الإعلام الإلكتروني الأمازيغي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الإعلام الإلكتروني الأمازيغي
الإعلام الإلكتروني الأمازيغي
مقارنة وضيفية بين الإعلام الإلكتروني الأمازيغي و الكردي والكتالاني
بقلم: سعيد بلغربي (بتصرف)
مقارنة وضيفية بين الإعلام الإلكتروني الأمازيغي و الكردي والكتالاني
بقلم: سعيد بلغربي (بتصرف)
ـ الإعلام الإلكتروني الأمازيغي و الكردي والكتالاني، أسباب تحديد النماذج المقارنة :
تظل تقنية المقارنة عملية منهجية وفكرية عامة تستهدف إدراك وفهم الظواهر سواء كانت طبيعية وبشرية في إطار العلوم الإنسانية، وكما تستهدف المقارنة أيضا فهم الظواهر الإجتماعية والثقافية والتاريخية… إلخ(1).
وإنطلاقا من هذا سنقوم بمقارنة تحليلية وتجزيئية بين المواضيع والظواهر المراد مقارنتها وذلك بتفصيل المعطيات الخاصة لكل موضوع أو جزء من أجزاء المقارنة التي تنتهي بتركيب المعطيات(2)، أمثال مقارنة الظواهر الإعلامية الإلكترونية الأمازيغي والكردية بالإعلام الإلكتروني الكتالاني، من خلال تحليل وضيفتهم وأساليبهم التواصلية ومحاولة المقارنة بين وضائفهم في كل مجتمع عبر معالجة نظرية للخطاب الإعلامي الإلكتروني وإبراز أوجه التشابه والإختلاف في بعض المواقع موضوع المقارنة.
ومن بين الأسباب الأساسية المقترحة في تحديد النماذج المقارنة نجد:
أولا: بإعتبارها مجموعات بشرية تتميز بوضع لغوي خاص داخل مجال سياسي مركب ومعقد، فاللغة الأمازيغية لغة معترف بها بشكل جزئي لايرقى إلى مستوى تطلاعات المدافعين عنها، ولاتوجد أية دولة أو جهة مستقلة في شمال إفريقيا تعتبر الأمازيغية لغة رسمية في دساتيرها وقوانينها الداخلية. نفس الوضع تعيشه اللغة الكردية، بإعتبارها لغة متشتة بين مجموعة من الدول، وتحيا في ظروف دونية، لا تؤطرها ولا تحميها القوانين والمساطير الدستورية المنظمة لطبيعة الدول الذي تتعايش فيها هذه اللغات الأصلية.
أما اللغة الكتالانية فهي لغة رسمية في الجهة المستقلة لكتالونية إلى جانب اللغة الإسبانية “القشتالية”، وتتعايش داخل دولة تسيطر فيها عقليات القرارات المركزية.
ثانيا: وجود هذه المجموعات البشرية في مواقع جغرافية متباعدة.
ثالثا: الإستفادة من التجارب المتقدمة التي يتمتع بها الإعلام الإلكتروني الكتالاني.
رابعا: المجموعتين العرقيتين الأمازيغية والكردية تنتميان إلى دول ما يسمى بالعالم المتخلف أوالنامي، بالمقابل المجموعة الكتالانية والتي تنتمي إلى العالم المتحضر.
خامسا: دراسة مقارنة لأساليب الدفاع عن الهوية القومية بتوضيف اللغة الأصلية التي تشترك نسبيا في وجود عوائق متشابهة أمام إدراجها في المجالات العامة وخصوصا الإعلامية منها.
ـ مقارنة وضيفية بين الإعلام الإلكتروني الأمازيغي الكردي والكتالاني:
إذا كان الهدف الأساسي من الإعلام الإلكتروني الأمازيغي والكردي(3) هو إيصال وعي سياسي وثقافي… والتعريف بالهوية والقضية التاريخية لهذين الشعبين المضطهدين، إلا أن الكتالانين كذلك يتقاسمون مع هذين الشعبين تقريبا نفس الأهداف والتوجهات، لكنهم يخرجون في تناولهم للحدث عن المفهوم النضالي التقليدي المعروف عند الأمازيغ والأكراد، ليعملوا على نقل جميع إنشغالاتهم حول الهوية وخصوصا منها القضايا اللغوية إلى تطبيقات مادية تتجلى في مجالات متعددة، وذلك بتسخيرهم لكل الوسائل الإعلامية المعروفة والمعروضة قانونيا.
لقد شكل الإستقلال الذاتي كنظام سياسي لتسيير الشأن الكتالاني عن طريق حكومة جهوية مستقلة قادرة على سن قوانين تلزم على جميع الوسائل والقنوات الإعلامية التواصل باللغة الكتالانية وخصوصا الوسائل الرسمية منها، عكس اللغة الأمازيغية والكردية التي لاتتوفر على دعم قانوني وسند دستوري يخول لها الإندماج في المجالات الحيوية وخصوصا في الإدارات والمؤسسات الإعلامية الرسمية، ولقد ساهم العامل الإقتصادي والسياسي بقوة في تحرير الإعلام الالكتروني الكتالاني من الهواجس التقليدية التي تتحكم بوسائل الإعلام في الدول المتخلفة.
الوعي السياسي والإقتصادي بدور الإعلام في المجتمع الأمازيغي والكردي لازال في مراحله الجنينية، لهذا فالهدف من أية حركة هي التخلص من التبعية وهيمنة سلطة الآخر ثقافيا وسياسيا وإقتصاديا… فإذا كان الشعب الكتالاني في هذا الصدد قد حقق إستقلالية نسبية، فالأمازيغ والأكراد لازالوا بعد في صراع مع الذات والآخر من أجل إثبات الهوية والوجود بأساليب سلمية أو مسلحة )أمازيغ الطوارق، والأكراد حزب العمال الكردستاني جنوب تركيا…).
فأصبح المشهد الإعلامي الكتالاني يقدم صورة إعلامية متطورة مطابقة ومواكبة لحاجيات المواطن الكتالاني في التواصل الآني واليومي، منخرطا في التحولات الإعلامية التي يشهدها العالم، فجل المواقع الإلكترونية الإخبارية والخدماتية بكتالونيا أصبحت تقدم خدماتها إلى المشتركين بواسطة تعويضات مادية ومالية، عكس الخدمات الأمازيغية والكردية التي تنشر مواضيعها بشكل مجاني، نظرا لضعف البنية الإقتصادية وضعف القدرة الشرائية لدى المتلقي، وغياب إستراتيجية وإرادة قوية لتطوير مكانة التقنيات الجديدة للإعلام في هذه المجتمعات من طرف السلطات السياسية والإقتصادية الحاكمة.
فأصبحت الشبكة الإلكترونية الكتالانية تتوفر على هوية نطاقية واسعة (cat) في الشبكة العنكبوتية مدعمة من طرف الحكومة الكتالانية، ويستفيد هذا الإعلام من تعدد الأطراف المساهمة في تطويره كالمؤسسات العمومية والشركات الخاصة والجماعية. وتتوفر الصحف كلها على مواقع ناطقة باللغة الكتالانية كلغة أساسية ورسمية إلى جانب وجود صحف إلكترونية متخصصة تحتوي على مقالات منشورة تتناول كل القضايا السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعلمية… بأسلوب حرفي ومهني متطور، عكس الإعلام الأمازيغي والكردي الذي لايخرج غالبا عن نطاق الخطاب النضالي والممارسة الإعتباطية دون الوصول إلى تحقيق وجود مؤسساتي قادر على تطويره.
مما لاشك فيه أن درجة الوعي لدى المتلقي تساهم في تطوير الفعل الإعلامي الإلكتروني عند المجتمعات، إلاّ أن عدم أو ضعف وجوده يجعل من هذا الإعلام مجرد خطاب ضيق لا يتعدى الإهتمام الشخصي أو الجماعي للشعوب التي تمارسه بدون أن يرتقى إلى كونه ضرورة عالمية مؤثرة في الأحداث الإقليمية والعالمية من أجل مواكبة التقدم والعولمة التي يشهدها العالم.
فالمؤسسات العمومية في كتالونيا تتعامل بالإنترنيت وتقدم باللغة الكتالانية للمبحرين الملمين بهذه اللغة خدمات إدارية وإعلامية وإخبارية وإعلانية لعموم المواطنين عبر الشبكة العنكبوتية (مواقع الحكومة، البرلمان، الشرطة، المستشفيات، الجامعات والمرافق الحيوية الأخرى…) مع وجود صحافة إلكترونية منتظمة التحديث تمارس عملها بشكل دقيق ومحترف معتمدة على كفآت بشرية مكونة في الميدان الصحفي والإعلامي في جانبيه التقني والتحريري، مواكبة للحدث المحلي والوطني والدولي بشكل مستمر دون الإعتماد على أساليب التطوع وإستهلاك الخبر الجاهز المرسل عبر علب البريد الإلكتروني، والذي أصبح السمة المهيمنة على طبيعة المواقع والمنشورات الإلكترونية الأمازيغية والكردية.
من جانبها أيضا، إستطاعت المواقع الإعلامية الكتالانية أن تجعل من اللغة الكتالانية أداة أساسية في تواصلها مع المتصفحين، وكما إستفادت كذلك من تطور التقنيات لتصبح لغة إعلامية تواصلية حاضرة في جميع وسائل الإعلام عكس اللغة الكردية والأمازيغية التي لم تستطع بعد تحقيق هذا الهدف، حيث يتم اللجوء والإستعانة بلغات أجنبية لتبليغ خطابهـا، وبهذه اللغات الأجنبية كذلك يتم تحقيق التواصل الداخلي بين الأمازيغ أو الأكراد، مختصرة في ذلك على توضيف لغاتها الأصلية في ميدان الإنتاجات والإبداعات الأدبية والفنية في غياب أقلمتها وسيرورتها مع حركية الإعلام الإلكتروني العالمي وذلك بالعمل على التفكير في الترويج للمصطلحات الإعلامية وتطويرها من أجل خلق صحافة أمازيغية أو كردية تتعامل كليا بلغاتها الأصلية.
ويتميزالإعلام الإلكتروني الكتالاني على نظيره الأمازيغي والكردي كذلك بقدرته على إثارة الراي العام بشكل قوي، نظرا لجودة المادة الإعلامية المقدمة، وتوفرها على مصداقية ومهنية جعلت منها قادرة على إثبات وجودها، ويثبت ذلك نسبة تزايد المشتركين في شبكة الأنترنيت، في الوقت الذي نجد فيه تأثيرات الإعلام الإلكتروني على الرأي العام الأمازيغي والكردي قليلة ومحدودة تخص نخبة من المهتمين تتابع القضايا عبر الإنترنيت بشكل بطيء وثانوي.
إهتمام المؤسسات الكتالانية بتطوير الإعلام الإلكتروني ضمن برنامج أو ظاهرة “مجتمع المعرفة” وتقريب الإعلام من المواطن بمختلف أشكاله حيث تخصص ميزانيات لدراسة هذه الظاهرة وتطويرها في مختلف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمعاهد المتخصصة في مجال المعلوماتيات.
وجود وعي إعلامي لدى المتلقين في كتالونيا بضرورة تنظيم وعقلنة الإستهلاك الإعلامي الإلكتروني خصوصا أمام المشاكل التي تطرحها حرية الإعلام الذي خلق بالمقابل مجموعة من السلبيات والإشكاليات، تتمثل في الإنهيارات الأخلاقية عبر المضامين التي تحملها مجموعة من المواقع والتي تعمل في إطارات غير منضبطة، ومن بينها مواقع ذات طبيعة دعائية تعمل وتروج لأشكال تجارية محرمة دوليا، كالتجارة في الجنس المتعلق بالقاصرين والتحريض عن العنف والعنصرية وإنتهاك حريات الملكية الفكرية للأشخاص والمؤسسات، والترويج لشركات القمار الغير القانونية وغيرها من الأمور الغير الشرعية الأخرى، هي أشياء جعلت المشرع الكتالاني يلتفت إليها بسرعة، ليسن بالمقابل قوانين صارمة لمتابعتها ومحاربتها وإنشاء مباحث للشرطة المتخصصة في ميدان المخالفات والجرائم الإلكترونية.
من الناحية الأخلاقية والقانونية يمكن إعتبار هذه الرقابة إجابية لحماية الفئات المتضررة من القاصرين، وحماية الحريات الفردية والجماعية من الخروقات والأعمال الشاذة والقذرة المتواجدة والمتداولة على الشبكة العنكبوتية، لهذا فمجال المقارنة بين الممارسة الإعلامية الكتالانية والأمازيغة الكردية في هذا المجال يظل منعدما نتيجة للقيم السائدة في هذه المجتمعات ونوع الحريات والطابوهات المقيدة في إطارات عقائدية وسياسية وعرفية وأخلاقية… ولكن من الممكن أن تنتشر مثل هذه الأوبئة الإلكترونية في المجتمعين الأمازيغي والكردي بشكل غير محتمل في الشبكة نظرا لغياب قوانين ومساطير إلكترونية تحمي هذه القوميات من هذه الآفات الخطيرة التي تروج لها الإنترنيت بشكل سلبي.
سعيد بلغربي
كاتب أمازيغي
ـ المراجع والإحالات :
1)ـ من كتاب في رحاب التاريخ بتصرف، مقرر السنة الثانية من سلك البكالوريا ص 206 طبعة 2007 .
2)ـ نفسه.
3)ـ في هذه المقارنة إشتغلنا على بعض المواقع الكردية الناطقة بالعربية.
ـ ملاحظة: من جانب آخر، إستطاع الإعلام المرئي الكردي أن يثبت بقوة بنيته الإعلامية المتطورة، من خلال شبكة عريضة من القنوات الأرضية والفضائيات التي تبث برامجها باللغة الكردية، في الوقت الذي نجد فيه إنعدام وغياب تام لقنوات وفضائيات أمازيغية، ماعدا قناة بربر تيفي اليتيمة، والتي تبث برامجها بشكل مشفر وإعتباطي غير منظم وفي حدود بث زمني قصير، يمتد لساعات معدودة يوميا.
مصطفى جليل- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 252
تاريخ الميلاد : 25/10/1986
العمر : 38
الدولة : المغرب
المهنة : infographiste
المدينة : لا مكان
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: الإعلام الإلكتروني الأمازيغي
شكرا أخي جليل على هذا النقل وهاته الإفادة
مودتي
مودتي
سامي دقاقي- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 361
تاريخ الميلاد : 01/01/1977
العمر : 47
الدولة : المغرب
المدينة : قلعة مكونة
احترام قوانين المنتدى :
رد: الإعلام الإلكتروني الأمازيغي
لك أنت الشكر، أخي سامي على الإطلاع و على الرد الجميل
مصطفى جليل- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 252
تاريخ الميلاد : 25/10/1986
العمر : 38
الدولة : المغرب
المهنة : infographiste
المدينة : لا مكان
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى