لحقيقة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لحقيقة
ا
الطرح الإشكالي
1-ماهي علاقة اللغة بالواقع هل هي الواقع أم الصورة الواقع منعكسة في الفكر؟ و ما علاقتهما بالفكر و باللغة
2-ما طبيعة الحقيقة هل هي ذاتية أم موضوعية؟ واحدة أم متعددة؟ مطلقة أم نسبية و ماهي معايرها؟
3- ما علاقة الحقيقة باضظاظها (الكذب، الوهم، الشك…)؟ هل هي علاقة اتصالية أم انفصالية
4-على أي أساس تتحدد قيمة الحقيقة ووظيفتها؟ هل في ذاتها أم نفعيتها أم في بعدها السلطوي؟
المحور I
الإشكال
ما العلاقة الحقيقية بالواقع و الفكر؟ هل هي الواقع أم انسجام فكري معا دائما أم هي مقابلة الفكر للواقع وما هو معيارها
1 الحقيقة بما هي الواقع
2 إذا كانت الحقيقة تعني الثبات و الاستقرار فان اعتبار الواقع حقيقيا يعني ان هذا الواقع تابت و مستقر غير ان التجربة تؤكد ان الواقع دائم التغير و التحول و لو بصورة نسبية فكيف يتطابق التابت (الحقيقة) مع المتغير (الواقع)
ا-أطروحة أفلاطون
لقد عرض أفلاطون نظرية المثل من خلال أسطورة الكهف المنظمة (الجمهورية) و التي يعتبر من خلالها على المستوى الوجودي بين عالمين،
+العالم المادي المحسوس.. و هو عالم الموجودات الحسية التي هي مجرد انعكاس باهت و مشوه لعلم المثل. هدا العالم يدرك بواسطة الحواس و بالتالي فهو لن ينتج سوى معرفة نسبية متغيرة و ناقصة أو ما يسميه أفلاطون بالظن أو بادئ الرأي
+العالم المثالي المعقول.. و هو عالم الحقيقة الخارج عن ود الزمان و المكان ويتضمن الماهيات و الأفكار الكلية و المعالم المجردة . هذا العالم الميتافيزيقي مفارق للعلم الحسي , و هو مطلق يدرك بواسطة العقل و هو موطن المعرفة المعقولة و الحقيقية بتبات العقل الذي يدركها
إذن فالحقيقة عند أفلاطون تتموقع في عالم المثل و علينا ان نسعى لبلوغها للعقل الذي يتخذ شكل جدل صاعد . و تتميز هذه الحقيقة بكونها مطلقة و موضوعية و ثابتة بثبات العقل فكيف يمكن ان يكون ما هو حسي مادي صورة لما هو مجرد و عقلي؟
ب-أطروحة أر يسطو
لقد تعرضت نظرية أفلاطون لعدة انتقادات من بينها انتقادات تلميذه أر يسطوا الذي ينفي ان تكون الحقيقة موجودة في العالم المثالي مفترض و مفارق للعلم الحسي حيث يقر بوجودها في عالم محايد (متضمن) للعالم الحسي ذلك انه إذا كانت الموجودات تتكون من جواهر و أعراض وإذا كانت الجواهر تمثل الحقيقة والثبات فان الأعراض تشكل وسائط ضرورية لادراك الجواهر المعقولة عن طريق استخدام العقل . إذن فار يسطوا يجعل الحقيقة موجودة في العالم المحسوس غير انه لتجاوز إمكانية وقوف هذا المحسوس كعائق أمام الوصول للحقيقة فهو يجعلها معقولة أي يدرك بواسطة العقل وهويته لا يختلف مع أستاذه أفلاطون .
-الحقيقة بما هي مطابقة :
*-موقف العقلانيين (ديكارت )
لقد خاض ديكارت تجربة الشكل المنهجي في إطار بحثه في الحقيقة والمعرفة و ذلك بعد أن تلقى جملة من الأفكار الخاطئة مما دفعه إلى اتخاذ الشكل كخطوة مؤقتة في طريق اليقين. فشك في كل شيء (الذات، العالم، الله) من أجل إرساء معارف على أسس متينة،ووسط أمة الشك اكتشف أن هناك حقيقة واحدة تطفوا إذ لا يمكن أن يتسرب إليها الشك وهي الشك نفسه. هذا سيقوضه إلى إثبات الحقيقة الأولى اليقينية والواضحة وهي الكوجيطو (أنا أشك أنا أفكر إذن أنا موجود).هذا التوصل إلى الحقائق يعتمد فيه ديكارت والعقلانيون بصفة عامة على العقل وليس على الحواس لأن العقل في نظرهم يتوفر على أفكار فطرية هي دعائم المعرفة الإنسانية،لتصبح الحقيقة بذلك عقلية ذاتية ترتبط بالذات المفكرة وتدرك بواسطة الحدس وترادف البداهة والوضوح
العقليين وهي معيار ذاتها لأنها لا تحتاج للاستناد إلى الواقع والتجربة
--إذن فالحقيقة مع ديكارت تعني مطابقة الفكر لذاته وانسجامه مع مبادئه القبلية:
*- موقف التجريبيين(جون لوك):
عكس التصور العقلاني الذي يعتبر
أن العقل هو السبيل الوحيد للمعرفة: فإن التجريبيين يعتبرون أن الطريقة المادية إليها هي التجربة الحسية على اعتبار أن العقل صفحة بيضاء خالية من أية أفكار أو مبادئ سابقة على التجربة وبالتالي فكل الحقائق التي ترد على العقل مصدرها العالم الخارجي.
-إذن فالحقيقة مع التجريبيين هي مطابقة الفكر للواقع.
*-موقف النزعة النقدية (كانط):
ضدا على النزعة العقلانية التي تعتبر الحقيقة موجودة في العقل :وكذلك ضدا لنزعة التجربة التي تعتبرها مطابقة للواقع مطابقة عامة .قامت النزعة النقدية عند كانط بانتقاء التصورين معا إذ يقر أن الحقيقة لا توجد جاهزة لا في الفكر ولا في الواقع بل هي بناء للعقل وانتظام للواقع وفق بنية الفكر ونظامه العقلي ذلك لأن العقل يمدنا بالقوالب أو الصور (المقولات)التي تتشكل بها حقائقنا بينما تمدنا التجربة بالمادة الضرورية لعمل هذه المقولات وبالتالي:
-إذن فالحقيقة مع كانط هي جمع بما هو حسي تجريبي وما هو فكري عقلي :
-إذن فالحقيقة مع كانط هي انتظام للواقع وفق بنية الفكر ونظامه العقلي أي أنها مطابقة للفكر وللواقع في نفس الوقت.
3- الحقيقة بما هي حرية (هايدجر)
-يرفض هايدجر وينتقد مفهوم الحقيقة كمطابقة الحكم (الفكر )للموضوع المادي (الواقع) ويدعوا إلى البحث عنها خارج فكرة التطابق وذلك لاختلاف طبيعة كل من الحكم (المنطوق) والموضوع (الشيء )إذن كيف يعقل أن يتطابق الحكم وهو ليس ماديا مع الواقع ؟ونظرا للإستحالات التي يطرحها مفهوم التطابق أو التوافق فإن هايدجر يقترح علينا مفهوما جديدا للحقيقة في إطار أنطروبلوجي يتجاوز كل ما سبق :فالحقيقة عنده مرادفة للحرية إنها ترك الأشياء والموجودات توجد وتكشف وتعبر عن نفسها بشكل حر دون إكراه أو إلزام كما أنها استعداد للفكر للانفتاح على الكائن المنكشف له واستقباله وهو بهذا يتجاوز كل الاطروحات التقليدية التي حصرت الحقيقة في مفهوم مطابقة الفكر للواقع .
المحور الثالث: أنواع الحقيقة
الإشكالية :
-ماهي طبيعة الحقيقة ؟هل هي واحدة أم متعددة ؟مطلقة أم نسبية وما علاقتها بالسلطة؟
-ما علاقة الحقيقة بأضدادها؟هل هي علاقة اتصال أم انفصال ؟
1-الحقيقة والخطاب.
إن ارتباط الحقيقة باللغة معناه ارتباطها بالخطاب الذي ينتجها.وبما أن الخطابات تتعدد وتختلف (خطاب ديني،خطاب علمي،خطاب سياسي...)فإن الحقائق في أشكال لهذا الخطاب تتعدد وكذلك تختلف (حقيقة دينية ،حقيقة علمية،حقيقة سياسية…)كما طرق تأسيس الحقيقة و اتباتها تختلف كذلك فمثلا فيما يخص الحقيقة الذاتية يرى ابن رشد أنها واحدة الى ان انتقال تتبيتها و إثباتها تختلف باختلاف شرائح الناس وطباعهم وقدراتهم الفكرية, الشيء الذي يحتم تنوع أشكال تبليغ هذه الحقيقة الشرعية وذلك أما عن طريق البرهان أو الجدل أو الخطابة بحسب سبل تصديق المسلمين. كما يقر ابن رشد أن الحقيقة الذاتية لا تختلف عن الحقيقة الفلسفية لان كلتيهما حق و الحق لا يظاهي الحق بل يوافقه و يشهد له فما هي أنواع الحقيقة و ما هي ميزتها؟
بمفاهيمها علاقة الحقيقة بالسلطة؟
ان ارتباط الحقيقة بالخطاب الذي ينتجها يفرض سلطة و نفوذا لا من حيث ما تحمله هذه الحقيقة من سلطتها نتيجة قوتها و قدرتها على الإقناع والبرهان بل حيث هيمنة خطاب المؤسسات السياسية و الاقتصادية عليها و ما يحمله الخطاب من سلطة الفلسفة أو المؤسسات المهيمنة تعمل على انتاج الحقيقة التي تتحول بدورها لتصبح في خدمة هذه السلطة, بل إنها إنتاجها تصبح هي دائما سلطة . إذن فالحقيقة لم تعد متعالية ومفارقة للواقع كما اعتقد افلاطون بل أصبحت من صميم الواقع والمجتمع و المؤسسات المنتجة للخطاب فيه. إذن فالحقيقة تنشا داخل كل المجتمعات حسب خصوصية كل مجتمع و الإمكانيات المتاحة فيه. فإذا كانت المجتمعات المعاصرة تعرف هيمنة الخطاب العلمي كخطاب جدي لانه وحده يستطيع بلوغ حقائق دقيقة مما يجعل المؤسسات العلمية هي صاحبة النفوذ فان المجتمعات العربية تعرف هيمنة الخطاب الديني اكثر مما يسم الحقيقة بطابع ديني و يدعو مشال فوكو في الأخير الى ضرورة أبعاد الحقيقة عن أشكال الهيمنة التي تشغل داخلها لان ذلك يؤدي الى طغيان بغض الأجهزة على حساب باقي مكونات المجتمع. فهل ارتباط الحقيقة بالسلطة يجعلها بمنأى عن نقائضها؟
1 علاقة الحقيقة باضدادها
الحقيقة لا توجد خالصة و لانقية بل ترتبط و تختلط بشكل كبير مع أضدادها و خصوصا مع الخطأ و الوهم.
1- الحقيقة و الخطأ
الخطأ ملازم للحقيقة و لايمكن التخلص منه بسهولة لانه يشكل جزءا من تاريخ العلم فهذا الأخير يعرف تطورا و عوائق معرفية و أزمات واعادة النظر المستمرة في الأسس و المبادئ و المناهج و المفاهيم… الشي الذي يطرح فكرة نسبية الحقيقة و تغيرها على مر هذا التاريخ العلمي الذي ما هو إلا تاريخ تجاوز أخطاءه و تحرر منها عن طريق التخلص من بادئ الرأي أو الظن وتحطيمه.
ب-الحقيقة و الوهم
يميز الوهم ضدا أخر يلتسق بالحقيقة و يرتبط بها و هو أقوى من الخطأ الآن هذا الأخير يمكن اكتشافه و تصحيحه أما الوهم فيصعب اكتشافه و التخلص منه. أن هذا الوهم الملتسق بالحقيقة له مصدر, فهو من جهة ناتج عن رغبة الإنسان في حفظ حياته و العيش في سلام الشيء الذي قد يؤدي به إلى عدم استعمال عقله و اللجوء إلى الكتمان و الكذب بدل التصريح بالحقيقة مخافة العواقب الوخيمة التي قد تشكل خطرا على حياته. إما المصدرII للوهم فهو طبيعة اللغة في حد آتها لكونها لاتنقل الواقع أو الحقيقة كما هي بل تستخدم وسائل بديلة كالاستعارات و التشبيهات والرموز... الشي الدي يجعلنا في استعمالنا لهده اللغة بمعنى الحقيقة ادن فالحقيقة مع نيشه لم تعد تلك القيمة الأخلاقية الحقيقية بل هي مجرد أوهام نسينا أنها أوهام واستعارة فقدت من فرط الاستعمال والتداول جمالها الحسي الخلاب .فهل تطابق الحقيقة مع أضدادها معناه فقدانها لكل قيمة.
المحور الخامس قيمة الحقيقة
الإشكال
-على أي أساس تتحدد قيمة الحقيقة ووظيفتها؟ هل في بعدها الأخلاقي أم في بعدها العملي
-تتمثل أهمية الحقيقة و قيمتها في كونها غاية في ذاتها فهي ما يرغب فيه الإنسان و يفضله سواء على مستوى الفكر النظري أو على مستوى الممارسة العملية أو حتى الأخلاقية. فهل يتوخى الإنسان الحقيقة كغاية في ذاتها أم ينشدها كوسيلة لتحقيق أشياء أخرى
1 الحقيقة كواجب أخلاقي (كانط)
يعتبر كانط الحقيقة واجبا حقيقيا يشكل غاية في دانه و يفرض نفسه على الجميع دون قيد أو شرط
فالحقيقة بهدا المعنى قيمة أخلاقية ذات بعد سام رفيع تلزم كل الأفراد على التحلي بها في تصريحاتهم و أقوالهم و سلوكا تهم و توجب من تم ضرورة الابتعاد عن نقائضها (الكذب) لما تلحقه من أضرار بالفرد و بالمجتمع كافة. دلك أن الكذب ولو على إنسان واحد يضر بالإنسانية جمعاء لكونه يحطم التواصل و الاحترام المتبادل بين الأفراد و يجرد منبع الحق من الصفة الشرعية, ادن فالحقيقة مع كانط كونية مطلقة تتجسد كغاية في ذاتها و تفرض نفسها على الجميع في جميع الظروف و الملابسات لكونها نابعة من فكرة الواجب الأخلاقي ولان من مقتضيات العقل المقدسة أن يكون الإنسان صادقا في تصريحاته وسلوكا ته و حتى وان أظهر+ صدقه هو أو بغيره
2- الحقيقة كقيمة عملية نفعية (وليام تجيمس)
4) يقوم التصور البر غماني (النفعي) للحقيقة عند وليام تجيمس على أساس أنه ليست هناك حقيقة مطلقة فد ذاتها, بل الحقيقة هي التصور الدي يؤدي إلى تحقيق غرض نافع نستنتج منه الرضى. فالفكرة الصادقة هي التي تعنينا في الواقع و تؤدي وضيفة توجيهها نحو الاستفادة من وجودنا. أما الأفكار التي لاتحقق لنا الفائدة والمصلحة فتعتبر خاطئة. هكذا يصبح معيار الحقيقة مع وليام جيمس هو العمل المنتج و المرودية والفائدة حيث يقول إن الفكرة تصبح حقيقية) ادن فهو يربط الافكار الحقيقية بالعمل باعتبارها أد وات ثمينة تتيح لنا الاستفادة سواء على المستوى النظري أو العلمي أو الديني أو السياسي... وبالتالي فهو يضفي عليها طابع الاختلاف الانها تصبح مجرد أدوات أو وسائل لتحقيق المصالح. وهو بهدا الموقف البرغماتي في الحقيقة عرض القيم الأخلاقية للخطر و جعلها مرتبطة بأهوائنا ومصالحنا مما دفع بالعديد إلى انتقاده.
الطرح الإشكالي
1-ماهي علاقة اللغة بالواقع هل هي الواقع أم الصورة الواقع منعكسة في الفكر؟ و ما علاقتهما بالفكر و باللغة
2-ما طبيعة الحقيقة هل هي ذاتية أم موضوعية؟ واحدة أم متعددة؟ مطلقة أم نسبية و ماهي معايرها؟
3- ما علاقة الحقيقة باضظاظها (الكذب، الوهم، الشك…)؟ هل هي علاقة اتصالية أم انفصالية
4-على أي أساس تتحدد قيمة الحقيقة ووظيفتها؟ هل في ذاتها أم نفعيتها أم في بعدها السلطوي؟
المحور I
الإشكال
ما العلاقة الحقيقية بالواقع و الفكر؟ هل هي الواقع أم انسجام فكري معا دائما أم هي مقابلة الفكر للواقع وما هو معيارها
1 الحقيقة بما هي الواقع
2 إذا كانت الحقيقة تعني الثبات و الاستقرار فان اعتبار الواقع حقيقيا يعني ان هذا الواقع تابت و مستقر غير ان التجربة تؤكد ان الواقع دائم التغير و التحول و لو بصورة نسبية فكيف يتطابق التابت (الحقيقة) مع المتغير (الواقع)
ا-أطروحة أفلاطون
لقد عرض أفلاطون نظرية المثل من خلال أسطورة الكهف المنظمة (الجمهورية) و التي يعتبر من خلالها على المستوى الوجودي بين عالمين،
+العالم المادي المحسوس.. و هو عالم الموجودات الحسية التي هي مجرد انعكاس باهت و مشوه لعلم المثل. هدا العالم يدرك بواسطة الحواس و بالتالي فهو لن ينتج سوى معرفة نسبية متغيرة و ناقصة أو ما يسميه أفلاطون بالظن أو بادئ الرأي
+العالم المثالي المعقول.. و هو عالم الحقيقة الخارج عن ود الزمان و المكان ويتضمن الماهيات و الأفكار الكلية و المعالم المجردة . هذا العالم الميتافيزيقي مفارق للعلم الحسي , و هو مطلق يدرك بواسطة العقل و هو موطن المعرفة المعقولة و الحقيقية بتبات العقل الذي يدركها
إذن فالحقيقة عند أفلاطون تتموقع في عالم المثل و علينا ان نسعى لبلوغها للعقل الذي يتخذ شكل جدل صاعد . و تتميز هذه الحقيقة بكونها مطلقة و موضوعية و ثابتة بثبات العقل فكيف يمكن ان يكون ما هو حسي مادي صورة لما هو مجرد و عقلي؟
ب-أطروحة أر يسطو
لقد تعرضت نظرية أفلاطون لعدة انتقادات من بينها انتقادات تلميذه أر يسطوا الذي ينفي ان تكون الحقيقة موجودة في العالم المثالي مفترض و مفارق للعلم الحسي حيث يقر بوجودها في عالم محايد (متضمن) للعالم الحسي ذلك انه إذا كانت الموجودات تتكون من جواهر و أعراض وإذا كانت الجواهر تمثل الحقيقة والثبات فان الأعراض تشكل وسائط ضرورية لادراك الجواهر المعقولة عن طريق استخدام العقل . إذن فار يسطوا يجعل الحقيقة موجودة في العالم المحسوس غير انه لتجاوز إمكانية وقوف هذا المحسوس كعائق أمام الوصول للحقيقة فهو يجعلها معقولة أي يدرك بواسطة العقل وهويته لا يختلف مع أستاذه أفلاطون .
-الحقيقة بما هي مطابقة :
*-موقف العقلانيين (ديكارت )
لقد خاض ديكارت تجربة الشكل المنهجي في إطار بحثه في الحقيقة والمعرفة و ذلك بعد أن تلقى جملة من الأفكار الخاطئة مما دفعه إلى اتخاذ الشكل كخطوة مؤقتة في طريق اليقين. فشك في كل شيء (الذات، العالم، الله) من أجل إرساء معارف على أسس متينة،ووسط أمة الشك اكتشف أن هناك حقيقة واحدة تطفوا إذ لا يمكن أن يتسرب إليها الشك وهي الشك نفسه. هذا سيقوضه إلى إثبات الحقيقة الأولى اليقينية والواضحة وهي الكوجيطو (أنا أشك أنا أفكر إذن أنا موجود).هذا التوصل إلى الحقائق يعتمد فيه ديكارت والعقلانيون بصفة عامة على العقل وليس على الحواس لأن العقل في نظرهم يتوفر على أفكار فطرية هي دعائم المعرفة الإنسانية،لتصبح الحقيقة بذلك عقلية ذاتية ترتبط بالذات المفكرة وتدرك بواسطة الحدس وترادف البداهة والوضوح
العقليين وهي معيار ذاتها لأنها لا تحتاج للاستناد إلى الواقع والتجربة
--إذن فالحقيقة مع ديكارت تعني مطابقة الفكر لذاته وانسجامه مع مبادئه القبلية:
*- موقف التجريبيين(جون لوك):
عكس التصور العقلاني الذي يعتبر
أن العقل هو السبيل الوحيد للمعرفة: فإن التجريبيين يعتبرون أن الطريقة المادية إليها هي التجربة الحسية على اعتبار أن العقل صفحة بيضاء خالية من أية أفكار أو مبادئ سابقة على التجربة وبالتالي فكل الحقائق التي ترد على العقل مصدرها العالم الخارجي.
-إذن فالحقيقة مع التجريبيين هي مطابقة الفكر للواقع.
*-موقف النزعة النقدية (كانط):
ضدا على النزعة العقلانية التي تعتبر الحقيقة موجودة في العقل :وكذلك ضدا لنزعة التجربة التي تعتبرها مطابقة للواقع مطابقة عامة .قامت النزعة النقدية عند كانط بانتقاء التصورين معا إذ يقر أن الحقيقة لا توجد جاهزة لا في الفكر ولا في الواقع بل هي بناء للعقل وانتظام للواقع وفق بنية الفكر ونظامه العقلي ذلك لأن العقل يمدنا بالقوالب أو الصور (المقولات)التي تتشكل بها حقائقنا بينما تمدنا التجربة بالمادة الضرورية لعمل هذه المقولات وبالتالي:
-إذن فالحقيقة مع كانط هي جمع بما هو حسي تجريبي وما هو فكري عقلي :
-إذن فالحقيقة مع كانط هي انتظام للواقع وفق بنية الفكر ونظامه العقلي أي أنها مطابقة للفكر وللواقع في نفس الوقت.
3- الحقيقة بما هي حرية (هايدجر)
-يرفض هايدجر وينتقد مفهوم الحقيقة كمطابقة الحكم (الفكر )للموضوع المادي (الواقع) ويدعوا إلى البحث عنها خارج فكرة التطابق وذلك لاختلاف طبيعة كل من الحكم (المنطوق) والموضوع (الشيء )إذن كيف يعقل أن يتطابق الحكم وهو ليس ماديا مع الواقع ؟ونظرا للإستحالات التي يطرحها مفهوم التطابق أو التوافق فإن هايدجر يقترح علينا مفهوما جديدا للحقيقة في إطار أنطروبلوجي يتجاوز كل ما سبق :فالحقيقة عنده مرادفة للحرية إنها ترك الأشياء والموجودات توجد وتكشف وتعبر عن نفسها بشكل حر دون إكراه أو إلزام كما أنها استعداد للفكر للانفتاح على الكائن المنكشف له واستقباله وهو بهذا يتجاوز كل الاطروحات التقليدية التي حصرت الحقيقة في مفهوم مطابقة الفكر للواقع .
المحور الثالث: أنواع الحقيقة
الإشكالية :
-ماهي طبيعة الحقيقة ؟هل هي واحدة أم متعددة ؟مطلقة أم نسبية وما علاقتها بالسلطة؟
-ما علاقة الحقيقة بأضدادها؟هل هي علاقة اتصال أم انفصال ؟
1-الحقيقة والخطاب.
إن ارتباط الحقيقة باللغة معناه ارتباطها بالخطاب الذي ينتجها.وبما أن الخطابات تتعدد وتختلف (خطاب ديني،خطاب علمي،خطاب سياسي...)فإن الحقائق في أشكال لهذا الخطاب تتعدد وكذلك تختلف (حقيقة دينية ،حقيقة علمية،حقيقة سياسية…)كما طرق تأسيس الحقيقة و اتباتها تختلف كذلك فمثلا فيما يخص الحقيقة الذاتية يرى ابن رشد أنها واحدة الى ان انتقال تتبيتها و إثباتها تختلف باختلاف شرائح الناس وطباعهم وقدراتهم الفكرية, الشيء الذي يحتم تنوع أشكال تبليغ هذه الحقيقة الشرعية وذلك أما عن طريق البرهان أو الجدل أو الخطابة بحسب سبل تصديق المسلمين. كما يقر ابن رشد أن الحقيقة الذاتية لا تختلف عن الحقيقة الفلسفية لان كلتيهما حق و الحق لا يظاهي الحق بل يوافقه و يشهد له فما هي أنواع الحقيقة و ما هي ميزتها؟
الحقيقة / ميزتها | دينية | فلسفية | علمية |
مصدرها منهجها لغتها طبيعتها | الوحي البرهان + الجذل +الخطابة مقدسة مطلقة | العقل+الحديث الحجاج مفاهمية إشكالية | التجربة+العقل البرهان+الاستدلال رمزية |
بمفاهيمها علاقة الحقيقة بالسلطة؟
ان ارتباط الحقيقة بالخطاب الذي ينتجها يفرض سلطة و نفوذا لا من حيث ما تحمله هذه الحقيقة من سلطتها نتيجة قوتها و قدرتها على الإقناع والبرهان بل حيث هيمنة خطاب المؤسسات السياسية و الاقتصادية عليها و ما يحمله الخطاب من سلطة الفلسفة أو المؤسسات المهيمنة تعمل على انتاج الحقيقة التي تتحول بدورها لتصبح في خدمة هذه السلطة, بل إنها إنتاجها تصبح هي دائما سلطة . إذن فالحقيقة لم تعد متعالية ومفارقة للواقع كما اعتقد افلاطون بل أصبحت من صميم الواقع والمجتمع و المؤسسات المنتجة للخطاب فيه. إذن فالحقيقة تنشا داخل كل المجتمعات حسب خصوصية كل مجتمع و الإمكانيات المتاحة فيه. فإذا كانت المجتمعات المعاصرة تعرف هيمنة الخطاب العلمي كخطاب جدي لانه وحده يستطيع بلوغ حقائق دقيقة مما يجعل المؤسسات العلمية هي صاحبة النفوذ فان المجتمعات العربية تعرف هيمنة الخطاب الديني اكثر مما يسم الحقيقة بطابع ديني و يدعو مشال فوكو في الأخير الى ضرورة أبعاد الحقيقة عن أشكال الهيمنة التي تشغل داخلها لان ذلك يؤدي الى طغيان بغض الأجهزة على حساب باقي مكونات المجتمع. فهل ارتباط الحقيقة بالسلطة يجعلها بمنأى عن نقائضها؟
1 علاقة الحقيقة باضدادها
الحقيقة لا توجد خالصة و لانقية بل ترتبط و تختلط بشكل كبير مع أضدادها و خصوصا مع الخطأ و الوهم.
1- الحقيقة و الخطأ
الخطأ ملازم للحقيقة و لايمكن التخلص منه بسهولة لانه يشكل جزءا من تاريخ العلم فهذا الأخير يعرف تطورا و عوائق معرفية و أزمات واعادة النظر المستمرة في الأسس و المبادئ و المناهج و المفاهيم… الشي الذي يطرح فكرة نسبية الحقيقة و تغيرها على مر هذا التاريخ العلمي الذي ما هو إلا تاريخ تجاوز أخطاءه و تحرر منها عن طريق التخلص من بادئ الرأي أو الظن وتحطيمه.
ب-الحقيقة و الوهم
يميز الوهم ضدا أخر يلتسق بالحقيقة و يرتبط بها و هو أقوى من الخطأ الآن هذا الأخير يمكن اكتشافه و تصحيحه أما الوهم فيصعب اكتشافه و التخلص منه. أن هذا الوهم الملتسق بالحقيقة له مصدر, فهو من جهة ناتج عن رغبة الإنسان في حفظ حياته و العيش في سلام الشيء الذي قد يؤدي به إلى عدم استعمال عقله و اللجوء إلى الكتمان و الكذب بدل التصريح بالحقيقة مخافة العواقب الوخيمة التي قد تشكل خطرا على حياته. إما المصدرII للوهم فهو طبيعة اللغة في حد آتها لكونها لاتنقل الواقع أو الحقيقة كما هي بل تستخدم وسائل بديلة كالاستعارات و التشبيهات والرموز... الشي الدي يجعلنا في استعمالنا لهده اللغة بمعنى الحقيقة ادن فالحقيقة مع نيشه لم تعد تلك القيمة الأخلاقية الحقيقية بل هي مجرد أوهام نسينا أنها أوهام واستعارة فقدت من فرط الاستعمال والتداول جمالها الحسي الخلاب .فهل تطابق الحقيقة مع أضدادها معناه فقدانها لكل قيمة.
المحور الخامس قيمة الحقيقة
الإشكال
-على أي أساس تتحدد قيمة الحقيقة ووظيفتها؟ هل في بعدها الأخلاقي أم في بعدها العملي
-تتمثل أهمية الحقيقة و قيمتها في كونها غاية في ذاتها فهي ما يرغب فيه الإنسان و يفضله سواء على مستوى الفكر النظري أو على مستوى الممارسة العملية أو حتى الأخلاقية. فهل يتوخى الإنسان الحقيقة كغاية في ذاتها أم ينشدها كوسيلة لتحقيق أشياء أخرى
1 الحقيقة كواجب أخلاقي (كانط)
يعتبر كانط الحقيقة واجبا حقيقيا يشكل غاية في دانه و يفرض نفسه على الجميع دون قيد أو شرط
فالحقيقة بهدا المعنى قيمة أخلاقية ذات بعد سام رفيع تلزم كل الأفراد على التحلي بها في تصريحاتهم و أقوالهم و سلوكا تهم و توجب من تم ضرورة الابتعاد عن نقائضها (الكذب) لما تلحقه من أضرار بالفرد و بالمجتمع كافة. دلك أن الكذب ولو على إنسان واحد يضر بالإنسانية جمعاء لكونه يحطم التواصل و الاحترام المتبادل بين الأفراد و يجرد منبع الحق من الصفة الشرعية, ادن فالحقيقة مع كانط كونية مطلقة تتجسد كغاية في ذاتها و تفرض نفسها على الجميع في جميع الظروف و الملابسات لكونها نابعة من فكرة الواجب الأخلاقي ولان من مقتضيات العقل المقدسة أن يكون الإنسان صادقا في تصريحاته وسلوكا ته و حتى وان أظهر+ صدقه هو أو بغيره
2- الحقيقة كقيمة عملية نفعية (وليام تجيمس)
4) يقوم التصور البر غماني (النفعي) للحقيقة عند وليام تجيمس على أساس أنه ليست هناك حقيقة مطلقة فد ذاتها, بل الحقيقة هي التصور الدي يؤدي إلى تحقيق غرض نافع نستنتج منه الرضى. فالفكرة الصادقة هي التي تعنينا في الواقع و تؤدي وضيفة توجيهها نحو الاستفادة من وجودنا. أما الأفكار التي لاتحقق لنا الفائدة والمصلحة فتعتبر خاطئة. هكذا يصبح معيار الحقيقة مع وليام جيمس هو العمل المنتج و المرودية والفائدة حيث يقول إن الفكرة تصبح حقيقية) ادن فهو يربط الافكار الحقيقية بالعمل باعتبارها أد وات ثمينة تتيح لنا الاستفادة سواء على المستوى النظري أو العلمي أو الديني أو السياسي... وبالتالي فهو يضفي عليها طابع الاختلاف الانها تصبح مجرد أدوات أو وسائل لتحقيق المصالح. وهو بهدا الموقف البرغماتي في الحقيقة عرض القيم الأخلاقية للخطر و جعلها مرتبطة بأهوائنا ومصالحنا مما دفع بالعديد إلى انتقاده.
moh teclation- شكر و تقدير
-
عدد الرسائل : 12
تاريخ الميلاد : 08/10/1990
العمر : 34
الدولة : maroc
المهنة : ETUDIENT
المدينة : marrakech
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: لحقيقة
شكرآ أخي على هذآ آلموضوع آلذي يدرس الحقيقة لمفهوم عميق الدلالة
أسيرة الصمت- نجمة المنتدى
-
عدد الرسائل : 775
تاريخ الميلاد : 21/07/1991
العمر : 33
الدولة : maroc
المدينة : ouarzazate
الأوسمة :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى