الكتابة :
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الكتابة :
:
يتناول عبدالرزاق بنور في كتابه «الكتابة في المتوسط» أصل الكتابة وتطورها اللاحق، فقد تعلم الإنسان التصوير قبل أن يتعلم الكتابة، ومن المؤكد أنه قد تعلم القراءة شوكأنما قراءة الآثار الطبيعة هي التي أوحت إليه بأن يكتب
يتناول عبدالرزاق بنور في كتابه «الكتابة في المتوسط» أصل الكتابة وتطورها اللاحق، فقد تعلم الإنسان التصوير قبل أن يتعلم الكتابة، ومن المؤكد أنه قد تعلم القراءة قبل أن يتعلم الكتابة، وكأنما قراءة الآثار الطبيعة هي التي أوحت إليه بأن يكتب. وللغة المنطوقة ميزاتها، وكذلك الكتابة، التي من أهم ميزاتها تحدي الزمان والمكان، والكتابة تشغل العين بحاسة الرؤية، وهي أيضاً الملكة التي تميز الإنسان لتأثيرها الكبير على التفكير البشري، وهي بالتالي ليست مجدر تقنية وكفاءة. يقول جاك جودي في هذا الصدد: (إن المجتمع الذي عرف الكتابة لا يمكن أن يكون هو نفسه المجتمع قبل أن يمرّ بتجربة الكتابة)، وقد حاول الباحثون أن يجعلوا من الكتابة مسألة سيميائية، وبدرجة ثانية مسألة لسانية، وللرمز المكتوب الفضل في تمييز المشترك الصوتي، مثل كلمة «حظيرة» و«حضيرة» و«ظلع» و«ضلع».
الكتابة هي التي وضعت الحدّ الفاصل بين التاريخ وما قبل التاريخ، ولكن هل الكتابة ضرورة تاريخية؟
يقول اتيَمبل Etiemble «يبقى تاريخ الألف باء محلَّ شك في تفاصيله». كذلك فإن الباحث في أصل الكتابة، هل هي علاقة لتمثيل اللغة استمر في التطور إلى أن أخذ أشكاله المعروفة والنهائية؟ أم هو انفجار مفاجيء لعبقرية خلاقة؟ فلم تخلو ثقافة من الثقافات من التقاليد الخرافية حول ظهور الكتابة، فكان الإله توت عند المصريين هو الذي اكتشف الكتابة الهيروغليفية بأمر من الإله رع، والأديان السماوية الثلاثة انبنت قدسيتها على الكتب (التوراة، الإنجيل، القرآن) حتى أصبح «المكتوب» هو «القدر». وهو ما كتب في «اللوح المحفوظ»، وهو تعبير عن الإرادة الإلهية.
الكتابة هي هبة إلهية في اعتبار التقاليد الإسلامية واليهودية، فعند اليهود تجعل النبي موسى يستلم الكتابة من يد الرحمن مباشرة، والمسلمون يعزون الكتابة إلى آدم «علم آدم الأسماء كلها»، وينسحب هذا على بقية الحضارات الصين والآزتيك والمايا والإغريق.
الكتابة أقرب عهداً من اللغة المنطوقة، إذ نرى أن عمر الكتابة ستة آلاف سنة، بينما عمر اللغة مائة ألف عام، ولم يعرف الإنسان الكتابة إلا عندما حاول فهم الكون المحيط به، وقلّد ديناميكيته، فعلمته الحيوانات التي تترك آثارها مطبوعة على الطين، استمرار الرمز بعد زوال مصدره وغيابه.
ولكن بعد أن التجأ الإنسان إلى هذا التقليد هل يعتبر ذلك إجراء إنعكاسياً أم حتمياً؟ فالرسوم التي وجدت في الكهوف والمغاور مكنته من اكتشاف مبدأ المجاورة الذي يولّد التورية (بوضع الصور جنباً إلى جنب)، حتى أصبحت الكتابة هي ذاكرة التاريخ، أي الصورة، لأن العلاقة بين التصوير والكتابة علاقة انضوائية، فكل كتابة هي تصوير، وليس العكس. إذ تعلم الإنسان التصوير قبل أن يتعلم الكتابة، وأصبح الترميز وسيلة استذكارية، وأصبحت الكتابة هي البديل المرئي من الكلام. وهي من أعجب الثورات التكنولوجية بفضل التأثيرات التي خلفتها في حياة الإنسان، وبصفة مباشرة في تطور التفكير.
كيف حدث الإنتقال من طريقة التمثيل «الهولستي» داعماً للذاكرة، إلى الطريقة التحليلية في الكتابة؟
هذا السؤال يطرح مسالة أصل اللغة، ولا نجيب على ذلك غلا بعد توضيح المقصود بالكتابة، فهل هي تراكم كمي تحوّل عبر الزمن إلى تطور كيفي؟ أم هي نتيجة مجهود عبقري فردي او جماعي؟
فكلمة كتابة تستعمل مرادفاً لـ «قلم»، و«أسلوب»، و«تهجئة» (الكتابة العربية مثلاً)، و«ترميز» (كالكتابة الموسيقية)، و«نظام» (كالكتابة المقطعية). ولنعرف نظام الكتابة بأنه: كلّ مجموعة مرتبة (نمطية واصطلاحية) من الرموز التصويرية أو غيرها من العلاقات المرئية الحيزيّة التي تمثل وحدات تتكون منها اللغة، نلاحظ أن هذا التعريف يقوم على الخاصية التحليلية للكتابة، وعلى الوظيفة التمثيلية للغة المنطوقة، ولقد أزيل العنصر التصويري من الكتابة واعتبر ما سبق هذه المرحلة كتابة بدائية، أو سابقة على الكتابة – أو ببساطة – المرحلة التي تبشر بالكتابة.
والكتابة باعتبارها سيمياء تنظوي تحت مفهوم اللغات التصويرية ما دامت لا تتحول إلى كتابة إلا من خلال علاقتها باللغة المنطوقة، لا تهم السيميائي، ولا تدخل ضمن مشمولات المؤرخ والفيلسوف بقدر ما تهم عالم اللغة واللسان، ومن هذه الوجهة يصبح الرمز المكتوب المقابل المرئي للدال الصوتي.
نصنّف أنظمة الكتابة حسب تمفصلات اللغة (كلمة، مقطع، صوت)، أو مستويات التمثيل (الصرفي، الدلالي، الصوتي)، وهناك تصنيف أكثر دقة عند بولغرام Pulgram أو تصنيف بسيط مثل الذي قدمه دي سوسير والذي يحتوي على نظامين: صوتي (تمثيل الأصوات)، الأيديوغرافي (تمثيل الأشياء والأفكار)، وتتمثل التهجئة في شفرة تحدّد العلاقة بين الشكل والقيمة. ويتعلق الترميز بالحروف التي تكون هذا الرمز أو ذاك، فقد تتساوى حروف بعض الكلمات، وتختلف المعاني، من لغة إلى أخرى (من تهجئة لأخرى)، ويجدر التمييز بين الترميز ونظام الكتابة، فالكتابة المسمارية ترميز وليست نظاماً، حيث الترميز هو صنف منمّط من نظام الكتابة، يخص لغة ما، وغالباً ما يقترض ترميز من أكثر من نظام، وبذا يمكن لترميز واحد أن يستغلّ نظامي كتابة، كما يمكن أن تشترك تهجئات عديدة في نفس الترميز.
الكاتب : عبدالله الماي
يتناول عبدالرزاق بنور في كتابه «الكتابة في المتوسط» أصل الكتابة وتطورها اللاحق، فقد تعلم الإنسان التصوير قبل أن يتعلم الكتابة، ومن المؤكد أنه قد تعلم القراءة شوكأنما قراءة الآثار الطبيعة هي التي أوحت إليه بأن يكتب
يتناول عبدالرزاق بنور في كتابه «الكتابة في المتوسط» أصل الكتابة وتطورها اللاحق، فقد تعلم الإنسان التصوير قبل أن يتعلم الكتابة، ومن المؤكد أنه قد تعلم القراءة قبل أن يتعلم الكتابة، وكأنما قراءة الآثار الطبيعة هي التي أوحت إليه بأن يكتب. وللغة المنطوقة ميزاتها، وكذلك الكتابة، التي من أهم ميزاتها تحدي الزمان والمكان، والكتابة تشغل العين بحاسة الرؤية، وهي أيضاً الملكة التي تميز الإنسان لتأثيرها الكبير على التفكير البشري، وهي بالتالي ليست مجدر تقنية وكفاءة. يقول جاك جودي في هذا الصدد: (إن المجتمع الذي عرف الكتابة لا يمكن أن يكون هو نفسه المجتمع قبل أن يمرّ بتجربة الكتابة)، وقد حاول الباحثون أن يجعلوا من الكتابة مسألة سيميائية، وبدرجة ثانية مسألة لسانية، وللرمز المكتوب الفضل في تمييز المشترك الصوتي، مثل كلمة «حظيرة» و«حضيرة» و«ظلع» و«ضلع».
الكتابة هي التي وضعت الحدّ الفاصل بين التاريخ وما قبل التاريخ، ولكن هل الكتابة ضرورة تاريخية؟
يقول اتيَمبل Etiemble «يبقى تاريخ الألف باء محلَّ شك في تفاصيله». كذلك فإن الباحث في أصل الكتابة، هل هي علاقة لتمثيل اللغة استمر في التطور إلى أن أخذ أشكاله المعروفة والنهائية؟ أم هو انفجار مفاجيء لعبقرية خلاقة؟ فلم تخلو ثقافة من الثقافات من التقاليد الخرافية حول ظهور الكتابة، فكان الإله توت عند المصريين هو الذي اكتشف الكتابة الهيروغليفية بأمر من الإله رع، والأديان السماوية الثلاثة انبنت قدسيتها على الكتب (التوراة، الإنجيل، القرآن) حتى أصبح «المكتوب» هو «القدر». وهو ما كتب في «اللوح المحفوظ»، وهو تعبير عن الإرادة الإلهية.
الكتابة هي هبة إلهية في اعتبار التقاليد الإسلامية واليهودية، فعند اليهود تجعل النبي موسى يستلم الكتابة من يد الرحمن مباشرة، والمسلمون يعزون الكتابة إلى آدم «علم آدم الأسماء كلها»، وينسحب هذا على بقية الحضارات الصين والآزتيك والمايا والإغريق.
الكتابة أقرب عهداً من اللغة المنطوقة، إذ نرى أن عمر الكتابة ستة آلاف سنة، بينما عمر اللغة مائة ألف عام، ولم يعرف الإنسان الكتابة إلا عندما حاول فهم الكون المحيط به، وقلّد ديناميكيته، فعلمته الحيوانات التي تترك آثارها مطبوعة على الطين، استمرار الرمز بعد زوال مصدره وغيابه.
ولكن بعد أن التجأ الإنسان إلى هذا التقليد هل يعتبر ذلك إجراء إنعكاسياً أم حتمياً؟ فالرسوم التي وجدت في الكهوف والمغاور مكنته من اكتشاف مبدأ المجاورة الذي يولّد التورية (بوضع الصور جنباً إلى جنب)، حتى أصبحت الكتابة هي ذاكرة التاريخ، أي الصورة، لأن العلاقة بين التصوير والكتابة علاقة انضوائية، فكل كتابة هي تصوير، وليس العكس. إذ تعلم الإنسان التصوير قبل أن يتعلم الكتابة، وأصبح الترميز وسيلة استذكارية، وأصبحت الكتابة هي البديل المرئي من الكلام. وهي من أعجب الثورات التكنولوجية بفضل التأثيرات التي خلفتها في حياة الإنسان، وبصفة مباشرة في تطور التفكير.
كيف حدث الإنتقال من طريقة التمثيل «الهولستي» داعماً للذاكرة، إلى الطريقة التحليلية في الكتابة؟
هذا السؤال يطرح مسالة أصل اللغة، ولا نجيب على ذلك غلا بعد توضيح المقصود بالكتابة، فهل هي تراكم كمي تحوّل عبر الزمن إلى تطور كيفي؟ أم هي نتيجة مجهود عبقري فردي او جماعي؟
فكلمة كتابة تستعمل مرادفاً لـ «قلم»، و«أسلوب»، و«تهجئة» (الكتابة العربية مثلاً)، و«ترميز» (كالكتابة الموسيقية)، و«نظام» (كالكتابة المقطعية). ولنعرف نظام الكتابة بأنه: كلّ مجموعة مرتبة (نمطية واصطلاحية) من الرموز التصويرية أو غيرها من العلاقات المرئية الحيزيّة التي تمثل وحدات تتكون منها اللغة، نلاحظ أن هذا التعريف يقوم على الخاصية التحليلية للكتابة، وعلى الوظيفة التمثيلية للغة المنطوقة، ولقد أزيل العنصر التصويري من الكتابة واعتبر ما سبق هذه المرحلة كتابة بدائية، أو سابقة على الكتابة – أو ببساطة – المرحلة التي تبشر بالكتابة.
والكتابة باعتبارها سيمياء تنظوي تحت مفهوم اللغات التصويرية ما دامت لا تتحول إلى كتابة إلا من خلال علاقتها باللغة المنطوقة، لا تهم السيميائي، ولا تدخل ضمن مشمولات المؤرخ والفيلسوف بقدر ما تهم عالم اللغة واللسان، ومن هذه الوجهة يصبح الرمز المكتوب المقابل المرئي للدال الصوتي.
نصنّف أنظمة الكتابة حسب تمفصلات اللغة (كلمة، مقطع، صوت)، أو مستويات التمثيل (الصرفي، الدلالي، الصوتي)، وهناك تصنيف أكثر دقة عند بولغرام Pulgram أو تصنيف بسيط مثل الذي قدمه دي سوسير والذي يحتوي على نظامين: صوتي (تمثيل الأصوات)، الأيديوغرافي (تمثيل الأشياء والأفكار)، وتتمثل التهجئة في شفرة تحدّد العلاقة بين الشكل والقيمة. ويتعلق الترميز بالحروف التي تكون هذا الرمز أو ذاك، فقد تتساوى حروف بعض الكلمات، وتختلف المعاني، من لغة إلى أخرى (من تهجئة لأخرى)، ويجدر التمييز بين الترميز ونظام الكتابة، فالكتابة المسمارية ترميز وليست نظاماً، حيث الترميز هو صنف منمّط من نظام الكتابة، يخص لغة ما، وغالباً ما يقترض ترميز من أكثر من نظام، وبذا يمكن لترميز واحد أن يستغلّ نظامي كتابة، كما يمكن أن تشترك تهجئات عديدة في نفس الترميز.
الكاتب : عبدالله الماي
izri- مراقب عام
-
عدد الرسائل : 435
تاريخ الميلاد : 17/06/1981
العمر : 43
الدولة : MAROC
المهنة : طالب
المدينة : مدينة الورود
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: الكتابة :
إن اﻟكتابة طريقة يمكن بها توثيق النطق ونقل الفكَر والأحداث إلى رموز يمكن قراءتها حسب نموذج مخصص لكل لغة. بدأ الإنسان الكتابة عن طريق الرسم ثم تطورت هذه الرموز إلى أحرف لكي تختصر وقت الكتابة.
لقد بدأ الإنسان الكتابة مستخدما الوسائل المتاحة لديه حيث بدأ باستخدام النقش على الحجر لتدوين ما يريده ثم انتقل إلى الكتابة على أوعية أخرى كالرق والبردي والورق الذي اخترع في بداية القرن الثاني م. ثم ما لبث الانسان الأكثر تقدما أن اخترع الآلات التي تساعده على الكتابة مثل الآلات الكاتبة والمطابع وأخيرا أصبح الانسان يسخدم الكتابة من خلال أجهزة متقدمة جدا مثل الحواسيب وأصبح يتعامل اليوم بما يسمى الكتب الالكترونية.
شكـــــــــــــــــرا على المقال
تحياتي
amouna-amoura
لقد بدأ الإنسان الكتابة مستخدما الوسائل المتاحة لديه حيث بدأ باستخدام النقش على الحجر لتدوين ما يريده ثم انتقل إلى الكتابة على أوعية أخرى كالرق والبردي والورق الذي اخترع في بداية القرن الثاني م. ثم ما لبث الانسان الأكثر تقدما أن اخترع الآلات التي تساعده على الكتابة مثل الآلات الكاتبة والمطابع وأخيرا أصبح الانسان يسخدم الكتابة من خلال أجهزة متقدمة جدا مثل الحواسيب وأصبح يتعامل اليوم بما يسمى الكتب الالكترونية.
شكـــــــــــــــــرا على المقال
تحياتي
amouna-amoura
amouna-amoura- عضوة إدارية
-
عدد الرسائل : 1301
تاريخ الميلاد : 21/03/1992
العمر : 32
الدولة : المغرب
المهنة : طالبة
المدينة : قلعة امكونة
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى