أترك القصيدة لأمي.. وأصابعي للشكر

أترك القصيدة لأمّي.. وأصابعي للشكر


كصلاة متوحّد بالليل
تمشي على رؤوس أصابعها
تسرق من العمر نفَسًا
كي تزرعه في موقد النّار
تحيّي السماء من النافذة الصغيرة
وتطلب شمسا من أجل زوجها..
ركعتان ودعاء
وماء يشرب من وجهها
ويصعد إلى الأعلى
حيث قدماها تسيّجان الجنّة
ويداها تصنعان الأرض
والرغيف ودفء الأمان...
**************
ينهض الصّباح متكاسلا،تسبّح العصافير بالرفيف والزقزقة، ترشف أمّي آخر قطرة في كوب القهوة الأولى، وتوقظ أبي لينبّه الزّمن ويصافح شمسه اليوميّة، ثمّ ترقبه من النافذة مثل حمامة في بداية الهديل...
**************
أمّي
التي في القصيدة الآن
لم تأتها عبثا..
فقد كانت تهيئ مفرداتها منذ زمن..



مع ما تبقّى من صباحات
وشموس
وصلوات..
وفي التماعة عينيها على وشك الدموع
حين تودّع أبي
وتعود إلى أشيائها اليوميّة...
**************
أمّي هي الشاعرة الحقيقيّة
أمّا أنا
فمجرّد ناظم
وخيط سبحة...
**************
أنا الآن أرفع أصابعي وأقف
للحياة التي تركتها تلك اليدان...

سامي دقاقي

العزيز والصديق مصطفى
شكرا على مرورك الألق
فعلا هذه القصيدة أنشرها حصريا ولأول مرة في منتدانا العزيز هذا وبين أحبة أكنّ لهم موفور التقدير والاحترام
مودتي التي لا تشيخ

العزيز العضو النشيط والفاعل النورس
كلما قرأت اسمك هذا تذكرت البحر وفضاءات الله الواسعة
شكرا على مرورك البهي وطبعا سأوافيكم بأيّ جديد في وقته صديقي
دمنا في خدمة الصالح العام
مودتي التي لا تشيخ

الأخ الزجال والقاص خالد نجاح
شكرا على مرورك البهي
في الواقع صدقت وهل نوفّي الأم حقها حتى ولو مكثنا الدهر كله نقول فيها شعرا، ابدا صديقي.. هذه القصيدة ما هي إلاّ خلجة من خلجات الزمن انتابتني ذات ذكرى لأمي وهي بعيدة عني تطويها عن ناظريّ مسافات وجبال...
شكرا لمروك مرة أخرى

الأخ سيفاو
شكرا على عبورك وتوقيعك هنا
مودتي