الموت بسُمّ الفراغ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الموت بسُمّ الفراغ
الموت بسُمّ الفراغ | | |
الفراغ سُم قاتل للإنسان وأفعى تلتف حول رقبته وتطوقه وتقضى عليه، و قد صدق الرسول الكريم حينما قال فيما رواه «ابن عباس» رضي الله عنهما "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ"، والعاقل هو من يجعل أعماله أكثر من أوقاته، فإن الإنسان لا يحسّ للقلق أثراً عليه طالماً أنه يعكف على عمل ما، و لكن ساعات الفراغ التي تعقب العمل هي أخطر الساعات عليه، وسوف يسأل الإنسان يوم القيامة عن العمر فيما أفناه، ومن الركائز المهمة في عملية استغلال الوقت وحفظه، أن يحرص المرء على تربية نفسه بمبدأ الغيرة على الوقت من الضياع، حيث يصبح هذا الشعور والإحساس يسري في جسمه كما يسري الدم في العروق، قال بعض الصالحين "للمؤمن ثلاث ساعات؛ ساعة يرم فيها معاشه وساعة يخلى بين نفسه وبين لذتها فيما يحلّ ويجمل، وليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلا في ثلاث؛ مرمة لمعاش أو خطوة في معاد أو لذة في غير محرم"، وقال «ابن الجوزي» ينصح ولده "فانتبه يا بنى لنفسك، اندم على ما مضى من تفريطك، واجتهد في لحاق الكاملين مادام في الوقت سعة، واستق غصنك ما دامت فيه رطوبة واذكر ساعتك التي ضاعت فكفى عظة، ذهب لذة الكسل فيها وفاتت مراتب الفضائل"، وقال «ابن جماعة» "أن يبادر المرء شبابه وأوقات عمره إلى التحصيل ولا يفتر بجذع التسويف والتأمل فإن كل ساعة تمضي من عمره لابد لها وعوض عنها ويقطع ما يقدر عليه من العلائق الشاغلة، والعوائق المانعة من تمام الطلب، وبذل الاجتهاد وقوة الجدّ في التحصيل فإنها كقواطع الطريق"، وقد ضرب علماء الإسلام أمثلة رائعة في الحفاظ على الوقت وحفظه وحسن استغلاله. عناية العلماء بالوقت مما يروى في استغلال العلماء للوقت ما قاله القاضى «إبراهيم بن الجراح» الكوفي تلميذ «أبى يوسف» "لقد أتيته أعوده فوجدته مغمى عليه، فلما أفاق قال لي؛ يا إبراهيم ما تقول في مسألة، قلت؛ في مثل هذه الحالة، قال؛ لا بأس بذلك، ندرس لعله ينجو به ناج، ثم قال؛ يا إبراهيم؛ أيهما أفضل في رمي الجمار. أن يرميها ماشياً أم راكباً؟ قلت؛ راكباً، قال؛ أخطأت، قلت؛ ماشياً قال؛ أخطأت، قلت؛ قل فيها يرضى الله عنك، قال؛ أما ما كان يوقف عنده للدعاء فالأفضل أن يرميه راكبا، ثم قمت من عنده فما بلغنا باب داره حتى سمعت الصراخ عليه، وإذ هو قد مات، وكان «الفتح بن خاقان» يحمل الكتاب في كمه أو في خفه فإذا قام من بين يدي «المتوكل» للصلاة أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي حتى يبلغ الموضع الذي يريده ثم يصنع مثل ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسه، فإذا أراد «المتوكل» القيام لحاجة أخرج الكتاب من كمه أو خفه فقرأه إلى حين عودته، ومكث «ابن جرير الطبري» أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة، وقد صار مجموع ما صنفه نحو 358 ألف ورقة، وولد «بن جرير» سنة 224هـ وتوفي سنة 310هـ، فعاش 81 سنة، فإذا طرحنا منها سنة قبل البلوغ وقدرناها بأربع عشرة سنة يكون قد بقى «ابن جرير» اثنين سبعين سنة يكتب كل يوم 14 ورقة، فإذا حسبنا الاثنين والسبعين سنة وجعلت كل يوم منها 14 ورقة كان مجموع ما صنعه نحو 358 ألف ورقة، وعلى المسلم أن يعلم أنه سوف يحاسب عن عمره فيم أفناه، فعن «ابن مسعود» رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس؛ عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وما عمل فيما علم". |
عاشقة الجنة- مستشارة ادارية
-
عدد الرسائل : 2480
تاريخ الميلاد : 16/09/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المدينة : xxxxx
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: الموت بسُمّ الفراغ
شكرا عاشقة الجنة
أسيرة الصمت- نجمة المنتدى
-
عدد الرسائل : 775
تاريخ الميلاد : 21/07/1991
العمر : 33
الدولة : maroc
المدينة : ouarzazate
الأوسمة :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى