عن حياة فيديل كاسترو
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عن حياة فيديل كاسترو
تحية تميز لأعضاء المنتدى المميز
و أنا أحفز عقلي على التفكير في شخصية أضعها في هذا القسم، جاءتني صورة القائد العظيم فيديل كاسترو، تجاهلتها وواصلت البحث، مرت بقربي صورة أخرى أو اسم آخر هو تشيغيفارا، نظرا لوجود موضوع حوله بالمنتدى، تجاهلته أيضا، و استمريت في البحث ثم البحث حتى بدأت أسماء باهتة في الظهور من قبيل جمال عبد الناصر و محمد الخامس و آخرون، فرجعت بدراجتي نحو الوراء و دعوت فيديل كاسترو للركوب معي، و اعتذرت له على تجاهلي له في الأول، لغبائي الشديد و لظني بأني سأجد شخصية قد تستحق وضعها هنا دونه هو، فبدأ القائد العظيم بالحديث عن نفسه و عن حياته فإليكم بعضا مما سمعته منه:
عام ألف وتسعمائة وتسعة وخمسون سادت البهجة في قلوب سكان جزيرة كاريبية يستهان بها، كانت في الماضي مستعمرة إسبانية، وبعد ذلك شبه مستعمرة أمريكية، ولم يعد لديها الكثير مما تفخر به. حتى أخذ شاب سياسي يدعو إلى الثورة بجرأة، كما دعا أيضا إلى العزة الوطنية في كوبا الثورة.
تمكن هذا الشاب ذو الأصول الريفية المتواضعة من مواجهة الولايات المتحدة، وتفادي وقوع حرب عالمية نووية، كما استطاع إقامة مجتمع قلب من خلاله الظروف السابقة رأسا على عقب إنه فيديل كاسترو.
كيف فعل ذلك؟
يعود بحارة إسبانيا اليوم باسم الصداقة إلى كوبا، أما في الماضي فسادت الحرب في جزيرة كانت تعتبر أراض إسبانية حتى عام ألف ثمانمائة وثمانية وتسعين، حين قاتل الكوبيين إسبانيا تحت قيادة زعيمهم التاريخي خوسي مارتي، وفي النهاية تمكنت الولايات المتحدة من فرض نفسها محل إسبانيا. يمكن أن نرى الآن على شواطئ سنتياغو بعضا من الأسلحة التي خلفتها البحرية الإسبانية قبل رحيلها منذ مائة عام.
جاء أنهيل، والد فيديل كاسترو إلى كوبا مهاجرا من إسبانيا، ويقال أنه كان أمي ولكنه بالغ الذكاء، فأنشأ مزارع لقصب السكر وتزوج من فتاة اسمها ألينا. تؤكد بعض المصادر أنه جاء من أصول متواضعة ولكنه تمكن فيما بعد من كسب أموال طائلة. وقد جاء إلى كوبا كجندي يقاتل في الجيش الإسباني ضد استقلال كوبا، وبعد ذلك بقي في الجزيرة ليصنع ثروة هائلة.
أي أن فيديل لم ينشأ وسط أبوين مثقفين، ولكنهما كانا يملكان ما يكفي من المال لتعليمه في المعاهد اليسوعية خاصة.
برز فيديل كاسترو في تلك المدارس بالرياضة والخطابية. وقد نشأ في مجتمع منقسم بين حفنة ضئيلة من الأثرياء البيض على وجه الخصوص وغالبية فقيرة غالبيتها من المواطنين السود هم أحفاد العبيد الذين عملوا في زراعة قصب السكر. ثم أخذ فيديل كاسترو يبرز كوطني إصلاحي أثناء دراسة المحاماة في جامعة هافانا. كافح مع الطلبة في سبيل الدستور، لم يكن بين حفنة من المشاغبين، بل من نخبة الطلبة الذي يعون مسئولياتهم التاريخية في مرحلة كان العنف خلالها جزءا من الحياة الجامعية، أكسبت الطلبة سمعة في النشاطية والكفاح ضد حكومات الفساد الوحشية المتعاقبة. ليؤكدوا بوضوح سعيهم للتغيير.
ويقال أن فيديل كان يحمل المسدس باستمرار. وأن جميع زملائه أجبروا على حمل المسدسات ليتمكنوا من ممارسة حقهم في التعبير عن آرائنا في الحرم الجامعي. كما أنهم لم يكونوا معادين للشيوعية بكل معنى الكلمة، بل أملوا في بناء مجتمع اشتراكي أكثر انفتاحا وإنسانية. وقد أيد فيديل هذه الأفكار مثلهم جميعا، باستثناء تلك المجموعات التي أعلنت انتمائها إلى الحزب الشيوعي.
كانت تلك أوساط لمع فيها القادرون على القيادة والخطابة وفرض الاحترام وإبراز التزام سياسي أصيل. يبدو أن هذه هي الأوساط التي نشط فيها بسرعة كبيرة، وتحديدا في كلية الحقوق الهامة بحد ذاتها، والتي تدرب الطلبة على الخطابة والإقناع، كما أنها كلية تتمتع بتاريخ من الأنشطة السياسية التي تفوق غيرها. أي أن الظروف كانت مناسبة جدا له كما هو حال الزمان والمكان أيضا.
بعد إنهاء دراسته الجامعية فتح فيديل مكتبا للمحاماة وتزوج من ميرنا، وهي ابنة عائلة ثرية أخرى. وهكذا أصبح سياسي ناشئ يسعى إلى مجلس المحافظة في هافانا.
هذا يعني أن فيديل لم يختر حينها طريق التمرد، أي أنه ما كان ليبدأ حركة تنصب الكمائن وتقوم بأعمال مباشرة ضد سلطة الدستور في سبيل إعلان الثورة على نظام الفساد، بل له جذور ديمقراطية, ولكن عند وقوع انقلاب العاشر من آذار تغيرت الصورة كليا.
في العاشر من آذار/ مارس من عام اثنين وخمسين، استولى الجنرال فولهينسيو باتيستا على السلطة عشية الانتخابات، فاعترفت به واشنطن مباشرة. وكان باتيستا الشخصية المناسبة لحماية ما يعرف بجمهورية الموز، أي أنه كان يفخر بالفساد والعنف المعلن.
وهكذا عادت هافانا إلى حياتها المأساوية السابقة. يقول ويني سميث السفير الأمريكي في هافانا1959 عن هذا الواقع في إحدى المقابلات المسجلة أن هافانا: "كانت مدينة مفتوحة تسيطر فيها المافيا على الملاهي ولا شك أن باتيستا كان يتساهل مع الجرائم الأمريكية". وهكذا وصلت إلى السلطة حكومة عسكرية، قيدت الحريات المدنية، ولم يعد هناك وسيلة لتغيير الوضع إلا من خلال الثورة.
في السادس والعشرين من تموز يوليو من عام ثلاثة وخمسين قاد فيديل حفنة من الرجال في الهجوم على حصن المونكادا في مدينة سنتياغو. وهو يعقب على ذلك بالقول: "أردنا إثارة نهوض على المستوى الوطني لإطاحة باتيستا. وإن لم نتمكن من إثارة النهوض الوطني، وإن استطاع باتيستا الرد بقوة أكبر على مهاجمتنا لسنتياغو، كنا نفكر بالاستيلاء على الأسلحة وإعلان حرب عصابات من الجبال المجاورة".
قطعت وحدات باتيستا الطريق عليهم، وبالكاد استطاع فيديل النجاة بنفسه. لم يتحقق أي هدف عسكري، ولكنه برز كزعيم مناهض لحكومة الدكتاتور باتيستا الصديق المقرب لواشنطن.
لم يكن النجاح هو المطلوب من مهاجمة أهم حصن عسكري في كوبا بحفنة قليلة وغير مدربة من الطلبة بأسلحتهم الخفيفة، لكن فيديل أكد مكانته بعد ذلك مباشرة ومن خلال هذه العملية ضمن دائرة التقاليد التاريخية الوطنية.
وقد تمكن من تحويل هذه الهزيمة إلى نصر في صالحه. لهذا لا شك أنها كانت عملية سياسية بالغة الذكاء، إذ جعلت منه وممن معه رجال أعمال بطولية في عصر غير بطولي.
أسر المحامي الشاب بعد الهجوم على المونكادا وأخضع للمحاكمة حيث انتقد باتيستا في مرافعة بارعة أتى من خلالها على ذكر سان توماس أكوينياس ولوثر وميلوت ورجالات الثورتين الفرنسية والأمريكية.
تحولت هذه المرافعة فيما بعد إلى وثيقة سرية للثوار حملت عنوان: سيبرئني التاريخ.
اعتاد رفاق فيديل على تشبيه وثيقة سيبرئني بالكتاب المقدس، فقد تحولت فعلا إلى أول دستور لهم في المعارضة. تحدث فيديل في تلك الوثيقة عن مشكلة الفقراء، ومشكلة المدارس، ومشكلة أراضي الفلاحين التي كانت جدية فعلا، ومشكلة الإسكان وغيرها من المعضلات المعقدة.
تلقى فيديل حكما بالسجن خمسة عشر عاما. ولكن باتيستا أجبر تحت الضغط على إطلاق سراحه بعد عام ونصف العام. فقرر فيديل وشقيقه راؤول الخروج إلى المنفى وتحديدا إلى مدينة المكسيك حيث أخذت أفكار فيديل تكتسب القوة هناك. ولم يكن ليعرف بعد حينها بتأييده للاتحاد السوفيتي بعد.
وقد أكد ذلك نيكولاي ليونوف أحد موظفي السفارة الروسية 61-68 في مقابلة له قال فيها: "التقيت فيديل كاسترو لأول مرة صيف عام ستة وخمسين في المكسيك، حيث اجتمع بعدد من الثوار الكوبيون. كنت على ثقة تامة بأن فيديل كان زعيما لحركة وطنية ديمقراطية. ولم أعتبر في أي لحظة أنه ماركسي".
استعان فيديل كاسترو بيخت غرانما الصغير للنزول على أرض كوبا الباتستية عام ستة وخمسين. حمل اليخت على متنه اثنين وثمانين رجلا. وصلوا إلى الجزيرة بعد أسبوع من الإبحار وهم أقرب إلى الموت من شدة المرض.
اعتمد فيديل في مهاجمة الشرق الكوبي على ثقته بنفسه وبلده والرجال الذين كانوا معه. أما الأيديولوجية فكانت ثانوية. لم يثق الروس إطلاقا بهذه الدوافع.
استقبل جيش باتيستا وحدة فيديل بقصف مفاجئ، فلم ينجو من الموت أو الأسر إلا ستة عشر شخصا منهم فقط. ولكن فيديل جمع الناجين وكان من بينهم الطبيب الأرجنتيني الثوري إرنستو تشي غيفارا ولجأ إلى الجبال حيث تمكن خلال بضعة أشهر من تجنيد الفلاحين حتى أصبح لديه أكثر من مائة وخمسين رجلا، تملكتهم القناعة بأن النصر كان وشيكا.
يقول إنريكي سوتومايور، عضو الجيش الثوري الكوبي أن فيديل "تمتع بشخصية فاتنة، قادرة على إثارة التحريض بين الجميع، وقد ترك أثر إيجابي بين سكان الأرياف. وأقام صلة جيدة مع الفقراء في جبال سيررا مايسترا، بعد أن عرفوا فيه القائد الكفيل بفرص الإصلاحات الزراعية". [/b][/color]
و أنا أحفز عقلي على التفكير في شخصية أضعها في هذا القسم، جاءتني صورة القائد العظيم فيديل كاسترو، تجاهلتها وواصلت البحث، مرت بقربي صورة أخرى أو اسم آخر هو تشيغيفارا، نظرا لوجود موضوع حوله بالمنتدى، تجاهلته أيضا، و استمريت في البحث ثم البحث حتى بدأت أسماء باهتة في الظهور من قبيل جمال عبد الناصر و محمد الخامس و آخرون، فرجعت بدراجتي نحو الوراء و دعوت فيديل كاسترو للركوب معي، و اعتذرت له على تجاهلي له في الأول، لغبائي الشديد و لظني بأني سأجد شخصية قد تستحق وضعها هنا دونه هو، فبدأ القائد العظيم بالحديث عن نفسه و عن حياته فإليكم بعضا مما سمعته منه:
عام ألف وتسعمائة وتسعة وخمسون سادت البهجة في قلوب سكان جزيرة كاريبية يستهان بها، كانت في الماضي مستعمرة إسبانية، وبعد ذلك شبه مستعمرة أمريكية، ولم يعد لديها الكثير مما تفخر به. حتى أخذ شاب سياسي يدعو إلى الثورة بجرأة، كما دعا أيضا إلى العزة الوطنية في كوبا الثورة.
تمكن هذا الشاب ذو الأصول الريفية المتواضعة من مواجهة الولايات المتحدة، وتفادي وقوع حرب عالمية نووية، كما استطاع إقامة مجتمع قلب من خلاله الظروف السابقة رأسا على عقب إنه فيديل كاسترو.
كيف فعل ذلك؟
يعود بحارة إسبانيا اليوم باسم الصداقة إلى كوبا، أما في الماضي فسادت الحرب في جزيرة كانت تعتبر أراض إسبانية حتى عام ألف ثمانمائة وثمانية وتسعين، حين قاتل الكوبيين إسبانيا تحت قيادة زعيمهم التاريخي خوسي مارتي، وفي النهاية تمكنت الولايات المتحدة من فرض نفسها محل إسبانيا. يمكن أن نرى الآن على شواطئ سنتياغو بعضا من الأسلحة التي خلفتها البحرية الإسبانية قبل رحيلها منذ مائة عام.
جاء أنهيل، والد فيديل كاسترو إلى كوبا مهاجرا من إسبانيا، ويقال أنه كان أمي ولكنه بالغ الذكاء، فأنشأ مزارع لقصب السكر وتزوج من فتاة اسمها ألينا. تؤكد بعض المصادر أنه جاء من أصول متواضعة ولكنه تمكن فيما بعد من كسب أموال طائلة. وقد جاء إلى كوبا كجندي يقاتل في الجيش الإسباني ضد استقلال كوبا، وبعد ذلك بقي في الجزيرة ليصنع ثروة هائلة.
أي أن فيديل لم ينشأ وسط أبوين مثقفين، ولكنهما كانا يملكان ما يكفي من المال لتعليمه في المعاهد اليسوعية خاصة.
برز فيديل كاسترو في تلك المدارس بالرياضة والخطابية. وقد نشأ في مجتمع منقسم بين حفنة ضئيلة من الأثرياء البيض على وجه الخصوص وغالبية فقيرة غالبيتها من المواطنين السود هم أحفاد العبيد الذين عملوا في زراعة قصب السكر. ثم أخذ فيديل كاسترو يبرز كوطني إصلاحي أثناء دراسة المحاماة في جامعة هافانا. كافح مع الطلبة في سبيل الدستور، لم يكن بين حفنة من المشاغبين، بل من نخبة الطلبة الذي يعون مسئولياتهم التاريخية في مرحلة كان العنف خلالها جزءا من الحياة الجامعية، أكسبت الطلبة سمعة في النشاطية والكفاح ضد حكومات الفساد الوحشية المتعاقبة. ليؤكدوا بوضوح سعيهم للتغيير.
ويقال أن فيديل كان يحمل المسدس باستمرار. وأن جميع زملائه أجبروا على حمل المسدسات ليتمكنوا من ممارسة حقهم في التعبير عن آرائنا في الحرم الجامعي. كما أنهم لم يكونوا معادين للشيوعية بكل معنى الكلمة، بل أملوا في بناء مجتمع اشتراكي أكثر انفتاحا وإنسانية. وقد أيد فيديل هذه الأفكار مثلهم جميعا، باستثناء تلك المجموعات التي أعلنت انتمائها إلى الحزب الشيوعي.
كانت تلك أوساط لمع فيها القادرون على القيادة والخطابة وفرض الاحترام وإبراز التزام سياسي أصيل. يبدو أن هذه هي الأوساط التي نشط فيها بسرعة كبيرة، وتحديدا في كلية الحقوق الهامة بحد ذاتها، والتي تدرب الطلبة على الخطابة والإقناع، كما أنها كلية تتمتع بتاريخ من الأنشطة السياسية التي تفوق غيرها. أي أن الظروف كانت مناسبة جدا له كما هو حال الزمان والمكان أيضا.
بعد إنهاء دراسته الجامعية فتح فيديل مكتبا للمحاماة وتزوج من ميرنا، وهي ابنة عائلة ثرية أخرى. وهكذا أصبح سياسي ناشئ يسعى إلى مجلس المحافظة في هافانا.
هذا يعني أن فيديل لم يختر حينها طريق التمرد، أي أنه ما كان ليبدأ حركة تنصب الكمائن وتقوم بأعمال مباشرة ضد سلطة الدستور في سبيل إعلان الثورة على نظام الفساد، بل له جذور ديمقراطية, ولكن عند وقوع انقلاب العاشر من آذار تغيرت الصورة كليا.
في العاشر من آذار/ مارس من عام اثنين وخمسين، استولى الجنرال فولهينسيو باتيستا على السلطة عشية الانتخابات، فاعترفت به واشنطن مباشرة. وكان باتيستا الشخصية المناسبة لحماية ما يعرف بجمهورية الموز، أي أنه كان يفخر بالفساد والعنف المعلن.
وهكذا عادت هافانا إلى حياتها المأساوية السابقة. يقول ويني سميث السفير الأمريكي في هافانا1959 عن هذا الواقع في إحدى المقابلات المسجلة أن هافانا: "كانت مدينة مفتوحة تسيطر فيها المافيا على الملاهي ولا شك أن باتيستا كان يتساهل مع الجرائم الأمريكية". وهكذا وصلت إلى السلطة حكومة عسكرية، قيدت الحريات المدنية، ولم يعد هناك وسيلة لتغيير الوضع إلا من خلال الثورة.
في السادس والعشرين من تموز يوليو من عام ثلاثة وخمسين قاد فيديل حفنة من الرجال في الهجوم على حصن المونكادا في مدينة سنتياغو. وهو يعقب على ذلك بالقول: "أردنا إثارة نهوض على المستوى الوطني لإطاحة باتيستا. وإن لم نتمكن من إثارة النهوض الوطني، وإن استطاع باتيستا الرد بقوة أكبر على مهاجمتنا لسنتياغو، كنا نفكر بالاستيلاء على الأسلحة وإعلان حرب عصابات من الجبال المجاورة".
قطعت وحدات باتيستا الطريق عليهم، وبالكاد استطاع فيديل النجاة بنفسه. لم يتحقق أي هدف عسكري، ولكنه برز كزعيم مناهض لحكومة الدكتاتور باتيستا الصديق المقرب لواشنطن.
لم يكن النجاح هو المطلوب من مهاجمة أهم حصن عسكري في كوبا بحفنة قليلة وغير مدربة من الطلبة بأسلحتهم الخفيفة، لكن فيديل أكد مكانته بعد ذلك مباشرة ومن خلال هذه العملية ضمن دائرة التقاليد التاريخية الوطنية.
وقد تمكن من تحويل هذه الهزيمة إلى نصر في صالحه. لهذا لا شك أنها كانت عملية سياسية بالغة الذكاء، إذ جعلت منه وممن معه رجال أعمال بطولية في عصر غير بطولي.
أسر المحامي الشاب بعد الهجوم على المونكادا وأخضع للمحاكمة حيث انتقد باتيستا في مرافعة بارعة أتى من خلالها على ذكر سان توماس أكوينياس ولوثر وميلوت ورجالات الثورتين الفرنسية والأمريكية.
تحولت هذه المرافعة فيما بعد إلى وثيقة سرية للثوار حملت عنوان: سيبرئني التاريخ.
اعتاد رفاق فيديل على تشبيه وثيقة سيبرئني بالكتاب المقدس، فقد تحولت فعلا إلى أول دستور لهم في المعارضة. تحدث فيديل في تلك الوثيقة عن مشكلة الفقراء، ومشكلة المدارس، ومشكلة أراضي الفلاحين التي كانت جدية فعلا، ومشكلة الإسكان وغيرها من المعضلات المعقدة.
تلقى فيديل حكما بالسجن خمسة عشر عاما. ولكن باتيستا أجبر تحت الضغط على إطلاق سراحه بعد عام ونصف العام. فقرر فيديل وشقيقه راؤول الخروج إلى المنفى وتحديدا إلى مدينة المكسيك حيث أخذت أفكار فيديل تكتسب القوة هناك. ولم يكن ليعرف بعد حينها بتأييده للاتحاد السوفيتي بعد.
وقد أكد ذلك نيكولاي ليونوف أحد موظفي السفارة الروسية 61-68 في مقابلة له قال فيها: "التقيت فيديل كاسترو لأول مرة صيف عام ستة وخمسين في المكسيك، حيث اجتمع بعدد من الثوار الكوبيون. كنت على ثقة تامة بأن فيديل كان زعيما لحركة وطنية ديمقراطية. ولم أعتبر في أي لحظة أنه ماركسي".
استعان فيديل كاسترو بيخت غرانما الصغير للنزول على أرض كوبا الباتستية عام ستة وخمسين. حمل اليخت على متنه اثنين وثمانين رجلا. وصلوا إلى الجزيرة بعد أسبوع من الإبحار وهم أقرب إلى الموت من شدة المرض.
اعتمد فيديل في مهاجمة الشرق الكوبي على ثقته بنفسه وبلده والرجال الذين كانوا معه. أما الأيديولوجية فكانت ثانوية. لم يثق الروس إطلاقا بهذه الدوافع.
استقبل جيش باتيستا وحدة فيديل بقصف مفاجئ، فلم ينجو من الموت أو الأسر إلا ستة عشر شخصا منهم فقط. ولكن فيديل جمع الناجين وكان من بينهم الطبيب الأرجنتيني الثوري إرنستو تشي غيفارا ولجأ إلى الجبال حيث تمكن خلال بضعة أشهر من تجنيد الفلاحين حتى أصبح لديه أكثر من مائة وخمسين رجلا، تملكتهم القناعة بأن النصر كان وشيكا.
يقول إنريكي سوتومايور، عضو الجيش الثوري الكوبي أن فيديل "تمتع بشخصية فاتنة، قادرة على إثارة التحريض بين الجميع، وقد ترك أثر إيجابي بين سكان الأرياف. وأقام صلة جيدة مع الفقراء في جبال سيررا مايسترا، بعد أن عرفوا فيه القائد الكفيل بفرص الإصلاحات الزراعية". [/b][/color]
مصطفى جليل- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 252
تاريخ الميلاد : 25/10/1986
العمر : 38
الدولة : المغرب
المهنة : infographiste
المدينة : لا مكان
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عن حياة فيديل كاسترو
لقد احسنت في اختيارك للزعيم الكوبي فيديل كاستر
و رفيق جيفارا فقد شكلا ثنائيا ثائرا مناضلا
صورة لفيديل كاسترو و جيفارا
تحياتي
amouna-amoura
amouna-amoura- عضوة إدارية
-
عدد الرسائل : 1301
تاريخ الميلاد : 21/03/1992
العمر : 32
الدولة : المغرب
المهنة : طالبة
المدينة : قلعة امكونة
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عن حياة فيديل كاسترو
أشكرك أختي على رأيك و على الصور التي أضفتها للموضوع، و التي كنت أريد وضعها لكني وجدت الأمر معقدا نوعا ما، فتخليت عن الفكرة
محبتي الدائمة
محبتي الدائمة
مصطفى جليل- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 252
تاريخ الميلاد : 25/10/1986
العمر : 38
الدولة : المغرب
المهنة : infographiste
المدينة : لا مكان
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عن حياة فيديل كاسترو
اختيار موفق أخي جليل ينم عن اتجاه إنساني ومبدئي عمييييييييق
تحياتي
تحياتي
سامي دقاقي- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 361
تاريخ الميلاد : 01/01/1977
العمر : 47
الدولة : المغرب
المدينة : قلعة مكونة
احترام قوانين المنتدى :
رد: عن حياة فيديل كاسترو
شكرا أخي سامي، عدة أسباب موضوعية و قناعاتية دفعتني لهذا الإختيار
تحياتي
تحياتي
مصطفى جليل- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 252
تاريخ الميلاد : 25/10/1986
العمر : 38
الدولة : المغرب
المهنة : infographiste
المدينة : لا مكان
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: عن حياة فيديل كاسترو
واضح ذلك أخي من خلال الاختيار
على العموم إنه شخصية تستأهل ذلك فقد تركت بصماتها في التاريخ
مودتي
على العموم إنه شخصية تستأهل ذلك فقد تركت بصماتها في التاريخ
مودتي
سامي دقاقي- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 361
تاريخ الميلاد : 01/01/1977
العمر : 47
الدولة : المغرب
المدينة : قلعة مكونة
احترام قوانين المنتدى :
رد: عن حياة فيديل كاسترو
machkour akhi
houria200- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 1189
تاريخ الميلاد : 03/11/1992
العمر : 32
الدولة : maroc
المدينة : tinghir
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى