الذهان الهوسي-الاكتئابي

الذهان الهوسي-الاكتئابي هو مرض عقلي ذو طابع مأساوي وقد عرف به عدد من العباقرة أمثال نيتشه وشومان ونرفال وفان غوغ وبيتهوفن وفيرجينيا وولف ومارسيل بروست وغيرهم. تنتاب المصاب به حالتان متعارضتان: الهوس والاكتئاب، وفي كلّ منها يتبدّى عليه نوع من من الاضطرابات السلوكية مختلف عن الآخر أتمّ الاختلاف.ففي حالة الهوس يكشف المريض عن طاقة عارمة وحماسته الشديدة تجعله ذلق اللسان لا يكفّ عن الحركة(بحيث يبدو مهتاجا) وأوضاعه النفسية تكون شديدة التقلب لكنه لا يكون متنبّها حقا للعالم من حوله إلاّ لفترة وجيزة يعيش بعدها حالة من البلبلة الذهنيّة الشديدة ولا يستقرّ مزاجه على حال فهو يتنقّل من الضحك إلى البكاء دونما سبب ظاهر.وطور الهياج يتميّز بابتهاج وحيوية كبيرين، وتفاؤل مفرط للشخص أقرب إلى النشوة وتفخيم للذات وإعجاب شديد بها، ويشعر المُصاب بأن لديه أفكاراً عظيمة وتزداد رغبته الجنسية، ويصرف المال بدون حساب، وقد يصبح عدوانياً أو عاشقاً فجأة، ومازحاً لدرجة كبيرة.
أمّا في حالة الاكتئاب فإنّ مقدرة المريض على الانتباه والتذكّر والتخيّل تتدنّى إلى حدّ بعيد، وينتابه حزن شديد وفقدان الإحساس بمباهج الحياة وقد يصبح عدوانيا لدرجة تفقده صداقاته والمقربين منه. بالإضافة إلى اضطراب النوم، أو النوم لمدد طويلة وفقدان الشهية أو الأكل بنهم وصعوبة التركيز واتخاذ القرارات والإحساس بالخمول والتشويش، والإحساس بفقدان القيمة والذنب وعدم الثقة بالنفس وفقدان الطاقة والإحساس بالإجهاد طوال الوقت، والعزلة غالبا، وينتهي به الأمر إلى احتقار نفسه بشكل يبعث على الشفقة ويستبدّ به النزوع إلى الانتحار حتّى إذا انتابته حالة جزع عنيف لم يعد يستطيع منع نفسه من وضع حدّ لحياته، وفي الغالب يعيش المريض في الفترات التي تفصل بين النوبات بشكل عاد لكن انتقاله إلى حالة الهوس أو الاكتئاب قد يتمّ بشكل مفاجئ...

الأخت أمونة أمورة
شكرا على مرورك العطر
في الواقع صحيح ما قلته من أمر التناقض
لكن الخطير أنّ المريض لا يكون واعيا بهذا الأمر.. اللهم إذا كان له رصيد من المعرفة والإلمام بهذا المرض.. مثلما حدث قبل سنوات مع طبيبة نفسية أمريكية مشهورة ظلت تخفي المرض لسنوات ولكنها لم تقو بعد ذلك، فافصحت عن حالتها في كتاب أحدث ضجة في وقته وكلفها ذلك التضحية بعملها كطبيبة ومعالجة نفسية.. لهذا نحن نحاول ان نبسط هذه الأمراض الشائعة ونقدمها هنا كي يشكّل المتلقي معرفة بسيطة تؤهله لمراقبة نفسه وسلوكاته بين الفينة والأخرى...
شكرا مرة أخرى أختي أمونة أمورة على مرروك
مودتي

الأخ والصديق عبد الله
شكرا على مرورك الجميل وتوقيعك الأجمل
بالفعل صديقي فكرة جميلة ان تنظم محاضرات أو ندوات على أرض الواقع لمناقشة هذه المواضيع والتوعية بأهمية الصحة النفسية ودورها في الخلق والإبداع عموما...
مودتي عزيزي