الرعب في قصص الاطفال كالبهار في الطعام
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الرعب في قصص الاطفال كالبهار في الطعام
نحن حين نروي للناس القصص العجائبية بما تحمله من شر وغواية وفتنة وانتقام، فإنما نزعزعهم بفوضانا، وهذا يخلخل العقول، ويهدم البدهيات، ويجد الإنسان نفسه لحظتها في منطقة اللاتوازن وبحاجة لأن يعيد بناء عالمه الخاص. ولعل ما أرادت الحكواتية غراند أن تصفه أشبه بما يحدث في مدن الملاهي عندما تدور المركبة في الطفل فيشعر أنه يطير وأنه في حالة عدم توازن، وكم سيشعر بنعمة الاستقرار عندما يعود ليقف على الأرض مرة ثانية، بعد أن تنتهي اللعبة. إن الرعب في قصص الأطفال مثل البهار في الطعام فإنه يعطيه نكهة محببة إذا كان بمقدار قليل، ولكنه يحوله إلى سيء الطعام صعب الهضم إذا زاد عن حده. ·هل صار العنف يحاصر أطفالنا ؟ إن العنف الذي كانت الجدات والأمهات يستخدمنه في حكاياهن والذي طالما انتقدناه، بتنا نجده اليوم في كثير من الأنشطة الثقافية الموجهة للطفل، فعجائب سوير مان، وقوي الخير والشر التي تتصارع في البوكيمون، والمحقق كونان... إن برامج أطفالنا كلها صراعات، وجرائم، وإتيان بالخوارق... ولو تتبعنا جيداً ما يعرض لوجدنا أنه لا يختلف كثيراً عما كنا نرفضه في حكايات جدتنا. بل إن قصص الأطفال الأكثر رواجاً في العالم والتي حققت انتشاراً كبيراً جداً وبلغت مبيعاتها رقما قياسياً لم يصل إليه أو يقاربه أي كتاب في العالم هو كتاب هنري بوتر، وجوهر الحكاية فيه تقوم على عالم السحر والشعوذة، وتحفل بوجود مخلوقات مرعبة. وقبل هنري بوتر قدمت المكتبة الخضراء وغيرها من كتب الأطفال مجموعات قصصية تحفل بالمواضيع التي تتحدث عن عالم الجن والسحر والشعوذة، وقصصاً فيها الكثير من العنف. حتى في مدن الألعاب التي تطرقنا لذكرها قبل قليل فإن المتعة فيها لم تعد الألعاب اللطيفة، بل تلك التي تسمع صراخ الراكب فيها واستغاثته، وكلما زاد الصراخ ارتفاعا زاد الإقبال على اللعبة وارتفع ثمن المشاركة فيها، حتى في المدارس صارت بيوت الأشباح من أهم الأنشطة التي تقام في اليوم المفتوح والذي من المفترض أن يكون يوماً ترفيهياً يستمتع به الأطفال، فهل أصبحت متعة أطفالنا مرتبطة بالعنف؟ ·تخيلات بلا أشلاء في الحقيقة أن العنف موجود في كل فعاليات حياتنا أخبار الحروب، مشاهد الدمار والكوارث، الأوبئة والأمراض. ويأتي دور الحكاية في تقديم الواقع للطفل ليتعرف عليه ويتدرب على التعامل معه، قبل أن يواجهه على أرض الواقع، فهي تقدم المواقف العنيفة للطفل حسب تخيله لها، فهي تحدثه عن القتل ولكن تترك له تخيل ذلك المشهد حسب خبراته، فهو قتل بلا دماء ولا أشلاء. |
amouna-amoura- عضوة إدارية
-
عدد الرسائل : 1301
تاريخ الميلاد : 21/03/1992
العمر : 32
الدولة : المغرب
المهنة : طالبة
المدينة : قلعة امكونة
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: الرعب في قصص الاطفال كالبهار في الطعام
بالفعل فالاطفال يتاترووونبما يسمعونه او يشاهدونه وهنا ياتي دور الاباء
قطرة ندى- عضوة إدارية
-
عدد الرسائل : 1349
الدولة : maroc
رقم عضويه : 280
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
houria200- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 1189
تاريخ الميلاد : 03/11/1992
العمر : 32
الدولة : maroc
المدينة : tinghir
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى