روح المغامرة والإحباط تقودان إلى المجهول
+2
bellfo
saidazin
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
روح المغامرة والإحباط تقودان إلى المجهول
روح المغامرة والإحباط تقودان إلى المجهول
مجازون، دكاترة، مهندسون .. كل هؤلاء لم تعد تشفع لهم شهاداتهم للحصول على عمل، وبدأت الآفاق تضيق يوما بعد يوم حتى تكاد تنغلق، والآلاف من خريجي الجامعات يقارعون البطالة
ويرون أن السنوات التي أمضوها في الدراسة لم تنجح سوى في إعطائهم لقب "معطل".
ويرون - بعين الألم - من كتب لهم وسافروا إلى أوروبا يعودون بسيارات من أحدث طراز وهواتف محمولة ثمينة، ويبنون بيوتا وينخرطون في مشاريع تجارية مربحة..
ترى، ماذا سيكون شعور شخص يعيش هذا الواقع بشكل يومي، يقول سعيد. خ ، معطل في الرابعة والثلاثين من عمره: "إنه اليأس، أشعر بالاختناق حقا. تصور أنني أخجل من دخول البيت كي لا أنظر إلى عيون والدي اللذين كانا يتمنيان أن أصبح موظفا أو أستاذا، وكانا يعتمدان علي في المساعدة في مصروف البيت الذي يتكون من ستة أفراد. كل الأحلام تبخرت، الأعوام تمر ولا انفراج في الأفق، ولو وجدت فرصة للهجرة لما ترددت ولا لحظة واحدة، وأيا كانت الوسيلة".
ما ذكره سعيد هو ما يعانيه أغلب المعطلين بالمغرب، وأنت تسألهم " لماذا تغادرون بلدكم، أليست أولى بكم؟" يفحمونك بإجاباتهم" ما الذي سنفعله هنا؟" سؤال تصعب الإجابة عنه بطبيعة الحال.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يمكن أن نقول أن للقرب من دول أوربا إغراءه وبريقه، وللإعلام أيضا تأثيره الذي لا يمكن إغفاله حيث يظهر أوروبا على أنها جنة النعيم التي تمطر الأموال مدرارا وتعطي للفرد حقه في الحرية والإبداع، وفرص العمل بها أكثر من تعد أو تحصى..
الجالية المغربية بالخارج تكرس هذه الفكرة أيضا، وذلك عندما يعود العمال المهاجرون بالخارج
وآثار النعمة بادية عليهم. لكن أي ملاحظ جيد يمكن أن يدرك، دون كبير عناء، أن الظروف قاسية هناك وأن تلك السيارات وكل ما يتبعها تتأتى من قروض بنكية لا تلبث أن ترد حال العودة إلى أوروبا.
يقول عبد الإله: " لقد رأيت حقائق مريعة هناك، أغلب المهاجرين -خصوصا من غير الطلبة- يعيشون أوضاعا مزرية وشقاء متواصلا، والغريب أنه عندما يقترب وقت العودة إلى المغرب يقترضون من البنوك (وهو شيء ميسر هنا) ويقتنون سيارات وملابس ثمينة كي لا يقول الآخرون إنهم لم يحققوا شيئا. لا أنكر أن الأشخاص الأكفاء، يمكن أن يبنوا لأنفسهم مكانة جيدة لكن الأقلية هي من يتسنى لها ذلك"
على أننا يجب أن نؤكد أن السبب الرئيسي وراء الهجرة غير الشرعية بلا منازع هو البطالة، فكما يقولون "حيث توجد الكرامة يوجد الوطن"، ولا كرامة بدون عمل يوفر العيش الكريم.
ويرون أن السنوات التي أمضوها في الدراسة لم تنجح سوى في إعطائهم لقب "معطل".
ويرون - بعين الألم - من كتب لهم وسافروا إلى أوروبا يعودون بسيارات من أحدث طراز وهواتف محمولة ثمينة، ويبنون بيوتا وينخرطون في مشاريع تجارية مربحة..
ترى، ماذا سيكون شعور شخص يعيش هذا الواقع بشكل يومي، يقول سعيد. خ ، معطل في الرابعة والثلاثين من عمره: "إنه اليأس، أشعر بالاختناق حقا. تصور أنني أخجل من دخول البيت كي لا أنظر إلى عيون والدي اللذين كانا يتمنيان أن أصبح موظفا أو أستاذا، وكانا يعتمدان علي في المساعدة في مصروف البيت الذي يتكون من ستة أفراد. كل الأحلام تبخرت، الأعوام تمر ولا انفراج في الأفق، ولو وجدت فرصة للهجرة لما ترددت ولا لحظة واحدة، وأيا كانت الوسيلة".
ما ذكره سعيد هو ما يعانيه أغلب المعطلين بالمغرب، وأنت تسألهم " لماذا تغادرون بلدكم، أليست أولى بكم؟" يفحمونك بإجاباتهم" ما الذي سنفعله هنا؟" سؤال تصعب الإجابة عنه بطبيعة الحال.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يمكن أن نقول أن للقرب من دول أوربا إغراءه وبريقه، وللإعلام أيضا تأثيره الذي لا يمكن إغفاله حيث يظهر أوروبا على أنها جنة النعيم التي تمطر الأموال مدرارا وتعطي للفرد حقه في الحرية والإبداع، وفرص العمل بها أكثر من تعد أو تحصى..
الجالية المغربية بالخارج تكرس هذه الفكرة أيضا، وذلك عندما يعود العمال المهاجرون بالخارج
وآثار النعمة بادية عليهم. لكن أي ملاحظ جيد يمكن أن يدرك، دون كبير عناء، أن الظروف قاسية هناك وأن تلك السيارات وكل ما يتبعها تتأتى من قروض بنكية لا تلبث أن ترد حال العودة إلى أوروبا.
يقول عبد الإله: " لقد رأيت حقائق مريعة هناك، أغلب المهاجرين -خصوصا من غير الطلبة- يعيشون أوضاعا مزرية وشقاء متواصلا، والغريب أنه عندما يقترب وقت العودة إلى المغرب يقترضون من البنوك (وهو شيء ميسر هنا) ويقتنون سيارات وملابس ثمينة كي لا يقول الآخرون إنهم لم يحققوا شيئا. لا أنكر أن الأشخاص الأكفاء، يمكن أن يبنوا لأنفسهم مكانة جيدة لكن الأقلية هي من يتسنى لها ذلك"
على أننا يجب أن نؤكد أن السبب الرئيسي وراء الهجرة غير الشرعية بلا منازع هو البطالة، فكما يقولون "حيث توجد الكرامة يوجد الوطن"، ولا كرامة بدون عمل يوفر العيش الكريم.
يقول محمد، 20 سنة، وهو يستلقي على ظهره في إحدى المقاهي حيث يعمل: "سبق لي أن جربت الهجرة سرا، كنا حوالي 29 شخصا تكدسنا في قارب سعته لا تفوق نصف العدد، وعندما وصلنا وجدنا حرس الشواطئ الإسبان بانتظارنا وأرجعونا إلى هنا لحسن الحظ، لكنني لن أيأس وليس لدي أي عمل آخر أقوم به سوى ترصد الفرصة للهجرة من جديد".
محمد هو ضحية من ضحايا مافيا الهجرة السرية التي تناسلت بكثرة سواء بإسبانيا أو المغرب، وهي الوجه الآخر لهذه الظاهرة والتي تستغل حاجة هؤلاء إلى الهجرة فتقبض منهم مبالغ طائلة وتكدسهم في قوارب اصطلح عليها ب " قوارب الموت" لأنها لا تصل في الغالب إلا أشلاء في حين يبتلع البحر راكبيها.
وتشدد السلطات المغربية والإسبانية المراقبة، وتنشط أفكار المهاجرين السريين وتتنوع وسائل الهجرة بين الاختفاء في شاحنات نقل البضائع أو في "تابلوه" السيارات، أو حتى استعمال الدراجات الهوائية البحرية، المهم هو الوصول إلى الضفة الأخرى .
وطبقا لإحصائيات قامت بها السلطات بمدينة تطوان الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، فقد وصل عدد المرشحين للهجرة السرية الذين ألقي القبض عليهم في السنة الماضية في تطوان وحدها إلى 9100 فرد، من بينهم 1150 فردا ينتمون إلى دول إفريقية أخرى، وتتراوح أعمارهم بين 12 و40 سنة في الغالب.
وطبقا لإحصائيات الاتحاد الأوروبي فإن ما يزيد عن نصف مليون مهاجر سري دخلوا القارة الأوروبية خلال السنة الفارطة، كما تعتقل فرنسا سنويا ما يقارب 15 ألف مهاجر على طول سواحلها.
كما أوقفت السلطات الإسبانية أكثر من 13 ألف مهاجر سري على سواحلها منذ مطلع هذا العام وحتى 31 غشت الماضي، وذكرت أنه تم العثور على 130 جثة مهاجر غير شرعي قضى معظمهم غرقا دون حساب الجثث التي لم يلفظها البحر.
يقول نيفيز بينيطو خبير شؤون الهجرة في رابطة حقوق الإنسان بإسبانيا : "إن القوارب التي تقل هؤلاء المهاجرين تغادر السواحل الإفريقية حوالي الساعة الثامنة مساء عندما يكون البحر هادئا، إلا أن العواصف يمكن أن تهب بعد مرور ساعتين فقط".
ركوب المخاطر يستهوي الأفارقة أيضا
والملاحظ أن أخبار الهجرة السرية في الصحافة المغربية والمغاربية عموما أصبحت أخبارا عادية تطالع القارئ بصفة شبه يومية، ولم تعد سبقا صحفيا نظرا لكثرتها
وتكرارها، وهو ما يمكن اعتباره مأساة أخرى.
ويبقى الجديد هو أنه في السنوات الأخيرة تعددت قنوات وطرق الهجرة السرية ولم تعد تقتصر، على المغاربة أو الجزائريين والتونسيين، بل أضحى القادمون من إفريقيا جنوب الصحراء متلهفين للوصول إلى "الفردوس الأوربي".
ويجد هؤلاء دوافع أكبر للهجرة بعيدا عن بلدانهم، خصوصا وأن ظروف العيش في مواطنهم، عموما، أشد قساوة مما هي عليه في دول المغرب العربي، ويستطيعون في كثير من الأحيان الحصول على اللجوء السياسي والعيش بأمان في دول أوربا سواء كانوا فعلا معارضين سياسيين أو فارين من حروب أهلية أو مجرد مهاجرين يبثحثون عن فرص أفضل للعيش خارج القارة السمراء.
وتكمن المعضلة في أن صحراء الجزائر والمغرب ممر رئيسي لهؤلاء، لأنها الأقرب ولأن مضيق جبل طارق مازال رغم كل المخاطر أسهل الطرق للوصول إلى الضفة الأخرى.
ويعيش المغرب العربي بأكمله وضعا استثنائيا منذ 15 سنة تقريبا، وهي الفترة التي اكتشف فيها المهاجرون الأفارقة أن الممر الآمن إلى الحلم الأوربي هو صحاري وجبال وبحار دول المنطقة.
ولأن الحلم يبقى في غالب الأحيان مجرد تمنيات، فإن أسفار ورحلات هؤلاء الشبان والشابات تتحول إلى مآسي وفي أحسن الحالات تنتهي بالمكوث طويلا في دول العبور أي ليبيا أو الجزائر أو المغرب أو تونس لأنها الدول المقابلة مباشرة للضفة الجنوبية لأوربا.
وتوجد اليوم في المغرب أحياء تعج بالمهاجرين الأفارقة، الذين أكرهوا على البقاء لفترة طويلة في هذا البلد. وأشهر هذه الأحياء يوجد بالعاصمة الرباط ويدعى "حي الأفارقة" في حين أن اسمه الأصلي هو "حي التقدم"، وآخر بمدينة الطنجة الساحلية أقرب نقط العبور نحو إسبانيا، كما تكتظ مدينة وجدة وبركان القريبتان من الحدود الجزائرية بالمهاجرين من أصول إفريقية الذين يجيئون غالبا من الجزائر، في انتظار إيجاد شبكات تتولى ترحيلهم إلى إسبانيا أو إيطاليا.
على أن هذه الظاهرة خلقت واقعا جديدا في المجتمع المغربي، وجعلت التعاطي مع إشكالية الهجرة أمرا أكثر تعقيدا بالنسبة لسلطات البلاد. ففي الماضي كانت محاولات الهجرة السرية تقتصر على شبان مغاربة تعرف دوافعهم وإمكانياتهم بسهولة وكذلك، كيفية التعامل معهم ومع الشبكات التي تحرضهم على مغادرة البلاد. أما اليوم فمسألة الهجرة صارت خارج سيطرة الأجهزة الأمنية المغربية وكذلك الجزائرية، إذ أن أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يأتون عبر صحاري البلدين تقدر بالآلاف، ومنهم من يطالب باللجوء السياسي وبمعاملة استثنائية نظرا لظروف الحروب الإثنية في بلده، وهي إشكالات لم تتعود السلطات المغاربية على التعامل معها.
وأولى النتائج كانت خلق توتر إضافي بين المغرب والجزائر التي تعرف علاقاتهما أصلا، فتورا كبيرا منذ مدة طويلة بسبب النزاع حول الصحراء.
ويلقي المغرب اللوم على جارته الجزائر في السماح للمهاجرين الأفارقة بالدخول إلى أراضيه عبر الحدود بين البلدين، في حين تتهم الجزائر المغرب بالاعتداء على حقوق هؤلاء والتخلي عنهم في الصحراء، ويعتبر المغرب ذلك بمثابة تحريض ضده وتشويه لصورته وسط المجتمع الدولي. وكثيرا ما نجم عن ذلك حرب كلامية بين البلدين، تتكفل الصحف بإدارة رحاها.
وتكرارها، وهو ما يمكن اعتباره مأساة أخرى.
ويبقى الجديد هو أنه في السنوات الأخيرة تعددت قنوات وطرق الهجرة السرية ولم تعد تقتصر، على المغاربة أو الجزائريين والتونسيين، بل أضحى القادمون من إفريقيا جنوب الصحراء متلهفين للوصول إلى "الفردوس الأوربي".
ويجد هؤلاء دوافع أكبر للهجرة بعيدا عن بلدانهم، خصوصا وأن ظروف العيش في مواطنهم، عموما، أشد قساوة مما هي عليه في دول المغرب العربي، ويستطيعون في كثير من الأحيان الحصول على اللجوء السياسي والعيش بأمان في دول أوربا سواء كانوا فعلا معارضين سياسيين أو فارين من حروب أهلية أو مجرد مهاجرين يبثحثون عن فرص أفضل للعيش خارج القارة السمراء.
وتكمن المعضلة في أن صحراء الجزائر والمغرب ممر رئيسي لهؤلاء، لأنها الأقرب ولأن مضيق جبل طارق مازال رغم كل المخاطر أسهل الطرق للوصول إلى الضفة الأخرى.
ويعيش المغرب العربي بأكمله وضعا استثنائيا منذ 15 سنة تقريبا، وهي الفترة التي اكتشف فيها المهاجرون الأفارقة أن الممر الآمن إلى الحلم الأوربي هو صحاري وجبال وبحار دول المنطقة.
ولأن الحلم يبقى في غالب الأحيان مجرد تمنيات، فإن أسفار ورحلات هؤلاء الشبان والشابات تتحول إلى مآسي وفي أحسن الحالات تنتهي بالمكوث طويلا في دول العبور أي ليبيا أو الجزائر أو المغرب أو تونس لأنها الدول المقابلة مباشرة للضفة الجنوبية لأوربا.
وتوجد اليوم في المغرب أحياء تعج بالمهاجرين الأفارقة، الذين أكرهوا على البقاء لفترة طويلة في هذا البلد. وأشهر هذه الأحياء يوجد بالعاصمة الرباط ويدعى "حي الأفارقة" في حين أن اسمه الأصلي هو "حي التقدم"، وآخر بمدينة الطنجة الساحلية أقرب نقط العبور نحو إسبانيا، كما تكتظ مدينة وجدة وبركان القريبتان من الحدود الجزائرية بالمهاجرين من أصول إفريقية الذين يجيئون غالبا من الجزائر، في انتظار إيجاد شبكات تتولى ترحيلهم إلى إسبانيا أو إيطاليا.
على أن هذه الظاهرة خلقت واقعا جديدا في المجتمع المغربي، وجعلت التعاطي مع إشكالية الهجرة أمرا أكثر تعقيدا بالنسبة لسلطات البلاد. ففي الماضي كانت محاولات الهجرة السرية تقتصر على شبان مغاربة تعرف دوافعهم وإمكانياتهم بسهولة وكذلك، كيفية التعامل معهم ومع الشبكات التي تحرضهم على مغادرة البلاد. أما اليوم فمسألة الهجرة صارت خارج سيطرة الأجهزة الأمنية المغربية وكذلك الجزائرية، إذ أن أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يأتون عبر صحاري البلدين تقدر بالآلاف، ومنهم من يطالب باللجوء السياسي وبمعاملة استثنائية نظرا لظروف الحروب الإثنية في بلده، وهي إشكالات لم تتعود السلطات المغاربية على التعامل معها.
وأولى النتائج كانت خلق توتر إضافي بين المغرب والجزائر التي تعرف علاقاتهما أصلا، فتورا كبيرا منذ مدة طويلة بسبب النزاع حول الصحراء.
ويلقي المغرب اللوم على جارته الجزائر في السماح للمهاجرين الأفارقة بالدخول إلى أراضيه عبر الحدود بين البلدين، في حين تتهم الجزائر المغرب بالاعتداء على حقوق هؤلاء والتخلي عنهم في الصحراء، ويعتبر المغرب ذلك بمثابة تحريض ضده وتشويه لصورته وسط المجتمع الدولي. وكثيرا ما نجم عن ذلك حرب كلامية بين البلدين، تتكفل الصحف بإدارة رحاها.
ومن الضروري الإشارة، في هذا السياق، إلى أن استقرار عدد كبير من المهاجرين الأفارقة في الأحياء الهامشية خلق نسيجا اجتماعيا جديدا يتطلب تعاملا مغايرا من لدن السكان أنفسهم ومن السلطات أيضا، خصوصا وأن بعض هؤلاء يتخلى طواعية عن فكرة الهجرة إلى أوربا، ويختار الاقتران بفتاة مغربية والعيش وسط المغاربة وهو مايساهم في خلق علاقات اجتماعية مركبة وتركيبة متنوعة.
ولعل الظاهرة الجديدة التي أصبح لزاما على المجتمع المغربي التعاطي معها، هو كون جل المهاجرين الآتين من ساحل العاج أو كينيا أو نيجيريا ... مسيحيون، ويطالبون بالتالي بالحق في ممارسة معتقداتهم الدينية بكل حرية، وبالتالي السماح ببناء كنائس وأماكن عبادة داخل هذه الأحياء. وهو أمر غير مألوف وسط شعب غالبية سكانه مسلمون.
لكن الملاحظ هو أن مؤسسات المجتمع المدني التي تنشط في هذا المجال تعي جيدا هذه الإشكالات وتحاول التعامل معها والعمل على توعية أكبر سواء للسلطات أو السكان بخصوصيات المهاجرين الأفارقة والإشكالات التي يطرحها وجودهم اليوم في المغرب.
وتتبنى جل هذه الجمعيات مقاربة إيجابية في التعامل مع مشاكل الهجرة مستندة في ذلك على تجربة الدول الأوربية مع المهاجرين المغاربيين أنفسهم الذين استقروا هنالك منذ خمسة عقود تقريبا وساهموا في نهضة العديد من الدول. ويحاول المشرفون على هذه المؤسسات التقليل من خطر اختلاط هؤلاء بأفراد المجتمع المغربي، خصوصا بعد أن تبنى بعض المعارضين لاستقرار المهاجرين الأفارقة في المغرب خطابا يحذر من تأثيرهم على بلد لديه، حسب تعبيرهم، ما يكفيه من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
كما تركز هذه المؤسسات في عملها على التحسيس بخطورة شبكات الهجرة والإغراءات التي تقدمها سواء للشبان المغاربة أو الأفارقة، وليس المهاجرين الذين تعتبرهم ضحايا في غالب الأحيان ولهم حقوق تكفلها التشريعات الدولية في البحث على مكان أفضل للعيش وملجئ آمن. لكن رغم ذلك، فالمقاربة الأمنية للسلطات وكذلك مجهودات مؤسسات المجتمع المدني ماتزال قاصرة عن وقف نزيف الهجرة غير الشرعية، وكل المآسي التي تتسبب بها بشكل شبه يومي.
6 آلاف ضحية والبقية تأتي
وتؤكد آخر الإحصاءات، أن ما يقارب 6000 ألف مهاجر غير شرعي لقوا حتفهم على حدود أوربا وهو يحاولون اللجوء إلى دول أخرى. وقتل 1883 شخصا من بين هؤلاء، في القناة المعروفة بقناة صقلية التي تربط بين ليبيا وتونس ومالطا وإيطاليا، وذلك حسب ما أورده موقع "القلعة الأوربية" في نهاية يناير/ كانون الثاني، بناء على قاعدة بيانات خاصة بالموقع تتضمن إحصاءات لكل المهاجرين الذين قتلوا في محاولات التسلل إلى الأراضي الأوربية منذ 1988، اعتمدت على معطيات الصحافة الدولية وإحصاءات المنظمات المعنية بشؤون المهاجرين.
وتظهر الإحصاءات التي نشرت أخيرا أن 5742 شخصا قتلواعلى طول الحدود الأوربية، ومن بين هؤلاء قضى 1844 غرقا في البحر. وتشمل معطيات الموقع إضافة إلى القتلى الذين ماتوا غرقا، المهاجرين الذين توفوا خلال محاولة اجتيازهم للصحارى والجبال الوعرة. وتشير الأرقام إلى أنه في البحر الأبيض المتوسط وعبر المحيط الأطلسي حتى إسبانيا، توفي 4560 مهاجرا. كما قضى 1883 شخصا على طول الممرات بين ليبيا وتونس وإيطاليا وجزيرة مالطا، بالإضافة إلى 1099،ما زالوا مفقودين.
كما توفي 1600 مهاجرا كانوا يبحرون من موريتانيا والمغرب والجزائر في اتجاه إسبانيا مرورا عبر جبل طارق أو جزر الكناري. ومازال 358 من هؤلاء في عداد المفقودين.
وتفيد نفس الإحصاءات أن 450 شخصا غرقوا في بحر إيجة مابين تركيا واليونان، 280 منهم مازلوا مفقودين، و474 قتلوا غرقا في البحري الأدرياتيكي مابين ألبانيا ومونتينيكرو وإيطاليا، 136 منهم لم يعثرلهم على أثر بعد.
وفيما يخص المهاجرين السريين الذين يعبرون داخل شاحنات للنقل أو مختبئين وسط حاويات الشحن، أعلن موقع "القلعة الأوربية" أن 370 شخصا من بين هؤلاء وجدوا متوفين قي ألبانيا، وفرنسا وألمانيا وتركيا والمملكة المتحدة وإيرلاندا وإيطاليا وإسبانيا ةهنغاريا، كما قضى 146 شخصا عطشا أثناء محاولتهم عبورالصحراء باتجاه البحر الأبيض المتوسط، أو من السودان نحو ليبيا أو من إفريقيا الغربية مرورا بمالي أو النيجر.
وتظهر الإحصاءات التي نشرت أخيرا أن 5742 شخصا قتلواعلى طول الحدود الأوربية، ومن بين هؤلاء قضى 1844 غرقا في البحر. وتشمل معطيات الموقع إضافة إلى القتلى الذين ماتوا غرقا، المهاجرين الذين توفوا خلال محاولة اجتيازهم للصحارى والجبال الوعرة. وتشير الأرقام إلى أنه في البحر الأبيض المتوسط وعبر المحيط الأطلسي حتى إسبانيا، توفي 4560 مهاجرا. كما قضى 1883 شخصا على طول الممرات بين ليبيا وتونس وإيطاليا وجزيرة مالطا، بالإضافة إلى 1099،ما زالوا مفقودين.
كما توفي 1600 مهاجرا كانوا يبحرون من موريتانيا والمغرب والجزائر في اتجاه إسبانيا مرورا عبر جبل طارق أو جزر الكناري. ومازال 358 من هؤلاء في عداد المفقودين.
وتفيد نفس الإحصاءات أن 450 شخصا غرقوا في بحر إيجة مابين تركيا واليونان، 280 منهم مازلوا مفقودين، و474 قتلوا غرقا في البحري الأدرياتيكي مابين ألبانيا ومونتينيكرو وإيطاليا، 136 منهم لم يعثرلهم على أثر بعد.
وفيما يخص المهاجرين السريين الذين يعبرون داخل شاحنات للنقل أو مختبئين وسط حاويات الشحن، أعلن موقع "القلعة الأوربية" أن 370 شخصا من بين هؤلاء وجدوا متوفين قي ألبانيا، وفرنسا وألمانيا وتركيا والمملكة المتحدة وإيرلاندا وإيطاليا وإسبانيا ةهنغاريا، كما قضى 146 شخصا عطشا أثناء محاولتهم عبورالصحراء باتجاه البحر الأبيض المتوسط، أو من السودان نحو ليبيا أو من إفريقيا الغربية مرورا بمالي أو النيجر.
وقتل 28 شخصا على طول الحدود التركية اليونانية. بالإضافة إلى 51 شخصا ماتوا في الحدود الفاصلة بين كرواتيا والبوسنة واليونان. فيما قتل 88 شخصا على طول الحدود اليونانية القطرية. بالإضافة إلى ذلك غرق 51 شخصا في الأنهار والوديان التي توجد على الحدودبين كرواتيا والبوسنة وتركيا واليونان، وسلوفاكيا والنمسا وسلوفينا وإيطاليا.
كما قتل 32 شخصا جراء البرد وهم يحاولون تسلق الجبال الثلجية الواقعة على الحدود مع تركيا واليونان وسلوفاكيا. في حين توفي 20 شخصا تحت القطارات تحت المانش في محاولات للوصول إلى أنجلترا.
وتؤكد الدارسات الحديثة حول ظاهرة الهجرة أن التشدد الأوربي في إجراءات دخول دول الاتحاد والرغبة في تحصين "القلعة الأوربية" من الغرباء، خصوصا مع صعود الأحزاب اليمينية إلى حكم، كان المحرك الأساسي لظاهرة الهجرة بكثافة.
وتؤكد الإحصاءات أن عدد الأفارقة الذين كانوا يرغبون في زيارة أوربا قبيل التسعينيات من القرن الماضي تضاعف عشرات مرة بعد فرض شروط تعجيزية لدخول الوافدين من القارة السمراء، انسجاما مع القاعدة التي تقول "كل ممنوع مرغوب فيه"، وأن شبكات التهجير تنشط بقوة حتى بعد تضييق الخناق عليها لأن الموارد التي تجنيها من عملية ترحيل البشر تغري دوما بالاستمرار.
وإلى حين أن تجد الدول المعنية والمنظمات الدولية والأهلية حلولا تحول دون امتهان كرامة المهاجرين، ودون استمرار النزيف البشري اليومي، سيظل الكثير من الشبان المغاربة والأفارقة يقفون على شاطئ المتوسط يتأملون -كعادتهم- الضفة الأخرى، في انتظار الذي يأتي... أو لا يأتي..
saidazin- وسام العطاء
-
عدد الرسائل : 497
تاريخ الميلاد : 24/07/1997
العمر : 27
الدولة : maroc
المهنة : rien
المدينة : casa
رقم عضويه : 20
الأوسمة :
رد: روح المغامرة والإحباط تقودان إلى المجهول
انا اريد الهجرة فقد ضاقت بي الارض و انا في عمر الزهور 19 سنة الهجرة السرية او الموت احسن لي . اريد الهجرة لا أحد يتمنى الموت و القاء نفسه الى التهلكة ، لكن حين ترى التهلكة التي تعيشها في بلدنا المغرب فالموت احرى و احسن . و الله في عون العباد ولكن ان أحب الله سيتحقق حلمي إن بفضله
bellfo- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 310
تاريخ الميلاد : 28/10/1988
العمر : 36
الدولة : fr
المهنة : info
المدينة : 88/10/28
رقم عضويه : 18
الهجرة السرية
السلام عليكم
الهجرة السرية او بالاحرى الانتحار....يلجا اليها المتشائمون الدين يشدون كل الابواب فى وجوههم
ويضنون ان فى الضفة الاخرى كل ما يتمنونه ولكن للاسف حين يصلون .....يبدؤون فى الشكوى من قلة الراحة
وقلة احترام ارباب العمل لهم والعمل الشاق والجو البارد جدا ..... مع ان هنا فى المغرب يمكن ان تعمل 12 ساعة
كل يوم تعيش كما فى الخارج ولكن دون كسل وفى جو رائع وامام الاهل والاحباب وتسمع المؤدن يؤدن فى الصلوات
الخمس ....ومع الاصدقاء ....
اليس رائعا ان نرضى بما فى بلدنا من اعمال ونساهم فى تطويره??????????
الهجرة السرية او بالاحرى الانتحار....يلجا اليها المتشائمون الدين يشدون كل الابواب فى وجوههم
ويضنون ان فى الضفة الاخرى كل ما يتمنونه ولكن للاسف حين يصلون .....يبدؤون فى الشكوى من قلة الراحة
وقلة احترام ارباب العمل لهم والعمل الشاق والجو البارد جدا ..... مع ان هنا فى المغرب يمكن ان تعمل 12 ساعة
كل يوم تعيش كما فى الخارج ولكن دون كسل وفى جو رائع وامام الاهل والاحباب وتسمع المؤدن يؤدن فى الصلوات
الخمس ....ومع الاصدقاء ....
اليس رائعا ان نرضى بما فى بلدنا من اعمال ونساهم فى تطويره??????????
latifa- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 287
تاريخ الميلاد : 19/11/1991
العمر : 33
الدولة : maroc
المهنة : تلميدة
المدينة : 1990-11-19
رقم عضويه : 116
الأوسمة :
رد: روح المغامرة والإحباط تقودان إلى المجهول
مشكووووووووورر أختي لطيفة علي تيقتكي الزائد
أين 12 ساعة عمل و حتي أن كانت بكم 40 درهم
وبكم الخبز في بلدك و بكم الزيت في بلدك .......
أختي هناك عائلة فيها 4 ذكور كلهم لديهم شوهيد عليا
و لالالالالا أحد يعمل ... وتقولين اليس رائعا ان نرضى بما فى بلدنا من اعمال
simo- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 1173
تاريخ الميلاد : 07/08/1989
العمر : 35
الدولة : maroc
المهنة : تلميد
المدينة : مكونة
رقم عضويه : 3
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: روح المغامرة والإحباط تقودان إلى المجهول
الشباب هم رجال الغد هم مستقبل المغرب الحديث هم رأسمال ثمين يجب إعطائه الأهمية وتوجيهه في جميع مراحل التكوين حتى يكون إنسانا منتجا لا مستهكا فقط أو عالة على أهله . فيا مسؤولين إرحموا الشباب
nbarc- محـمــد إدريـســـي
-
عدد الرسائل : 3407
تاريخ الميلاد : 18/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : مساعد صيدلي
المدينة : قلعة مكونة
الهاتف : 0651184573
0634670825
رقم عضويه : 1
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: روح المغامرة والإحباط تقودان إلى المجهول
choukran bzaf
noura- وسام المبدعين
-
عدد الرسائل : 698
تاريخ الميلاد : 13/02/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المهنة : تلميذة
المدينة : tinghir
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى