الطابلة مزوقة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الطابلة مزوقة
السوق، سوق الخضر الدخول اليه أصبح يرفع ضغط الدم لدى المواطنين، اليوم،
سوق الخضر يحتل المرتية الثانية بعد سوق -الحولي- من حيث تشاؤم \
المواطنين منه، لأنه ينهك الجيوب المثقوبة والفارغة أصلا، وأنت تهم بدخول سوق الخضر تبتاع -ميكة- من طفل ترك مقاعد الدراسة ليساعد والديه مكرها على دواير الزمان تنفحه ب50 سنتيما ثمن الكيس البلاستيكي، تنفخ في -الميكة- فتنتفخ ثم تصعد من دواخل دواخلك تنهيدة عميقة -آآآه آجا ماعمرك ياهاذ الكحلة الملعونة- حجم الكيس البلاستيكي أصبح أيضا مثيرا للرعب، حجمها كبير وأجور المواطنين صغيرة صغيرة جدا أما العاطلون منهم ليهم الله.
ما إن تقف أمام بائع البطاطس حتى تسري في جسدك قشعريرة رهيبة، البطاطس أو -تفاح الأرض- أصبحت -تفاحا- حقيقيا هذه الأيام، ذلك ما صدحت به امرأة في عقدها الخامس بنبرة مستنكرة وهي تسأل الخضار، شحال البطاطا؟ ميادريال يجيبها الخضار، واه التفاح هذا، تصيح المرأة مستنكرة ثم تضيف، آناري هذي العافية هذَي... وأنا أتتبع فصول هذا المشهد الكئيب كنت أتأمل بكثير حزن أصابع المواطنة المغلوبة على أمرها والتي - يقذفها هي وباقي المواطنين والمواطنات نزار البركة بتصريحات لم تجد لها أثرا على أرض الواقع - قلت أتأمل أصابعها وهي تقلب البطاطس بغضب وانفعال باديين، تمسك البطاطس ثم تتخلص منها بحركة عنيفة كأنها جمر متقد سيحرق كفها، نعم بالفعل لقد حرقت هذه الزيادات المتتالية جيوب المواطنين بل -حرقت- أيضا قلوبهم وأصبح المواطن اليوم يحني رأسه ليس -للحلاق- فحسب بل يحنيه كذلك خشوعا وتدلالا للبطاطس والزيت والسميد والدقيق ووو...أما الوقوف أمام الجزار فتلك حكاية أخرى والوقوف بين يدي عزرائيل أهون على المواطنين -المطحونين- بتعبير رسام الكاريكاتير ناجي العلي، الوقوف بين يدي الجزار الذي أصبح يبيع كيلوغراما من اللحم بمقابل راتب يوم كامل لموظف يتقاضى -السميك- في دولتنا المحترمة جدا جدا، حتى أن البعض أضحى يشبه حكومتنا الموقرة بذلك الزوج الذي يترك لزوجته التي لا تمارس أي عمل 30 درهما مثلا كمصروف يومي ويأتي بعد الغذاء ليجد -الطابلة مزوقة- باللحم والشلايظ والفواكه والعصائر ولايكلف نفسه عناء السؤال عن مصدر كل تلك الخيرات التي لايمكن -لجوج دريال ديالو- أن تؤمن حتى ربعها، والبقية تعرفونها.
إن حال هذا الزوج ينطبق على حكومتنا الموقرة التي تدفع وتسمح بدفع 1800درهم وشي صريف، كحد أدنى للموظفين لديها ولدى غيرها ولا تكلف نفسها عناء طرح السؤال -بماذا يكمل المواطنون الشهر؟؟ هل يسرقون؟ هل يتسولون؟ هل يرتشون؟ هل يجوعون أنفسهم؟ هل..هل..؟ إن حكومتنا -ماساكناش هنا- بعبارة أخرى غائبة وغير معنية بهموم المواطنين لأن لها أذن من طين وأخرى من عجين أو بتعبير المغاربة الدارج -صمكة ودايرة الولكمان... آجي بعدا: أخشى ما أخشاه هو أن يكون عام 2008 هو عام الجوع الذي ضرب المغاربة ذات زمن والذي حدثني عنه أبي رحمه الله وحفلت به كتب التاريخ، حتى أن الوالد كان كلما أخذني النوم حتى الظهيرة كان رحمه الله يسمعني عبارات غريبة عن جيلي من قبيل -أنا مللي كنت كدك كنت كنحفر «يرني» فعام الجوع والهوفة مع الفجر ويرني هذا هو نبات ينمو تحت الأرض كان يسلق ويؤكل. «كنخاف غي شي نهار نوليو كل واحد فينا هاز العتلة والفاس وكنحفرو يرني ف2008 والمصيبة أن البلاد عمرات بالطوب والحيوط، ماكاين مايتحفر غالكووضروون«...
سوق الخضر يحتل المرتية الثانية بعد سوق -الحولي- من حيث تشاؤم \
المواطنين منه، لأنه ينهك الجيوب المثقوبة والفارغة أصلا، وأنت تهم بدخول سوق الخضر تبتاع -ميكة- من طفل ترك مقاعد الدراسة ليساعد والديه مكرها على دواير الزمان تنفحه ب50 سنتيما ثمن الكيس البلاستيكي، تنفخ في -الميكة- فتنتفخ ثم تصعد من دواخل دواخلك تنهيدة عميقة -آآآه آجا ماعمرك ياهاذ الكحلة الملعونة- حجم الكيس البلاستيكي أصبح أيضا مثيرا للرعب، حجمها كبير وأجور المواطنين صغيرة صغيرة جدا أما العاطلون منهم ليهم الله.
ما إن تقف أمام بائع البطاطس حتى تسري في جسدك قشعريرة رهيبة، البطاطس أو -تفاح الأرض- أصبحت -تفاحا- حقيقيا هذه الأيام، ذلك ما صدحت به امرأة في عقدها الخامس بنبرة مستنكرة وهي تسأل الخضار، شحال البطاطا؟ ميادريال يجيبها الخضار، واه التفاح هذا، تصيح المرأة مستنكرة ثم تضيف، آناري هذي العافية هذَي... وأنا أتتبع فصول هذا المشهد الكئيب كنت أتأمل بكثير حزن أصابع المواطنة المغلوبة على أمرها والتي - يقذفها هي وباقي المواطنين والمواطنات نزار البركة بتصريحات لم تجد لها أثرا على أرض الواقع - قلت أتأمل أصابعها وهي تقلب البطاطس بغضب وانفعال باديين، تمسك البطاطس ثم تتخلص منها بحركة عنيفة كأنها جمر متقد سيحرق كفها، نعم بالفعل لقد حرقت هذه الزيادات المتتالية جيوب المواطنين بل -حرقت- أيضا قلوبهم وأصبح المواطن اليوم يحني رأسه ليس -للحلاق- فحسب بل يحنيه كذلك خشوعا وتدلالا للبطاطس والزيت والسميد والدقيق ووو...أما الوقوف أمام الجزار فتلك حكاية أخرى والوقوف بين يدي عزرائيل أهون على المواطنين -المطحونين- بتعبير رسام الكاريكاتير ناجي العلي، الوقوف بين يدي الجزار الذي أصبح يبيع كيلوغراما من اللحم بمقابل راتب يوم كامل لموظف يتقاضى -السميك- في دولتنا المحترمة جدا جدا، حتى أن البعض أضحى يشبه حكومتنا الموقرة بذلك الزوج الذي يترك لزوجته التي لا تمارس أي عمل 30 درهما مثلا كمصروف يومي ويأتي بعد الغذاء ليجد -الطابلة مزوقة- باللحم والشلايظ والفواكه والعصائر ولايكلف نفسه عناء السؤال عن مصدر كل تلك الخيرات التي لايمكن -لجوج دريال ديالو- أن تؤمن حتى ربعها، والبقية تعرفونها.
إن حال هذا الزوج ينطبق على حكومتنا الموقرة التي تدفع وتسمح بدفع 1800درهم وشي صريف، كحد أدنى للموظفين لديها ولدى غيرها ولا تكلف نفسها عناء طرح السؤال -بماذا يكمل المواطنون الشهر؟؟ هل يسرقون؟ هل يتسولون؟ هل يرتشون؟ هل يجوعون أنفسهم؟ هل..هل..؟ إن حكومتنا -ماساكناش هنا- بعبارة أخرى غائبة وغير معنية بهموم المواطنين لأن لها أذن من طين وأخرى من عجين أو بتعبير المغاربة الدارج -صمكة ودايرة الولكمان... آجي بعدا: أخشى ما أخشاه هو أن يكون عام 2008 هو عام الجوع الذي ضرب المغاربة ذات زمن والذي حدثني عنه أبي رحمه الله وحفلت به كتب التاريخ، حتى أن الوالد كان كلما أخذني النوم حتى الظهيرة كان رحمه الله يسمعني عبارات غريبة عن جيلي من قبيل -أنا مللي كنت كدك كنت كنحفر «يرني» فعام الجوع والهوفة مع الفجر ويرني هذا هو نبات ينمو تحت الأرض كان يسلق ويؤكل. «كنخاف غي شي نهار نوليو كل واحد فينا هاز العتلة والفاس وكنحفرو يرني ف2008 والمصيبة أن البلاد عمرات بالطوب والحيوط، ماكاين مايتحفر غالكووضروون«...
simo- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 1173
تاريخ الميلاد : 07/08/1989
العمر : 35
الدولة : maroc
المهنة : تلميد
المدينة : مكونة
رقم عضويه : 3
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: الطابلة مزوقة
تحية لصاحب المقال وأشكرك على غيرتك
من جهل شيئا عاداه.....وأخيرا أذكر: الكلاب تنبح و القافلة تسير
من جهل شيئا عاداه.....وأخيرا أذكر: الكلاب تنبح و القافلة تسير
idrissi- الحضور المميز
-
عدد الرسائل : 140
تاريخ الميلاد : 27/08/1985
العمر : 39
الدولة : maroc
المهنة : tngi
المدينة : fes
رقم عضويه : 17
رد: الطابلة مزوقة
حال العديد من المواطنين في معظم البلدان العربية اصبح محزنا نتيجة الغلاء في الاسعاردون نسيان الضرائب التي ترهق كاهل المواطن ليكون الحل المؤقت الالتجاء الى القروض من هنا وهناك لتجد نفسك في الاخير مكبلّ والفم ملجّم وعلى المدى البعيد ستتلاشى القيّم والمبادىلتباح الرشاوى والسرقة والتحيّل ونصل الى قناعة ان الغاية تبرّر الوسيلة. المهم ان تعيش.
nbarc- محـمــد إدريـســـي
-
عدد الرسائل : 3407
تاريخ الميلاد : 18/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : مساعد صيدلي
المدينة : قلعة مكونة
الهاتف : 0651184573
0634670825
رقم عضويه : 1
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى