حكمة الخُرَسَاءْ ( الجزء الأول )

عندما يصطدم جسم متحرك بجسم ساكن دون أن يقدر على تحريكه فهو ينعكس بطريقة تجعله يواصل حركته، وتساوي الزاوية التي يرسمها خط الحركة الانعكاس مع سطح الجسم الساكن المصدوم، الزاوية التي يرسمها مع السطح ذاته خط حركة السقوط.



هنا يعتقد البعض بحكمته الغبية أن ذلك الجسم سيتوقف بمجرد ذلك الاصطدام ولن يواصل حركته، أو حتى أن درجة حركته ستنقص إبان الاصطدام. إنها هي هي لا تتغير، بل الفرق الوحيد الذي يحدث أن ذلك الجسم المصطدم يواصل حركته في اتجاه آخر بيد أن الجسم الساكن يبقى في مكانه لا يتحرك.



جهد النفس وقوتها هما عين ماهيتها، ولكن ماهية النفس تثبت فقط ما هي النفس وما تقدر عليه، لا ما ليس هي وما لا تقدر عليه، وبالتالي فهي لا تجِدُّ إلا في تخيل الأشياء التي تثبت أو تؤكد قوة فعلها الشخصية.



هنا أيضا يعتقد البعض من حكماء هذا العصر، أن الآخرين يولون أي اهتمام لماهية أنفسهم للزيادة في منتوجها العملي والعلمي والأدبي حتى. يضنون بحكمتهم الغبية أن البعض يكترث لهذه الأمور بينما الصواب أنهم يُجدُّون في تخيل الأشياء التي تزيد في نمائها فهي كامنة إما بالفطرة أو في سياق تاريخي نشأت فيه وعبره.

عندما تصادف أحدا ما في الطريق، فيقوم بصفعك دون أي مبرر مسبق، تكون تلك الصفعة قوية ومؤلمة لدرجة كبيرة لا تقدر على تحمل ألمها. كيف ستتصرف ؟



يؤمن البعض والكثير ممن سألتهم هذا السؤال أن ردة الفعل ستكون أقوى مما تصورها الفاعل، ويقول البعض أنني سأبرحه ضربا أو أطرحه أرضا... ويزيد البعض في الكثير من كلمات الثأر وردود الفعل. أجد حكمة هؤلاء غباء من وجهة نظري – المتواضعة - والخاصة، فعندما ألتقي أحدا في نفس الموقف أو شبيه له، يصفعني بدون أي مبرر مسبق، أسأله عن السبب في ذلك. أو أسأل نفسي عن السبب وراء ذلك الفعل. إن وجدت ذلك السبب الذي توصلت إليه سببا مقنعا لكي أرد بالمثل فقد أقوم بنفس ما قام به الآخرون رغم أنهم لم يسألوا عن السبب. وإن وجدت الأمر تافها فلا داعي لكي ألطخ يداي في وجه آخر أسلوبه في الأصل أغبى من حكمة الأغبياء التي ذكرنا جزءا منها .

في كل مرة أقوم بإطلالة على هذا المنتدى الذي من غيرتي على اسمه ارتاده كثيرا، قليلا ماأترك بعض الردود لكن ما ألاحظه أن محترفيه أصبحوا يفقدون الاحتراف وينزوون وراء أوهام وافكار هم في أنفسهم يرونها أخطاء لكن حب الذات لا يدع الكثير منهم ينزعون ذلك القناع حتى يراهم الناس على حقيقتهم نعم فالاخ كتب اسمه وعنوانه أ تعرفون لماذا لأنه وكما يقال بالدارجة المغربية (كان فدار غفلون) ولما استفاق ومن هول ما رأى في حلمه الذي هو الواقع أراد منا نحن أن نساير غباءه الذي يتبجح به من دون علمه بذلك فإذا كتبت أنت و... أسمائكم الجليلة فلا عيب في ذلك ولا اتم فيه وليس هنا من أحد مرغوم على أن يكتب اسمه لان من أخلقيات النقاش أن نناقش الافكار بدون انحياز ولا مجاملات قد يكون بعضها أو كلها مصطنعة في سبيل ضحد الاخرين أتمنى أن تصل بك الحكمة التي (فرعتلنا بها راسنا) الى الصواب وأتمنى منك أن تبحث كثيرا في تعريف هاته الكلمة انصحك بهذه المقولة عبرة لك لا يمكن للمرء أن يحصل على المعرفة إلا بعد أن يتعلم كيف يفكر فتعلم أولا كيف تفكر فأنت تعرف قيمة نفسك على حقيقتها فاهرب من الذي يجعلك فوق هذه القيمة .
أتمنى لك مسارا موفقا
تحياتي


ملاحظة : طريق الجاهل .. مستقيم في نظره

أخ : جمال أمدوري . مجاز في اللغة العربية . تحت إسم مستعار juba . لا تتسرع في المرة المقبلة . انتضر : حكمة الخُرَسَاءْ ( الجزء الثاني ) .
ففي بعض الأحيان يحس المرء بالذنب من كونه لا يناقشه أحد فيبحث عن من يقوم بذلك . فلا يجد إلا أن يتدخل في ما لا يعنيه . هنا سأرشدك مع ما قلت لك انتضره ، إلى عنوان لمقال سابق : تعلم كيف ترد على ما لا يعنيك . لكي يعلم البعض أنه يشارك من أجل المشاركة فقط .
قد أكون حرا في أن أضع هذه الفكرة : فقط الردود المرفقة بهويات أصحابها تستحق المناقشة . لكن ليس من حريتك أن ترغمني على تغييرها . هل هذا صحيح ؟