عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
+3
سامي دقاقي
bogos199
صالح اهضير
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
" إلـى القرية الجـاثمـة عـلى الـتل الأطلسي الشـامخ: فلتظـللك أجنحة السكينة بعد أن انزاح الغول عن جسدك المختنق إلى الأبد… "
وفجأة،وكما النار تسري في الهشيم،عم بين الأهالي نبأ مفاده أن "عباس الغول" قد عاد ثانية من بعد طول غياب…عاد الرجل الذي روع أرجاء القرية وبث الرعب في كل شبر من أرجائها وعاث فيها فسادا طولا وعرضا…شوهد على حين غرة صبيحة يوم هادئ مشرق من طرف مجموعة من الرعاة وهو يزحف صعودا في اتجاه البلدة الجاثمة على التل الشامخ….
ثلة من الناس لم تصدق ما ترامى إلى مسامعها مما تداولته الألسن وتصدت للشائعة وعدت ذلك من قبيل الهراء والقيل والقال،وطرف ثان تأرجح اعتقاده بين الشك واليقين وخلص في النهاية إلى أن الرجل وإن عاد فلن يقوى على ذبح دجاجة أوما دونها،بل لن تقوم له قائمة بعد كل هذه السنوات الطويلة من الأشغال الشاقة في غياهب الأسر…
أما الذين صدقوا الخبر،وهم معظم الناس،وبخاصة منهم أولئك الذين انطبعت بذاكرتهم ولا تزال بصمات من ماض أسود لطخت صفحاته أعمال من النهب والسلب والترهيب، فقد استبد بهم هلع عظيم وتساءلوا في حيرة كبيرة: من سيكون الضحية يا ترى؟…
على إثر ذلك هب منهم من كان على مشارف البلدة أو خارجها،في انشغال أو لحاجة خاصة،مسرعا إلى بيته مخافة أن يلحق بأهله أوعياله شر أو مكروه…
وكان ممن حمل الخبر محمل الجد شيخ القبيلة وأعوانه،حيث عمد على الفور إلى إبلاغ المسؤولين وأصدر أوامره للساكنة بالتحصن داخل بيوتاتهم وألا يفتحوا أبوابها لأي طارق او زائر اوعابر سبيل مهما يكن حتى إشعار أخر….
ما أن توسط "عباس الغول"القرية واحتواه الطريق العام حتى تعلقت به الأنظار ترمقه عن كثب من خلال فتحات الأبواب والشبابيك وشقوق الحيطان ومن فوق السطوح والشرفات.. الذين لم يعايشوا كل مآسي وهموم أهل البلد من الوافدين والغرباء وصغار السن تسمرت أحداقهم بالمشهد جاحظة ومتفحصة تحاول استجلاء حقيقة ما ستسفر عنه عودة الرجل الذي مافتئت أعماله "البطولية" صدى لتخاريف وحكايات ترن في أذهانهم بعد أن تناقلتها الشفاه وذاع صيتها خارج تخوم القرية.أما البقية من الأهالي فقد سرت في أوصالهم بقايا من رعب قديم،وكان أغلب الظن عندهم أن الكارثة واقعة لا محالة…
الرجل قوي البنية،مديد القامة،رأس ضخم نبت فوقه شعر اسود تخالطه شدة بياض.يحمل وجها عريضا صارما غزته التجاعيد وشوهت معالمه بعض الندوب..شارب كث ولحية كثيفة لم تحلق مند مدة.العينان جاحظتان يشع منهما بريق مثير.الجسد ملفوف في رداء متسخ بني اللون.. بعض الذين انخرطوا معه في سلك الجندية،من شباب البلدة،يذكرون عنه انه كان مثالا للشجاعة والمغامرة وركوب المخاطر،إلا انه ما لبث أن فصل عن الخدمة بسبب سلوكه العدائي وتطاوله على رؤسائه…
الّّّذين يعرفونه تمام المعرفة أدركوا،ولأول وهلة،انه وبالرغم مما يثيره مظهره من إرباك للنفوس،إلا انه ما عاد يحتفظ بمواصفاته المعهودة..تأكد لهم انه فقد بعضا من قواه الجسدية وربما النفسية اوحتى العقلية.. من يدري؟ يدل على ّّذلك انحسار في نظراته الشرسة وتثاقل في خطواته الحثيثة وتراجع عن اندفاعه الوحشي.. كما زاد من البرهنة على صحة اعتقادهم هذا أن الرجل لم يهاجم حيوانا ولم يقطع شجرة ولم يطرق بابا ولم يقتحم مسكنا ولم تصدر منه كلمة أو صراخ اوازعاج،كما كان ذلك دأبه في عهد سابق.. ومع ذلك لم يجرؤ احد على أن يخطو خطوة واحدة إلى الأمام أو على أن يبدي أدنى حركة.لقد توجس الجميع منه خيفة وأنفاسهم تلهث وتلهث…
الصغار تمسكوا بتلابيب أمهاتهم وارتموا بين أحضانهن يلتمسون الحماية وفرائصهم ترتعش مثل الريشة في مهب الريح وأسنانهم تصطك..
يعمدون إلى دلك في براءة تامة غير واعين بما يدور حولهم من الغاز..لا يفهمون من عالم الكبار سوى أن الغول جاء ليختطفهم إلى خلوته هناك بعيدا.. إلى ما وراء التل الشامخ…
النساء يركن إلى مجلسهن ينتحبن بهدوء وبأصوات خافتة ولاذ الحوامل منهن بأوكارهن يدارين ما في بطونهن وقد امسكن جميعهن برؤوسهن ودوى في غور صدورهن خفقان مرعب..الشيوخ وكبار السن يمسدون لحاهم وقد غشيتهم سحابة صمت رهيب.يستدرون من ربهم اللطف والسلامة وشبح الأمس المرير يربض أمام أعينهم..
يندفع "عباس الغول" في طريقه متعثر الخطى مثل المكبل،غير آبه بالعيون التي كانت تترصده من كل الجهات، بعد ان تحسس وجودها بذكائه الثاقب..يتوقف بين حين وآخر لبرهة قصيرة..يلجأ إلى ذلك ربما لالتقاط أنفاسه بعد ان أضناه المشي لمسافات طويلة وكلت قدماه،او تحسبا لخطر محدق يتوقعه في دروب ومسالك خلت من أهلها اولأمر ما يتدبره هو بالذات…
على مقربة من مسجد القرية العتيق،توقف فجأة جامدا مثل التمثال وبدا غارقا في تأملاته يستطلع البناية الطينية ذات البوابة الخشبية المقوسة،كأنما يراها لأول مرة..لا ريب أن هناك شيئا ما يدور بمخيلته..لم يساور المترصدين شك في انه إنما توقف ليستعيد شريط أحداث الأمس الأسود عندما هشم لآخر مرة وجه امرأة وسرق حليها ومجوهراتها وفر هاربا.وبعد أن سدت في وجهه المنافذ استغل قداسة المكان محتميا بداخله..لكن المطاردين كانوا له بالمرصاد بعد أن فطنوا لنواياه..امسكوه واحكموا وثاقه وانهالوا عليه ضربا ورفسا وتركوه يتلوى كالأفعى المكلومة بين الحياة والموت ليحمل إلى مستشفى المدينة وليحال بعد ذلك على القضاء…
استدار إلى الخلف ثم عن يمينه ويساره،كما لو انه يروم إلى التأكد من أن لا احد يطارده،بعدها اندفع إلى فناء المسجد لينتحي ناحية بداخله..كان خاليا من المتعبدين،فقد كان الوقت وقت ضحى..تهاوى بجسده المنهوك على الأرض وتمدد على حصير بال..جال بنظراته التائهة في أرجاء المكان..تصبب عرقا..ارتعشت شفتاه ولاحت على جبينه الملتهب أسارير ابتسامة باهتة ثم أغمض جفنيه في هدوء…
أثار ذلك استغراب الساكنة..لم يكن احد يتصور أن يلوذ الرجل بالمكان الذي كاد أن يشهد فيه مصرعه إلى حد تساءل فيه معظمهم:أليس بالإمكان أن يكون الرجل قد عاد إلى رشده وثاب إلى ربه ثوبة نصوحا؟..
غير أن الظنون لم تكن صادقة وكان الواقع شيئا آخر غير الذي تبادر إلى العقول،فقد مر حين من الوقت وقف الجميع بعده في ذهول متسمري الإقدام شاخصي الأبصار على مقربة من "عباس الغول" الذي اسلم الروح لباريها واستحال إلى جثة هامدة…..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت لنا هذه القصة بجريدة:"الاتحادالاشتراكي"/العدد:7847/بتاريخ:09/02/2005
ثلة من الناس لم تصدق ما ترامى إلى مسامعها مما تداولته الألسن وتصدت للشائعة وعدت ذلك من قبيل الهراء والقيل والقال،وطرف ثان تأرجح اعتقاده بين الشك واليقين وخلص في النهاية إلى أن الرجل وإن عاد فلن يقوى على ذبح دجاجة أوما دونها،بل لن تقوم له قائمة بعد كل هذه السنوات الطويلة من الأشغال الشاقة في غياهب الأسر…
أما الذين صدقوا الخبر،وهم معظم الناس،وبخاصة منهم أولئك الذين انطبعت بذاكرتهم ولا تزال بصمات من ماض أسود لطخت صفحاته أعمال من النهب والسلب والترهيب، فقد استبد بهم هلع عظيم وتساءلوا في حيرة كبيرة: من سيكون الضحية يا ترى؟…
على إثر ذلك هب منهم من كان على مشارف البلدة أو خارجها،في انشغال أو لحاجة خاصة،مسرعا إلى بيته مخافة أن يلحق بأهله أوعياله شر أو مكروه…
وكان ممن حمل الخبر محمل الجد شيخ القبيلة وأعوانه،حيث عمد على الفور إلى إبلاغ المسؤولين وأصدر أوامره للساكنة بالتحصن داخل بيوتاتهم وألا يفتحوا أبوابها لأي طارق او زائر اوعابر سبيل مهما يكن حتى إشعار أخر….
ما أن توسط "عباس الغول"القرية واحتواه الطريق العام حتى تعلقت به الأنظار ترمقه عن كثب من خلال فتحات الأبواب والشبابيك وشقوق الحيطان ومن فوق السطوح والشرفات.. الذين لم يعايشوا كل مآسي وهموم أهل البلد من الوافدين والغرباء وصغار السن تسمرت أحداقهم بالمشهد جاحظة ومتفحصة تحاول استجلاء حقيقة ما ستسفر عنه عودة الرجل الذي مافتئت أعماله "البطولية" صدى لتخاريف وحكايات ترن في أذهانهم بعد أن تناقلتها الشفاه وذاع صيتها خارج تخوم القرية.أما البقية من الأهالي فقد سرت في أوصالهم بقايا من رعب قديم،وكان أغلب الظن عندهم أن الكارثة واقعة لا محالة…
الرجل قوي البنية،مديد القامة،رأس ضخم نبت فوقه شعر اسود تخالطه شدة بياض.يحمل وجها عريضا صارما غزته التجاعيد وشوهت معالمه بعض الندوب..شارب كث ولحية كثيفة لم تحلق مند مدة.العينان جاحظتان يشع منهما بريق مثير.الجسد ملفوف في رداء متسخ بني اللون.. بعض الذين انخرطوا معه في سلك الجندية،من شباب البلدة،يذكرون عنه انه كان مثالا للشجاعة والمغامرة وركوب المخاطر،إلا انه ما لبث أن فصل عن الخدمة بسبب سلوكه العدائي وتطاوله على رؤسائه…
الّّّذين يعرفونه تمام المعرفة أدركوا،ولأول وهلة،انه وبالرغم مما يثيره مظهره من إرباك للنفوس،إلا انه ما عاد يحتفظ بمواصفاته المعهودة..تأكد لهم انه فقد بعضا من قواه الجسدية وربما النفسية اوحتى العقلية.. من يدري؟ يدل على ّّذلك انحسار في نظراته الشرسة وتثاقل في خطواته الحثيثة وتراجع عن اندفاعه الوحشي.. كما زاد من البرهنة على صحة اعتقادهم هذا أن الرجل لم يهاجم حيوانا ولم يقطع شجرة ولم يطرق بابا ولم يقتحم مسكنا ولم تصدر منه كلمة أو صراخ اوازعاج،كما كان ذلك دأبه في عهد سابق.. ومع ذلك لم يجرؤ احد على أن يخطو خطوة واحدة إلى الأمام أو على أن يبدي أدنى حركة.لقد توجس الجميع منه خيفة وأنفاسهم تلهث وتلهث…
الصغار تمسكوا بتلابيب أمهاتهم وارتموا بين أحضانهن يلتمسون الحماية وفرائصهم ترتعش مثل الريشة في مهب الريح وأسنانهم تصطك..
يعمدون إلى دلك في براءة تامة غير واعين بما يدور حولهم من الغاز..لا يفهمون من عالم الكبار سوى أن الغول جاء ليختطفهم إلى خلوته هناك بعيدا.. إلى ما وراء التل الشامخ…
النساء يركن إلى مجلسهن ينتحبن بهدوء وبأصوات خافتة ولاذ الحوامل منهن بأوكارهن يدارين ما في بطونهن وقد امسكن جميعهن برؤوسهن ودوى في غور صدورهن خفقان مرعب..الشيوخ وكبار السن يمسدون لحاهم وقد غشيتهم سحابة صمت رهيب.يستدرون من ربهم اللطف والسلامة وشبح الأمس المرير يربض أمام أعينهم..
يندفع "عباس الغول" في طريقه متعثر الخطى مثل المكبل،غير آبه بالعيون التي كانت تترصده من كل الجهات، بعد ان تحسس وجودها بذكائه الثاقب..يتوقف بين حين وآخر لبرهة قصيرة..يلجأ إلى ذلك ربما لالتقاط أنفاسه بعد ان أضناه المشي لمسافات طويلة وكلت قدماه،او تحسبا لخطر محدق يتوقعه في دروب ومسالك خلت من أهلها اولأمر ما يتدبره هو بالذات…
على مقربة من مسجد القرية العتيق،توقف فجأة جامدا مثل التمثال وبدا غارقا في تأملاته يستطلع البناية الطينية ذات البوابة الخشبية المقوسة،كأنما يراها لأول مرة..لا ريب أن هناك شيئا ما يدور بمخيلته..لم يساور المترصدين شك في انه إنما توقف ليستعيد شريط أحداث الأمس الأسود عندما هشم لآخر مرة وجه امرأة وسرق حليها ومجوهراتها وفر هاربا.وبعد أن سدت في وجهه المنافذ استغل قداسة المكان محتميا بداخله..لكن المطاردين كانوا له بالمرصاد بعد أن فطنوا لنواياه..امسكوه واحكموا وثاقه وانهالوا عليه ضربا ورفسا وتركوه يتلوى كالأفعى المكلومة بين الحياة والموت ليحمل إلى مستشفى المدينة وليحال بعد ذلك على القضاء…
استدار إلى الخلف ثم عن يمينه ويساره،كما لو انه يروم إلى التأكد من أن لا احد يطارده،بعدها اندفع إلى فناء المسجد لينتحي ناحية بداخله..كان خاليا من المتعبدين،فقد كان الوقت وقت ضحى..تهاوى بجسده المنهوك على الأرض وتمدد على حصير بال..جال بنظراته التائهة في أرجاء المكان..تصبب عرقا..ارتعشت شفتاه ولاحت على جبينه الملتهب أسارير ابتسامة باهتة ثم أغمض جفنيه في هدوء…
أثار ذلك استغراب الساكنة..لم يكن احد يتصور أن يلوذ الرجل بالمكان الذي كاد أن يشهد فيه مصرعه إلى حد تساءل فيه معظمهم:أليس بالإمكان أن يكون الرجل قد عاد إلى رشده وثاب إلى ربه ثوبة نصوحا؟..
غير أن الظنون لم تكن صادقة وكان الواقع شيئا آخر غير الذي تبادر إلى العقول،فقد مر حين من الوقت وقف الجميع بعده في ذهول متسمري الإقدام شاخصي الأبصار على مقربة من "عباس الغول" الذي اسلم الروح لباريها واستحال إلى جثة هامدة…..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت لنا هذه القصة بجريدة:"الاتحادالاشتراكي"/العدد:7847/بتاريخ:09/02/2005
صالح اهضير- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 8
تاريخ الميلاد : 01/01/1955
العمر : 69
الدولة : المغرب
المدينة : بني ملال
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا على القصة المثيرة ودائما في انتظار مساهماتكم العطرة تقبلوا مروري bogos
bogos199- عضو إداري
-
عدد الرسائل : 1206
تاريخ الميلاد : 11/02/1990
العمر : 34
الدولة : المغرب
المهنة : طالب
المدينة : الفقيه بن صالح
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
الأخ المبدع والقاصّ صالح أهضير
نصّ يتدثّر بجمالية سرديّة خاصة تتجلى في سلاسة الأحداث وانسيابيّتها بأسلوب سليم وفصيح..تحكم واضح للسارد/القاص في تدبير الأحداث وشدّ القارئ باحترافية بليغة من اجل مواصلة القراءة حتى النهاية..
النهاية وإن كانت لا تتسم بمفارقتها أو تكسيرها لأفق الانتظار من خلال حدث غير متوقع مثلا إلاّ أنّها تنماز بدراميتها المفرطة التي تجعل المتلقي يتفاعل بل يتعاطف مع الشخصيّة الرئيسية/البطل، فتشتدّ أنفاسه(أي القارئ) في متابعة لتسلسل الأحداث...
نصّ راقني كثيرا في الواقع أخي صالح
دمت مبدعا على الدوام
مودتي التي لا تشيخ
نصّ يتدثّر بجمالية سرديّة خاصة تتجلى في سلاسة الأحداث وانسيابيّتها بأسلوب سليم وفصيح..تحكم واضح للسارد/القاص في تدبير الأحداث وشدّ القارئ باحترافية بليغة من اجل مواصلة القراءة حتى النهاية..
النهاية وإن كانت لا تتسم بمفارقتها أو تكسيرها لأفق الانتظار من خلال حدث غير متوقع مثلا إلاّ أنّها تنماز بدراميتها المفرطة التي تجعل المتلقي يتفاعل بل يتعاطف مع الشخصيّة الرئيسية/البطل، فتشتدّ أنفاسه(أي القارئ) في متابعة لتسلسل الأحداث...
نصّ راقني كثيرا في الواقع أخي صالح
دمت مبدعا على الدوام
مودتي التي لا تشيخ
سامي دقاقي- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 361
تاريخ الميلاد : 01/01/1977
العمر : 47
الدولة : المغرب
المدينة : قلعة مكونة
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
يشرفني انطابعكم وتحليلكم النقدي البناء للنص....
صالح اهضير- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 8
تاريخ الميلاد : 01/01/1955
العمر : 69
الدولة : المغرب
المدينة : بني ملال
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
merciiii bzaff 3la al9issa fi rayatt araw3a walhii .
titim- بداية النشاط
-
عدد الرسائل : 70
تاريخ الميلاد : 10/10/1994
العمر : 30
الدولة : maroc
المهنة : تلميذة
المدينة : kelat magona
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
merci bzaf
houria200- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 1189
تاريخ الميلاد : 03/11/1992
العمر : 32
الدولة : maroc
المدينة : tinghir
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
شكرا لك أخي صالح أهضير على القصة الجميلة.
في الحقيقة كلمة الغول أو الغولة كملة متجدرة في الأوساط الشعبية المغربية وهي حاضرة بشدة في مجموعة من القصص و الروايات و لا أعلم ما هو أصل هذه الأسطورة. أتمنى أن تفيدني ببعض المعلومات إن كانت متوفرة لديك.
تقبل تحياتي مع أزكى السلام.
في الحقيقة كلمة الغول أو الغولة كملة متجدرة في الأوساط الشعبية المغربية وهي حاضرة بشدة في مجموعة من القصص و الروايات و لا أعلم ما هو أصل هذه الأسطورة. أتمنى أن تفيدني ببعض المعلومات إن كانت متوفرة لديك.
تقبل تحياتي مع أزكى السلام.
العمراني عبد العزيز- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 307
تاريخ الميلاد : 19/08/1982
العمر : 42
الدولة : المغرب
المدينة : مدينة الورود
رقم عضويه : 879
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
الأخ عين العقل، تحية بحجم التقدير
يسرني أنّ أقدم إليك هذه المعلومات علها تفيد قليلا او كثيرا
فحسب المعجم العربي: غول : غالَهُ الشيءُ يَغولُهُ غَوْلاً: أَهلكَه، كاغتالَهُ. غالَهُ: أَخذَهُ من حيثُ لم يَدرِ. وقال ابْن الأَعْرابِيّ: غالَ الشيءُ زَيداً: إذا ذهبَ به، يَغولُه. وقال الليثُ: غالَه المَوتُ: أَي أَهلكَه. الغُولُ، بالضَّمِّ: الهَلَكَةُ، وكُلُّ ما أَهلَكَ الإنسانَ فهو غُولٌ، وقالوا: الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ، أَي أَنَّه يُهْلِكُهُ ويَغتالُه ويَذهَبُ به. - إذن لفظة غول تطلق على كل ما يخيف الإنسان.
جميع المراجع تعرف الغول بما يلي : أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين .
وللعرب تمثلات كثيرة للغول منها أنه حيوان شاذ مشوه لم تحكمه الطبيعة ، وقالوا في وصف الغول أن خلقته خلقة إنسان ورجلاه رجلا حمار ...
كما تطلق العرب اسم الغول على المعروف حاليا بالغورلاّ أو غيره من القرود الضخمة في بعض مألفاتهم كما جاء في كتاب الدمشقي .
مودتي التي لا تشيخ
يسرني أنّ أقدم إليك هذه المعلومات علها تفيد قليلا او كثيرا
فحسب المعجم العربي: غول : غالَهُ الشيءُ يَغولُهُ غَوْلاً: أَهلكَه، كاغتالَهُ. غالَهُ: أَخذَهُ من حيثُ لم يَدرِ. وقال ابْن الأَعْرابِيّ: غالَ الشيءُ زَيداً: إذا ذهبَ به، يَغولُه. وقال الليثُ: غالَه المَوتُ: أَي أَهلكَه. الغُولُ، بالضَّمِّ: الهَلَكَةُ، وكُلُّ ما أَهلَكَ الإنسانَ فهو غُولٌ، وقالوا: الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ، أَي أَنَّه يُهْلِكُهُ ويَغتالُه ويَذهَبُ به. - إذن لفظة غول تطلق على كل ما يخيف الإنسان.
جميع المراجع تعرف الغول بما يلي : أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين .
وللعرب تمثلات كثيرة للغول منها أنه حيوان شاذ مشوه لم تحكمه الطبيعة ، وقالوا في وصف الغول أن خلقته خلقة إنسان ورجلاه رجلا حمار ...
كما تطلق العرب اسم الغول على المعروف حاليا بالغورلاّ أو غيره من القرود الضخمة في بعض مألفاتهم كما جاء في كتاب الدمشقي .
مودتي التي لا تشيخ
سامي دقاقي- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 361
تاريخ الميلاد : 01/01/1977
العمر : 47
الدولة : المغرب
المدينة : قلعة مكونة
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
شكرا لك أخي سامي على المعلومات القيمة.
السبب الذي جعلني أطرح هذا السؤال هو كون بعض الأسر المغربية تتحفض على خروج البنت إلى الشارع دون رفقة أحد أفراد العائلة و يطلق عليها إسم الغولة (تَارِيرْ بالأمازيغية) في حالة فعلت ذلك، و نفس الشئ بالنسبة للزوجة حديثة العهد بالزواج والتي لم تنجب بعد. و حسب ما جاء في ردك : " أنه حيوان شاذ مشوه لم تحكمه الطبيعة " يمكن أن نفهم أن إطلاق هذا الإسم على المرأة يأتي لوصف عدم انصياعها للأعراف المتعامل بها. هذا تحليل بسيط فقط لا أعرف إن أصبت فيه أم لا !
أتذكر أنني وصفتك في أحد ردودي ب "عين الجنون" ! أعتدر عن ذلك. كان من باب المداعبة فقط.
شكرا لك مرة أخرى أخي صالح فقد سبقك سامي إلى الإجابة و ننتظر منك المزيد طبعا.
مع أزكى السلام
العمراني عبد العزيز- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 307
تاريخ الميلاد : 19/08/1982
العمر : 42
الدولة : المغرب
المدينة : مدينة الورود
رقم عضويه : 879
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
شكرا لك أخي صالح أهضير على القصة الرائعة التي تجسد واقعا عاشه العديد ومازال يعيشه العديد من المغاربة فما أكثر العبابيس في هذا البلد الطيب ولكن أخطرها تلك التي تعيش في عقولنا منذ نعومة أضافرنا.
دمت للإبداع ينبوعا
مودتي
دمت للإبداع ينبوعا
مودتي
خالد نجاح- الحضور المميز
-
عدد الرسائل : 136
تاريخ الميلاد : 15/04/1984
العمر : 40
الدولة : المغرب
المدينة : قلعة مكونة
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
الأخ والعزيز عين العقل
لقد أصبت أخي في تحليلك الثاقب، فأنا أيضا سبق وسمعت مثل هذا التشبيه الذي يلصق بالمرأة تبعا للتقاليد والأعراف.. وأيضا نجد أنّ المجتمع يصف الإنسان الذي يظلّ منعزلا ولوحدة دائما بالغول او المتغوّل وهو يصف يدلّ على ما يربض في مخيال العامة من كون هذا الحيوان أو الكائن خارج نطاق التصور العادي ويعيش وحيدا متوجسا من الآخر ومتربصا به على الدوام...
أخي عين العقل بالنسبة لوصفك أنا أعتزّ به وقد جعلت من الجنون الإيجابي ميسما لإبداعي وحياتي عامة أخي فلا تقلق ولا تعتذر عمّا فعلت او لم تفعل..
مودتي التي لا تشيخ
لقد أصبت أخي في تحليلك الثاقب، فأنا أيضا سبق وسمعت مثل هذا التشبيه الذي يلصق بالمرأة تبعا للتقاليد والأعراف.. وأيضا نجد أنّ المجتمع يصف الإنسان الذي يظلّ منعزلا ولوحدة دائما بالغول او المتغوّل وهو يصف يدلّ على ما يربض في مخيال العامة من كون هذا الحيوان أو الكائن خارج نطاق التصور العادي ويعيش وحيدا متوجسا من الآخر ومتربصا به على الدوام...
أخي عين العقل بالنسبة لوصفك أنا أعتزّ به وقد جعلت من الجنون الإيجابي ميسما لإبداعي وحياتي عامة أخي فلا تقلق ولا تعتذر عمّا فعلت او لم تفعل..
مودتي التي لا تشيخ
سامي دقاقي- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 361
تاريخ الميلاد : 01/01/1977
العمر : 47
الدولة : المغرب
المدينة : قلعة مكونة
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
تشير الدلالة المعجمية إلى معان عديدة للفظة"الغول"..فالمعنى الأصلي الحقيقي الجامع هو الاغتيال أي القتل على حين غرة..أما المعاني المتفرعة عن هذا التوضيح فتشير،حسب ما ورد في المعاجم العربية وفي الاقوال الماثورة إلى: الهلاك،الضلال،الفساد،الدهاء،المكر،الغضب،المشقة(مشقة الطريق)،الانحراف،الخيانة،وجع الرأس والبطن،ذهاب العقل والصحة(إشارة إلى الخمرة)...والملاحظ أن معظم هذه التفسيرات تجسد معنى الشر...
أما الدلالة المجازية،فتشيرإلى أن الغول كائن اسطوري أو حيوان لا وجود له أومارد من مردة الجن والشياطين أو حية من الحيات..
ومن هنا ارتبط "الغول" بالحكايات والقصص الشعبية التي تتناوله ككائن خارق،ذي الاعمال البطولية،وتصوره مخلوقا بشعا مرعبا على هيئة بشرية متوحشة!!
أما في اصطلاح قصتنا هذه،فهو ذالك الكائن البشري الذي تتجسد فيه كل المواصفات التي أوردناها سابقا في الدلالة المعجمية..وكلمة"الغول"ألحقت بالاسم (عباس) كناية عن الشر..وقولنا:عباس الغول..أو عباس غول،يعني من جهة أخرى نوعا من التسوية بين الطرفين(عباس= الغول)،وهذا ما يطلق عليه البلاغيون:التشبيه البليغ،كقولنا: هند القمر أو زيد أسد..أي أن هندا لا تستمد قبسا من الجمال من القمرفقط،بل هي القمر ذاته،وقل مثل ذلك عن زيد.
ولا يفوتني هنا أن أعرج على دراسة تحليلية لقصتنا هذه،تحت عنوان (( لعبة التواصل في قصةعودة"عباس الغول"))،كانت رشيدة زغواني الاستاذة بجامعة القاضي عياض/بني ملال قد نشرتها في جريدة الاتحادالاشتراكي"/العدد:7926 /بتاريخ: 04/05/2005،تشير فيها إلى مفهوم كلمة الغول بقولها:((الباحث في مفهوم "الغول"سوف تستوقفه دلالات مختلفة بحسب الثقافات والاعتقادات،فقد ارتبط في الفكر الإغريقي اولا بقدر الإنسان،ثم صار دالا على الآلهة غير الراقية المتدنية les dieux inférieurs ليصبح في النهاية مرادفا للارواح الشريرة.اما عند المسيحيين،فالغول كان ملكا قبل ان يخون طبيعته الاصلية.))
وأحب أن اختم هذه المداخلة بالاشارة إلى ان أحداث هذه القصة واقعية،جرت أحداثها في بلدة تقع جنوب غرب مدينة بني ملال على مسافة 30 كلم فوق السفوح الاطلسية،وذلك في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي....
صالح اهضير- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 8
تاريخ الميلاد : 01/01/1955
العمر : 69
الدولة : المغرب
المدينة : بني ملال
احترام قوانين المنتدى :
رد: عودة عباس الغول!!!/قصة قصيرة
شكرا لكم إخواني سامي و صالح على التوضيحات القيمة.
أستسمحكم بإدراج هذه الإضافة عن مفهوم هذه الإسطورة (الغول) في الثقافة الأمازيغية على اعتبار دلالات هذا المفهوم تختلفة بحسب الثقافات والاعتقادات كما جاء في توضيح الأخ صالح.
فكلمة الغول ارتبطت كثيرا بالمرأة في الثقافة الأمازيغية و هي كثيرة التداول في الأوساط القبلية المغلقة مثلها مثل بعض الكائنات الخرافية كبغلة القبور وعيشة قنديشة. و كلها نعوت تخرج المنعوت من الوسط الطبيعى و الإجتماعي و تلحقه بعالم الشواذ و الفردانية. و بالنسبة للأوساط القبلية المعتمدة على التكتل و التكافل الإجتماعي في علاقاتها مع بعضها فالفرد يشكل دائما مصدر خوف و قلق.
كما أشرت سابقا فالغولة تعني" تَارِيرْ " بالأمازيغية. و كلمة تارير مركبة من مقطعين : " تَارْ" أي بدون و " إيرْ" أي الحد. و هنا نستنتج أنها تلك المرأة التي لا تعرف القيود و الحدود و لا تتمثل للأعراف المتعامل بها داخل المجتمع القبلي كما جاء في الإستنتاج الذي قمت به سابقا. و منه فمصطلح تارير (الغولة) مرتبط بالمرأة المتمردة و المتمثلة لشهواتها. تلك المرأة التي تنزع نحو التوحش و العزلة.
شكرا لكم مرة أخرى على التوضيحات مع أزكى السلام.
العمراني عبد العزيز- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 307
تاريخ الميلاد : 19/08/1982
العمر : 42
الدولة : المغرب
المدينة : مدينة الورود
رقم عضويه : 879
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى