كيف نشرح للأطفال حقائق الحياة؟؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كيف نشرح للأطفال حقائق الحياة؟؟
كيف نشرح للأطفال حقائق الحياة؟؟
سلوى مؤيد
خبراء التربية يؤكدون على أهمية إخبار الطفل بهذه الحقائق ببساطة واختصار، إلا أنهم يحذرون الآباء من إشراك أطفالهم في مشاكلهم الزوجية لأنهم يسيئون بذلك إلى تشكيل شخصياتهم مستقبلا- ولكى نكون أكثر وضوحا سنأتى بمثال من واقع الحياة.
شعرت مدرسة هناء بالقلق عليها، فقد بدت الطفلة التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها شاحبة، حزينة، منطوية على نفسها، فاتصلت بوالدتها لتحضر إلى الحضانة حتى معها عن أسباب تلك الأعراض المرضية التي بدت على ابنتها.
علمت المدرسة من الأم أن هناء تعيش في جو أسرى مضطرب، بسبب خلافات شديدة بين والديها وصلت إلى حد الطلاق، وعندما سألت المدرسة الأم:
- هل أخبرت هناء بإختصار عما بينك وبين والدها من مشاكل.. وأنكما تنويان على الطلاق؟.
نظرت الأم بدهشة إلى المدرسة وقالت: لا لم أخبرها بالطبع، فهي أصغر من أن تفهم.
وكان واضحا للمدرسة عندما تحدثت مع سارة أنها كانت تعانى من اضطراب نفسي شديد بسبب خلافات والديها، وأنها كانت تعتقد أنها هي السبب في تلك المشاكل.
لقد كان من الأفضل لو شرحت الأم باختصار لابنتها حقيقة ما يجري بينها وبين زوجها، مؤكدة لها أن علاقة لها بهذه الخلافات، وأنهما لن يتوقفا عن حبها ورعايتها حتى لو انفصلا بالطلاق، إلا أن على الأم أن لا تشرك ابنتها في تفاصيل تلك المشاكل، وجعلها طرفا مؤيدا لها، إذ أنها تضر ابنتها كثيرا بذلك التصرف، لأنها ستكره والدها، ومادام من الطبيعي أن طبيعي أن تحب الابنة والدها، فإنها ستسير بذلك في طريق معاكس لما يجب أن تسير عليه مشاعرها، وسيؤدى ذلك بها إلى أن تشعر بتأنيب الضمير، وقد يجعلها ذلك الكره تنفر من الزواج مستقبلا.
كيف نتصرف إذا كان على وشك إجراء عملية جراحية؟ هل نخبره بما سيحدث له أثناء العملية وبعدها؟، الواقع أننا يجب أن نخبره باختصار عن الألم سيشعر له، وأنه سيستمر فترة قصيرة وسيزول، أى نعده ليواجه التحدى الذي سيقابله، ولا يضر أن يحتج الطفل ويبكى معبرا عن خوفه، فإن ذلك أفضل من أن يذهب إلى المستشفى مسرورا ضاحكا، ليخرج منها باكيا مجروحا ممن كان يثق بهما وهما والداه، وقد يسبب له ذلك عقدة نفسية تجعله يخاف الذهاب إلى الطبيب مستقبلا. إذن، يمكننا أن نقول الحقيقة لطفل العاشرة قبل أسبوعين من حدوث العملية، ونخبر طفل الخامسة قبل أيام قليلة، وإذا شعر الطفل بالخوف واحتج رافضا إجراءها، فإن بإمكان الأم أن تقول لابنها:
- أعلم أنك خائف.. وهذا أمر طبيعي.. لكن يجب أن تجرى العملية.. وستعطى مسكنا يخفف عنك الألم الذي لن تشعر به أكثر من يومين.
ومن المهم هنا أن ندع الطفل يشعر بمشاعره الحقيقة.. فلا نقول له:
- أنت أكبر من أن تبكى كالأطفال الرضع.
لأن من حقه أن يعبر عن خوفه.. ألا نبكى نحن عندما نكون حزينين أو خائفين؟
إننا عندما لا نسمح للطفل أن يعبر عن مشاعره الحقيقية.. فإنه سيصاب بأعراض جانبية تضر بصحته النفسية.
ترى هل نقول للطفل حقيقة مرض أخيه إذا كان مصابا بسرطان الدم؟
أو أن جده على وشك الموت؟ أو أن أخاه مريض وبحاجة إلى إجراء عملية له؟
علينا أن نخبره باختصار لو سأل.. لأننا إذا لم نجب على سؤاله فإنه سيشعر بالخوف لأنه يرى كل من حوله حزينا وقلقا.. كما أننا يجب ان نؤكد له أنه غير مسئول عما يحدث.. لأن الطفل مثلما ذكرت سابقا يلوم نفسه على ما يحدث من أذى لمن حوله إذا كان لا يعمل بالحقيقة.. مثلما حدث لعلى البالغ من العمر سبع سنوات عندما اضطرت أخته إلى إجراء عملية جراحية، إذ أصبح كما وصفته أمه، يبكى لأتفه الأسباب وأهمل دراسته، وعندما حاولت الأم معرفة سبب ما يحدث له، علمت منه أنه كان يلوم نفسه على مرض أخته.. ويعتقد أنه المسبب له لأنه يتشاجر دائما معها، إلا أن أمه شرحت له الحقيقة باختصار قائلة:
- كل الإخوة يتشاجرون ويضربون بعضهم بعضا، إلا أن ذلك لا دخل له بالنسبة لدخول أختك المستشفى، فهي قد ولدت بقلب ضعيف، ونحن مضطرون أن نجرى لها هذه العملية لتشفى.
ولم تنس الأم علامات الإرتياح التي ارتسمت على وجه طفلها عندما قالت له ذلك.
ترى، هل نقول للطفل الحقيقة إذا توفى أحد أفراد العائلة؟ وإذا سأل أين ذهب جسده، هل نخبره أننا قمنا بدفنه في التراب؟، المثال الذي سأسرده يوضح لنا أهمية قول الحقيقة للطفل:
افتقد طفل في الخامسة من عمره أخته عندما غابت عنه لعدة أيام، سأل والدته سبب غيابها.. فقالت له إنها توفيت لأن قلبها كان ضعيفا.. وعندما سألها:
- وأين ذهب جسدها؟
أجابته: سأخبرك عندما تكبر.
إلا أن أمه لاحظت على ابنها أنه أصبح يخاف من البقاء وحده في غرفته، أو أن يفتح دولاب ملابسه، ثم بدأ يستفرغ طعامه، واكتشف تلك الأم فيما بعد بمساعدة طبيب ابنها النفساني أنه كان يخاف وجود أخته المتوفاة في أي مكان في البيت.. لأن والدته لم تخبره بأن أخته قد دفنت في المقبرة.. وعنما أخبرت الأم ابنها بالحقيقة، شعر بالإطمئنان وزال خوفه.
إن من الخطأ أن نفكر في توفير الإحساس بالمعاناة عن أطفالنا، لأنهم جزء من حياتنا ولابد أن يواجهوها يوما، ما يحتاجه أطفالنا فعلا أن نساعدهم على التكيف مع المآسى التي تقع لهم، وهو يتعلمون ذلك منا، إذا أخفينا دموعنا، ووضعنا على وجوهنا قناع الشجاعة.. لن يفكروا هم في البكاء للتخفيف عن أحزانهم، رغم أن البكاء وسيلة صحية للنفس والجسد في مواجهة الأحزان، فلماذا ننكره على أنفسنا وأولادنا؟
سلوى مؤيد
خبراء التربية يؤكدون على أهمية إخبار الطفل بهذه الحقائق ببساطة واختصار، إلا أنهم يحذرون الآباء من إشراك أطفالهم في مشاكلهم الزوجية لأنهم يسيئون بذلك إلى تشكيل شخصياتهم مستقبلا- ولكى نكون أكثر وضوحا سنأتى بمثال من واقع الحياة.
شعرت مدرسة هناء بالقلق عليها، فقد بدت الطفلة التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها شاحبة، حزينة، منطوية على نفسها، فاتصلت بوالدتها لتحضر إلى الحضانة حتى معها عن أسباب تلك الأعراض المرضية التي بدت على ابنتها.
علمت المدرسة من الأم أن هناء تعيش في جو أسرى مضطرب، بسبب خلافات شديدة بين والديها وصلت إلى حد الطلاق، وعندما سألت المدرسة الأم:
- هل أخبرت هناء بإختصار عما بينك وبين والدها من مشاكل.. وأنكما تنويان على الطلاق؟.
نظرت الأم بدهشة إلى المدرسة وقالت: لا لم أخبرها بالطبع، فهي أصغر من أن تفهم.
وكان واضحا للمدرسة عندما تحدثت مع سارة أنها كانت تعانى من اضطراب نفسي شديد بسبب خلافات والديها، وأنها كانت تعتقد أنها هي السبب في تلك المشاكل.
لقد كان من الأفضل لو شرحت الأم باختصار لابنتها حقيقة ما يجري بينها وبين زوجها، مؤكدة لها أن علاقة لها بهذه الخلافات، وأنهما لن يتوقفا عن حبها ورعايتها حتى لو انفصلا بالطلاق، إلا أن على الأم أن لا تشرك ابنتها في تفاصيل تلك المشاكل، وجعلها طرفا مؤيدا لها، إذ أنها تضر ابنتها كثيرا بذلك التصرف، لأنها ستكره والدها، ومادام من الطبيعي أن طبيعي أن تحب الابنة والدها، فإنها ستسير بذلك في طريق معاكس لما يجب أن تسير عليه مشاعرها، وسيؤدى ذلك بها إلى أن تشعر بتأنيب الضمير، وقد يجعلها ذلك الكره تنفر من الزواج مستقبلا.
كيف نتصرف إذا كان على وشك إجراء عملية جراحية؟ هل نخبره بما سيحدث له أثناء العملية وبعدها؟، الواقع أننا يجب أن نخبره باختصار عن الألم سيشعر له، وأنه سيستمر فترة قصيرة وسيزول، أى نعده ليواجه التحدى الذي سيقابله، ولا يضر أن يحتج الطفل ويبكى معبرا عن خوفه، فإن ذلك أفضل من أن يذهب إلى المستشفى مسرورا ضاحكا، ليخرج منها باكيا مجروحا ممن كان يثق بهما وهما والداه، وقد يسبب له ذلك عقدة نفسية تجعله يخاف الذهاب إلى الطبيب مستقبلا. إذن، يمكننا أن نقول الحقيقة لطفل العاشرة قبل أسبوعين من حدوث العملية، ونخبر طفل الخامسة قبل أيام قليلة، وإذا شعر الطفل بالخوف واحتج رافضا إجراءها، فإن بإمكان الأم أن تقول لابنها:
- أعلم أنك خائف.. وهذا أمر طبيعي.. لكن يجب أن تجرى العملية.. وستعطى مسكنا يخفف عنك الألم الذي لن تشعر به أكثر من يومين.
ومن المهم هنا أن ندع الطفل يشعر بمشاعره الحقيقة.. فلا نقول له:
- أنت أكبر من أن تبكى كالأطفال الرضع.
لأن من حقه أن يعبر عن خوفه.. ألا نبكى نحن عندما نكون حزينين أو خائفين؟
إننا عندما لا نسمح للطفل أن يعبر عن مشاعره الحقيقية.. فإنه سيصاب بأعراض جانبية تضر بصحته النفسية.
ترى هل نقول للطفل حقيقة مرض أخيه إذا كان مصابا بسرطان الدم؟
أو أن جده على وشك الموت؟ أو أن أخاه مريض وبحاجة إلى إجراء عملية له؟
علينا أن نخبره باختصار لو سأل.. لأننا إذا لم نجب على سؤاله فإنه سيشعر بالخوف لأنه يرى كل من حوله حزينا وقلقا.. كما أننا يجب ان نؤكد له أنه غير مسئول عما يحدث.. لأن الطفل مثلما ذكرت سابقا يلوم نفسه على ما يحدث من أذى لمن حوله إذا كان لا يعمل بالحقيقة.. مثلما حدث لعلى البالغ من العمر سبع سنوات عندما اضطرت أخته إلى إجراء عملية جراحية، إذ أصبح كما وصفته أمه، يبكى لأتفه الأسباب وأهمل دراسته، وعندما حاولت الأم معرفة سبب ما يحدث له، علمت منه أنه كان يلوم نفسه على مرض أخته.. ويعتقد أنه المسبب له لأنه يتشاجر دائما معها، إلا أن أمه شرحت له الحقيقة باختصار قائلة:
- كل الإخوة يتشاجرون ويضربون بعضهم بعضا، إلا أن ذلك لا دخل له بالنسبة لدخول أختك المستشفى، فهي قد ولدت بقلب ضعيف، ونحن مضطرون أن نجرى لها هذه العملية لتشفى.
ولم تنس الأم علامات الإرتياح التي ارتسمت على وجه طفلها عندما قالت له ذلك.
ترى، هل نقول للطفل الحقيقة إذا توفى أحد أفراد العائلة؟ وإذا سأل أين ذهب جسده، هل نخبره أننا قمنا بدفنه في التراب؟، المثال الذي سأسرده يوضح لنا أهمية قول الحقيقة للطفل:
افتقد طفل في الخامسة من عمره أخته عندما غابت عنه لعدة أيام، سأل والدته سبب غيابها.. فقالت له إنها توفيت لأن قلبها كان ضعيفا.. وعندما سألها:
- وأين ذهب جسدها؟
أجابته: سأخبرك عندما تكبر.
إلا أن أمه لاحظت على ابنها أنه أصبح يخاف من البقاء وحده في غرفته، أو أن يفتح دولاب ملابسه، ثم بدأ يستفرغ طعامه، واكتشف تلك الأم فيما بعد بمساعدة طبيب ابنها النفساني أنه كان يخاف وجود أخته المتوفاة في أي مكان في البيت.. لأن والدته لم تخبره بأن أخته قد دفنت في المقبرة.. وعنما أخبرت الأم ابنها بالحقيقة، شعر بالإطمئنان وزال خوفه.
إن من الخطأ أن نفكر في توفير الإحساس بالمعاناة عن أطفالنا، لأنهم جزء من حياتنا ولابد أن يواجهوها يوما، ما يحتاجه أطفالنا فعلا أن نساعدهم على التكيف مع المآسى التي تقع لهم، وهو يتعلمون ذلك منا، إذا أخفينا دموعنا، ووضعنا على وجوهنا قناع الشجاعة.. لن يفكروا هم في البكاء للتخفيف عن أحزانهم، رغم أن البكاء وسيلة صحية للنفس والجسد في مواجهة الأحزان، فلماذا ننكره على أنفسنا وأولادنا؟
طيور الجنة- وسام العطاء
-
عدد الرسائل : 426
تاريخ الميلاد : 18/06/1993
العمر : 31
الدولة : maroc
المدينة : tinghir
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: كيف نشرح للأطفال حقائق الحياة؟؟
الطفل هو جزء من الاسرة ويحتم على الاباء اشراكهم معهم وافهامهم حقائق الحياة
تحياتي
amouna-amoura
تحياتي
amouna-amoura
amouna-amoura- عضوة إدارية
-
عدد الرسائل : 1301
تاريخ الميلاد : 21/03/1992
العمر : 32
الدولة : المغرب
المهنة : طالبة
المدينة : قلعة امكونة
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى