ظاهرة المخدرات بمدينة قلعة أمكونة .
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ظاهرة المخدرات بمدينة قلعة أمكونة .
مدينة قلعة أمكونة
في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
بقلم: محمد العمراني
في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
بقلم: محمد العمراني
في كل يوم 6 من الشهر السادس في كل سنة، يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي لمكافحة المخدرات بطرق مختلفة، تتراوح ما بين التنديد وحرق حقول المخدرات، واعتقال تجار هذه السموم أو إنشاء جمعيات تحسيسية وتوعوية للحد من أعراض هذه الظاهرة على المجتمعات المتضررة من مخلفاتها.
وتهدد المخدرات العالم بمخاطر يفوق تأثيرها ذلك الذي أحدثته الحربين العالميتين والحروب الحديثة، بل هنالك العديد من المراقبين الذين يؤكدون أن ظاهرة المخدرات هي أسوأ ما شاهدته البشرية في ماضيها والحاضر. وتهرع العديد من الدول حول العالم للحد من انتشارها واقتلاع جذورها من على كوكب الأرض.
وتعد المشكلة الأساس في مخاطر هذه الظاهرة التي لوحظ انتشارها بشكل مهول بين فئات الشباب. والتي تبدأ أعراضها من الأسرة في تفككها والخلافات المستمرة بين أفراد العائلة الواحدة، والسفر... كما أن لجوء الأبناء لها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها إذا تهاون الآباء في الحد منها ومراجعة القيم الأخلاقية والتصرفات التي تنتج عن طيش أبنائهم.
ومن كبريات مخاطر ظاهرة التعاطي للمخدرات: الإدمان، وهو الحالة الناتجة عن استعمال مواد معينة بصفة مستمرة (غالبا مواد مخدرة) بحيث يصبح المرء معتمدا عليها نفسيا وجسميا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على نفس الأثر دائما، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل لدرجة توقع أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية في غياب هذه المادة، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى أعراض الانسحاب وقد تؤدي إلى الموت. والإدمان يمكن أن يكون إدمان المشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة.
وعودة للإشكالية التي يطرحها العنوان في ما يخص هذه الظاهرة بمدينتنا، فلقد عرفت قلعة أمكونة هذه الظاهرة مند فترة متوسطة من الزمن من خلال تجار متنقلين من مدن الشمال ببلادنا، حيث تكمن زراعة هذه المواد المخدرة كـ:"الحشيش" و" الشيرة " و "القرقوبي" والعديد من الأنواع التي رغم اختلاف أسمائها فهي تصب في نفس الهدف وهو الهلوسة والانتشاء... .
وكما لا يخفى على الجميع ما وصلت إليه مدينتنا من شهرة أعطاها لها تجار هذه السموم، إذ تعتبر مدينة قلعة أمكونة محج الكثيرين من الساكنة المجاورة وحتى البعيدة للمدينة، للحصول على هذه المخدرات المصنعة محليا أو التي يستوردها هؤلاء التجار من الشمال، لتغطية الخصاص والطلب الكبير عليها في مدينة الورد. صورة أصبح الكثيرون يجدون في التغاضي عن مسحها ذريعة في الأموال الطائلة التي تستجلبها هذه الممارسة إلى مدينتنا التي لا زال مسئولوها في غيابات سباتهم المعهود، والذين يكتفون بالاستنكار عند حلول أي مناسبة تبتغي وراءها الحد من هذه الظاهرة.
كما أن الاسم المتداول لأشهر بائع لهذه السموم بالمدينة دليل كبير على أهمية هذه الممارسة والعدد الكبير من الشباب وحتى الفتيات المتعاطين للمخدرات. ولقد كان لي لقاء مع أحد أبناء هؤلاء التجار وصرح قائلا: " لا يمر اليوم الذي لا يزورنا فيه ما بين الثلاثين والسبعين مدمنا، وأجني الكثير من الأموال من خلال إلتقاطي لبقايا هذه المخدرات من على الأماكن التي يصنعها فيها والدي "- وللعلم فهذا الشاب قابع في السجن الآن -. وهذا واضح من خلال الأموال التي قال أن والده يجنيها من وراء ذلك. وتعد الخلاء المتواجدة إزاء جبل "صاغرو" بالمنطقة، ملجأ العديد من صناع هذه المواد - والخمر على رأسها - من مواد نجسة وتمرة التين اليابسة. والعديد من النفايات. لتكون جاهزة للاحتساء بعد تخميرها في أوعية يتم طمرها في رفات الحيوانات لتزيد النجاسة على أختها.
ظاهرة متغاض عنها من خلال العديد من الأطراف، كالسلطات المحلية والمجلس البلدي وحتى الجمعيات ذات هذه التخصصات بالمدينة. لنكون بذلك مساعدين في انتشار هذه الظاهرة باستمرارنا في طمس الواقع تحت وريقات نقدية يدعوها الجميع بالرشوة. وحتى في سكوتنا نحن كأفراد المجتمع المدني أمام تمادي العديد من المدمنين في نشر هذه الظاهرة في أوساط التلاميذ بمؤسساتنا ومدارسنا وشوارعنا وأزقتها. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته ". وهذه أسئلة تحتاج لإجابات وإجابات مقنعة وصريحة علنا نجد سويا حلا لهذه الآفة التي تستنزف مدينتنا بالخصوص وبلادنا على وجه التعميم.
- ماذا يكسب المدمن من تعاطيه للمخدرات ؟
- وماذا يخسر إن قام بالإقلاع عنها ؟
- كيف سيكون شعوره وهو يخسر زوجته وأهله وماله ونفسه في الأخير ؟
- ما شعور أهله وذويه بحالته؟ أصدقاءه؟ هل للعيش تحت تأثير هذه المخدرات أي معنى أصلا ؟
- ماهو دورنا نحن كأفراد مثقفين وواعين بخطورة هذه المسألة في الحد منها؟
- وبأي وسائل يمكن لنا فعل ذلك؟ في ظل هذا الغياب الكبير للتكوين والمعلومات الكافية حول الموضوع لإقناع المدمنين على الإقلاع عن هذه الممارسة؟
والعديد من الأسئلة الأخرى التي يصعب حصرها في مقال واحد. أتمنى التفاعل مع الموضوع بجدية، فحل هذه الإشكالية سيساعدنا على تخطي ظواهر أخرى ذات نفس النتائج والبعد .
محمد العمراني- المتطوع المساعد
-
عدد الرسائل : 737
تاريخ الميلاد : 16/04/1988
العمر : 36
الدولة : المغرب
المهنة : طالب ، مؤطر تربوي ، تقني إعلاميات
المدينة : قلعة أمكونة
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: ظاهرة المخدرات بمدينة قلعة أمكونة .
تعد مشكلة تعاطي المخدرات من أخطر المشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات المختلفة ومنها مجتمعاتنا العربية والإسلامية .
وتشيع هذه المشكلة في مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية والأسر ذات المستويات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة . كما تمتد عبر المراحل العمرية المتعددة ولكن تبدو أكثر خطورة وشيوعيا لدى قطاعات الشباب والمراهقين وهم بطبيعة الحال طلاب المدارس والجامعات . وهذا العمر هو الذي يصل فيه الفرد إلى قمة قدراته على العطاء والبذل والإنتاج . ويزيد من خطورة هذه المشكلة أنها أكثر شيوعا لدى الذكور منها لدى الإناث حيث هم يتحملون العبء الأكبر في العمل والإنتاج .
وقد تزايد في الفترات الأخيرة الإقبال على تعاطي العديد من المواد النفسية التي هي أشد خطورة مقارنة بالمواد التي كانت منتشرة فيما قبل . حيث شهدت الثمانينات من القرن الماضي عودة الهيروين والكوكايين إلى الظهور بين الشباب مما أحدث حالة من الذعر لدى المسئولين والتربويين .
وتقترن مشكلة التعاطي لدى الشباب والمراهقين بوقوع العديد من المشكلات والأمراض الاجتماعية .منها على سبيل المثال تدهور مستوى الصحة النفسية والجسمية وصور التوافق النفسي والاجتماعي وازدياد مستويات أو معدلات السلوك الإجرامي والعدواني على المستويين الشخصي والاجتماعي . مما يشكل تهديدا خطيرا للسلامة الشخصية والأمن الاجتماعي . حيث لوحظ أن أغلب حوادث العنف والسرقة والخطف والتحرش الجنسي والاغتصاب والقتل يرتكبها المراهقون والشباب من متعاطي المواد المخدرة .إما نتيجة للاضطراب العقلي الذي يحدث نتيجة لآثار التعاطي السلبية . أو للرغبة في الحصول على الأموال اللازمة للتعاطي والحصول على النشوة والانتشاء الناتج عن تعاطيها . ومن ثم الإدمان والتعود والازدياد المضطرد في معدلاتها .
ولقد تبين أن ازدياد هذه المشكلة وتنامي معدلاتها خاصة لدى الشباب والمراهقين يكلف المجتمع اعتمادات مالية وخسائر فادحة تنفق على عمليات الوقاية وإعداد الخطط والحملات التي تهدف إلى مكافحة مهربي المخدرات وموزعيها .أو علاج الآثار المترتبة على ذلك ومنها علاج المدمنين ورعايتهم وإعادة تأهيلهم . هذا بالإضافة إلى الحاجة المستمرة إلى توجيه العديد من الموارد لبرامج التنمية الأسرية والشباب وتحسين الأحوال المعيشية لهاته الفئة من الشباب وأسرهم .
فيما يخص الآثار النفسية والاجتماعية التي تنجر على عملية التعاطي فيمكن تلخيصها في الآتي :
- الشعور بدافع قهري لتناولها من أجل الحصول على آثار اللذة والمتعة والنشوة الناتجة عن ذلك .
- المعاناة النفسية والجسمية إذا لم يتعاط الشخص المواد النفسية .
- ازدياد الحاجة إلى تناول المزيد من الجرعات للحصول على نفس الآثار النفسية . وهو ما يطلق عليه ظاهرة ( التحميل ) .
- لجوء الفرد إلى المخدرات عندما تواجهه مشكلات معقدة نفسية أو اجتماعية أو حياتية بصورة عامة بدلا من التفكير الواقعي والمنطقي في معالجة هذه المشكلات والتعامل معها .
وتشير العديد من المؤشرات العالمية والمحلية إلى أن بدء التعاطي يقع غالبا في سن المراهقة ( خاصة المبكرة ) . وهي الفترة التي يقضيها الشباب في المدارس والجامعات .
وتنحصر الأسباب المؤدية إلى تعاطي المخدرات لدى الشباب والمراهقين في العوامل النفسية والاجتماعية التالية :
- أولا : التعرض للمخدر أو ما يسمى بثقافة المخدرات وذلك من خلال السماع أو الرؤية للمخدر أو وجود رفقة السوء أو أهل يتعاطون المخدرات أو وسائل الإعلام المختلفة التي تعرض ذلك خاصة بصفة قد تثير حب الاستطلاع أو بصورة جذابة أو مغرية أو رغبة في الشهرة أو لجذب الاهتمام أو مجرد سوء الفهم أو الغرض . وهذا كله يؤدي إلى تأثيرات سلبية في انجذاب المراهقين والشباب لتجربتها ومن ثمة تعاطيها وصولا إلى إدمانها .
- ثانيا : الظروف الاجتماعية المهيأة للتعاطي . وهي الأفكار والقيم والسلوكيات أو التصرفات الشائعة في المجتمع المحيط أو المؤثر حيال تعاطي المخدرات . وهي تختلف من مجتمع لآخر . ومنها عوامل التنشئة الاجتماعية والأسرية أو التأثير الحضاري والاجتماعي والثقافي . وهذه العوامل تؤثر على إقبال الشخص على التعاطي أو نفوره منه . ومن أمثلة ذلك شيوع أفكار على أن المخدرات ترفع معدل الذكاء أو تنشط الذهن والأفكار . أو أنها تزيد أو تفعل الكفاءة أو القدرات الجنسية لدى الذكور أو أنها من علامات الرجولة والقبول الاجتماعي . أو أنها ترتبط بالانحطاط الاجتماعي والتصرفات السيئة . أو التدهور الديني والأخلاقي . وهكذا ...
ومنها البيئة السكنية التي قد ينتشر فيها التعاطي الترويحي مثل الأفراح والمناسبات أوفي الصفقات التجارية والاكتساب غير المشروع . ومنها الظروف الاجتماعية والمناسبات المرتبطة بعملية التعاطي مع الأصدقاء أو في مواجهة المشكلات النفسية أو الاجتماعية. أو التخلص من متاعب جسمية أو الإرهاق أو زيادة الجهد والعمل . ومنها أيضا الظروف الأسرية مثل التصدع أو التفكك الأسري أو الاضطراب العائلي والأساليب التربوية والمعاملات الخاطئة للأبناء كالشدة والعقاب الصارم أو التدليل المفرط أو الزائد . هذا بالإضافة إلى حالات الطلاق والانفصال الأسري والاجتماعي والنفسي أو الإهمال والتعدد السلبي للزوجات . ومنها أيضا الانحلال الخلقي داخل الأسرة وضعف القيم الأخلاقية والدينية التي تؤثر سلبا في العلاقات الأسرية خاصة بين الأب والأم أو بين الأبناء أو الأم . وكذلك إقامة الأبناء بعيدا عن الأسرة أو وفاة أحد الوالدين .
- ثالثا : هناك عوامل شخصية مرتبطة بعمليات تعاطي المخدرات . فقد أثبتت العديد من الدراسات ارتباط التدخين والقلق والتوتر الانفعالي الزائد لدى الأشخاص بالإقبال على التعاطي . وكذلك اختلال التوافق وانعدام الرضا النفسي وضعف القدرة على التحكم في الذات والاستعداد الأكبر للجريمة .
وقد تبين أن الإقبال على الكحوليات يرتبط أكثر بالأشخاص الخجولين والذين لديهم مشاعر النقص أو الدونية أو الإحساس باليأس والاكتئاب .
كما قد يرتبط التعاطي أيضا بصفات الفشل الدراسي والاجتماعي وما يصاحبهما من مشاعر الإحباط والاستياء من جانب الأسرة مما يؤدي إلى نفور الطالب من الموقف التعليمي والتربوي ويدفعه إلى تجربة نشاطات بديلة تمتص مشاعر التوتر النفسي وتساعده على الهروب من الواقع شعوريا ولا شعوريا ومن ثمة الاتجاه نحو الانحراف بأشكاله المتنوعة .
إن صور التدعيم التي تقدمها المواد النفسية والاعتياد عليها والآثار السلبية الضارة فيها هي التي تسبب الإحساس بخفض التوتر النفسي والألم الجسمي أو خفض مستوى القلق بشكل عام . كما قد تؤدي إلى تدني مستوى الدافعية وفقدان الحماس أو تثبط من عزيمة الفرد وهو ما يشعره بالحماية من الضغوطات الاجتماعية والأسرية التي يثيرها ارتفاع مستوى الدافعية التي تحفز الفرد عند إشباعها فيلجأ إلى الهروب منها .
إن كل ذلك ليشير إلى أهمية وخطورة هذه المشكلة لدى الشباب والمراهقين .وبالتالي ضرورة الاهتمام بهذه الفئات بحيث تكون الأولوية لهم في عمليات التخطيط والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتوجيه والإرشاد النفسي والاجتماعي والإرشاد الأسري والتربوي على وجه الخصوص .
وينبغي العمل على مساعدة هؤلاء الشباب على تحقيق آمالهم وتقريبها من الواقع وتضييق الفجوة بين ما يسعون ويهدفون إليه والواقع الاجتماعي الملموس . وكذلك تحقيق النمو النفسي والاجتماعي والدراسي بصورة جيدة .
والتوعية بالأساليب التربوية والوقائية للتعامل مع هذه الآثار وكل ما يترتب على تعاطي المخدرات والوقاية منها وهو الحل المثل أو العلاج إذا وقع المحظور .
وكذلك توعية الشباب والمراهقين بخطورة الوقوع في ذلك وآثاره السلبية عليهم .
وفي النهاية لابد من العلاج المتكامل وإعادة التأهيل للفئات المعنية . وإقامة نظام معلوماتي يضمن الإمداد الجيد بكافة المعلومات ويرصد التطورات في المحيط الاجتماعي ومتابعة ذلك من قبل كافة الهيئات والمؤسسات الاجتماعية المختلفة بصورة متكاملة .
وتشيع هذه المشكلة في مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية والأسر ذات المستويات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة . كما تمتد عبر المراحل العمرية المتعددة ولكن تبدو أكثر خطورة وشيوعيا لدى قطاعات الشباب والمراهقين وهم بطبيعة الحال طلاب المدارس والجامعات . وهذا العمر هو الذي يصل فيه الفرد إلى قمة قدراته على العطاء والبذل والإنتاج . ويزيد من خطورة هذه المشكلة أنها أكثر شيوعا لدى الذكور منها لدى الإناث حيث هم يتحملون العبء الأكبر في العمل والإنتاج .
وقد تزايد في الفترات الأخيرة الإقبال على تعاطي العديد من المواد النفسية التي هي أشد خطورة مقارنة بالمواد التي كانت منتشرة فيما قبل . حيث شهدت الثمانينات من القرن الماضي عودة الهيروين والكوكايين إلى الظهور بين الشباب مما أحدث حالة من الذعر لدى المسئولين والتربويين .
وتقترن مشكلة التعاطي لدى الشباب والمراهقين بوقوع العديد من المشكلات والأمراض الاجتماعية .منها على سبيل المثال تدهور مستوى الصحة النفسية والجسمية وصور التوافق النفسي والاجتماعي وازدياد مستويات أو معدلات السلوك الإجرامي والعدواني على المستويين الشخصي والاجتماعي . مما يشكل تهديدا خطيرا للسلامة الشخصية والأمن الاجتماعي . حيث لوحظ أن أغلب حوادث العنف والسرقة والخطف والتحرش الجنسي والاغتصاب والقتل يرتكبها المراهقون والشباب من متعاطي المواد المخدرة .إما نتيجة للاضطراب العقلي الذي يحدث نتيجة لآثار التعاطي السلبية . أو للرغبة في الحصول على الأموال اللازمة للتعاطي والحصول على النشوة والانتشاء الناتج عن تعاطيها . ومن ثم الإدمان والتعود والازدياد المضطرد في معدلاتها .
ولقد تبين أن ازدياد هذه المشكلة وتنامي معدلاتها خاصة لدى الشباب والمراهقين يكلف المجتمع اعتمادات مالية وخسائر فادحة تنفق على عمليات الوقاية وإعداد الخطط والحملات التي تهدف إلى مكافحة مهربي المخدرات وموزعيها .أو علاج الآثار المترتبة على ذلك ومنها علاج المدمنين ورعايتهم وإعادة تأهيلهم . هذا بالإضافة إلى الحاجة المستمرة إلى توجيه العديد من الموارد لبرامج التنمية الأسرية والشباب وتحسين الأحوال المعيشية لهاته الفئة من الشباب وأسرهم .
فيما يخص الآثار النفسية والاجتماعية التي تنجر على عملية التعاطي فيمكن تلخيصها في الآتي :
- الشعور بدافع قهري لتناولها من أجل الحصول على آثار اللذة والمتعة والنشوة الناتجة عن ذلك .
- المعاناة النفسية والجسمية إذا لم يتعاط الشخص المواد النفسية .
- ازدياد الحاجة إلى تناول المزيد من الجرعات للحصول على نفس الآثار النفسية . وهو ما يطلق عليه ظاهرة ( التحميل ) .
- لجوء الفرد إلى المخدرات عندما تواجهه مشكلات معقدة نفسية أو اجتماعية أو حياتية بصورة عامة بدلا من التفكير الواقعي والمنطقي في معالجة هذه المشكلات والتعامل معها .
وتشير العديد من المؤشرات العالمية والمحلية إلى أن بدء التعاطي يقع غالبا في سن المراهقة ( خاصة المبكرة ) . وهي الفترة التي يقضيها الشباب في المدارس والجامعات .
وتنحصر الأسباب المؤدية إلى تعاطي المخدرات لدى الشباب والمراهقين في العوامل النفسية والاجتماعية التالية :
- أولا : التعرض للمخدر أو ما يسمى بثقافة المخدرات وذلك من خلال السماع أو الرؤية للمخدر أو وجود رفقة السوء أو أهل يتعاطون المخدرات أو وسائل الإعلام المختلفة التي تعرض ذلك خاصة بصفة قد تثير حب الاستطلاع أو بصورة جذابة أو مغرية أو رغبة في الشهرة أو لجذب الاهتمام أو مجرد سوء الفهم أو الغرض . وهذا كله يؤدي إلى تأثيرات سلبية في انجذاب المراهقين والشباب لتجربتها ومن ثمة تعاطيها وصولا إلى إدمانها .
- ثانيا : الظروف الاجتماعية المهيأة للتعاطي . وهي الأفكار والقيم والسلوكيات أو التصرفات الشائعة في المجتمع المحيط أو المؤثر حيال تعاطي المخدرات . وهي تختلف من مجتمع لآخر . ومنها عوامل التنشئة الاجتماعية والأسرية أو التأثير الحضاري والاجتماعي والثقافي . وهذه العوامل تؤثر على إقبال الشخص على التعاطي أو نفوره منه . ومن أمثلة ذلك شيوع أفكار على أن المخدرات ترفع معدل الذكاء أو تنشط الذهن والأفكار . أو أنها تزيد أو تفعل الكفاءة أو القدرات الجنسية لدى الذكور أو أنها من علامات الرجولة والقبول الاجتماعي . أو أنها ترتبط بالانحطاط الاجتماعي والتصرفات السيئة . أو التدهور الديني والأخلاقي . وهكذا ...
ومنها البيئة السكنية التي قد ينتشر فيها التعاطي الترويحي مثل الأفراح والمناسبات أوفي الصفقات التجارية والاكتساب غير المشروع . ومنها الظروف الاجتماعية والمناسبات المرتبطة بعملية التعاطي مع الأصدقاء أو في مواجهة المشكلات النفسية أو الاجتماعية. أو التخلص من متاعب جسمية أو الإرهاق أو زيادة الجهد والعمل . ومنها أيضا الظروف الأسرية مثل التصدع أو التفكك الأسري أو الاضطراب العائلي والأساليب التربوية والمعاملات الخاطئة للأبناء كالشدة والعقاب الصارم أو التدليل المفرط أو الزائد . هذا بالإضافة إلى حالات الطلاق والانفصال الأسري والاجتماعي والنفسي أو الإهمال والتعدد السلبي للزوجات . ومنها أيضا الانحلال الخلقي داخل الأسرة وضعف القيم الأخلاقية والدينية التي تؤثر سلبا في العلاقات الأسرية خاصة بين الأب والأم أو بين الأبناء أو الأم . وكذلك إقامة الأبناء بعيدا عن الأسرة أو وفاة أحد الوالدين .
- ثالثا : هناك عوامل شخصية مرتبطة بعمليات تعاطي المخدرات . فقد أثبتت العديد من الدراسات ارتباط التدخين والقلق والتوتر الانفعالي الزائد لدى الأشخاص بالإقبال على التعاطي . وكذلك اختلال التوافق وانعدام الرضا النفسي وضعف القدرة على التحكم في الذات والاستعداد الأكبر للجريمة .
وقد تبين أن الإقبال على الكحوليات يرتبط أكثر بالأشخاص الخجولين والذين لديهم مشاعر النقص أو الدونية أو الإحساس باليأس والاكتئاب .
كما قد يرتبط التعاطي أيضا بصفات الفشل الدراسي والاجتماعي وما يصاحبهما من مشاعر الإحباط والاستياء من جانب الأسرة مما يؤدي إلى نفور الطالب من الموقف التعليمي والتربوي ويدفعه إلى تجربة نشاطات بديلة تمتص مشاعر التوتر النفسي وتساعده على الهروب من الواقع شعوريا ولا شعوريا ومن ثمة الاتجاه نحو الانحراف بأشكاله المتنوعة .
إن صور التدعيم التي تقدمها المواد النفسية والاعتياد عليها والآثار السلبية الضارة فيها هي التي تسبب الإحساس بخفض التوتر النفسي والألم الجسمي أو خفض مستوى القلق بشكل عام . كما قد تؤدي إلى تدني مستوى الدافعية وفقدان الحماس أو تثبط من عزيمة الفرد وهو ما يشعره بالحماية من الضغوطات الاجتماعية والأسرية التي يثيرها ارتفاع مستوى الدافعية التي تحفز الفرد عند إشباعها فيلجأ إلى الهروب منها .
إن كل ذلك ليشير إلى أهمية وخطورة هذه المشكلة لدى الشباب والمراهقين .وبالتالي ضرورة الاهتمام بهذه الفئات بحيث تكون الأولوية لهم في عمليات التخطيط والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتوجيه والإرشاد النفسي والاجتماعي والإرشاد الأسري والتربوي على وجه الخصوص .
وينبغي العمل على مساعدة هؤلاء الشباب على تحقيق آمالهم وتقريبها من الواقع وتضييق الفجوة بين ما يسعون ويهدفون إليه والواقع الاجتماعي الملموس . وكذلك تحقيق النمو النفسي والاجتماعي والدراسي بصورة جيدة .
والتوعية بالأساليب التربوية والوقائية للتعامل مع هذه الآثار وكل ما يترتب على تعاطي المخدرات والوقاية منها وهو الحل المثل أو العلاج إذا وقع المحظور .
وكذلك توعية الشباب والمراهقين بخطورة الوقوع في ذلك وآثاره السلبية عليهم .
وفي النهاية لابد من العلاج المتكامل وإعادة التأهيل للفئات المعنية . وإقامة نظام معلوماتي يضمن الإمداد الجيد بكافة المعلومات ويرصد التطورات في المحيط الاجتماعي ومتابعة ذلك من قبل كافة الهيئات والمؤسسات الاجتماعية المختلفة بصورة متكاملة .
amouna-amoura- عضوة إدارية
-
عدد الرسائل : 1301
تاريخ الميلاد : 21/03/1992
العمر : 32
الدولة : المغرب
المهنة : طالبة
المدينة : قلعة امكونة
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: ظاهرة المخدرات بمدينة قلعة أمكونة .
شكرا للصديقة أمونة على الرد المفصل في انتضار مشاركات جديدة ، فالموضوع شائك وله جدور في المدينة لابد من اقتلاعها .
محمد العمراني- المتطوع المساعد
-
عدد الرسائل : 737
تاريخ الميلاد : 16/04/1988
العمر : 36
الدولة : المغرب
المهنة : طالب ، مؤطر تربوي ، تقني إعلاميات
المدينة : قلعة أمكونة
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى