الاستاد والتلميد
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الاستاد والتلميد
يعرف النظام التعليمي و التربوي في بلادنا عدة مستجدات، مست بعض القضايا الأساسية سواء على مستوى البرامج و المناهج الدراسية أو على مستوى بنياته التربوية و مفاهيمه الفلسفية، وذلك في إطار محاولة تحقيق الفاعلية و الدعم التربويين. لكن هذه البرامج غير واضحة المفاهيم و الأهداف و لازالت عناصرها المفاهيمية في حاجة إلى تحليل و دراسة معمقة، لان معظم هذه البرامج اعتمدت في الأساس مرجعيات مستوردة لذلك نتساءل: هل حققت هذه البرامج ما خطط لها من أهداف؟ و ما موقع الأستاذ ـ التلميذ ضمنها ؟
أعتقد أننا لا نملك من الدراسات و البحوث العلمية الجادة ما يترجم بدقة الاهتمام بعلاقة الأستاذ ـ التلميذ، و ما يزخر به الواقع من مشاكل و تحديات يؤكد فشل معظم المشاريع التربوية، التي جربت في المدرسة المغربية خلال السنوات الماضية. لأن هذه البرامج في مستواها الآني لا تزال غير قادرة على الانسجام مع الحياة بجميع أشكالها الحضارية و الاجتماعية في واقعنا. و بالتالي يمكن اعتبار هذه المشاريع فاشلة لم تحقق أهدافها التربوية. فإذا كانت جل البلاد المتقدمة تقوم بمحاولات معقلنة و مرتبطة باستراتجيات السياسة التعليمية من أجل تجاوز الصعوبات و تحقيق الانسجام مع الحياة بجميع متناقضاتها، فإن في المغرب و في كثير من البلا د العربية ترتبط هاته المحاولات بجملة من الصعوبات على مستوى إيجاد استراتيجية تربوية متكاملة قادرة على التلائم مع المستجدات العلمية و التربوية من جهة، و المحافظة على الخصوصيات الحضارية الدينية و الاجتماعية من جهة أخرى. في الوقت الذي تحاصرنا فيه التحولات الجذرية التي يعرفها العالم الجديد.
إن استيراد النماذج التربوية أو غيرها يتم في إطار استيراد رؤية الآخر للعالم و تصوره للكون و الإنسان و الحياة، لذلك ينبغي أن نتعامل مع كل مستورد بهذا الفهم لان معظم النظريات التربوية المستوردة لحد الآن، هي مفاهيم زرعت في دماء مؤسساتنا التعليمية بشكل عشوائي لم تراعي عدة توابث و متحولات: ( التحولات الحضارية، العلاقات الاجتماعية، الوضعية الاقتصادية، البنية التحتية لمؤسساتنا التعليمية الحالية….). هذه الامبالات ساهمت بشكل فعال في إنتاج علاقة الاستاذ ـ التلميذ من النوع الذي نعايشه في مؤسساتنا الآن، و الذي يدل على أن النماذج المستوردة أنتجت تعليما مشوها و غير قادر على التحدي الحضاري و غارق في جمل من الصعوبات.
فإذا كانت البرامج التعليمية بعيدة عن الواقع المغربي و خصوصياته، فإنها حتما تدفع بالأساتذة و بالمتعلمين إلى النفور، و الذي يترجم في شكل ردود فعل عدوانية في بعض الأحيان من طرف التلاميذ تجعل الأساتذة حائرين في شكل و طريقة التعامل معها. خاصة إذا علمنا أن الاستاذ في مراكز التكوين يتلقى شذرات مبتورة من دروس فن التربية وعلم النفس التربوي، مستوحاة من فكر جان جاك روسو أو جان بياجي و غيرهما من مفكري الغرب منذ فترة عصر الأنوار.
مما لا شك فيه أن النماذج التربوية التي يتلقاها الطالب / الأستاذ لا هي وليدة حاجات اجتماعية أصيلة فرضها تطور اقتصادي سليم، و لا هي حققت الانجازات التي توصلت إليها في أوطانها الأم. لذلك لم يكن بإمكانها إلا أن تخلق لنا حالة تربوية متخلفة و تابعة، تترجمها علاقة الاستاذ ـ التلميذ الحالية في مؤسساتنا التعليمية. لأن هذه النظريات في مجملها مثالية و يجب تطبيقها في واقع مثالي تتوفر له جميع الإمكانيات المادية و النفسية و الفكرية و الاجتماعية. لذلك فالأستاذ يجد نفسه أمام حالة من المتناقضات: فمن جهة عليه أن يطبق التعليمات التربوية الرسمية و يأخذ بعين الاعتبار المستويات المختلفة جماعيا و فكريا بالنسبة لجميع التلاميذ، و في نفس الوقت عليه أن يتحدى جميع الصعوبات المطروحة ليخلق علاقة نموذجية مع التلميذ و هذا لن يتأتى أبدا في ظل الظروف الراهنة.
وهنا أشير كذلك إلى ربط التلميذ بواقعه الاقتصادي و الاجتماعي و الحضاري الذي يعتبر ضرورة حتمية لمعرفة نوع علاقته بالأستاذ، هذه العلاقة التي لا يمكن فهمها إلا من خلال ربطها بالعقليات السائدة في اغلب الأسر المغربية، و هي عقليات متشبعة بالكثير من أنماط التفكير و الممارسات السائدة. إذ لا نستغرب إذا و جدنا من ينادي و بقناعة بضرورة معاملة التلميذ بنفس الطريقة السائدة و الشائعة في المجتمع المغربي. فإذا كان التلميذ يعامل داخل أسرته تبعا للعقليات السائدة و المتمثلة في
( العصا لمن عصا)، ( الحر بالغمزة و العبد بالدبزة )،( و ذاك الشخص كاموني إذا ما تحك ما يعطي الريحة)….، هذه مقولات لها دلالتها السيكولوجية و السوسيولوجية، فانه لا يمكن معاملته بطريقة مختلفة و بعيدة عن هذا الواقع الذي يعايشه بشكل يومي ، و من جهة أخرى لا يمكن فهم علاقة الأستاذ بالتلميذ في غياب فهم المشاكل السائدة داخل المجتمع: ( انسداد آفاق التعليم ، الفقر، الوضعية الثقافية…). الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي و يتحكم في نوعية العلاقة التي تربط الأستاذ بالتلميذ
أعتقد أننا لا نملك من الدراسات و البحوث العلمية الجادة ما يترجم بدقة الاهتمام بعلاقة الأستاذ ـ التلميذ، و ما يزخر به الواقع من مشاكل و تحديات يؤكد فشل معظم المشاريع التربوية، التي جربت في المدرسة المغربية خلال السنوات الماضية. لأن هذه البرامج في مستواها الآني لا تزال غير قادرة على الانسجام مع الحياة بجميع أشكالها الحضارية و الاجتماعية في واقعنا. و بالتالي يمكن اعتبار هذه المشاريع فاشلة لم تحقق أهدافها التربوية. فإذا كانت جل البلاد المتقدمة تقوم بمحاولات معقلنة و مرتبطة باستراتجيات السياسة التعليمية من أجل تجاوز الصعوبات و تحقيق الانسجام مع الحياة بجميع متناقضاتها، فإن في المغرب و في كثير من البلا د العربية ترتبط هاته المحاولات بجملة من الصعوبات على مستوى إيجاد استراتيجية تربوية متكاملة قادرة على التلائم مع المستجدات العلمية و التربوية من جهة، و المحافظة على الخصوصيات الحضارية الدينية و الاجتماعية من جهة أخرى. في الوقت الذي تحاصرنا فيه التحولات الجذرية التي يعرفها العالم الجديد.
إن استيراد النماذج التربوية أو غيرها يتم في إطار استيراد رؤية الآخر للعالم و تصوره للكون و الإنسان و الحياة، لذلك ينبغي أن نتعامل مع كل مستورد بهذا الفهم لان معظم النظريات التربوية المستوردة لحد الآن، هي مفاهيم زرعت في دماء مؤسساتنا التعليمية بشكل عشوائي لم تراعي عدة توابث و متحولات: ( التحولات الحضارية، العلاقات الاجتماعية، الوضعية الاقتصادية، البنية التحتية لمؤسساتنا التعليمية الحالية….). هذه الامبالات ساهمت بشكل فعال في إنتاج علاقة الاستاذ ـ التلميذ من النوع الذي نعايشه في مؤسساتنا الآن، و الذي يدل على أن النماذج المستوردة أنتجت تعليما مشوها و غير قادر على التحدي الحضاري و غارق في جمل من الصعوبات.
فإذا كانت البرامج التعليمية بعيدة عن الواقع المغربي و خصوصياته، فإنها حتما تدفع بالأساتذة و بالمتعلمين إلى النفور، و الذي يترجم في شكل ردود فعل عدوانية في بعض الأحيان من طرف التلاميذ تجعل الأساتذة حائرين في شكل و طريقة التعامل معها. خاصة إذا علمنا أن الاستاذ في مراكز التكوين يتلقى شذرات مبتورة من دروس فن التربية وعلم النفس التربوي، مستوحاة من فكر جان جاك روسو أو جان بياجي و غيرهما من مفكري الغرب منذ فترة عصر الأنوار.
مما لا شك فيه أن النماذج التربوية التي يتلقاها الطالب / الأستاذ لا هي وليدة حاجات اجتماعية أصيلة فرضها تطور اقتصادي سليم، و لا هي حققت الانجازات التي توصلت إليها في أوطانها الأم. لذلك لم يكن بإمكانها إلا أن تخلق لنا حالة تربوية متخلفة و تابعة، تترجمها علاقة الاستاذ ـ التلميذ الحالية في مؤسساتنا التعليمية. لأن هذه النظريات في مجملها مثالية و يجب تطبيقها في واقع مثالي تتوفر له جميع الإمكانيات المادية و النفسية و الفكرية و الاجتماعية. لذلك فالأستاذ يجد نفسه أمام حالة من المتناقضات: فمن جهة عليه أن يطبق التعليمات التربوية الرسمية و يأخذ بعين الاعتبار المستويات المختلفة جماعيا و فكريا بالنسبة لجميع التلاميذ، و في نفس الوقت عليه أن يتحدى جميع الصعوبات المطروحة ليخلق علاقة نموذجية مع التلميذ و هذا لن يتأتى أبدا في ظل الظروف الراهنة.
وهنا أشير كذلك إلى ربط التلميذ بواقعه الاقتصادي و الاجتماعي و الحضاري الذي يعتبر ضرورة حتمية لمعرفة نوع علاقته بالأستاذ، هذه العلاقة التي لا يمكن فهمها إلا من خلال ربطها بالعقليات السائدة في اغلب الأسر المغربية، و هي عقليات متشبعة بالكثير من أنماط التفكير و الممارسات السائدة. إذ لا نستغرب إذا و جدنا من ينادي و بقناعة بضرورة معاملة التلميذ بنفس الطريقة السائدة و الشائعة في المجتمع المغربي. فإذا كان التلميذ يعامل داخل أسرته تبعا للعقليات السائدة و المتمثلة في
( العصا لمن عصا)، ( الحر بالغمزة و العبد بالدبزة )،( و ذاك الشخص كاموني إذا ما تحك ما يعطي الريحة)….، هذه مقولات لها دلالتها السيكولوجية و السوسيولوجية، فانه لا يمكن معاملته بطريقة مختلفة و بعيدة عن هذا الواقع الذي يعايشه بشكل يومي ، و من جهة أخرى لا يمكن فهم علاقة الأستاذ بالتلميذ في غياب فهم المشاكل السائدة داخل المجتمع: ( انسداد آفاق التعليم ، الفقر، الوضعية الثقافية…). الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي و يتحكم في نوعية العلاقة التي تربط الأستاذ بالتلميذ
أسيرة الصمت- نجمة المنتدى
-
عدد الرسائل : 775
تاريخ الميلاد : 21/07/1991
العمر : 33
الدولة : maroc
المدينة : ouarzazate
الأوسمة :
رد: الاستاد والتلميد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خير
العلاقة بين المدرس والتلميد اصلها الاحترام المتنبادل
علاقة احترام قد تصل في بعض الاحيان إلى اعتبار هذا المدرس في متابة الاب أو الاخ الاكبر وهذا الشعور لذا التلميذ يأتي من المعاملة التي يتلقاها من طرف الاستاذ ومدى تفهمه لحالته النفسية والاجتماعية ومدى جديته في العمل ’
جزاك الله خير
العلاقة بين المدرس والتلميد اصلها الاحترام المتنبادل
علاقة احترام قد تصل في بعض الاحيان إلى اعتبار هذا المدرس في متابة الاب أو الاخ الاكبر وهذا الشعور لذا التلميذ يأتي من المعاملة التي يتلقاها من طرف الاستاذ ومدى تفهمه لحالته النفسية والاجتماعية ومدى جديته في العمل ’
simo- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 1173
تاريخ الميلاد : 07/08/1989
العمر : 35
الدولة : maroc
المهنة : تلميد
المدينة : مكونة
رقم عضويه : 3
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
أسيرة الصمت- نجمة المنتدى
-
عدد الرسائل : 775
تاريخ الميلاد : 21/07/1991
العمر : 33
الدولة : maroc
المدينة : ouarzazate
الأوسمة :
رد: الاستاد والتلميد
mahma balarta mina tawdih walmona9acha tab9a t9wlat lfaylasuf rasl " at3lim la yu3tabar adat litahsil lma3rifa fahasb bal howa aydan ada ligharss majmo3a mina lwala2t alati ta3mal adawla 3la barmajati mowatiniha 3layha é""
Addi Oubihi- وسام العطاء
-
عدد الرسائل : 509
تاريخ الميلاد : 16/09/1989
العمر : 35
الدولة : adur nzad bra noglim
المهنة : طالب
المدينة : تغرمت ن إمكون
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: الاستاد والتلميد
merci bien
houria200- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 1189
تاريخ الميلاد : 03/11/1992
العمر : 32
الدولة : maroc
المدينة : tinghir
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى