النرجسية هل من علاج؟
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
النرجسية هل من علاج؟
النرجسية:
مصطلح يشير عموماً إلى الشعور الذي يستحوذ على المرء ويجعله يعشق صورته أو أنانيته أو جسده أو مثالاً معيناً له، وهو مفهوم بالغ الأهمية في نظرية التحليل النفسي
للذات. فقد أخذ فرويد أسطورة نارسيسوس (نرجس) من أعمال الشاعر أوفيد وبنى عليها فكرته عن حب النفس بصورة قاتمة، وربط بين عواقب الانهمام بالهوية وبين الكآبة السوداوية وفقد الأنا. وتنقسم فكرة فرويد عن النرجسية إلى شقين: النرجسية الأولية، وهي جانب ضروري في نمو الأنا ويرتبط بالعناصر الغريزية في النفس ويتوقف على طبيعة العلاقات مع الآخرين، والنرجسية الثانوية ومعناها التفسخ المرضي للأنا والمرتبط بإدراك المرء أن طلب الحب المطلق أمر مستحيل، وفي حالة الكآبة السوداوية يتحول هذا الإحباط إلى انشغال تام بموضوع الحب الضائع أو بالأنا المتعلقة به أو بالمثال المرتبط بفكرة الموت المجسد، حيث تبدأ الأنا العليا الحاكمة في إنزال العقاب بالأنا، وينقسم الكتاب المعاصرون في الرأي حول النرجسية الثانوية، وهل تعمل عمل النقد الموجه لمركزية الأنا، أم أنها نموذج للمطالب الطفولية في الثقافة المعاصرة، وفي سياق النسوية تعتبر الأنا والقدرة على الفعل فكرتين سياسيتين هامتين، بينما يعتبر الانهمام بالهوية نوعاً من أنواع من التسلط. ويلاحظ أن شقي الفكرة النرجسية عند فرويد يعبران عن هذه الإشكالية المتواصلة.
افتتان المرء بجسده النرجسية
جاءت هذه التسمية من "نرجس" narcissus وهو اسم أحد الشخصيات في الأساطير الإغريقية وقد كان هذا الشخص شاباً جميلاً تنجذب له العديد من الفتيات الجميلات ولكن ما كدر النساء أنه لم يكن يكترث بأي منهن. ولقد وقعت echo وهي أحدى الحوريات في حبه ولكنه رفض حبها بقسوة وكعقاب له على عدم تعاطفه وقسوته لعنته الآلهة بأن يحب نفسه فقط. وفي يوم ما مال "نرجس" narcissus فوق بركة ماء ليشرب فرأى انعكاس صورته على الماء ووقع في حب نفسه. وفي هذه اللحظة فطن إلى أنه قد أحب نفسه تماماً كما وقع الآخرون في حبه. ولم يستطيع أن يتوقف عن النظر إلى انعكاس صورته في الماء ولذلك ابتعد بسرعة عن حب نفسه ومات على ضفة البركة ونبتت حيث مات زهرة أطلق عليها (narcissus النرجس) ويخبرنا علماء النفس أن كل شخص بحاجة إلى عنصر ما من عناصر النرجسية أو حب النفس حيث إن هناك نوعاً صحياً من الافتتان بالنفس والذي يؤدي بنا إلى أن نحقق أشياء ويساعدنا على تنمية احترام الذات. وفي هذا التوضيح والتعبير غير الصحي سيصبح الافتتان بالنفس هو العامل المهين في حياة الشخص حيث سيصبح الشخص النرجسي يرى نفسه/ نفسها على أنه يتفوق على الآخرين وسيكون استغلالياً ويركز على نفسه فيشتاق إلى التحليق الدائم. وسيغضب ويتوتر عندما يتم توجه الانتقاد إليه وسيكتئب نتيجة للإخفاقات. ويبدو النرجسيون واثقين من أنفسهم في الظاهر ولكن في الباطن فإنهم قلقون ولا يشعرون بالأمان.
وتناقش النرجسية عادة في علاقتها بالأفراد ولكنها لها مضامينها الاجتماعية والسياسية ويمكن أن توجد في الجماعات أيضاً. ولقد اقترح فرويد أن الأفراد يمكن أن يركزوا اهتمامهم وطاقتهم (وبصفة خاصة الطاقة الشهوانية أو الجنسية) في أي من الاتجاهين. سواء كان تجاه العالم الخارجي أو تجاه النفس. فعندما كنا صغار كنا نركز طاقتنا وجهدنا على أنفسنا وكلما نكبر نتعلم أن نعيد توجيههما في جميع الأحوال إلى الخارج.
ويقترح بعض علماء النفس أن جذور النرجسية تنمو عندما يتراوح سن الأطفال من 18شهر حتى 3أعوام. حيث يقولون إنه إذا لم يسمح للطفل في هذه المجموعة العمرية أن ينمي هويته وإذا يتم الاعتداء عليه لفظياً وانتقاده من والديه فسيشعر بأن هناك خطأ ما وعليه سينمي بعض نماذج نرجسية للسلوك- التكبر وإحساس مختال بالتفوق- لحماية نفسه/ نفسها من مشاعر القصور.
ويناقش إريك فروم erich fromm النرجسية في كتابه "عظمة وقيود فكر فرويد" (1980) greatness and limitations of freud thought حيث يقدم عدداً من النقاط المهمة. ويقترح أن النرجسية لها قيمة خالدة، فسنشعر بأهميتها لدرجة تجعلنا نعتني بأنفسنا ونحقق الأشياء وغيرها. ويقترح أيضاً أن آراء فرويد عن النرجسية قد تشوهت بآرائه عن المرأة وطبيعة الحب، ووفقاً لفروم fromm فإن فرويد لم يستطيع رؤية أن النرجسية مضادة للحب وذلك لأنه كانت لديه أفكاره الخاطئة عن الأسلوب الذي يحب به كل من الرجل والمرأة بعضهم البعض ولقد نبع هذا جزئياً من النظام الطبقي والأسلوب الذي تعلمت به نساء الطبقات الوسطى كيف يتصرفن.
ويعد معظم النرجسيين من الأفراد الجذابين- ويقترح فروم (1980) froom أن معظم الفنانين والكتاب المبدعين والراقصات والسياسيين من ذوي الشخصيات النرجسية إلا أن هذه النرجسية لا تتداخل في فنهم بل تساعدهم فيه. ووفقاً له فإن هؤلاء النرجسيين يجسدون صورة لما يجب أن يكون عليه الإنسان العادي وهو ما ينطبق على الإنسان العادي (والذي لا يقيم القلق الذي يعاني منه المريض بالنرجسية).
كما قام فروم fromm أيضاً بالتفريق بين النرجسية والأنانية. فالأخير يشير إلى نوع من الأثرة والطمع وهو ما يختلف عن الرؤية المشوهة للواقع الموجودة في النرجسيين والذين قد لا يكونون أنانيين ولكنهم مصابين بحب الذات. وقد يكون الشخص المحب لذاته أنانياً ولكنه قد يكون واقعياً في الوقت ذاته، يوجه بعض النرجسيين طاقاتهم نحو إخفاء حبهم لأنفسهم حيث يرتدون قناع الخضوع ويشتركون في سلوكيات غير أنانية مثل القيام بأعمال إنسانية عديدة كوسيلة لإخفاء نرجسيتهم.
وبشكل عام فإن كل هذا يجعل من الصعوبة اكتشاف النرجسية والتعامل معها ولا يميل النرجسيون إلى أن يرتبطوا بالمعالجين ويرفضون العلاج وهناك ميل في الفكر الاجتماعي لربط المصطلحات سوياً وتفسير الأنانية والاهتمام المتزايد بالنفس وفرط الفردية كنرجسية. وبالطبع فإن الأنانية والنرجسية عادة ما يكونان مرتبطين ببعضهما البعض.
ويطرح فروم (1980) مناقشة مهمة لما يدعو له بالنرجسية الجماعية ونوع الشيء الموجود داخل الناس والذين يؤكدون كما يفعل معظم الأمريكيين (أو اعتادوا عليها على الأقل) مع إحساس بالتقوى والأفضلية "نحن رقم واحد بالنسبة لشعوب العالم" وسنرى هذا الأمر أيضاً لدى مشجعي الفرق الرياضية. ووفقاً لفروم فإن النرجسية الجماعية ترتبط بالأنظمة الاقتصادية التي تقوم على الأنانية وتحاول تحقيق الحد الأقصى من الأرباح على حساب الآخرين. وهو ما يعني أن النرجسية الجماعية ترتبط بالإنحياز الذي يجده الفرد في المجتمعات الصناعية الحديثة.
إن الشخص العادي يعيش في ظروف اجتماعية تقيد من تنمية نرجسية مكثفة فما الذي يغذي نرجسية الفقراء الذين لهم مظهر اجتماعي أقل والذين يميل أطفالهم إلى أن ينظروا إليهم باحتقار؟ فهو لا شيء ولكن إذا ما كان يمكن أن يتعرف على دولته حينها يكون هو كل شيء.
وتعد النرجسية مفيدة جداً للحكومات عندما ترغب على سبيل المثال في حشد شعوبها وتجهيزها لخوض الحروب. ويتساءل فروم إذا ما كان الرجل والمرأة المعاصرين سيموتان من النرجسية نتيجة لمشاركتهما بالأنا في المجتمعات الصناعية شديدة الفنيات تماماً كما مات نرجس Narcissus نتيجة لوقوعه في حب صورته في بركة الماء.
ويهتم المعالجون النفسيون بالنرجسية وعادة ما يرونها في الأعداد المتزايدة من المرضى، ومن الصعب أن نقول إذا ما كان يوجد الآن نرجسية مقارنة بالعصور السابقة أو إذا ما كان المعالجون أكثر براعة في التعرف عليها. ومهما كانت الحالة فإن النرجسية بأشكالها العديدة الخفية – تظل مشكلة – لها أهميتها الكبيرة لكل من الأفراد والثقافات الأمريكية والتكنولوجية الحديثة الأخرى.
وسواء ما إذا كانت أنانية أو نرجسية (أو مجموعة من كليهما) وهو ما يعتبر أمرا خاطئاً حيث إن التركيز المتزايد في الثقافة الأمريكية وفي هيئاتنا السياسية قد كان على الفرد وحقوقه والشركات الخاصة والطموحات الشخصية لاستثناء النطاق العام وإحساساً بمسئوليتنا الجماعية والتزامنا الجماعي. وكنتيجة لذلك يرى العديد من النقاد عدم وجود أي توازن وأن علينا أن نجد أساليب جديدة للتخلص من دوافعنا النرجسية وميولنا النرجسية وتوجيه اهتماماتنا إلى الخارج.
نرجسية:
النرجسية تعني حب النفس وهذه الكلمة نسبة إلى أسطورة يونانية، ورد فيها أن ناريس كان آية في الجمال وقد عشق نفسه عندما رأى وجهه في الماء.
الصفة الأساسية في الشخصية النرجسية هي الأنانية فالنرجسي عاشق لنفسه ويري أنه الأفضل والأجمل والأذكي ويري الناس أقل منه ولذلك فهو يستبيح لنفسة استغلال الناس وتسخيرهم. والنرجسي يهتم كثيرا بمظهرة وأناقته ويدقق كثيرا في أختيار ملابسه ويعنيه كيف يبدو في عيون الأخرين وكيف يثير أعجابهم ويستفزه التجاهل جدا ويحنقه النقد ولا يريد أن يسمع إلا المديح وكلمات الأعجاب.
النرجسية مصطلح استقاه المحلل النفساني سيجموند فرويد من الأسطورة اليونانية، ونرجس هذا هو "ابن الحورية الزرقاء ليروب، من مدينة Thespide، حاصرها يوما إلـــه النهر سيفيسيوس بقنواته، فتمكن من اغتصابها وقد قالت العرافة Lyriopy أن ابنها نرجس سوف يعيش حتى يبلغ سنا كبيرا بشرط أن لا يعرف نفسه أبدا.
وكان نرجس رمزا للجمال، وفي الواقع كان أي شخص له العذر إذا وقع في حب نرجس حتى عندما كان طفلا. وعندما بلغ ستة عشر سنة وقع في حب أحباء وعشاق من الجنسين رفضوا دون رحمة ودون تفكير أن يحبهم، إذ كان لديه غرور كبير.
وفي يوم من الأيام أرسل نرجس سيفا إلى شخص يدعى امينوس، أحد معجبيه وأكثرهم إلحاحا وقد سمي نهر امينوس باسمه، وفعلا قتل امينوس نفسه على عتبة نرجس داعيا الآلهة أن ينتقموا منه. وسمعت الدعاء الآلهة أرامتوس آلهة الصبر أخت أبولو، وسمعت الصلاة فدعت أن يقع نرجس في الحب. فآثر في يوم من الأيام الذهاب إلى منطقة يطلق عليها "دوناكون" في إقليم ميساثيبا عند نبع ماء صاف كالفضة، ولم يكن قد عكرته الأغنام ولم تكن الطيور قد شربت منه ولم يسقط فيه أبدا فرع شجرة من الأشجار التي تجاوره وعندما انثنى نرجس ليشرب وقع في حب الصورة المنعكسة في الماء، وفي أول الأمر حاول أن يقبل الولد الجميل الموجود بمواجهته ولكن سرعان ما تعرف على نفسه فظل يحملق مفتونا في النبع ساعة بعد ساعة، وأخذ يتساءل كيف يمكنه احتمال أن يمتلك وفي نفس الوقت لا يمتلك؟ وهده الحزن ومع ذلك فكان يسعد ويفرح في عذابه عالما على الأقل أن نفسه الأخرى سوف تبقى مخلصة له مهما حدث.
أما عن إكو Echo، فبالرغم مما أصابها فإنها اشتركت معه في حزنه، وكانت تردد ما يقوله نرجس وخاصة في آخر حياته عندما اخذ يردد "خلاص" "انتهى". عندما كان يغمد خنجره في صدره، وأيضا آخر آه نطق بها نرجس هي قول [آه أيها الشقي المحبوب دون جدوى وداعا]. وقد روت دمه الأرض، ومن هذه الأرض نمت زهرة النرجس البيضاء بعروقها الحمراء".
إن تأويل هذه الأسطورة اليونانية مكن فرويد من اكتشاف هذه العقدة، وهي افتتان الذات بنفسها، نرى معالم هذه العقدة النفسية من خلال شعر المتنبي وسيرته الحياتية.
يقول المتنبي في صباه:
أمط عنك تشبيهي بما وكأنما فما أحد فوقي ولا أحد مثلي.
منقول للإفادة...!
مصطلح يشير عموماً إلى الشعور الذي يستحوذ على المرء ويجعله يعشق صورته أو أنانيته أو جسده أو مثالاً معيناً له، وهو مفهوم بالغ الأهمية في نظرية التحليل النفسي
للذات. فقد أخذ فرويد أسطورة نارسيسوس (نرجس) من أعمال الشاعر أوفيد وبنى عليها فكرته عن حب النفس بصورة قاتمة، وربط بين عواقب الانهمام بالهوية وبين الكآبة السوداوية وفقد الأنا. وتنقسم فكرة فرويد عن النرجسية إلى شقين: النرجسية الأولية، وهي جانب ضروري في نمو الأنا ويرتبط بالعناصر الغريزية في النفس ويتوقف على طبيعة العلاقات مع الآخرين، والنرجسية الثانوية ومعناها التفسخ المرضي للأنا والمرتبط بإدراك المرء أن طلب الحب المطلق أمر مستحيل، وفي حالة الكآبة السوداوية يتحول هذا الإحباط إلى انشغال تام بموضوع الحب الضائع أو بالأنا المتعلقة به أو بالمثال المرتبط بفكرة الموت المجسد، حيث تبدأ الأنا العليا الحاكمة في إنزال العقاب بالأنا، وينقسم الكتاب المعاصرون في الرأي حول النرجسية الثانوية، وهل تعمل عمل النقد الموجه لمركزية الأنا، أم أنها نموذج للمطالب الطفولية في الثقافة المعاصرة، وفي سياق النسوية تعتبر الأنا والقدرة على الفعل فكرتين سياسيتين هامتين، بينما يعتبر الانهمام بالهوية نوعاً من أنواع من التسلط. ويلاحظ أن شقي الفكرة النرجسية عند فرويد يعبران عن هذه الإشكالية المتواصلة.
افتتان المرء بجسده النرجسية
جاءت هذه التسمية من "نرجس" narcissus وهو اسم أحد الشخصيات في الأساطير الإغريقية وقد كان هذا الشخص شاباً جميلاً تنجذب له العديد من الفتيات الجميلات ولكن ما كدر النساء أنه لم يكن يكترث بأي منهن. ولقد وقعت echo وهي أحدى الحوريات في حبه ولكنه رفض حبها بقسوة وكعقاب له على عدم تعاطفه وقسوته لعنته الآلهة بأن يحب نفسه فقط. وفي يوم ما مال "نرجس" narcissus فوق بركة ماء ليشرب فرأى انعكاس صورته على الماء ووقع في حب نفسه. وفي هذه اللحظة فطن إلى أنه قد أحب نفسه تماماً كما وقع الآخرون في حبه. ولم يستطيع أن يتوقف عن النظر إلى انعكاس صورته في الماء ولذلك ابتعد بسرعة عن حب نفسه ومات على ضفة البركة ونبتت حيث مات زهرة أطلق عليها (narcissus النرجس) ويخبرنا علماء النفس أن كل شخص بحاجة إلى عنصر ما من عناصر النرجسية أو حب النفس حيث إن هناك نوعاً صحياً من الافتتان بالنفس والذي يؤدي بنا إلى أن نحقق أشياء ويساعدنا على تنمية احترام الذات. وفي هذا التوضيح والتعبير غير الصحي سيصبح الافتتان بالنفس هو العامل المهين في حياة الشخص حيث سيصبح الشخص النرجسي يرى نفسه/ نفسها على أنه يتفوق على الآخرين وسيكون استغلالياً ويركز على نفسه فيشتاق إلى التحليق الدائم. وسيغضب ويتوتر عندما يتم توجه الانتقاد إليه وسيكتئب نتيجة للإخفاقات. ويبدو النرجسيون واثقين من أنفسهم في الظاهر ولكن في الباطن فإنهم قلقون ولا يشعرون بالأمان.
وتناقش النرجسية عادة في علاقتها بالأفراد ولكنها لها مضامينها الاجتماعية والسياسية ويمكن أن توجد في الجماعات أيضاً. ولقد اقترح فرويد أن الأفراد يمكن أن يركزوا اهتمامهم وطاقتهم (وبصفة خاصة الطاقة الشهوانية أو الجنسية) في أي من الاتجاهين. سواء كان تجاه العالم الخارجي أو تجاه النفس. فعندما كنا صغار كنا نركز طاقتنا وجهدنا على أنفسنا وكلما نكبر نتعلم أن نعيد توجيههما في جميع الأحوال إلى الخارج.
ويقترح بعض علماء النفس أن جذور النرجسية تنمو عندما يتراوح سن الأطفال من 18شهر حتى 3أعوام. حيث يقولون إنه إذا لم يسمح للطفل في هذه المجموعة العمرية أن ينمي هويته وإذا يتم الاعتداء عليه لفظياً وانتقاده من والديه فسيشعر بأن هناك خطأ ما وعليه سينمي بعض نماذج نرجسية للسلوك- التكبر وإحساس مختال بالتفوق- لحماية نفسه/ نفسها من مشاعر القصور.
ويناقش إريك فروم erich fromm النرجسية في كتابه "عظمة وقيود فكر فرويد" (1980) greatness and limitations of freud thought حيث يقدم عدداً من النقاط المهمة. ويقترح أن النرجسية لها قيمة خالدة، فسنشعر بأهميتها لدرجة تجعلنا نعتني بأنفسنا ونحقق الأشياء وغيرها. ويقترح أيضاً أن آراء فرويد عن النرجسية قد تشوهت بآرائه عن المرأة وطبيعة الحب، ووفقاً لفروم fromm فإن فرويد لم يستطيع رؤية أن النرجسية مضادة للحب وذلك لأنه كانت لديه أفكاره الخاطئة عن الأسلوب الذي يحب به كل من الرجل والمرأة بعضهم البعض ولقد نبع هذا جزئياً من النظام الطبقي والأسلوب الذي تعلمت به نساء الطبقات الوسطى كيف يتصرفن.
ويعد معظم النرجسيين من الأفراد الجذابين- ويقترح فروم (1980) froom أن معظم الفنانين والكتاب المبدعين والراقصات والسياسيين من ذوي الشخصيات النرجسية إلا أن هذه النرجسية لا تتداخل في فنهم بل تساعدهم فيه. ووفقاً له فإن هؤلاء النرجسيين يجسدون صورة لما يجب أن يكون عليه الإنسان العادي وهو ما ينطبق على الإنسان العادي (والذي لا يقيم القلق الذي يعاني منه المريض بالنرجسية).
كما قام فروم fromm أيضاً بالتفريق بين النرجسية والأنانية. فالأخير يشير إلى نوع من الأثرة والطمع وهو ما يختلف عن الرؤية المشوهة للواقع الموجودة في النرجسيين والذين قد لا يكونون أنانيين ولكنهم مصابين بحب الذات. وقد يكون الشخص المحب لذاته أنانياً ولكنه قد يكون واقعياً في الوقت ذاته، يوجه بعض النرجسيين طاقاتهم نحو إخفاء حبهم لأنفسهم حيث يرتدون قناع الخضوع ويشتركون في سلوكيات غير أنانية مثل القيام بأعمال إنسانية عديدة كوسيلة لإخفاء نرجسيتهم.
وبشكل عام فإن كل هذا يجعل من الصعوبة اكتشاف النرجسية والتعامل معها ولا يميل النرجسيون إلى أن يرتبطوا بالمعالجين ويرفضون العلاج وهناك ميل في الفكر الاجتماعي لربط المصطلحات سوياً وتفسير الأنانية والاهتمام المتزايد بالنفس وفرط الفردية كنرجسية. وبالطبع فإن الأنانية والنرجسية عادة ما يكونان مرتبطين ببعضهما البعض.
ويطرح فروم (1980) مناقشة مهمة لما يدعو له بالنرجسية الجماعية ونوع الشيء الموجود داخل الناس والذين يؤكدون كما يفعل معظم الأمريكيين (أو اعتادوا عليها على الأقل) مع إحساس بالتقوى والأفضلية "نحن رقم واحد بالنسبة لشعوب العالم" وسنرى هذا الأمر أيضاً لدى مشجعي الفرق الرياضية. ووفقاً لفروم فإن النرجسية الجماعية ترتبط بالأنظمة الاقتصادية التي تقوم على الأنانية وتحاول تحقيق الحد الأقصى من الأرباح على حساب الآخرين. وهو ما يعني أن النرجسية الجماعية ترتبط بالإنحياز الذي يجده الفرد في المجتمعات الصناعية الحديثة.
إن الشخص العادي يعيش في ظروف اجتماعية تقيد من تنمية نرجسية مكثفة فما الذي يغذي نرجسية الفقراء الذين لهم مظهر اجتماعي أقل والذين يميل أطفالهم إلى أن ينظروا إليهم باحتقار؟ فهو لا شيء ولكن إذا ما كان يمكن أن يتعرف على دولته حينها يكون هو كل شيء.
وتعد النرجسية مفيدة جداً للحكومات عندما ترغب على سبيل المثال في حشد شعوبها وتجهيزها لخوض الحروب. ويتساءل فروم إذا ما كان الرجل والمرأة المعاصرين سيموتان من النرجسية نتيجة لمشاركتهما بالأنا في المجتمعات الصناعية شديدة الفنيات تماماً كما مات نرجس Narcissus نتيجة لوقوعه في حب صورته في بركة الماء.
ويهتم المعالجون النفسيون بالنرجسية وعادة ما يرونها في الأعداد المتزايدة من المرضى، ومن الصعب أن نقول إذا ما كان يوجد الآن نرجسية مقارنة بالعصور السابقة أو إذا ما كان المعالجون أكثر براعة في التعرف عليها. ومهما كانت الحالة فإن النرجسية بأشكالها العديدة الخفية – تظل مشكلة – لها أهميتها الكبيرة لكل من الأفراد والثقافات الأمريكية والتكنولوجية الحديثة الأخرى.
وسواء ما إذا كانت أنانية أو نرجسية (أو مجموعة من كليهما) وهو ما يعتبر أمرا خاطئاً حيث إن التركيز المتزايد في الثقافة الأمريكية وفي هيئاتنا السياسية قد كان على الفرد وحقوقه والشركات الخاصة والطموحات الشخصية لاستثناء النطاق العام وإحساساً بمسئوليتنا الجماعية والتزامنا الجماعي. وكنتيجة لذلك يرى العديد من النقاد عدم وجود أي توازن وأن علينا أن نجد أساليب جديدة للتخلص من دوافعنا النرجسية وميولنا النرجسية وتوجيه اهتماماتنا إلى الخارج.
نرجسية:
النرجسية تعني حب النفس وهذه الكلمة نسبة إلى أسطورة يونانية، ورد فيها أن ناريس كان آية في الجمال وقد عشق نفسه عندما رأى وجهه في الماء.
الصفة الأساسية في الشخصية النرجسية هي الأنانية فالنرجسي عاشق لنفسه ويري أنه الأفضل والأجمل والأذكي ويري الناس أقل منه ولذلك فهو يستبيح لنفسة استغلال الناس وتسخيرهم. والنرجسي يهتم كثيرا بمظهرة وأناقته ويدقق كثيرا في أختيار ملابسه ويعنيه كيف يبدو في عيون الأخرين وكيف يثير أعجابهم ويستفزه التجاهل جدا ويحنقه النقد ولا يريد أن يسمع إلا المديح وكلمات الأعجاب.
النرجسية مصطلح استقاه المحلل النفساني سيجموند فرويد من الأسطورة اليونانية، ونرجس هذا هو "ابن الحورية الزرقاء ليروب، من مدينة Thespide، حاصرها يوما إلـــه النهر سيفيسيوس بقنواته، فتمكن من اغتصابها وقد قالت العرافة Lyriopy أن ابنها نرجس سوف يعيش حتى يبلغ سنا كبيرا بشرط أن لا يعرف نفسه أبدا.
وكان نرجس رمزا للجمال، وفي الواقع كان أي شخص له العذر إذا وقع في حب نرجس حتى عندما كان طفلا. وعندما بلغ ستة عشر سنة وقع في حب أحباء وعشاق من الجنسين رفضوا دون رحمة ودون تفكير أن يحبهم، إذ كان لديه غرور كبير.
وفي يوم من الأيام أرسل نرجس سيفا إلى شخص يدعى امينوس، أحد معجبيه وأكثرهم إلحاحا وقد سمي نهر امينوس باسمه، وفعلا قتل امينوس نفسه على عتبة نرجس داعيا الآلهة أن ينتقموا منه. وسمعت الدعاء الآلهة أرامتوس آلهة الصبر أخت أبولو، وسمعت الصلاة فدعت أن يقع نرجس في الحب. فآثر في يوم من الأيام الذهاب إلى منطقة يطلق عليها "دوناكون" في إقليم ميساثيبا عند نبع ماء صاف كالفضة، ولم يكن قد عكرته الأغنام ولم تكن الطيور قد شربت منه ولم يسقط فيه أبدا فرع شجرة من الأشجار التي تجاوره وعندما انثنى نرجس ليشرب وقع في حب الصورة المنعكسة في الماء، وفي أول الأمر حاول أن يقبل الولد الجميل الموجود بمواجهته ولكن سرعان ما تعرف على نفسه فظل يحملق مفتونا في النبع ساعة بعد ساعة، وأخذ يتساءل كيف يمكنه احتمال أن يمتلك وفي نفس الوقت لا يمتلك؟ وهده الحزن ومع ذلك فكان يسعد ويفرح في عذابه عالما على الأقل أن نفسه الأخرى سوف تبقى مخلصة له مهما حدث.
أما عن إكو Echo، فبالرغم مما أصابها فإنها اشتركت معه في حزنه، وكانت تردد ما يقوله نرجس وخاصة في آخر حياته عندما اخذ يردد "خلاص" "انتهى". عندما كان يغمد خنجره في صدره، وأيضا آخر آه نطق بها نرجس هي قول [آه أيها الشقي المحبوب دون جدوى وداعا]. وقد روت دمه الأرض، ومن هذه الأرض نمت زهرة النرجس البيضاء بعروقها الحمراء".
إن تأويل هذه الأسطورة اليونانية مكن فرويد من اكتشاف هذه العقدة، وهي افتتان الذات بنفسها، نرى معالم هذه العقدة النفسية من خلال شعر المتنبي وسيرته الحياتية.
يقول المتنبي في صباه:
أمط عنك تشبيهي بما وكأنما فما أحد فوقي ولا أحد مثلي.
منقول للإفادة...!
عبدالله سدراتي- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 376
تاريخ الميلاد : 29/03/1965
العمر : 59
الدولة : المغرب.
المهنة : التدبير.
المدينة : قلعة الورود.
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: النرجسية هل من علاج؟
علاج النرجسية في الإسلام:
الإنسان اجتماعي بطبعه، وقد عزز إسلامنا الخالد هذه الصفة في الإنسان، فدعاه إلى الاختلاط بالناس، وحضور جمعهم وجماعتهم، والتعاون معهم، والاتحاد وإياهم. ومن ذلك: حضور مجالس الخير والذكر، وعيادة المرضى، وحضور الجنائز، ومواساة المحتاجين، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، وإرشاد جاهلهم. وأمرنا إسلامنا الخالد بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجدال بالحسنى، وأيضاً قمع النفس عن الإيذاء، والتدرب على الصبر، والاحتمال، والاختلاط بالناس في وجوه الخير والنفع، وهو الأمر الذي كان عليه رسولنا الكريم {،، وسائر الأنبياء عليهم السلام وكذلك الخلفاء الراشدون، ومن بعدهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين، وأخيارهم ويستمدون ذلك من النصوص القرآنية والنبوية ومنها قول الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى"(2) {المائدة: 2}.
وقول الله في القرآن الكريم مخاطباً رسولنا الكريم: واخفض جناحك لمن \تبعك من المؤمنين 215 {الشعراء: 215}.
دعوة للتواضع ونبذ الكبر والتعالي اللذين يقودان للنرجسية، وحب الذات، وفي ذلك أيضاً قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين 54 {المائدة: 54}.
فالمسلم مدعو للتواضع مع المؤمنين، ومعيار التفوق ليس في الأصل، أو الجنس، أو السلالة، أو الطبقة الاجتماعية، أو الجاه، والثراء، والسلطان وإنما هو التقوى، والخوف من الله تعالى كما في قوله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى" وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم 13 {الحجرات: 13}.
والمسلم مدعو للبعد عن الغرور كما في قوله تعالى: فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن \تقى" 32 {النجم: 32}.
وفي الدعوة للبعد عن الكبر والتعالي يقول الله تعالى: ونادى" أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى" عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون 48 أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة \دخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون 49 {الأعراف: 48، 49}.
وفي الدعوة للتواضع يقول الرسول الكريم {: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد" (1).
فالبغي والفخر والكبر من السمات الذميمة في الإسلام. ولقد جاء الهدي النبوي المطهر: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"(2) وكان الرسول { يسلم على الصبية، وكان في بيته في خدمة أهله. ومن باب التواضع كان أنبياء الله تعالى يعملون في مهن بسيطة كالرعي، أو النجارة، أو الحدادة وعن الرسول { قوله: "ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم، فقال الصحابة: وأنت؟ قال: نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة"(3).
وفي تحريم الكبر والعجب يقول الله تعالى: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين 83 {القصص: 83}.
وقال تعالى: ولا تمش في الأرض مرحا 37 {الإسراء: 37}.
وفي الدعوة للتوسط والاعتدال يقول تعالى: ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور 18 {لقمان: 18}.
وفي بيان فضل التواضع يقول رسولنا الكريم { : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر" وقد فسر عليه الصلاة والسلام الكبر بأنه: "الكبر بطر الحق وغمط الناس"(4) أي احتقار الغير. وفي هذا الصدد يقول النبي {: "ألا أخبركم بأهل النار، كل عتل جواظ مستكبر"(5) وقال {: "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً"(6).
فنحن معشر المسلمين مدعوون لنبذ العجب والغرور والكبر، وهما مما يبعد الإنسان عن الكمال، وهما من أعظم المهالك في الحال والمآل، فكم من نعمة انقلبت بهما إلى نقمة؟ وكم من عز صار بهما ذلاً؟ وكم من قوة أصبحت بهما ضعفاً؟ ولذلك جاء الكتاب والسنة بتحريمهما، والتنفير منهما، والتحذير منهما؛ كما في قوله تعالى: وغرتكم الأماني حتى" جاء أمر الله وغركم بالله الغرور 14 {الحديد: 14}.
وقوله تعالى: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم 6 {الانفطار: 6}.
وقوله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا 25 {التوبة: 25}.
وفي ذم الإعجاب بالذات يقول الرسول الكريم {: "ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه من الخيلاء"(7). وقوله {: "إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك"(8). وقوله {: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني"(9).
وعلى ذلك فالمسلم عليه أن يتواضع في غير مذلة ولا مهانة، والتواضع من أخلاقه المثالية، وصفاته العالية، كما أن الكبر ليس له، ولا ينبغي لمثله؛ إذ المسلم يتواضع فلا يرتفع ولا يتكبر؛ لئلا ينخفض؛ إذ إن سنة الله تعالى جارية في رفع المتواضعين له، فالتواضع يجب أن يتحلى به المسلم.
تحياتي
amouna-amoura
الإنسان اجتماعي بطبعه، وقد عزز إسلامنا الخالد هذه الصفة في الإنسان، فدعاه إلى الاختلاط بالناس، وحضور جمعهم وجماعتهم، والتعاون معهم، والاتحاد وإياهم. ومن ذلك: حضور مجالس الخير والذكر، وعيادة المرضى، وحضور الجنائز، ومواساة المحتاجين، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، وإرشاد جاهلهم. وأمرنا إسلامنا الخالد بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجدال بالحسنى، وأيضاً قمع النفس عن الإيذاء، والتدرب على الصبر، والاحتمال، والاختلاط بالناس في وجوه الخير والنفع، وهو الأمر الذي كان عليه رسولنا الكريم {،، وسائر الأنبياء عليهم السلام وكذلك الخلفاء الراشدون، ومن بعدهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين، وأخيارهم ويستمدون ذلك من النصوص القرآنية والنبوية ومنها قول الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى"(2) {المائدة: 2}.
وقول الله في القرآن الكريم مخاطباً رسولنا الكريم: واخفض جناحك لمن \تبعك من المؤمنين 215 {الشعراء: 215}.
دعوة للتواضع ونبذ الكبر والتعالي اللذين يقودان للنرجسية، وحب الذات، وفي ذلك أيضاً قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين 54 {المائدة: 54}.
فالمسلم مدعو للتواضع مع المؤمنين، ومعيار التفوق ليس في الأصل، أو الجنس، أو السلالة، أو الطبقة الاجتماعية، أو الجاه، والثراء، والسلطان وإنما هو التقوى، والخوف من الله تعالى كما في قوله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى" وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم 13 {الحجرات: 13}.
والمسلم مدعو للبعد عن الغرور كما في قوله تعالى: فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن \تقى" 32 {النجم: 32}.
وفي الدعوة للبعد عن الكبر والتعالي يقول الله تعالى: ونادى" أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى" عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون 48 أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة \دخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون 49 {الأعراف: 48، 49}.
وفي الدعوة للتواضع يقول الرسول الكريم {: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد" (1).
فالبغي والفخر والكبر من السمات الذميمة في الإسلام. ولقد جاء الهدي النبوي المطهر: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"(2) وكان الرسول { يسلم على الصبية، وكان في بيته في خدمة أهله. ومن باب التواضع كان أنبياء الله تعالى يعملون في مهن بسيطة كالرعي، أو النجارة، أو الحدادة وعن الرسول { قوله: "ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم، فقال الصحابة: وأنت؟ قال: نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة"(3).
وفي تحريم الكبر والعجب يقول الله تعالى: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين 83 {القصص: 83}.
وقال تعالى: ولا تمش في الأرض مرحا 37 {الإسراء: 37}.
وفي الدعوة للتوسط والاعتدال يقول تعالى: ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور 18 {لقمان: 18}.
وفي بيان فضل التواضع يقول رسولنا الكريم { : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر" وقد فسر عليه الصلاة والسلام الكبر بأنه: "الكبر بطر الحق وغمط الناس"(4) أي احتقار الغير. وفي هذا الصدد يقول النبي {: "ألا أخبركم بأهل النار، كل عتل جواظ مستكبر"(5) وقال {: "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً"(6).
فنحن معشر المسلمين مدعوون لنبذ العجب والغرور والكبر، وهما مما يبعد الإنسان عن الكمال، وهما من أعظم المهالك في الحال والمآل، فكم من نعمة انقلبت بهما إلى نقمة؟ وكم من عز صار بهما ذلاً؟ وكم من قوة أصبحت بهما ضعفاً؟ ولذلك جاء الكتاب والسنة بتحريمهما، والتنفير منهما، والتحذير منهما؛ كما في قوله تعالى: وغرتكم الأماني حتى" جاء أمر الله وغركم بالله الغرور 14 {الحديد: 14}.
وقوله تعالى: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم 6 {الانفطار: 6}.
وقوله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا 25 {التوبة: 25}.
وفي ذم الإعجاب بالذات يقول الرسول الكريم {: "ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه من الخيلاء"(7). وقوله {: "إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك"(8). وقوله {: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني"(9).
وعلى ذلك فالمسلم عليه أن يتواضع في غير مذلة ولا مهانة، والتواضع من أخلاقه المثالية، وصفاته العالية، كما أن الكبر ليس له، ولا ينبغي لمثله؛ إذ المسلم يتواضع فلا يرتفع ولا يتكبر؛ لئلا ينخفض؛ إذ إن سنة الله تعالى جارية في رفع المتواضعين له، فالتواضع يجب أن يتحلى به المسلم.
تحياتي
amouna-amoura
amouna-amoura- عضوة إدارية
-
عدد الرسائل : 1301
تاريخ الميلاد : 21/03/1992
العمر : 32
الدولة : المغرب
المهنة : طالبة
المدينة : قلعة امكونة
الأوسمة :
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: النرجسية هل من علاج؟
الشكر الجزيل للأخ سدراتي على الطرح القيم وللأخت أمونة على الرد المناسب لم تدعي لنا ما نقول
دمتما وقودا للمنتدى
مودتي من الاعماق
دمتما وقودا للمنتدى
مودتي من الاعماق
خالد نجاح- الحضور المميز
-
عدد الرسائل : 136
تاريخ الميلاد : 15/04/1984
العمر : 40
الدولة : المغرب
المدينة : قلعة مكونة
الدولة :
احترام قوانين المنتدى :
رد: النرجسية هل من علاج؟
تحية أخي السدراتي على هذا الموضوع الجميل
وتحية للأخت amouna-amoura على الإضافات القيمة
في الحقيقة لقد ذكر الأخ السدراتي كل ما يتعلق بهذا المرض من حيث اشتقاقه الأسطوري وتمظهراته النفسية والاجتماعية، كما ذكرت الأخت أمونة امورة نظرة الإسلام لهذا المرض وكيف عالجه، وبدوري أقدم هنا بعض أشكال العلاج المتعارف عليها إكلينيكيا:
عادة لا يلجأ المصاب بالشخصية النرجسية للطبيب طلبا للعلاج إلا حال إصابته بأحد الأمراض المصاحبة لاضطراب شخصيته مثل القلق والاكتئاب أو من مشاكل في علاقته بالآخرين وبالذات المقربين منه.
العلاج الدوائي:
لا يوجد علاج ناجع لاضطراب الشخصية النرجسية إلا أن المهدئات ومضادات الاكتئاب وبالذات مثبطات ارتجاع السيروتونين مثل البروزاك في التحكم في الأعراض المصاحبة مثل القلق, نوبات الغضب, نوبات تقلب المزاج, الاكتئاب والعدوانية النرجسية.
العلاج النفسي:
العلاج الفردي هو الأمثل بين العلاجات النفسية رغم أنه يحمل خطورة تولد شعور بالعدائية بين المعالج ومريضه نظرا لحدة سمات الشخصية النرجسية.
مودتي
وتحية للأخت amouna-amoura على الإضافات القيمة
في الحقيقة لقد ذكر الأخ السدراتي كل ما يتعلق بهذا المرض من حيث اشتقاقه الأسطوري وتمظهراته النفسية والاجتماعية، كما ذكرت الأخت أمونة امورة نظرة الإسلام لهذا المرض وكيف عالجه، وبدوري أقدم هنا بعض أشكال العلاج المتعارف عليها إكلينيكيا:
عادة لا يلجأ المصاب بالشخصية النرجسية للطبيب طلبا للعلاج إلا حال إصابته بأحد الأمراض المصاحبة لاضطراب شخصيته مثل القلق والاكتئاب أو من مشاكل في علاقته بالآخرين وبالذات المقربين منه.
العلاج الدوائي:
لا يوجد علاج ناجع لاضطراب الشخصية النرجسية إلا أن المهدئات ومضادات الاكتئاب وبالذات مثبطات ارتجاع السيروتونين مثل البروزاك في التحكم في الأعراض المصاحبة مثل القلق, نوبات الغضب, نوبات تقلب المزاج, الاكتئاب والعدوانية النرجسية.
العلاج النفسي:
العلاج الفردي هو الأمثل بين العلاجات النفسية رغم أنه يحمل خطورة تولد شعور بالعدائية بين المعالج ومريضه نظرا لحدة سمات الشخصية النرجسية.
مودتي
سامي دقاقي- الوسام البرونزي
-
عدد الرسائل : 361
تاريخ الميلاد : 01/01/1977
العمر : 47
الدولة : المغرب
المدينة : قلعة مكونة
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى