كابوس

من عمق غرفتي قادتني الأقدار لعالم عجيب، كان كل شيء فيه على النقيض، أرى السحب ترابا والأخضر يابسا والماء ثلجا … وأرى غرائب الكون ترقص أمام عينيي. بينما أنا أتمشى في هذا العالم المقلوب، رأيت أناسا يسيرون على أياديهم و بينهم رجل استقل إحدى الحافلات السائرة على أرصفة السحب قائلا للسائق عبارة غريبة: ” يراجتلا زكرملا ”، مرّت العبارة في خاطري كثيرا علني أفهم معناها، ولمّا تذكرت أني في عالم قلبت موازينه رأسا على عقب و اختلط فيه الحابل بالنابل، وأصبح الصالح طالحا عرفت حينها أنّ قصده ” المركز التجاري “. ركبت الحافلة معه، صدمت حين وجدت كراسي الحافلة لم تسلم من عملية القلب التي طالت كل شيء، و صلنا إلى المركز التجاري، ولم استغرب حين وجد ت اللحوم تباع في الأفران والخبز يطهى في الثلاجات وكل المنتجات معلقة بحبال …
خرجت من المركز أهيم في بلاد الله ، ولم يعد يمكنني الإنكار أنّه أينما ذهبنا فالملك لله وحده حتى في أرض العجائب هاته. لمحت في السماء أو بالأحرى على الأرض طائرة تمشي بين الأشجار السابحة جذورها في الهواء، أحسست بالدوار، فما عاد عقلي يستحمل هذه الغرائب الواقعة أمام عينيّ أو يستوعبها، وشعرت كأنني على شفير الجنون، غير أنّ حبّ الأم الملازم لي قد أنقدني في اللحظات الأخيرة، فسمعت صيحاتها المتعالية هاتفة: استيقظي وإلاّ تأخرت عن عملك. اكتشفت في لحظة أنّ كل ما رأيته كان مجرد كابوس، لكنني سرعان ما فقدت الأمل في مدى صحة كلامي، بعد أن وجدت نفسي نائمة رأسا على عقب والسرير معلق في سقف الغرفة…
لطيفة العمراني/ قاصّة من المغرب

sure i will do in cha2alla&
thx for ure sweet visit

قصة جميلة لقاصة أجمل ولا غرو أنها حصدت بها جائزتين وطنيتين..
ما يأسرني في قصص الأخت والصديقة لطيفة العمراني هو النهاية المفارقة(بكسر الراء) المفتوحة جدا.. وهي في ذلك تشبه قاصا آخر يضمه منتدانا وأعني خالد نجاح..
لطيفة تهدينا قصصا مقطرة مثلما يقطّر الورد.. مركزة في الزمكان..مكثفة في الحدث..لغة صافية وسلسة لا تشوبها ركاكة أو وهن... وهي أمور تنبئ بمستقبل واعد في القصة القصيرة بكل تأكيد..
مودتي وشكرا لك اخي على النقل...