منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة
+5
المدمر المغربي
satar
amal
el amrani
nbarc
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة
تعد القصبات جواهر رفيعة تزين مجال الواحات في الجنوب الشرقي للمغرب خاصة بدرعة وتافيلالت وأحواض دادس ومكونة وتدغة، إرث حضاري صنف بعضه كثراث إنساني كما هو الشأن بالنسبة لقصبة أيت بنحدو بدائرة أمرزكان غير أن واقع باقي القصبات التي يتجاوز عددها ألفا جد مزري ويتجه نحو التلاشي والخراب لتنمحي معه ذاكرة معمارية حضارية نظرا لعدة عوامل مجتمعة مرتبطة أساسا بالواقع الإقتصادي والإجتماعي المترتب عن التهميش التام الذي عانته هذه الجهة طيلة عقود من الزمن حيث يتم التعامل مع البلاد والعباد بمنطق فلكلوري ليس إلا.. إضافة إلى العوامل الطبيعية كتوالي سنوات الجفاف والتصحر الذي زحف على الواحات وأرغم الساكنة للهجرة وترك قصورهم وقصباتهم تواجه قدرها المحتوم إضافة إلى زحف الإسمنت والتخلي على النمط المعماري المحلي مما تسبب في مسخ الخصوصية والجمالية التي ميزت معمار الجنوب الشرقي ناهيك عن غياب الاهتمام من طرف الحكومات المتعاقبة والتي لا تعرف المنطقة إلا في المواسم السياحية أو مهرجانات التضبيع التي انتهجت لسنوات لمحاصرة ثقافة التنوير والحداثة .. والحداثة هنا لا تعني أن نضرب عرض الحائط ثراثنا المعماري المتميز والمتألق.
المجال الواحي الذي يضم هذه الواحي الذي يضم هذه الواحات مهدد بالخطر اليوم وهو ما أكده محمد اليازغي مؤخرا بالرشيدية أثناء تقديم مشروع إنقاذ واحة تافيلالت حين قال:
" إن الواحات شكلت ليس فقط حلقة في تاريخ المغرب ولكن أيضا في تاريخ المغرب العربي، وكذا تأسيس ودعم علاقة المغرب مع دول جنوب الصحراء وهي مجالات ذات أبعاد جغرافية وطنية وكونية فهي تمثل من جهة نوافذ جيوستراتجية بالنسبة لبلادنا ومن جهة ثانية امتداد للمجال شبه الجاف الذي يشكل حلقة وصل بين الصحراء والنطاق البيومناخي المتوسطي، والواحات تقدم لنا نموذجا عالميا فريدا ورائعا بما نسميه اليوم بالتنمية المستديمة وهو ما يحتم علينا أن نحافظ على استمرارية هذا النموذج وهذا الموروث الثقافي والإيكولوجي العالمي وأن كل الواحات في خطر وإذا ما استمرت الوضعية في نفس المنحى الحالي فإنها ستؤول لامحالة إلى الزوال.. ولم يعد بالإمكان التستر وراء مبرر الظروف الطبيعية لتفسير أزمة الواحات، فالأزمة نتاج لتفاعل عدة عوامل أهمها يرتبط بالعنصر البشري."
و بالفعل امتدت يد البشر لتسيء لهذا الموروث الثقافي والحضاري حيث بدأ الإسمنت يغزو المنطقة.. البنايات الحديثة تحتل مكان القصبات الجميلة لتمسخ الطابع المعماري المميز لها.. وعن هذا يقول أحد زائريها:
" من المؤسف حقا أن تتحول البنايات ذات الطراز المعماري القديم برونقها الجميل وبعمقها الحضاري الذي يشي بحس جمالي رفيع لدى ساكنة المنطقة.. من المؤسف أن نراها تتحول إلى صناديق إسمنتية بلون رمادي مقرف محدثة تشوها فظيعا في انسجام وتناسق الفضاء المعماري لهذه المنطقة.. والأنكى من هذا ما تعرفه بعض التجمعات السكنية من سوء في تهيئ المجال حيث نجد بنايات بطابع قديم تحاذيها بنايات جديدة بتصميم مخالف.. إنه حقا لتزييف حضاري يجب التصدي له.."
تقول بعض الأبحاث إن الجانب المعماري بهذه المنطقة مر من ثلاثة مراحل أساسية.. الأولى تميزت بسكن متجمع متراص تحيط به أسوار ضخمة وعالية، بناياته جد متماسكة لتوفر المساحة.. مواد بناءه هي الطوب والتابوت والخشب والقصب.. وهي مواد محلية، و يطلق على هذه التجمعات اسم " إغرمان " أو القصور.. وتتميز بامتدادها العمودي وتتموقع بجوار الحقول المزروعة قصد مراقبتها وحراستها.
أما المرحلة الثانية، فقد جاءت بعد شق الطريق الرئيسية وإنهاء فترة السيبة مما جعل الأمن ينتشر وهو ما شجع السكان على ترك القصور القديمة والانتشار على طول الطريق الرئيسية باعتبارها مسهلا اقتصاديا ورابطا بالعالم الخارجي.. كما أن النمو الديموغرافي لم تعد تستوعبه هذه القصور..
المرحلة الثالثة، وهي مرحلة ما بعد السبعينات التي تقوت فيها الهجرة إلى الخارج مما جعل الإسمنت يزحف بكل قوة، فبدأ المعمار يتخذ شكلا متطورا إلا أنه طبع بالعشوائية ولم يزد عن سابقة سوى باستعمال مواد الإسمنت والحديد . يقول أحد السكان:
" ما عجبت له حقا أن هؤلاء المهاجرين يبذرون أموالهم في بناء دور ضخمة تغلق طيلة السنة.. وتصرف فيها ميزانيات ضخمة كان بالإمكان أن توجه لبناء مشاريع تنقد العاطلين من البطالة وتعفيهم من انتظار بنات المهاجرين لتهجيرهم للخارج.. وتحول معمارنا الأصيل إلى تحف نفيسة بالحفاظ عليه وترميمه ولما لا تحويل بعضه لمتاحف "
طريق الألف قصبة يتميز بعدة قصبات تاريخية أية في الجمال.. على مستوى تصميمها أو تنوع زخرفتها، غير أنها اليوم تتجه نحو الدمار، وقد نستيقظ يوما لنجد مكانها ركام الأتربة... يقول أحد السياح:
" أتألم كثيرا لحال هذه القصبات التي لم تقدر قيمتها الفنية والمعمارية وأتساءل كيف يترك المسؤولون هذا الجمال يندثر؟"
بالفعل هذا السائح الأجنبي له غيرة على تراثنا المعماري لكن المسؤولين بما فيهم وزارة الثقافة والسياحة لم يول أية أهمية لهذه القصبات.. ولا يملك المرء سوى أن يلتقط لها صور لتبقى كذكرى ما دامت ستندثر يوما لا محالة، وهو إنذار موجه لكل المعنين بالأمر لأنه من العار أن تبقى هذه الأمة بلا ذاكرة.
ولنتأمل واقع بعض من هذه القصبات لندرك بالفعل وضعها:
من أجمل القصبات التي تثير انتباه الزائر لقلعة امكونة وهو مار بمنطقة ايت يحيى، قصبة زاوية مولاي عبد الملك.. المتميزة بتصميمها المعماري المخالف للمعمار ذي الأبراج المعروفة في هذه المنطقة..
فهي قصبة تمتد عالية في الفضاء إذ تضم أزيد من خمس طوابق.. تتميز مرافقها بالرياضات التي تتخللها الحدائق والجنان.. إضافة إلى كونها كانت مركز إشعاع لإرساء مبدأ التعاليم الدينية وتحفيظ القرآن وترسيخ أصوله، كما كانت قبلة لكل قبائل ايت زكري ومكونة وايت سدرات وايت عطا، وهي مأوى لعابر السبيل وكل المعوزين ومن رمت بهم الأقدار إلى هذه الديار.
وكان مؤسسها مولاي عبد المالك أول من واجه المستعمر سنة 1919 عندما جاء الخائن الكلاوي مدججا بالأسلحة ومرافقا لضباط فرنسيين.. فرفض المولى عبد المالك استقبالهم باعتبار أنهم استعماريين وخونة وأعداء الله والدين وهو ما عرضه للاعتقال لمدة سنتين.
هذه القصبة التي شهدت الكثير من الأحداث.. وكانت بالفعل منارا إشعاعيا لعب دورا مهما على الكثير من الأصعدة.. تعاني اليوم الإهمال والتخريب، فجدرانها تنهار يوما بعد يوم.. رغم عناد زخرفها الملتصق في سقفها.
النقش على الجبس، الفسيفساء، الزخرفة الأندلسية المتميزة بإبداعات الجنوب المغربي الأصيل لتشكل لوحة آية في الجمال تتلاشى اليوم ولم يبق منها سوى نتف تشهد على أن ما أبدعته أيادي الصانع المغربي تبقى صامدة لتواجه رياح التخريب العاتية.. نقوش وزخارف بانسجام ألوانها حيث تتماهى مع الأرض والسماء في تناسق وتناغم يحيلك على عالم لا محدود تتقاطع فيه كينونتك بالوجدان.. رأيت عناد الجبص المنقوش وهو ملتصق بالجدران متمسك بالحياة و كأني به غارق يتمسك بصخر النجاة والألوان تتعانق في زخارف لم يبهت صفاءها كعناق عاشقين في جنان يؤثثها الورد والزهر والسوسن لكن الذي يحز في النفس أكثر أن الجهات المسؤولة سواء المهتمة بالمجال الثقافي والتي عليها أن تحافظ على نفائس معمارنا باعتبارها جزء من تراثنا الحضاري أو المهتمة بالمجال السياحي والتي عليها أن تساهم في صون كل الفضاءات التي من شأنها أن تستقطب السياح.. هذه الجهات لم تول أي اهتمام لهذه القصبات.. والتي تنهار يوما بعد يوم..
فهل ستلتفت الجهات المسؤولة لتراثنا المعماري بالجنوب ؟ وهل ستلقى قصبة زاوية مولاي عبد المالك الالتفاتة اللازمة قصد إنقاذ ما تبقى منها.. أم أنه مكتوب علينا أن نكون شعب بلا ذاكرة مادام البعض مصر على تهميش كل ما يبرز خصوصياتنا العقارية والمعمارية ؟!
تبدو قصبة ايت واحي شامخة بأبراجها الأربعة وهي تطل على أهم رافد من روافد نهر درعة، فعلى مقربة منها يلتقي وادي دادس بوادي مكونة ليشكلا معا سيلا مائيا يوزع الحياة على قرية ايت يحيى وما بعدها من القصور و الدواوير والواحات..
أبراج أربعة تعلو الفضاء لتحكي ألف حكاية وحكاية عن معمار برع أهل الجنوب في إرساء أسسه بإبداع ينم عن عبقرية فذة.. وعن علو كعب في إطلاق العنان للخيال ليرسم لوحات تغرف من بحر فني زاخر بكل جمالية لها عمق ضارب في أعماق تاريخ المنطقة.. وقبيلة ايت واحي النازحة من واحة درعة هذا النهر الذي لا يمكن الحديث عن تاريخ المغرب ولا جغرافيته دون أن يأتي في مقدمة الفضاءات التي أثرت على الكثير من الأحداث باعتبار أنه ممر تجاري عتيق يربط عاصمة تافلالت سجلماسة بحاضرة ما وراء الصحراء تابمبوكتو.
يـــــــتــــبـع
nbarc- محـمــد إدريـســـي
-
عدد الرسائل : 3407
تاريخ الميلاد : 18/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : مساعد صيدلي
المدينة : قلعة مكونة
الهاتف : 0651184573
0634670825
رقم عضويه : 1
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة
قصبة ايت واحي اليوم هذه التحفة الجميلة رغم عنادها لمواجهة الإهمال والتهميش والنسيان أصبحت مجرد ركام أتربة أطمرت معها أسرار تاريخية وإبداعات حضارية كان بالإمكان المحافظة عليها واستثمارها لاستقراء تاريخ هذا الشعب العظيم، واستنباط الكثير من المعاني التي تفصح عنها المعالم التاريخية والقصبات.. وليست مجرد بنايات يخفي وراءها السكان عوراتهم ولكنها تحف يمتد عمقها ليبرز أن حضارة هذا الشعب لم تأت كتكملة لحضارة غازية لكنها جذور تؤكد أن الشعب المغربي يبدع في رسم كل ما يوفر له حياة يضاهي بها حياة المجتمعات الأخرى بتفرد وخصوصية تميزه عن الباقي، لكن السياسات المتعاقبة على تسيير شأن وطننا لأزيد من أربعين سنة أهملت كل ما هو مرتبط بأصالتنا وحضارتنا وهويتنا العربية الأمازيغية الإسلامية المنفتحة على الثقافات الإفريقية والفاتحة صدرها على المفيد من الحضارات الغربية.. نعم هذه السياسات أرادت أن تمحي ذاكرة شعب أبدع في نحث حضارته بكل نفوق.. ومن هنا على كل الضمائر الحية أن تعيد لقصبات ايت واحي رونقها لنتأمل من جديد عمق ثقافتنا وجمالية معمارنا لنربط الماضي بالحاضر واستشراف مستقبلنا لنعيد عزة وكرامة هذا الشعب.
القصبة الأمازيغية المعروفة ب " تغرمت نايت عائشة " تعد واحدة من أجمل القصبات في منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة.. قصبة تعلوها أبراج أربعة تمتد في العلو لتناجي النجوم.. تتميز بنمطها الأمازيغي المعتمد في مواد بنائه على الطين والخشب والقصب والقش..
أبراج مزخرفة بما يسمونه النقش على الطوب.. وهي في منحدر حافة جبل بوتغرار.. يمتزج جمالها المعماري بهذا الفضاء الطبيعي الخلاب ليشكلا لوحة آية في الجمال ويزيدها بهاء اتخاذ طير البلاشون لأحد أبراجها كعش من أعشاشه لتكتمل الصورة إبهارا.. قصبة يفوق عمرها ثلاثة قرون لتبقى صامدة أمام عواتي الزمن، و الجميل في هذه القصبة الموروثة أبا عن جد أن السكان مازالوا يقطنونها وهذا هو السر في صمودها وبقائها والحفاظ على رونقها وخصوصيتها وهي واحدة من الفضاءات التي تستقطب السياح وتثير انتباههم.. لكن هذا الجمال المعماري الفريد لا يمكن الوصول إليه إلا بعد معاناة لا تخلو من مخاطر لأن المسالك المؤدية إلى المنطقة غير معبدة رغم بعض الإصلاحات التي تعرفها الطريق بين الحين والآخر.. ومنطقة بوتغرار وايت مراو بأعالي جبال مكونة تزخر بفضاءات تمتزج فيها اللوحات الطبيعية بما أبدعته أيادي الصانع المغربي في المجال المعماري لتمكننا من رؤية إبداعات ومنحوتات زاخرة بنفائس يكون فيها للعشق موقع وللخيال فصول وللشعر قواف.. ومن هذه المنطقة تأتي فرقة أحيدوس قلعة مكونة المتميز برقصة النحلة الشهيرة.. وطبعا لهذه الفضاءات دور في تشكيل شخصية إنسان المنطقة بكل إبداعاته الفنية و المعمارية .
قصبة ايت عائشة ببوتغرار هي واحدة من عشرات القصبات الممتدة في هذه الجبال والقريبة من ينبوع وادي مكونة.. مازالت تزخر بالحياة لكنها معزولة عن العالم و لا يصلها إلا من يهوى المغامرة وركوب المخاطر، وهي دعوة نوجهها للمسؤولين ثقافيا وسياحيا قصد مد شبكة الطرق نحو فضاءاتنا السياحية الجميلة وربط التواصل معها والاهتمام بها وتقديم مساعدات لسكانها قصد الحفاظ على نفائس معمارية.. لأن ذلك يعد حصنا من آفات وتقلبات الدهر بل هو تواصل بين الماضي والحاضر لنتأمل تاريخنا ونستشف من خلاله مستقبل معمارنا، والذي يجب أن يبقى محافظا على خصوصيته وتمييزه ليتناسق مع الطبيعة لأن أي تخل عنه وإدخال أنماط غريبة عن المنطقة يعد مسخا وتشويها لمعمار من المفروض أن يصان ويحفظ.
قصبة ايت سعيد بدوار أولاد سعيد بواحة سكورة تشكل واحدة من القصبات الجميلة بواحة سكورة . قصبة بني أسها بما يسمى بالطوب مزخرفة بنقوش مشكلة من الطوب مع فتحات صغيرة تسمح بالإطلالة المخفية.. و رغم أنها لا تختلف في نمطها عن باقي القصبات المعروفة بالمنطقة و بدرعة بصفة عامة إلا أن لها خصوصيتها.. ذلك أن أبراجها لا تخضع إلى تلك الهندسة المتوازنة بينها إذ تجد أن عرض هذا البرج لا يتساوى مع عرض البرج الآخر مع العلم أن علو كل برج في قصبات سكورة ينتهي بالضيق في الأعلى.. غير أن قصبات ايت سعيد حادت عن هذا الأسلوب لتجد أن بعض الأبراج بنفس المقاس من الأسفل إلى الأعلى.. و في أخرى تعرف بعضا من الضيق و لكن دون فرق شاسع..
و هذا ما أعطى لهذه القصبة نكهتها الخاصة.. و رغم أن وارثيها لا يقطنوها حاليا إلا أنهم بنوا بشكل حديث إلى جوارها.. وهو ما يضمن حراستها على الأقل..
قصبة ايت سعيد تحفة معمارية تجاوز عمرها القرنين تواجه اليوم الكثير من الإهمال و اللامبالاة.. أكيد أن سكانها غير قادرين على ترميمها.. لكن الذي بلغ إلى علمنا أن أحد الأجانب سيكتريها ليرممها و بالتالي سيشغلها في مشروع سياحي.. وهذه ظاهرة بدأت تنتشر في المنطقة حيث أن العديد من الأجانب بدأوا يشترون و يكترون الكثير من القصبات ليستغلوها في مشاريع سياحية و الواقع أن ذلك ينقد بعضا منها و إن كان يثير الكثير من التساؤلات كاستغلال هذه القصبات في أشياء تخالف تقاليد المجتمع.. و مهما يكن فعدم اهتمام المسؤولين بمعمارنا بالجنوب فتح المجال للأجانب ممن أدركوا قيمته ليستثمروا فيه و ينقذوا بعضا منه.. و هذا موضوع سنعود إليه في ملف خاص..
قصبة ايت سعيد تلتصق بأشجار النخيل لتمتزج جمالية الأشجار بجمالية المعمار و تشكل لوحة آية في الجمال و تنم عن ذوق عال لمن برعوا في بناءها.. اليوم لابد من صيانتها و الحفاظ عليها.
تبدو قصبة امريديل شامخة وهي تطل على شعبة وادي الحجاج بواحة سكورة..
قصبة امريديل بأبراجها المزخرفة بالطوب والمبنية من الطين والقش المحلي، يعتبرها المختصون في مجال المعمار بمنطقة درعة أجمل قصبة بواحة سكورة على الإطلاق.. تم بناؤها خلال القرن السابع عشر الميلادي من طرف السي محمد السكوري الناصري..
الجانب المحاذي لها والذي انهارت أجزاء مهمة منه والذي يدعونه القصر.. حسب رواية حفيده المسؤول الحالي عن القصبة تم هدمه مرتين من طرف الأعداء خلال فترة السيبة.. أما القصبة فقد كانت في عهد الاستعمار حسب ذات المصدر.. مقرا لتجمع المقاومين والوطنيين بل كانت مكانا لإخفاء الأسلحة و الذخيرة..
قصبة امريديل هذه التحفة المعمارية مازالت تصارع عواتي الزمان.. وقدرها أن تتواجد في منطقة تعيش تحت وطأة الإهمال والتهميش والتخلف بالإضافة إلى قساوة الطبيعة حيث الجفاف متواصل منذ أزيد من ثلاثة عقود.. وهو ما حول وادي الحجاج إلى مجرد واد للحجارة و الرمال بعدما لم تعد تفيض سيوله منذ مدة باستثناء بعض العواصف الرعدية بين الحين و الآخر.
صور قصبة امريديل لا تخلو منها كتيبات السياحة ولا بعض المجلات التي تتحدث عن الجنوب المغربي إذ أنها مجرد صور للاستهلاك السياحي، وكان الأجدى بالإضافة إلى دورها في الاستقطاب أن يهتم بها كتحفة نموذجية للمعمار المغربي المنتشر في واحات النخيل بمنطقة درعة بصفة عامة.
قصبة امريديل التي ترتبط صورتها بورقة " الخمسين درهما " والتي لها جماليتها الخاصة رغم محاولات القيام بصيانتها من طرف وارثيها من أبناء الناصري إلا أنه من الضروري على الجهات المعنية بالمعمار أن تهتم بهذا الكنز المعماري بل والدفاع عنه ليسجل ويصنف كتراث إنساني تقتضي الضرورة الإبقاء عليه والعمل على ترميم ما يجب ترميمه و المحافظة على تميزه. لأنه من العار أن يكون الغرب وحده يهتم بتراثنا وثقافتنا بينما نحن عنها معرضون..
تزهو سكورة بنخيلها وزيتونها.. لكن زهوها يكون أكثر وهي تحضن واحدة من التحف المعمارية المتميزة، والتي ترصع صدر هذه الواحة كقلادة من ذهب. و هي المشهد الجذاب الذي يجلب الأنظار ويجعل الزائر يقف في هذه المنطقة ليستمتع بإبداع متقن زاخر بالصور الجميلة منبعه الأرض ومواده من الأرض وظل مرتبطا بالأرض ليعطي لحب الأرض معنا يصعد مراتب عليا في أبعاد ارتباط الإنسان به.
كما هو معلوم فعائلة الكلاوي استطاعت أن تسيطر على كل مناطق جنوب الأطلس خلال القرنين الماضيين واستغلت العباد والبلاد لتبسط نفوذها على الخيرات وتستغل السكان في السخرة وتحتل كل ما هو جميل بل استعملت سواعد الناس لتبني قصورها المتميزة كما هو الشأن في تلوات و تازناخت وتالوين ووظفت الصناع في تطريز الفن المعماري دون السماح لهم بفعل نفس الشيء لغيرها لذلك نجد أن دور قواد وخلفان الكلاوي المنتشرة في الجنوب لها نمطها الخاص.
قصبة موحداش واحدة من القصبات التي شيدها الكلاوي و هي تحمل اسم أحد خلفائه.. قصبة تعلو الهضبة و تطل على الشريط الأخضر لواحة ايت سدرات الجبل أبراجها تمتد في الفضاء لتلامس الأفق.. تحفة جميلة تبدو كأي عروس في ليلة الزفاف، تقف جدرانها شامخة و كأنها تعاند الجبال المحيطة بها.. أو بالأحرى تبدو متربعة على عرش قمم هذه الجبال..
و إذا كان الطريق المؤدي إلى مضايق دادس تبدي زينتها، فإن هذه التحفة المعمارية أكثر روعة و رونقا، بل تعبر بحق عن ما أبدعته أيادي الصانع المغربي و بشكل تلقائي ينم على أن الجمال و عشقه يسري في عروق المغاربة سريان الدم.
كل البنايات الحديثة أو بالأحرى الصناديق الإسمنتية التي صرفت عليها ملايين السنتيمات تبدو ممسوخة أمام جمال و بهاء هذه القصبة، لنقول لها كفي من مسخ معمارنا بهذه الجهة التي لها خصوصياتها.. و لها أن تفتخر و تزهو بمكوناتها المحلية و التي تنصهر مع الطبيعة لتشكل لوحة آية في الجمال..
يقف الزائر مشدوها أمام قصبة موحداش يتأمل أبراجها يكتشف سحر بهائها كلما أطال النظر فيها.. هكذا هي تستقطبه، تسحره، تستولي على مساحة من الإعجاب في قلبه، و هذا هو السر في أن يكون لمعمار الجنوب تلكم الجاذبية التي تستقطب كل العيون العاشقة للجمال و هي مدرسة يجب اتباعها من طرف المهتمين بمعمارنا حتى تحافظ على خصوصياتنا و بالتالي يكون التمييز ليس فقط للاختلاف و لكنه للإبداع و مواصلة تسجيل مواهب الفنان المغربي الأصيل..
قصبة موحداش مازالت صامدة تواجه عوادي الزمان و تسارع بكل بهاء كل تلك البنايات الحديثة الدخيلة، و التي رغم ما صرف عليها من أموال تبقى باهتة شاحبة.. بينما تزهو قصبة موحداش بكل رونقها.. و كلما مرت الأيام يزداد سحر جمالها.
قصبة بن مورو تتحول إلى فندق سياحي.. قصبة بن مورو هي من الصنف المتعارف عليه في منطقة درعة فما يسمى " بتغرمت " يتميز بأربعة أبراج بالإضافة إلى المحيط الذي قد يضم بدوره أبراجا قد يعلو الواحد الآخر بشكل متناغم و إن لم يكن متوازنا و من هنا كان لقصبة بن مورو رونقها و هي على حاشية الطريق الرئيسية بمنطقة " تاسكوكانت " بواحة سكورة البهية، لكن لماذا تحولت إلى فندق ؟ ! سؤال كانت الإجابة عنه من طرف الكثيرين فإما أن تحول هذه القصبات إلى فنادق و مآوي سياحية و إما أنها ستصبح في خبر كان. فهذه القصبة كانت في فترة ما تعاني الإهمال و كادت تتعرض للتلاشي لولا أن أصحابها فوتوها لإسباني في إطار عملية كراء و هذا الأخير حولها إلى فندق سياحي بعدما أعاد ترميمها ليجعل منها قصبة تنبض بالحياة و بين أن يهتم الآخر بمعمارنا و يقلب عنه مسؤولونا ظهرهم حكاية تبرز لامبالاتهم و عدم تقديرهم للتحف المعمارية التي تزخر بها المنطقة الجنوبية .
كنوز تنم عن عبقرية لإنسان متح صنع جمال من تذوقه للجمال و غرف من بحر العشق ما يؤثث فضاءاته بكل ما يستحق العشق.. أحيانا نقف أمام هذه اللوحات نتأملها لنستشف أن أبناء المغرب حينما يبدعون فلأن الإبداع يسري في أجسادهم مثلما تسري دماؤهم. وحينما نتأمل صمود و مقاومة هذا المعمار فإننا نكتشف أن استغلال الإمكانيات المحلية في إبداعاتنا تعطيها مناعة و صمودا و صلابة لتواجه عواتي الزمن، لكن لماذا ننتظر الأجنبي ليهتم بمعمارنا، هل فقدنا حاسة الذوق أم أن ثقافتنا البصرية بدأت غيوم سوداء تغطيها أخوف ما نخاف أن نجد تحفنا المعمارية تحمل عناوين أجنبية تفقدها خصوصيتها و تجعلها مجرد سلعة للاستهلاك السياحي ليس إلا.. بل أن ما يدور في خلد بعض الأجانب ممن يختفون وراء الاستثمار و إنعاش القطاع السياحي أكبر من ذلك بل له أهداف يمكن أن يسيء إلى سمعة البلاد باتخاذ هذه القصبات لمآرب أخرى بعيدا عن الهدف النبيل المسطر ظاهريا كعنوان لها.
أن تواجد استوديوهات سينمائية بمدينة ورزازات جعل بعض فضاءات القصبات المهجورة تستغل لالتقاط مشاهد في أفلام لها قيمتها الفنية لكن الخطير هو الاستغلال السري من طرف مروجي السياحة الجنسية في التقاط مشاهد برنوغرافية في هذه القصبات.
تأملت بعض مظاهر التحديث وانتابتني العديد من الهواجس فالتنمية لا تتجلى فقط في أن نمد حبالا كهربائية ونضيء هذا الزقاق ونظلم الأخر.. لكن التنمية تتجلى في أن نسخر كل الإمكانيات لخدمة المجتمع ونوفر له العيش الكريم..ونحفظ له ذاكرته الحضارية ونطورها دون أن نمسخ هويتها ومميزاتها وهو الأمر الذي أكده وزير إعداد التراب الوطني:
إن إعادة تأهيل الواحات يتطلب عملا شموليا يأخذ بعين الاعتبار في آن واحد مجموع المشاكل المترابطة والتحديات المطروحة وهو في العمق مسألة ثقافية بالأساس تستدعي إعادة الاعتبار للعلاقات التقليدية بين الإنسان ومجاله المعاش وكذا تطوير هذه العلاقات لتستفيد من التقدم التقني والعلمي الذي يجب توظيفه بذكاء لإنعاش هذه المجالات اقتصاديا دون الضغط المفرط على مواردها ومميزاتها الحضارية.
nbarc- محـمــد إدريـســـي
-
عدد الرسائل : 3407
تاريخ الميلاد : 18/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : مساعد صيدلي
المدينة : قلعة مكونة
الهاتف : 0651184573
0634670825
رقم عضويه : 1
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة
tanmmirt ogma
el amrani- بداية النشاط
-
عدد الرسائل : 55
تاريخ الميلاد : 08/10/1989
العمر : 35
الدولة : كوكب أنسيت سموتو
المهنة : talibe
المدينة : oures
رد: منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة
merci bien
amal- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 255
تاريخ الميلاد : 29/07/1985
العمر : 39
الدولة : maroc
المهنة : تلميد
المدينة : ourzazate
رقم عضويه : 31
رد: منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة
merci baien et toujour kalaaaat m'agouna
satar- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 44
تاريخ الميلاد : 26/11/1989
العمر : 34
الدولة : maroc
المهنة : rien
المدينة : milanou
رد: منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة
شكرا اخي علي التقرير الجميل
بوتغرارت من اجمل المناطق التي زوتها
بوتغرارت من اجمل المناطق التي زوتها
المدمر المغربي- مبدع
-
عدد الرسائل : 195
تاريخ الميلاد : 25/09/1983
العمر : 41
الدولة : marocoooo
المهنة : mil
المدينة : قلعة مكونة
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
houria200- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 1189
تاريخ الميلاد : 03/11/1992
العمر : 32
الدولة : maroc
المدينة : tinghir
رد: منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة
merci bzaf 3la lma3lomat
dima_tinghir- عضو وفي
-
عدد الرسائل : 1351
تاريخ الميلاد : 19/02/1994
العمر : 30
الدولة : maroc
المهنة : تلميذة
المدينة : tinghir
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
noura- وسام المبدعين
-
عدد الرسائل : 698
تاريخ الميلاد : 13/02/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المهنة : تلميذة
المدينة : tinghir
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة
لسم الله الرحمن الرحيم
السيد المدير العام
سلام الله عليكم ورحمة الله
وبعد ، أولا وقبل كل شيء نشكرك على موضوعك المتميز...لكن ،
حفاظا على الأمانة العلمية والأدبية يستحسن الإشارة إلى مصدر الموضوع
.فموضوع القصبات قد تناوله أحد صحفي النطقة من خلال استطلاع
بعنوان
طريق الألف قصبة يغزوه الإسمنت، والخراب يمحو ذاكرة إرث حضاري إنساني
فمن المفيد أن نشير إلى المرجع
السيد المدير العام
سلام الله عليكم ورحمة الله
وبعد ، أولا وقبل كل شيء نشكرك على موضوعك المتميز...لكن ،
حفاظا على الأمانة العلمية والأدبية يستحسن الإشارة إلى مصدر الموضوع
.فموضوع القصبات قد تناوله أحد صحفي النطقة من خلال استطلاع
بعنوان
طريق الألف قصبة يغزوه الإسمنت، والخراب يمحو ذاكرة إرث حضاري إنساني
فمن المفيد أن نشير إلى المرجع
محمد العدناني- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 42
تاريخ الميلاد : 16/03/1959
العمر : 65
الدولة : المغرب
المدينة : مراكش
رد: منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة
شكرآ لراد الجميل
أخي محمد العدناني أنا أحفط على الأمانة
فاهدا الموضوع قد أناني عن طريق الايميل وبدون مصدر
شكرآ و مرحبآ بك معنا
أخي محمد العدناني أنا أحفط على الأمانة
فاهدا الموضوع قد أناني عن طريق الايميل وبدون مصدر
شكرآ و مرحبآ بك معنا
nbarc- محـمــد إدريـســـي
-
عدد الرسائل : 3407
تاريخ الميلاد : 18/02/1988
العمر : 36
الدولة : maroc
المهنة : مساعد صيدلي
المدينة : قلعة مكونة
الهاتف : 0651184573
0634670825
رقم عضويه : 1
الأوسمة :
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى