنني لم أجامل النظام الإيراني أبدا، بل إنني أعلنت من روتردام موقفي الرافض للزواج القسري ودعمت حملة ضده، مثلا، فضلا عن أن موقفي من إيران كان دائما انتقاديا، وأدنت إطلاق الرصاص على المتظاهرين في إيران خلال الانتخابات الأخيرة وكنت دائما مستقلا في مواقفي السياسية. ثم كيف لجامعة روتردام أن تصادر حريتي في التعبير الأكاديمي والحال أن الجميع يؤيد هذه الحرية ويشجع على إغناء النقاش من أجل تبديد التوتر؟
في هذا الإطار، أدعو إلى المقارنة بين موقف جامعة روتردام من حرية التعبير الأكاديمي وموقف جامعة أكسفورد، التي أشتغل فيها أستاذا للدراسات الإسلامية المعاصرة. فقد قالت هذه الأخيرة إن الرأي والالتزام الشخصيين للأستاذ خارج الإطار الجامعي هما جزآن لا يتجزآن من حريته في التعبير.
- وماذا عن القناة الإيرانية «بريس تي في»؟ هل كان لها موقف مما حدث؟
< القناة اكتفت بدعوتي إلى الحديث عن الواقعة وتقديم روايتي في الموضوع؛ وقد قلت من ذلك المنبر إن التزامي مع «بريس تي في» لا يعني أنني أساند النظام الإيراني !
- يبدو أن أوساطا كثيرة تسعى إلى تصفية حساباتها معك... فقد انتشر الخبر بسرعة كبيرة. هل هي مؤامرة مستمرة ضد طارق رمضان؟
< نعم، الخبر لم ينتشر في أوربا وحدها، بل عبر العالم. فقد كانت أول مكالمة توصلت بها في الموضوع خلال الساعات الأولى التي تلت صدور قرار الفصل، كما توصلت بمكالمة من واشنطن بعد ست ساعات، وبأخرى من سنغفورة. أعتقد أن مدينة روتردام لم تكن تتوقع أن تتطور الأمور بهذا الشكل الكبير، الذي تحول ضدها. بالمناسبة، أوضح هنا أمرا مهما وهو أن الحكومة الهولندية ظلت دائما تحافظ على علاقاتها مع إيران؛ والأهم من هذا – وهو ما لم أكن أعرفه من قبل- هو أن عددا من أساتذة الجامعة بادروا إلى فضح النفاق السياسي لبلدية روتردام من خلال الكشف عن أن هذه البلدية هي التي تشرف على تدبير شؤون ميناء المدينة، وأن هذا الميناء والبلدية لم يقطعا أبدا علاقتهما مع إيران.
- لم يكن الأمر، إذن، إلا تمثيلية سياسية...
< نعم، أنا لست غافلا عما يجري على المستوى الدولي، خاصة ما يتعلق بالملف النووي الإيراني. وإذا كان من طرف دولي يعوق تحقيق السلام في الشرق الأوسط فهو إسرائيل. الحكومة الإسرائيلية تسلك استراتيجية منافقة على هذا المستوى.
في ما يخص قضية التسلح النووي، أنا أرفضه. لكن، ليكن نفس منطق المنع يسري على الجميع. ولنبدأ بإسرائيل أولا.
ما أريد أن أقوله هنا هو أن هنالك حملة موجهة ضد إيران تسخر فيها العديد من الآليات والأشخاص، وهذا التوجيه المتعمد هو الذي لن أشارك فيه أبدا. فإذا كنت أنتقد نظاما سياسيا غير شفاف، فإنني لن أستسلم لأي بروبغاندا تسعى إلى زعزعة إيران على المستوى الإقليمي، والحال أن المشكل الحقيقي الذي يعرقل السلام في المنطقة، اليوم، هو إسرائيل.
- القضية، إذن، قضية استهداف متعمد من قبل بلدية روتردام يروم استغلال الحملة ضد إيران للنيل منك...
< فعلا، عندما ربطت بلدية المدينة موضوع الفصل بما ادعته من علاقة مشبوهة وتأييد للنظام الإيراني، فإنها كانت تسعى إلى تأليب الرأي العام ضدي، إلا أن الأمور لم تجر كما اشتهت...
هنالك شيء آخر، وهو أنني أمثل الآن في هولندا، بل في الكثير من الأوساط الأوربية، ما يمثله الحجاب في فرنسا؛ الحجاب على مستوى الظهور في الشارع، وأنا على مستوى الظهور الفكري، أي أنني أمثل المثقف الإسلامي «الظاهر»، الذي يجب القضاء عليه...
- لكنك لست المثقف الوحيد الظاهر في أوربا، فلماذا أنت دون الآخرين؟ ألا يعني هذا التحامل، الذي تتكلم عنه، أن أفكارك تحمل فعلا بعض ما يمكن أن يبرر نقدها؟
< لسنا مثقفين ظاهرين بنفس الطريقة... مرة أخرى، أقول إنني ربما أتميز بالدفاع عن أن نبقى مسلمين كليا داخل الغرب، لأن ذلك جزء لا يتجزأ من هويتنا؛ ثم إننا مواطنون، ولنا أفكار سياسية وقدرة على نقد الأمور والتعبير عن مواقفنا منها.
فأنا لدي مواقف سياسية معروف بها، كما أنني لا أكتفي بالتفرج على الأشياء والصمت. أنا لم أتردد أبدا في فضح الممارسات الإسرائيلية ونقد الأوضاع في العالم العربي الإسلامي، سواء تعلق الأمر بالفساد الإداري أو بقصور التربية والتعليم... هذه أمور لا تروق للبعض، الذي يريدني أن أكتفي بالمعاينة والصمت والمحاباة.
العمدة أحمد أبو طالب أراد أن يستغل الظرفية ويتخلص مني مع اقتراب الانتخابات
أين عمدة بلدية روتردام أحمد بوطالب (من أصل مغربي) من هذا كله، خاصة أننا نعرف (من خلال حوار سابق مع طارق رمضان) أن علاقتكما ساءت على خلفية حكاية ضغوطات اليمين المتطرف؟
< أولا، يجب أن تعلم أن وسائل الإعلام الهولندية أثارت، في حديثها معي على خلفية قرار الفصل، ما سبق أن قلتُه في حواري معك (نشر قبل بضعة أشهرعلى جزأين في “المساء”) حول خيانة العمدة المغربي لي وتخليه عني في روتردام (عندما تعرض لهجوم اليمين الهولندي).يبدو أنهم ترجموا الحوار.
أُذكر هنا بأنه سبق لي أن التقيت أحمد أبو طالب قبل سنة في مناسبة إفطار رمضاني. لم يكن حينها عمدة بعد. وعبر لي عن مساندته ودعمه لي، إلا أنه عندما أصبح عمدة تخلى تماما عني، وذهب إلى حد القول إن توقيع العقد معي كان خطأ، رغم أن المكونات السياسية اليسارية في البلدية عابت عليه هذا الموقف.
ويبدو من خلال ما كتب في مقال نشر في صحيفة هولندية أن العمدة نسق مع الجامعة، وأنه هو من دفع جامعة روتردام إلى أن تعرض علي منصبا آخر في جامعة أمستردام، كما قلت سابقا، لأبتعد عن البلدية. قدم أسبابا غريبة لتبرير هذا العرض... ثم إن قرار الفصل اتخذ في ظرف يوم ونصف من قبل البلدية والجامعة معا دون أن أستشار في الموضوع؛ وهو ما يعني أن القرار قرار سياسي بالدرجة الأولى، فالعمدة أراد أن يستغل الظرفية ويتخلص مني مع اقتراب الانتخابات.
- أصبحت، إذن، عدوه الأول...
< لن أقول عدوا... بل خطرا عليه. فالعمدة لا يرى مصلحة في أن يشتغل معي داخل نفس البلدية بينما يتعرض لضغوطات اليمين المتطرف. ليس من مصلحته السياسية أن يستمر الوضع على هذه الحال
منقول
أين وصلت ديمقراطية الدول الأوربية ؟؟؟؟؟
المساء
مرة أخرى شكل طارق رمضان الحدث في هولندا وأوربا، قبل أن تنتقل تداعيات الحدث إلى خارج أوربا. فقد كان رمضان، المثقف الإسلامي المثير للجدل، في قلب زوبعة إعلامية نتيجة صدور قرار بفصله عن العمل من بلدية روتردام وجامعتها بسبب إصراره على المشاركة في برنامج تقدمه قناة «بريس تي في» الإيرانية، إذ اعتبرت البلدية أن موقف رمضان يساند نظاما دكتاتوريا لا يحترم حقوق الإنسان. إلا أنه خلافا لما توقعته البلدية، التي يوجد على رأسها مسؤول من أصل مغربي، أحمد أبو طالب، تطور الأمر إلى ما يشبه الأثر العكسي بعد أن حظي رمضان بموجة تضامن واسعة من قبل أوساط فكرية وسياسية وجمعوية وإعلامية.
- صدر في حقك مؤخرا قرار بالفصل من منصب «مستشار خاص في الإدماج» ببلدية روتردام على إثر استمرارك في المشاركة في برنامج تلفزيوني على قناة «بريس تي في» الإيرانية، وهو القرار الذي شاركت فيه جامعة المدينة كذلك. ما هي الخلفية العامة لهذا القرار؟
< الحكاية لها علاقة، أولا، بمواقف حركة اليمين المتطرف الهولندي، الذي حقق أفضل التئام انتخابي في الانتخابات الأوربية الأخيرة في روتردام، وزادت نسبته التمثيلية بـ8 في المائة، كما أصبح له أربعة نواب على المستوى الوطني. قبل ذلك، حدثت محاولة للنيل مني في شهري مارس وأبريل واتهمت بأنني أدليت بتصريحات متطرفة فيما يخص المرأة وموقفي من الشذوذ، وبأنني أتعمد الخطاب المزدوج. وكانت بلدية روتردام حينها انقسمت إلى فريقين متعارضين قبل أن تتم تبرئتي مما نسب إلي. إذ أكدت التحريات التي قامت بها بلدية روتردام أشياء مهمة، وهي أن طارق رمضان لا يتعمد الخطاب المزدوج، وأن أقواله إما أنها حرفت أو أنها خاطئة أو أنها أولت خارج سياقها. إلا أنني شعرت بوجود مشكل سياسي حقيقي، لأن الجامعة سبق أن عرضت علي في شهر ماي منصبا أكاديميا آخر في أمستردام، وكانت تريدني أن أحتفظ بالمنصبين في روتردام وأمستردام وأن أتخلى عن مسؤوليتي في بلدية روتردام (مستشار خاص في شؤون الإدماج)، إلا أنني رفضت هذا الطلب، لأنني لا أريد أن أتخلى عن هذا المشروع. وبعد هذه اللحظة، بدأت أحس بالضغوطات السياسية تمارس علي في اتجاه إرغامي على فسخ العقد الذي يربطني بالبلدية والجامعة...
- كيف هو الوضع الآن بعد هذا القرار؟
< اليوم هنالك موجة مقاومة حقيقية تعلن التضامن معي. هنالك حوالي مائة أستاذ من الأساتذة الجامعيين الكبار الذين أعلنوا رفضهم هذا القرار وأكدوا وقوفهم إلى جانبي، كما أن هنالك كتابات صحافية تنشر بشكل يومي تقريبا تعبر عن رفضها هذا القرار...
- لكن، ألا يوجد من بين هذه الكتابات من استغل الفرصة لينتقدك؟ هل هذه الكتابات كلها كانت متضامنة معك؟
< أنا بدوري اندهشت للحجم الأكبر من الكتابات الصحافية المساندة؛ بل إن شخصيات رسمية وسياسية أعلنت هي الأخرى تضامنها معي. وأذكر هنا الوزير الأول الهولندي الأسبق. كما أبدت وزارة التربية تحفظها من قرار الجامعة وأكدت حرصها على احترام حرية التعبير الأكاديمي.
أذكر هنا بأن بلدية روتردام اتخذت قرارها بفصلي دون أن تتحدث معي ولو مرة واحدة في الموضوع، وهو ما يعني أن هنالك حسابات وضغوطا سياسية عجلت باتخاذ قرار فصلي...
- وكيف كان رد فعلك؟ هل مازلت تصر على رفع دعوى ضد البلدية؟
< نعم، فقد سجلت دعوى بعد أن أطلعت محامي على العقد والبنود المنصوص عليها فيه، وتبين له أن هنالك إخلالا واضحا بالعقد من قبل الإدارة والبلدية والجامعة. وما أريد هنا هو أن يعودوا إلى المنصوص عليه في العقد الذي يمتد إلى شهر فبراير من سنة 2011، وأن يتراجعوا عن قرار الفصل حتى أعود إلى ممارسة مسؤوليتي وإلا سأطالب بحق التعويض عن الضرر على خلفية دعوى الإساءة إلى سمعتي.
ففي ظرف ثلاثة أيام فقط، ظهرت 1150 مقالا صحافيا عبر العالم حول قرار الفصل وحول شخصي، وغالبا ما استندت هذه المقالات والتغطيات الإعلامية على نص قرار الفصل الذي أصدرته البلدية، والذي يسيء إلى مصداقيتي. وهذا أمر لا يمكن أن أقبل به.
- ألم تستحضر أن العمل مع قناة «بريس تي في» الإيرانية سيجر عليك المشاكل، خاصة أنك موضوع اتهامات دائمة من قبل العديد من المناوئين لفكرك؟ ألم يكن في الأمر مغامرة؟
< أولا، أنا أشتغل مع «بريس تي في» منذ أكثر من سنة، ثم إنني قبل أن أقدم على الاشتغال معها، منحت نفسي مهلة كافية للتفكير قاربت الثلاثة أشهر، واتصلت خلالها بالعديد من العلماء والشخصيات المختصة لاستفتائها في الأمر لأنني أدرك جيدا طبيعة الرهانات السياسية، سواء داخل إيران أو على المستوى الدولي.
كما أنني لم أجامل النظام الإيراني أبدا، بل إنني أعلنت من روتردام موقفي الرافض للزواج القسري ودعمت حملة ضده، مثلا، فضلا عن أن موقفي من إيران كان دائما انتقاديا، وأدنت إطلاق الرصاص على المتظاهرين في إيران خلال الانتخابات الأخيرة وكنت دائما مستقلا في مواقفي السياسية. ثم كيف لجامعة روتردام أن تصادر حريتي في التعبير الأكاديمي والحال أن الجميع يؤيد هذه الحرية ويشجع على إغناء النقاش من أجل تبديد التوتر؟
في هذا الإطار، أدعو إلى المقارنة بين موقف جامعة روتردام من حرية التعبير الأكاديمي وموقف جامعة أكسفورد، التي أشتغل فيها أستاذا للدراسات الإسلامية المعاصرة. فقد قالت هذه الأخيرة إن الرأي والالتزام الشخصيين للأستاذ خارج الإطار الجامعي هما جزآن لا يتجزآن من حريته في التعبير.
- وماذا عن القناة الإيرانية «بريس تي في»؟ هل كان لها موقف مما حدث؟
< القناة اكتفت بدعوتي إلى الحديث عن الواقعة وتقديم روايتي في الموضوع؛ وقد قلت من ذلك المنبر إن التزامي مع «بريس تي في» لا يعني أنني أساند النظام الإيراني !
- يبدو أن أوساطا كثيرة تسعى إلى تصفية حساباتها معك... فقد انتشر الخبر بسرعة كبيرة. هل هي مؤامرة مستمرة ضد طارق رمضان؟
< نعم، الخبر لم ينتشر في أوربا وحدها، بل عبر العالم. فقد كانت أول مكالمة توصلت بها في الموضوع خلال الساعات الأولى التي تلت صدور قرار الفصل، كما توصلت بمكالمة من واشنطن بعد ست ساعات، وبأخرى من سنغفورة. أعتقد أن مدينة روتردام لم تكن تتوقع أن تتطور الأمور بهذا الشكل الكبير، الذي تحول ضدها. بالمناسبة، أوضح هنا أمرا مهما وهو أن الحكومة الهولندية ظلت دائما تحافظ على علاقاتها مع إيران؛ والأهم من هذا – وهو ما لم أكن أعرفه من قبل- هو أن عددا من أساتذة الجامعة بادروا إلى فضح النفاق السياسي لبلدية روتردام من خلال الكشف عن أن هذه البلدية هي التي تشرف على تدبير شؤون ميناء المدينة، وأن هذا الميناء والبلدية لم يقطعا أبدا علاقتهما مع إيران.
- لم يكن الأمر، إذن، إلا تمثيلية سياسية...
< نعم، أنا لست غافلا عما يجري على المستوى الدولي، خاصة ما يتعلق بالملف النووي الإيراني. وإذا كان من طرف دولي يعوق تحقيق السلام في الشرق الأوسط فهو إسرائيل. الحكومة الإسرائيلية تسلك استراتيجية منافقة على هذا المستوى.
في ما يخص قضية التسلح النووي، أنا أرفضه. لكن، ليكن نفس منطق المنع يسري على الجميع. ولنبدأ بإسرائيل أولا.
ما أريد أن أقوله هنا هو أن هنالك حملة موجهة ضد إيران تسخر فيها العديد من الآليات والأشخاص، وهذا التوجيه المتعمد هو الذي لن أشارك فيه أبدا. فإذا كنت أنتقد نظاما سياسيا غير شفاف، فإنني لن أستسلم لأي بروبغاندا تسعى إلى زعزعة إيران على المستوى الإقليمي، والحال أن المشكل الحقيقي الذي يعرقل السلام في المنطقة، اليوم، هو إسرائيل.
- القضية، إذن، قضية استهداف متعمد من قبل بلدية روتردام يروم استغلال الحملة ضد إيران للنيل منك...
< فعلا، عندما ربطت بلدية المدينة موضوع الفصل بما ادعته من علاقة مشبوهة وتأييد للنظام الإيراني، فإنها كانت تسعى إلى تأليب الرأي العام ضدي، إلا أن الأمور لم تجر كما اشتهت...
هنالك شيء آخر، وهو أنني أمثل الآن في هولندا، بل في الكثير من الأوساط الأوربية، ما يمثله الحجاب في فرنسا؛ الحجاب على مستوى الظهور في الشارع، وأنا على مستوى الظهور الفكري، أي أنني أمثل المثقف الإسلامي «الظاهر»، الذي يجب القضاء عليه...
- لكنك لست المثقف الوحيد الظاهر في أوربا، فلماذا أنت دون الآخرين؟ ألا يعني هذا التحامل، الذي تتكلم عنه، أن أفكارك تحمل فعلا بعض ما يمكن أن يبرر نقدها؟
< لسنا مثقفين ظاهرين بنفس الطريقة... مرة أخرى، أقول إنني ربما أتميز بالدفاع عن أن نبقى مسلمين كليا داخل الغرب، لأن ذلك جزء لا يتجزأ من هويتنا؛ ثم إننا مواطنون، ولنا أفكار سياسية وقدرة على نقد الأمور والتعبير عن مواقفنا منها.
فأنا لدي مواقف سياسية معروف بها، كما أنني لا أكتفي بالتفرج على الأشياء والصمت. أنا لم أتردد أبدا في فضح الممارسات الإسرائيلية ونقد الأوضاع في العالم العربي الإسلامي، سواء تعلق الأمر بالفساد الإداري أو بقصور التربية والتعليم... هذه أمور لا تروق للبعض، الذي يريدني أن أكتفي بالمعاينة والصمت والمحاباة.
العمدة أحمد أبو طالب أراد أن يستغل الظرفية ويتخلص مني مع اقتراب الانتخابات
أين عمدة بلدية روتردام أحمد بوطالب (من أصل مغربي) من هذا كله، خاصة أننا نعرف (من خلال حوار سابق مع طارق رمضان) أن علاقتكما ساءت على خلفية حكاية ضغوطات اليمين المتطرف؟
< أولا، يجب أن تعلم أن وسائل الإعلام الهولندية أثارت، في حديثها معي على خلفية قرار الفصل، ما سبق أن قلتُه في حواري معك (نشر قبل بضعة أشهرعلى جزأين في “المساء”) حول خيانة العمدة المغربي لي وتخليه عني في روتردام (عندما تعرض لهجوم اليمين الهولندي).يبدو أنهم ترجموا الحوار.
أُذكر هنا بأنه سبق لي أن التقيت أحمد أبو طالب قبل سنة في مناسبة إفطار رمضاني. لم يكن حينها عمدة بعد. وعبر لي عن مساندته ودعمه لي، إلا أنه عندما أصبح عمدة تخلى تماما عني، وذهب إلى حد القول إن توقيع العقد معي كان خطأ، رغم أن المكونات السياسية اليسارية في البلدية عابت عليه هذا الموقف.
ويبدو من خلال ما كتب في مقال نشر في صحيفة هولندية أن العمدة نسق مع الجامعة، وأنه هو من دفع جامعة روتردام إلى أن تعرض علي منصبا آخر في جامعة أمستردام، كما قلت سابقا، لأبتعد عن البلدية. قدم أسبابا غريبة لتبرير هذا العرض... ثم إن قرار الفصل اتخذ في ظرف يوم ونصف من قبل البلدية والجامعة معا دون أن أستشار في الموضوع؛ وهو ما يعني أن القرار قرار سياسي بالدرجة الأولى، فالعمدة أراد أن يستغل الظرفية ويتخلص مني مع اقتراب الانتخابات.
- أصبحت، إذن، عدوه الأول...
< لن أقول عدوا... بل خطرا عليه. فالعمدة لا يرى مصلحة في أن يشتغل معي داخل نفس البلدية بينما يتعرض لضغوطات اليمين المتطرف. ليس من مصلحته السياسية أن يستمر الوضع على هذه الحال
منقول
أين وصلت ديمقراطية الدول الأوربية ؟؟؟؟؟
izri- مراقب عام
-
عدد الرسائل : 435
تاريخ الميلاد : 17/06/1981
العمر : 43
الدولة : MAROC
المهنة : طالب
المدينة : مدينة الورود
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: طارق رمضان: قرار فصلي قرار سياسي فرضه اليمين المتطرف الهولند
شكرا أخي إزري على الموضوع و أستسمحك بإدراج هذه النبدة التعريفية عن طارق رمضان لكي تعم الفائدة.
ولد طارق سعيد رمضان في سويسرا في السادس والعشرين من غشت عام 1962 ؛ هو حفيد حسن البنا، ونجل الدكتور سعيد رمضان أحد القيادات الإسلامية في أوروبا حتى وفاته عام 1995. يقول طارق عن ظروف تواجد الأسرة في سويسرا: "كان أبي قد غادر مصر في إبريل عام 1954 بعد 3 شهور من الاعتقالات الأولى، في لحظة تغير إستراتيجية جمال عبد الناصر.. وكان أبي قد اختير للتو أمينا عاما للمؤتمر الإسلامي حول القدس، وفي لحظة استعداده للسفر لأداء مهمته علم باستئناف الاعتقالات الجماعية، فأخذ والدتي وأخي الأكبر، وغادر مصر التي لم يعد بإمكانه العودة إليها. وقد أقام أولا في سوريا حيث بقي سنتين، ثم رحل إلى لبنان، ومن ثم وصل إلى سويسرا في عام 1958، فاستقر بها، وأسس المركز الإسلامي بجنيف عام 1961".
تلقى طارق تعليمه الأول في مدارس جنيف الفرنسية، وجامعتها حتى حصل على الماجستير والدكتوراة في الفلسفة والأدب الفرنسي، وخلال مراحل دراساته العليا بدأ العمل في تدريس الأدب الفرنسي بمدارس جنيف لعدة سنوات. وخلال تلك الفترة عمل عميدا لمؤسسة ثانوية عليا وهو في الخامسة والعشرين من عمره؛ ولأنه كان ذا اهتمام خاص بالدراسات الإسلامية فقد سافر عام 1992 إلى مصر لمتابعة دراساته الإسلامية لمدة عام.
وحسب المقالة التي نشرتها جريدة فرانكفورتر روند شاو الألمانية بتاريخ 24 يناير 2008 وترجمها موقع قنطرة فإن طارق رمضان يعارض عقوبة الرجم والإعدام وأي عقوبات جسدية، ويرى أن هكذا عقوبات ليست من الإسلام، على حد قوله.
لطارق رمضان عدة مؤلفات تم تترجمة بعضها إلى اللغة العربية، كما له عدة منشورات في الجرائد الدولية و تم استقباله في العديد من البرامج التلفزيونية. وقد كتبت عنه مجموعة من الكتب من طرف كُتّاب و نقّاد عالميين.
بالنسبة لسؤالك عن ديموقراطية الدول الأوروبية أعتقد أنك لو أمعنت النظر جيدا في كلمة حَقْ لتوصّلت إلى الجواب !! فهذه الكلمة تتكون من حرفين (ح و ق) لا وجود لهما أصلا في قاموس هذه الدول؛ و فاقد الشئ لا يعطيه كما تعرف.
شكرا مرة أخرى على الموضوع مع أزكى السلام
العمراني عبد العزيز- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 307
تاريخ الميلاد : 19/08/1982
العمر : 42
الدولة : المغرب
المدينة : مدينة الورود
رقم عضويه : 879
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى