27مليون دولار مهرلسورية و13دولار مهر لفتاة سعودية

27 ]مليون دولار مهرا لسورية.. و13 دولارا لسعودية

معلقون اعتبروا قيمة مهر العروس السورية استفزازا للشباب الذي يعاني من الغلاء
اختلطت مشاعر الدهشة بالاستفزاز بالإعجاب لدى القراء الذين طالعوا خبرين نشرتهما وسائل الإعلام العربية في يوم واحد هو الأحد 17-5-2009، إذ يكشف الخبر الأول عن تلقي عروس سورية مهرا يقدر بـ 27 مليون دولار، فيما أشار الخبر الثاني إلى تلقي عروس سعودية مهرا 13 دولارا فقط.
وقد حظيت سيدة الأعمال السورية خلود خير بيك بمهر قدره نحو مليار وربع ليرة سورية (27 مليون دولار) من رجل الأعمال التركي، نجاتي بولاك، وفق ما نشره موقع اخباري سوري الذي وصف المهر بأنه "ليس فقط الأغلى في سوريا، بل قد يكون الأغلى الذي تتلقاه امرأة في العالم حتى الآن".
ووفقاً لذات المصدر فإن حفل زفاف "أسطوري" سيقيمه العروسان في سوريا التي قرر العريس أن ينقل قسطا كبيرا من استثماراته إليها.

ويبلغ بولاك من العمر 40 من العمر فيما تبلغ خير بيك 36 عامًا، وكانت متزوجة من قبل ولديها ثلاثة أولاد (بنتان وصبي)، وهي عضوة في اتحاد المستثمرات العرب.
ومن طريف ما علق به القراء على هذا الخبر في عدد من المواقع السورية قول من أطلق على نفسه اسم "تيربو" "إن العروس السورية تستحق أكثر من هذا؛ لأن كل شيء غالٍ في سوريا"، فيما قال آخر "الله يهني سعيد بسعيدة، بس عيب هيك أرقام.. المواطن السوري العادي ما عم يوفر 20 ألف ليرة.. شو بدو يحكي؟!"، في إشارة إلى معاناة شريحة واسعة من السوريين من الغلاء.
وقال أحمد :لو يقدم هذا المبلغ للفقراء لما بقي فقير في سوريا"، فيما اقترح أبو صلعة: "محا يضيفو لكتاب جينيس (موسوعة الأرقام القياسية العالمية) كمان؟!"، أما نورية فذكَّرت على ذات الموقع بأن الإسلام "حض على الرفق بالمهور، وحرم المباهاة بغلائها".
ويعاني المجتمع السوري -مثل العديد من المجتمعات العربية- من مشكلة العنوسة (ارتفاع سن الزواج)، وبحسب استطلاع للرأي أجرته صحيفة "الثورة" السورية العام الماضي فإن 82% من الشباب الذكور قالوا: إن غلاء المهور وارتفاع سقف مطالب الفتيات وأهاليهن هو العامل الأول في عدم إقبالهم على الزواج حتى فترة متأخرة من العمر، برغم رغبتهم في ذلك.
50 ريالا
وفي منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية، كان الحظ في المهر هذه المرة من نصيب الرجل وليس المرأة، ولكن بطريقة أخرى؛ حيث قرر والد العروس إعفاءه تقريبا من عبء عشرات الآلاف من الريالات المعتاد دفعها في اتفاقات الزواج بالسعودية، وطلب منه فقط 50 ريالا (13.3 دولارا)، بحسب ما نشرته صحيفة "شام برس" أمس الأحد.
وفوق هذا لم يشترط والد العروس (معلمة) على العريس (موظف بشركة خاصة براتب ضئيل) أي شروط، سوى المواظبة على الصلاة وحفظ كتاب الله، وأن يعامل زوجته المعاملة الحسنة، داعيا جميع أولياء الأمور إلى اتقاء الله في بناتهم، وعدم تحميل الشباب مالا يطيقونه.
من جهته، عبر العريس م. ع البالغ من العمر 25 عاما عن تقديره لعمه؛ على هذه اللفتة الإنسانية النبيلة، قائلا: "آمل أن أكون خير زوج، ملتزما بما أوصاني به والد شريكة العمر".
وانهالت التعليقات أيضا على هذا الخبر في مواقع الصحف والمنتديات السعودية على الإنترنت، معربة عن الإعجاب بموقف والد العروس وهو ما عبر عنه من أطلق على نفسه "المايسترو" في منتديات المجرة العربية بقوله: "هذا الأب وإلا بلاش..!!!".
وأبدت مشاركة أخرى تسمي نفسها "عزتي" إعجابها بشجاعة الأب، غير أنها أعربت في الوقت ذاته عن مخاوفها من "ألا يكون العريس على قدر الجميل الذي فعله فيه عمه ويقول لها: أنا تزوجتك بقيمة زجاجة حاجة ساقعة".
وفيما قال أبو حكة: "في واحد منهم نصب على التاني"، تمنى "أبو الضواري" في تعليقه أن يكون له حظ العريس: "أبو الضواري يبحث عن رجل مثل هذا (والد العروس)".
وسبق مبادرة والد العروس تلك مبادرة أخرى أكثر لفتا للأنظار في مايو من العام الماضي، حين قبل عوض عبد الحي من الدمام شرقي السعودية تزويج ابنته بمهر قدره ريال واحد فقط، مبررا ذلك بأنه أراد أن يكون "نموذجا للآباء والأمهات في تيسير أمور زواج بناتهم، بعيدا عن شبح الغلاء والجشع".
وخرجت في الشهور الأخيرة مبادرات عدة من جهات سعودية سواء رسمية أو شعبية لتخفيف حدة ظاهرة غلاء المهور في المملكة التي يبلغ متوسطها 77 ألف ريال -بخلاف بقية مصاريف الزواج- منها اتفاق شيوخ القبائل في محافظة المخواة بمنطقة الباحة على تخفيض المهر إلى 50 ألف ريال للبكر، و30 ألفا للثيب، وعدم تكليف الزوج بأي التزامات أخرى، مع فرض غرامة 10 آلاف ريال على من يخالف الاتفاق.
وحل آخر اقترحه المأذون الشرعي أحمد سعيد العمري وهو "الزواج بالتقسيط"، على أن يؤسس المشروع تحت مظلة إمارة المنطقة أو إحدى الوزارات، ويدعمه رجال الأعمال.
وفي مطلع العام الجاري أطلق شباب سعوديون حملة للحد من ظاهرة ارتفاع المهور، وتكاليف الزواج، أطلقوا عليها "خلوها تعنس"، تحذر أولياء الأمور من مغبة إصرارهم على طلب مهور باهظة لتزويج بناتهم في مجتمع تقول بعض الدراسات إن العنوسة شملت نحو 30% من شبابه وشاباته