ما السبب ؟؟؟؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ما السبب ؟؟؟؟
كثيرا ما يحزنني منظر مجموعة من الشباب المستهترين يتسكعون بالأماكن العامة لمطاردة و معاكسة الفتيات و بعضهم يتربصون للسيدات كبار السن لسرقة حقائبهن و بعضهم يلتقون بالمقاهي لقضاء الليالي الطوال بلعب الورق و تناول المشروبات و البعض الأخر يلتقي بالكازينوهات و الكابريهات للرقص و اللهو لقرب الفجر و بعضهم يلتقون بأماكن مشبوهه لتناول الخمر و المخدرات و غيرها من المناظر التي تؤلم القلب لأنهم بالنهاية لم يختاروا تلك الطرق الشائكة بإرادتهم .
يولد الإنسان على الفطرة طاهر نقي عفيف نظيف السريرة و أبواه و بيئته المحيطه به يصقلان شخصيته سواء بالإيجابية أو السلبية . هناك عوامل كثيرة تؤثر بفطرة الإنسان و تربيته منها مجتمعه و أصدقاء الدراسة و العمل و أفراد يضعهم القدر بطريقه و لكن تقع المسؤوليه العظمى على عاتق الوالدين فهما أول من يتلقيانه منذ ولادته و يرضعانه المباديء الأساسيه للتربية السليمه التي من شأنها أن تصقل شخصيته بشكل سليم يجعله يعيش طوال حياته إنسان شريف نقي يتفاعل مع الحياة و مع كل ما يواجهه بها بطريقه صحيحه سليمه .
تربية الأبناء مسؤلية عظيمة يسألنا عنها الله و قال الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام " كلكم راع و كلكم مسؤل عن رعيته "
اخرج مكانك ليس هنا بل الشارع
هذه جمله نسمعها من كثير من الأباء عندما يصدمون بأخطاء أبنائهم و أنحرافهم ينطقون بها دون الإحساس بخطرها عليهم و غير مدركين بأنهم بهذه الكلمه يصلون بأيديهم أبنائهم إلى شلة الضياع و إلى مصيرهم و نهايتهم المحتومه , و لا يفكرون للحظه بأنهم هم السبب الأساسي لتلك المأساة .
ترى ما دور الأباء بتربية أبنائهم تربية صحيحه سليمه من الإنحراف ؟
و ما مدى تأثير المجتمع بكل عوامله المختلفه على سلوكيات الشاب ؟
هل يتحمل الوالدين مسؤلية إنحراف الإبن بغض النظر عن أسباب إنحرافه ؟
هل لغياب المتابعه و المراقبه من قبل الوالدين دور بإنحراف الإبن ؟
ما أسباب نشوء الفجوة بين الأباء و الأبناء ؟
لماذا يصل الأب إلى طريق مسدود للتفاهم مع إبنه ؟ و من السبب برأيك عن تلك الفجوه بينهما ؟
هل للمجتمع بكل عوامله المختلفه دور بذلك ؟
لماذا يتهرب الوالدين من مسؤلية إنحراف الإبن و يلقيان بها إلى أصدقائه ؟
مادور الوالدين عند إكتشاف إنحراف الأبن ؟ و مالحل برأيك أنت
amouna-amoura- عضوة إدارية
-
عدد الرسائل : 1301
تاريخ الميلاد : 21/03/1992
العمر : 32
الدولة : المغرب
المهنة : طالبة
المدينة : قلعة امكونة
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: ما السبب ؟؟؟؟
في الحقيقة موضوع جميل وجميل جدا، يثير شهيتي للنقاش، إذ كل ممارساتي في العمل بالمخيمات الصيفية والربيعية تعالج نفسية هؤلاء الأطفال وهؤلاء الشباب، وكذا العلاقة التي يمكن للآباء أن يربطوها بأبنائهم. في إحدى الصدف التي التقيتها في حياتي التربوية بإحدى المخيمات التربوية بمدينة أكادير ، والدة ترسل ابنها ذو الحادية عشر سنة من منطقة بعيدة لوحده دون رفقة أحد وهو يحمل حقائبه المثقل بها ، إلى مكان تواجد المخيم " بتلبرجت " بنفس المدينة ، هذا لم يكن ليؤثر في مادمت أرى مثل هذه المشاهد يوميا ، لكن الشيء الذي أبكاني أن الطفل كان لا يسمع ولا يتكلم ، وفي نفس الوقت لا يعرف أحدا بتلك المنطقة التي هو متوجه إليها ، إلا ذلك الاتصال الهاتفي الذي أجرته أمه لرئيس إحدى الجمعيات بتلقفه عند وصوله ، وكان سؤالي الدائم بعد ذلك : لو لم يتلقه ذلك الرجل ماذا كان ليحدث ؟ من سيتحمل تلك المسئولية ؟ .. ؟ ومن هذا المثال البسيط نستنتج تلك الهوة الكبيرة التي يخلقها الآباء في علاقتهم مع أبنائهم مند الصغر.
أما فيما يخص الانحرافات التي تقع في صفوف هؤلاء الشباب ، فلا جرم أنني صادفت الكثير من الشباب المغربي في عدة ملتقيات ربيعية ، كان تعاملهم كله انحراف بعينه ، لا يفارقون التدخين ، لا يفارقون الزنا والفاحشة ، لا يكادون يسمعون نصيحتا منا ومن مؤطريهم حتى تكاد آذانهم تشتعل غضبا لسماعنا ... والكثير الكثير من هذه الأمور . في الحقيقة ما يؤلمني هنا أنه لا نعلم تلك العلاقة التي تجمع بينهم وآبائهم . وفي الكثير من المواقف استنتجت أن الآباء لمجرد أن يسمعوا بتواجد مخيم ما، في مكان ما من المغرب بأكمله ، يسارعون لتسجيل أبناهم ، لا لكونهم يريدون أن يستفيدوا ويتعلموا أو شيئا من هذا القبيل ، إنما لكونهم يريدون التخلص منهم بأبسط الوسائل ، ولمدد إن طالت بالنسبة إليهم فهي أفضل وأحسن .
من خلال تجربتي الخاصة والتي تندرج ضمن سياق هذه الأسئلة: أحمل المسئولية الكبيرة للآباء في انحراف أبنائهم، وأعطي مثال على الفرق في ذلك. نجد في مناطقنا هذه أن نسبة الانحراف قليلة جدا مقارنة مع المدن الكبرى ، ألا يدعونا ذلك للتساؤل عن السبب ؟ لقد استنتج الكثيرون من رجال التربية والخبراء أن السبب كامن في مدى التعامل القوي والصارم للآباء مع أبنائهم مند الصغر، وحتى في أذق الأمور. فلا تجد للشاب بعد وصوله لسن ما، أي مشكلة بعد ذلك لكونه لم ينشأ على التدخين مثلا أو المحرمات . رغم أن نتيجة هذا التعامل القاسي تؤدي في بعض الأحيان إلى عكس المتوقع .
أما فيما يخص الأبناء فذلك شأن آخر لا يتحمل فيه الآباء أي مسئولية بقدر ما يتحملها الابن نفسه ، في ضياعه لوقته وفي سهر الليالي وفي الزنا والمحرمات والخمر والقمار ... لأن البعض من هؤلاء ليسوا كما يقول المثل: هذا الشبل من ذاك الأسد، لكن هذا البغل من ذالك الحمل. أي أن الآباء لا حول لهم ولا قوة في ردع بطش هؤلاء الوحوش، علما على أن الكثير من هذه الحالات تؤول في الأخير إلى السجون أو إلى الشارع أو مستشفيات المجانين.
في النهاية: من عاق والديه كانا له سببا في دخول النار قبل كل شيء. ومن أطاعهما فبذلك أمر الله عز وجل. ومن أخطأ في تربية أبنائه ، فلا يلومن نفسه عند استنتاجه لجرائمهم وأعمالهم ، يقول المثل : إذا رأيت الأب يضرب على الطبل ، فلا تلومن الأبناء إن كانوا في حالة الرقص .
وشكرا مجددا على هذا الطرح الجميل الذي وفقط ناقشته من منظوري الخاص من خلال تعاملاتي المباشرة مع هذه المواضيع في أماكن يقترب فيها المرء من هذه الحالات لسماعها والإنصات لها ومحاولة التغيير إذا ما أمكن. شكرا لك .
محمد العمراني- المتطوع المساعد
-
عدد الرسائل : 737
تاريخ الميلاد : 16/04/1988
العمر : 36
الدولة : المغرب
المهنة : طالب ، مؤطر تربوي ، تقني إعلاميات
المدينة : قلعة أمكونة
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى