هل نغرد خارج السرب ؟

سأعود عودة موفقة إن شاء الله رغم ... ورغم !
قراءة في مسار الحركة الفنية " بالجنوب الشرقي" من خلال نماذج مشرقة


إن الفن إجمالا نقصد" الفن الهادف" والذي له رسالة واضحة وهدف معين يشكل دوما وأبدا وحدة متكاملة بين مختلف عناصره .... فما كان بإمكان جودة المواضيع ومضامين الكلمات وعمقها وبساطتها أن تستقيم دون «بلورتها « عبر الحان صادقة نابعة من القلب تكسبها فنيتها وتأثيرها هذا ما لمسناه وقرءناه في مسار الفنان الامازيغي "عمر أيت سعيد" وعلاقته بالحركة الفنية بالجنوب الشرقي المغربي .
بضواحي دادس سنة 1978 رآى عمر آيت سعيد النور وسط أسرة كبيرة محافظة تمتهن الفلاحة وكان أبوه رجل سياسة ... بدأ ضيفنا مشواره الفني مند سن مبكرة عبر الرسم والتعبير باللوحة التشكيلية بعدها واصل بالقيثارة والموسيقي.
تلقى تعليمه الابتدائي بمركزية خميس دادس والثانوي بقلعة امكونة تم التحق بمراكش بالجامعة ليتم تكوينه بفاس شعبة الدراسات الامازيغية فكانت تمرة هذا العمل الحصول على دبلوم في الكتابة الدرامية باللغة الامازيغية بالمعهد السينمائي بالرباط.
سنة 1999 كان له أول إصدار بالبوم غنائي تحت عنوان « ATBIR AMLLAL » باستوديوهات الرشيدية تيمته الأساسية هي- الأم- والتي بالمفهوم الشامل والحقيقي للكلمة الأرض.. المرأة الامازيغية.. المعطاء.. نكران الذات إلى غيره من الكلمات والمفاهيم التي لها علاقة بهذا الاسم البازغ و المتنور بعدها بخمس سنوات وتحديدا سنة 2005 توجت الساحة الفنية بثاني إصدار تحت عنوان تيموزغا » TIMOZGHA « وكانت تيمته الأساسية هذه المرة اكبر من الأولى ألا وهي الهوية والثقافة الامازيغية فكان اسمه بارزا ولا معا من بين الأسماء في الحراك الفني بالمنطقة بعد عامين وبالضبط 2007 وتحت عنوان "ألمود" أي التعلم اصدر الفنان عمر ألبومه الثالث وهو خاص بالطفولة كانت رسالته الأساسية التعلم كشرط للرقي بمستوي أبنائنا وما يحمله التعليم في دوره الطليعي في تطوير المجتمعات وتحديث بنياتها ومؤسساتها وفي سنة 2009 كان آخر إصدار لحد الآن بشريط تحت عنوان- le message -tabrat الرسالة :التي في الحقيقة تحمل عدة رسائل من أبرزها رفع التهميش الثقافي والتنموي والاجتماعي والتاريخي لمنطقة الجنوب الشرقي لان التاريخ لا يرحم حسب تعبير الفنان .
اجل إن أي إبداع لا يمكن أن ينطلق من فراغ ولا بد له من رسالة ورسالة ايت سعيد ساهمت قدر الإمكان في التنمية الفنية بدادس وذلك عبر إدخال آلة القيثارة وتطويرها بالحان امازيغية تأخذ من عمق التراث الشفوي المحلي أحيدوس مثلا بتضافر الجهود مع أصدقاء محليين أمثال: موحى ملال ..مصطفى الوردي .. أمناي.. سامروز .. جادين في التغيير مكسرين العادة متمردين على المألوف باستعمال الكلمة الجريئة الملتزمة والناطقة باسم شريحة عريضة من أهل دادس ومما لا يخفى علينا أن ذ/ عمر ايت سعيد قدم عروض غنائية بشتى الجمعيات المحلية كازمز على سبيل كمنشط بأمل دادس وكمؤطر بجمعية أنزور للإبداع وغيرها كثير كذلك بالجامعات الوطنية وكذا المؤسسات الثقافية لكن ما نلمسه نحن كقراء وكمهتمين بالشأن المحلي كان ثقافيا أم فنيا أم سياسيا ذلك الحضور اليومي والمتسلسل للفنان وبذلك همه ودوره أقوى وأعمق بكثير من خطابات رجل السياسة هذه ميزة وبصمة نيرة تحسب للفنان الامازيغي وبالتالي فخطابه كان دائما إنسانيا وهادفا وذا مغزى يتحدث عن هموم وانشغالات المواطن الاجتماعية والثقافية الوجدانية والتربوية والروحية لكن في اغلب المحطات الرسمية الاحتفالية كموسم الورود نموذجا يفاجأ المبدع أو الفنان برفض تام لأعماله الفنية هذا الرفض الذي غالبا ما يكون بصيغة غير مباشرة حيث يتعرض هذا الأخير لإقصائه وتهميشه ومساومته... اقل ما يمكن أن يعتبرها الفنان أنها تبخس من مادته الفنية وتدفع به أكثر إلى الانعزال والانطواء حول الذات نفس الشيء تعرض له الفنان عمر ايت سعيد في مهرجانات أخرى لا تقل أهمية عما ذكرنا سابقا أبرزها مهرجان" أميل شيل" أو موسيقى أعالي الجبل اومهرجان" الصحراء" بارفود أو مهرجان اكلان "الالوان "ورزازات وهلم جرا .
وبالمقارنة بمناطق أخرى بمناطق المغرب تشجع طاقاتنا المبدعة وترصد لها ميزانيات ويدفع بها الى الأمام باعتبار أن الفنان أو المبدع يشكل عام جسر وشمعة بل سراج يمكن أن يضيء الزمان والمكان الذي ترسو به سفينته كما يمكن أن يعرف بمنطقة ما بأكملها ويدفع بها الى التقدم والتنمية لان خطابه حامل للقيم الإنسانية النبيلة ويتجاوز السياسي الذي يناضل من اجل برامج حزبية قد تتحقق أو لا تتحقق وان تحققت فبنسب لا تلبي انتظارات الجماهير هذا إذا كان هذا السياسي فعلا يحمل برنامجا سياسيا .
كما أن هذه الفئة من الشباب المبدع غالبا ما تصطدم بواقع التهميش الإعلامي حيث لم ينالوا حقهم الكافي من المادة الإعلامية على اعتبار أن الشعب هو الذي يؤدي ضريبة المشهد السمعي البصري بالمغرب وبذلك تكون القنوات بشتى تلاوينها وأشكالها لم تنصف فناني ومبدعي الجنوب الشرقي المغربي وبقرائتنا لمسار هذا الفنان الأصيل نستخلص من رسالة دعوة كل المسئولين سواء ممثلي السكان أو ممثلي الدولة في المؤسسات الثقافية بالمنطقة أن يفتحوا أبواب مؤسساتهم عن كل نشاط وان يشجعوا الطاقة والخامة المحلية المبدعة لأنها تحس وتلمس أنها تعامل في مناطق أخرى بشكل ايجابي وتعطي لها قيمة كبرى في حين في منطقتنا لازالت المقولة السائدة سيدة الموقف "مطرب الحي لا يطرب "
وفي الأخير يضع الفنان ايت سعيد حلول لدعم فناني الجنوب الشرقي يقترح ما يلي :
للنهوض بأوضاع الطاقات المبدعة محليا :
1 -الدفع بالأغنية المحلية عبر دعم تسجيلات الفنانين وتخصيص ميزانية من ميزانية الجماعات المحلية والبلديات .
2- إعطاء أهمية كبرى لثراتنا المحلي "احيدوس وتنظامت "وإعطائها فرصة ودعم إعلاميين لإنقاذهم من الاندثار .
3 -دعم الطاقات التي لها أسهم محترمة في مجال الكلمة الهادفة إعلاميا وإعطائها الفرصة الكافية في المهرجانات الحقيقية .
4 - توفير آلات موسيقية في المؤسسات الثقافية كدار الثقافة ودار الشباب وان تحمل بحق هذه الجدران هذه الأسماء لان الفن في نهاية المطاف وسيلة من وسائل الترفيه وتهذيب النفوس بالإضافة إلى إسهامه في محاربة المخدرات وتعاطيها ماديا ومعنويا .
5- دعم الفنان ماديا ومعنويا دعم للخصوصية المحلية وبرازها وهذا نداء فهل من مجيب .
تلكم أيها الإخوة كانت قراءتي في مسار الفنان "عمر أيت سعيد "الذي عبر هذا المنبر الإعلامي قدم الشكر لكل الإخوة العاملين في المجال الإعلامي والذين ساهموا ماديا ومعنويا في مشواره الفني
عبد الله سدراتي .. لحسن ملواني .. م يوسف بلحفات .. عبد الصمد عفيفي .. وكل الصحفيين المنيرين لدرب الحقيقة وكذلك إخوانه وعائلته وأصدقائه الفنانين موحى ملال – نجيب تنغير –انكمار –أمناي- سمروز – بدراوي وكلهم بدون استثناء .

عبد الله سدراتي /قلعةامكونة