إعمال العقل، سياسة فرضها عين العقل

إعمال العقل، سياسة فرضها عين العقل

تقديم مختصر : ( الآن وقد دخل إلى المنتدى أشخاص يُعملون العقل في مواضيعهم وردودهم ، وتجد في الأخير أنهم آذان صاغية لتلقي مواضيعك وردودك بكل رحابة وسعة صدر ، آن الأوان لإطلاق العنان لمخيلة الإبداع والرقي بالفكر وأساليب الكتابة، إلى مستواها الذي تستحقه . هنا أذكر العضو " عين العقل " على وجه الخصوص ، فلقد أصبح أسلوبه في الكتابة يفرض نمطا جديدا من التعامل مع الأفكار والردود بعين من الرزانة والعقل ).

تمرد الشباب على عقول الشياب

يعبّْر المندهشون عن دهشتهم، ويعبر المستنكرون عن استنكارهم لما يجري بالمنتدى في الآونة الأخيرة، مندهشون ومستنكرون باعتبارهم خارج هذه اللعبة تقريبا، إنما يتلقون ويعانون مجرياتها ونتائجها التي تفسد ما يطمحون إليه من حياة طبيعية. ويرون من بديهيات الأمور عملا بالمنطق السليم والمشاعر الإنسانية، أن يكون الحكم مبنيا على العدل والقانون، وأن يكون الصراع الدائم بين الشباب والشيب مبنيا على الصراع الديمقراطي أو التنافس الديمقراطي النزيه والشريف، لإبراز المبادئ التي يدافع عنها كل الطرفين من خلال منظوره الخاص لهذه الحياة المعقدة.
وقد يكون مفيدا لهؤلاء المندهشين أن نعود بهم إلى " المبادئ " السياسية التي نظر لها الإيطالي – مكيافيللي - منذ حوالي خمسة قرون من الزمن، " مبادئ " لا يزال معمولا بها لدى الكثيرين من مديري الصراعات في العالم. هذه " المبادئ " التي أتبثها – مكيافيللي - في كتابه الأمير، ننقل بعضا منها ليتضح لمتصفح المنتدى الوردي خبايا ما تجود به أنامل البعض من الأعضاء المنتهية أوصافهم بالذال.
يعرف البعض أن الحفاظ على العهد والوفاء بالوعد والصورة الاعتيادية، من الأمور الجديرة بالثناء. ولكن، مع ذلك فإن التجربة أثبتت في عصرنا أن الأشخاص الذين قاموا بأعمال عظيمة، لم يأبهوا بالمحافظة على عهودهم والوفاء بوعودهم والارتماء في أحظان معلميهم لينالوا رضاهم. بل عرفوا كيف يحيرون عقول الناس بالمكر والدهاء، ونجحوا في ذلك نجاحا لم يظهر بمثله الأشخاص الذين اتبعوا الشرف والأمانة.
على الذكي أن يعرف أن هنالك طريقتين للصراع، وهما إتباع القانون أو استعمال القوة. والطريقة الأولى هي طريقة الإنسان، والطريقة الثانية هي طريقة الوحوش. ولما كانت الطريقة الأولى في الأعم والأغلب تثبت أنها غير كافية، فعلى الذكي أن يلتزم الطريقة الثانية أيضا. وعلى ذلك ينبغي أن يعرف العاقل كيف يجيد أن يكون وحشا، وأن يكون إنسانا. وقد علَّم الكتَّاب القدماء العقلاء ذلك بطريقة المجاز، حينما وصفوا لهم كيف أرسل " آشيل " وكثيرون غيره من أبناء الحكام إلى " شيرون " ليتولى تنشئتهم، وهو مخلوق نصفه إنسان ونصفه حيوان. ومعنى هذا المجاز أن على العاقل أن يعمل بموجب الطبيعتين، وأن لا بقاء له بغير ذلك.
وعلى العاقل أن يتعلم من الثعلب ومن الأسد، لأن الأسد لا حيلة له مع الشباك التي تنصب لاصطياده، كما أن الثعلب لا يستطيع مقاومة الذئاب. ولذلك يحسن بل يجب أن يكون العاقل ثعلبا ليعرف الشباك وأن يكون في نفس الوقت أسدا ليخيف الذئاب. ولذلك ينبغي للعاقل ألا يحترم وعده ولا يفي بعهده إذا كان ذلك يعرضه للخطر.
يبقى السؤال: من هو المضطر إلى الدفاع عن نفسه بهذه الأساليب، باعتبار أن لكل شيء آفة من جنسه ؟ ومن هو المفتري " فمن اضطر غير باغ " ؟
هنا لا أبرء نفسي ولا أتهم الغير، الأقلام تكتب قدر وسعها إعمالا للعقل وبنصيحة من عين العقل، والعاقل من يستطيع أن يصبح فلاحا في أرض الأفكار المتحررة، ويحصد بعد ذلك ما زرعته أنامله فلا يتمرد على قضاء الله وقدره.

هل سألنا أنفسنا مرة ما هي وظيفة أو دور عقلنا؟
إن وظيفة العقل تنحصر في تخزين وتحليل المعلومات وبحث مدى نزاهتها أوتناقضها واستنتاج منها نتائج كلية (قواعد أو نظريات) نستطيع أن نستفيد بها في استنتاج معلومات لم تعرض علينا من قبل.
إذن يجب أن نتفق أن العقل هو ليس مصدرا للمعلومات بأي حال وإنما هو يتأمل ويحلل ويخزن هذه المعلومات. هذا بالطبع فضلاً عن اختراع وابتكار أشياء لم تكن موجودة وذلك عن طريق الاستفادة بكم المعلومات المعروف مسبقاً ووضعه في سياق جديد.

الأخ محمد العمراني
شكرا على هذا الطرح الموفق والباعث على كثير من الأسئلة
في الحقيقة أعتقد أنّ اللجوء للقوة منذ أول وهلة هو خيار الجبناء في نهاية المطاف مادام أنّ اكثر الأمور استعصاء يمكن حلها عن طريق العقل والذكاء..
سمعت البارحة قولة في إم بي سي من خلال برنامج خواطر يقول مقدمها أنّ المستحيل لا يعني أنّه ليس هناك حلّ، وإنّما يعنى أنّ هناك حلّ لكننا لم نعثر عليه بعد، وهذا يدلّ على أنّ خيار القوة غير مجد، والحلول تخترع أو تكتشف بالعقل وليس بالقوة، لأنّ ما يوجد بالقوة يذهب بالقوة أيضا وينساه التاريخ فجأة...
قد تكون القوة آخر حلّ وليس أوّله وذلك تبعا للسياق الذي يفرضها(دفاعي غالبا وبعد استنفاذ جميع الإمكانات المتاحة) ولعل ذكرك ل"أشيل" في الأسطورة وغيره من أبطال الإغريق كما تذكر الميثولوجيا وكيف كانوا يذهبون إلى الحكيم شيرون أو خيرون الذي نصفه إنسان ونصفه الآخر حصان كي يعلمهم مبادئ القتال والدفاع، لم يكن هذا الأمر بغاية الاعتداء أو السلب بقدر ما كان استعدادا للدفاع عن النفس والأرض، ولعل بلاد الإغريق كانت مقسمة لقسمين، هناك اثينا حيث يكتسب العقل والعلم وتحصل المعرفة المتنوعة ويكونّ الفلاسفة(مدينة العلم) وأسبارطة حيث يتمّ تدريب الرجال على فنون الحرب والقتال ويصنع الأبطال المغاوير(مدينة القتال)، لكن لم يحدث أنّ استغل هؤلاء الأبطال الأسطوريين قوتهم في الظلم والسلب والقتل.. وحتى طروادة التي دامت الحرب فيها 10 سنوات بين الطرواديين واليونانيين لم تفتح وتقتحم بالقوة رغم أنّها كانت محاصرة بأبطال أسطوريين جبابرة مثل أخيل وأغاممنون وأوديسيوس وغيرها من الأسماء التي تذكرها الأسطورة، وإنما فتحت بالعقل والذكاء ولعل الكل يعرف أسطورة "الحصان الخشبي" أو "حصان طروادة" التي أصبحت تضرب مثلا، واشير أنّ هذه القصة قد جسدت في الشاشة الفضية من خلال فيلم "troy"، بحيث ثمّ صنع حصان خشبي كبير وحشوه بالأبطال الذين ذكرتهم سابقا وتركه على أسوار طروادة، بعد أن أوهم اليونانيون الطرواديون بأنهم انسحبوا إلى ديارهم، فما كان من الطرواديين إلاّ ان اعتبروا الحصان هدية فأدخلوه إلى طروادة، وفي جنح الظلام وبعد ان نام الطرواديون تسلل الأبطال اليونانيون إلى المدينة وفتحوا الأبواب وقتلوا الحراس ثم أعطوا الإشارة لعودة الجنود اليونانيين وهكذا تمّ فتح طروادة التي تعتبر أعصى المدن الإغريقية وامنعها في ذلك الزمن بالعقل وليس بالقوة...
مودتي التي لا تشيخ

والعقل لازال يعمل ، والحرية لمن له عقل متحرر يعمل به .

wayajibo istikhdam hada l3a9l ay amdakl manti9ya wa an nhawila 9adra al imkan ib3adaho 3an almo3ta9dat kima howa lhal fima yoraj 3an mihrjan alwaliy salih moulay ba3mrane fafi hadihi almonasaba la ara anaa honak i3mal lel3a9l bal honak 3idat tna9odat wa khorafat kan belimkan ijtinaboha law a3maltom al3a9l ya sadiki l3aziz
3la ayin chkoran 3la lmawdo3.